روايات

رواية المبادلة الفصل الثالث 3 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة الفصل الثالث 3 بقلم نوارة الشرق

رواية المبادلة البارت الثالث

رواية المبادلة الجزء الثالث

المبادلة
المبادلة

رواية المبادلة الحلقة الثالثة

اقتربت من مكتب والدها والفضول يدفعها لتعرف من هذا الشخص المتعجرف ولما يهدد والدها ومن اين له كل تلك الثقة ..
ولكنها سمعت نحيب مكتوم صادر من المكتب جعل يدها تتجمد على مقبض الباب … والدها يبكى ..
لماذا؟
كانت تلك هى ثانى مرة تسمع بكاؤه ..
الا يقولون ان بكاء الرجال عيبا كبيرا ولا يصح ولا يجوز ..
كانت اول مرة تسمعه يبكى يوم وفاة والدتها ..بعد ذهاب كل الناس الذين حضروا للعزاء ..
مازالت تتذكر ذلك اليوم برغم صغر عمرها ..وكأنه كان بالامس ..كانت ماتزال طفلة صغيرة لا تعى شيئا تحضر مأتم والدتها ..و بعد ذهاب الجميع شعرت بالخوف الشديد من تلك الكلمة التى رددها الكل طيلة اليوم ..كلمة ” الموت”.
برغم انها لم تعرف لها يومئذ معنى …
ولكن كانت كل النساء تبكى بسبب الموت ..اذن هو شيء سيء ..وهى تخافه …
ولابد ان تذهب لاحدهم لتختبىء من ذلك الموت السيء ..وذهبت الى غرفة والداها ..وهناك سمعته ينتحب ..لما يبكى .هل يخاف الموت ايضا مثلها ؟؟
اذن لماذا كان متماسكا امام كل المعزيين ولماذا لم يبكى مثلما بكت كل النساء ..
بعد ذلك بسنوات فهمت لما كان يبكى..لما كلنا نبكى عند الموت ..ليس خوفا من الموت فى ذاته ..وانما خوفا مما يفقدنا الموت ..خوفا على احبائنا ..او على انفسنا من صدمة فقدنا ..
اليوم يبكى . و ليس الموت بسبب ..اذن السبب هو ذلك الشاب الكريه ..شعرت بالغضب الشديد تجاه ذلك الوقح لجرحه والدها ..قضمت شفتاها وهى تلعن نفسها لانها تركته معه ..من المؤكد انه تطاول عليه ..
اندفعت الى الغرفة وهى تسأل :” ابى ..ما الذى حدث؟” .
مسح الاب عيونه فلقد تفاجىء من دخولها و لم يرد على سؤالها ..
فاستطردت :” هل تزوج عمرو من خطيبة ذلك الرجل؟”.
هز الاب راسها بالايجاب ..
كان عمرو قد اخبرهم اول امس عند وصوله الى باريس بزيجته ..واستمعت الى توبيخ والدها له ..واعتقدت وقتها ان التوبيخ لكونه تزوج دون اعلامه وبتلك الطريقة وكأنه سارق ..
وقتها لم تفهم لماذا تزوج بالخارج ولماذا سرا ..ولما بدا وكأنه هاربا من شيئا ما او شخصا ما ..
والان فهمت مما كان يهرب اخاها ..
سألت باستسلام :” اذن ماذا يريد هذا الرجل ؟؟”
اخيرا نطق الاب وياليته لم يفعل :” سيف يريد ان يتزوجك”
ظنت انها سمعت خطأ ..او ربما نكته سخيفة ..
نظرت اليه وهى تقول وتتمنى ان تكون مخطئة :” ماذا ؟”
تجاهل الاب سؤالها واكمل :” زفافكما يوم الخميس .”
قالت بعدم تصديق :” مزحتك ليست جيدة ياابى ”
هز الاب رأسه نافيا …و كأنه يؤكد على كونه لا يمزح
فقالت باندفاع :” لا يمكن .”
قال بعدم حيلة :” والا سيتم اعلان افلاسى غدا صباحا وسأدخل السجن بحلول الظهيرة”.
قالت بسخرية مصطنعه :” لما ؟؟..لا يمكن ان اصدقك ..هذه مزحة ..مزحة سخيفة ..بالطبع مزحة ..لا يمكن ان تكون حقيقة .”
اعاد الاب رأسه بين يديه بحزن وهو يقول بصوت خافت متمتما :” سامحك الله يا عمرو “.
اذن الامر ليس مزحة ..ما قاله والدها حقيقة .
لن تتزوج بهذة الطريقة ..
لا… لا يمكن ان تتزوج هكذا ..
لن تسمح لهذا المجنون ان يدمر حياتها و حياة والدها..
حتى لو كان عمرو اخطأ ،فليس ذلك بحل منطقى او عاقل ..ثم ما ذنبها ..
غالبا هذا الرجل المجنون سيف قال ذلك فى نوبة غضب وربما لو تحدثت معه ستقنعه و سيتوقف عن تهديده ..
كل ما تحتاجه ان ترتب افكارها وتستعد لمقابلته ..
صعدت الى غرفتها راكضة ،تحممت فى وقت قياسي وارتدت ملابسها ..ستذهب الى هذا المجنون المسمى سيف ..لا احد يتزوج بهذة الطريقة ..
انه لا ريب مجنون ..كيف لاحد ان يتزوج امرأة لا يعرفها ولا يحبها ..
كيف يتعامل مع الزواج كصفقات العمل ..
بل كيف يجبر امراة على زواجه ..كيف يتقبل ذلك على كرامته ..
ربما لو وضحت له ان ذلك ليس بخلق قويم وان كرامته لن تسمح له بان يجبرها ويجعلها تتزوجه وهى كارهه فسيغير رأيه ..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية المبادلة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى