رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الفصل الثاني 2 بقلم اسماعيل موسى
رواية الفتاه التي تسكن اللوحة البارت الثاني
رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الجزء الثاني
رواية الفتاه التي تسكن اللوحة الحلقة الثانية
عندما حل الليل وغمر البيت والزراعات بطبقه من السواد، اطبق على البيت سكون مهول، حتى شعرت ان البيت فى حافة العالم وليس احد بيوت القريه.
نزعت ملابسى، كان على ان استحم، نزل ماء اسود من حنفية المياه، انتظرت، كنت عارف ان البيت مهجور ومن زمان لم تجرى المياه داخل المواسير، فجأه شعرت ببروده شديده وارتعش مصباح الاضأه فوق رأسى ثم لم يلبث ان انفجر
ومع تهشمه زعقت حنفية المياه واطلقت المياه فوق وجهى
كرشاش
بدرت منى حركات لا اراديه من الرعب وخرجت من الحمام
اركض
بعد دقائق توقفت المياه وكنت إرتديت ملابسى للتو وكان جسدى لازال يرتعش
اقتربت من الحمام، كنت متأكد ان هناك خطب ما حل الحنفيه حتى تنفر المياه بتلك الطريقه المرعبه
ظننتها كسرت، انفجرت؟ لكنها كانت مجرد حنفيه بلاستيكيه عاديه
أطلقت لعنه، منزل قديم خرب ”
انا عايز فنجان قهوه!!
كان معايا باقى زجاجة مياه استخدمتها لإعداد فنجان قهوه
وقعدت ادخن لفافة تبغ
وصلت لفكره ان البيت محتاج سباك وكهربائى وتذكرت سيرا
فتاه لطيفه وجميله، تسمع الموسيقى كمان، ما ظل يثير حيرتي انها عشرينيه كيف سمح اهلها لفتاه بمثل عمري أن تدخل منزل شاب عازب؟ قلت ربما الفقر .
وأنهيت فنجان القهوه محاول ان اتمالك نفسي، مخرج الشاب الصعيدى الذى يعيش داخلى والذى كان يقتحم الحقول ليلآ ويبيت داخل النهر بمفرده، ثم تذكرت كلام سيرا حول الموسيقى
بحثت عن الجرامافون في كل مكان حتى وجدته على الطاوله أسفل قماش قديم
جهاز جديد علي حالته لم يمس تقريبا نقشت عليها عبارات غريبه ، الاسطوانات مرصوصه الي جانبه في إطار معدني.
وضعت الاسطوانه وانا اسخر من نفسي تغيرت الدنيا وكل الاغاني والسيمفونيات علي الهاتف الان.
صدح صوت سيمفونية تشايكوفيسكي، صوت قادم من آهات الجحيم، أنهيت سيجاره عل صوت الموسيقى الرائق
وانا احملق باللوحات الجداريه المعلقه علي الجدار
لوحات عالميه منتقاه بعنايه لاشهر الرسامين العالمين القدامى
انجلو، بيكاسو، دافنشي، مارتن، لواران، هانسي، بلنتوخ
لوحات اقرب الاصليه حتي ان فضولي دفعني للأقتراب منها
كيف لم الحظ كل هذا الجمال منذ البدايه؟
وهل كانت هذة اللوحات موجوده فعلا عند حضوري!؟
رفعت يدي المس لوحة امرأة البرتقال البولندبه ل ليوناردو
ارتعش مصباح الصاله وسمعت
لا تلمسني!
رجعت للخلف خطوتين افرك اصبعي في اذني
هى اللوحه اتكلمت ؟
لكن عقلي لم يصدق بما سمعته، بخوف اقتربت من لوحة الفتاه ذات قرط اللؤلؤي ليوهانس فريمير وكان المصباح يواصل ارتعاشته
لا تلمسني !
تلك المره ان متأكد مما سمعته نطقت فتاة اللوحه المعلقه علي الجدار.
