روايات

رواية الصندوق الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم الهام عبدو

موقع كتابك في سطور

رواية الصندوق الفصل الرابع والخمسون 54 بقلم الهام عبدو

رواية الصندوق الجزء الرابع والخمسون

رواية الصندوق البارت الرابع والخمسون

الصندوق
الصندوق

رواية الصندوق الحلقة الرابعة والخمسون

#حيلة_انتقامية_مرة
تبقي يومين فقط قبل ميعاد رحلة يوسف إلي دبي، كان منشغلا بشدة في إعداد كل شئ حتي لا يظهر شئ معاكس فهو ليس من النوع الذي يترك التفاصيل للحظة الأخيرة، منذ يوم خطبة علاء و مني لم يحدث اي تواصل بينه و بين ريم فرأسه المشغول لم يجعله يفكر في الاتصال بها بينما كانت هي في ارتباك جديد فكلما أقنعت نفسها أنها مسألة وقت و عليها بالصبر، أتت أحداث و مواقف أثبتت لها أنها كمن يحاول الإمساك بالهواء و التحكم به بقبضة يده !! موقف عصام الواثق و الثابت و السريع جعلها تتأكد من مقولة أن من يريد يستطيع حيث لا مكان لظروف أو عقبات !!
هناك من يريد امساك يدها و عبور كل المراحل و المواقف في وجودها و برفقتها و هناك علي الجانب الاخر من يؤجل و يتردد ثم يهرب لأحلامه بعيداً عنها !!
جاء المساء السابق ليوم موعد رحلته، أمسك بالكتاب ووضعه داخل الصندوق ثم وضعه في حقيبته بحرص فقد ارتبط بأحداثه و بالأبطال بشكل غريب و سيعود للقراءة بعد أن يستقر و يبدأ ترتيب روتين جديد له هناك !!
رآه علاء و هو يضع اشياءه الصغيرة المتبقية فالطائرة ستقلع غداً في العاشرة صباحاً و لذا سيستيقظ باكراً كي يكون في المطار قبلها بوقتٍ كافٍ ..
قال له : هتوحشني اووي يا صاحبي
يوسف : و انت كمان بس احنا هنفضل طبعا ع تواصل
علاء : ده أكيد ..
يوسف: اديني سبت لك الشقة .. هتبدأ امتي بقي فيها ؟!
علاء : أول م احوش مبلغ كده هبدأ بقي أجهزها واحدة واحدة
يوسف: ربنا يسعدك يا صاحبي
علاء : يارب .. عقبالك يا ابو السوف .. آه صح .. كلمت ريم و قولتلها ؟!
تفاجئ يوسف و قال: تصدق نسيت !!
علاء بلوم : و هي دي حاجه تتنسي ؟! فين دماغك ياخي ؟!
يوسف : خلاص هكلمها دلوقتي و لو اني مش عاوز اتعبها
علاء متهكما : لا اتعبها انت و ملكش دعوة !!
أمسك يوسف بهاتفه و اتصل بها ثم قال : ريم .. ايه الاخبار ؟!
ريم : الحمدلله تمام
يوسف: أنا خلاص مسافر بكره الصبح
ريم بفتور : طب كويس اووي .. توصل بالسلامة ان شاء الله
يوسف بتردد : هتيجي ؟!
فكرت ريم قبل الإجابة ثم قالت: إن شاء الله
يوسف : لو هتتعبي او عندك حاجه تاني مفيش مشكلة .. ممكن نوَّدع بعض علي الفون
ريم : لا .. هحاول آجي أن شاء الله
يوسف : طيب .. سلام
ريم : سلام
أغلقت ريم هاتفها ثم تأوهت بشكل مطول و هي لا تدري هل تذهب أم لا ؟! فموقفه المتردد تجاهها جعلها تتردد هي الأخري في مواقفها معه !!
_________بقلم elham abdoo
في الصباح و قبل أن يدق جرس منبه الهاتف، استيقظ يوسف من تلقاء نفسه علي غير عادته، ربما جاء ذلك من ارتفاع مستويات القلق و التوتر لديه فهو بانتظار مرحلة جديدة في بلد مختلفة !!
قام عن سريره و فحص حقيبته الكبيرة و أيضا حقيبة الظهر الصغيرة و تأكد من كل شئ ثم ذهب و أخذ حماما و ارتدي ثيابه و هنا استيقظ علاء و بدأ في التجهز أيضاً كي يذهب ليوّدعه في المطار ..
علي الجانب الاخر استيقظت ريم باكراً و بقيت علي سريرها في وضع الجلوس!! مشاعرها تريد الذهاب و منطقها يريد البقاء !!
وصل يوسف و علاء للمطار في تمام الثامنة صباحا و ظلا بصالة الانتظار
قال علاء : امال ريم مجتش يعني ؟!
يوسف : مش عارف .. يمكن راحت عليها نومة ؟!
علاء : أو يمكن صاحية بس مش هتيجي !!
يوسف بتساؤل : قصدك ايه ؟!!
علاء : قصدي انك بارد معاها ف كل حاجه و البنات بتحب الاهتمام.. أنت بالشكل ده هتخسرها !!
يوسف : أنا طبعي كده و هي أكيد فاهمة !
علاء : فاهمة ايه ؟!! أنت اللي مش قادر تفهم ..
يوسف : وضَّح يا ابو الفكاكة!!
علاء : ريم كانت مطفية ف اخر مرة قابلناها .. طول ليلة الخطوبة و هي حزينة كده و مضايقة . خدت بالك ؟!
يوسف : آه فعلا بس ياتري أنا السبب ؟! و لا حاجه تاني ؟!!
علاء : مش عارف بس كان واجب تسألها و تحسسها باهتمامك .. كده يعني
يوسف : م انا سألتها فعلا بس قالت كلام غامض مفهمتش منه حاجه ف سكت
علاء : و هو ده بداية الخطر !!
يوسف : بمعني ؟!
علاء : أنا قرأت في كتاب إن المرأة عكس الرجل ف التعبير عن مشاعرها يعني الراجل ف مشاكله و انفعالاته بيميل للدخول ف الكهف يعني الصمت لكن المرأة بتحب تعبر يعني تثور تتخانق تعترض .. كده يعني
بما انها معملتش كده و قالت كلام مش مفهوم معناها انها بدأت تيأس منك !!
يوسف : يا سلام !!
علاء : متاخدش كلامي باستخفاف .. طبعا أنا مش هثبتلك وجهة نظري لكن الايام هتثبتلك لوحدها !!
أشار يوسف علي ريم القادمة من بعيد و قال : بص مين جه !! عشان تعرف إن نظرياتك دي كلها بلح !!
علاء : أنا مقولتش انها باعت الموضوع اللي بينكم بالكامل لكن رصيدك عندها ابتدي يقل و زي م بيقولوا “هذا أول مسمار يدق في جسم النعش” !!
يوسف: طب قفل بدل م تسمعنا !!
__________بقلم elham abdoo
وصلت ريم اليهما و بعد تبادل التحية جلست و هنا ذهب علاء ليحضر شيئا يُشرب قاصداً تركهما قليلاً
قال لها يوسف : عاملة ايه انهارده ؟!
ريم : الحمدلله .. و انت ؟! جاهز للسفر ؟!!
يوسف : يعني !! جوايا توتر و قلق من اللي جاي بس متشوق و مبسوط برضو
ريم : كل ده طبيعي .. ربنا يوفقك
يوسف : مش هتقوليلي مالك برضو ؟!
ريم : مالي ؟! م انا كويسة اهو
يوسف : لا .. فيه حاجه من ساعة يوم خطوبة علاء و انتي متغيرة .. حصل حاجه ؟!
زاغت عينيّ ريم و قالت بتوتر : لا .. محصلش حاجه
يوسف : أكيد ؟!!
ريم بانفعال : طب اه حصل !! تمام ؟!
يوسف بتساؤل : حصل ايه بالظبط ؟!
ريم : عصام اخو مني اتقدملي !!
يوسف باندهاش : اتقدملك ؟!! بسرعة كده .. هو يعرفك أصلا عشان يتقدملك!!
تعجبت ريم بشدة و قالت : هو ده اللي شاغلك !! بس متقلقش هو اخد خطوة عشان يبني عليها للي جاي و كنا هنتعرف علي بعض براحتنا !!
يوسف : أنا مش قصدي كده بس حاسس انه عامل زي مراهق !! ماشي ورا مشاعره و خلاص !!
ريم باستنكار : مراهق !! عشان واضح و صريح و عارف هو عاوز ايه بقي مراهق !! ده نضج مش مراهقة !!
يوسف باستفزاز: طب و لما هو عاجبك قوي كده .. موافقتيش ليه ؟!
ريم بضيق واضح و انفعال شديد : تصدق صح !! أنا اللي غبية و بجري من مدة ورا وهم !!
يوسف بتعجب : وهم ؟!! أنا وهم يا ريم ؟!
ريم : أنا مجبتش سيرتك .. أنت عرفت نفسك لوحدك و بص بقي طالما الموضوع اتفتح، أنا هقول رأيي فيك بصراحة !!
يوسف : قولي !!!
ريم : أنت تايه و متردد و خانق نفسك بعقد و أوهام .. عاوز تحقق كل حاجه واحدة واحدة و كأن كل حاجه هتفضل علي حالها مستنياك بس للأسف أنت غلطان !! مفيش حاجه بتستني طول العمر .. أنت اللي لازم توازن و تختار !! سلام ..
تركته ريم بانفعال و شاهدها علاء من بعيد تسير بسرعة و كأنها تضرب بوجهها تيار الهواء !!
عرف من تلقاء نفسه أن ثمة نقاش حاد خَّلف وراءه مشاجرة انتهت بانصرافها هكذا دون وداع !!
_________بقلم elham abdoo
بعد وداع صديقه و صعزده للطائرة، جلس علي مقعده و ربط الحزام ثم نظر من النافذة يراقب الارتفاع عن الأرض و شعور الإقلاع في الهواء لأول مرة ..
تكررت في عقله كلمات ريم التي عبَّرت عن ألم تعيشه بسبب موقفه المتردد لكنه مازال لا يستطيع تحديد موقفه !!
بعد ساعتين هبطت الطائرة في دبي و منذ أول لحظة لاحظ الفارق الكبير بين جوها و جو مصر !! الهواء هنا حار بشدة و الرطوبة العالية تزيد الاحساس بارتفاع الحرارة !!
________بقلم elham abdoo
استقبله أحد موظفي الجريدة و هو من اصطحبه لمسكنه الذي يشاركه فيه اتنين آخرين من الصحفيين الجدد أيضا ..
المكان به ثلاث سرائر، واحد مفرد و اثنين فوق بعضهما و بالطبع تبقي له السرير الذي في الطابق الثاني و هو أول ما أزعجه!!
المكان به حمام واحد صغير جدا و في زاوية صغيرة رأي موقد و اناء غلي الماء بالكهرباء..
كان المكان نظيفاً لكنه ضيق بالنسبة ل ثلاثة أشخاص و لكن لا بأس فمازال كل شئ حديث و تلك البداية لا تعد سيئة ..
رحب به رفيقيه اللذين كان أحدهما مصري يدعي كريم و الاخر منذر و هو أردني الجنسية ..
استقر بالمكان و وضع أغراضه ثم أخذ حماما و جلس علي سريره ليسترخي ..
اليوم هو السبت و هنا هو يوم اجازة و لذا اقترح عليه رفيقيه أن يبدل ملابسه و يخرج معهما للتنزه و لرؤية معالم المدينة ..
أول ما جاء بباله بالطبع هو برج خليفه فاصطحباه الي هناك حسب طلبه ثم جلسوا داخل مقهي و اقترحا عليه تجربة أكثر المشروبات الرائجة هنا و هو شاي الكرك و هو شاي بالحليب بنكهة الهيل و القرنفل !!
احب مذاقه و استحسنه .. و هنا اقترح منذر أن يذهبوا لمكان آخر أجمل فقال يوسف : أين سنذهب؟!
منذر : حديقة الصفا
يوسف : و دي حلوة ؟!
كريم : جدااا .. و فيها أنشطة كتير جدا
منذر : رح تنبسط كتير ..
كريم : يلا بينا
قضي يوسف طيلة اليوم في الحديقة و استمتع بكل الانشطة بها و تناول الطعام و التقط صوراً معهما ثم بمفرده و عادوا لمسكنهم في حدود العاشرة و النصف مساءا..
اليوم كان جميل علي عكس توقعه فقد تخيل انه سيشعر بالغربة و الوحدة في البداية لكن وجود رفيقيه الجيدين سهل عليه الأمر كثيرا
في نهاية اليوم جلس علي سريره و امسك بهاتفه و قام برفع صور اليوم علي صفحته الشخصية بأحد مواقع التواصل الاجتماعي و ع الفور تلقي الاعجابات من اصدقاءه بمصر و علي رأسهم علاء الذي علق قائلا: اللي اداك يدينا يا عم !
ضحك يوسف ثم تفَّقد صفحة ريم التي برغم رؤيتها للصور و تواجدها بشكل نشط لكنها لم تعلَّق أو تضع اي تعبير عليهم !!
أمسك يوسف بالصندوق و اخرج الكتاب الذي اشتاق له كثيراً فقال له كريم : ايه الصندوق القديم ده؟! و كمان جواه كتاب قديم برضو زي الاساطير ؟!
يوسف : ده كتاب قديم اشتريته من مزاد
امسك كريم بالصندوق و قال : اووووه ..الصندوق شكله عظمة والكتاب شكله قيَّم جداً .. بيحكي عن ايه ؟!
يوسف : قصة قديمة
كريم : حقيقية يعني ؟!
يوسف : آه.. أنا اتاكدت بنفسي من كده .. هي لأشخاص عاشوا من حوالي ١٥٠ سنة مثلا
كريم بإعجاب : دي تاريخ حديث بقي !! بص دي ممكن تبقي سبق صحفي .. قول لأستاذ رؤوف مدير التحرير لما تشوفه و هو ممكن ينشرها ليك ع شكل أجزاء و هتنجح جداً !!
يوسف: تفتكر !!
منذر : و ليش لا ؟! افتح معه الموضوع و شوف كيف بيرد عليك ؟! يا بيقبل او بيرفض .. في الحالتين ما خسرت شي
يوسف : ماشي .. هكلمه لما اقابله و اشوف
فتح يوسف الكتاب و رأي ال book mark هدية ريم فشعر بالحنين إليها و بحزنه للموقف الاخير الذي حدث بينهما، تأوه ثم هرب من حيرته بالغوص في أحداث الكتاب من جديد :
استمر عزيز في الجري بعيدا عن ذلك المكان قدر استطاعته و أراد السفر فوراً لكنه فوجئ بالمصاب و قد سقط علي الأرض من التعب فنظر لساقه التي بدأت بالنزف من جديد ع نحو سئ فحمله ع ظهره مثلما سبق و ذهب به غير عالم أين سيتوقف؟! حتي وجد كوخاً صغيرا من البوص فتوقف و دخل إلي هناك ليلتقط أنفاسه و يفكر فيما سيفعل ؟!!
___________بقلم elham abdoo
أما كاريمان فقد شعرت باليأس فلم تتمكن من معرفة أي شئ و عزيز من الصعب جدا توقع خطواته أو كبح جماحه !!
جلست تحتسي قهوتها في منزلها بينما استغرقت في التفكير ثم انتهي بها الأمر علي أن تتركه يفعل ما يحلو له دون ان تتدخل فعندما يخطئ ربما ذات مرة يتعلم و يقوَّم طريقه بنفسه من جراء ما سيعانيه من تلك الأخطاء!!
ذهبت باكراً للمبرة الجديدة كي تحيط نفسها بالعمل و تنسي ذلك الأمر برمته !!
__________بقلم elham abdoo
وصل سالم إلي القاهرة و علي الفور ذهب لمكتب اللورد كرومر، ظل أكثر من ساعة بالانتظار و عندما دخل إليه لاحظ قسوة ذلك الرجل و اختلافه الشديد عن شخصية دوفرين فبالرغم من أن دوفرين لم يكن ملاكاً لكن عمله السابق كسفير جعله اكثر دبلوماسية فقد كان يصل لكافة أهدافه بالدهاء و خلق علاقات و مصالح أما هذا الجديد فطريقته جافة و قاسية و لا يري رأي آخر إلي جانب رأيه و رؤيته، جامداً و دمه به برودة تجاه الآخرين و سخونة و عنف في مواجهة القضايا !!
قال له بصيغة مستنكرة : أعلم أن علاقتك بدوفرين كانت جيدة لكن ذلك العهد قد انتهي، سننفذ مصنعنا و في حلوان لكن علي ارض أخري أكبر و أنسب تبرع بها رجل من اعيانكم !!
سالم : هل ستردون لي ارضي ؟!
ابتسم كرومر باستهزاء : بالطبع لا فقد قايضت بها من اجل أصدقائك !! .. ستبقي تحت يدنا حتي نري ما سيتم بها
سالم : هل يمكنني شراءها من جديد ؟!
وقف كرومر استعدادا للذهاب ثم قال : أيضا لا !! الآن انتهي وقتي معك .. شكرا سيد سالم ..
انصرف كرومر من أمامه و تركه في المكتب وحيدا و غاضباً !!
وجد قدميه تقودانه دون وعي باتجاه محل عمل صلاح في الكتب خانة، سأل عنه و دخل إلي المصنع فوجده يصلح ماكينة قد توقفت عن العمل،كان منشغلا و قد ملأ الشحم و الزيت يديه ووجهه و لكنه ترك كل ذلك عندما رأي سالم واقفاً أمامه بشكل مفاجئ!!
تعانقا ثم جلسا علي طاولة في مكان الراحة و طلب صلاح كوبين من الشاي لهما، رأي صلاح الغضب و التجهم باديان علي وجهه فسأله عما به و هنا روي له سالم ما حدث فقال صلاح : هم متسلطون علي البلاد بشكل سئ !! يوافقون ثم يرفضون كما يحلو لهم !! صادروا أرضك عندما سنحت لهم الفرصة و طبعا ما يدخل فم السبع لا يعود !!
سالم : هؤلاء ليسوا سباعاً بل ضباع !! السبع شجاع و لا يأخذ الا فريسته التي اصطادها أما الضبع فينتظر فريسة متهالكة تم تدميرها كي يجهز عليها و يأكل كل ما تبقي منها حتي و إن كان عظماً فسيسحقه من شدة شراسته و تضوره !!
صلاح : اذا فالعيب علي الخديوي و أسرته العلوية التي أضعفت البلاد حتي أصبحت تحت الحكم العثماني و منه لهؤلاء المحتلين !!
سالم : نعم و لكن جميعنا مذنبون فلا يجب علينا السكوت ابدا بل علينا في كل يوم جعل ذلك البلد جحيماً لهم و لعساكرهم !!
صلاح : نعم .. سنخطط لضربة جديدة موجعة و لكن صبراً فكلما أعددنا العدة جيداً كانت النتائج اكثر دقة و عظمة
سالم : و انا أنتظر منك إشارة فقدت عاهدت نفسي علي محاربتهم بكل قوتي
صلاح : و هو كذلك.. انتظر مني خبرا
سالم : حسنا .. سأعود الآن لأسوان فقد ظننت أنني ساتأخر و سنذهب لحلوان معاً و لكن انتهي الموضوع في دقيقتين مع ذلك اللورد !!
صلاح : صبرا يا صاحبي ..
سالم : نسيت ان اخبرك انني اوشكت علي اقامة حفلة خطبتي و حالما حددنا موعدا سارسل لك تلغرافا كي تحضر مع زوجتك و الاولاد
صلاح : الأميرة؟
سالم : نعم ..
صلاح : مبارك يا صديقي ..
سالم : سأعود الآن. إلي اللقاء قريبا
صلاح : لتصحبك السلامة دائما .. إلي اللقاء
_________بقلم elham abdoo
في أثناء انشغال كاريمان و إيفان و سيمون مع باقي الفريق بتبديل الألوان التي نفذتها ثريا بلون ” بيج فاتح ” هادئ مناسب للمبرة و أيضا تغيير الستائر بأخري بيضاء مناسبة للمكان، كانت حفيظة مجتمعة بإيلاريون في كافتيريا الفندق حيث كانا يحتسيان قهوتهما أثناء حديث هام
ايلاريون : حفيظة هانم .. هل برأيك اتفقت تلك الأميرة مع ذلك الطبيب رغم أنني سمعت أنهما كانا معاً ثم انفصلا؟!
حفيظة هانم : الانتقام مني هو ما جمعهما .. تلك تصفية حسابات قديمة !! ما صدمني حقاً هو تظاهرها بالبحث عن فاتن يوم اختطفت ثم عودتها مع سالم بها و كأنهما بطلين خارقين !!
ايلاريون : هل سالم معهما أيضاً ؟!
حفيظة هانم : لا أظن ذلك خاصةَ و انك قلت انه سافر، لا أعتقد أنه كان سيتركها هنا و يسافر لو يعلم بالأمر و لكن حتي إن كان معهما أو لا فسيأخذ نصيبه من انتقامي بشكل تلقائي !!
ايلاريون : كيف ؟! ماذا تنوين ؟!
حفيظة هانم : انظر أيها المحقق . ما فعلته حتي الآن جيد جداً و ستأخذ كامل أجرك و مكافأتك و لكن هل تريد المزيد ؟!
ايلاريون : بالطبع
حفيظة هانم : حسنا .. هناك مهمتين عليك تنفيذهما حتي تكتمل خطتي
الأول: هو بأي شكل و بدون أن أظهر في الصورة مطلقا .. لا أنا و لا أنت ..أريد التواصل مع خادمة من داخل منزل الأميرة كي نعقد معها اتفاقا جيدا عن طريق شخص من طرفك
ايلاريون : لماذا ؟!
حفيظة هانم : ستفعل شيئا صغيرا و بسيطا مقابله ستأخذ مبلغ كبيرا و ستغادر أسوان إلي الأبد!!
ايلاريون : سأحاول
حفيظة هانم : الثاني هو مراقبة تحركات ايفان و الأميرة جيدا، أريد معرفة الي متي يبقيان ف تلك المبرة و متي يعودان لمنازلهما و كل التفاصيل.. أريد ايضا معرفة ميعاد الافتتاح المرتقب هذا !!
ايلاريون : حسنا .. سأعين اثنين لمراقبتهما و سيعطوننا كافة التفاصيل، أحدهما يبقي وراءهما و الثاني يأتي لنا بالمعلومات
حفيظة هانم : جيد .. أريد تلك المعلومات بسرعة و أود التفاوض مع تلك الخادمة قريبا جدا أي قبل الافتتاح
ايلاريون : و هو كذلك… سأذهب الآن لأبدأ المهمة
حفيظة هانم : تفضل
_________بقلم elham abdoo
في مزرعة حفيظة هانم، استيقظت فاتن باكرا و استعدت و ارتدت واحدا من ثيابها الصوفية الأنيقة، نظرت لنفسها بالمرآة و شعرت كم هي أنيقة فقد عادت من جديد لرونقها بعد قضاء يومين في جحيم حقيقي .. من الجيد ان تلك الحالة لن تستمر !!
نزلت لأسفل و ألقت التحية علي الفتيات و تفقدت سير العمل ثم جلست علي الطاولة المعدة بافطار فاخر فتذكرت انتقادها لكرامات و ها هي تصبح مثلها و هنا خرج اعتراضها الداخلي الي الخارج و نادت للفتيات و طلبت منهن مشاركتها في ما صنعوا ثم قالت : من غدا ستحضرن طعاما يكفي لجميعنا و سنأكل منه جميعا معاً
كان كرم واقف يراقب ذلك من بعيد بابتسامة، بعدما أنهت الفتيات علي كل ما كان ع الطاولة بلمح البصر، اقترب إليها حاملا طبق من الفراولة حيث وضعه أمامها و قال : أري أنكِ لم تأكلي جيداً في الزحام !! تناولي من تلك الفراولة فهي لذيذة حقاً !!
نظرت فاتن للفراولة الشهية و أخذت واحدة و تذوقتها فوجدتها رائعة كما قال فنظرت له قائلة : هل تسخر مما أفعله؟! الا يعجبك ايا مما أفعل؟!!
كرم : لا .. بل أري أنكِ متزعزعة و متقلبة !! تارة تحاولين فعل الصواب مثل اليوم و تارة يأخذك الغرور فتخطئين مثل أمس !!
فاتن : و أنت ؟! بدلا من أن تراقب تصرفاتي و تحللها هكذا انتبه لنفسك فربما تخطئ ايضاَ
كرم: المشكلة ليست في الخطأ ف الجميع يقع بأخطاء و لكن المهم هو قبول أننا نخطئ و الرغبة في الإصلاح!!
فاتن : هل انت فيلسوفا هكذا من مدة أم أنه عرضا خاصاً لليوم !!
كرم : لا عليك من فلسفتي فسأتركك الآن و أعود لعملي و كما اتفقنا أمس.. لن أتدخل في عملك و ستسلمين الفتيات المال بنفسك .. عملا موفقا
تركها بابتسامة و ذهب بينما تساءلت في داخلها ما الذي يجعلها مهتمة برأيه فيما تفعل هكذا ؟!!
___________بقلم elham abdoo
عندما دخل سالم العربة التي ستعود به لاسوان تذكر والد كاريمان و اختها و جاءته فكرة .. لما لا يذهب للمنصورة كي يراههما و ربما تحسنت الأحوال عندهم و يمكنه أن يصطحبهم معه لحضور الافتتاح كي تكتمل سعادة كاريمان ..
فكر في استقلال القطار الذي يعمل بقوة البخار و يقطع الطريق من القاهرة للدلتا و يسَّهل السفر قليلا ..
طلب من حوذي العربة بالتوجه للمحطة للحاق بقطار الحادية عشرة ..
___________بقلم elham abdoo
في الكوخ البعيد ظل الجرح ينزف بشدة مرة أخري من جراء الجري و السقوط و لذا ذهب عزيز مضطراً إلي بسمة كي تساعده في إنقاذ الموقف !
ذهب للمبرة و سأل عنها احد الفتيات العاملات بالنظافة فذهبت لتستدعيها له بالخارج ..
عندما سمعت بسمة أن قريبا لها ينتظرها في الخارج توجست و توقعت أنه هو فذهبت بخوف و قلق و عندما رأته و صدق توقعها قالت له بانفعال : ما الذي أتي بك لي مرة أخري ؟! ألم أقل لك لا تأتي مجددا !!
عزيز : عذرا يا بسمة و لكن راغب أصبح وضعه سئ مرة أخري و انا احتاج مساعدتك !!
بسمة : لما؟ ماذا حدث ؟!
قام عزيز بتأليف قصة في أقل من ثانية فقال : هاجمنا هؤلاء المجرمين مرة أخري و علي غفلة منا و رغم أننا استطعنا الهروب منهم لكن راغب أصيب و جرحه ينزف بشدة من جديد !! ساعديني من فضلك !!
بسمة : كيف ؟! هل سآتي معك مجددا ؟!
عزيز : من فضلك .. احتاج فقط لمطهر للجرح و بعض الخيط للتقطيب !!
بسمة بتوتر : انتظرني هنا .. سأحاول الحصول علي تلك الأشياء و آتي .. لا تلفت النظر من فضلك !!
عزيز : حسنا.. سأنتظرك علي الطرف المقابل من الطريق في ذات الحنطور
بسمة: و هو كذلك
___________بقلم elham abdoo
بدأ رجال ايلاريون مراقبة كاريمان و إيفان كي ترسل تحركاتهما كما هو متفق عليه ..
قضيا معظم الوقت داخل المبرة الجديدة دون تغيير و المراقبة تنتظرهما في الخارج !!
___________بقلم elham abdoo
أحضرت بسمة ما يلزم و ركبت معه الحنطور و تلك المرة المسافة ازدادت أكثر فراودها القلق من جديد فسالته : أين وضعت صاحبك هذا ؟! قد ابتعدنا اكثر هذه المرة
عزيز : لا تقلقي .. سأعيدك مثلما أخذتك .. هل استطعت احضار خيوط التقطيب ؟!
بسمة : نعم .. رئيسة الممرضات متغيبة اليوم و المخزن بحوزة إحدي زميلاتي فاخذت المفتاح منها و جلبت بعض الخيوط و المطهر !! ليسامحني الله علي ذلك الذنب!!
عزيز : لن تفعلي به شيئا خاطئ فأنت ستنقذين مصاب و سيكافئك الله علي هذا!!
بسمة : لا أعرف لكن بداخلي شعور رافض لكل ما أفعله هذا !!
عزيز : هذا طبيعي من الخوف و لكن لا تقلقي .. لا يوجد ما يدعو لقلقك !!
وصلا للكوخ أخيرا و دخلا للداخل بينما ظل الحنطور متوقفا في الخارج !!
نظفت بسمة الجرح و قامت بتقطيبه بصعوبه فيدها ليست معتادة علي هذا و لكنها نجحت به، وضعت المطهر علي الجرح من الداخل و الخارج ثم غطته و لفته جيداً و هنا شكرها الاثنين كثيرا لكنها طلبت أن تذهب علي الفور من ذلك المكان المريب..
أوصلها عزيز للحنطور فحملها و عاد سريعاً !!
<___________بقلم elham abdoo
عادت للمبرة فوجدت أن صدقي باشا جاء إليها فلم يجدها فترك لها خبرا و مضي ..
انتظرت نهاية وقت عملها و بعد مرور ساعتين سلمت نوبتجيتها لزميلتها ثم عادت للفندق كي تلتقي بمعلمها فعلمت أنه يحتسي قهوته في كافيتريا الفندق فذهبت اليه
صدقي باشا : أين كنتِ يا بسمة ؟! قلقت من اجلك !!
ابتلعت بسمة ريقها و قالت : استدعاني احدهم لعمل اسعافات لشخص مصاب فذهبت سريعا ثم عدت
صدقي باشا : و هل أصبح بخير ؟!
بسمة : نعم.. هو أفضل الآن .. لم أتيت للبحث عني !!
صدقي باشا : بعض الأغراض وصلت لمنزلك الجديد فقلت أن اصحبك لهناك كي نرتبها معاً حتي يكتمل الباقي !!
بسمة بسعادة : حقا ؟!
صدقي باشا : نعم .. تناولي غداءك ثم لنذهب معاً
بسمة : حسناً
_________بقلم elham abdoo
وصل سالم للمنصورة خلال ثلاث ساعات و اعجبته تجربة القطار كثيرا ووّد أن ينتهي هؤلاء الانجليز من إكمال السكك الحديدية حتي أسوان كي يستقل القطار في أسفاره المتكررة كي يختصر الوقت و تعب و إجهاد الطريق ..
كم هو مؤسف أن تنتظر ذلك من محتل مغتصب للارض و لمقدراتها!!
اخذ حنطورا ليوصله لقصر الراعي و هناك قابل منصور بك الذي كان في حال يرثي لها علي ما حدث لابنته ..
سالم : و كيف حال ثريا الآن؟!
منصور بك : و هل حالها هذا يقال عليه حال !! بعد صدمتها ذلك اليوم و علمها أن ابنتها ابتعدت عنها للأبد، تجمدت و ظننت أنني فقدتها ثم بصعوبة جعلها الطبيب تهدأ و من ذلك اليوم و هي كالحاضرة الغائبة، تبقي بغرفتها دون كلام ثم إن استدعيتها للطعام تظل جالسة دون أن تفتح فمها و مع الضغط الشديد تتناول كسرة خبز أو رشفة عصير !! طوال الوقت شاردة كما لو انها انفصلت عن واقعنا .. أحاول أن أتحدث معها فلا ترد علي معظم كلماتي و أحيانا تومئ لي دون كلام !!
تأوه سالم بأسي و قال : حالتها صعبة جدا .. ليعينكم الله
منصور بك : أمس طلبت مني احضار ملابس هدي من قصرها فارسلت و جلبتهم و فرحت أنها تحدثت لي و لكن ما إن جئت بهم لها حتي دخلت غرفتها و أغلقت عليها و سمعت صوت بكائها الهستيري القوي من وراء الباب
اضطررت بعدها لكسر الباب و الدخول لاجبارها علي التوقف و بعد عناء اخلدتها للنوم !!
سالم : لا أعرف ماذا أقول ؟!! ليمنحها الله سلام و راحة و يقرب ابنتها منها فهو قادر علي كل شئ حتي و لو كانت هدي في النصف الاخر من الأرض!!
منصور بك : قلبي يتمزق عليهما كل يوم !! كيف حال كاريمان ؟!
سالم : كاريمان بخير لكنها منشغلة ف افتتاح المبرة فحسب ما قالت لي الافتتاح سيكون غداً في المساء
منصور بك : ليتني كنت بجانبها الآن فهي تحتاجني أيضا
سالم : لدي اقتراح … هل تأتيان معي لأسوان فربما تغيير المكان و الهواء و رؤية ثريا لاختها تجعلها تتحسن و تخرج عن صمتها.. ما رأيك ؟!
منصور بك بتفكير: بصراحة بقاؤنا هنا أو هناك لا يغير من حالتها كثيرا فروحها متعلقة برؤية هدي و لكن لنجرب اذاً ..
سالم بحماس : لعل وجودها هناك يحدث تغييرا للأفضل و من المؤكد أن وجودكما سيفرق مع كاريمان كثيرا
منصور بك : و هو كذلك .. سنتجهز الآن كي لا نتأخر عن افتتاح غدا
سالم : افكر باستقلال القطار حتي القاهرة فهو يختصر وقتا كبيرا ثم نعود إلي أسوان بعربتي التي بقيت هناك
منصور بك : حسنا .. سأذهب لاخبار ثريا و سأرسل لك مع أحدهم ضيافة خفيفة حتي أعود
___________بقلم elham abdoo
انهمكت كاريمان و من معها في العمل بالمبرة حتي المساء و لكنهم أبلوا بلاءا حسنا و معظم الأعمال تمت، لم يبق الا القليل!!
هنا رفع الجميع راية الاستسلام فقد أُنهِكوا بشدة فقالت سيمون : أري أنه يكفي هذا القدر اليوم و نكمل باقي الرتوش غدا قبل الافتتاح مساءا
كاريمان : نعم .. أنا احتاج للراحة و الا فجسدي سيرفع راية الإضراب
ايفان : اذا لنتوقف هنا و في الأساس لم يتبقي الا القليل و سننهيه غدا سريعا ..
سيمون : لنذهب اذا
غادر الجميع المبرة و تفرقت المراقبة خلف كلا منهما ثم ذهب كليهما لابلاغ ايلاريون أن الافتتاح غدا مساءا و أنهما عادا لمنازلهما بعد يوم عمل طويل ..
ذهب ايلاريون بعدها لحفيظة حاملا إليها الاخبار فأومأت برأسها و قالت : عملا موفقا أيها المحقق و لكن هل تم أمر الخادمة؟! فهو الأهم!!
ايلاريون : لديها خادمة جديدة اسمها وهيبة و هي تكون أخت رفيق أحد الحارسين، تحدث معهما الحارس عن رغبتنا في أمر بسيط سيتممانه غدا قبل الافتتاح فأبديا موافقتهما و لكن قد يزيد المبلغ للضعف لأن أخيها سيكون معها في الأمر
حفيظة هانم : لا عليك .. سنحتاجه معنا أيضا بالمهمة .. متي مقرر أن يلتقي بهما ليعطيهما التفاصيل !!
ايلاريون : هو ينتظر مني التفاصيل كي يقولها لهما و يبدآ التنفيذ
أخرجت حفيظة هانم زجاجة بها مسحوق و مدتها له ثم قالت : استمع جيدا فما سأقوله ستطبقونه بدقة و في الوقت المناسب تماما .. لا أريد خطأ واحد .. افهمت ؟!
ايلاريون باهتمام: نعم .. قولي اذن
_________بقلم elham abdoo
عندما كان عزيز في كوخ من البوص، يجلس علي ثيابا رثة وجدها هناك و يشعر بالاشمئزاز من تلك القذارة التي حوله و من رائحة روث الحيوانات التي يشمها عن قرب فذلك الكوخ يقع وسط الزراعات و مراعي الغنم و الماشية !! كانت بسمة تقوم باختيار أماكن لوضع أثاث قيم اشتراه لها صدقي باشا و تفترش سجادا عجمياً مصنوع بأيدٍ ماهرة !! لم تكن تصدق أنها أصبحت مالكة لمكانٍ راقٍ و فخم كهذا !! حتي في وقت خطبتها لسالم لم يكن شيئا مما حولها ملكاً خالصا لها فهذا الشعور لأول مرة تختبره و وجدت أنه حسنا جداً !!
رأي صدقي باشا السعادة تقفز من عينيها فقال : لن أسألك هل أنتِ سعيدة ام لا هذه المرة لأنني أعلم الجواب و لكنني اقول لكِ أن تلك مجرد بداية و سترين الأجمل و الأجمل و ستعتادين علي بقاءك هنا في ذلك المستوي فهذا ما أراه يليق بكِ !
بسمة بسعادة بالغة : قد غمرتني بعطفك و حنانك يا معلمي الكبير .. لا توجد كلمات تعبر عما أشعر !!
صدقي باشا : ليس هناك داعٍ لهذا و لكن دعيني أخبرك بأمر قد يحزنك قليلا !
صدقي باشا : ماذا ؟!
بسمة : لن أستطيع الانتظار لمساء الغد حتي أحضر الاحتفال لأن سفينة هذا الأسبوع التي ستبحر نحو بريطانيا ستقوم في صباح بعد غد و انا لا انتظر اسبوعا آخر ..
نظرت له بسمة بأسي فقال : هل تحزنين مني كثيراً ؟!
بسمة : لست أنا فقط بل سيحزن إيفان و ستحزن الأميرة
صدقي باشا : ساخبرهما في الصباح قبل ذهابي و قد أعددت كل شئ قبل ذهابي حتي أنني دعوت كبير الأطباء غالي نجم من جديد ليكون برفقتكم و سأترك لكِ عقد القصر و عقد المبرة كي يضمن لك حقك كما أن باقي الأثاث و التجهيزات في طريقها إلي هنا في غضون أيام و ها هما الخادمتان قد أتيا و بعد قليل يحضر زوجين من الحراس من اجلك ..
بسمة : كل هذا لا يعوض غيابك !!
صدقي باشا : عذرا يا ممرضتي الجميلة فأنا في حاجه شديدة لسفر بعيد
بسمة : أري هذا و أقدمه و لكنني أستصعب غيابك
صدقي باشا : ربما لا تطول المدة و أعود سريعا
بسمة : و انا سأكون في الانتظار
________بقلم elham abdoo
في القطار الذاهب من المنصورة للقاهرة جلس الثلاثة علي اريكتين خشبيتين متقابلتين حيث جلست ثريا ع واحدة بجانب النافذة و ظلت محملقة للطريق و بجانبها والدها و علي الاريكة الأخري جلس سالم بمفرده
قال منصور بك : لا أعلم ما كل تلك المتاعب التي حلت علينا مؤخرا هكذا ؟!
سالم : لا عليك يا بك فالجميع يمرون بتلك المنحنيات !!
منصور بك : لم استفق من صدمة عزيز حتي أتت مشكلة ثريا كصاعقة اصابتنا
سالم بحرج : في الحقيقة أود اخبارك شيئا و لكنني متردد
منصور بك بقلق : ماذا هناك ؟؟
سالم : عزيز .. متواجد في أسوان و لا أعلم لماذا أتي أو ماذا يفعل ؟!
منصور بك بقلق : عساه لا يفعل كارثة أخري هناك .. كفانا رذائل
سالم : لا أدري لكنني قلق مثلكم
منصور بك : جيد أننا اتينا معك كي لا تبقي كاريمان بمفردها معه فقد يفعل شيئا مجددا !!
سالم : لا تخف علي كاريمان فأنا اعتني بها جيدا
منصور بك : بمعني ؟!
سالم : و هذا موضوع آخر تأجل النقاش به لأجل الظروف!!
منصور بك : أي موضوع ؟!
سالم : بصراحة أنا تقدمت لكاريمان بطلب يدها و وددت بمصارحتك منذ البداية و لكنها خشيت النقاش معك بالموضوع من اجل ما حدث من ظروف متتالية جعلت الأمر صعباً !!
منصور بك بتعجب: هل وافقت ابنتي ؟!
سالم بثقة : نعم !!
منصور بك : أنت تعلم أنني احترم قرارات أبنائي و لكن أمر زواجكما هذا لابد و أن يناقش بهدوء و راحة .. أنت تعلم أنه هناك تفاصيل و عقبات مرت بينكما !!
سالم : لكننا تخطينا كافة الأمور.. يمكنك التحدث لكاريمان عندما نصل
منصور بك : و هذا ما سيحدث .. انتظر ردا مني فيما بعد
سالم : و هو كذلك …
_________بقلم elham abdoo
في الصباح أعد صدقي باشا كل شئ ليغادر نحو الإسكندرية ثم منها لسفينته المتجهه لبريطانيا، دمعت عينيّ بسمة لكنها تماسكت و ذهبت معه إلي المبرة الجديدة حيث العمل يجري ع قدمٍ و ساق ..
كل شئ معد، الزينات علقت و المشاعل و المصابيح امتلأت و تجهزت، الطاولات امتدت في حديقة المبرة و عليها ملاءات وضعت عليها باقات ورود ..
جاءت احد الفرق الموسيقية للعزف و المطبخ في الداخل يتم به إعداد الطعام ..
كاريمان و إيفان في غاية الحماس و بين كل ربع ساعة و مثيلتها تمنت كاريمان قدوم سالم كي يكون معها في هذا اليوم الفريد !!
دخل صدقي باشا ف رحب به الجميع فقال لكاريمان و إيفان أنه يريدهما علي انفراد فقلقا و سرعان ما جلسا معه علي إحدي الطاولات و هناك روي لهما رحلة سفره المتعجلة!!
_________بقلم elham abdoo
أما عزيز فبقي طوال الليل في الكوخ يراقب ذلك المصاب الذي لم يكن مقدر لجرحه أن يلتئم !! لعن حظه ثم أيقظ الرجل في الصباح و أطعمه مما تبقي من طعام العشاء ثم قال له : هل أنت أفضل؟!
المصاب بوهن : يعد هكذا قليلا !!
عزيز : إذن سأتركك قليلا فأنا بحاجه لتبديل ملابسي و التحمم لأن هذا المكان جعلني في حالة ليست جيدة .. إن شعرت بالجوع فهنا في ذلك الجراب فاكهة .. كل منها قدر ما تريد حتي أعود
المصاب: هل ستتأخر ؟! ربما يهاجمني ذلك المحقق مجددا فقد أصبح مصيبة علي رأسنا منذ أتينا !!
عزيز : لن أتأخر و لكن كن حذراً
المصاب: حسناً
___________بقلم elham abdoo
بعدما شرح الباشا حاجته للسفر بشكل عاجل تفاجآ و قال له إيفان: هل ستتركنا قبل الاحتفال بقليل ؟! أيعقل هذا ؟!
صدقي باشا : عفوا منكما و لكن لن أستطيع البقاء اكثر كما أنني دعوت ضيف شرفكم السابق كبير الاطباء غالي نجم منذ أمس و سيكون هنا في الميعاد ان شاء الله .. لا تقلقا فسيكون افتتاحاً ناجحاً تلك المرة ان شاء الله
كاريمان : نحن نقدر ما تمر به و نشكرك علي قبولك دعوتنا و مجيئك حتي هنا و كنا نتمني بقاءك معنا و لكن لا بأس .. ليسترح عقلك هناك قليلا ثم تعود إلينا من جديد
صدقي باشا : شكرا لموقفك المتفهم يا أميرة و أتمني لكما و للمشفي و لكل من يعمل به النجاح و التفوق
إيفان: آمين .. شكرا لك
صعد صدقي باشا لعربته و غادر بعد أن ودعته بسمة مرة أخري و لكن في تلك المرة بكت وراءه بدموع غزيرة اوقفها إيفان بعد أن همس لها أن تكون قوية و أنه سيبقي بجانبها دائماً ..
____________________ بقلم elham abdoo
جاء المساء و بدأ الاحتفال و لكن كاريمان و إيفان غير موجودين و جميع الضيوف و الحاضرين يسألون عنهما، أقبلت سيمون من منزل أخيها بعد أن تجهزت و ارتدت ثوباً انيقاً فسألها البعض عن أخيها فقالت بدهشة : لم يكن في البيت منذ ساعتين أو أكثر!! فقد تجهز ثم ذهب مع رسول جاءه بخبر و قال انه سيذهب من هناك للحفل.. ألم يأتي ؟!
أتاها الجواب بلا فتعجبت ثم قالت : تري لماذا تأخرا؟!
أتت حفيظة هانم ضيفة علي الحفل دون دعوة و سألتها : أين صاحبا الدعوة يا تري ؟! هل تركا حفل الافتتاح و ذهبا للتنزه أم ماذا ؟!
انفعلت سيمون و قالت : ماذا تقولين ؟! لا أعتقد أننا دعوناكِ حتي تقتحمي الحفل و تأتي إلي هنا !!
وقفت حفيظة هانم في المنتصف و قالت بصوت مرتفع و كأنما تخطب في الناس : رأيت الاثنين معاً في منزل الأميرة فهل يقضيان وقتا ممتعاً الآن و نسيا الافتتاح الذي أعدا له ام ماذا ؟!
سيمون : أيتها السيدة .. لا تتكلمي بهراء كهذا و الا طردتك خارجا .. انتِ بالاساس غير مدعوة فاذهبي الآن بنفسك من هنا !!
حفيظة هانم : لا … بل أنا أخاف علي مشاعر أهل تلك البلدة فهؤلاء لا يحترمون عادات او تقاليد فالطبيب أتي من بلاد الغرب و لا يعي معني عاداتنا و تقاليدنا و الأخري أميرة و دائما تشعر ان الكون كله يدور في فلكها !! هيا بنا لتروا بأنفسكم ما يفعلان!!
أقبل سالم و منصور بك و ثريا ليلحقا بالحفل في عجاله فرأوا جمعاً يخرج من مكان الاحتفال بضجة كبيرة فساروا خلفهم ليعرفوا ما يجري و أيضا عزيز الذي قضي يومه بالفندق و سمع عن الافتتاح فجاء بفضول ليري فإذ به يشاهد هذا التجمع الذي تقوده حفيظة فذهب لينظر ماذا يحدث أيضا ؟!!
دخل الجمع منزل كاريمان و رأي الجميع ما تقشعر له الأبدان !! كاريمان و إيفان بثياب نوم علي سرير واحد !!
شئ لا يصدقه عقل !!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الصندوق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى