روايات

رواية بانتظار العشق الفصل التاسع عشر 19 بقلم زينب محروس

رواية بانتظار العشق الفصل التاسع عشر 19 بقلم زينب محروس

رواية بانتظار العشق البارت التاسع عشر

رواية بانتظار العشق الجزء التاسع عشر

رواية بانتظار العشق
رواية بانتظار العشق

رواية بانتظار العشق الحلقة التاسعة عشر

– تعالي يا فاطمة عرفينا رجعتي بالكحك سخن و لا سقع منك فى الطريق.
خانتاها عينيها و فرت منهما دمعة هاربة، ف ربتت مريم على كتفيها و كادت أن ترد عليهن و لكن سبقها ذلك الصوت الذي جعل قلب فاطمة يتسارع فى النبض، عندما قال بعنفوان:
– أول مرة اعرف إن الحي الراقي ده فيه ناس سفيهة و متدنية كدا!
التفن سريعًا إثر سماع صوته، ليظهر أمجد بقسمات وجهه الواجمة، اقترب من فاطمة و مريم و أكمل بسخط و توعد : لو حضرتك اتعرضتي لمراتي مرة تانية أنا مش هسكتلك و هخليكي تندمي على كل حرف قولتيه دلوقت أو فكرتي تقوليه بعدين، و مش أنتي لوحدك يا مدام هدى.
ظهرت على شفتيه ابتسامة جانبية و تشدق مردفًا بسخرية: معلش قولت مدام و نسيت إن رغم كبر سنك إلا إنك ما التي آنسة بسبب العرسان اللى كانوا بيطفشوا قبل الفرح بأسبوع.

 

كست الحمرة وجهها دلالة على غيظها و حنقها، فزفرت بغضب مكتوم و تحركت من أمامهم و من خلفها باقي النسوة.
ارتخت قسمات وجه أمجد، الذي نظر إلى فاطمة و قال باسمًا: متزعليش يا فاطمة، دول مجرد ستات تافهين.
ردت عليه فاطمة من بين دمعها المتساقط: بس كلامهم مش تافه، أنا أول عروسة ترجع على بيت أهلها فى أول أسبوع من الفرح، مكملتش حتى فى بيت حسام تلت أيام.
شعر أمجد بالحزن لأجلها و قال مواسيًا: كل حاجة هتكون بخير و الله يا فاطمة، صدقيني دا مجرد اختبار لعلاقتكم و إن شاء الله هتعدوه.
أزالت فاطمة تلك الدموع الساخنة عن وجنتيها و قالت بيأس: هنعديه فعلًا، بس بفشل علاقتنا مش بنجاحها.
هم أمجد ليتحدث مجددًا و لكن قاطعته مريم التي ربتت على كتف فاطمة و قالت مطمئنةً: و الله يا فطوم علاقتكم هتنجح، بس انتي تفائلي خير، خلينا دلوقت نروح مع أمجد و نشوف حسام و نحكيله و اتكلموا مع بعض.
حركت فاطمة رأسها برفض و قالت بتراجع: لاء مش هروح يا مريم، أنا لما سمعت صوت أمجد كنت حاسة إن معاه حسام فدا حسسني بالخوف من المواجهة، لأنه مش هيصدقني، احنا الاتنين الثقة اللى بينا مشحونة بكتير من السلبيات يا مريم.
أضاف أمجد ساهمًا: فاطمة معاها حق، مش ده الوقت المناسب عشان تتكلم مع حسام فى الموضع ده، سيبوا الخلاف ده للوقت و كل حاجة هتبقى بخير بإذن الله، بس بردو خلى عندك ثقة فى حسام يا فاطمة إنه مش هيتخلي عنك من أول حفرة.
تنهدت مريم باستسلام و قالت: خلاص اللى تشوفوه، المهم دلوقت انت هنا ليه؟
أجاب أمجد بجدية و قال: كنت جاي أجيب تحاليل من المعمل اللى على أول الشارع ده، يلا هروح انا قبل ما المعمل يقفل، يلا سلام و لو فى حاجة كلموني.
________’________’____________

 

كان هادي جالسًا على طرف الفراش بجانب سالي النائمة، يطالعها بحزن و شفقة على هذه الأيام المريرة التي تمر بها، ابتسم بحب عندما تذكر إمساكها ليده بعد أن ناولها الدواء، مسح على خصلاتها السوداء و تشدق مردفًا:
– يا تري لو افتكرتي اللى مريتي بيه هيحصلك ايه؟ بتمني ربنا يصبرك و يخفف عنك اوجاعك و الحِمل الصعب اللى تسبب فيه شوية كلاب ميعرفوش الرحمة.
زفر بغضب مكتوم و نهض من جانبها قائلًا بتوعد: و الله لهندم وائل الكلب ده على اللى عمله.
تحرك بعيدًا عن سالي و أجرى مكالمة هاتفية مع شقيقته رضوى ليسأل عن سبب تأخرها فى العودة، فأخبرته أن والدهما مريضًا و أنها ستبقى برفقته، تعتني به لبضعة أيام.
فى المساء كان هادي جالسًا فى الصالون و هو يعمل على حاسوبه، و بجانبه فى فتاة شقراء فى الخامسة عشر من عمرها، و كانت تجلس نوعًا ما على مقربة من هادي الذي الذي بعض الأشياء على حاسوبه.
فى ذلك الوقت كانت سالي قد استيقظت و خرجت من غرفتها و هي تحرك ذراعيها فى الهواء مرحًا، و لكن ما إن وقعت عينيها على ذلك الوضع حتي عقدت ما بين حاجبيها، و تلوت شفتيها تذمرًا، و كست الحمرة وجنتيها غيظًا، فاقتربت منهما سريعًا…. و بدون أى مقدمات وقفت أمامهما و أغلقت الحاسوب و هي تطالعهما بضيق.
نظرا إليها كلاهما باستغراب، فعقدت هي ذراعيها أمام صدرها، و أشارت إلى تلك الشقراء بعينيها، فابتسم هادي بخفة و أجابها: دي فيروز.

 

أخذت سالي تلك الورقة الخاصة بعمله، و سحبت ذلك القلم الرصاص الذي تمسكه فيروز، و كتبت: تبقى مين فيروز يعني؟؟!!
كانت ترفع الورقة أمام مستوي نظرها و هي تقلب عينيها بملل، فضحكت فيروز و استوت على قدميها قائلة بمرح: و هو فى حد فى العمارة دى مش عارف فيروز!! دا أنا اسمي مسمع و الحمدلله، دا حتي مش بس سكان العمارة دا سكان مصر كلهم عارفين مين فيروز!!
حدجتها سالي و على وجهها علامات الاستفهام، فأضاف هادي بدلًا عن فيروز، موضحًا: فيروز ساكنة هنا فى الشقة اللى جنبنا بقالها شهرين.
ارتخت قسمات وجه سالي و ابتسمت بتفهم، فى حين ضيقت فيروز عينيه و أردفت بتذمر: هو ده كل تعريفك عني!! و هي مصر كلها تعرفني عشان أنا جارتك يا هندسة!!
ضحك هادي مردفًا: خلاص يا ستي و لا تزعلي، نسيت اقولك يا سالي إن فيروز من الناس النشطة جدًا على مواقع التواصل و عندها قناة على يوتيوب.
ابتسمت فيروز و قالت: هسامحك المرة دى، مع إنك مقولتش إني عملت دا كله و أنا ١٥ سنة بس.
افتر ثغر سالي عن ابتسامة لطيفة و هي تشير لفيروز بيدها، أنها قد أحبت ما قالته، فاحتضنتها فيروز سريعًا و هي تقول شكلنا هنبقى أصحاب يا سوسو.
___________’_____’__________
فى شقة الشرقاوي.
كانت فاطمة تقف فى شرفة غرفتها، و هي تطالع السماء بحزن، تنهدت بقلة حيلة و أغمضت عينها باستسلام لتلك النسمات الباردة التي تلفح وجهها الساخن بفعل البكاء و تلك الدموع التي تتسلل من بين جفونها.
تسربت إلى رئتيها تلك الرائحة التي قد عشقتها منذ الوهلة الأولى لاستنشاقها، و لما لا و هي رائحة العطر الخاص ب حسام حبيبها، و زوجها، زوجها!! مهلًا…… هل يحق لها أن تستخدم تلك الكلمة؟ أيحق لها أن تضف ملكيتها إلى كلمة زوج و هى من ستأخذ ورقة طلاقها بعد عدة أيام؟!

 

همست بخفوت من بين شفتيها: بتمني لو اقدر اقولك على كل الكلام اللى شايلاه فى قلبى! أو اقدر امنع انفصالي عنك يا حسام؟
شردت فى تلك اللحظات المعدودة التي كان يعترف فيها بمشاعره، ف افتر ثغرها عن بسمة طفيفة.
كانت شاردة لدرجة أنها لم تنتبه لتلك الخطوات التي تتقدم إليها، هنا ازداد عطره انتشاراً فى الغرفة فلم تعد تستنشق سوى عطره النفاذ، و هذا ما قطع وصلة تفكيرها و جعلها تفتح عينيها سريعًا، و أصبح قلبها ينبض بعنف، التفتت ببطىء و هي تدعو بداخلها أن يكون حسام حقًا هنا فى بيتها، و لكنها تفاجأت بهذا يزن الذي يقف خلفها و يطالعها بجمود.
سألته بلهفة واضحة فى نبرتها: هو حسام هنا؟؟
ابتسم يزن بخفة و أجابها: لاء، ليه؟؟
حدجتها فاطمة بعبوس و قالت بشك: لاء ازاى؟؟ أنا شامة ريحة البرفيوم بتاعه.
اتسعت ابتسامة يزن و قال مشاكسًا: لحقتي تحفظي البرفيوم بتاعه! عمومًا يا ستي أنا حاطط البرفيوم ده، كنت شاريه مع حسام من زمان بس دي أول مرة استعمله…. بس طالما بتميزي بيه حسام مش هحط منه تاني.
سكتت فاطمة و لم تعقب، فقد خاب ظنها، و لكن معه حق فمن ذلك الذي تخونه زوجته و تحمل فى أحشائها طفلًا من غيره، و يذهب إليها!! هو بالتأكيد معه كل الحق فيما يفعل.
لحظ يزن ذلك العبوس الذي كسا وجهه مرة أخري و تلك العيون المنتفخة، فتنهد حزنًا عليها ثم تشدق قائلًا: تعالي معايا، هنروح مشوار.

 

انتبهت فاطمة لحديثه، فأبعدت تلك الدموع عن وجنتيها و سألته: هنروح فين؟
اقترب منها يزن مقبلًا جبهتها، ثم ابتعد عنها ناظرًا إليها بحنان: اجهزي انتي بس يا أميرتي، عشان نخرج و لما نوصل هتعرفي.
بعد مرور وقت لا بأس به، توقفت سيارة يزن أمام المبني الذي يسكن فيه أمجد و أخيه، فسألته فاطمة بهدوء: هو احنا هنا ليه؟ أنت جاي تزور حد هنا؟؟
طالعها يزن بتردد قبل أن يتلفظ بهدوء: احنا هنا عشان تقابلي حسام.
أدمعت عيني فاطمة و أردفت سريعًا و بحدة: لاء مش هشوفه!
استغرب يزن ردها بالرفض، فمن يراها و يري كثرة بكائها لا يتوقع هذا الرد منها، فقال بترقب: هو فى حاجة انا معرفهاش؟
نظرت إليه فاطمة بتوتر، فهي لم تخبر أسرتها بما يخص حملها المزيف، حاولت أن تخفى توترها الذي شعر به يزن و قالت: مفيش حاجة يا يزن، بس أنا مش عايزة اشوف حسام و لا أقابله.
هم يزن أن يتحدث و لكن قاطعه حسام الذي طرق بخفة على الزجاج المجاور لمقعد فاطمة، ثم أردف حازمًا: انزلي يا فاطمة.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بانتظار العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى