رواية العاصفة الفصل الثامن 8 بقلم سلمى السيد
رواية العاصفة الجزء الثامن
رواية العاصفة البارت الثامن
رواية العاصفة الحلقة الثامنة
إيلام عيطت جامد و مكنتش قادرة تستوعب إن كل دا حصل في لحظة .
فاطمة قالت بعياط : يله لازم نهرب بسرعة .
إيلام بعياط : و هنسبها كده ؟؟؟ .
إيمان بعياط : أحنا مضطرين يا أما كلنا هنموت هنا دلوقتي .
إيلام بعياط : قمر ساعديني طيب ندخلها الأوضة دي .
إيلام و قمر دخلوا فيروز الأوضة و قفلوا الباب كويس و خرجوا و كملوا طريقهم لحد ما وصلوا للجناح السري و دخلوا فيه و قفلوا الباب من جوا كويس .
وليد ابن إيلام كان ساكت و إيلام شايلاه ، أما مصطفي ابن فيروز ف كان عمال يعيط و قمر مش عارفة تسكته ، إيلام سابت وليد مع فاطمة و خدت مصطفي من إيد قمر و هي بتقول بحنان و دموع : بس يا روحي خلاص متعيطش ، (باسته من راسه و هي بتهزه بحنان و بتقول) خلاص يا روحي ، يله أرضع يا حبيبي أرضع .
و بكده مصطفي بقا ابن إيلام شرعآ .
ذو الفقار الحارس الي معاه مات ، و هو خد كذا إصابة لكن كان لسه بصحته ، و الحرب برا القصر أشتدت جدآ ، محمد أتصاب إصابة كبيرة و وقع علي الأرض ، و تم أسره ، أما معاذ ف أتغدر بيه و أتضر*ب علي دماغه من ورا و هو بيبارز الي قدامه ، و تم أسره ، و عثمان كان مازال مع الجيش بيحارب بقوة بسيفه ، أما ذو الفقار ف أتأخر جدآ علي السُلطانات ، ف إيلام خرجت بهدوء هي و الي معاها من الجناح السري و قدروا أنهم يخرجوا برا القصر من الباب السري ، و الوقت دا كان الليل جه ، نزلوا و رجليهم خدتهم علي سوق المملكة الي كان فاضي تماماً من الناس و الكل في بيته ، لكن بالصدفة شافوا راجل كبير ماشي في الشارع و في إيده مصباح ، الراجل قرب منهم و أتخض و هو بيقول : السلطانة فاطمه ؟! .
فاطمة أتوترت جداً و فضلت تبص ل إيلام و قبل ما تنطق إيلام قالت بلهفة : كويس إنك عارفنا ، أنا السلطانة إيلام مرات الملك حمزة ، و دول أولاده و دول السُلطانات ، وهربنا من القصر لأن جنود الأعداء دخلوا .
محمود بلهفة : تعالي يا سلطانة ، تعالوا ادخلوا بيتي يله بسرعة قبل ما حد يشوفنا .
كلهم دخلوا البيت و كان بيت صغير و متواضع جداً ، و لما دخلوا لاقوا واحدة ست في أواخر الأربعينات من عمرها و دي كانت مرات محمود ، رحبت بيهم و دخلتهم جوا و قفلوا كل أبواب البيت و الشبابيك .
إيمان بعياط : ولادي التلاتة بيحاربوا لحد دلوقتي و معرفش عنهم حاجة أنا حاسة إني هموت .
فاطمة كانت بتعيط في صمت بسبب خوفها علي حمزة و كانت ساكته من كتر التوتر لما شافت محمود ، محمود دا الراجل الي كلفته زمان بق*تل أماني و إيلام لكن هو مقدرش و مقت*لهومش و خرجهم برا المملكة .
إيلام حطت وليد و مصطفي علي السرير و هما نايميين و خرجت ليهم و هي بتمسح دموعها و بتحاول تبان قوية .
قمر قالت بعياط : أكيد ذو الفقار باشا مات ، و حاسة إن الأمراء حصلهم حاجة ، لحد دلوقتي مفيش و لا واحد منهم ظهر قدامنا ، و أنا مرعوبة علي عثمان أوي .
و الحرب الي كانت قدام القصر خلصت علي الساعة ٣ الفجر ، عثمان كان تعب جدآ تعب ميتوصفش ، و كان فيه جروح في جسمه لكن ما زال واقف علي رجله ، كان بيبص حواليه و بيدور علي معاذ و محمد الي أتأسروا من الأعداء و حالياً هما في السجن ، عثمان كان عامل زي التايهه ، دخل بسرعة القصر هو و جنوده و لاقوا القصر فيه ناس كتير ميته ، دور في القصر كله علي السُلطانات و العيال و مش لاقيهم ، و لمح ذو الفقار جاي من بعيد و هو كمان كان بيدور عليهم ، عثمان جري عليه بلهفة و هو بيقول بخوف و دموع عليهم : هما فين يا ذو الفقار ؟؟؟ .
ذو الفقار كان بينهج و قال : مش عارف يا سمو الأمير ، أنا قولت للسلطانة إيلام لو مرجعتش ليكوا اهربوا من الباب السري بسرعة ، لكن معرفش هما خرجوا و لا لاء .
عثمان أتوتر و كان بيمشي إيده علي شعره بخوف عليهم كلهم و قال : معاذ و محمد أختفوا ، و السُلطانات و العيال مش موجودين ، و حمزة لسه فضله كام يوم علي ما يوصل دا إذا كان عايش ، أعمل اي ياربي أعمل اي .
حمزة كان بيجري بحصانه هو و عبد الرحمن و عمر بأقصى سرعة عندهم و وراهم جزء من الجيش ، حمزة وقف فجأة و قال : لازم طريق مختصر يا عبد الرحمن ، لو فضلنا ماشيين كده و مع كل إستراحة هنوصل في أسبوع .
عبد الرحمن بتركيز : مولاي ، فيه طريق مختصر جدآ يقدر يوصلنا بكرة أخر النهار ، بس الطريق دا ضيق جدآ و هيبقي من تحت الأنفاق ، و إستحالة نقدر ندخل كلنا فيه ، أقصي عدد خمسة سته الي يقدروا يدخلوه .
حمزة بقلق : مش مشكلة ، هدخل أنا و أنت و عمر و كام جندي و الباقي يجي من الطريق العادي ، أنا لازم أوصل القصر في وقت قصير .
في بيت محمود .
إيلام كان واقفة قدام الشباك لكن الشباك كان مقفول و عليه الستارة و قالت و دموعها نازلة بقهرة : طول عمري بعيط علي فقدان أقرب الناس ليا ، لما حمزة لاقاني و قولت خلاص حياتي هتتعدل و هبقي معاه و دي أهم حاجة بالنسبة لي هو كمان مشي ، في الأول بابا الي مشوفتوش و لا حتي أعرف شكله اي ، و ماما الي ملحقتش أقضي معاها حياتي ، و حمزة الي طلع الحرب في أول جوازنا و ملحقتش أبقي معاه و الله أعلم هيرجع و لا لاء .
محمود عيونه دمعت و حس بالذنب و كان مقرر يعترف ليها بكل حاجة لكن كان مستني الوقت المناسب .
تاني يوم وقت العصر عثمان و الجيش كانوا ما زالوا بيدوروا عليهم و مكنوش لسه وصلوا للبيت الي هما فيه .
ذو الفقار قال بدموع : سمو الأمير ، أنت لازم ترجع علي القصر فوراً ، القصر حالياً من غير أمير و لا ملك ، و لو لا قدر الله الملك حمزة توفي ف أنت الي لازم تستلم عرش المملكة دلوقتي لأن مينفعش المملكة تفضل من غير حاكم ساعة حتي .
عثمان كانت دموعه نازلة في صمت و قال و هو بيبص للشوارع : أصلآ بعدم وجود حمزة و أخواتي و السُلطانات و العيال مفيش مملكة يا ذو الفقار ، أنا هروح القصر ، بس هأخر طلوعي علي العرش شوية ، يمكن حمزة يجي و يطلع عايش ، تعالي معايا عشان حماية القصر و الناس الي ماتوا هناك ، و بقيت الجنود هتدور عليهم .
عثمان رجع علي القصر و كان خلاص فقد كل طاقته نفسياً و جسدياً ، كان ماشي بين الجثث في القصر و قلبه كان بيتق*طع ، الحراس الي معاه بدأوا يشيلوا الجثث و يحطوها في الأوض علي ما يتدفنوا ، و فيه حارس منهم شاف جثة فيروز ، ف نده لعثمان بلفهة و صوت عالي و هو بيقول : سمو الأمير .
عثمان و ذو الفقار أول ما سمعوا جريوا و دخلوا الجناح و أتصدموا لما شافوا فيروز .
عثمان أترعب عليهم أكتر و نزل علي ركبته قدام فيروز و هو بيعيط و بيقول : فيروز ماتت و كانت معاهم ، اي الي حصلهم يا ذو الفقار .
ذو الفقار وطي راسه في الأرض و دموعه نازلة بغزارة و ساكت .
عثمان بص ل فيروز بحزن و كان بيعيط عليها ، قام و شالها و حطها علي السرير و غطا وشها و خرج و هو بيقول بيأس : أكيد الجنود خدتهم يا ذو الفقار .
في الوقت دا حمزة كان وصل تحت و نزل من علي حصانه بسرعة و وقف مذهول و مخضوض لما لاقي مئات الجنود ميته قدام القصر ، كان عمال يتخيل اي الي كان حصل للي في القصر ، و دخل القصر هو و عبد الرحمن و عمر و هما بيجروا و بيعدوا من بين الجثث ، و دخلوا المكان الي كان واقفين فيه ذو الفقار و عثمان .
عثمان أول ما شافه فرح و قال بلهفة : حمزة .
حمزة راح ليه بسرعة و حضنه و خرج من حضنه بسرعة و قال بخوف : فين عيالي و إيلام و فيروز و ماما ، فين معاذ و محمد ؟؟؟؟ .
عثمان كان ساكت و مكنش عارف يقول اي ، ف حمزة زعق في وش عثمان وهو بيقول بدموع : أنطق يا عثمان هما فين ؟؟؟؟ .
عثمان دموعه نزلت و قال : معاذ و محمد من ساعة ما كنا بنحارب و هما أختفوا ، و السُلطانات و العيال مش لاقينهم ، و فيروز يا حمزة .
حمزة مقدرش يسيطر علي دموعه و نزلت من عيونه و هو بيقول : مالها ؟؟ .
عثمان بص لباب الأوضة و سكت ، حمزة فتح الباب بسرعة و دخل و لاقي واحدة علي السرير و متغطية ، قرب منها و ضربات قلبه تكاد تتسمع من كتر الحزن و الخوف ، رفع الغطا من علي وشها و لما لاقاها فيروز انفجر من العياط و هو بياخدها في حضنه و هو بيقول : ااااااااااااه ، فيروز ، حقك عليا يا حبيبتي أنا الي مأمنتش حياتكوا قبل ما أمشي .
ذو الفقار قرب منه بدموع و هو بيقول : يا مولاي ، أنت ملكش ذنب في الي حصل ، دا غدر و خيانه و أنت أتغدر بيك ، دا قدر ، و لو كنت أمنت حياتهم بزيادة عن الأمان الي كنت سايبهم فيه بردو كان كل واحد نال عمره الي مكتوبله .
و طبعآ في الوقت دا الإشاعات بدأت تنتشر و أكتر إشاعة انتشرت هي خبر موت السلطانة إيلام ، دخل جندي الأوضة الي هما فيها ، و شاف حمزة و هو حاضن فيروز و بيعيط و قال و هو موطي راسه في الأرض ، سمو الأمير عثمان ، في حاجة لازم تعرفوها .
عثمان : في اي ؟؟ .
الحارس أتنهد بحزن و قال : لسه جايلنا خبر دلوقتي بيقولوا فيه إن السلطانة إيلام ماتت ، حمزة لما سمع الي الحارس قاله وقف عياط بصدمة ، و باس راس فيروز و حطها علي المخده بحنان و غطي وشها تاني و قام وقف قدام الحارس و هو بيقول بصدمة شديدة : أنت بتقول اي ؟؟؟؟ .
الحارس : …………. .
حمزة فقد أعصابه تماماً و مسك الحارس من هدومه و هو بيقول بعصبية مفرطة و دموع نازلة من عيونه : لاء مستحيل أنت بتقول اي ؟؟؟ .
عثمان بدموع : يا حمزة .
و قبل ما عثمان يكمل كلامه حمزة خرج زي المجنون بين الجثث الي كانت متغطية و كان في اللحظة دي خلاص فقد السيطرة علي نفسه و بقا يشيل الغطا من علي وش كل واحد علي الأرض زي المجنون و يشوف إيلام منهم و لا لاء ، كان عمال يمشي بينهم بسرعة و يشيل الغطا من علي كل واحد و لكن مش لاقيها ، و جه يشيل غطا كمان ذو الفقار مسكه بقوة و قاله بتماسك : يا جلالة الملك .
حمزة بعدم وعي و رعب : سيبني يا ذو الفقار أوعي .
ذو الفقار بدموع و رعشة في صوته : يا مولاي ممكن تكون جثتها مش في القصر .
عثمان سند بإيده علي الحيطة و فضل يعيط و هو بيفكر في أمه و قمر .
حمزة لما سمع الكلمة دي من ذو الفقار عيط جامد بطريقة هستيرية و كان مش قادر يقف علي رجله من كتر الصدمة و الحزن و كان بيقع بين إيد ذو الفقار ، كان علي الأرض و ذو الفقار حاضنه و حمزة بيقول بعياط شديد : لاء يا ذو الفقار ، لاء يا ذو الفقار لاء ، إيلام لاء .
ذو الفقار أكتفي بالطبطبة علي ضهر حمزة في صمت ، و حمزة كان كل مدي بيزيد في عياطه علي إيلام ، هو حزن علي فيروز و لكن حزنه علي إيلام كان أكتر بكتير ، كمل بعياط شديد و هو بيقول : لاء ، مستحيل لاء .
ذو الفقار بصبر و دموع : يا مولاي ، خليك قوي و شجاع ، عشان أولادك حتي ، إن شاء الله هنلاقيهم ، مامتك لسه عايشة و أولادك بإذن الله ، و لما تلاقيهم هتاخدهم في حضنك و ربنا هيهون عليك .
حمزة كان صوت عياطه مسموع و بيعبر عن الحزن و القهرة و الوجع الي جواه و الي مهما يعيط مش قادر يوصفه و قال : خدني عند ولادي يا ذو الفقار ، خدني عند أمرائي و عند أمي .
ذو الفقار هز راسه بالإيجاب و هو بيقول : و الله إن شاء الله هنلاقيهم حاضر .
قومه و حمزة كان خلاص و كأنه جسد بلا روح ، خرج من الأوضة و خرج برا القصر كله و معاه عبد الرحمن و عثمان و عمر و ذو الفقار ، و بدأوا يدوروا مع الجيش في بقيت الأماكن و …………….. .
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية العاصفة)