رواية الملك النمر الفصل التاسع 9 بقلم بيتر نيدفيد
رواية الملك النمر الجزء التاسع
رواية الملك النمر البارت التاسع
رواية الملك النمر الحلقة التاسعة
خرجت صوفيا من خيمتها على صوت ضحكات البعض من أهالي الجزيرة ، وانتبهت لجندي مربوط في عمود العقاب الخشبي وكانوا بيستعدوا لقتله والتخلص منه لتعديه على جزيرتهم ، جريت صوفيا وقربت منهم ، وشافت أن الجندي المربوط هو لامك ، اتصدمت من وجوده في المكان ومن أنه اسير ولمحت سهم مغروس في كتفه ، فصرخت في اللي واقفين وطلبت منهم الأبتعاد بلغة الإشارة..
بصوا لبعض بحيرة واستغربوا من غضب صوفيا ، ولكنهم تراجعوا عن المكان قليلاً طواعية لطلبها
رفع لامك راسه واتسعت عينه لما شاف ان اللي قدامه الملكة صوفيا لكنها عارية تماما زى أهل الجزيرة، فنزل راسه بسرعة كأنه بينحني وقالها بنبرة ألم :
– مولاتي الملكة !
= ايه اللي جابك هنا يالامك ؟
– كنت بدور عليكم ، وكنت محتار بين انكم مخطوفين ولا هربانين ولفيت كتير لحد ماوصلت لهنا
= وعايز أيه ؟
استغرب لامك من سؤالها وسكت للحظات وبعدين رد :-
-عايز اكون خادمكم وانول ثقتكم يامولاتي
ابتسمت صوفيا وقالتله :-
= شكرا لامك انا هعرف اراعي ابني بنفسي ولوحدي
– جلالتك غضبانه عليا بدون سبب ، وهربتي بدون سبب ، ليه مش واثقه فيا ؟
استدارت صوفيا وفضلت تسقف للفت انتباه الأهالى وأشارت بحركات من ايديها انهم يمشوا من المكان على خيامهم وفهموا ان الشخص المربوط ده يخصها ..
وفى خلال لحظات اتفرقت الاهالى بعيد عن المكان ، وإندهش لامك من طاعتهم لصوفيا
وبخطوات سريعة اتحركت بإتجاه خيمة ماجر وطلبت منه سيف لامك بلغة الاشارة ، وبالفعل قدملها السيف بدون تردد ، واتجهت لـ عمود لعقاب واشعلت نار بالقرب من لامك ، وطلبت منه يتماسك لحد ماتخرج السهم من كتفه
وبالفعل غمض عينه وتماسك لحين خروج السهم ،
وقطعت جزء من ثيابه في منطقة الكتف بالسيف
ومن بعدها سخنت مضربه على النار لدرجة الأحمرار ..
وطلبت من لامك الأحتمال لحين خروج السهم ، وفي خلال دقائق قدرت انها تخرج السهم وتكوي مكان الاصابة ، وقامت ورجعت بخليط عشبي ودهنت مكان الجرح ، ومن بعدها أحضرت أكل لأطعامه وهو مربوط وكانت بتأكله بايديها وقابلها نظرات خجل من لامك على اللي بتعمله عشانه ان الملكة بنفسها بتعالجه وبتأكله وبترعاه …
لامعت عين لامك وقال :-
– ليه مش واثقه فيا يامولاتي ؟! انا محتاج اكون جنبكم ..
ردت صوفيا بأبتسامة وقالت:-
= الشك يا لامك ، ومش هنكر ان الخوف كمان بيمنعني من اني اثق فيك بشكل مطلق ، انا مضطرة احمي هرماس على حساب أي شئ
– مش قادر انطق واقول اني انقذتكم ، بس عايز اوضح على الأقل اني حاولت تكونوا بخير واظن ده معناه ولائي ومحبتي ليكم
= كل اللي شاركوا في قتل الملك كانوا من اتباعه المخلصين ، وكل اللي استباحوا دمي وهللوا بخبر أعدامي كانوا من الاصدقاء ، وكل اللي ساعدوا الحارق فى سرقة العرش من ابني كانوا محبين ، قولي ازاي اثق يالامك في اي فعل يبان ظاهره خير طالما النتيجة النهائية شر
– انا مختلف عن الكل بدليل اني هنا حاليا ومربوط على عمود خشبي ومصاب في كتفي ، انا لا انتمى للحارق ولا الخونة اتباعه
= ماكنش هيثق فيك ويحط بين ايدك حراسة السجن
– مش هو يامولاتي اللي وثق فيا انا اللي طلبت احرس السجن من اول ماعرفت ان جلالتك فيه مع ابنك
= من امتى بيتفرض على الملوك اهواء الجنود ، الملك بيختار والأتباع بتنفذ
– الصراحة كانت ممكن تخليكي ترفضي وجودي بشكل نهائي وقطعي عشان كده كذبت على جلالتك في الاول بحكاية الحرس الابيض
= أحكيلي الصراحة يا لامك وسيبني انا اقرر ، انك تكون صادق معايا اول دليل على الاخلاص .
– انا واحد من ابناء قرية فقيرة بعيده عن مدينتكم بيومين سفر ، اتخطفت من أهلي في عمر ٨ سنين ، كان نفس عمر الأمير هرماس وقتها ، بدون سبب اتحرمت من الاب والام والاخوات ، وبقيت عبد في مدينة غريبة واتنقلت من مدينة مدينة لحد مانسيت لأي مكان بنتمي , ولكن فهمت اني عشان اكون حي لازم اكون قوي ، تعلمت فنون القتال وأنضميت ضمن مجموعة من المحاربين المرتزقة ، ولكني ماقدرتش استمر معاهم لشدة قساوتهم وغلاظة قلوبهم ماكنوش بيرحموا النساء ولا حتى الأطفال او الشيوخ اي قرية بيدخلوها بتتحرق بالكامل وبيقتلوا جميع سكانها وبيسرقوا خيراتها ، رفضي لافعالهم خلاني اصطدم بقائد المجموعة فقتلته وهربت ، وبقيت مطارد منهم ، لحد ماوصلت مدينتكم واحتميت فيها وقدرت الفت انتباه قائد عسكري بسبب قدراتي القتالية وضمني ضمن الجنود واعتبرت انها هتكون مدينتي للابد ، مش هنكر اني ماكنتش مهتم بمين الملك ، ولائي كان لنفسي اني افضل حي مهما كان مين الملك
= وبعد كده ؟
– شوفت جلالتك واعتقدت انك اميرة من القصر بنت الملك حام لان فرق السن بنكم كبير ، و…
= كمل
– أسف اني من وقتها اعجبت بجلالتك وتخيلت كتير اني بقيت من نبلاء المدينة وقدرت أطلبك من الملك للجواز لكن كلها كانت أحلام وعارف انها مستحيلة ، لكن كانت بتخليني سعيد وعندي دافع اكون افضل
= كمل يا لامك ماتخافش ، انا سمعاك بتركيز
– فجأة عرفت ان حصل انقلاب على الملك واتقتل ، وان الحارق استولى على العرش بمساعدة رجاله من الحرس الاسود ، وانه رمى جلالتك في السجن مع ابنك
= وطلبت من الملك تكون مسؤول عن السجن
– لاء من قائد الحرس ، ولكل حاجة تمن
= وأيه التمن ؟!
– انا خلال السنوات اللي مضت قدرت اجمع عملات فضية ودهبية واشتريت كمان في المدينة بيت وقطعة ارض وكنت عايز اغتني اكتر واكون من النبلاء في المدينة كمحاولة لتحقيق حلمي الوحيد ، لكن بعد حبس جلالتك عرضت على قائد الحرس اهديه البيت مقابل انه يخليني مسؤول عن السجن ويرشحني و يمدحني قدام الملك ، وفعلاً ده اتحقق وكان سبب في قتله بقطع رقبته لما علم الملك بهروبكم لان هو اللي رشح الحرس للملك وانا اولهم ، كنت بجهز لهروبكم وبعت قطعة الارض وخرجت عملاتي الدهبية والفضية اللي املكها بره المدينة ودفنتها عند جبل الحياة ، وكجندي من المرتزقة سابقاً قدرت اجند جنود مرتزقة لاتمام مهمة هروبكم بمقابل ٤٠٠٠ قطعة فضية ، كنت بخطط لكل شئ وغيرت كل حياتي بمجرد دخولك السجن يامولاتي وحاليا بقيت زيكم ، بلا بيت و بلا مدينة وبلا اصدقاء ، لان مطلوب القبض عليا وأعدامي زيكم تماما بتهمة مساعدتكم في الهرب …
= ولما عرفت اني زوجة الملك واني الملكة وعندي امير منه مافكرتش تتراجع عن اللي بتعمله ؟
– حتى لما عرفت انك الملكة وزوجة الملك ماكنش مهم عندي ولا في فرق ، لان جلالتك في النهاية بقيتي وحيدة
= أنت عايزني أخون قوانين المملكة وارتبط بعبد من عبيدنا ، الملكة ماينفعش تكون زوجة لاي شخص مهما كان مركزه بعد موت زوجها
– انا فعلا مجرد عبد في مدينتكم ، لكن ده مبقاش حلمي حالياً
= ايه حلمك وهدفك من قربك مني ؟
– اكون جنبك وبس خادم من رعايكم ، ومسؤول عن حمايتكم لحد ما يعتلي الأمير هرماس العرش ومن بعدها هرجع لقريتي وأكمل حياتي هناك
= وايه مصلحتك من مساعدة ابني في اعتلاء العرش
– مش مهم عندي مين الملك المهم ان الملك بينتمي لجلالتك ولا يمكن هسيبك وحيدة ، ورقبتي فداءاً ليكي لو في يوم شككتي في ولائي اعدميني فوراً بايدك .
اسمحيلي يامولاتي اكون جنبك لحد مايتحقق هدفك وترجعي تستردي مكانتك في المدينة ..
لامعت عين صوفيا بدموع وبدأت تفك قيود لامك وتحرره ، وبدون تردد خلع لامك ملابسه الحربية بما فيهم الدرع الواقي وقدمهم لصوفيا تلبسهم لانها عارية واحتفظ فقط بقطعة من ملابسه ملفوقة على وسطه عشان يدارى عورته عنها ولف فوقيها حزام جراب السيف ، وارتدت صوفيا ملابسه وطبطبت على أيد لامك بلطف وقالتله :-
– اللي قدمته عشاني انا وابني لا يمكن هيتنسى كل تضحياتك هتتعوض عنها بأضعاف ، لكن ..
= ارجوكي يامولاتي ماتقوليش حاجه غير انك تأمريني افضل جنبك
– لكن ، عشان اعوضك معناها أنك لازم تفضل جانبي لحد مااسترد عرش ابني وارجع لمملكتي ، من النهاردة انت الحارس الأمين على حياتي وحياة ابني ورفيق رحلتنا لحين عودتنا للوطن
اتسعت عين لامك بذهول وفرح من كلام صوفيا وركع على الارض بسرعة وانحنى ومسك ايد الملكة وقبلها ، وكون هيقبل اقدامها لكنها مسكته واشارت بايدها عشان يقف وكملت كلامها وقالت :-
– عايزه نمر صغير يربيه هرماس ويكبر معاه ، لاني وعدته بده وعايزه ابتدي مملكتي من هنا
= تحت امرك يامولاتي الطلب الاول سهل ، لكن الطلب التاني مش مفهوم ازاي نبدأ من هنا
– اعملي بحث شامل عن الجزيرة الواسعة دي بالكامل ، اعرفلي عدد القبائل فيها مين الاقوى ومين الاضعف ، ومين الاصدقاء ومين الاعداء
وانا هخلي ماجر يعلمنا لغتهم عشان اقدر اتفاهم وبعدها هتعرف ازاي هبدأ مملكتي من هنا ..
وقد كان…
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الملك النمر)