رواية باطن الأرض الفصل الخامس 5 بقلم Lehcen Tetouani
رواية باطن الأرض الجزء الخامس
رواية باطن الأرض البارت الخامس
رواية باطن الأرض الحلقة الخامسة
ظلوا الرجال قرابة ساعتين او أكثر بداخل كوخ عم رضوان يتناقشون ويتبادلون ما خطر ببالهم عما يمكن ان يكون عم رضوان قد لاقاه والحيرة تكاد تفتك بهم
وفجأة صاح فيهم العمدة: هل جننتم يا قوم كيف كنتم تظنون ان هؤلاء الأطفال الثلاثة هُم مجرد أطفال عاديين لتعطوهم لرضوان كيف خطر ببالكم ان الامر سيمر بسلام وانهم سينتظرونكم حتى تعودوا لتأخذوهم مرة أخرى
أطفال احياء في غرفة أسفل الأرض على عمق عشر أمتار كيف شككتم انهم أطفال اصلا
فرد أحدهم على العمدة: بدلا من الهجوم علينا دون فائدة لو كنت مكاننا ماذا كنت ستفعل يا عمدة
العمدة: كنت سأدفنهم مرة أخرى بالطبع
الرجل: ولكن ذلك كان بالتأكيد سيقتلهم
العمدة: لا تجعلني اصرخ كيف تظن انهم احياء أصلا هم بالتأكيد اموات بالفعل إن كانوا أطفالا من الأساس..
ليرد أحد الموجودين: ولكن يا عمدة ان لم يكونوا أطفال ماذا سيكونون
العُمدة: اسألوا أنفسكم يجب ان تعرفوا أنتم الإجابة
فصمت الجميع للحظات وهم يفكرون فيما قاله العمدة
ثُم أكمل العمدة: والان لا أحد يعرف ماذا يمكن ان يكون قد حدث لرضوان او اين هو الان وعليكم جميعا ان تدعو الله ان يقف الامر عند رضوان ولا يمتد لأكثر من ذلك
اخذوا جميعا ينظرون الى بعضهم البعض في قلق بالغ مما سمعوه للتو ثم صاح العمدة فيهم قائلا لحسن التطواني حسنا مع انني اعلم ان ما حدث بالقرية لا يشبه حريق المنزل مطلقا ولا يُشبه الزلزال إلا انني سأظل معكم ولكن إذا حدثت مصيبة عظيمة اعجز عن ايقافها سأكون اول الفارّين لأنني لم يكن لي يد فيما فعلتم حتى اتحمله معكم اتفقنا؟
نظر الجميع الى العمدة ثُم قالوها بصعوبة: اتفقنا ثُم ظلوا صامتين لبرهه الى ان سأل احدهم: ماذا يجب علينا فعله الان هل حقا رضوان قد ذهب للابد؟
فرد عليه اخر: الامل في عودته معدوم
فصاح فيهم ثالث: لماذا لا زلنا بداخل ذاك الكوخ الخرب هيا بنا نخرج كما لا تنسوا من دخل بهذا الكوخ اخر مرة
فسأل أحدهم: من الذي دخله
فصاح فيه الأول: أنسيت بهذه السرعة اقصد الأطفال الثلاثة وفور ان ذكّرهم بذلك فروا جميعا للخارج..
ثُم قال قائل منهم: مهلاً ايها الرجال لا اعلم لماذا قلبي منقبض بشده اتجاه هذا الكوخ عندي إحساس قوي انه قد أصبح مكانا ملعونا وأنه سيثير لنا كثيرا من المتاعب الفترة المقبلة
فصاح العُمدة: إذا ماذا تنتظرون رضوان لن يعود مُجددا هيا نحرقه كي ننتهي من شره للأبد lehcen Tetouani
أبدى ما قاله العُمدة استحسان الجميع وخلال لحظات كان كوخ عم رضوان تأكله النيران أكلا ثُم عادوا جميعا الى منازلهم وانغلقت الاضواء عن هذا المشهد
علق أهالي القرية اعمال الحفر لفترة مؤقته لحين معرفة ما ستؤول اليه الأمور بعد اختفاء عم رضوان وثلاث اطفال
مضى يوم ثُم يومان ثم خمسة ثم أسبوع واثنان وثلاثة وشهر وشهرين ولا جديد لا هم وجدوا عم رضوان او أي أثر له ولم يحدث أي اذى لأي أحد او لأي شيء في القرية
بدأ الموضوع يموت تدريجيا وبدأت الناس تتناسى
وبدأت الرغبة باستئناف الحفر في قلوبهم تتعالى
الى ان مضى تمام الستة أشهر على الحادثة واطمأن الجميع ان الأمور قد استقرت فطلب العمدة عمل اجتماع جديد مع كبار عائلات القرية وقد تم
أحد كبار العائلات: توقف حالنا وتعطلت اعمالنا والأرض لا تعطي وحتى المياه قد نقصت بشدة وقد اوقفنا عمليات التنقيب من اجل اختفاء رجل لا دليل أنه قد اختفى بسبب ما حدث أصلا من منكم كان يعرف شيئا عن رضوان لا أحد
منذ متى ونحن نعرف شيء عن رضوان أصلا رضوان طيلة عمره متخفي عن انظارنا ولم ينخرط معنا بالقرية بيوم من الأيام نحن حتى لا نعرف ان كان متزوجا ام لا
فرد عليه أحدهم: لا رضوان لم يتزوج
فأكمل الاول حديثه: إذا فالأمور صارت أوضح الان رضوان لم يتزوج بسبب فقره وبالتأكيد لن تقبل به امرأة من القرية او خارجها ولن يقبل أحد ان يزوجه ابنته على حالته تلك ابدا
فربما كان يتمنى ان يتزوج ويصير لديه أطفال يوما من الأيام وقد رأى الفرصة سانحة له عندما وقع بيده الأطفال الثلاثة فأخذهم وفرّ بهم خارج القرية ليقوم بتربيتهم كأولاد له اعتقد ان ذلك يبدو أكثر منطقية من تلك الخزعبلات التي تروونها عنه
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باطن الأرض)