روايات

رواية الغول الفصل السابع 7 بقلم شروق مصطفى

رواية الغول الفصل السابع 7 بقلم شروق مصطفى

رواية الغول الجزء السابع

رواية الغول البارت السابع

الغول
الغول

رواية الغول الحلقة السابعة

فجأة أترفع الغطا من على وشي ولاقيت ماما:
يلا يا حبيبتي كلي لك لقمة أنتي بطنك فاضية.
حلقي جف مش قادرة أنطق بعد اللي سمعته ولاكأني بحلم، خرج صوتي مكتوم كأني كنت معيطة: مش قادرة أحط حاجة معدتي وجعاني معلش يا ماما أبعدي الأكل دا دلوقتي عايزة أنام.
_لأ ماينفعش الكلام دا لازم تيجي على نفسك وتأكلي معدتك فاضية أنتي كدة هدوخي وتتعبي.
شكلها حسيت بيا مصممة لسه، ف لفيت الغطا و نمت عطتها ظهري الجهه الأخرة: هنام يا ماما لما أصحى هأكل متقلقيش.
-لأ خلاص هنادي لك “مصعب” يتصرف معاكي بقا.
سمعت أسمه من هنا وكأني قرصني تعبان وكل اللي عليا أقولها: لأ مصعب لأ…
-خلاص خلاص أهدي.
لمحته كان ساند على باب، أعتدل من وقفته ودخل طبعا سمع كلامي ولقيته بيقولها:
سيبيني معاها يا ماما هتكلم معاها شوية.
-ماشي يابني أنا بره لو في حاجة.
خرجت ماما وسابت باب الأوضة مفتوحة، قعد وماتكلمتش في حاجة كل اللي شاغل دماغي “كلامهم” صديقة طفولتي ماتت وأنا كنت مستهدفة من البوليس عشان صاحبة السوء مكنتش شايفة أد ايه هي وحشة كل ناس بتحذرني منها وأنا اللي كنت فاكرة نفسي صح، هو حماني منهم اه فعلا حذرني برده منها وخلاني عنده في البيت بس.. بس قال هيسلمني…؟.
– هاااي صبا فينك سرحانة في ايه ممكن تبص لي محتاجين نتكلم ونتفاهم.
“برده زعلانة منه من معاملته مش عايزة ابص له”
“أنا أسف إني عاملتك بقسوة حقك عليا خوفتك مني، بس انتي السبب يا “صبا” ياريت تحترمي اللي قدامك مش صغير عشان تهينيه وتتنمري على شكله انتي ماتعرفيش هو ممكن من كلامك دا حالته تكون ازاي ممكن يؤدي لأنتـحار حافظي على لسانك شوية، ويا ستي
أنا مش زعلان منك ممكن نتصالح بقا بلاش الوش المبوز دا هو مفروض مين يزعل من مين؟”
مد يده ليفتح صفحة جديدة معها، تستمع لكلماته تأثرت بها، نعم تنمرت عليه وشبهته بالنساء سابقا، ليس هو فقط بل تتنمر في كل شئ ولأي شخص أمامها، لتمرح وتلهو وتضحك قليلا، لم تكن تعلم انه من الممكن يؤدي للمــوت، نظرت ليده الممدودة ثم لعيناه تلاقت أمواجهم الزرقاء لثوانٍ تمد يدها بتردد، ثم رجعت تهاجمه بعنف:
يعني كنت عارف أنك هتوديني لماما وسبتني ومقولتليش يا غول ليه.
رفع كف يده يرتب لحيته رافعا حاجبيه: مفيش صبر يا صبا مستعجلة دايما وكنت بعاقبك على أستعجالك همد أيدي تاني لأخر مرة هنتصالح ونفتح صفحة جديدة من غير قلة أدب وتنمر يا صبا ولا؟.
قال أخر جملته وصمت وهو يمد يديه مرة اخرى للمصافحة، نظرت لعيناه شردت بتلك الصورة وتلك الفتاة الشابة كانت “آسيا” دمعت عيني متذكرة طفولتنا ومذاكرتنا سويا ولعبنا حتى شخبطتنا بالقلم بحروف أسامينا مسكت أيديه مقدرتش أمسك نفسي عن كده:
ا ا آسيا مـ ماتت فعلا…
– أنتي سمعتي كلامنا؟
هزيت رأسي بنعم، كان ضاغط بأيده على ايدي يبث فيها أمانه بكلامه:
أه آسيا ماتت بسبب نفس الصحبة اللي كنتي ماشية معاها، بس أنتي أتحط في طريقك أشخاص أنقذتك وكمان الدعاوي بتمنع وقوع البلا.
-أنت الشخص اللي كنت في طريقي صح وأنقذتني طيب ليه أسمك الغول وايه الحارة اللي قاعد فيها أنت الظابط اللي في الصورة اللي شوفتها؟
-أسئلتك كترت يا صبا، بس هفهمك بصي يا ستي أنا فعلا كنت ظابط وأستقلت بعد موت أختي لكذا سبب وكان السبب الرئيسي بعاقب نفسي لإني أهملتها، لكن أعتبرت نفسي في مهمه عشان أقضي على اللي قتلوها بسمهم ودول كانوا مستوطنين في المكان اللي قاعد فيه، صممت أنظف المكان دا، هي راحت مني بسبب أهمالي من بعد موت بابا وماما في حادث هي أنعزلت وأنا أنشغلت عنها كل وقتي كان للشغل لحد ما خرجت وأتعرفت على اصدقاء وباعدت عني تماما فكرت بكدة هتعدي فترة أنعزالها وحزنها وانا انشغلت فشغلي لحد ما جالي تهديد بها، لكن ملحقتش أنقذها من الهباب كان دمر كل خلايا جسمها، بعدها أتغير فيا حجات كتير فوقت بس متأخر اوي بعد ما خسرت الونس الوحيد اللي في دنيتي، وبعدها أستقلت من شغلي بقالي خمس سنين، بحـارب في اللي قتـلوها هي والف شاب غيرها، وسموني الغول لأن محدش قدر عليا اللي بيتمسك مابيشوفش نهار تاني فالكل بيخاف من الغول وخافي مني أنتي كمان عشان لو لسانك طال هعرف أقصره يا “صاصا”!
مالك بتبصي لي اوي ليه كده؟
“بسمعه وأنا سرحانة في تفاصيل وجهه بعيدا عن طوله وعرضه وشعره الطويل اللي لما تشوفه لأول مره يخوفك منه صدق اللي سماه الغول شكلا، لكن طيبة الدنيا في عيونه،
فوقت من سرحاني على مشاورته ليا:
أحم ابدا انا معاك سرحت في تفاصيل حياتك الصعبة واللي مريت بها بس تعرف كان نفسي أقابل آسيا جدا أنقطعت كل الأتصالات بينا مرت سنين كتير ربنا يرحمها يارب، بس مين صاصا دي؟
-لاقيته بيضحك أوي ورافع حاجبه:
يعني مش فاكرة؟
-مش واخده بالي فعلا.
-يعني مش فاكرة اي حاجة يا صاصا؟
مسكت غيظي مش عايزة ابين له إني بضايق من الزفت الدلع دا، هزيت رأسي ورديت ببرود:
لأ مش واخدة بالي حد كنت تعرفه يعني؟
مط شفتيه بمرح محاولة أستفزازها:
ابدا واحدة كدة كانت صغير وغلسة كانت بتتشعبط في رقبتي وهي صغيرة لما بوصلها المدرسة على العجلة وكانت قصيرة مش باينة من الأرض كدة و…
-بس بس، ماتقولش إني قصيرة أنت اللي طويل وأهب… أحم متقوليش صاصا دي مش بحب الأسم دا فاهم.
قهقه بصوت عالي:
لسانك لسه عايز يتقصر زي طولك أنتي مش قولتي مش فاكرة يا صاصا يا صاصا.
بنظرات نارية ألقتها عليه تدفعه بصدره:
بايخ اوي ودمك تقيييل على فكرة ويلا بقا عشان عايزة أنام.
_أنتي كمان بتطرديني من أوضي؟
“نسيت الحكاية دي خالص فعلا دي أوضه اللي كنت أنا وآسيا بنحب نقعد فيها دايما ونشخبط على مكتبه ونكتب حروف أسامينا ونستخبى منه لما يكتشف جريمتنا، كنا جيران البيت في وش البيت، كانت أجمل ذكريات عدت عليا ضاعت من وقت ما سابونا وسافروا بعدها كل الحلو راح معاهم”
-خلاص يا ستي انا ماشي بس ماتتعبيش ماما معاكي وخلصي أكلك، ولا أقولك شايفك كويسة تعالي نأكل زي زمان انا وانتي وماما برة.
-لأ مش قادرة أقوم انا هنام شوية كلوا انتو مليش نفس.
بطلي غلبة يا صبا هتطلعي معايا ولا أعلقك فوق رقبتي فكري انتي عارفة مش بهزر.
معطتهوش اهتمام وكملت نوم ولفيت غطا عليا:
بجد مش عايزة معدتي مقفولة جامد سيبني براح… .
-لأ لأ لأ نزلني يا ماماه.
أخدني في حضنه وخرج بره الأوضة:
مفيش فايدة فيكي لسه عيلة صغيرة يا صبا متغيرتيش.
نزلت اخيرا وعدلت هدومي ادب على الأرض وبغضب:
أنا مش طفلة ماكنوش عشر سنين اللي بينا ماتعاملنيش كأني صغيرة تاني.
-بس يا صبا عيب كدة ماتتكلميش بطريقة دي ويلا أقعدي الأكل أتحط جدع يا مصعب انك خرجتها وسطنا.
“قعد وانا بنفخ مربعة أيدي من طريقة كلامه ليا”
-أهو شوفتي حركات أطفال أزاي.
بصيت له وقلد كلامه بطريقة كوميدي وبعدين أنشغل كل منا في الأكل، بدات اكل بس خفيف لان معدتي لسه تعباني وبعدين بداوا يتكلموا تاني في نفس الكلام بسمعهم وانا ساكتة مليش عين أتكلم هقول ايه هما عندهم حق في كل كلمه لحد ما أمي قالت:
أحنا لازم نأجر بيت هنا مش هنتقل عليك يابني.
-لا يا ماما انا زي ما انتي شايفة قاعد لوحدي وبعتبركم اهلي وصبا زي آسيا بالظبط كفاية انكم هتملوا عليا البيت بعد ما كان فضي ومش قادر ادخله بعد السنين دي غير بوجودكم.
-عارفة يا حبيبي طبعا أحنا عشرة وجيران بس الواحد ياخد حريته اكتر في بيته شوف لنا هنا جنبك في اي مكان قريب.
-ساكتة يا صبا مش تقولي حاجة؟
-ماما عندها حق فعلا دا الصح اصلا.
تمام اللي تشوفوا هعمله من بكرة هسأل صاحب البيت لو فيه شقة فاضية، يلا الحمدلله تسلم ايديك يا ست الكل استاذن انا هروح اخلص كم حاجه في الشغل وهرجع بكرة لو احتاجتوا حاجه كلموني وبلاش تخرجي بره البيت…
اخر أخر كلامه وهو بيبص لي ومشي بعدها…
مرت شهور أنتقلنا في الشقة اللي فوشه أجرناها وسكنا زي ما كنا زمان بس الفرق انه لوحده، والمحاكمة صدرت لهم أخدوا مؤبد وكريم مات ونيلي وليليا خرجوا لعدم أثبات أدلة وصلة بهم مش زي الأول.
أما تعاملي مع “الغول” مش عارفة أحدده، أوقات بشوفه زي أخويا وأوقات لأ، بس هو تعامله معايا دايما إني طفلة زي آسيا، بحس اوقات انه بيغير عليا يمكن عشان معتبرني فعلا أخته وبفكره بها بأفعالي المجنونة، مبقتش اركز وأشغل نفسي أحنا فتحنا صفحة جديدة من يومها، هو ساب الحارة لكن معين حد يتابع الأمور هو خلص مهمته اللي بدأها من زمان، انتقامه لل قتلوا أخته.
خرجت اشتري حجات لماما من السوق جنبنا لاقيته هو كمان خارج في وشي مش اول مرة نتقابل على السلم دي تعتبر عادة كأنه بيحس اني خارجة واوقات نخرج سوا نشتري طلبات:
-رايحة فين باللبس دا ادخلي غيريه ايه مسخرة دي على الصبح.
تحكماته بقا ماسخة اوي وطولت وبدأت اتخنق منه فاكر نفسه مين:
على فكرة ملكش دعوة بيا انا ماما شافتني قبل ما أخرج ومقالتش حاجة وبعدين ماله دا بنطلون وبلوزة واحنا في الصيف ها بلاش أفورة بقا سلام.
كز على اسنانه بغضب:
صبا…، عدي اليوم وادخلي غيري الزفت اللي مبين ذراعاتك دي يا تلبسي حاجة طويلة محترمة يا تقعدي في البيت ومشوفش وشك تحت.
-وانا يا مصعب مش هغير حاجة مش كل مرة كده انا اتخنقت هنزل ملكش دعوة بيا…
خطت أمامه ونزلت اول درجة من السلم، لحق بها جاذبا من ذراعيها:
وانتي نازلة عشان الرجالة تشقطك بالقرف دا اللي عجبك صح.
وصل غضبي أعلى درجاته هو مين عشان يهنني بالشكل دا، محستش بنفسي غير وايدي بترن على خده، وقتها ساب أيدي ومسك خده، ونيران سودة خارجة من عينيه.
صرخت فيه:
ماسمحلكش تقول كده انت مش حد عشان يتحكم فيا بالطريقة دي، انا قبلك كنت عايشة كدة أبعد عني متدخلش في حياتي تاني… آه…
-سيبني يا مجنون موديني فين هصوت والم الناس عليك سيبني.
-وأنا هوريكي مجنون دا.
جرني من ايدي فجأة ولسه هصوت كمم فمي بأيده مدخلني بيته و…

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الغول)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى