روايات

رواية براءة روح الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح الفصل التاسع عشر 19 بقلم أسماء عبدالهادي

رواية براءة روح البارت التاسع عشر

رواية براءة روح الجزء التاسع عشر

رواية براءة روح
رواية براءة روح

رواية براءة روح الحلقة التاسعة عشر

عدى اليوم رغم كل اللي فيه وحادثة النجفة دي وترني أكتر
الا إني على أي حال نمت… اليوم فعلا كان طويل ومرهق وزين ختمه بغصبي على الخطوبة الفالصوا دي… اللي ياريت أخرج منها بأي طريقة
__
تاتي يوم الصبح لقيت الباب بيتفح فجأة قعدت مكاني ع السرير متحركتش ومتخضتش بس حطيت حجابي على راسي لأني كنت متوقعة مين… هو الوحيد اللي يقدر يعمل كدا …
لكنها خلفت توقعاتي… مطلعش زين… طلعت النسخة النسائية منه.. ياربي فولة واتقسمت نصين من الغتاتة
كنت عارفة انها مغلولة مني ومع اللي حصل امبارح أكيد بقت كرهاني اكتر وأكتر … طب اعمل ايه انا …زين اللي حطني في الموقف ده …وحظي العكر وقعني في طريقك يا يارا… رغم اني بحاول على قدر ما اقدر محتكش بيها
قربت مني زي الاعصار وقالت وهي بتحرك في رجليها بعصبية
_بقى انتي تضحكي على زين وتخليه يخطبك!!… اوعي تنسي نفسك … او تفكري إن بخطوبتك لزين انك بقيتي حاجة … انتي ولا حاجة… انتي مجرد مسخ…مشوهة منفرة … اللي يشوفك على حقيقتك يقرف منك… .
بلعت ريقي وبصتلها ببرود كإني مهتمتش بكلامها رغم ان كلامها ضايفني جدا على الصبح وكان كفيل انه يخلي يومي كله متعكر
قربت مني وقالت بتحذير
_زين جوزي أنا وبس ولو قربتي منه هنسفك من على وش الدنيا.
قالتها وبعدها زقتي بإيدها جامد في كتفي ومشيت وأخدت إعصارها معاها… وسابت أثاره وزعابيبه عندي أنا .
اتنهدت بغلب
هو ايه اللي بيحصلي… ليه مش عايزني أعيش بسلام …ليه بتقحموني في حوراراتكم وأنا أبعد ما يكون عنها
قررت منزلش من اوضتي اليوم ده..علشان متصدمش تاني لا بزين ولا بيارا
لكن بعد شوية طنط نادية جتلي تطمن عليا ونزلتني معاها علشان نفطر كلنا سوا… رغم محاولات رفضي إلا إنها أصرت فنزلت .
الكل لاحظ سكوتي وشرودي على غير العادة انا حقيقي كنت متضايقة رغم محاولاتي إني محطش في دماغي بس فشلت.
اللي عمله زين امبارح موترني .. خاتم الخطوبة بتاعه خانق على روحي… علشان كدا امبارح اول ما طلعت اوضتي امبارح قلعته وشيلته في الدرج .
فكروا اني لسه مصدومة من حادثة النجفة فبدؤا يطمنوا فيا وانها ان شاء الله مش هتتكرر تاني.
زين كان بين كل لحظة والتانية يبصلي ولما عيني جت في عينه صدفة رغم اني كنت بتفادى ده…لقيته بيبصلي بتوعد.. مش عارفة أنا عملت ايه تاني… واعمل ايه علشان يحل عني هو ويارا..
خلص الفطار ورحت اروق اعصابي شوية في الحديقة قدام زرعات طنط نادية ..ابص لزهرتي اللي اخترتها … السودا الوحيدة بين الزهرات ..لقيتها فتحت بدأت أكلم نفسي
_هى ممكن حياتي تبتدي تفتح زيها ولا هفضل في غلب كدا .
لقيته جاي ناحيتي وعلى وشه ابتسامة جميلة بزيه اللي عامله هيبة ووقار ملهاش حدود
_صباح الخير على زهرة العيلة .
ابتسمتله ورديت بدون وعي
_زهرة ثودا ملهاش ملامح يا جاثر.
ضيق ما بين حاجبيه وقال بقلق
_ليه كدا يا روح مالك… حد زعلك… زين زعلك… قوليلي .
اتنهدت ومبقتش عارفة ارد… انا مش عارفة ازاي قلت كدا أصلا
قرب مني
_روح فيكي ايه
_مفيش يا جاثر صدقني.. أنا بس افتكرت حياتي القديمة وببكي على أطلال اللي فاضل فيها.
_هنعيد ترميمه كله وهتبقى حياة جديدة قوية وجميلة بإذن الله
_يارب يا جاثر يارب.
_طب استأذن أنا علشان متأخرش على شغلي ..نفسك في إيه أجيبه وانا راجع
_ أبدا عمو على وعمو رؤوف مش مخليني محتاجة او نفثي في حاجة …في أمان الله ورعايته يا جاثر..
ابتسملي وبعدها ركب عربيته ومشي
لقيت اخينا جه قرب من مكاني ووشه اللي مش ناوي يفرده أبدا وهو بيكلمي
_أنا مش قلتلك متقوليش اسم جاسر تاتي!!
_ليه ..اثم جاثر بيضايقك في ايه !
_هو كدا ولما أقول كلمة تتسمع
_زين من فضلك انا اكتفيت من الأسلوب الآمر ده…. انت قلت خطوبتنا علشان اونث وجاثر…ومتتعداش كدا…ثيبني في حالي وخرجني من دماغك.
زين بص لإيدي ملقاش الخاتم فقال بحدة
_فين الخاتم.
خفت أقوله اني قلعته وحطيته في الدرج… أواجه زوبعة غضبه فقلت نسيته ف أوضتي.
_نثيته في اوضتي
_وشيلتيه من ايدك ليه أصلا.
دورت على اي حجة فقلت بسرعة
_مش متعودة ألبس خواتم.
بص على ايدي التانية شاف فيها الخاتم اللي عمي جابهولي
_ اااه والخاتم ده بس اللي متعودة عليه!!
ارتبكت مأخدتش بالي من الخاتم التاني فرديت بتلعثم
_دد… اه تقريبا اتعودت عليه.
زعق فيا وقال
_روح الخاتم بتاع خطوبتنا ميتقلعش من ايدك… واسم جاسر مسمعوش تاني قدامي .
اخدت نفس عميق وطلعته بغلب وقلت وأنا على أخري
_حاضر في حاجة تانية تؤمرني بيها يا حضرة الظابط ولا لأ… أنا اكتفيت النهاردة مرة انت ومرة يارا انتوا عايزين مني إيه .
قلت كلامي وقمت من مكاني علشان أطلع أوضتي ومش هنزل منها تاني مهما حاولوا
لقيت زين اعترض طريقي وقالي بحدة
_يارا!!!.. يارا كلمتك النهاردة!! ..كانت عايزة منك ايه
نفخت بصوت مسموع
_ممكن تطلعوني من دماغكم … أنا مش عايزة أدخل في عداء مع حد من أي نوع … ايوة أنا مجرمة زي ما انت بتقول… مسخ مشوة زي ما يارا بتقول.. سيبوني في حالي.. انا بحاول ارمم نفسي بالعافية… مش طالبة منكم الا إنكم تبعدوا عني ارجوكم … انا لو كان ليا مكان غير هنا كنت روحت.
قلتها وأنا خلاص فاض بيا تعبت حقيقي … ليه اتخطب لحد مش عايزاه.. اسمع كلام مهين واسكت ..ورغم ان في ناس هنا بتحبني وعمرها ما اذتني الا ان يارا وزين هما النقطة السودا في حياتي
سبته ومشيت وقف شوية وبعدين حصلني واعترض طريقي تاني وقالي بصوت كله غضب
_روح انطقي يارا قالتلك ايه..يارا قالت عليكي مسخ!!
غمضت عيني وأخدت نفس
_اسمع يا حضرة الظابط..يارا مراتك ومن حقها تغير عليك وتشوفتي كائن متطفل .. مقتحم حياتكم وبحاول أخد جوزها منها فاللي عملته ده رد فعل طبيعي .. بتدافع عن حياتكم مع بعض..وحضرتك السبب في كل ده.. فمتجيش تتحمق اوي وانت الملول في كل ده… وان كانت يارا سمعتني كلام صعب فانت سمعتي الألعن منه ..فبلاش الحمقة الكدابة دي..ولا هو انت تغلط عادي وهيه مش مسموح ليها بالغلط… شوف يا حضرة الظابط..خد بالك من بيتك ومن مراتك وطلعني من دماغك تمام وان كان على أونث وجاثر فأنا هحاول أقرب ما بينهم في أقرب وقت علشان أخلص من القيد اللي انت حطتني فيه… أنا طالعة اوضتي وياريت متعترضش طريقي تاني.
زين بصلي بغضب مكتوب لكنه متكلمش ومعترضش طريقي الا إنه اول ما مشيت كور ايده جامد وتقريبا فهم ان يارا وجعتني بكلامها ومش هتسيبني في حالي… لكنه هو السبب فعلا علشان كدا مقدرش يعمل في يارا حاجة رغم انه كان نفسه يروح يخنقها على جرحها ليا بالكلام .
فضل واقف شوية يأكل في نفسه وبعدين ركب عربيته ومشي ع شغله
___
طلعت اوضتي وبعد شوية جت لي أونس في معادها بعد ما اتصلت تعتذر لانها حاسة ان ممكن يكون الجو مش تمام ف الفيلا الا إني طلبت منها تيجي… انا مخنوقة ومحتاجاها اونس وجاسر وبس اللي بعرفوا يخرجوني من ضيقي وهيه متأخرتش
جت وقعدت معايا وأنا حاولت على قد ما اقدر ما بينش اني متضايقة علشان متزعلش علشاني … اونس رقيقة اوي واللي بيمسني كإنه مسها بالظبط..قضينا وقتنا مع بعض وبعدها أونس سألتني لما لقتني انا متطرقتش للموضوع
_ممم … مش ناوية تقوليلي بقا .
كنت بتوه عارفة انها هتسأل عن خطوبتي من زين
_ايه
_ايه حكاية الخطوبة وامتا سألك وانتي وافقتي.. اتني مجبتيش ليا سيرة خالص
اتندت
_ممم الموضوع جه فجأة يا اونث.
اونس رفعت حاجبها وقالت
_ فجأة ازاي يعني !
_عادي فاتحني في الموضوع وأنا وافقت
_ممم رغم اني مش مقتنعة….بس زين متجوز ياروح ..ليه متجوز!
_مش هتفرق صدقيني يا اونث … أنا شفت الفرحة في عنين عمي وحثيت انه ده كان رجاءه فمحبتش أزعله.
_وانتي فين من كل ده
_أنا أهو عايشة وكمان زين مظنش من النوع الظالم يعني .
_روح انا رفضت خليل علشان متجوز …
_انتي غيري يا أونس..ربنا يسعدك في حياتك ياحبيبتي…لكن أنا كان عليا حكم.. فرصتي أكيد قليلة فمش هتأمر يعني
_بس يارا مش هتسيبك في حالك…البنت دي أنا مش برتاح ليها أبدا… ليه تدخلي نفسك في الحوارات دي.. وبعدين اللي فات ده ميقلش منك في حاجة اوعي تفقدي ثقتك في نفسك او تقدمي تنازلات على حساب سعادتك .. روح انتي مش قليلة ..انتي كبيرة اوي… ومن حقك تعيشي حياتك بمحض ارادتك سعيدة ومرتاحة .
سكت ومبقتش عارفة ارد هقولها ايه اني قبلت علشان خاطر احقق سعادتها هيا .
فأونس ابتسمتلي وقالت
_ تعرفي …زين مش بيعمل الا اللي ف دماغه.. أكيد.. الموضوع مش حكاية والده …اكيد هو نفسه عايز كدا
طبعا أونس متعرفش الحقيقة فعقلها هداها للتفكير ده وانا ادعيت اني اقتنعت بكلامها علشان متشكش في حاجة
_ممكن فعلا يا أونس.
أونس ابتسملتي وحضنتني لأنها خلاص ماشية
_ربنا يسعدك يا حبيبتي… وعامة انتي لسه عندك وقت لو لقيتي نفسك مش مرتاحة تقدري تنهي كل حاجة.
وقفت علشان تقولي أنها ماشية افتكرت حاجة مهمة افتكرت جاسر وانها متأكدة انه بيحبني
_ اه صح جاسر لما عرف رد فعله ايه…اخدت بالي انه اتضايق
_ابدا بارك لينا وكان مبسوط جدا… هو بس اتضايق انه كان أخر من يعلم.. ان محدش فينا اداله خبر قبلها…بس اتقبل ان زين كان حابب يعملها مفآجئة…
اتنهدت اونس براحة
_تمام ياحبيبتي.. يلا أسيبك بقا علشان متأخرش على ماما.
_لا يا اونث علشان خاطري اتغدي معايا
_حبيبتي مش هينفع أنا أسفة مش بقدر أسيب ماما تأكل لوحدها… وهيه كمان بتفضل مستنياني .
_طب هقولك كلي معايا حاجة بسيطة وروحي كملي في البيت… علشان خاطري يا اونث مش عايزة أنزل أختلط بيارا .
اتنهدت أونس بضيق من موضوع يارا ومكانتش تتمنالي كدا أبدا
_حاضر يا حبيبتي اللي تشوفيه.
وعلى الغدا سألتني كنت بأكل انا وهيه في التراس
_هيه يارا اتعرضت ليكي ..
حاسه بكدا.
حاولت اني ابتسم ولا كأن حاجة حصلت
_ عادي يعني قالت كلمتين بايخين كدا وانا مهتمتش .
_يعني محرجتش عليكي انك تنزلي تحت!!..
_يعني أنا بس اللي مش حابة مشاكل من أي نوع
_علشان كدا يا روح مكنتش اتمنى ليكي حاجة زي كدا أبدا
_اللي حصل …الحمد لله
_الحمد لله دائما وابدا.
بعد الغدا نزلت علشان اوصل أونث وتحت في الحديقة قدام البوابة فقالتلي
_روح انا بقيت بتحرج من وجودي هنا كل يوم …يعني مش حاساها ظريفة… ايه رايك نتقابل في أي مكان نقضي فيه وقتنا مع بعض غير هنا وكمان ممكن نقعد عندنا في البيت …يعني تخرجي تفكي نفسك وتتعرفي ع الاماكن حواليكي.
_ممم فكرة حلوة اوي..هقول لعمي ويارب يوافق
_هيوافق ان شاء الله…يلا ياحبيبتي أشوفك على خير ..بكرة هكلمك من موبايل مدام فريدة أشوف هتعملي ايه.
_يعني مش هتجيني بكرة!
_بكرة هبدأ شغل بإذن الله كنت أخدة أجازة وخلصت .. هكلمك ونتفق على مواعيد نتقابل فيها بس أظبط أموري
_ربنا ييسر لك أمرك ياحبيبتي.
خلاص لسه أونس هتمشي لقينا جاسر جاي علينا ابتسلمنا وقال التحية
_السلام عليكم… ازيكم يا بنات… ازيك يا أنسة اونس عاملة ايه
_الحمد لله ..ازي حضرتك يا حضرة الظابط .
_الحمد لله بس ايه حضرة الظابط دي …احنا مش اتفقنا جاسر بس .
_اه معلش ..خليها كدا أفضل ..يلا عن اذنكم .
جاسر هز كتافه
_تمام.. مع السلامة .
مشت أونس وفضلت انا واقفة مع جاسر
فجاسر سألني
_صاحبتك في حاجة مضايقاها!!
_لا مفيش.
بعدها حبيت أديله علم ان أونس خلاص مش مخطوبة
_بس يمكن علشان خطيبها بعد ٣ سنين خطوبة طلع متجوز وهيه مكانتش تعرف .
_ايه!! معلقها معاه ٣ سنين وهو متجوز!!… وعملت ايه ؟
_ولا حاجة رفضت تكمل ورجعت ليه كل حاجته
_حسبي الله ونعم الوكيل.. مش عارف ايه الناس دي.
ابتسمتله وقلت بمكر
_يمكن علشان نصيبها مع حد تاني .
_ربنا يرزقها بابن الحلال …اونس طيبة وتستاهل كل خير.
_طيب ما ابن الحلال موجود أهو… ما يتحرك.
جاسر مفهمش وقالي
_مين
_انت يا جاسر.
_أنا
_أيوة ..انت… تعرف انكم فيكم كتير من بعض وبصراحة أنا بتمناكم لبعض .
رفع حاجبه باستغراب لان الموضوع ده عمره ما جه في باله أبدا
_تفتكري!!
_جدا… يلا فرحني واعمل خطوبتك انت وأونس زي أنا وزين .
_ممم انتي فاجئتيني يا روح ..بصراحة أنا مفكرتش في الموضوع ده قبل كدا.
_طيب فكر وأنا منتظراك… واسمع أنا مش هوافق بحد تاني غير اونس ..ماشي!
ضحك وقال
_ههه.. مم انتي مرتبة الدنيا بقا .
ضحكت أنا كمان
_أيون.. حضرتك عندك مانع
_ويا ترى أونس مرتبة معاكي هيه كمان
_خالص… أونث انا لثه مكلمتهاش…انا قلت أخد رأيك الأول
_تأخدي رأيي ولا تجبريني !
_مش هتفرق المهم ان ف النهاية اللي أنا عايزاه يتحقق.
_ههه .. ماشي يا ستي نشوف الموضوع ده بعدين
_جاثر انت وعدتني.
_حاضر يا بنتي ..خلاص بقا.
قلت بتحذير
_جاثر!!
_ههه والله حاضر.. ده انتي طلعتي مشكلة.
ضحكت وسكتت فقالي
_اتغديتي!!
_اه مع اونث مش عارفة هما اتغدوا ولا لسه .
_تمام بألف عافية …هطلع أنا سلام.
_سلام .
__
جاسر طلع وأنا كمان طلعت أوضتي ومخرجتش منها ولما حد يطلب مني انزل بتعلل بإني تعبانة
بالليل فجأة لقيت الباب بيتفح ولقيته في وشي …مش عارفة البني آدم ده معندوش أي خصوصية …انا بعد كدا هتربس الباب عليا ..رغم اني جبانة جدا وبخاف أعمل ده ..حتى أنا معظم الاوقات بسيب باب أوضتي موارب علشان محسش بالخوف
قالي بصوته الآمر
_روح البسي وانزلي عايزك .
اتعودت أحط حجابي جنبي علشان عمايل زين المستهترة دي
هزيت له بدماغي بلأ مش هنزل
_روح بقولك عايزك تحت
_لأ تعبانة مش عايزة أنزل.
لقيته فجأة بصلي باهتمام وبصوت كله لهفة وخوف
_مالك تعبانة بتشتكي من إيه !!
استغربت طريقته دي
_ماتشغلش بالك .. أنا كويسة .
_أنا بتكلم جد… أجيبلك دكتور!!
_لا لا .. الأمر مش محتاج
_طب بتشتكي من إيه
_وجعي ملوش دوا… أنا محتاجة أرتاح واكون لوحدي
زين تقريبا فهم اني متضايقة منه فقال تاني بنبرته الأولى
_طب البسي وانزلي حالا وكلامي يتنفذ.
_قلتلك مش عايزة أنزل .
_لو منزلتيش برضاكي هنزلك غصب
_هو انت متعرفش حاجة في حياتك غير الغصب .
_اه وان كان عاجبك.
_مش عاجبني.
_اخبطي دماغك في الحيط… قومي البسي اخلصي
_طب انت عايز مني ايه عندك حاجة قولها دلوقتي وخلصني .
_لا الكلام هيتقال تحت فانجزي الناس مستنية
_ناس مين.
_كلمة تاني وهاجي ألفحك في الحيط .
بصتله بغيظ
_طيب نازلة …يا باي
_من غير برطمة .
_اوف
_وبعدين!
ضربت برجلي في الارض وقلت وأنا بكز على أسناني
_ ياربي ..
وأول ما شافني متغاظة كدا ضحك ومشى وكإنه بيرتاح لما بيشوفني بالحالة دي .
لبست ونزلت ولقيت أعمامي قاعدين وكمان جاسر ومعاهم رجل غريب وزين قاعد جنبه وبيبصلي وبيبتسم .
فعمي رؤؤوف قال
_أدي العروسة نزلت أهي…
استقبلني زين وهمسلي
_مستعدة يا روح لكتب الكتاب!
_ ها كتب كتاب يعني ايه.
زين ابتسملي ابتسامة صفرا كلها مكر
_يعني نتجوز يا حبيبتي .
_نتجوز
_اه يا روح ما احنا اتفقنا .
_انا اتفقت معاك على حاجة!!
_روح ..عمي وأبويا متعشمين وفرحانين… تحبي تكسري بخاطرهم وتزعليهم! …وأمي هتموت من الفرحة ومش بعيد تكون بترقص هناك
_ياثلام .
_مش مصدقة؟
_لا طبعا مش مصدقة .
_طب اتلمي واقعدي..خلينا نخلص ..أبويا كدا هيشك
_بس أنا مش عايزة اتجوزك .
_وانا عايز وكلمتي هي اللي هتمشي .
_يا ثلام !!
_روح اخلصي جاسر بيبص علينا
_هروح أقوله اني مش عايزة
_علشان كنت اقطعلك لسانك اللي فرحانة بيه دا.
_وبعدين معاك بقا
_اخلصي يا روح ..واتأكدي إن جوزانا ده جزء من خطتنا… جاسر لما يلاقيكي خلاص روحتي منه هيطلعك من دماغه تماما وهيبتدي يفكر في اونس… فكري في مصلحة صاحبتك.
_طب على شرط.
_انجزي
_اول ما جاسر وأونس يتجوزوا ..ننفصل علطول
_بتحلمي
_ايه
_قصدي يعني.. ماشي وقتها ربنا يسهل اخلصي بقا… الناس هتفضل منتظرة كتير
_مش مطمنة ليك .
_انجزي يا زفتة وبطلي دلع
_اوف بقا …طيب
ضحك زين تاني وراح قعد مكانه جنب المأذون وانا قعدت جنب عمي رؤوف .
المأذون سألني
_أيه رأيك يا عروسة!
فزين قاله بسرعة
_أكيد هتكون محروجة ترد يا شيخنا… يلا اتفضل ابدأ
_على بركة الله .
تم كتب كتابي انا وزين وعمي على كان وكيلي … وعمو رؤوف وجاسر كانوا الشهدا على العقد.
المأذون مشي … وبعدها طنط نادية جت وباركتلي وطلعت علطول ع اوضتها..علشان عمتو أشجان متزعلش مهما كانت بنتها… وعمتو فريدة نفس الوضع …مشفتش لا يارا ولا يمنى في الوقت ده… حتى عمتو أشجان مشفتهاش
بس بعد كدا عرفت ان يارا ويمنى خرجوا بعربية يارا ولسه مرجعوش… وعمتو أشجان في أوضتها مدعية انها تعبانة .
استأذنت علشان أطلع أوضتي وأنا حاسة بالخنقة… محبش أبدا ان عمتو تكون شايلة مني وفكرت اني اطلع اتأسف لها ولو حصلت هحكيلها الموضوع كله.
وأنا طالعة وساندة على الترابزين وخلاص أخر سلمة إيدي فلتت لأن في جزء من المعدن مكسور فأنا كنت هقع على الأرض وكان تحت السلم بالظبط مجسم كبير على شكل سفينة خاص بجدي الكبير طاهر ..المجسم ده مليان أجزاء مدببة اللي بتشكل السواري بتاعة السفينة …يعني لو وقعت حتما كنت هتأذى من السواري دي… لكن زين لحقني في اللحظة المناسبة وحاوطني بإيده وشدني جامد ليه… أنا من الرعب اللي اتعرضت ليه وقتها..فمسكت في قميصه اتحامى فيه …ووقتها قدرت أسمع دقات قلب زين بتدق بشكل سريع وغير طبيعي.
سمعت صوت جاسر بيزعق
_أنا مش قلت نبهوا على الكل بموضوع الترابزين المكسور … وبعدين فين عامل الصيانة مجاش ليه من الصبح …
زين زعق جامد
_ايه التهريج اللي بيحصل في الفيلا ده .
جت أنيسة بسرعة وخوف
_والله كلمته من الصبح يا سعات الباشا وقال جاي ومجاش.
زين زعقله تاني
_يبقى تتصلي بغيره …او تبلغينا واحنا نتصرف.
_حاضر ياباشا… حقك عليا أنا.
بعدها طلعت وقربت مني وربتت على ظهري
_حقك عليا يا بنتي غلطة مش مقصودة.
زين كلمها بحدة
_هتعمل ايه بالكلمتين دول… شايفة الرعب اللي حصلها
_والله ياباشا ما أقصد.
جاسر قرب منه
_خلاص يا زين ..دي مهما كان ست كبيرة
وبصلها وقال
_اتفضلي انتي يا دادة .
_يزيد فضلك يا باشا … وأنا اسفة كمان مرة يا زين باشا.
عمي علي قال
_خلاص يا أنيسة امشي دلوقتي .
بعدها زين شالني علشان يطلعني أوضتي وسط استغرابي ورفضي …
وجاسر اول ما شاف كدا اتنهد وابتسم بعدها طلع هو كمان لاوضته .
زين نيمني على السرير وقعد جنبي وبصلي بكل حنية
_انتي كويسة!!
أخدت نفس وبعدها هزيت دماغي.
فزين قال ._لا شكلك لسه مخضوض.
بعدها بلحظة سمعنا الباب بيخبط رغم انه كان مفتوح ودخلت دادة زينب ..بعد ما سمعت الاذن من زين وقدمتلي ماية بلمون
_حبيبتي يابنتي.. اشربي الليمون ده علشان تهدي أعصابك… ألف سلامة عليكي يا حبيبتي.
بعدها لقيت عمتو أشجان جاية مع طنط نادية وطنط فريدة وملامح القلق مالية وشها
_روح ياحبيبتي… انتي كويسة!! الف بعيد الشر عنك ياحبيبة عمتك
زين قام من مكانه واستأذن ومشي…يسيب ليهم الفرصة يقعدوا معايا وخلاص هو اطمن عليا
وفضلت معاهم فبصيت لعمتي واعتذرت بس بصوت خافت لسه الخضة مأثرة عليا
_أنا أسفة يا عمتو.. انا مش عايزة حضرتك تزعلي مني… ءءااانا.
عمتى هزت دماغها وقالت
_متقوليش حاجة يا روح …سامحيني غصب عني زعلت شوية… مهما كان يارا بنتي وسعادتها من سعادتي.
_وانا مش هقف أبدا في طريق سعادة يارا صدقيني
_عارفة انك طيبة وبنت حلال… تعرفي خلاص أنا مش زعلانة متشغليش بالك.
_بجد مش زعلانة!
باستني وقالت بطيبة
_هو حد يزعل من النسمة دي .
اتنهدت وارتحت وغمضت عيني
طنك فريدة اتخضت
_روح انتي تعبتي!!
فتحت تاني وابتسمت ليها
_حبيبتي أنا كويسة … بس حسيت اني دايخة مش اكتر ..
باستنى هيه كمان
_طيب ياحبيبتي نامي وارتاحي… ربنا يحفظك
طنط نادية دثرتني في اللحاف كويس وبعدها خرجوا كلهم فأنا طلبت منهم يسيبوا الباب مفتوح .
تقريبا رهبتي من قفلة الباب عليا رجعت تاني علشان كدا مبقتش أقدر أقعد في مكان مقفول لوحدي .
__
تاني يوم الصبح لما أونس كلمت طنط فريدة وطلبت تكلمني طنط فريدة حكت لها اللي حصل واني تعبانة فأونس مكدبتش خبر ولقيتها عندي الصبح استأذنت من شغلها في مكتب المحاماة وجتلي …أخدتني في حضنها وعيطت
_روح انتي كويسة!! .. يا حبيبتي ياروح
كان وقتها كنت قاعدة معاهم تحت في الهول…بناء على رغبة عمي …اونس مأخدتش بالها من اي حد قاعد وكان كل همها انها تتطمن عليا.
زين كان قاعد جنب جاسر فمال عليه وهمس
_شايف يابني الوفاء والاخلاص … هو في كدا في العالم… طب بذمتك… هتلاقي أفضل منها فين .
_هيه مين
_هتحور عليا يالا.
_عايز توصل لإيه
_اتلحلح ..يا جبل… ايه معقولة انت صنم للدرجة دي .
جاسر ضحك وقاله
_انت متفق عليا انت وروح
_هيه روح قالتلك نفس اللي أنا قلته!!
جاسر رسم على وشه ملامح عابسة
_لا طبعا قالتها بأسلوب كله رقة مش زيك دبش يا دبش.
_طب اتلم بدل ما أقوملك.
_اديني اتمليت..ياريت انت كمان تلم إيدك ها .
_ها هتتنيل تروح تخطبها امتا!!
_ايه
_انت يالا عبيط؛!.
_انتوا عايزين ايه بالظبط.
_عايزك تتلم وتتجوز يا غبي ..بدل ما انت قاعدلنا كدا
_ياسيدي هو أنا قاعد على قلبك.. انت مالك.
_جاسر ..بلاش تخليني ازعلك .
جاسر اتضايق منه وقام يسيبله المكان
_لا وعلى ايه.. أنا قايم .
بعدها جاسر سمع أبوه بيقول
_جاسر لو انت ماشي ..خد أونس في طريقك يا بني .
اونس كانت خلاص اطمنت عليا وكان لازم تمشي علشان شغلها وعدتني انها هتجيني وقت تاني.
أونس اتحرجت وبقت مش عارفة تعمل ايه …ازاي ترفض بشياكة
_احم… لا شكرا ..بلاش تتعب حضرتك .. أنا هرجع .. عادي.
عمي رؤوف رفض
_لا أنا مش عايزك تتأخري على شغلك يا بنتي… انتي جيتي على ملا وشك علشان تتطمنى على روح…يلا يا جاسر وصلها
جاسر شاورلها
_اتفضلي
اونس اضطرت تركب معاه وطول الطريق ساكتين لحد ما جاسر اتكلم .
_اا..سمعت انك سبتي خطيبك.
اونس بصتله واتوترت فجاسر كمل كلامه وقال
_هل ده بسبب انه متجوز!!… روح صاحبتك وافقت تتجوز واحد متجوز .
_الفكرة مش في متجوز ولا لأ.. في ناس ممكن تقبل بده وفي ناس تانية لأ دي حرية شخصية ..لكن الفكرة كلها في إنه طول ال٣ سنين كان مخبي عليا ده… تفتكر هتكون الحياة عاملة إزاي وهيه من أولها مبنية على الخداع …الثقة المتبادلة بين اي اتنين دي أساس السعادة واستقرار الحياة الزوجية .
_يعني انتي ممكن توافقي تتجوزي واحد متجوز لو مخباش عليكي.
_والله مفكرتش في الموضوع ده .. مش عارفة .
_تمام .
بعدها جاسر بص قدامه وسكت واونس كمان بصت جنبها من الشباك وسكتت لكن في دماغها الف سؤال وسؤال… ليه جاسر بيسألها كدا ويقصد ايه بأسئلته دي
اتنهدت وقالت في سرها
_ايه يا جاسر… انت ليه عايز تفوق مشاعر بقالي كتير مخبياها حتى عن نفسي
__
يارا محدش كان قالها بموضوع كتب كتابي انا وزين لكنها بالصدفة عرفت لما يمنى أختها وقعت بلسانها غصب عنها… بهدلت الدنيا وفضلت تصرخ وتكسر في كل حاجة موجودة قدامها في الأوضة وكل ده وزين شايفها وساكت ولا كأنها بتعمل حاجة لكنها اول ما قالت
_وربنا ما أنا سايباها الحقيرة دي ..أنا هوريها شغلها
واتحركت من مكانها علشان تيجني اوضتي.
زين مسك ذراعها جامد وقالها بكل حدة وصوت كله تحذير
_عارفة لو روحتيلها أو كلمتيها بس نص كلمة… هيكون ده أخر يوم لحياتنا مع بعض وانتي عارفة اني مش بهزر
يارا زعقت جامد
_زيييين انت بتعمل فيا ليه كدا… انت بتتجوز الجربوعة دي عليا.
زين ساب إيديها علشان يضربها على وشها لكنه اتراجع على آخر لحظة وقالها بحدة
_اللي انتي بتعيبي فيها دي بقت مراتي زيها زيك… وكرامتها من كرامتي… أي غلط مش هسمح بيه فاهمة!!!
_لاااا أنا لا يمكن أسمح بالمهزلة دي أبدا
_هتعملي ايه .. هتكلمي أهلنا!!… كلهم موافقين ومحدش قدر يعترض على اللي عملته… هتطلبي الطلاق…لو تقدري اعمليها.
_زين انت بتمسكني من ايدي اللي بتوجعني .
زين مسك ايديها وباسها بكل برود
_سلامت ايدك يا روحي .
وبعدها مشي وسابها ميتة من الغيظ وحاسة انها متكتفة مش عارفة تيجي تقتص مني .
___
عدت الأيام وفات حوالي أسبوعين كان الوضع فيها مستقر نوعا ما مفيش أي احتكاك بيارا خالص وطول الفترة دي أنا وزين بنزن على ودان جاسر انه يتقدم لأونس… لحد ما فعلا أخد القرار وقال لزين انه قرر يخطب أونس فعلا.
البيت كله فرح بالموضوع ده لأنهم حبوا أونس جدا وعارفينها وعارفين أخلاقها وانها انسب واحدة فعلا لجاسر … مقلكوش أنا حرفيا كنت هطير من الفرحة… اخيرا هقدر اطمن على أونس مع راجل يصونها ويعيشها في سعادة .
لكني فوجئت برفض أونس ولما حاولت منها اني اعرف السبب رفضت تقول فعملت اني زعلانة ومش عايزة اكلمها تاني فاعترفتلي
انها كانت متأكد من حب جاسر ليا… وانه مقررش يخطبها الا لما لقاني خلاص اتجوزت.
نفيت لها الموضوع ده تماما وبينت ليها ان كل ده اوهام وأنا وجاسر بنعتبر بعض أخوات
واللي كانت بتشوفه في عنين جاسر ده مجرد عطف لإنه قد ايه حنين وقلبه طيب اوي.
هيه مقتنعتش اوي لكن مع إلحاحي وزني عليها وافقت والحمد لله تمت الخطوبة… جاسر كانت اونس عادي بالنسبة ليه .. مجرد بنت طيبة ارتضى دينها وأخلاقها.. لكنه أبدا موصلش لمرحلة الحب لكنه على اي حال خطبها …علشان شايف ان الكل بيحبها وشاريها .
عدت الأيام وزين محاولش ولا مرة انوا يكلمني بعد كتب الكتاب وموضوع الترابزين المكسور… وكإنه كان عايز يحجزني ليه… او فعلا كل ده علشان جاسر يتجوز أونس .
وفي ليلة
كنت وقتها في أوضتي
لقيت الكهربا قطعت من الفيلا كلها وانا عندي فوبيا من الضلمة ففضلت أصرخ والحمد لله ان صوتي المرة دي خرج وبقى مسموع للجميع.
اللي زاد وغطى كمان ان لقيت باب الأوضة اتقفل مرة واحدة هو كمان وبقيت محبوسة في الأوضة الضلمة فاترعبت وبقيت انتفض وأنا حاسة بالزعر والرعب حاولت أصرخ بعلو صوتي أكتر علشان حد يساعدني مقدرتش صوتي مطلعش …حاول اتحرك من مكاني أفتح اي شباك…يدخل أي مصدر للضوء حتى أفتح الباب..رجلي مطاوعتنيش… كإن أطرافي كلها اتشلت بما فيهم لساني …لحظات مرت عليا كأنها سنين …شريط حياتي البائس مر قدامي زي القطر … حسيت اني هتجنن من الخوف والزعر ..دوخت والدنيا بدأت تلف بيا ووقعت ومحستش بأي حاجة حواليا …
في اللحظة دي زين كان اول الواصلين لأوضتي ودخل لقاني واقعة على الارض ومش بتحرك او بستجيب لأي محاولة في انهم يفوقوني …زين شالني بسرعة على المستشفى وحاسس ان روحه كانت هتروح منه من الخوف والقلق عليا… الدكتور قالهم اني جالي انهيار عصبي نتيجة خوف شديد اتعرضت ليه واتعلقلي محاليل لكم يوم فضلت تعبانة فيهم
كان زين وجاسر واونس هيموتوا من الخوف عليا الكل كان خايف اتعب تاني والمرة دي لو حصلت هتكون أشد وأصعب من اللي قبلها
اونس كانت مموتة نفسها بكا عليا … وجاسر لما شافها بالحالة دي عرف قد ايه انها تشبهني في حاجات كتير.. ولأول مرة يحس إنه قلبه ابتدى يدق بدقات غريبة لدرجة انه مش قادر يشوف اونس بتعيط بالشكل ده… وكان هاين عليه يأخدها بين ايده يهديها… قرب منها بمشاعر جديدة مختلفة… ورغم انه كمان خايف عليا وقلقان الا انه قالها بكل يقين بالله
_اوعي تيأسي من رحمة ربنا… روح هتفوق وهترجع كويسة وهتتخطى صدمتها …ابتسمي فوالله الذي لا إله غيره هو أرحم بها منا …ابتسمي فليكي رب اسمه الجبار… هيجبر بخاطرنا ويطيب على قلبها ويرجعها لينا تاني …هتجزعي وكل شىء بيحدث في الدنيا دي بأمره وتدبيره… انتي تشكي في قدرة ربنا زي ما خلقها قادر انها تخف ولا كإن حاجة حصلت!! .
أونس بصتله بدموع ورددت بقلبها قبل لسانها
_ونعم بالله… يااارب يارب انت الشافي يا الله.
وكأن ربنا استجاب لدعوتها ورضي على يقين جاسر وحسن ظنه به …فقت واتخطيت اللي حصل .. وعرفت ان أعمامي كانوا بيطلعوا صدقة يوميا بنية شفائي وزين كانت حالته بالبلا لا بيأكل ولا بيشرب وروحه بس اتردتله لما اتخطيت اللي حصلي
دخلي لوحده وفي ايده بوكيه ورد جميل وقعد جنبي على السرير في المستشفى وقال بصوت كله حب وحنية
_حمدا لله على السلامة يا روحي…كدا تخوفيني عليكي .. أنا كنت حاسس اني هيجرالي حاجة من القلق عليكي.
استغربت كلامه وطريقته الهادية دي في الكلام معايا بعكس زين اللي أعرفه … بقى كل يوم يقعد معايا ويأكلني بنفسه ويرفض ان أونس او حد من نساء العيلة إنها تقوم بالمهمة دي … ساب شغله لمدة يومين كاملين واتفرغ ليا أنا…. حقيقي مكنتش مهتمة للي بيعمله ولا فارق معايا في الوقت ده لإن اللي كان شاغل دماغي حاجة أكبر من كدا
بعد كم يوم لما بدأت اتعافى خالص وخلاص هخرج من المستشفى الي أصر زين اني أفضل فيها أطول فترة ممكنة لحد ما يطمن على صحتي تماما.
… طلبت أتكلم مع أونس
يمكن آن الأوان إني أكشف السر اللي مقلتوش لحد خالص ودايما كنت بحاول إني أنساه أنا كمان
_أونس أنا لازم أقولك حاجة مهمة أوي.
_خير ياقلب اونس سامعاكي
أخدت نفس وأنا بفتكر اللي حصل كأنه كان إمبارح
_أونس أنا لحظة قتل تهاني ..
##فلاش باك
تهاني كانت بتتكلم في الموبايل
_ايوة أنا اللي قتلتها… عارفة قتلتها ازاي!! …هاهاها…. قلتلها الحقيقة… قلتلها اني بدلت بنتها اللي اتولدت ميتة ببنت تانية … واني أنا اللي قتلت بنتها في بطنها اول ما عرفت انها بنت … كنت بعطي سعيد حبوب على أساس انها كويسة للجنين وهتساعدها على انها تولد طبيعي من غير شوشرة ومن غير ما حد يعرف ..لحد ما الجنين ماتت في بطنها واتولدت ميتة….هاهاها والبعيدة متحملتش فطبت ساكتة .
##
عودة
كملت كلامي لأونس وأنا ببكي
_متحملتش الحقيقة الصادمة دي … يعني بعد ده كله والذل اللي أنا عايشة فيه ومتحملة ع أثاث جدتي… اتضح انها خاطفاني كمان… وتهاني دي متقربليش حاجة! …علشان كدا قتلتها يا أونث… متحملتش الصدمة حقيقي متحملتش .
انخرطت في موجة بكا ملهاش اول من آخر وأونس كانت فاتحة بؤها من الحقيقة اللي سمعتها مني
_يانهار أسود!! دي حية ..عقربة ملهاش وصف حسبي الله ونعم الوكيل… ربنا يجحمها .
.فضلت تهديني استغرقت ساعات علشان أهدى وكل ده ومانعة أي حد يدخلي غير اونس وبس
ولما هديت من الحالة اللي انتابتني
اونس بدأت تتكلم معايا بعقلانية قالت
_طيب ليه مقلتيش الحقيقة اول ما اتكلمتي
_ مش عارفة يمكن … كنت عايزة أحس ولو شوية بأمان العيلة والأسرة….
ويمكن لأني حبيت فعلا على وروؤف وأشجان وجاسر لانهم طبيبن اوي حبيت حبهم ليا اللي عمري ما حسيت بيه …فمرضتش أكسر بفرحتهم بسرعة كدا قلت أسيبهم يفرحوا شوية… كنت بتشعبط في دفء العيلة وبحاول أشبع منه على قد ما أقدر …كنت كل لما أحاول أقول الحقيقة حتى لنفسي ألاقي اللي بيمعني… لكني خلاص مبقتش قادرة أخبي

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية براءة روح)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى