روايات

رواية الملك النمر الفصل الثامن عشر 18 بقلم بيتر نيدفيد

رواية الملك النمر الفصل الثامن عشر 18 بقلم بيتر نيدفيد

رواية الملك النمر الجزء الثامن عشر

رواية الملك النمر البارت الثامن عشر

رواية الملك النمر
رواية الملك النمر

رواية الملك النمر الحلقة الثامنة عشر

اقترب طائر الرعد من هرماس وأنتشله بقدميه وأرتفع وطار بيه لعمق الوادي المسحور ، بعد وقت قليل حلق الطائر العملاق على مسافة قريبة من الأرض والقى بهرماس في منطقة وسط الوادي ، وقف هرماس ولملم نفسه من أثر السقوط والتف حواليه بحثاً عن الجامون
وبعد لحظات لمح هرماس كائن ضخم يشبه النمور بيقترب ناحيته ، وفهم أن ده الجامون تمالك نفسه واستعاد توازنه ووقف قدامه بقوة وشجاعة وقال :
– انا عارفك من قبل ماجي الوادي وجيت عشان احررك نيابة عن ليبو
اقترب الجامون من هرماس بنظرات فاحصة ورد :
= مين هو ليبو وازاي هتحررني
– من حوالي 10 سنين جالك تاجر هنا وكان عايز يقطع رقبتك عشان يقدمه مهر لبنت الملك فيوافق على جوازهم ووقتها انت سحرته في جسم نمر واتفقت معاه يحققلك مهمة وتساعده في مهمته ولكنه اتقبض عليه واتأسر في سجن مملكة نيبرو
= يعني انت حققت المهمة وقدرت توصل لزهرة الجحيم
– زهرة الجحيم معايا ولكن محتاجك تساعدني فى طلبين
= أيه هما ؟
– اولاً هتساعدني فى تحرير امي من السجن واني انتصر على الملك الحارق وقواته واكون ملك على نيبرو لان العرش من حقي والحارق سرقه مني
= والطلب التاني ؟!
– تحرر ليبو من جسم النمر ويرجع انسان طبيعي وتسلمه راسك بعد ماتتحرر من جسم الجامون
= يبقى لازم تسلمني زهرة الجحيم الاول
– لاء لما تحقق الطلب الاول هسىلمك الزهرة عشان تقدر تحقق الطلب التاني
= من غير زهرة الجحيم مش هقدر اخرج من الوادي ، أطمن انا لا يمكن هخلف بوعدي معاك وانا موافق على الطلبين لكن سلمني زهرة حريتي
– وانا واثق فيك ومصدقك وهنتظر انك تساعدني
فتح هرماس كيسه الجلد وخرج منها زهرة الجحيم وحطها قدام الجامون على الارض وتراجع بعيد عنها خطوات للخلف ،
**********
” قصر نيبرو ”
دخل سيلمار جناح عرش الملك وانحنى قدامه وقال :
– فى امر خطير بيحصل يامولاي لازم نتصرف بسرعة
= خير !! في ايه ؟
– لامك بيقود جيش كبير من مملكة صوفيا وبيقترب من مملكتنا ومن الواضح ان قصدهم الحرب لفك أسر الملكة صوفيا وجايز يكون هدفهم العرش
= كنت عارف ان ده هيحصل ومستعدله ياسيلمار لكن هيتفاجؤا بانهم محاصرين من جيشنا ..
– محتاجين نخرج الملكة صوفيا من القصر فى اسرع وقت ونخفيها في مكان غير معلوم
= بالعكس هنا أأمن مكان لأسرها ، ونهايتهم هتكون قدام اسوار المدينة ، زيدوا من اعداد رماة السهام فوق الاسوار والابراج وبلغ القائد زينداد بتنفيذ خطة حصارهم وقتلهم
– تحت امر مولاي ..
خرج سيلمار من جناح الملك ونفذ اوامره وطلب من زينداد تنفيذ خطة الدفاع ومحاصرة جيش لامك ومن بعدها قتل اكبر عدد منهم
**
“لامك ”
بعد ساعات ، اثناء الفجر كانت اغلب الجنود نايمة في معسكرهم ، كان لامك مجتمع مع بعض من رجال الجيش لمناقشة خطة الهجوم واثناء نقاشاتهم سمعوا اصوات وحركة مريبة في المعسكر ، خرج لامك مع رجاله من الخيمة ، وفوجئ بان العشرات من رجاله بتتساقط بأسهم نارية ،صرخ لامك فى رجالة وطلب من الكل الترابط وشكلوا قوات دفاع بالدروع للتصدي للأسهم اللي بتخترق صفوفهم ، ولكنهم صدموا بان السهام بدات تنطلق ناحيتهم من الاتجاهات الاربعة وانهم محاصرين وسط جيش العدو
صاح في رجاله واصدر اوامره بتشكيل قوات مترابطه بدروعهم من الاتجاهات الاربعة وتمركز باقى الجيش والقادة في المنتصف ، وفى محاولاتهم لتنظيم الصفوف كانت بتتساقط منهم اعداد كبيرة وحصلت حالة من الارتباك والهرجلة في صفوف الجيش ولكن ظل لامك يصيح بهتافات التشجيع والحماس لمساعدة جنوده على التشكيل والانتظام بسرعة ، وقرب من لامك احد قادة الجيش وقاله
– الجنود عزيمتهم ضعيفة وقلوبهم مليانة بالخوف من العدو وخصوصا ان دي اول حرب فعليه ليهم ، احنا هنتعرض لخسارة كبيرة لو بقينا في المكان ، اصدر اوامرك بالانسحاب بهدوء وبشكل منظم
= لا يمكن هننسحب قبل مانحرر الملكة صوفيا ولو ماقدرناش يبقى الموت اشرف لينا كلنا
وفى لحظة مهيبة في المكان سمعوا صوت طائر ضخم بيطير من فوقيهم ورياح قوية ضربت المنطقه اثر قوة اجنحة طائر الرعد وسمعوا صوت زمخرة قوية ، فارتعب الجميع وتوقفوا عن القتال
وبدأت تتطاير اجساد جنود العدو من اماكن مختلفه وصراخات وهرجلة من فوق التلال وقف لامك بجنوده يراقب ايه اللي بيحصل لجنود العدو
واتصدم لما شاف الجامون بيتحرك بقوة وبيضرب ضربات قاتله للاعداء وصعق لما شاف هرماس راكب على ضهر الجامون وبيقوده لمطاردة جنود وقادة جيش العدو هتف لامك بفرح ورفع ايده لجنوده وقالهم “الملك هرماس هيقودنا بوحوشه لنصرة مملكتنا ”
ووقتها تحمست قواتهم وتشجعت وتقدمت بحزم وثقة للقتال ..
طائر الرعد كان بيضرب باجنحته صفوف الجيش ويخترقهم وبيمسك البعض منهم وبيحدفهم بعيداً والجامون كان بيفترس الكثيرين منهم وبيقطع اجسامهم لاشلاء وتفاجئ الجميع بما فيهم هرماس لما اخرج الجامون نيران من انفمه وفمه فاحرق منهم العشرات في لمح البصر
وتشتت قوات العدو وتراجعت وكانوا بيحاولوا الفرار من جحيم الجامون
طلب هرماس من الجامون وقف النيران ويدي فرصة لهروب قوات نيبرو من قدامهم بدون اذى وكفايه الاعداد اللي سقطت منهم
نفذ الجامون وطائر الرعد طلب هرماس وتوقفوا عن القتال واعطوا فرصة لهروبهم
وقاد الملك هرماس قواته وفي مقدمتهم الجامون والرعد وقوات المنجانيق ومن خلفهم باقي الجيش لحد ابواب مدينة نيبرو اللي كانوا في حالة رعب وتخبط من هول اللي شايفينه قدامهم ، نزل هرماس من فوق الجامون بمساعدة طائر الرعد وقال لجيش واهالي مدينة نيبرو ..
” بايدي ادي اشارة واحدة وهتدمر المملكة بالكامل وهتموت الغالبية منكم ، لكن انا مش هدفي قتلكم ولا ولا خراب المملكة ، انا جيت هنا عشان احرر امي من اسر الملك الظالم ، اللي قتل ابويا الملك حام واخد مننا العرش بالخيانة وسجنا في اقفاص الحيوانات
انا رجعت النهاردة عشان استرد كل ماهو حقي وبطلب منكم تساعدوني انفذ ده من غير سفك دم تاني لانكم من رعيتي ، انا مش جي احرمكم من ارواحكم ولا احرم الأهالي من ابنائهم المحاربين وعشان كده هديكم فرصة تستسلموا وتنصفوا الحق ويرجع العرش لصاحبه
قدامكم فرصة يوم كامل تعرفوا فيه كل شخص في المدينة سواء من الجنود او الاهالي اني بمد ايدي بالسلام وان ملك نيبرو الحقيقي رجع وفى انتظار ترحيب شعبه بيه
وعشان اكون نزيه وعادل قدامكم بطلب قتال بيني وبين الحارق ان انتصر هتتراجع قواتي وتنسحب بعد فك اسر أمي الملكة صوفيا ، وان انا انتصرت فده هيكون تنفيذ للعداله وأثبات أستحقاقي عرش نيبرو ، وده كمان كان طلب الحارق معركة ملك ضد ملك ..

أنتشرت كلمات هرماس فى كل مكان فى نيبرو وتحاكت الأهالي والجنود عن قوته عن الوحوش اللى بيقودها وعن التسامح والسلام اللى أظهرهم لشعب موطنه الاصلي ، واستعادت الناس الذكريات عن فترة حكم ابيه الملك حام والملكة صوفيا واهتمامهم بالشعب والمحتاجين منهم ، واعتبروا ان هرماس هو الملك اللى هيخلصهم من ظلم الحارق وجبروته ورحبوا بتنصيبه ملك عليهم خلفاً لابيه الملك الصالح حام ..
” فى قصر نيبرو ”
اجتمع الحارق بقادة جيوشه اللى حكوا عن مهابة هرماس وووحوشه الجامون والرعد وعن مدى شجاعة جنودة المقاتلين وكانت الاراء بترجح انتصار جيش هرماس عليهم ..
ولكن قاطعهم سيلمار وقال :
– مولاي .، انا واثق من إن انتصارنا بايديك ، وخصوصاً بعد طلب هرماس مبارزة قتالية بينكم ، بضربة واحدة من سيفك هتهزم جيش هرماس بوحوشه بالكامل
= هرماس مصمم يموت على ايدي ، وانا موافق احققله رغبته جهزوا ساحة قتال بيني وبينه واسمحوا للأهالي بالمشاهدة
– قرار عظيم يامولاي , حضور العامة من الشعب ومشاهدتهم لموت هرماس هيقطع السنة الجميع وهيخرسهم للأبد
*******
“ما قبل المعركة ”
دخل لامك لخيمة الملك هرماس وقال :
– مولاي الملك
= لامك القائد الشجاع ، خير مال وشك حزين ليه
– كان في أيدينا ننهي الحرب بدون قتال بينك وبين الحارق كانوا هيستسلموا بسهولة وهتخضع نيبرو لحكمك احنا تقدمنا وكنا الاقوى بفضل قيادتك و وحش الجامون وطائر الرعد وشجاعة جنودنا
= كان هيموت كتير من الجنود والاهالي الابرياء ، طريقي للعرش كان هيبقى مفروش بدمهم ، عدوي هو الحارق واتباعه مش شعب نيبرو ولا جنودهم
– مجرد رعبهم من قوتك كان هيجبرهم على الاستسلام من غير سفك دم
= الحارق لايمكن هيستسلم حتى لو ضحى بكل جنوده وشعبه
– اللي تشوفه يامولاي
= انت مش واثق من انتصاري على الحارق ؟!
– العفو يامولاي ، الموضوع مش ثقة لو على الثقة فانا واثق انك تقدر تحكم العالم وتنتصر على جيوش الكون مش نيبرو بس ، لكن ده عهد عليا وامانة في رقبتي اني احافظ على حياتك
= انت وفي يا لامك وعارف كل مخاوفك واللي بيدور جواك وانا اوعدك اني مش هخليك تخلف وعودك ولا تكسر عهودك
– الملكة صوفيا مش قادره تستوعب انك مابقتش الطفل هرماس لسه بتشوفك بعيون الام لطفلها الوحيد
= عندها حق ، لان مافيش ام تعبت فى الحفاظ على ابنها وتربيته قد ماهى عملت وقدمت ، ومش مستوعب انها سجينه عند الحارق وبيني وبينها خطوات ولسه فى أسرها محتاج الوقت يمر بشكل اسرع وأحررها
– ساحة القتال جهزت وبيفصلنا عن نهاية الحارق ساعة واحدة غير أن الاهالي كمان منتظره انتصارك
بعد مرور ساعة تقريباً وانتهاء مهلة الـ يوم للاهالي ، دقت طبول الحرب الحماسية فى ساحة القتال واحتشدت الاهالي لمشاهدة المعركة الحاسمة بين الملك هرماس والملك الحارق باسلوب المواجهات القديمة فى تحديد المنتصر
اتحرك هرماس من خيمته وخرج منها لتحديد المصير ليه وللملكة صوفيا وللشعبين فى مملكة صوفيا ومملكة نيبرو
وراح هرماس لحد الجامون وقاله :-
– بشكرك على كل حاجة عملتها عشاني ، انت كنت قد الوعد
= انت مش مضطر للمواجهة دى ياهرماس ، انا ممكن انهى كل ده
– دورك معايا انتهى وانت ساعدتنى بما فيه الكفاية
فاضل بس طلبي التاني اللى يخص ليبو ، لو كان لسه عايش تحرره من السحر وتساعده فى تحقيق امنيته
= هحرره وهساعده وهفضل جنبك ديماً ، اى وقت تحتاجني هتلاقينى وهعرفك ازاى توصلي وتستدعيني
– انا بشكرك ، اشوفك على خير
= هرماس ، انا هراقب القتال ولو لاحظت انك هتخسر هتدخل انا ، وهدمر اعدائك بنفسي
– وفين شرف القتال وشرف الملك ، لو انا مانتصرتش لوحدي على الحارق بدون الاعيب ولا مؤمرات فامستحقش اكون الملك واحمى شعب ومملكة
= انت مختلف عن البشر اللى قابلتهم ، انا معجب بيك ياهرماس وانا واثق فى انتصارك على عدوك ، الشخص اللى قدر يتحدى الصعوبات ويوصل لزهرة الجحيم ويخرج سليم من الوادى المسحور فهو اكيد بطل غير عادي ، لازم يكون الملك النمر
ابتسم هرماس وهز راسه علامة الشكر والاحترام للجامون واتحرك من قدامه ..
****
” ساحة الحسم ”
الجموع احتشدت لمشاهدة القتال الاخير بين الحارق وهرماس بطريقة اشبة لمباراة كرة القدم فى وقتنا الحديث المكان معد بطريقة المدرجات وكأنه استاد كبير ، هتافات الاهالي والطبول العسكرية كل شئ فى المكان كان حماسي ولافت وممتع ..
وصل الملك الحارق للساحة على عربته الحربية ذات الحصانين ، واستقبلته قادته وسيلمار وانحنوا امامه مع الترحيب وكلمات التعظيم والمديح ، ونزل الحارق من العربة ، وارتجل فى المكان ، كان بيتمشى فى الساحة بشموخ وبيلوح للحضور من الاهالي بعلامات القوة والنصر وكان بيستقبل منهم هتافات التشجيع المزيفة
ومر الوقت من غير ظهور هرماس فى الساحة ، وابتدت الاهالي تتهامس عن ان هرماس خاف من مواجهة الحارق وانسحب
وحس الحارق بأن هرماس خاف وتراجع وقال للحضور ، ” يبدو ان هرماس رجع لعقله فى اللحظات الأخيرة وانسحب ، لكن ليشهد الجميع ان انسحابه يعنى هزيمة مملكة صوفيا وانسحاب جيوشهم من المعركة وانى الملك المستحق لقيادة الشعبين نيبرو وصوفيا ”
ولكن قاطعته هتافات عدد كبير من الشعب بأسم هرماس اللى ظهر من بينهم بدون عربة ولا حصان ، فى زي فارس من الجنود بدون بهرجة ولا اظهار لملكه وقوته واقترب من الحارق ووقف قدامه وازدادت هتافات الحضور بأسم هرماس الملك ، أتصدم الحارق من هتافات الأهالي ومدى ترحيبهم بهرماس وتشجيعهم ليه ، وغضب بشدة وأخرج سيفه وابتدأ القتال بسرعة وأستمر فى توجيه ضربات متواصله لهرماس ..
ولكن سرعة هرماس ومهاراته القتاليه ساعدته فى التصدي لجميع ضربات الحارق بسهولة ، ولكنه كان بيدافع عن نفسه فقط بدون هجوم ، وجميع محاولات الهجوم والقتل كانت من الحارق ،
وعند اول مبادرة هجومية من هرماس سقط الحارق على الارض
أبتعد هرماس عنه واداله فرصة انه يقوم ويستعيد توازنه وقام الحارق وأمسك بسيف تاني عشان يقاتل بالسيفين واكتفى هرماس بسلاحه وشاف ان القتال بسيف واحد هيخليه اخف واسرع
مع استمرار القتال ، ظهرت ملامح كتيره من مهارات هرماس القتالية وبراعته وسرعته وقدر ان يسقط الحارق اكتر من مره ويديله فرصة يقوم ، دارت مشاهد في رأس هرماس منها قتل الملك حام وسجنه وسجن الملكه صوفيا والايام المريرة بسببه فازدادت ضرباته الهجومية القوية السريعة ، ووقع السيوف ببراعة من ايد الحارق وبقى اعزل قدامه ..
وجه هرماس سيفه لحنجرته ، فأرتعب الحارق وقال ” هتقتلني وانا اعزل بدون سلاح؟”
رمي هرماس السيف ووجه ضربات ولكمات قوية لوجه وجسم الحارق ضربات انتقاميه بلا رحمه او توقف عجز الحارق عن التصدي لها برغم محاولاته
سقط الحارق بين اقدامه وماكنش قادر يستعيد توازنه ولا قوته التقط هرماس سيفه من الارض ورفع ايده بالسيف وسط هتافات الاهالي وصراخهم يطالبونه بقتل الحارق والخلاص منه للأبد ، وبضربه واحدة قاتلة قطع رأس الحارق لتنتهي فترة حكمه وليسترد هرماس عرشة كملكاً على نيبرو مع تهليل واحتفالات الاهالي بملكهم الجديد
التقط هرماس انفاسه واتحرك من مكانه وتسارعت خطواته باتجاه سجن القصر ومن خلفه لامك وبعض من جنوده ، وكان كل جندي او قائد فى المملكة بينحنى قدامه بمجرد مروره من قدامهم
وفور وصول هرماس للسجن أمر حارسه بفتح البوابة ودخل لقفص الملكة صوفيا اللى انتفضت من مكانها و برقت عينيها بدموع الفرح اول ماشافته قدامها ، فتحلها هرماس القفص واخدها فى حضنه وبكوا سوياً ، وفى اللحظة دي وقفت ماجدوليا ومسكت ابنها واحاطته بين ذراعيها خوفاً من صوفيا وأبنها ..
فأنتبهت صوفيا لتحركاتها وخوفها وقالتلها :
– ماتخافيش يامجدوليا ، انا لايمكن هحرم طفل من امه ولا ام من ابنها ، أنا عفوت عنك ، ومن النهاردة انتى حره لكن هتخرجي من هنا وترجعى لبلدك فوراً بلا عودة
= يعني هيرون مات ؟!
– أنسي امر هيرون فكري فى ابنك وأهتمي بتربيته هو سندك الأكبر ومصدر قوتك الأهم
دخلت ماجدوليا فى نوبة من البكاء حزناً على موت هيرون ونهاية حلمها وأمر هرماس الحرس بتحريرها هى وأبنها من سجنهم وترحيلهم لبلدهم ..
وبص على قفص ليبو بأبتسامة وقال :-
– النهاردة يوم تحريرك انت كمان وتنفيذ وعدي ليك
رد ليبو وقال :
= مولاي هرماس انا مش مصدق ان سنين أسري انتهت على ايديك
اتصدم الحضور من ان النمر بينطق وبيتكلم ، وقالت صوفيا بأندهاش :
-* انت انسان ولا حيوان ؟
ضحك هرماس وقالها :
– ليبو انسان زينا ولكن مسحور بسبب قلبه وامنية كانت جواه سعى لتحقيقها ولكن سوء الحظ وصله لهنا ، هحكيلك كل حاجه بعدين يامولاتي
فتح هرماس قفصه وحرره من سجنه وليبو طلب منه انه يركب ضهره لحد مايوصلوا للجامون ، وخرج هرماس على ضهر ليبو بين ذهول الناس والأهالي وهتفت الناس بعبارات المدح وتردد بينهم عبارة ” الملك النمر”
خرجت صوفيا ولامك من السجن ووصلها لحد جناح العرش وطلبت من لامك يستدعي الملكة لوفي وابنها الامير هواش ..
*****
“ليبو والجامون ”
وقف هرماس وليبو فى منطقة خارج اسوار المدينة بأنتظار الجامون ، وفى خلال دقائق ظهر الجامون قدامهم وقال :
– أخيرا هتتحرر من السحر ياليبو
= كنت فاكر لما قابلتك اول مرة اني بسببك هتجوز الأميرة فاريا ولكن خرجت من عندك مسحور ومسجون طوال السنين اللى فاتت
أبتسم هرماس وقال
* مش ذنبه ياليبو ، كان بنكم اتفاق ولكن لسوء حظك ماقدرتش تنفذ المطلوب لكن الجامون ساعدني انتقم واسترد عرشي واحرر امى واحررك وصدق معايا فى وعوده
رد الجامون وقال :
– أنت حر ياليبو ، حررتك من السحر
وفى اللحظة دى اتحول ليبو من نمر الى طبيعته الاولى انسان كما كان ، وتحسس جسمه بفرح وسعادة وكأنه مش مصدق انه رجع أنسان من تانى
وكمل الجامون كلامه وقال :
– ودلوقتى جت لحظة الوداع وتحريري ، هسيبلكم جسد الجامون تقطعوا رقبته ويسلمها ليبو للملك والد حبيبته الأميرة ، وبشكرك ياهرماس لانك السبب فى كل اللى بيحصل ولانك حررتني انا كمان من بعد سنين طويلة ، وانا عرفتك ازاى تستدعيني فى اي وقت وان مات الجامون عندى القدرة اظهرلك بالف جامون .. الوداع ياهرماس
وفجأة سقط جسم الجامون جثة هامدة على الارض بعد خروج دخان اسود كثيف منه ، وركع ليبو قدام هرماس وقاله :-
– حياتي فداك يامولاي لاخر العمر
مد هرماس ايده لليبو وقومه من مكانه وقال:
= حياتك مش ليا ياليبو ، حياتك لزوجتك الاميرة وابنائكم فيما بعد
– أميرة ايه بقى يامولاي ، زمانها اتجوزت وخلفت واحد من سني
ضحك هرماس ورد :
= أتجوزت فعلا ولكن القدر شاء ان جوزها يتقتل في الحرب لانه كان أمير وولي عهد مملكة صديقة ليهم ، ومن حظك الحلو ان ماعندهاش اطفال
– معقول الكلام ده يامولاي ، فاريا من غير زوج ولا اطفال ؟!
= خد راس الجامون وقدمها للملك ومعاها رسالة مني عشانه وقوله ملك نيبرو مسؤول عني قدامك وبيأمل في مباركتك لجواز بنتك فاريا من مسؤول التجارة فى مملكة نيبرو الوزير ليبو
– انا ؟؟؟؟ انا هبقى ….
ابتسم هرماس واستدار وترك ليبو فى صدمة وذهول من كلامه ، واتجه الى بوابة المملكة ..
******
قصر نيبرو
في جناح العرش دخل هرماس وشاف امه وقفة مع سيدة في زي يدل على انها من الملوك او الاميرات وبجوارها شاب ، بصت صوفيا على هرماس وقالت ؛:
– ده أبني يالوفي , الملك هرماس ابن الملك حام
بصت لوفي بابتسامة حزينة وقالت :
= بتمنالك الخير والرخاء في مملكتك يامولاي
ابتسم هرماس ورد
* خليني اخمن واقول انك زوجة الحارق الملكة لوفي ودة ابنكم الأمير هواش
رد هواش وقال :
” صحيح يامولاي الملك ومن النهاردة احنا من رعيتك
قرب هرماس من هواش ومد ايده بالسلام وقال :
* اهلاً بيكم في قصرنا ، مافيش حاجة هتتغير ياهواش هتفضل تتعامل باحترام انت والملكة لوفي وكافة طلباتكم مجابة ، وانا ماقتلتش ابوك ، انا حاربت الملك اللي قتل ابويا واخد حقنا لحد ماسترديته ، اتمنى مايدخلش جواك الكراهية ضدي او فكرة الانتقام ، لان انا وامي كنا ضحايا مش جناه
رد هواش :
” لما ملك جديد بيتولى العرش ، اول حاجه بيعملها بينهي كل حاجه تخص الملك القديم ، كان في ايدك تقتلنا ولكنك قررت تعاملنا بافضل معاملة كأهل فى مملكتنا مش مجرد ضيوف على أرضها ، انا سعيد بأنك الملك وان جلالتك استرديت حقك وهتتعوض عن الايام المريرة بسبب اسرتنا
اخد هرماس الامير هواش في حضنه وربت على كتفه وقال :
* احنا في بداية جديدة والنهاردة هننهي سنوات الضباب اللي اصابت الكل ، مكانكم هيفضل زي ماهو في القصر القديم وهخصصلكم راتب سنوي من مملكتنا بس قبل ماتمشوا هنتشارك المائدة سوا
بعد مناقشه طويلة بين هواش ولوفي والملكة صوفيا وهرماس وبعد مشاركتهم الطعام ، رحلوا عن القصر بهدو وسلام ورجعوا للقصر القديم وتبعتهم حراسة كعادتهم بأمر من هرماس
وانفرد هرماس بالملكة صوفيا وبعد احضان الاشتياق عن ايام الفراق وفرح وسعادة صوفيا بكل اللي حققه ابنها ونظراتها ليه بالفخر والحب لكن فجأة صدمها هرماس وقال :
– دورك انتهى ومابقاش ليكي مكان في المملكة هنا
= أيه ؟
– دورك انتهى ومش مرحب بيكي في مملكتي
= انا ياهرماس ، انت بتكلمني انا ؟! انا دوري انتهى ومش مرحب بيا
– طبعاً ، كفاية عليكي كده
تراجعت صوفيا للخلف خطوات متتالية وقعدت من اثر الصدمة وبصت لهرماس بنظرات استغراب وذهول وقالت :
= انت مش عايزني ؟
قرب منها هرماس وحط ايده على كتفها وطبطب عليها وابتسم وقال
– دورك انتهى من الشقا والتعب والحرمان عشاني ، ومش مرحب بيكي هنا لان مملكتك منتظراكي ، مملكة صوفيا وكمان عشان تعيشي حياة زوجية هادية
= حياة زوجية !
– مع لامك ياامي ، لامك اكتر شخص مخلص ليكي وواثق من حبه ليكي وان رقبته فداكي ..
= بس انا لا يمكن اتجوز بعد حام
– انا اكتر واحد فاهم مشاعرك وكل حاجه جواكي من مجرد نظرة عينك ، بس جه الوقت اللي تعيشي حياتك الطبيعية
= ممنوع إن زوجات الملوك يتجوزوا من بعدهم
– انتي مش ملكة نيبرو انتي ملكة فى ارض تانيه بقوانين تانيه هتكوني زوجة فيها لاول مره
= مش هقدر ابعد عنك ياهرماس انا روحي مرتبطة بيك لاخر العمر
– ده أمر مني انتي هنا في مملكتي وانا الملك ، وفي مملكتك بس تفرضي رغباتك وارائك ، طول عمري كنت بسمع كلامك بكل طاعة جه الوقت اللي تسمعي لاول مرة كلامي انا ، عيشي حياتك بسعادة ياامي ارجوكي
= حاضر يامولاي الملك …
بعد يوم امر هرماس باعدام سيلمار ورجال الملك الحارق ومن بعدها تمت مراسم تنصيبه على عرش نيبرو وسط احتفالات صاخبة وفرح الشعب وتمت مباركة جواز ليبو من فاريا وخصصلهم الملك هرماس قصر عشانهم ..
ومن بعدها سافر لمملكة صوفيا مع امه ولامك
وعمل مراسم لتنصيب الملكة صوفيا على عرش المملكة وحفل زواج اسطوري لزواجها من لامك وزواج الملك هرماس من لوسيا ابنة الصياد في يوم واحد
وعاشت المملكتين سنتين من التطور والازدهار والتحالف القوي بينهم ، حتى ظهرت قوة شر جديدة وهي تحالف
لـ 3 ممالك اطلق عليهم تحالف الجبابرة
الدمار والهلاك كان اسلوبهم ، خربوا ممالك ومدن وقرى وقتلوا الالاف من البشر ، احتلوا ونهبوا خيرات المدن من حولهم وبثوا الرعب في قلوب الجميع
الجبابرة لا ترحم ولا تتوقف
وتزداد قواتهم وثراوتهم يوم بعد يوم
مجرد ذكر اسمهم كافي لنشر الهلع والرعب بين الناس
وبقى قدام هرماس وصوفيا تحدي جديد
ولكن اقوى بكتير في شره العظيم من اللي فات
فهل هينتصروا بتحالفهم امام الجبابرة ؟!
تمت …
الى اللقاء فى الجزء الثاني من الملك النمر ” ملحمة الجبابرة “

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الملك النمر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى