روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الحادي والأربعون 41 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الحادي والأربعون

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الحادي والأربعون

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الحادية والأربعون

(لن أتركك )
لن أتركك سأمسك يدك حتى النهاية ….سأسعدك لدرجة ستنسين أحزانك كأنها لم تكن
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وقفت جواهر بعيدا نسبيا عن الأريكة والطبيب يفحص والدتها بينما عدي يقف بجوارها واستطاع الشعور بتوترها …عندما اتصلت به أتى مسرعا وهو معه الطبيب والآن هو يفحص والدتها ….
نهض الطبيب ووجهه متجهم وقال :
-الله يرحمها …
ظلت جواهر تنظر إليه ببلادة ….شعرت للحظة ان هذا الطبيب مجنون …ربما هو ليس طبيب بارع…لا يفرق بين الموت والنوم …فقالت:
-لا لا يا دكتور ايه اللي بتقوله ده بعيد الشر انت جاي تفول على أمي ولا ايه ؟!هي بس نايمة …هي نومها تقيل انت متعرفش …بس أنا أعرف …نومها تقيل اووي …كتير افتكرت انها لا قدر الله ماتت وسابتني لدرجة انها عيطت عليها بس عرفت بعدين انها كانت نايمة …لو سمحت يا دكتور اكشف عليها تاني …
نظر إليها الطبيب بشفقة وقال:
-شدي حيلك …
هزت راسها مرة آخرى وضحكت بدون تصديق ؛
-انت شكلك دكتور مبتفهمش…..
تجهم الدكتور اكثر وظهر عليه الإنفعال ولكنه قدر الحالة النفسية التي تمر بها وكما انه يعرف عدي معرفة شخصية لذلك التزم الصمت واطرق برأسه
اتجهت جواهر الى عدي وقالت:
-عدي الدكتور ده مش عارف حاجة …روح جيب دكتور غيره عشان يصحي ماما …
نظر عدي الى حسام بإعتذار ثم اعاد انتباهه لجواهر التي تتكلم معه بكل بساطة ….
-جواهر ..
قالها عدي بتردد وهو ينظر إليها …..كان ينتقي كلماته بعناية…كان يخاف عليها …لا تبدو انها في حالتها الطبيعية …
-عدي سمعتني روح جيب دكتور تاني يالا يصحي.ماما …الدكتور ده مش عارف حاجة ….
اقترب منها ثم أمسك كفيها وشد عليهما وقال :
-شدي حيلك يا جواهر …أنا هتكفل بكل اجراءات الدفن …..فيه مكان معين تحبي تدفني والدتك فيه زي مقابر للعيلة او …
ولكنها سحبت يديها وقالت:
-ايه ..ايه اللي انت بتقوله ده …انت مجنون أنت كمان ولا ايه ؟!انت عبيط شكلك …أنا هصحيها بنفسي …انتوا الاتنين ملكومش فايدة….
ثم اقتربت من والدتها وجلست بجوارها وهي تهز فيها وتقول :
-اصحي يا سوسن يالا عشان تروحي تنامي في اوضتك الناس دوول بيقولوا كلام مش معقول …يالا يا ماما قولي ….
نظر حسام بيأس إليها واتجه إلى عدي وقال:
-انصحك.تعرضها على دكتور نفسي أعتقد أنها في صدمة وهتنهار في أي وقت …بسرعة يا عدي …البنت ممكن يحصلها حاجة ….
تنهد عدي بقلق وهو ينظر إليها وهي تحاول افاقة والدتها…كان عاجز عن فعل اي شئ …يخاف ان يقول لها أي شئ وتنهار ….شعر بالدموع تلسع عينيه وتذكر لحظة وفاة والديه …انه يعرف هذا الألم جيداً …..
نهضت جواهر وقالت وقد تجمعت الدموع بعينيها …:
-ما هو مينفعش تموتي…مش ممكن يكون ده حصل …مش ممكن …انتِ قولتي هتبقي معايا …أنا مليش غيرك …قوليلي مين تاني معايا غيرك …الكل طردني برا حياته حتى بابا …أنا مليش غيرك يا ماما …فلا مستحيل تكوني سبتيني …ده حلم …لا لا ده كابوس …ايوة كابوس …أنا في كابوس دلوقتي وهفوق منه قريب ….
ثم استدارت وهي تلج للغرفة…ولج عدي خلفها بسرعة ليجدها تتجه الى الفراش وتتسطح عليه …
-بتعملي ايه ؟!
قالها عدي بصدمة وهو يرى جواهر تنام على الفراش …
نظرت إليه وقالت:
-ده مجرد كابوس يا عدي مش حقيقي …ماما مماتتش…أنا بحلم.بكابوس …بس اصحى هتكون موجودة .!!
نظر إليها بدون تصديق وهو يفهم انها طريقتها لحماية نفسها من الألم….انها تنكر …اختارت ان تكذب على نفسها وتوهمها ان كل هذا مجرد كابوس مريع…فنحن من نختار ردود فعلنا على أي خبر نتلقاه …نختار الطريقة التي سوف نتعامل بها لنشفى سريعا ونجنب نفسنا الكثير من الالام ولكن جواهر اختارت الهروب …..اختارت أصعب الطرق لإيلامها …..
اقترب عدي منها وهو محطم مثلها …لم يظن أبدا ان حزنها سوف يؤثر به لتلك الطريقة ولكنه أثر …لقد اخبر نفسه الأيام السابقة انه سوف ينساها وانها لا تهمه…ولكنها تهمه…تهمه كثيرا!!!…
جلس على الفراش ثم قبل رأسها وقال بهدوء :
-ارتاحي يا حبيبتي أنا هعمل كل حاجة ….كل حاجة ….
-لما اصحي ماما هتكون موجودة …هتكون موجودة…
هكذا اقنعت عقلها وهي تنام بعمق
ثم خرج من الغرفة وهي يخرج هاتفه ويتصل بعبير ولكن هاتفها كان مغلق …وأمير أيضا …
زفر بضيق وقال:
-مش وقته خالص !!
ثم تذكر انه قابل حسين زوج تحية وأخذ رقمه ….
اتصل بحسين وهو يتمنى ان يرد ….وبالفعل ما هي الا لحظات الا وكان رد عليه
-عدي بيه ازاي حضرتك ؟!
-اهلا ازيك يا أستاذ حسين ممكن اعرف فين عبير وأمير بتصل بيهم تليفونهم مغلق…
-والله يا عدي بيه معرفش هما قالوا انهم هيباتوا برا البيت النهاردة وحتى احنا حاولنا نوصلهم موبايلاتهم مغلقة ….
أغمض عدي عينيه وهو يتنهد بتعب ويقول :
-شكرا يا أستاذ حسين …شكرا ليك …
ثم أغلق الهاتف وقد قرر هو أن يأخذ مسؤولية دفن والدة جواهر واعلان وفاتها عبر الجامع القريب من هنا ….
………..
بعد ثلاث ساعات … ……
استطاع عدي اخراج تصريح الدفن واعلن عن وفاة والدة جواهر واهتم بكل الإجراءات اللازمة منها تبليغ المقربون من جواهر من الذين يعملون معها في المركز التجميلي …
………
كان يقف على التراس تاركا جواهر النائمة مع السيدة ميريهان والاخريات يحاولون افاقتها ولكنها ترفض ان تنهض وكل ما تخبرهم به ان هذا هو كابوس وهي سوف تفيق…كان يتم تغسيل سوسن وقدر أرادت السيدة ميريهان من جواهر ان تودع والدتها للمرة الآخيرة ولكن جواهر لم تستجيب لها……
فقدت السيدة ميريهان الأمل في جواهر وخرجت للتراس وهي تنظر الى عدي بفضول …كانت تريد أن تعرف من هو بالضبط فمن هيئته يبدو انه ثري….
-لامؤاخذة يعني ممكن اسألك سؤال؟!
قالتها ميريهان بفضول لينظر إليها عدي فتكمل هي :.
-انت مين ؟!تعرف جواهر من فين ؟!
لم يتردد عدي وقال:
-انا خطيبها … …
احتارت اكتر وقالت:
-بس جواهر مقالتليش انها مخطوبة …
-عشان حصل بينا شوية مشاكل بس اتحلت الحمدلله …
هزت ميريهان رأسها وقالت:
-أه فهمت عشان كده كانت زعلانة الفترة اللي فاتت باينها كانت بتحبك اوووي …
هزت رأسها بحزن مرة أخرى وقالت :
-مسكينة جواهر ..والدتها كانت كل حاجة في حياتها بعد ما ابوها مشي وسابهم …اتحملت المسئولية من صغرها …المسكينة اتعذبت كتير ياريت انت تكون العوض ليها…
-هكون العوض ليها أكيد …
قالها بنبرة مختنقة وهو ينظر امامه بينما يشعر وكأن شئ بغيض يقبع على صدره …انها تعاني …حبيبته تعاني الآن …لقد عاملها بقسوة في الوقت الذي كانت بأمس الحاجة إليه …لن يسامح نفسه ابدا !!!ولكنه منذ الآن لن يتركها بمفردها أبداً…سيساعدها لتجاوز تلك المحنة …سيرسم السعادة على وجهها مجددا …كل الحزن الذي عاشته سيمحيه بل رجعة ولكن أولا ..أولا سوف يتزوجها …لن يتركها هنا عرضة للحزن والاكتئاب …سيساعدها حتى تتخطى موت والدتها ….
تنهد بتعب وهو يفكر في أخذها معه الى منزله بعد دفن والدتها فلو بقت هنا بمفردها قد نحن….سوف يأخذها …حتي لو رغماً عنها !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في اليوم التالي …
رفرفرت بعينيها وابتسامة سعيدة تزين وجهها …بينما وجنتيها مصطبغة باللون الأحمر …كان قلبها يدق بقوة وهي تتذكر أحداث الليلة السابقة …تتذكر كيف كان بالغ الرقة معها وكيف ان المشاعر التي عصفت بها بالأمس كانت غريبة عليها ..وجميلة أيضا ….
نظرت إليه وهو نائم وغار قلبها في صدرها …انها تحبه كما لم تحب احداً من قبله …هو الوحيد الذي ينسيها كل شئ سئ في الحياة …وجودها فقط هو بهجة بالنسبة لها …رفعت كفيها ثم أخذت تمرره على وجهه وهي تبتسم بخجل وما ان اقتربت من شفتيه حتى فتح فمه وعضها …
-آه …
صرخت بفعل المفاجأة وهي تسحب كفها على الفور ليفتح عينيه.وترى الخبث يقبع بهما …احمرت أكثر وهي ترفع الغطاء وتغطي وجهها لتتسع ابتسامته وقد قرر ألا يزعجها او يحاول فعل ما يخجلها بل سحبها إليه وضمها الى صدره وهو يقول :
-ايه رأيك نقضي يوم كمان هنا …هنفضل قافلين موبايلاتنا ونتفسح اليوم كله مع بعض وبعدين نيجي ننام هنا وبكرة نروح لتحية كده كده أنا قولتلها إحتمال نقضي ليلتين برة …ها نكمل هنا ولا حابة ترجعي …
ازاحت الغطاء عن وجهها قليلا وقالت:
-نكمل هنا …مش عايزة أرجع النهاردة …
قبل رأسها وقال مبتسماً :
-تمام اووي يالا يا حبيبتي اجهزي عشان جهزتلك خروجة حلوة اوووي
-هتوديني فين ؟!
قالتها بلهفة ليرد وهو يداعب انفها :
-دي مفاجأة يالا روحي خدي شاور واجهزي أنا النهاردة هفسحك فسحة مش هتنسيها طول عمرك …
ابتسمت له ثم قالت بإرتباك لذيذ ..
-طيب ممكن تودي وشك الناحية التانية عشان اروح الحمام …
هز رأسه وهو يستدير للناحية الآخرى …أخذت هي بسرعة القميص الملقي على الأرض ثم ارتدته وركضت للحمام ليضحك هو بمرح عليها ثم يغمض عينيه براحة ويفكر ان الحياة تبتسم له الآن …

في الحمام …
أخذت عبير وقتها في الاستحمام ثم لفت المنشفة حول جسدها جيدا وهي تفرك كفيها بإرتباك وتفكر كيف ستخرج له بهذا المنظر!!!انها تشعر وكأنها سوف تموت من الخجل …هزت راسها وهي تضحك على نفسها …أخبرت نفسها انه زوجها…لم تخجل منه ..
قررت ان تخرج من الحمام بثقة كبيرة فهو لن يأكلها…
فتحت الباب وخرجت وهي تقول بإرتباك :
-فيه حاجة جبتها معاك البسها ولا البس هكوم امبارح …
نظر اليها فجأة وتجمد وهو يراها تخرج بتلك الهيئة …كيف يمكنها أن تكون جميلة في كل الاحوال ؟!…كيف يمكنها أن تكون جميلة جدا وبسيطة جدا في نفس الوقت …انها ساحرة ببساطة ….
ارتبكت عبير وهو ينظر إليها بتلك الطريقة وكادت أن تدخل للحمام مرة الأخرى ولكنه وصل اليها في الوقت المناسب وضمها إليه….رفعها إليه وهو ينظر بأعماق عينيها …
-أم…أمير …مفروض أننا هنخرج صح ؟!أكيد مش هنفضل هنا طول اليوم ؟!
ابتسم لها وهو يمرر اصابعه على شفتيها المرتجفة وقال:
-تعرفي قبل ما أتجوزك لما كنتِ عايشة معايا في نفس البيت …تعرفي حاولت قد ايه اني ابعد ايدي عنك …كام مرة حاولت مبصش عليكي بس عينيا كانوا بيخنوني زي قلبي اللي نبهته ميحبكيش وحبك يا عبير …عملتي فيا ايه …بقيت مهووس بيكي…وبتفاصيلك …بشوفك جميلة في أي حالة ومبقتش عايز غيرك …حاسس أنك نصي التاني اللي كنت بدور عليه …أنا افتكرت أني عمري ما هحس بالمشاعر دي بس جيتي انتِ وقلبتي حياتي كلها …بقيت حاسس أنك مسؤوليتي …بقيت بحس اني مسئول أحميكي …ومسئول أسعدك…ومسئول اني اشوف الضحكة الجميلة دي على وشك عشان ضحكتك بتدوبني …
ابتسمت عبير وعينيها تبرق بقوة لينحني هو بشفتيه ويقبل نواجزها واحدة تلو الآخرى …ثم اتجهت شفتيه لشفتيها يقبلها مجددا ومجددا يعيش معها كل ما حلم بفعله منذ أول مرة دق قلبه لها …لقد عرف من البداية انها استثنائية …عرف ان لا مثيل لها …حملها بين ذراعيه وهو يقبلها متجها الى الفراش لتنفصل عنه وهي تقول بلهاث:
-أمير انت وعدتني نخرج…هتخلف وعدك من أولها !!!!!
-وأنا اقدر يا حبيبي …
أنزلها على قدميها وقال وهو يحضر الفستان الذي اشتراه لها بالأمس وقرر ان يهاديه اياها …
-اتفضلي يا حبيبتي ده الفستان اللي هتخرجي بيه ….
أخذت عبير الفستان وهي تبتسم بلهفة وقالت:
-شكله حلو اووي يا أمير ربنا يخليك ليا يارب شكرا اووي ….
أنا هلبسه دلوقتي واجهز عقبال ما انت تأخد شاور …
هز رأسه موافقا وقال وهو يضع اصبعه على خده ويقول مشيرا لها :
-طيب مش هتبوسي جوزك حبيبك عشان الهدية دي …أنا مينفعنيش الشكر الناشف ده هو أنا ابن عمتك….
ضحكت برقة وهي تقترب منه وتقبله على وجنته فقال :
-يالا الخد التاني عشان بيغير …
قبلته على وجنته الآخرى وهي تضحك …
ثم اشار على شفتيه وقال:
-اصله ده بالذات بيتقمص ….
رفعت حاجبيها وقالت وهي تدفعه نحو الحمام :
-يالا يا حبيبي بلاش دلع عشان نخرج بسرعة لو اعتمدت عليك هنقضي باقي اليوم هنا …
استدار بسرعة وسرق من شفتيها قبلة ثم دخل الحمام مسرعا وقال :
-انا مبسيبش حقي….
أغلق الباب لتضع هي كفها على قلبها وتضحك…انه مثالي لها …أمسكت الفستان وهي تنظر إليه وقررت ان ترتديه …
بعد لحظات وقفت امام المرآة وهي تنظر الي نفسها وعينيها تبرق بقوة بينما الفستان الأزرق الواسع الذي اشتراه لها يلائمها تماما …دارت حول نفسها وهي تضحك بسعادة …كانت تشعر انها حورية …كانت ترى انها جميلة للغاية …..ولكن كان هناك شئ ناقص في سعادتها تلك ….موقف جواهر منها كان يحزنها ….فجواهر قد انهت علاقتها بها وهي لا تلومها…تعرف كم ان جواهر حزينة بسبب ما حدث لها بسبب والدها وقد قررت عبير أن تذهب إليها غداً ولن تذهب حتى تتكلم معها ……شئ أخبرها ان تفتح الهاتف وتتصل بها الآن ولكنها تراجعت كليا عن الفكرة …هذا الوقت مخصص لها هي وزوجها …يمكن لمشكلتها مع جواهر ان تنتظر … ..
هزت راسها وهي تفرغ عقلها تماما ..أمسكت الحجاب ثم ارتدته ولم تضع أي شئ على وجهها سوى الكحل. …أخيرا ابتسمت وهي ترى نفسها في المرآة …بدت حقاً رائعا الجمال ..
ارتجفت قليلا وهي تسمع صوت صفير إعجاب …نظرت لتجده أمير قد خرج من الحمام ويضع منشفة حول وسطه بينما يلتهمها بنظراته …ابتسمت بخجل وهي تنظر إليه وقالت:
-حلو عليا الفستان …
اقترب مبتسما وقال:
-الفستان مكانش حلو الا لما انتِ لبستيه يا بيري …
اطرقت برأسها ووجنتيها تحمران خجلا …اقترب منها وتلمس وجنتيها وقال:
-كل حاجة فيكي جميلة اووي يا عبير ….
-طيب خلاص خلينا نخرج بقا شكلك مش ناوي تخرجنا …
ضحك وقال:
-لا لا ناوي طبعا وده يصح…استني البس هدومي بدل الفوطة دي وبعدين نخرج ..
هزت رأسها وهي تدير رأسها بينما هو يرتدي ثيابه ويجهز نفسه …وما ان انتهي تماما نظرت إليه عبير بإعجاب وهي تجده يرتدي قميص أزرق وبنطال جينز …
غمز لها وقال:
-ايه رأيك مطقمين مع بعض اهو …
ضحكت برقة وهي تمسك يده ويخرجان من الغرفة …
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-رايح فين؟!
قالتها ورد بتذمر وهي ترى ياسين ينهض من على الفراش ..
نظر إليها ياسين وقال:
-هكون رايح فين يعني يا حبيبتي …رايح الشغل …مروحتش امبارح ولازم اروح النهاردة…
مطت شفتيها بحزن مصطنع وقال:
-يعني مينفعش تأخد إجازة النهاردة كمان … عايزاك تبقى معايا النهاردة …ممكن ؟!
تنهد وهو يقترب منها ويقبل رأسها قائلاً:
-قريب اوووي هاخد إجازة كبيرة يا روحي وبعدين هبقى معاكي طول اليوم بس النهاردة ضروري اروح …..
ابتسمت وقالت:
-خلاص يا حبيبي مفيش مشكلة روح …
قبل شفتيها سريعا ثم ابتعد وقال:
-ماما وياسمين هنا يعني متخافيش ووالدتك كمان جاية هياخدوا بالهم منك اووي لحد ما اجيلك وانتِ هتبقي مؤدبة ومش هتتحركي من مكانك الا للحمام وبس مفهوم …
-مفهوم يا باشمهندس
قالتها مداعبة اياها…
-جدعة يا مرات الباشمهندس…
قالها ضاحكا وخرج من الغرفة وقد حمل ثيابه وخرج متجها الى الحمام …وقابل والدته فقال:
-ماما خلي بالك من ورد متخليهاش تعمل حاجة ممكن.؟!
-اكيد يا ياسين بس انت رايح الشغل …
-ايوة يا ماما رايح الشغل ..
اجاب ياسين بثبات ولكن والدته نظرت إليه بإرتياب وقالت :
-ياسين هتروح الشغل …
-أنتِ عندك شك اني هروح مكان تاني يا امي ….
تنهدت والدته وقالت:
-انا متأكدة يا ياسين أنك رايح عندها …يا ابني خلاص سيبها منها لله هو اللي يحاسبها المهم انكم رجعتوا تعملوا اللي قالكم عليه الشيخ أمجد.والتزمتوا في الورد والصلاة مش مهم الباقي …..
تنهد ياسين …والدته كالعادة تكشف الذي سيفعله قبل ان يفعله لا يعرف حقا كيف تفهمه بتلك الطريقة …ولكنه كان مصمم على ان يذهب لجوري….ولا أحد سوف يمنعه…قبل ياسين رأس والدته وقال:
-متخافيش يا ماما أنا مش متهور ولا هعمل حاجة تورطني في أي مشاكل …
ثم ولج للحمام …
هزت والدته رأسها بيأس …انها تعرف كم ان ابنها عنيد ..هو لن يستسلم وسيفعل ما برأسه …لا أحد يستطيع اقناع ياسين بشئ لا يريده….تنهدت هي وقالت:
-ربنا يسترها عليك يا ابني ويهديك يا رب …
تتمنى من كل قلبها الا يتهور أبنها أي شئ قد يؤذيه …تريده فقط ان يبتعد عن تلك المرأة الخبيثة…فهي تعرف كم ان جوري امرأة ليست سهلة أبدا!!!
….
استحم ياسين بسرعة ثم خرج وارتدى ثيابه في غرفته بينما ورد كانت تنظر إليه وهي مبتسمة وقالت:
-القميص الأزرق بيليق عليك اووي …
-وايه الجديد أنا كل الالوان بتليق عليا …اصلا الهدوم بتبقي حلوة عشان أنا بلبسها …
عبست وقالت بغيظ :
-امتي تبطل النرحسية اللي فيك دي يا ياسين …الواحد بيندم انه بيقولك كلمة حلوة …
ضحك ياسين بتسلية وقال:
– عمري ما هبطل نرجسية طول ما أنا متجوزك …
هزت رأسها بيأس…
…..
انتهي ياسين من ارتداء ملابسه ثم خرج من المنزل بعد ان وصى والدته على ورد واستقل سيارته ثم أنطلق بها….اتصل بزميله وأخيره انه لن يأتي الى العمل اليوم …ثم اتجه بسيارته الى منزل والدة جوري …قرر ان ينهي الأمر …يجب أن ينتهي كل شئ اليوم ….
……
وصل الى منزل والدة جوري ….
-اهلا يا ياسين أتفضل يا بني …
قالتها والدة جوري بود فرغم كل شئ هي تحترم ياسين كثيرا وشعرت بالحزن عندما ترك ابنتها …
ولج ياسين للمنزل وقال بنبرة جامدة :
-اتصلتي بجوري ؟!
هزت رأسها وقالت:
-ايوة يا بني اتصلت بيها زي ما قولت مرضتش اقولها أنك اللي طلبت مني كده …بس هو فيه ايه ياسين …ليه عايز تشوف جوري هنا ؟!هي عملت حاجة تاني يا بني …
ضحك ياسين بسخرية وقال:
-والله يا ست الكل بنتك مبيتتهدش غير اما تعمل كوارث ونضطر أنا وانتِ نلم وراها مصايبها اللي متنطورة في كل حتة دي …أنا معرفش كنت مستحمل عيلة زيكم ازاي …ده أنا ليا الجنة …
عبست هي وقالت:
-فيه يا ابني ؟!
ضحك ياسين مرة أخرى وقال:
-والله يا حاجة أنا بحسدك على الروقان اللي انتِ فيه ده …سبحان الله أنا شايل الطين بسبب الغندورة وانتِ بكل روقان بتقولي فيه ايه يا بني …أنا لو كملت في الجوازة دي كنت هتجلط منك انتِ وبنتك …
عرفت ان جوري بالتأكيد قد فعلت شئ خطير …
-شكل اللي عملته المرة دي صعب وكبير …
-يوووه يا حاجة دي فضيحة بجلاجل بنتك المرة دي هتدخلكم السجن او أنا هدخل السجن بسببها بعد ما اقتلهالك بإذن الله …
ارتبكت هي أكثر …بينما قلبها يدوي داخل صدرها…ماذا فعلت ابنتها الغبية الآن ؟!الن تكف جوري عن محاولتها تسميم حياة من حولها …نظرت الى ياسين بتوتر لتجد إمارات الغضب على وجهه وعرفت ان الأمر الآن ليس هين أبدا….رنين جرس المنزل اخرجها من شرودها …ابتسم ياسين في وجهها وقال :
-افتحي لبنتك الغندورة خليها تدخل ….
هزت هي رأسها بسرعة واتجهت الى الباب وفتحته لتجد جوري تنظر إليها بتعب وتقول:
-خير يا ماما عايزاني في ايه ؟!
-ادخلي يا بنتي …ادخلي …
عبست جوري ولكنها لم تجادل اكثر من هذا بل ولجت الى المنزل ….فجأة تجمدت وهي تجد ياسين بصالة المنزل يجلس على الأريكة بكل راحة …
-اهلا …اهلا بالغندورة …اتأخرتي ليه عليا يا قلبي ؟! أنتِ مش عارفة ان بعدك عني جحيم …
اتسعت عيني جوري بدهشة وهي تسمع كلماته …نهض ياسين وهو يقترب منها وقد توحشت عينيه…شعرت جوري للحظات بالخوف منه وازدردت ريقها بصعوبة وهي تتراجع للخلف …
-انت …انت بتقرب ليه يا ياسين …
-ايه مش عايزاني أقرب منك يا عيون ياسين …ده أنتِ كنتِ هتموتي عشان أقرب منك نسيتي القميص الأزرق وردني يا ياسين …انبسطي يا جوري السحر اللي عملتيه جاب نتيجة !!!!
توسعت عينيها على الآخر وهي تنظر إليه برعب …لقد عرف …عرف …تلعثمت وهي تقول :
-س…سحر….سحر ايه ؟!!!
-أنت هتستهبلي يا روح أمك …جرا ايه يا بت فاكراني حمار ولا ايه ؟!!السحر اللي عملتيه كنت الدجال المعفن بتاعك اسمه عدلي صح ؟!أه سمعت عنه …
نظر اليها من اسفل الى أعلى يقرف وقال:
-وعارف طريقته الرخيصة في السحر …وأكيد أنا عارف جنب الفلوس انتِ قدمتيله ايه …جسمك صح ؟!!
-ايه اللي بتقوله ده يا ياسين ؟!
صرخت والدة جوري وهي لا تفهم ما الذي يحدث.
برقت عيني ياسين وقال:
-اقولك أنا يا حجة …بنتك المحترمة عملت سحر لمراتي عند.دجال رخيص زي اشكالها اسمه عدلي ولو سألتي عنه هتعرفي طرقه الرخيصة وبنتك المحترمة عشان تفرق بيني أنا وورد قدمت جسمها هدية ليه…يا ترى خلتيه يلمسك كام مرة عشان تعملي سحر …بعتي نفسك ليه كام مرة يالا انطقي عايز اعرف قد ايه انتِ رخيصة ومعندكيش شرف ولا حتى اخلاق …
-الكلام ده صحيح يا جوري …
قالتها والدتها بصدمة وهي تقترب منها … كانت لا تصدق ان ابنتها اتبعت هذا الطريق…لا تصدق !!!
احست انها بحلم بشع …مدت والدة جوري كفها وشدت شعر ابنتها وهي تصرخ:
-انطقي يا بت اللي بيقوله ياسين ده صح…..
ثم بدأت تصفعها بقوة وتضربها وهي تقول :
-أنت عمرك ما هتتغيري…هتبقي مختلة زي أبوكي …زي أبوكي بالضبط …..
ثم شدتها من ذراعها وادخلتها الغرفة واغلقت عليها وهي تصرخ:
-مش هتطلعي من هنا تاني يا جوري …انسى أنك تعتبي برا الأوضة دي …هتفضلي فيها لحد ما تموتي!!!
لهثت والدة جوري وهي تضع كفها على قلبها ونظرت الي ياسين وكادت أن تعتذر الا ان ياسين قال :
-انا هبلغ عن الدجال ده عشان يتحبس …بس على قد ما جوري غلطانة…غلطك أكبر أنك اهملتي بنتك ومش عرضتيها على دكتور. نفسي الحقيها عشان هي بقت خطر على نفسها وعلى اللي حواليها….سلام يا هانم …
ثم استدار وغادر لتجلس هي على الأرض وتجهش بالبكاء ….
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت تجلس على مكتبها …العيادة اليوم هادئة نوعا ما …والعمل ليس كثيراً وهذا لم يساعدها ابدا فقد وجدت نفسها تفكر في يحيى وكلامه …رباه هي عاجزة تماما عن نسيان ما قاله لها!!!هي تفكر به كثيرا منذ البارحة …حتى انها قضت الليل كله تبكي على حظها …لما لا يمكنهما ان يكونا سويا …لما لا يمكنهما الحصول على سعادتهما !!!لما كل شئ ضدها !!!!…
هزت رانيا راسها وهي تخرج كل تلك الافكار من عقلها…لا ترغب ان تفكر به بعد اليوم …لقد اتخذت قرارها وانتهى الأمر …دعكت عينيها بتعب وقد بدأ يتوافد مرضى قليلون الى العيادة وانشغلت هي بعملها ….
…..
في المشفى …
كان جالس هو على كرسيه الدوار يتحرك به وهو يفكر فيها …لا يستطيع التوقف عن التفكير بها ….انها تشغل عقله بالكامل ……أصبح شارد معظم الوقت حتى أنه تجنب الجدال مع والدته بسببها ….ووالدته التي شعرت بحزنه لم تضغط عليه اكثر من هذا بل التزمت الصمت …وعندما اخبر والده بسبب رفضها له اخبره ان يحاول مجددا …ولكن الى متى سوف يحاول …هل ستقبل يوما ان ترتبط به…يعرف ان ارتباطهما صعب …يعرف ان والدته لن تصمت وسوف تصل جام غضبها على رانيا …يجب أن يتأكد أولا انه سوف يستطيع حمايتها ليرتبط بها …لا يمكنه الزواج بها وتركها لوالدتها لكي تفرغ فيها احباطها لا يمكنه أن يفعل برانيا هذا …لا يمكن …
نهض وهو يشعر بالضيق ونظر الى النافذة وهو يقرر ان يذهب إليها اليوم ويتكلم معها مرة آخرى …سيعدها انه سوف يحميها لن يترك احد يهينها وحتى انه سوف يتزوجها في منزل بعيد عن والدته…فقط لتكون له …هو حقا يحبها ….
هز رأسه وهي يخرج كل تلك الافكار من عقله ويخرج من المكتب وهو ينهمك في عمله ويقرر ان ينساها ولو قليلا حتي ينتهي دوامها ويذهب إليها ….
….
بعد انتهاء دوامها …
خرجت من عيادة الدكتور جورج وهي شاردة لتجده امامها…لم تغضب او تنفعل بل تنهدت ودقات قلبها تتسارع …اقترب هو منها مسرعا وقال:
-المشكلة اني مش قادر انساكي …
أطرقت وجهها بخجل فقال بإضطراب :
-أعمل ايه عشان تكون لينا فرصة ….
نظرت إليه وقالت:
-تقدر تستناني ؟!تستنى لحد ما اتعلم وأليق بيك .؟!دي الطريقة الوحيدة عشان يكون لينا فرصة مع بعض اني أقصر الفروق اللي بيننا …هتقدر ؟!
….
في احد البارات …
كان هو يجلس بينما يشرب وهو ينظر الى هاتفه حيث كانت صورة ليان هى خلفية لهاتفه ….كان يتلمسها برقة بينما يشعر بالدموع تلسع عينيه …لحظات وكانت الدموع تنسكب من عينيه بينما يكتم فمه كي لا يجذب انتباه أحد …شعر بقلبه يعتصر داخل صدره…لقد خسرها للأبد …للأبد ولكن كان هذا لمصلحتها فهو لا يمكنه ابدا ان يضحي بها …لا يمكن أن يعرض حياتها للخطر ولا يمكنه أن يفقدها كما فقد روان ..فلو حدث هذا هو لن يعيش …سوف يقتل نفسه حقاً …
أغمض عينيه وهو يتذكر ما حدث قبل خطبته …
……
كان يقف أمام المرآة وهو يصفر بسعادة…لا يصدق ان اليوم سوف يرتبط بها رسميا وبعدها سوف يتزوجها لتكون ملكه للأبد !!!
هذا أفضل شئ حدث له في حياته …ان يتزوج ليان أخيراً وتكون ملكه …انه لم يحب احد من قبل مثلها …لقد استولت عليه بطريقة لم يفعلها احد من قبل …لقد سبته بالفعل …سابية القلوب تلك ….
رنين جرس منزله اخرجه من شروده …خرج من الغرفة وهو يتجه الى الباب ليفتحه فجأة تجمد وهو يرى فتاة جميلة و سمراء تقف أمام المنزل تنظر إليه بقلق وتقول:
-ازيك.يا قيصر .
-مايا …أنتِ !!!!
ولجت للمنزل بسرعة بينما تسارعت دقات موسى والرعب يعصف به …مايا تكون عشيقة صاموئيل …هل وجده صاموئيل؟!….
كل تلك التساؤلات كانت تعصف بعقله ولا توجد امام عينيه الا صورة واحدة فقط …صورة ليان وهي ميتة !!!!!
لسعت الدموع عينيه…رباه لا …هو سوف يموت لو هذا حدث ….يجب أن يحمي ليان مهما حدث …
اقترب موسى من مايا ونظر إليها برعب…
-متخافش يا قيصر انت تعرف اني عمري ما أذيك…صحيح أنا عشيقة صاموئيل بس ولائي ليك أنا عمري ما هنسى انت ساعدتني قد ايه …أنا جاية هنا عشان أقولك ان صاموئيل بيراقبك وعايز يعرف انت بتحب مين لانه شاكك وعايز يقتلها بنفس الطريقة اللي قتل بيها روان …هو شايف ان دي الطريقة الوحيدة اللي يقدر يدمرك بيها …صاموئيل اتجنن يا موسى …مستعد يعمل أي حاجة عشان يحرق قلبك زي ما حرقت قلبه على ابنه وهربت …
كان موسى يتنفس بصعوبة …يشعر انه سوف يموت …مستحيل هذا ليس صحيح …رباه هو لو ارتبط بليان الآن بالتأكيد. صاموئيل سوف يعرف انها هي حبيبته…سوف يعرف ان ليان هي الفتاة التي يحبها وسوف يؤذيها وهو لن يسمح له أن يفعل هذا ابدا ….لن يلمس أحد ليان …ان اضطر حتى لإحراق قلبه ولكنه لن يسمح لأحد بأن يؤذي من يحبها أكثر من الحياة. …..
….
عاد من شروده وهو يتذكر ان بعد ذهاب مايا مباشرة ذهب لليان واخبرها انه لا يحبها …كان يريد ان يبعدها عنه …يريد ان يحميها ولكن قلبه من يحترق الآن …هو من سوف يموت ….مسح دموعه بقوة ونهض وهو يشعر بالتعب….خرج من البار وهو يستقل سيارته وينطلق بها مسرعاً….
….
بعد دقائق معدودة وصل لمنزله وخرج من سيارته ليجد مايا تقف امام البناية وهي تفرك كفيها بتوتر واقترب منها ليتكلم معها …
كانت ليان تقف بعيد والدموع تنفجر من عينيه وهي تراه يمسك كف تلك الفتاة الجميلة ويصعد بها للأعلى ….
……
فُتح الباب ليدخل موسى ومايا سويا …قال موسى بتعب :
-اقعدي هنا مؤقتا لحد ما نشوف هنعمل ايه في المشكلة دي …متخافيش يا مايا أنا معاكي …
هزت مايا رأسها وقالت:
-صاموئيل واحد معندوش قلب يا موسى خايفة يعمل فينا حاجة …
-مش هيقدر يعمل حاجة متخافيش يالا روحي ارتاحي و ….
قاطع كلامه رنين جرس المنزل …عقد حاجبيه بحيرة …
-ده…ده أكيد صاموئيل جاي وهيقتلنا !!!
-بس متخافيش اهدي ..
نظر من العين السحرية لتتسع عينيه ويفتح الباب وهو يقول بخشونة:
-بتعملي ايه. هنا في الوقت ده يا ليان ؟!!!!
دخلت ليان وصرخت بشراسة :
-قولي انت البنت دي بتعمل ايه هنا عندك وفي الوقت ده يا أستاذ …ومين دي اصلا ؟!
-وأنتِ مالك ؟!
قالها ببرود لتبهت هي فيكمل
-أنتِ ليه لحد دلوقتي بتجري ورايا؟!!
-عشان بحبك …وانت بتحبني وعايزة اعرف سيبتني ليه ؟!
-هو انتِ افتكرتي اني بحبك بجد ؟!للدرجادي انتِ غبية يا ليان ؟!
قالها موسى بقسوة لتنفجر الدموع من عينيها فيكمل هو :
-انا عمري ما حبيتك ولا عمري هحبك …أنا كنت بتسلى بيكي ولما لقيت الموضوع داخل في سكة الجواز قولت اخلع …
جذب الفتاة السمراء التي بجواره وضمها وأكمل :
-ليه أتجوزك واقيد حريتي وابقى مع ست واحدة
هزت رأسها دون تصديق وقالت ببكاء:
-موسى ليه بتعمل كده ؟؟من يومين بس كانت مفروض تكون خطوبتنا وانت كنت مبسوط ..ازاي دلوقتي اجي بيتك والاقيك مع واحدة….ليه بتحاول تبعدني عنك…ليه ؟!ليه عايزني اكرهك ؟!
ابتعد عن السمراء واقترب وهو يقول بغضب:
-عشان معندكيش كرامة …قولتلك مبحبكيش …مبحبكيش …..ورغم اني قولتلها كتير مصممة برضه تبقي معايا وانا مليت..يالا اطلعي من بيتي مش عايز اشوف وشك تاني …يالا …
ثم كاد ان يجذبها من ذراعها ليخرجها من المنزل الا انها ابتعدت وهي تقول من بين شهقاتها :
-انا …أنا هخرج من هنا لوحدي ..وعمري ..عمري ما هسامحك يا موسى …أنا مستحيل ارجعلك …مستحيل ولو حتى جتلي راكع على رجليك مش هرجعلك يا موسى …مش هرجعلك…وعمري ما هسامحك على كسرة قلبي وهدعي دايما يجي اللي يكسر قلبك زي ما كسرت قلبي وندمتني اني في يوم حبيتك …أنا كرهت الحب بسببك …وكرهت نفسي عشان حبيتك وده كله بسببك !
ثم غادرت راكضة وهي تكتم فمها بينما دموعها تنفجر اكثر فأكثر …لن تسامحه ابدا …ابدا !!!!
تراجع موسى وجلس على الأريكة بتعب …الدموع احتشدت بعينيه …لقد جرحها مجددا …حطمها الآن نهائيا …ليته لم يفعل هذا…ليته قُص لسانه قبل ان يتفوه بكل تلك الأشياء ولكنه كان خائف عليها …خائف ان يضعف ويعود لها فيعرف صاموئيل انه يحبها …تنهد بتعب وأغلق عينيه بينما الدموع تنساب منهما…
-هي دي اللي بتحبها ؟!
كان هذا سؤال مايا الذي اخرجه من شروده …هز رأسه بسرعة وقال:
-لا لا انا مش بحبها …مش بحبها …
-انت بتكدب عليا ولا بتكدب على نفسك يا قيصر انت بتحبها ده باين في عينيك….يمكن هي بسبب غضبها مشافتش الحب اللي في عينيك بس أنا شوفته …بس الغريبة مادام بتحبها بتبعدها عنك ليه؟! …
ابتلع ريقه ونظر الى مايا وقال:
-فكري شوية كده وهتعرفي ليه!!
جلست بجواره وهي تقول :
-عشان صاموئيل يعني ؟!…طيب ما تبقى معاك وتحميها ده أمن ليها من أنك.تسيبها …
هز موسى رأسه وقال:
-مظنش هقدر احميها …هفشل زي ما فشلت احمي روان يا مايا وهخسرها زي ما خسرت روان …ووقتها مش هتحمل …مش هتحمل أبدا !!!
♡♡♡♡♡♡♡♡
-بس اليوم كان حلو اوووي …
قالتها عبير وهي تضحك برقة بينما تمسك كف أمير وتدخل غرفتها …
شدها أمير إليه وقال؛
-وهيبقى احلى دلوقتي .
ثم اقترب لكي يقبلها ولكنها ابتعدت بدلال وقالت:
-لا معلش هفتح موبايلي ثانية اشوف حاجة وبعدين انا ملكك …
رغم ضيقه الأ انه وافق …
فتحت عبير هاتفها لتطمئن على جواهر…ستتصل بها مرة واحدة قبل أن تذهب إليها غدا ….ولكنها عبست وهي تجد تنبيهات بإتصالات عديدة من عدي …
خفق قلبها برعب واتصلت به ….
وما أن رد وقبل أن تتكلم كان قد اخبرها ما حدث فصرخت برعب قائلة :
-أيه ؟!مامة جواهر ماتت ؟!!!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى