روايات

رواية النجمه الحمرا الفصل الخامس 5 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الفصل الخامس 5 بقلم ندا سليمان

رواية النجمه الحمرا الجزء الخامس

رواية النجمه الحمرا البارت الخامس

رواية النجمه الحمرا
رواية النجمه الحمرا

رواية النجمه الحمرا الحلقة الخامسة

_ بلغ حازم إن ” كل شيء قسمة ونصيب”

سكت بعدين سأل :
_ خلاص متأكدة من قرارك يا رحمة؟

_ متأكدة يا بابا ، قرار نهائي مش هرجع فيه

رن جرس الباب، فتحت مراة بابا وسمعت صوت هناء ، هربت من البيت هناك عشان ماكنتش عوزاها تشوفني لحد ما ألملم شتات نفسي، دخلت الأوضة سلّمت على بابا وجريت عليا بخوف حقيقي وهي بتقول :
_ رحمة حبيبتي مالك، قلقت عليكِ ماما قالت إن شكلك كان تعبان وبتصل تليفونك مقفول حاسه بإيه طمنيني؟

قالتها وهي بتقيس حرارة راسي بإيديها وماتعرفش ان العلة في القلب ، أعتقد لو كان فيه جهاز معاها يقيس حرارة قلبي كان هينفجر من النار اللي قايده جوايا ، اتعودت أشتكيلها همي طيب دلوقتي هشكي لمين وهعمل إيه؟!

بابا بصلنا بحزن أعتقد فهم لوحده إن إللي اخترت ماجرحهاش هي هناء، استأذنا ومشي ، بصتلي هناء بقلق وقالت :
_ رحمة في إيه؟! شكلك مش طبيعي خالص

من غير كلام سندت راسي ف حضنها فضمتني وفضلت تمسح على شعري بعدين قالت :
_ وبعدين يعني فيه عروسة زي القمر تبقى زعلانه وتعبانه كده قومي يلا عشان نجهز لخطوبة أحلى عروسة في الدنيا

كانت بتحاول تخفف عني بجملتها بس جملتها وجعتني أكتر فبكيت، بكايا قلقها أكتر فكررت سؤالها :
_ أرجوكِ ردي يا رحمة فيكِ إيييه؟

أنا كنت بالفعل عاوزه أتكلم، عاوزه الحجر إللي على قلبي يتزحزح شوية، حكتلها قصتنا من أول رسالة بدأت بينا، حكيت كل موقف جمعنا ماعدا المواقف إللي كانت شاهدة عليها أو أي حاجة ممكن تبينلها إن حازم هو نفس الشخص ، كانت مبتسمة طول الوقت أنا كمان غصب عني وعن وجعي ملامحي كانت مبتسمة بشكل تلقائي! وأول ما خلصت كلامي قالت :
_ ده إنتوا قصتكوا تتكتب في الروايات ، طيب يا ستي أهه قصتكم هتتوج وهتبقوا مع بعض طول العمر مالك بقى؟؟!

اختفت ابتسامتي وحروفي اتخنقت، قلت :
_ عرفت عنه سر يمنعني أرتبط بيه وعشان خاطري ماتسأليش عن السر ده عشان مش هقدر أحكيه

ربتت على كتفي وقالت :
_ ماتقلقيش يا حبيبتي مش هسأل هسمع بس إللي إنتِ حابه إني أعرفه بس عشان خاطري لو فيه أي حاجة أقدر أعملها عشان تبقوا مع بعض قوليلي

بصتلها بكسرة وماعرفتش أنطق ، هربت بعينيا وأنا بقول :
_ مش هتقدري تعملي حاجة يا هنا ، أنا خلاص مش عاوزه أكمل في العلاقة دي

بصتلي بأسف وماعرفتش تقول حاجة ولا حبت تضغط عليا بالأسئلة حضنتني وفضلت تطبطب عليا بصمت….
.
.
قررت أقعد فترة عند بابا مش حابه أقعد لوحدي على الأقل لحد ما أستعيد نفسي ، أخدت أجازة من الشغل وقفلت موبايلي، كنت بهرب بالنوم ، فضلت 5 أيام ع الحال ده، بابا حاول كتير يخرجني من حالتي وفشل حتى مراته رغم عدم قربها مني حاولت، وهناء كمان فشلت بل كنت كل ما بشوفها نفسيتي بتتعب أكتر ، لقيت بابا داخل الأوضة بعد شغله، قعد جنبي بعدين سأل :
_ هتفضلي كده لحد امته يا رحمة؟!

كنت بحتاج مجهود كبير عشان اتكلم، بصتله بيأس وحتى لو كنت قادرة اتكلم فأنا ماعنديش إجابة لسؤاله فقال :
_ طيب يا رحمة إنتِ حرة في قرارك لكن حازم من حقه يعرف الراجل بيتصل بيا كل يوم ، ماينفعش تسيبيه كده من غير مبررات أو إجابة على اسئلته اللي أنا مش عارف أجاوب عليها ومحدش هيعرف يجاوب غيرك

لما يأس من ردي خرج من الأوضة، فتحت الموبايل، لقيت رسايل واتصالات كتيرة كلها من حازم مارضتش اقرا أي رسالة منهم وكتبتله إني هقابله بعد ساعتين في كافيه تاني غير إللي اتعودنا نتقابل فيه وصلني رده بسرعة وكإنه كان مستنيني، رد بكلمة واحدة “هستناكِ”….

وبعد ساعتين كنت قاعده في المكان منتظراه بحاول أرتب هقول إيه! من آخر مرة اتقابلنا فيها وأنا حاسه بالبرد ، عرفت إنه وصل لما شميت ريحة عطره فحسيت فجأة بالدفا وغمرني الدفا أكتر لما عيني اتكحلت بشوفته فاتلخبطت حروفي أكتر كنت عاوزه أهرب بس إحساس الدفا في وجوده منعني ، قعد قدامي وسأل أشرب إيه؟ فطلبت ليمون وبعد ما طلبنا طال بينا الصمت لحد ما قال :
_ على فكرة مستنيكِ تتكلمي

خرجت حروفي باهته مُشتته :
_ مش هينف مش هينفع ن نكمل

_ والسبب؟

_ مش هقدر أقوله

ابتسم بسخرية وسأل :
_ ليه؟ اكشفتِ مثلاً إننا أخوات في الرضاعة؟

_ على فكرة ده مش وقت هزار يا حازم

_ أمال وقت العبث؟! إللي بتقوليه ده عبث! مفيش حاجة ممكن تمنعنا نكمل غير السبب ده خير بقى عرفيني لو كان فيه أسباب تانية بس يا تقولي السبب الحقيقي يا تحاولي لو كدبتِ تكدبي كدبه مقنعه عشان مش هتعرفي بسهولة تقنعي واحد بيعرف يقرا عينيكِ

حاولت اتكلم بس خنقتني حروفي ، حطيت إيدي على رقبتي فنزلت دموعي إللي حاولت كتير أحبسها عشان مايشوفهاش ، قال بهدوء :
_ من فضلك ماتعيطيش ، إنتِ عارفه كويس أوي إني مش هستحمل أشوفك بتعيطي ، رحمة اهدي لو سمحتِ

وكإن الدموع شجعت حروفي تنطلق :
_ حازم أنا وإنت مستحيل نكون لبعض ليه بقى؟! لإني اكتشفت إن أقرب إنسانة ليا والوحيدة إللي عافرت عشان تداوي وجعي بت بتحبك بقالها سنين فاهم يعني إيه بتحبك؟ بنت في خيالها قصور من أحلام معاك

_ قصور من رمال مادامت بنيتها قبل ما تتأكد من إن الطرف التاني عاوز يعيش معاها نفس الأحلام

_ بالنسبه ليها مش رمال، لما كانت بتحكيلي عنك كنت بسرح بخيالي وأقول نفسي أجرب إحساس الحب ده كان عندي أمل إنك تبادلها نفس الشعور و عمري ما تخيلت إني هحب نفس الإنسان من غير ما أعرف

_ و إحنا ذنبنا إيه يا رحمة!

وصل العصير فسكتت لحد ما الراجل مشي و رديت :
_ لا أنا ولا إنت ولا هي لينا ذنب الذنب هيبقى لو كملنا على حساب مشاعرها، مش هقدر يا حازم والله ما هقدر أكون وجع لواحدة عملت المستحيل عشان تداوي وجعي

فضل باصصلي بأسى وقال :
_ طيب وأنا؟ أتوجع عادي ببعادك يا رحمة؟! إنتِ فاكرة الموضوع هين بالنسبة ليا؟! لو كان هين عندك فأنا لا إنتِ بعد ما داويتِ كل وجع في قلبي فتحتِ كل جروحي وزياده عليهم جرح أكبر من إللي فات وبمنتهى البساطة جايه بتقوليلي مش هينفع نكمل ، لو عملتِ كده قلبي هيموت يا رحمة

كنت برد بالدموع فسأل :
_ هسألك للمرة الأخيرة وأوعدك مش هضايقك تاني بعد ما أسمع إجابتك ، هتكملي معايا ولا لأ؟

ماقدرتش أنطقها شاورت براسي ” لأ ” فساب الحساب ع التربيزه وقام بهدوء، اختفى أثره من المكان فرجع البرد من تاني، جريت عليه وندهتله وأول ما التفتلي اترميت في حضنه وقلت ” ماتسبنيش مهما حصل” بس فقت واكتشفت إن المشهد ده كان بس في أحلامي ، قمت رغم إن الدنيا بتلف بيا، سندت ع الحيطان وشاورت لتاكسي، رجعت البيت فرجعت تاني عزلتي، اتغطيت ببطاطين تقيله بس لسه روحي حاسه بالبرد بعدها كنت حاسه إني شايفه كل حاجة حوليا من عالم الأحلام وإحساس البرد مش عاوز يروح ، صحيت لقيت بابا وهناء جنبي وفهمت منهم إن بقالي يومين عندي حمى ، هناء بعد ما اتطمنت عليا روحت فبابا قعد يتكلم معايا :
_ رحمة، مش هينفع الوضع ده ، مادمتِ اخترت اختيارك ده بنفسك يبقى لازم تكوني قوية وقده مش هينفع تفضلي بالضعف ده يا حبيبتي أنا مش مستحمل أشوفك كده لو عاوزه ترجعي في قرارك هو قالي إنه هيسافر ممكن تتجوزوا وتسافري معاه لو ده هيريحك

ربتت على إيديه وقلت :
_ مش هينفع يا بابا ده الحل الوحيد رغم صعوبته ، بس ماتقلقش خلاص دي آخر مرة هتشوفني فيها ضعيفة

رجعت لبيت جدي رغم إن بابا كان مصمم أفضل معاه بس أنا كنت محتاجة أكون لوحدي وماكنتش عوزاه يحس بوجع كل ما يشوفني، رجعت لشغلي وحاولت أتعايش مع وضعي الجديد بس كنت مقرره إني مش هقلع الخاتم ، من حقي أحتفظ بحاجة منه ومن حقي أحتفظ بكل ذكرى لنفسي على الأقل لحد ما أخف من حمى الحنين وأرجع أحس بالدفا ولو إني أشك في كده! مرت شهور وتأقلمت على الوضع ، مابقتش بقرب من الكافيه ولا حتى المستشفى، هناء حاسه إن جوايا حزن ووجع مهما حاولت أضحك ، في مره جتلي الشغل و هي منهارة ، ولما هديتها قالت :
_ حازم كلمني بكل وضوح يا رحمة ، سألني لو كنت بكنله أي مشاعر قلت ده الوقت المناسب فاعترفتله وهدم كل أحلامي ، قالي إنه آسف مش هيقدر يبادلني نفس المشاعر و آسف ع المواجهة بس كانت لازم تحصل عشان مافضلش عايشه في أوهام صدمني بعد ما كنت فكراه هيقولي سافري معايا! وجعني برفضه لحبي وبسفره رغم إنه أكتر واحد كان رافض فكرة السفر

كنت عارفه سبب سفره ، ماكنش في إيدي غير إني أواسيها وأنصحها تخرج من عالم الأحلام لإني عارفه حازم كويس أوي وواثقه إنه لو كان زمان ممكن يفكر فيها و لو 1% ف دلوقتي من عاشر المستحيلات…..

مرت سنة معرفش فيها حاجة عن حازم، سنه من محاولة التأقلم الفاشلة ، سنة جسد بلا روح ، سنه من البرد وكإن روحي خلاص فقدت إحساس الدفا !
كنت في الشغل و رن موبايلي فاستغربت ، كان رقم صاحب الكافيه ، قلبي كان بيدق بسرعة، رديت عليه فسلم عليا بعدين طلب مني أعدي عليه انهارده في المكان ضروري ، معقوله يكون حازم رجع ، مش عاوزه حاجة غير إني بس أحس بلحظة دفا ، وجع قلبي يهدا حتى لو للحظة واحدة ، أشوفه من بعيد بس كفاية إني أشوفه ، طلعت من الشغل بدري وروحتله ، اتصدمت ، الحيطان كانت فاضيه فاتجمعت دموعي ، ابتسملي صاحب المكان بحزن وقال :
_ للأسف المكان بيخسر فقررنا نقفل و الجوابات بتاعتك ومن حقك تحتفظي بيها ، أنا جمعتهملك في الصندوق ده

أخدته منه وفتحته ، نزلت دموعي أول ما عيني لمحت حروفه ، فقال :
_ لما اختفيتوا كنت هكلمك هسأل عنكم لحد ما لقيته جاي من سنه تقريباً وطلب مني ياخد رسايلك عشان مسافر ومش هيرجع مصر تاني فمارضتش أتصل وفهمت لوحدي انكم ماكملتوش ، لكن دلوقتي مضطر أفكرك سامحيني

همست وسط دموعي :
_ وهو أنا نسيت لحظة!

مسحت دموعي وشكرته ، أخدت الصندوق وقبل ما أخرج بصيت بنظرة أخيرة للمكان ، حضنت كل تفاصيله ، شفت طيفنا وإحنا بنكتب الجوابات ، ونجري نقراها بحماس ، شفت أول مره اتقابلنا فيها ، فطارنا كل يوم سوا ، سمعت صوت ضحكنا، خرجت منهارة فجالي اتصال خلاني انهار أكتر، هناء اتصل فتحاملت على نفسي ورديت وأنا بحاول أبين صوتي طبيعي لقيتها منهارة وقالت جملة واحدة بعدها اختفت كل الأصوات واختفى النور من عيني، جملة واحدة قطعت كل حبال الأمل الدايبه
” الحقيني يا رحمة حازم اتجوز”

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية النجمه الحمرا)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!