تذكرت كلام عم حارس ان المنزل مسكون وان الأشباح تسرح خلاله ليلآ
وجلست في مكاني مره اخري انظر للوحات، صوت الموسيقى لم يتوقف
أشباح؟ معقول يا اسماعيل مع أول ليله تقنع نفسك بوجود أشباح؟
كانت عينى على مصباح الاضأه وكنت بدأت أشعر بالخوف
وبحاول اهدى نفسى
وسمعت صوت خبطه فى الطابق العلوى أوقفت قلبى
بصيت على السلم بقلق منتظر فى اى لحظه اشوف حاجه نازله من على السلم
لكن شكى تبخر مع مرور الوقت، قربت من اللوحات مره تانيه
كانت ثابته مش بتتحرك قلت الحمد لله وبدأت اهدى شويه
لكن المنزل اطبق على بكل ثقله حتى شعرت اننى غير قادر على التنفس فهربت نحو باب المنزل
كانت الحقول غارقه فى الظلام وظلال الأشجار تتراقص فى الحديقه على انعكاسات ضوء المصابيح
سرت خلال الحديقه ثم توقفت ونظرت تجاه المنزل من الخارج وخيل لى اننى رأيت طيف على سطح المنزل يحدق بالحقول ورغم انها كانت لحظه واحده الا ان صورته علقت بذهنى، فتاه عارية الكتفين بشعر اسود فاحم
سمعت تقصف العشب تحت قدمى وارتعاشة ساقى التى وصلت فمى، ماذا فعلت بنفسك يا اسماعيل؟
استراحة الموظفين واسعه وفاضيه ليه اخترت تأجر بيت كامل؟
وتلاعبت الأفكار بعقلى وانا امشى مبتعد عن البيت، هلاقى قهوه اقعد فيها شويه او انسان اتلكم معاه
ولم أجد اى بشر، البيوت مغلقه والشوارع خاليه والحقول تسير معى وتراقبنى بعناد
اقتحمت اول حقل صادفنى بكل حماقه وسمعت أنفاس الزرع واهتزازه عندما انتبهت كنت قد توغلت داخل الحقل الا ان الطمأنينه دبت خلال قلبى ولم أشعر بخوف
مجرد منزل قديم، اقنعت نفسى بالعوده
لغيت فكرة انى انام فى الاوضه فى الطابق العلوى وتمددت على الكنبه، كنت تعبان جدا ووقعت فى النوم
في شروق الشمس بدلت ملابسي وذهبت لعملي في مكتب بريد القريه، قابلني عم حارس
قال استاذ اسماعيل لدي كلمه لك؟
يا عم حارس انا مستعجل لما ارجع أن شاء الله
بصلي وقالي انت مش زعلان؟
قلتله وهزعل ليه يعني؟
قالي البنت الي كانت هتنضف البيت، قبل ما يكمل كلامه
قلتله شاطره جدا على فكره انا الي لازم اشكرك
حطيت في ايده فلوس وسبته
سمعته ورا ضهري بيقول، راحت من غير ما تقولي البت دي
كانت طمعانه تاخد الفلوس كلها لنفسها عشان كده قالتلي مش رايحه، لكن الرزق الحلال مش بيضيع.
بعدها صرخت عم حارس عايز سباك وكهربائى يصلحو المواسير والكهربه
ولأول مره بصلى الراجل بتحدي، مفيش حد من ناس القريه بيدخل البيت ده
استغربت كلام الراجل المتخلف ده، خلصت شغلي ورجعت على البيت، لقيت سيرا نضفت السطوح وشغاله في المطبخ
لكن كان فيها حاجه غريبه، كانت أجمل من المره الأولى، شعرها كان اصفر وعنيها خضره، لكن نفس الملابس تقريبا
ازاي مش باخد بالي من التفاصيل الصغيره دي
معقول انسى لون عنيها؟ وشعرها؟
قالتلي افتكرتك هربت، رغم كده جيت حسب اتفاقنا وحضرتلك الاكل ونضفت السطوح عاشان تقعد براحتك بالليل وتستمتع بالقمر والنجوم.
قلت لسه هنا متقلقيش انا مش ناوي ارحل ولا اسيب البيت ده وكنت اكذب بالطبع
حطت الاكل علي السفره قعدت اكل وهي كانت قعدها قصادي
قلتلها سيرا انتي صبغتي شعرك اصفر؟
مسكت شعرها بايدها اول مره الاحظ انه طويل جدا وناعم كده
قالت انا بحب التغيير في شكلي ما تستغربش ماشي؟
سيرا لماذا لا تأكلي؟
لقد سبقتك منذ مده طويله
اقول لك علي فكره امبارح تهيألي ان اللوحات المتعلقه على الحيطه بتتكلم.
حطت سيرا كوعها علي الطاوله وسندت عليه ذقتها كان وشها بيضحك، قالت سيرا، الحيطان بتتكلم، الأشجار والحقول، البحر والغابه والبحيره لكن محدش بيفهمها.
قلت يعني انتي لاحظتي ده قبل كده؟
لا محصلش معايا، بس يمكن بيحبوك؟
يحبوني هي الصور بتحب حد؟
مش الاطار يا سيد اسماعيل، الناس المحبوسه جواه، الوجوه والأشكال.
مش مقتنع، فكرت شويه وقلت بيحبوني ويقولو متلمسناش؟ قالت عادي
خلصت اكل؟
ايوه قلت
ساعدتها في لم السفره
قلت عارفه لولاش ابوكي وامك يقلقو عليكي كنت طلبت منك تسكني معايا هنا البيت كبير
قالت انا مقطوعه من شجره لا اب ولا ام ولا اخ
بس مش ينفع انت عارف كلام الناس يا سيد اسماعيل
قلت ناس مين انا من ساعة ما جيت مشفتش الا عم حارس
وساعي البريد، مفيش شخص واحد دخل علينا
الست الي بتبيع الخضار في مكانها ومحدش بيشتري منها
البقال نفس الحكايه
حتي القهوه فاضيه، طيب حتى طفل ماشي في الشارع اشوفه؟
مش معني انك معاك عينين انك تشوف كل حاجه سيد اسماعيل
تشرب شاي؟
اوك، ماشي
خدنا الشاي وطلعنا على السطح في طاوله وكرسيين
قعدنا وشنا الزرع
حقول البرسيم والقمح والنعناع والحنطه
فيه مواشي مربوطه شايف ناس بس بعيده اووي عنا
المنظر تحفه من فوق السطح، سرحت وكانت سيرا بتبصلي قوي.
سألتها فيه ايه؟
قالتلي انت ايه خلاك تسيب بلدك وتيجي هنا؟
قولتلها عادي انا بحب السفر من مكان لمكان.
شغلت الموسيقى مبارح؟
اه ونمت عليها كمان،الجهاز جميل بحب العصور القديمه دي
كانت الشمس بتتسحب ورا الشجر وقفت وقالتلي انا لازم امشي دلوقتي
اوصلك قلتلها؟
قالتلي لا انا عارفه طريقي كويس.
وكنت نسيت موضوع السباك والكهربائي وقفتها وقلتلها ان محتاج سباك ضرورى ثم باحراج قلت جسمى معفن من امبارح
قالت متتعبش نفسك محدش هيدخل البيت لكن سيب الموضوع دا علي انا
اول ما ترجع من الشغل بكره هتلاقى كل حاجه تمام
قلت لا، مش هقدر انام كده؟
بصتلى كتير وبصت على قرص الشمس، لسه قدامك وقت
الساقيه شغاله
املى دلو او حله واستحم بيها، كنت فاكرها بتهزر لكن سيرا مشيت ومنطقتش ولا كلمه تانى
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الفتاه التي تسكن اللوحة)