روايات

رواية المتسولة الفصل الأول 1 بقلم نوال تركي

رواية المتسولة الفصل الأول 1 بقلم نوال تركي

رواية المتسولة الجزء الأول

رواية المتسولة البارت الأول

رواية المتسولة الحلقة الأولى

جلست على الرصيف اراقب المارة وقد وضعت قطعة القماش لكِ يضع المارة بعض النقود عليها
نعم انا متسولة…….. َ
ولدت بنظر ضعيف جدا ابي تركنا وهاجر لدولة ثانية امي توفت بعد فترة من ولادتي وانا الان اعيش مع جدتي المقعدة لانملك سوى غرفة.. اكل الدهر عليها وشرب اعطها لنا احد رجال الجامع اخرج كل صباح للتسول لاني لااعرف غير التسول من يقبل بتشغيل فتاة بعمر أربعة عشر عام بنظر ضعيف جدا
امي… يقال انها كانت جميلة جدا وانا ورثت منها العيون الزرقاء والشعر الاسود اما بياض الوجه فقد كان أبي يمتلك وسامة رجال الغرب رغم تلك الصفات التي املك فهي قد ضاعت خلف البؤس الذي اعيش ملابس رثه وشعر يكاد يصرخ من شدة القذارة ماذا أفعل أخبروني الاستحمام صعب جدا بالنسبة لي وخصوصا في ليالي الشتاء الباردة اذا لا أملك الماء الدافئ فأنا انتظر من بداية الأسبوع الي نهايته عسى ولعل تتوفر لي فرصة لك ادخل مغاسل الجامع بعد أن اتاكد لا احد فيها لكِ استطيع الاستحمام اما جدتي المقعده فلا اخبركم مدى معاناتي معها وكم صعب عليا توفير الغذاء لها وكيف استطيع تنظيفها كل يوم ولكن رغم الإرهاق والتعب معها فأنا احبها جدا هي ونيسي في وحدتي….. َ

 

 

وذات يوم وانا اجلس على ذاك الرصيف لكِ اتسول بعض النقود التي لاتكاد تسد رمق الحياة
وقفت سيارة فارهة جدا بالقرب مني بالطبع انا لا اعرف مااسمها او موديلها وكيف لي أن أعرف وانا لا أملك مجرد حق النظر لهاكذا أمور….
وقفت ونزلت منها سيدة بعمر الخمسين وقفت أمامي ونظرت لي بتمعن لقد رقص قلبي فرحا وقلت في داخلي واخيرا سوف تتصدق عليه بمبلغ جيد
نظرت عليها بعيوني الزرقاء الواسعة الخادعة نعم خادعة رغم جمالها فهي لاتبصر جيدا إذا هي خادعة هكذا دائما كنت أخبر نفسي
اقتربت تلك السيدة مني وقالت مااسمك يا صغيرتي
ماذا قالت لي صغيرتي قلت في داخلي هل انا صغيرتها
عادت السؤال للمرة الثانية وقالت مااسمك ياصغيرتي هنا خرجت من ذهولي وقلت اسمي آية
قالت بصوتها الراقي الجميل اسمك جميل ياآية ابتسمت لها وقلت شكرا لكِ سيدتي
قالت انتِ هنا دائما قلت لها نعم ياسيدتي هنا دائما ابتسمت بلطف ووضعت مبلغ عندما رايته شعرت ان عيوني كادت تخرج من وجهي
قالت خذيه هو لكِ ياصغيرتي ابتسمت لها وقلت بصوت ممزوج بنوع من الحزن والسعادة بنفس الوقت شكرا شكرا لكِ ياسيدتي

 

 

عادت تلك السيدة لسيارتها ونطلقت بسرعة
اما انا اخذت النقود وذهبت مسرعة للسوق اشتريت الطعام وأيضا ملبس جديد لي ولجدتي وبعض أدوات التنظيف ومساحيق تنظيف وبعض لوازم الغرفة ورغم كل تلك الأشياء لازال املك بعض النقود عدت للبيت وأخذت جدتي بمساعدت سيدة كانت تتصدق علينا بين الحين والآخر إذ طلبت منها ان تساعدني لكِ اخذ جدتي لحمام عام لكِ نغتسل انا وهي وفعلا جلسنا في الحمام وقمت بتحميم جدتي وانا ايضا اه كم هو جميل ذاك الماء الدافئ في شتاء بارد جدا كنت بقمة سعادتي اذا البست جدتي ملابسها الجديدة وانا ايضا وغسلت القديم بشكل جيد
ثم عدنا للغرفة كانت نظيفة ومرتبة لاني قبل ذهابي للحمام قمت بترتيبها وتتظيفها جيدا
وها انا ذا اجلس مع جدتي نتناول الطعام
نمت تلك اليلة وانا في قمت سعادتي لاني شعرت بالراحة النفسية التي حرمت منها منذ زمن طويل
جلست في اليوم الثاني على ذاك الرصيف ذاته
وإذا بها نفس السيارة تقف بالقرب مني رقص قلبي فرحا فقد كنت اتمنى ان تحضر تلك السيدة من جديد لكِ اقوم بشكرها اولا وثانيا كنت اتمنى ان تعطيني بعض النقود لكِ اشتري مدفئة صغيرة للغرفة التي نسكن بها انا وجدتي
فتحت باب السيارة وهذه المرة نزل منها شاب دعوني أصفه لكم كان طويل رشيق بشرة بيضاء وعيون زرقاء وشعر اسود قلت في نفسي ربها كم هو يشبهني وكأننا ولدنا من نفس الرحم….
اقترب مني وقال مرحبا صغيرتي آية نظرت له بااستغراب وقلت اهلا سيدي

 

 

ابتسم بلطف وقال لست كبير جدا لهذا لا تقولي سيدي انا اسمي يامن لهذا قولي اهلا يامن
هنا نظرت له بخجل وقلت ولكن ياسيدي الناس مراتب
وكل انسان له مرتبه بالحياة وانا فتاة متسوله كيف بفتاة متسوله تخاطب شاب مثلك ببساطة لا ابد لا استطيع
نظرت له بتلك العيون الزرقاء الضعيفة النظر حاولت التركيز بملامحه جدا هو أيضا كان ينظر لي بتركيز شديد وكأنه يتأمل ملامحي
قطع تلك النظرات التأملية صوت رنين الهاتف الذي يحمل
رد على هاتفه ثم نظر لي وابتسم ووضع مبلغ مادي اكبر من مبلغ السيدة ورحل
كان يتحدث بكلمات غريبة اذا سمعته يقول
سبحان الله الشبه غير معقول انها نسخة منها ورحل

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المتسولة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى