روايات

رواية حكايات سنفورة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الفصل الثامن والثلاثون 38 بقلم روان رمضان

رواية حكايات سنفورة الجزء الثامن والثلاثون

رواية حكايات سنفورة البارت الثامن والثلاثون

رواية حكايات سنفورة الحلقة الثامنة والثلاثون

البارت الثامن والثلاثون🌸
اللهم أَرنا في بني صـهيون آياتٍ أَشد وأَعظَم مِما نزل فِي آبائهم الاولِين💔
_________________
“ان.. انت ازاي كويس .. انا مش فاهمه حاجه، هو اى اللي حصل ” تسآلت رغد وهى مازلت لا تدرى بعد كيف يقف أمامها سليم مُعافا..،
“لا أعلم ماذا حدث لكِ، مجرد أن نظرتي لى من الشرفه ركضتي نحوى ثم وقعتِ مغشيه عليكِ”
“انتِ كويسه يا رغد،أول ما شوفتيه اغمى عليكِ.. احنا قلقنا عليكِ” صمتت رغد ولم تُجب هل يتصور أن يكون هذا حُلم..!! تُقسم بأنه كان حقيقه بالنسبه لها
هي تتذكر تفاصيل ذلك الحُلم بشده.. اذا كيف يحدث هذا
“الم تسعدك رؤيتي رغد؟؟، لقد سننظت بأنكِ ستكونين أكثر سعاده مثلي” وآخرى لم تُجبه رغد وهى مازلت شارده فيما حدث معها، ضغطت عليها يديها بشده وهى تُحاول تنظيم أنفاسها، فكانت تتنفس بعنف ولا تصدق بعد أن ما مرت به كان حُلم..،
“از.. ازاي انت مكنش يهودي يا چون” أردفت بعد صمت دام عده لحظات وهى تنظر لهم بوهن
“سوف أقص ليكِ من البدايه يا صغيره لقد تبنتي آمراه مسلمه ثم توفت، حين إشتد عليها المرض وإقترب الاجل منها طلبت من جيرآنها أخذي والاعتناء بي لان ليس لديها أحد ولكنهم أخفوا عليا أمر ديانتي…. حتى عملت الحقيقه”
” يعني انت مسلم دلوقتي يا چون؟”
“لم يعد إسمى چون… لقد غيرت إسمي إلى” يونس”
لقد أحببت قصته بشده، هذا الذى إبتلعه الحوت ومكث فى بطنه ثلاثه أيام، إلى الان لا اصدق كيف استطاع أن يجلس كل تلك المده دون خوف او يأس.. علمت أنه ظل يردد حينها “لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين”
لقد صبر صبرا عظيما، وعلمت أيضا أنه حين عاد أسلم جميع قومه، لذا اسميت اسمى الجديد مثله”
“مُبارك ليك يابني على دخولك للاسلامي من جديد” تحدث العم محمد والد حور، باركت له حور ايضا وأحتضنه ليث مجددا، بينما مازالت رغد صامته..،
“لمَ لم تقولين شيء رغد؟ الم تفرحي لى؟” تنهدت رغد لا تعلم بما تُجيبه هى مازلت فى صدمتها من هذا الحلم بعد هل كان إشاره لها بأن تبتعد؟ حتى لا تفقده هو الآخر؟ ”
“لأ مبروك يا جو.. قصدي يا يونس، عن اذنك هدخل ارتاح شويه” نظر لها الجميع بتفاجئ من تغيرها هكذا.. لقد ظنوا بأنها ستصبح أكثر سعاده
“هدخل اشوف مالها” قالتها حور وهى تهم لتذهب إليها ولكن قاطعها ابيها وهو يُجيب
“خليكِ يا حور، انا هتكلم معاها” أومات له حور وهى تذهب بكرسيه المتحرك إلى غرفه رغد ثم خرجت
حمحم الاخر ثم تحدث
“مش مبسوطه ليه؟ انتِ كنتِ هتتجني من لما سافر، ودلوقتي لما رجع وبقى مسلم مش موافقه؟”
صمتت، لا تعلم بما تُجيبه.. أخذت تفرك يدها بتوتر كيف تخبره بما تشعر به.. لا أحد سيفهم ما بداخلها وإن أمضت عمرها كله تحكي، هي لا تعلم تحديدا ما بها سوى أنها متعبه
فقد يُدرك المرء أنه مُتعَب لكنه يجهل ما الذي يتعبه، إنها الهزائم المكبوته
“مش عارفه… بس حاسه إننا مننفعش لبعض”
“ولا عشان خايفه عليه؟ لما اغمى عليكِ حلمتي إنه مات صح؟” دُهشت رغد من حديثه، كيف علم بالأمر فهي لم تُخبر أحد بعد
“مستغربه أنا عرفت منين!! نظرات الخوف فى عنيكِ
، عقلك الباطن صورلك إنك هتفقديه هو كمان زي اهلك
عشان كدا بقيتي خايفه ومتردده…” صمت بعد اللحظات يرى تعابير وجهها وتأثير حديثه عليها والتى بدا مقنعا بالنسبه لها، أخذت نفسا عميقا ثم زفرته على مهل وهي تردف
“حسيت الحلم كان إشاره عشان تفوقني، لو جو.. قصدي يونس لو بعد انا ممكن اقدر اتخطاه لكن… لكن لو كان مات كنت هفضل عمرى كله مش هقدر اتخطاه
هو مش اغلى من اللي راحوا بس.. المشكله إني كنت أطمنت لوجده..” إبتلعت غُصه مريره فى حلقها ثم تابعت
“نسيت إنه مينفعش أطمن لحد”
“تعرف كمان.. من لما دخل حياتي وانتوا كمان بدأت احس نفسي ضعيفه، انا عمرى ما كنت ضعيفه وطول عمرى كنت قويه لكن.. لكن معاكم ومعاه بحس إني طفله صغيره متعرفش يعني اى قوه” صمتت تلتقط أنفاسها بصعوبه وجبينها متعرق بشده وكأنها كانت فى حرب للتو ثم تابعت
“لو تفتكر اول يوم جيت هنا كانت وفاه اخويا.. شوفت كنت قويه يومها ازاي، حاليا انا بقيت هشه وضعيفه وعايزه افضل عمرى كله أعيط… معدتش فاهمه مالي واى اللي بيحصل”
“يمكن عشان اخيرا لقيتي اللي يحتويكي ويطبطب عليكِ.. انتِ الاول كنتِ بتحاولى تباني قويه عشان عارفه إنك لو وقعتي مش هتلاقي اللي يسندك ويقومك، لكن دلوقتي لما لقيتي اللي يساندك حسيتي إن عايزه تخرجي كل الكبت اللي جواكي ومعدش فيه داعي لإنك تباني قويه وتقاومي”
“ط.. طب وازاي الواحد يقدر يتخطي حزنه؟”
“بالصبر، من أعلى درجات الجهاد؛ جهاد الحزن، جهادكِ في التَّقبُل، جهادكِ في الحمد والشكر وأنتِ في شدة، وأنت ما محدش حاسس بعصرة قلبك ولا الأيام بتمرّ عليك ازاي؟!
إنك تسلّمي أمرك لله حتى لو مش فاهمه الحكمة ولا مستوعبه الأحداث، إنك تلجأي وأنتِ متيقنه أن لا ملجأ من الله إلا إليه، إنك تستسلمه وترضى حتى وإن خالف هواك،
صبرك وشكرك وتقبلك جهاد
فالابتلاءات في الحياة يبنتي مش اختبار لقدرتك الذاتية بس دا اختبار لقوة استعانتك بالله.
هقولك على قصه يارغد حقيقي بحبها اوى
سيدنا يوسف كان معاه ف السجن شابين
والشابين خرجوا قبله من السجن
وهو خرج بعدهم ببضع سنين كمان مش بسنه ولا اتنين
وهو نبي الله كمان وهم اتنين عاديين
واحد منهم خرج عشان يُقتل
والتاني خرج عشان يخدم
وسيدنا يوسف خرج عشان يكون الولى على خزائن مصر
شوفتي الفرق بيهم اى
احيانا المنع بيكون قمه العطاء، فأوعي تيآسي”.
يالله، الله لا ينسى أحد، حين يُرسل لك الابتلاء.. يُرسل معه من يُصبرك عليه حتى تحمد الله على هذا الابتلاء
” اقعدي بكره رؤيه شرعيه مع يونس.. وادي لنفسك فرصه بعيده عن كل الهواجس اللي فى دماغك”
♕سبحان الله وبحمده… سبحان الله العظيم♕
“يبنتي اخلصي بقى اتاخرنا، ورانا حاجات كتير”
وقفت روان تُعدل من نقابها وتتأكد بأن ملابسها على مايرام “خلاص خلصت اهو يلا”
خرجت روان ومعها ياسمين لشراء الفستان، وبعد لف طولا وصلا أخيرا الى المكان المنشود، أبصرت روان الفستان الذى أمامها بإنبهار شديد وعيون لامعه
“الله يا ياسمين، الفستان دا حلو اووي” طالعت ياسمين الفستان الذى تُشير إليه الاخرى بتفحص فكان الفستان جميل بحق ولكن له ذيل طويل
“بس دا حرام يا روان، مينفعش تلبسيه” تعجبت روان من حديثها، الفستان يبدو رقيقا وغير ضيق
“ليه.. دا واسع وشكله حلو”
لانه لا يجوز لمسلمة أنها تلبس فستان طول ذيله أكثر من ذراع …!
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلاَءَ لَمْ يَنْظُرِ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ القِيَامَةِ ”
فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ : ” فَكَيْفَ يَصْنَعْنَ النِّسَاءُ بِذُيُولِهِنَّ ؟
قَالَ : ” يُرْخِينَ شِبْرًا ”
فَقَالَتْ : ” إِذًا تَنْكَشِفُ أَقْدَامُهُنَّ ”
قَالَ : ” فَيُرْخِينَهُ ذِرَاعًا ، لاَ يَزِدْنَ عَلَيْهِ ”
“معنى كلامك إنه مينفعش نلبس فستان بديل طويل؟” سألتها روان لتأكد حديثها، فأومات لها ياسمين
نظرت روان للفستان بحزن، فكان الفستان رائع بالنسبه لها
“من ترك شىء لله.. عوضه خيرا منه، صدقيني هنلاقي أحلى منه” تحدثت ياسمين مجددا حين لاحظت نظرات الحزن على وجهها، إبتسمت لها الاخيره ثم سارت معها للبحث عن آخر وخرجا من المحل بأكمله
وصلا إلى مكان آخر مخصص للفستاين
“تعالي كدا يا روان شوفى الفستان دا” أشارت لها ياسمين على فستانا ما، نظرت له روان ولكنه لم يعجبها ايضا مثل الاخر”مش حلو زي التاني” تحدثت بضيق طفولى
إبتسمت لها ياسمين ثم أمسكت يدها وخرجا من هذا المول أيضا
“ولا يهمك..لسه معانا اليوم طويل، بينا نشوف غيره”
إنصاعت روان لحديثها وسارت معها وأيضا لم يلفت إنتباها شيء
“انا تعبت من اللف يا ياسمين مفيش حاج…” بترت جملتها وهى ترى فستانا ما أمامها، إقتربت منه بإعجابِ شديد
كان الفستان أجمل ما رأت على الاطلاق
“شوفى يا ياسمين دا” أردفت روان بفرحه عارمه وكأنها وجدت كنز أمامها.. فكأن الفستان شديد الجمال والرقه
“حلو اووي… شوفتى يا ستي، صبرنا ونولنا” أجابتها ياسمين وهى تنظر للفستان وقد نال إعجابها ايضا
“انا خايفه على اخويا منك لما يشوفك بيه من جماله” تحدثت ياسمين مازحه، وضعت روان يدها على خدها بكسوف وقد توردت وجنتيها.. تتخيل رد فعله حين يراها مثلما قالت ياسمين
“هدخل اقيسه واشوفه عليا”
“بلاش يا روان تقسيه هنا، ابقى قيسيه فى البيت افضل لانه مينفعش تقيسي هنا وتخلعي هدومك ولو لبستيه فوق لبسك مش هيكون ظاهر، الافضل تقيسيه فى البيت ولو مظبطتش نبقى نبدله”
إقتنعت روان بحديثها، لا يجوز أن تبدل ملابسها خارج بيتها حتى ولو فى محل الملابس
قاما بشراء الفستان ثم عادوا للمنزل مره آخرى
ومجرد أن وضعت روان قدميها داخل المنزل حتى توسعت عيناها بذهول
#_______روان_الحاكم__________
كان يسير ليث بسيارته ومعه حور فى الطريق الى الشركه بعدما أصرت عليه الذهاب معه
كان ليث منشغل فى السواقه حتى أوقفه صراخ حور
“استنى يالييث استنى” أوقف ليث السياره بفزع وهو لا يفهم سبب صراخها المفاجئ
“لحظه هنزل دقيقه وهرجع” نزلت حور من السياره دون إنتظار رده مما جعله يعقد حاجبيه بشده وآثار الأمر ربيته، حتى نزل هو الآخر خلفها، بحث ببصره عنها حتى توسعت عيناه بصدمه، إقترب منها وعلى وجهه علامات الغضب
“بقى منزلانا فى نص الطريق واتاخرت على الأجتماع عشان عربيه شربات؟؟” تحدث ليث بضيق وغضب
كتمت حور ضحكتها أسفل النقاب وهى تضع يدها على وجهها كى لا تثير غضبه،
“الشربات اللي مش عاجبك دي التلاته بعشرره..” قطعت حديثها وهى تُمسك العديد من الشربات فى يدها ثم أكملت “هاخد دول ياعم ربيع”
نظر المدعو ربيع نحو زين وطالعه بطيبه “جوزك دا يابنتي اللي قولتيلي عليه!!؟”
همت حور لتجيبه ولكن قاطعها ليث مسرعا”قالتلك عليا..؟ انتِ تعرفيه منين يا حوور” تحدث بغضب ونبره صوت مرتفعه جعلت حور تشعر بالحرج منه، ولكنها تحكمت بغضبها وهى تردف بهدوء
“دا عمى ربيع اعرفه من شوأنا صغيره ويعتبر مربيني” ضحك العم ربيع وهو يضع يده على كتف ليث ثم قال
“حور دي بنتي اللي مخلفتهاش يابني، أنت واخد جوهره، رغم إنها كانت بتجيلي من وهي اد كدا إلا أنها بتتعامل معايا بحدود ومقالتش دا راجل كبير ويعرفني من وانا صغيره، محافظه علي نفسها ومحدش يقدر يقربلها”
حاول ألا يسبب لها مشاكل فقد إلتمس غيره زوجها على حتى ولو رجل كبير، تقبل ليث حديثه ولم يجب
أعطته حور الأموال وأخذتهم ثم عادت للسياره مره آخرى
ركب ليث جوارها وهو يشعر بالضيق “كل اللي قاله دا مش مبرر إنك تتكملي معاه حتى ولو راجل كبير، المفروض إنك ملتزمه والكل بياخدك قدوه، ازاى بيتكلم معاكِ بأريحيه كدا؟؟”
أخذت حور نفسا عميقا وهى تزفره بضيق، إستغفرت ربها كي لا تغضب عليه وهى تُحاول التحكم بذاتها، مهما بلغ الامر هو زوجها ويُغار عليها
“انا مش هبررلك الاول علاقتي بيه، إعتبرتني غلط واتكملت معاه بحسن نيه وبإعتبراه راجل كبير حتى لو غلط… حد قالك ياليث إني ملاك مش بيغلط؟ مفيش حد مهما بلغ إلتزامه معصوم من الغلط ومش معني إني بجاهد نفسي وانصح الناس يبقى مبغلطش خالص؟ هنا بقى ييجي دورك انت إنك تنصحني، ممكن انا اعمل الغلط وماخدش بالي إنه غلط غير لما حد ينبهني لأن كلنا بشر وبنغلط
نيجي بقى للموضوع الاساسى أولا عمي ربيع أعرفه من وانا صغيره، كان عنده بنت وتوفاها الله وكانت نفس اسمى، لما شافني قالي إني بفكره بيها.. مش هنكر إني كنت بتعامل معاه عادي وكنت بجيله على طول اسلم عليه لأنه كان بيفرح لما يشوفني، لكن لما كبرت حاولت إني اخفف تعاملي معاه بس برضو مش بعامله زي الغرب،
وللعلم اول واحد حكتله عنك وخدت رأيه وهو اللي خلاني اوافق،
انا معرفش اذا كان صح ولا غلط، لكن هنرجع لنقطه إني بشر مش ملاك ووارد إني اغلط ياليث.. بحس الناس مبتصدق حد بيحاول يتلزم إنه يغلط
لما تلاقيني غلطت إنصحني ياليث مش تزعقلي وتش..” بترت كلمتها ألاخيره، هى دائما تشعر بأن ليث شخص شكاك أكثر من كونه غيور ولكنها تحاول جاهده بأن لا تفتعل مشاكل بينهم، ومجددا شعر ليث بالغضب من ذاته.. كيف تجعله كل مره هو الخاطىء بحديثها المقنع الهادي؟
تنهد ليث وهو يغمض عيناه، ثم أمسك يدها وقال
“كل مره اسلوبك بيخليني احس بالذنب من نفسي وإني غلط حتى لو مش غلط.. أنا آسف بس رجاءا ياحور راعي إني لما بغير مش بتحكم فى غضبي”
“حاضر ياليث.. خلينا فى المهم شوف الشربات اللي جبتها!!؟”
“رايحه تيجي شربات التلاته بعشره من على العربيه؟ يبنتي هو انا حارمك من حاجه ولا مجوعك”
“اسكت انت متعرفش الشربات اللي التلاته بعشره دول بالنسبالي اى، من يوم ما عملت فيها بنت ناس وبقيت بجيب من الواحد بعشره دول وهو كل يوم يضيعلي واحد، عندك دول بقى يفضلوا معايا طول السنه ومستحيل يضيع
.. كمان جبتلك شربات خد شوفها” نظر لها ليث بتشنج وعلامات الاستعياء باديه على وجهه
“انتِ عايزاني انا البس شربات من على العربيه؟ تعرفي تمن الشراب الواحد بس اللي بجيبه بكام!”
“ومالها دي.. مش بتقضى الغرض وخلاص؟ جرب كدا تجبلك منها وباقى الفلوس اللي كنت هتدفعها فى الشراب البراند تديها لحد محتاج؟”
“منا ممكن اجيب البراند وادي لحد محتاج برضو مدام ربنا رازقني، لكن مينفعش اروح اجيب حاجات من دي الناس تقول عليا اى”
“مهي دي المشكله يا ليث، الناس
احنا بنروح نجيب الماركات عشان بس الناس.. الساعه ام 1000 جنيه هتقضى نفس غرض الساعه ام 100
والعربيه ام خمسين الف هتقضى نفس غرض العربيه ام مليون جنيه دي بتسوق ودي بتسوق، لكن احنا اهم حاجه اننا نجيب اعلى حاجه ونقلد الغرب
جرب كدا تجيب حاجه اقل من اللي كنت بتجيبها وباقى الفلوس اديها لحد محتاج؟ ربنا سبحانه وتعالى قال إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين
ومش معني كدا انك تحرم نفسك او تمشي مبهدل لا اهتم بنفسك واللبس حلو وشيك بس في حدود المعقول
ونتعود نوفر دايما مادام دا هيدينا نفس الغرض”
لم يقتنع ليث بحديثها كله، يرى بأن الإنسان من حقه أن يتفاخر بأمواله وأن يُظهر غناه، فقد تعود ليث على حب المظاهر وليس العيش ببساطه، ولكنه لم يرد أن يُجادلها كثيرا ويوافقها فى الرأى
“اتأخرنا على الاجتماعك.. عاجبك كدا؟”
“قولهم إننا أتاخرنا عشان كنا بنجيب تلات شربات بعشره.. هتلاقيهم سابوا الاجتماع وراحوا كلهم يجيبوا” ضحك عليها ليث وهو يجذلها لتسير جواره
“انتِ مفيش فايده فيكي ابدا”
♕لا إلا إلا أنت سبحانك… إني كنت من الظالمين♕
وصل محمود إلى المكان الذى ابلغه به المتصل، فكان مكانِ مهجور، دخله وهو يزيح الاتربه حتى ابصر محمود أمامه، وقف ينظر له بجمود وهو يتحدث
“فين آبني يا حامد” كانت تعابيره وجهه جامده.. عيناه حمراء بشده ولده كان على قيد الحياه كل تلك المده وهو لا يدرى؟
“طب مش تسلم عليا الاول ياخي؟ جاى مستعجل كدا ليه”
تحدث ببرود وبإبتسامه مستفزه ”
“قولتلك فيين ابني يا حامد” كرر سؤاله وهو يُمسكه من ثايبه بعنف تعكس طبيعته الهادئه، أبعده الاخير عنه بهدوء
“تؤ تؤ براحه على أعصابك..” قطع حديثه وهو ينظر له يخبث ثم تابع”انت مش متخيل أنت صعبان عليا اد اى
يعني ياعيني بعد العمر دا كله ابنك يطلع عايش.. مش دي المشكله، المشكله انه بقى مريض نفسي ومقعد.. طلعت عقدي كلها اللي عملتها فيا زمان على أبنك”
نظر له محمود بصدمه، هو لم يفعل له شىء بتاتا.. بل حامد هو من استمر بإذائه
“بس انا عمرى ما آذيتك يا حامد وانت عارف كدا، طول عمرك اللي مبتحبش الخير لحد وانت اللي آذتني، انت دمرتلي حياتي مش بس آذتني”
“مهو كل دا بسببكك.. انا بكرهك وعمرى ما حبيتك يا محمود ولا اعتبرتك صاحبي، كل حاجه كنت انت اللي بتاخدها، دايما عامل نفسك الكل فى الكل وانك الواد اللي مفيش منه، انت خدت كل حاجه ليك لوحدك، حتى صحابنا كانوا بيحبوك انت وانا لأ
كنت بنمشي معاك والكل بيقف هزر ويضحك معاكم ماصدقوا شافوك، وانا ولا كأني موجود كأن حامد دا هوا
حت.. حتي البنت الوحيده اللي حبتها لقيتك جاى تقولى إنك خطبتها وانا كنت بحبها من قبل ما انت تشوفها حتى
لكن هي كمان اختارتك انت لكن شوف انا خدت منك كل حاجه”
توقف عن الحديث وهو يضحك بهستريا تُشبه المجانين جعلت محمود يتأكد بأنه مريض نفسي
“خدتها منك.. وخدت ابنك منك، ودمرت حياتكم… وعيشتك فى وهم إنها هي اللي سابتك، بس الحقيقه انا اللي أجبرتها تعمل كدا”
طالعه بخبث حين وحد نظرات الصدمه باديه على وجهه
إقترب منه محمود ليضربه ولكن سبقه الاخر وهو يضربه على رأسه
“بابا” كان هذا آخر صوت يسمعه محمود قبل أن يقع أرضا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية حكايات سنفورة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى