رواية المبادلة الفصل الخامس عشر 15 بقلم نوارة الشرق
رواية المبادلة الجزء الخامس عشر
رواية المبادلة البارت الخامس عشر
رواية المبادلة الحلقة الخامسة عشر
كانت تشعر بالحيرة ..
كان غامضا ..
لما ؟
لطالما كان واضحا منذ زواجهما فى كل شيء .لا يهمه اذا كان وضوحه جارحا او مؤلما .. ..
واليوم هى لا تفهم شيئا ..
لا تفهم قصة لين معه ..او حتى شقيقها .
هل هى قصة كرامة ؟؟؟
ان شقيقها خطف خطيبته فيكرهه لذلك متوقعا منها ان تنصاع لاوامره وان ترمى روابط الدم وراء ظهرها !!!!
هل يتوقع ان يامر فيطاع؟؟
كيف يري ذلك؟؟
ثم لقد دفعت الثمن ..ومازالت تدفعه ..
وتم تعويضه باخرى .
ربما لم تكن التعويض المناسب ..
ربما اراد ريتاج المستكينة الهادئة ..الطائعة ..
تلك التى لن ترفض له طلبا ..
بينما انتى مجادلة و مخادعة ..
ترى هل نسي خداعك له فى بداية زواجكما وحرمانه من الانجاب لاشهر ؟؟
لم تكن ريتاج لتفعل ذلك ..
لم تكن لتكلفه جهدا او وقتا .
ربما هذا هو السبب ..
هو غير راضي بما حصل عليه .
اما لين ..
يقولون ان الرجل اذا احب لا ينسي ..فلا تتوقعه ينسي ..او تفتر مشاعره .
ولكن لين مازالت تريده .
ربما حاربت لذلك .
ولكن ماذا تفعلين انت يا شهد ..
هل تشاهدى الحرب من بعيد ..ام تشاركى فيها ؟؟
وهل يستحق هو ان تحاربي لاجله ؟
********
نظر اليها متأملا ؛ كانت فاترة شارده كما اصبحت منذ جدالهما الاخير.
حسنا ..لديها بعض الحق ..يعلم ذلك ..
ولكن الجهل فى بعض الاحيان ..نعمة.
*******
كانت خارجه من مكتبها الى مكتب مدير قسم التصاميم لتسليم بعض الاوراق له ،عندما رأتها من ظهرها ..
نعم انها هى ..
تقسم على ذلك .
فلا توجد امراة اخرى تسير بتلك الخطوات المتهادية وكأنه لا يوجد على الارض شيئا يستحق الاسراع لاجله .
ولا توجد امراة بذلك الشعر الطويل الحريري الذى تتطاير خصله بشكل بديع خلفها .
وتتجه نحو مكتب زوجى .
منذ متى تجىء الى هنا ؟
و ماذا تريد؟
انها الحرب التى توقعتيها يا شهد .
دقت الطبول بينما كنتى انت غافلة.
جاءت تطلبه ..
ربما تدلل و رفض بالبداية ..وربما حصلت على ما جاءت من اجله .
عادت الى مكتبها تقرض اظافرها فى مشهد قلق .
ما لى به ؟
اذا ارادها فهى له ؟
لن اخوض حربا من اجله ؟
ما جمعنا كان ابتزاز . مبادلة .مصلحة .اى شيء الا زواج ..
وان كان امام الجميع هو زواج .
وقفت تتحرك فى مكتبها كقطة على صفيح ساخن .
لن تكون اخر من يعلم .
عليها بان تعرف نتائج الجولة .
عليها ان تذهب حتى الصفوف الاولى لترى الملعب بشكل جيد .
هرعت الى مكتبه .وعندما ارادت ان تستوقفها السكرتيره .اشارت اليها بالصمت .
ودخلت دون ان تطرق .
متفوهة بأول لفظ لم تتفوه به لاحد من قبل :” حبيبي “.
مفتعله انها توقعته وحده .
رأتها جالسة على المقعد تضع احدى ساقيها فوق الاخرى بينما تكشف التنورة عن جزأ كبير من ساقها بشكل متعمد .
يالك من قذرة .
تغاضت عما رأته وهى تمد يدها مصافحة :” اها ..لين ..كيف حالك ..لم ارك منذ الحفل “.
صافحتها لين بود كاذب .
سألت بمكر :” لم اكن اعلم انك تعملين فى مجال الاعمال يا لين ..هل لك اى مشاريع معنا ؟”
هزت لين رأسها قائلة بايجاز :” والدى “.
ثم استطردت بتوضيح اكبر :” نسعى انا ووالدى لوجود مشروع مشترك بيننا وبين سيف”.
قالت اسم سيف باريحية ..ونعومة.
بلهجة من سبق ان قالته مرات ومرات بدلال .
ابتلعت شهد ريقها وهى تهز رأسها بتفهم كاذب بينما تسال باهتمام الموظفة النشيطة :” فى اى مجال وبراس مال كم ؟ و هل توجد لديك دراسة جدوى للاطلاع عليها؟”
قاطعها سيف الذى سأل باهتمام :” شهد ..ماذا كنتى تريدين عند دخولك؟”
رفعت رأسها ونظرت اليه وهى تضم شفتاها.
حسنا ..فيما يبدو دخولى افسد الامر عليك .
تريد احراجى ..
فلننظر من سيحرج الاخر .
توجهت نحوه بدلال مبالغ فيه بينما تضع يدها على بطنها وتقول بصوت هامس ولكن مسموع بشكل كاف للين :” لقد تحرك ..شعرت بحركته ..واردتك ان تشعر بها”.
شدت يده لتضعها على بطنها وكأن الجنين سيتحرك بمجرد وضعها .
ضاقت عيناه بينما ينظر اليها ثم حرك يده بهدوء على بطنها البارز بشكل بسيط ثم ابتسم ابتسامه مقتضبة بينما يقول : ” حقا ..ضاع منى اول حركة له ..ولكن ساحاول الا اضيع باقي الحركات..علينا ان نحتفل الليلة “.
ثم اخفض رأسه وصوته بينما يقول بصوت هامس وانما مسموع للين التى كانت تراقب المشهد بغيظ لم تستطيع كتمانه وهو يقول عن قصد غامزا :” ما رأيك فى قميص النوم الرمادى ..ذاك ذو القماش الدانتيل والصدر الشفاف الذى قمتى بارتداؤه اول امس”.
حسنا لقد ربحت يا سيف..
تلونت وجنتاها باللون الاحمر القانى .
ارادت احراجه فاحرجها وبشدة.
ماذا هناك لو تركها تربح فى مرة .
استاذنت لتخرج ..
فهز رأسه مؤيدا بينما هناك ابتسامة حقيقية على شفتيه.
سعيدا بتلك النتيجة؟
لم يكن لى ان اتدخل !!
فاللعب مع سيف بك مؤذ..مؤذ للغاية .
حسنا ..الملعب لكما وحدكما دون متفرجين .
وانا ساراقب من بعيد .
وقف ليوصلها الى الباب ثم اقترب من اذنها ليقول بصوت هامس لا يسمعه الا هى :” حركة الجنين لا تبدأ قبل الشهر الخامس عزيزتى”.
خرجت الى مكتبها مسرعة تأكل اظافرها كما كانت تفعل قبل دخولها .
اللعنة عليك يا سيف .
اللعنة عليك حتى الجحيم .
من تعتقد نفسك؟!
كازانوفا العصر الحديث حتى تتقاتل من اجلك النساء .
لم اكن اريدك قط .
ولم اكن لاسعى اليك يوما .
انت من سعى الى ..
واليوم بعودة حبيبة القلب تعتقد انى ساقبل ان تتركنى متى اردت .
لن اقبل ان يتم التلاعب بمصيري.
انت القائل ان لا طلاق .
حسنا ولقد قبلت ذلك .
لا طلاق .
نظرت من النافذة وتنفست الصعداء .فلقد خرجت الافعى .
بنفس الخطوات البطيئة المثيرة التى دفعت الكثير من الرجال بالخارج الى تعلق انظارهم بها وبمفاتنها التى ابرزها ذاك الثوب الباهظ الثمن الذى يكاد يتلصق بجسدها وثناياه.
فجأة رفعت رأسها الى نافذة شهد وابتسمت ابتسامة كبرى.
ابتسامة انتصار.
اللعنة عليك يا سيف ..
لن اقبل ان يتم تدمير مستقبل طفلى بسبب حبيبتك السابقة .
بل لن احمل لقب مطلقة بسبب شجار عشاق تم التصافى بينهما .
مرت الساعة الباقية على انتهاء الدوام ببطء شديد ..
كان التوتر يمزق احشاؤها بينما ابتسامة لين اللزجة تتكرر امامها وتشوش تفكيرها .
وعقلها يدور .
كانت تفكر بشكل عشوائي فلم تلاحظه بينما دخل وجلس امامها يتأملها لفترة قبل ان يقول بتأوه:” يبدو الامر هاما لكل ذلك التفكير وهذا الاستغراق”.
رفعت رأسها شاهقه فهى لم تره برغم جلوسه باريحية على المقعد مادا ساقيه الطويلتين امامه.
سأل باهتمام :” فيما تفكرين ؟”
هل انت مهتم حقا ؟
ام انه مزيد من تمثيل دور سيف اللطيف .
ردت متنفسة بصوت عال :” لا شيء ..فقط صداع ..دوار ..احس كأنى سافقد الوعى “.
وقف ليضع يده على رأسها باحثا عن اعراض اكثر وهو يسأل :” هل اجهدتى نفسك بالعمل ؟..ربما تحتاجين الى راحة ..سنذهب الى الطبيب”.
هزت راسها نافية بينما تقول :” موعدى معه مساء اليوم ..هل نسيت!”
اسندها اليه بينما يتحركا للخروج .فتح الباب واجلسها كالطفل الصغير.
اغمضت عيناها ببساطه فى محاولة ايقاف عقلها عن التفكير دون جدوى.
لم تلاحظ نظراته القلقة اليها .
حملها صاعدا الى غرفتهما بينما وضعها على الفراش و ازاح حذاؤها من قدمها .
ووضع يده ثانية على راسها وسال هامسا :” امازالت تشعرين بالدوار؟هل استدعى الطبيب”.
قالت نافية بحزم :” لا ..لا داعى ..سأكون بخير بعد قليل ”
فقط اخبرنى لما ابتسمت لى بتلك الابتسامة الفائزة المنتصرة ؟
هل نجحت فى مسعاها ؟
هل علي ان احزم حقائبي لاعود الى بيت ابي ؟
لكم اود ان اعرف ما الذى حدث بينكما ؟
كيف اسألك وانا اخشي الاجابة ..
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المبادلة)