رواية الملك النمر الفصل الثامن 8 بقلم بيتر نيدفيد

رواية الملك النمر الجزء الثامن

رواية الملك النمر البارت الثامن

رواية الملك النمر الحلقة الثامنة

“جزيرة العراة ”
سمعت صوفيا ان اهالي الجزيرة بتردد أسم ” ماجر” وده الشخص اللي إصطاد الغزالة من الغابة
لكن ماجر اتحرك من قدامهم وساب صوفيا وابنها بينهم ، وده شجعهم انهم يلمسوها ويحاولوا يلمسوا إبنها وكأنهم اكتشفوا كائنات فضائية نزلت جزيرتهم ، كانت صوفيا بتقابل احتكاكتهم بالصد وبتتوحش اذا حد منهم قرب ولمس هرماس ..
ولكن هجموا عليها فجأة وقطعوا هدومها وخدوا هرماس من ايديها ، مع صراخ وبكاء منه من شدة الخوف ، وكانت صوفيا هي كمان بتصرخ وبتقاوم بكل مافيها انها تاخد ابنها من بين ايديهم لكن كل محاولاتها فشلت وقدروا يكتفوها تماما ً ، واخدوا منها القوس والسيف وعروها من كل ملابسها ، واخدوها بالقوة وربطوها بحبل في عمود خشبي في مكان وسط خيامهم يشبه الميدان ، ومارسوا معاها انواع من الايذاء النفسي والجسماني ودلقوا على جسمها بالكامل روث المواشي بتاعتهم
كان منظر مؤلم ومهين للملكة صوفيا ، ولكن مع كل اللي بيحصلها ماكنش شاغلها غير هرماس ، كانت بتصرخ بقوة وبتنادي على اسمه واترد
عليها بضحكات وسخرية من أهل الجزيرة اللي كان بالنسبالهم ده نوع من انواع التسلية والترفيه
اشياء اصابة صوفيا بالجنون وهي بتتلفت وبتدور على ابنها خدوه فين وهيعملوا فيه ايه ، بعد مرور وقت من عرضهم الساخر والمهين ، جالها ماجر وبدأ يهدي من اللي وافقين وبقى يمشيهم بعيد عن صوفيا ، ومن بعدها فكها من العمود , وهي بقت تجري مابنهم بجنون وتضرب فيهم بايديها بغضب عشان عايزه ابنها ، ولكن هما كانوا مستمرين في الضحك والسخريه لحد ماوقعت مابنهم على الارض واتلموا حواليها تاني وكانوا هيمسكوها ،
لكن ماجر زعق فيهم وبعدهم عنها وكلم واحد منهم يجبلها ابنها ، وبعد دقايق من وقوعها على الارض وبكاها وصراخها ، لاقت هرماس قدامها شايله واحد من اهل الجزيرة وبيقدمهولها ، مدت ايديها وخطفته من ايده ، لكن مرضيتش تحضنه بسبب الحالة اللي كانت عليها واكتفت انها تقعده جنبها على الارض ،
وبعدها قرب منها ماجر وقومها ، وخدها هي وابنها ، لخيمة خاصة بيهم وقعدهم فيها ..
كانت بتحاول تمسح نفسها من اثر الروث وبتهدي هرماس انه مايخافش ويبطل بكا ولكن كان منظرها قدامه بيخليه مستمر في البكاء ، وبعد دقايق بتسمع صوت هرجله بره الخيمة ..
وبصت تشوف اللي بيحصل ولاقتهم بيتقسموا اللحوم اللي اصطادوها ومنهم الغزالة ، ولاحظت انهم بياكلوها نية بدون تسوية وفهمت ان اهل الجزيرة دي بدائيين جدا وماعندهمش اي معرفة بالحياة الخارجية ، خرجت من الخيمة بعد ماطلبت من هرماس يفضل في انتظارها ، وصرخت فيهم يوقفوا اكل بالطريقه دي ، وقفوا عن الاكل فعلا لكن مش عشان فهموا ولكن عشان يعرفوا هي بتصرخ فيهم ليه ؟!
وحاولت كتير تفهم ماجر بلغة الاشارات انه يساعدها ، وفعلا اتحرك معاها وهو مطمن لانها سايبه ابنها ، وبيجمعوا حطب وادوات تساعدهم في عمل شواية ، وبالفعل صنعتها قدامهم بعد وقت بسيط ، وطلبت من ماجر سيفها عشان تحكه في الحجر وتولد حراره لاشعال العشب الجاف ومن بعده اشعال الحطب
كان ماجر متردد وهو بيقدملها السيف ولكن كان عنده قناعه انها مش هتأذيهم ، وبعد مرور وقت اشعلت النار مع صدمة الاهالي باللي شايفينه
وخدت من ماجر قطعة لحمة كبيرة من نصيبه وحطتها على النار وده أغضب الاهالي ولكن ماجر وقفهم وطلب منهم الصبر ويتابعوها للاخر
بعد وقت قليل للتسوية المبدائية قطعت شريحة من اللحمة وقدمتها لماجر يدوقها ، خدها منها وهو بيبصلها باستغراب ولما حطها في بوقه وتذوقها ، هز راسه باعجاب شديد بطعمها ..
وقرب منها كذا شخص وبقت تدوقهم طعم اللحمة المستوي ، ووقتها اتحمسوا كلهم وحطوا نصيبهم في اللحوم عندها عشان تعملها بنفس الطريقة ولكنها المرة دي اتحمست اكتر وقامت تجمع من بعض النباتات حواليها اللي ممكن ينفع كتوابل للحوم ، وعملت خليط من التوابل على قدر الامكانيات المتاحة وتبلت بيها اللحوم وشوتها ، وده كان بالنسبة لاهالي الجزيرة حدث سعيد عظيم وحاجة اشبه بالمعجزة ..
كانوا بيطلقوا صيحات تعبر عن فرحتهم بالاكل واللي عملته صوفيا ، وطبعا جهزت قطع لحم مناسبة ليها ولابنها من الغزالة تحديداً واكلته وبعدين أكلت هي
وبحلول وقت المساء أسعدتهم أكتر بإنها قدرت تنور كذا مكان في الجزيرة بشعل نارية ومابقاش عندهم ظلام وقت الليل وأجبرت جميع الاهالي يعاملوها باحترام شديد وحب بسبب اللي عملته عشانهم على مدار اليوم …
وبعدها دخلت صوفيا خيمتها وكانت بتجهز مكان نومتهم واخدت هرماس في حضنها وقالتله :
-فهمت حاجة ياهرماس من اللي حصل ؟
= ان الناس دول وحشين
– لاء انهم اعداء ، لكن عددهم كبير ومانقدرش نهزمهم
= هاتي سيفك منهم تاني وانا هموتهم بيه
– لو حواليك اعداء كتير تتخلص منهم ازاي ياهرماس ؟
= احاربهم
– تكسبهم ؛ دي الطريقة الوحيدة اللي تنتصر بيها عليهم كلهم بشكل اسرع ، انك تحولهم لاصدقاء بدل اعداء
= بس هما اذوكي اوي , هتسامحيهم ؟
– العدو اللي يتحول لصديق مافيش منه خوف ، الخوف الاكبر من الصديق اللي يتحول لعدو
الملك مش مطلوب منه ينهي كل معاركه بالحروب ، ممكن يكسب القلوب كمان وده الأهم انك تكون ملك محبوب ..
إبتسم هرماس وهز راسه علامة الفهم ، وغنتله صوفيا بصوت هادي اغنيته المفضلة قبل النوم ..
******
“لامك ”
رجع لامك تاني للغابة بسبب شكوك جواه ، بإن الملكة مابعدتش عن الغابة ” لانه فكر ببساطه بينه وبين نفسه وقال حتى لو الملكة مخطوفة ، ليه ماخدوش حصانها معاهم ؟ ولو ماكنتش مخطوفة هتسيب حصانها ليه؟! وهتمشي ازاي من المكان ؟!
نزل من على حصانه وربط الحصانين في الشجرة الكبيرة اللي كانت صوفيا قاعده عندها ، وولع شعلة خشبية وأبتدا يلف في الغابة لكن المرة دي على رجليه ، لكن ماكنش قادر يشوف كويس بسبب ضباب الغابة الشديد وشعلته الضعيفه نوعا ما ، واضطر انه ينام عند الشجرة الكبيرة لحد ماتشرق الشمس ..
وبعد مرور الوقت وعند شروق الشمس فاق لامك وابتدا يلف من جديد لحد ما لامح على الارض اثار دم مكان صيد الغزالة ، وشاف اثار اقدام وحاول يتتبع الاثار برعم انها كان واضحه في اماكن ومخفيه في اماكن تانيه، لكنه كان بيتوقع خط السير ، لحد ماوصل لخارج الغابة ولمح بعينه جزيرة على البر التاني من الماية ، ورجع بسرعة للخيول ، وركب منهم واحد وسحب التاني معاه للمكان اللي اكتشفه ..
وبعد عبور الماية بالخيول بقى على ارض جزيرة العراة ولكنه اتفاجأ بسهم اصابه في كتفه ، ومع الالم وقع من فوق الحصان ….
وفجأة حاوطته رجال من اهل الجزيرة ،كان منهم حاملي القوس ومنهم حاملي الرمح البيدائي ، ومسكوه وكتفوه بالقوة برغم صعوبة السيطرة عليه ، لكن بعد محاولات ومع زيادة اعدادهم ، قدروا يسحبوه للعمود الخشبي اللي اتربطت فيه صوفيا وربطوه ، لكن ماكنوش قادرين يجردوه من ملابسه الحربية وسبوه مربوط بيها …