رواية باطن الأرض الفصل الأول 1 بقلم Lehcen Tetouani
رواية باطن الأرض الجزء الأول
رواية باطن الأرض البارت الأول
رواية باطن الأرض الحلقة الأولى
…….. يحكى في قديم الزمن وفي إحدى الدول العربية تجمهر أهالي القرية بجنوب البلاد بعد ان ضاقت بهم الحياة لعدم جدوى زراعة أراضي القرية التي كانت فقيرة الإنتاج عن مثيلاتها في القرى المجاورة
انتشر بين أهالي القرية الكثير من الاساطير بغض النظر عن صدقها من عدمه
ففريق منهم قد قال بأن فقر الأرض لحسن التطواني بسبب وجود مقبرة لأحد ملوك القديمة أسفل القرية
وقال فريق الثاني بأن ذلك قد حدث نتيجة سحر قد تم عمله للقرية من طرف إحدى القرى المعادية لنا فأفقد الأرض خصوبتها
وقال فريق ثالث أن فقر الأرض بسبب مردة الجان الذين يريدون طردنا منها لينفردوا هم بها
انقسم أهالي القرية على هذه الآراء الثلاث ولكن كانت الكفة الراجحة هي كفة ذلك الفريق الذي قال بأن أسفل القرية مقبرة لأحد ملوك القديمة وكان من أكثر العوامل التي ارجحت كفة هذا الفريق هو تأييد عمدة القرية لرأيهم
وبسرعة شديدة انصاع أصحاب الرأيان الاخران لذلك الرأي فإن كان رأيا سديدا نالوا نصيبا من كنوز تلك المقبرة المزعومة وإن كان غير ذلك فهم لم يخسروا شيئاً على الاطلاق
كان امر تلك المقبرة هو الشغل الشاغل لجميع افراد القرية صغيرهم قبل كبيرهم كان هو الشغل الشاغل لهم جميعا
فيما عدا ذلك الرجل الفقير الذي يعيش وحيدا في كوخ على حافة القرية عم رضوان كان رجلا انطوائيا بعض الشيء نادرا ما كان يختلط مع اهل القرية
فقد كانوا دائما ما ينظرون إليه نظرة ازدراء وتحقير لأنه كان أفقر منهم فليس لديه اراض يزرعها مثلهم ولم يكن لديه بيت من الطوب مثلهم وانما كوخ من خليط الخشب وجزوع النخل كما انه لم يكن ينتمي لإحدى العائلات الكبيرة ولم يكن له علاقة بالقرية إلا أنه يسكن بحافتها lehcen Tetouani
على العموم هذا ليس موضوعنا دعونا نعود لأهل القرية من جديد جلس عمدة القرية في اجتماع مع ممثلي عائلات القرية: ينبغي ان نبدأ بالحفر في أسرع وقت ممكن ودون أن تشعر القرى المحيطة بنا بأي شيء غريب
إذا تسرب الخبر خارج حدود قريتنا فسنجد القرى المجاورة جميعها تزحف نحونا وسنكون في خبر كان كما أن الحكومة لن تتركنا بالطبع
قال زعيم احدى العائلات: بالطبع يا عمدة هذا ما كنت أود قوله إذا تسرب الخبر الى خارجنا فقد تحدث كارثة ونحن لا نريد ان يحدث ذلك اقل ما قد يحدث ان ينتقل خير القرية وكنزها الى غيرنا
ليتحدث زعماء باقي العائلات فيما بينهم ثم يقاطعهم العمدة: ماذا أنتم قائلون
ليرد أحدهم: نوافق كل حرف قلته متى يجب أن يبدأ الحفر؟
العمدة: حالما يكون شباب عائلاتكم جاهزين لبدأ الحفر كم تحتاجون من الوقت لتجهيزهم؟
ليرد أحدهم: أسبوعين ثم يرد الاخر اسبوع واحد.
ثم يرد اخر: خمسة أيام ثم يرد اخر لا احتاج إلا ليومين
نظر الجميع لصاحب اليومين نظرات دهشة واستعجاب
ليقاطعهم العُمدة قائلا حسنا. لنجعلها اسبوعا واحدا يكون جميعكم قد تجهزو من لم يكفه أسبوع عليه ان يسرع أكثر فكلما اخرنا الامر كلما ازداد احتمال تسربه الى خارج القرية ماذا أنتم قائلون؟
ليصيحوا جميعا بصوت واحد اتفقنا يا عمدة
ثم يكمل أحدهم ولكن علينا إيجاد حجة واجابة قوية نرد بها على أي غريب يسألنا عن سبب الحفر حتى لا يشك بالأمر
قال العمدة رأيا سديد فلنخبر السائلين أننا نحفر بئرا كبيرا ليسُد حاجة القرية إذا ما تكرر الجفاف الذي حدث العام الماضي
أبدى الجميع رضاه واقتناعه بتلك الإجابة ثم أكمل العمدة: أما انا فسأقوم بالتمويه وإشغال الجميع عنكم خلال فترة الحفر قبل بداية الحفر بيوم واحد سأدعوا عمداء القرى المجاورة الى اجتماع لعدة أيام في قرية بعيدة
لمناقشة كيفية علاج مشاكل الجفاف وفقر التربة الذي ظهر في الآونة الأخيرة وبذلك أكون قد وجهت الاعين بعيداً عن قريتنا وصوب تلك القرية البعيدة التي سيُعقد بها الاجتماع
أبدى الجميع اعجابه بفكرة العمدة ثم انفض الاجتماع في هدوء مُتفقين على مهلة الأسبوع للتجهّز لبدأ الحفر
مضت مهلة الأسبوع سريعا
إذا كنت موجوداً في القرية الآن لرأيت صفوفاً كبيرة من شباب القرية يرتدون العباءات ويمسكون بأيديهم أدوات حفر مختلفة..
الجميع يمني نفسه بما قد يجده بالأسفل أحلام اهالي القرية بلغت عنان السماء لتناطح السحاب
تم الترويج بشدة حتى داخل القرية الى انه سيتم حفر بئر كبير لمواجهة الجفاف القادم أهالي القرية الاصليون يعلمون أن الحفر للبحث عن المقبرة
بينما الضيوف وكذلك غير المُنخرطين بشئون القرية مثل عم رضوان فهم لا يعرفون شيئاً عن الحفر إلا أنه لحفر بئر كبير من اجل مواجهة الجفاف
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية باطن الأرض)