روايات

رواية بالإجبار الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسماعيل موسى

موقع كتابك في سطور

رواية بالإجبار الفصل الخامس عشر 15 بقلم اسماعيل موسى

رواية بالإجبار الجزء الخامس عشر

رواية بالإجبار البارت الخامس عشر

بالإجبار
بالإجبار

رواية بالإجبار الحلقة الخامسة عشر

اخضعت هند والدها عبد العظيم للعنايه القصوى، انه حتى لو لم يكن يتحدث معها إلا أنه يثق بها وأصبح يترك لها جسده بعدما كان يهرب به، فيسمح لها ان تغرز الحقن فى وريده وتقيس ضغطه وتمارس لقدمه ويده التمارين لقد تمكن منذ يومين من ضم قبضة يده لكنه اخفى النتيجه، فى الاسبوع التالى حرك يده التى كانت عاجزه وشعر بسعاده تغمره وكتم كل ذلك داخل صدره ان قدمه لازالت عاجزه وفمه غير قادر على الكلام، إلا أن حالته النفسيه تبدلت وراح يلتهم الاطعمه بعدما شعر بالآمل، فقد كان جسده نحل لدرجه مروعه وبانت عظام وجهه وبطنه، اذا كان مقدر له ان يرجع الى البلده فعليه ان يستعيد صحته ويرجع مثلما كان فى الماضى عبد العظيم زهران الذى تنحنى له الأشربه، الرجل الذى يحترمه كل الناس ويرضخون لأوامره، وكان قد رضى فى الوقت الراهن ان يكون ظل للفتوه ويعيش فى كنفه تحت رحمته لكن ذلك لن يطول، فعبد العظيم لا يهمه فتوه ولا غيره
وعادت الدماء إلى وجهه فقد كان يلتهم دجاجتين كل يوم غير لحم البقر والجمال وراح قلبه ينبض بقوه وصحته تتحسن وهو يخفى كل ذلك عن ابنته وزوجته ولا يتحرك بحريه الا خلال الليل فبعد ان استطاع ان يحرك قدمه كان عليه ان يتعلم المشى من جديد ينتظر حتى ينام الناس ثم يتمشى داخل غرفته
كان يتعثر فى البدايه لكن اصراره لم يكن له حد ذلك الاصرار الذى منحه القوه والعزيمه
كان قد مضى أربعة أشهر بالتمام والكمال عندما احتاج شربة ماء فصرخ على الخادمه وخرج صوته ضعيف هازل
لم يصدق نفسه فعاد يتحدث من جديد ويستمع لنفسه
ان الصوت الذى فارقه منذ شهور عاد اليه، اجبره عبد العظيم على العوده فلا مرض ولا شيء يقف امام عبد العظيم زهران
وزوجته وابنته يحملان همه فقد كان يتعمد الصراخ من المرض ليوهمهم بمرضه وضعفه
وهند تجلد نفسها لاكتشاف علاج جديد، دواء يعجل بشفائة
وكان عبد العظيم شفى، اينعم ليس كالماضى لكنه يمشى ويحرك زراعه وقدمه واختفى الترنح الذى لازمه ايام طويله
وكان بأمكانه ان ينزل للشارع لكنه امتنع ليس بعد أن الذى يرغب به لم يتحقق بعد
______
وحدث ان ظهر فتوه جديد فى الحسين انتصر على الفتوة الذى عينه فهد وتعدى على بعض رجاله
وكان على الفتوه فهد ان يؤدبه كما يفعل مع كل مارق، ان العدل الذى وضعه فهد لابد أن يسود رغم أنف الحاقدين
جهز فهد نفسه ورجاله من أجل المعركه
وانطلق بعد ظهر يوم جمعه نحو الحسين ستكون المعركه خلف المقابر البحريه، الفتوه الجديد ينتظر مع رجاله
وكانت الاخبار المتوارده ان الفتوة الجديد شديد البأس
وانه هزم فتوة الحسين فى خلال دقيقه واحده وقد ارسل له الفتوه فهد ان يحضر خاضعآ ويطلب العفو لكن الولد المتمرد رفض بكل عند وصرح انه سيهزم الفتوه فهد وانه لا يهمه اسطوره ولا غيره فالكل تحت بائس النبوت سواء
وكان بأمكان فهد ان يعفو عنه لكن الولد راح يخبط بالكلام مما استدعى تأديبه على وجه السرعه
وصل الفتوه فهد مع رجاله ولم يعترضه اى انسان فقد كان اهل الحسين يعرفون الفتوه فهد وبائسه ولا يستجرأون ازعاجه بل ان أعيان الحاره عرضو عليه التحيه والطاعه وأكدو ان لا ذنب لهم فى ما ارتكبه عواد من غدر وخيانه
وتعهد لهم فهد بالحمايه، لا تنهب حوانيتهم او تسرق وان رجاله لن يحدثو اى شغب
خلف المقابر رمق فهد خصمه المغرور وكعادت الرجال صرخ فهد
تعرف من انا؟
قال عواد اعرف من انت ولست خائف منك فأنت مجرد رجل
صرخ رجال الفتوه فهد تأدب يا ولد
وتناسى الفتزه فهد الآهانه ووجه حديثه لرجال عواد
تعرفون من انا؟
تعرفون ما انا قادر على فعله؟
اننى امنحكم فرصه للنجاة، للاحتفاظ بكبريائكم، اتركو النبابيت وامنحونى عهد الطاعه
نظر رجال عواد إلى بعضهم، الشجاعه التى تحلو بها سقطت امام رهبة الفتوة فهد
الرجل الذى أسقط الشجره
الرجل الذى يشق الناس بنبوته كأنه سيف ويسحقهم مثل بلطه
عليكم الطاعه وعلى الحمايه، تراجع بعض رجال عواد تركو النبوت وتنحو عن أرض المعركه
انا وانت صرخ الفتوه فهد ولوح بيده!! لا حاجه لاراقة دماء من أجل غاية متعفنه، تعالى يا ولد ورفع فهد نبوته
سيذكر فى تاريخك انك سقطت بنبوتى لكن للأسف لن يكون لك لسان لتروى ذكرياتك لأنى سأقتلعه
______
وكانت زوجة الفتوه فهد عند عائلتها زياره سنويه تقعد فيها اسبوع هناك مع ابنها
وخرجت زوجة عبد العظيم مع الخادمه لتزور الحسين فى مسجده وتصلى المغرب الى جوار مقامه وتدعو الله ان يشفى زوجها فقد طال مرضه وتخشى عليه من القهر
فليس هناك أشد بائس من قهر الرجال وعبد العظيم سيد الرجال وعجزه يقتله، بعد أن صلت المرأه تلمست الضريح وراحت تدعو لزوجها
زوجها الذى كان يسير فى غرفته بلا ترنح مرتدى جلبابه الأزرق والاثه الحمراء ويبرم شاربه ويتمعن لوجهه فى المرأه
انه يستطيع المشى مثل انسان عادى، لقد حدثت المعجزه وطالت غيبته فى تلك الأرض البعيده، ابتسم بعدما شذب شاربه ثم صرخ على الخادمه التى يعرف انها خارج البيت
وقد سمح لصوته ان يخرج تلك المره
ركضت هند والفرحه تغمرها عندما سمعت صوت والدها الذى اوحشها من زمان
وجدت والدها واقف على قدميه ينظر إليها، حمد لله على سلامتك يا والدى وكانت مستعده ان تسمع تقريحه سبه وشتمه وكلها رغبه ان ترتمى فى حضنه
فتح الرجل زراعيه، ارتمت هند فى حضنه وهى تبكى باليد الأخرى المتواريه خلف ظهره غرس السكين فى ظهرها
افكرتى ان تهربى بفعلتك يا عاهره بعد أن لطختى وجهى بالتراب؟ ان ذلك لن يحدث عبد العظيم لا ينسى ثائره آبدآ
تكومت هند على الأرض غارقه فى دمائها، احضر عبد العظيم جوال ووضعها فيه
ثم حملها فوق كتفه ونزل درج السلم نحو الشارع وصرح على احد رجال فهد
احضر الكبرته يا ولد سنذهب لمحطة القطار
زم الرجل وجهه، المعلم فهد لم يطلب منه نقل احد إلى المحطه لكن عبد العظيم لم يمنحه فرصه، تعصى امر والد الفتوه؟ ايمكنك ان تتخيل عقابه؟
رمى عبد العظيم الجوال داخل العربه التى سارت نحو المحطه
وفى قطار الساعه الثامنه اخفاها فى صندوق الشحن وهى لا تزال حيه ثم جلس امام الصندوق المغلق ولم يسمح لاحد بتشوين حقائبه داخله
عندما وصل محطة القريه حمل الجوال واستأجر حمار من أحد معارفه ولم يمضى وقت طويل حتى وصل مشارف القريه فقصد المقابر الخاليه وفتح المقبره
________
انتصر الفتوة فهد على الفتوه عواد لم يصمد الولد فى مواجهت نبوة الاسطوره وأعلن الجميع الخضوع له وسرت على عواد ما يسرى على غيره من المنزهمين قطع فهد لسانه ليكون عبره لغيره وعاد لحارة الجماليه وسط احتفال رجاله والطبل والزمر
وجد والدته فى انتظاره مرعوبه خائفه، اختفى عبد العظيم وهند يا فهد
وعرف فهد من رجله ان والده قصد محطة القطار يحمل جوال وعندما عاين الكبرته وجد دماء تلطخ أرضية العربه
استقل فهد مع رجاله اول قطار تجاه الصعيد لم يتخيل ابدا ان يكون والده بمثل تلك القسوه، يقتل ابنته التى سهرت الليالى من أجل معالجته
هند التى كانت سبب فى بقائه داخل منزله بعدما كان قد قرر ارسال والده إلى بيته فى الصعيد
_____فتح عبد العظيم الجوال وأخرج ابنته الان اتخلص من عارى
كانت حيه تتنفس عندما ارقدها على الأرض، لم تموتى إذآ؟
الرحمه يا والدى؟
وضع عبد العظيم يده فوق فمها، اصمتى، صوتك يلوثنى
لست والدك
ثم خنقها بيده حتى تأكد من موتها واندلق لسانها خارج فمها
القاها داخل المقبره وكال عليها التراب
ثم حرر الحمار ومشى فى طريق القريه مرفوع الرأس كأنه خلق من جديد يوزع الابتسامات ويتلقى التحيات
وامام منزله تجمع الناس وذبح خروف ووزع الشاي والسجاير
وعبد العظيم ينتقل من دكه إلى دكه والفرحه لا تساعه
اطلق ولده الكبير خزنة رصاص احتفاء بعودة والده
وراح عبد العظيم يرقص على نغم المزمار ويهز عصاه ويرفع قدمه ويهز جسمه
ثم رفع قدمه لكنه لم يتمكن من ارجاعها ولا حتى تحريكها تصلبت القدم ترنح الرجل ووسط فرحة الاهل سقط على الأرض
حملوه داخل المنزل، عاد المرض يهاجمه مره اخرى
وكان جسده يرتعش ويهتز مثل دجاجه مذبوحه ويصرخ انقذونى، احضرو هند
والناس تنظر حولها هند ابنته فى منزل زوجها
ثم ارتخى الجسد وسقط الرأس على الأرض
عندما وصل فهد كان والده ميت وأخيه يتلقى العزاء فيه
ووقف الرجال يحيون الفتوه الذى قصد والده وهز جسده
ماذا فعلت؟
اين هند؟
صرخ الأخ الأكبر والدك ميت يا فهد، صرخ فهد اصمت انت
وأمر رجاله ان يتبعوه وترك جنازة والده
كانت آثار الحفر واضحه امام المقبره، اخرج فهد اخته والدموع تغمر عينيه احتضنها وراح يصرخ صرخات اهتزت لها جدران المقابر
ثم حملها مع رجاله نحو المنزل وقامت النسوه بتغسيلها
نصب صوان العزاء لهند ثلاثة أيام ومنع فهد رجال القريه الترحم على والده او ذكر اسمه، كان يصرخ ستعيشون فى الجهل طالما تفضلون الولد على البنت، ان هند اخته فعلت ما لم يفعله رجال القريه تحدت الجميع واصبحت طبيبه
واقسم ان لا يعود إلى القريه مره اخرى
بعد انتهاء العزاء غادر فهد القريه بلا رجعه ورفضت والدته العوده الى القريه ولا حتى زيارة قبر زوجها كان الحزن تمكن من قلبها بعدما فقدت ابنتها التى عاشت بقربها تلك الشهور القليله، ابنتها التى اعادت لروحها السعاده والسلام
انتهت

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية بالإجبار)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى