روايات

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الفصل الحادي والعشرون 21 بقلم سولييه نصار

رواية الشيطان وقع أسيرها الجزء الحادي والعشرون

رواية الشيطان وقع أسيرها البارت الحادي والعشرون

رواية الشيطان وقع أسيرها الحلقة الحادية والعشرون

الفصل الواحد والعشرون (قلبي لكِ)
وأمام الموج الأزرق في عينيكِ أصبحت أنا غريق فأنقذيني أو اغرقي معي
#سولييه_نصار
…….
سكن كل شئ ماعدا هدير قلبيهما وأنفاسهما …ظلت عبير مغلقة عينيها منتظرة بأنفاس لاهثة ما سيحدث …كان قلبها يدوي بعنـ ف داخل صدرها ..بينما كان أمير يقترب شيئاً فشئ حتي اختلطت انفاسهما…كان على وشك تقبيلها ..حقا ..كادت شفتيه تمس شفتيها الا ان فجأة ودون سابق إنذار شعرت به يبتعد بقوة …فتحت عينيها واتسعت حدقتيها وهي تراه كما لم تراه من قبل …شاحب الوجه …عينيه منطفئة …الذ نب يسكن بهما …تراجع أكثر وأخذ يشد شعره وهو يقول:
-ياربي …ياربي …أنا كنت هعمل ايه ؟!!أنا بعمل أيه بس !!؟
-أمير !!
قالتها بنبرة مختنقة بفعل الدموع …كانت بشرتها مصطبغة باللون الأحمر ……
كان أمير لا ينظر إليها …الشعور بالذ نب كان يقـ تله حرفيا …كان خجل من نفسه لأنه استغـ لها …تلك الإنسانة البريئة….تلك من طلبت منه الآمان ليكون هو الذ ئب البشري الذي سعى إلى شرفها …هو و.حش …لا يحمل أي عاطفة إنسانية …هو …هو …
كانت الأفكار السيـ ئة تقتحم عقله …لم يكن له القدرة على ايقافهما أو دحضها بعيداً …كان يقف أمام جلا د ضميره وهو مطرق برأسه …غير قادر على الدفاع …غير قادر على الكلام …غير قادر على شئ …
استدار وركض ذاهباً
-أمير …أمير متمشيش !!!
قالتها عبير وهي تركض خلفه ولكنه كان قد خرج واغلق الباب ثم اتجه بسرعة الى السطح …كان الذ.نب ينهـ شه من الداخل …يشعر بالقر ف من نفسه….هو و حش …شخص سـ ئ …كاد أن يستـ.غلها …أراد أن يضر ب رأسه بقوة بسبب تلك الأفكار الفا حشة التي اتته بشأنها. ..كيف يخو ن الأمانة …كيف ….
ارتقى إلى السطح وجلس على الأرض وهو يضم ساقيه إليه …تكون ستار رقيق من الدموع بعينيه حتي لمع الذهب بهما …كان يشعر بالقهـ.ر …بالذ.نب …ليته لم يفعل هذا …ليته لم يعود ..هو المخطئ …هو المذ نب الوحيد …هي ليس لها أي ذ نب …هو من اقترب …هو من كاد يسلب شرفها ….أغمض عينيه بتعب وهو يتمتم :
-عبير أنا آسف …اسف ..سامحيني .
……………….
كانت جالسة على الأرض …دموعها تتساقط تباعاً …لقد تركها وذهب …شاعراً بالذ نب بسبب ما فعله …هي أيضاً تشعر بالذ نب …تكاد تمو ت بسبب تأنيب الضمير …صحيح انها نشأت في بيئة متحررة ولكنها دوما كانت متحفظة …لا تقيم علاقات ..لم ترتبط …كانت ترفض الفكرة من أساسها …لقد سخرت من فكرة الحب وظنت أنه شئ خيالي …اسطوري …كانت دوما تعتز بإسلامها وتحاول الالتزام بحدوده…لن تقول انها ملتزمة ..ولكنها أيضا ليست متحررة ..هي تحاول الالتزام …تحاول أن تصلي…صحيح انها تفوت بضعة فروض الا أنها تحاول مرة آخرى لا تستلم لشيطا.نها…ملابسها ليست ملفتة …تتمنى يوماً أن ترتدي الحجاب …هي ليست فتاة بدون اي اخلاق …يؤ لمها ما حدث أيضا …يجعلها تشعر بالقر.ف من نفسها …وهي لا تلقى اللوم على أمير أبداً ….لقد حاول الشرح لها ….حاول أن يفهمها الأمر ويتجاهلها …حاول أن يتجنبها ولكن هي من أصرت على الأقتراب منه …
وضعت كفها على وجهها وانفجـ رت في البكاء !!!!
ظلت لدقائق تبكي ثم مسحت دموعها وأمسكت الهاتف
…….
رنين الهاتف أخرجه من شروده …نظر إلى الهاتف ليرى المتصل عبير …ابتلع ريقه ولكنه أمسك الهاتف ورد بسرعة
-أمير …
صوتها المختنق أقتحم أذنه بقوة ….
-أمير بالله عليك تعالى…عشان خاطري …أنا أسفة …اسفة ….
-أنا جاي …ادخلي الاوضة واقفلي على نفسك لو سمحتي …لو سمحتي يا عبير …
-حاضر ..حاضر ..
قالتها وهي تبكي …
……..
بعد دقائق …
ولج الى المنزل وبالفعل كانت بالغرفة … اتجه إلى باب الغرفة وجلس بجواره وهو يقول بصوت مرتفع قليلا :
-أنا اسف يا عبير …اسف …
انتظر ثواني ليأتيها صوته المختنق قائلا:
-مش ذنبك …مش ذنبك …ده ذن…
ولكنه قاطعها وهو يهز رأسه بعنف قائلا:
-لا ده غلطي أنا بس …الأفكار اللي جاتلي …
صمت وهو يضغط على رأسه بقوة ثم أكمل :
-أنتِ مينفعش تبقي هنا أكتر من كده …مينفعش!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
في منزل يوسف …
يقف أمام المرآة يتأمل انعكاسه ….بقعة ارجوانية تزين أسفل عينه نتيجة لكمة كريم القوية …لقد كان كالثور الهائج ….أها نه بشدة ….أسمعه كلمات لم يتخيل أن تخرج من فم كريم …لم يقبل عرض الزواج منه …شتـ م يوسف نفسه وهو يضر ب خشب طاولة الزينة …كان يضغط على أسنانه بقوة …والغضب يتصاعد داخله…كم هو غـ.بي …متـ.خلف …عرض نسرين للخطر …لقد أفشى السر…فيما كان يفكر …هل ظن ان كريم سوف يوافق بكل سهولة عليه ويتمنى له السعادة …بالطبع لا ولكن كعادته تصرف بتهو ر ونسرين الآن من ستدفع الثمن …دوى قلبه بعنـ ف داخل صدره وهو يتخيل ماذا سيفعل بها والده…لماذا لم يفكر قبل ان يتهو ر…لماذا وضع نسرين في هذا الموقف الصعب …كان يلوم نفسه ويتذكر أيضا غضب كريم الذي اشتـ عل..بالتأكيد كريم سوف يعا قب نسرين وسوف يكون هو السبب …أغمض عينيه وذكريات مواجهته مع كريم تتدفق لذاكرته بقوة .
…..
-بتقول ايه ؟!!مين …بنتي مرتبطة بمين !!!!
كان وجهه ينذر بالشـ ر ….أرتفعت النير ان في زرقتيه وبدا كوحش جبا ر …ولكن يوسف لم يسمح له بإرهابه …سوف يأخذ نسرين …لن يخسر مجددا …هو يعشقها…لن يستطيع الحياة بدونها …هي كل شئ في حياته …فكيف يتركها تنسل من بين يديه هذا جنو ن…بالتأكيد جنو ن !!
رفع يوسف رأسه وقال:
-كريم أنا ونسرين بنحب بعض ومن زمان ..هي حبيبتي. ..وحاولت كتير اصارحك بالموضوع بس خوفت أخسرك بس دلوقتي أنت لازم تعرف وده حقك أنك تعرف ان نسرين كمان بتحبني واحنا عايزين نتجوز فأنا طالب موافقتك وأنا هصالحكم على بعض …نسرين بتحبني وهتسمع كلامي …
امسك كريم شعره وهو لا يصدق …تلك كانت الضر.بة القاضية له …يوسف …يوسف يخو نه !!!!
نظر إليه وقال بصدمة :
-نسرين يا يوسف !!!!
أرتفعت النيران في عينيه مجدداً وصرخ وهو يمسكه من طرفي قميصه ويهدر بشراسة :
-بنتي يا يوسف …بنتي أنا تلعب عليها وتحاول تغو.يها !!!!!
هز يوسف رأسه بقوة وقال :
-أقسم بالله عمري ما فكرت أعملها أصلا يا كريم …أنا حبيت نسرين …حبيتها بجد أكتر من حياتي ومستعد أمو ت عشانها …مستعد أمو ت …بس متبعدهاش عني …لو سمحت يا كريم متبعدناش عن بعض …أحنا بنحب بعض ….
اخذ كريم يهزه وهو يصرخ :
-بتحب مين يا مجنون أنت…دي نسرين ….نسرين اللي ياما قولتلي ان دي زي بنتي …دي بنتي اللي لو أنت أتجوزت وخلفت هتجيب قدها…بتحبها أزاي يا مختل أنت …ظ.دي زي بنتك …زي بنتك …
امسك يوسف كفه وهز رأسه بقوة وقال:
-لا يا كريم …نسرين مش.بنتي …أنا عمري ما اعتبرتها كده …ده كان مجرد كلام قولته …نسرين كانت دايما حبيبتي …أنا بحب نسرين …بحبها اووي وطالبها منك …
-أخرس …اخرس !!!
هدر كريم بشراسة وهو يلكـزمه بعنف …وما حدث بعده كان سئ …سئ للغاية!!!
………..
خرج يوسف من شروده وهو يتنهد بعمق ..ماذا فعل ؟!!ماذا فعل ؟!!لقد د مر كل شئ …د مر علاقته بكريم وقضى على بقايا المشاعر التي تحملها نسرين بقلبها …هي أبداً لن تسامحه …وسوف تكون محقة جداً …فهو قد تجاوز حدوده …أفشى السر الذي أقسم ان يحافظ عليه ولكنه ظن ان بتلك الطريقة نسرين سوف تعود إليه ولكن الوضع تد هور أكثر …هز رأسه وهو يفكر انه يجب أن يصلح الوضع سيكلم كريم مجددا ..الآن ولن يسمح له ان يؤ ذي نسرين مجددا …يكفي ما عانته معه حتى الآن …
ابتعد من طاولة الزينة وغير قميصه الذي عليه بقع من دمه ثم غادر المنزل متجهاً الى منزل كريم ….
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كان مطرق برأسه ينظر إلى كفه المضمد بطريقة بسيطة …مجرد أنه وضع رباط عليه ليوقف النز يف في كف يده …ولكن ماذا يفعل للنززيف في قلبه …ماذا يفعل للنير ان التي تشتعل في روحه؟!..ليته يستطيع فعل شئ …ليته …
دعك عينيه بتعب …حالته تزداد سوءاً …لم.يظن أن الغيرة قا سية لذلك الحد …هو يفقد السيطرة …مئات الإفكار تقتحم عقله …مئات الصور تها جمه …صور ليان مع يحيى …يؤ لمه أنها أصبحت لآخر …لقد ظن أنه سينساها…سيتجاوزها ولكنه كان أحمق …أحمق للغاية …فليان أصبحت في د.مه …حبها لا مفر منه…وهو من سيظل يتأ لم حتى المو ت …سيراها تتزوجه …تنجب منه ….تمسك كفه وتحبه وهو من سيكتوى بنا ر الغيرة …ولكن ربما لو ابتعد عنها سينساها …ربما لو ترك العمل وابتعد …سافر بعيداً عن ليان سوف ينساها بكل تأكيد …ربما الهروب هو الحل الوحيد له …هو معتاد على الأمر …لن تكون المرة الأولى التي يهرب فيها …
فُتح الباب ليظهر عدي بوجه شاحب ….الدموع محتشدة بعينيه….وجسده يرتجف …وقع قلب موسى في قدمه ونهض وقلبه ينتفض داخل صدره …
-ليان !!!
كانت تلك الهمسة من فم موسى قالها ونهض واقفاً على قدميه …غار قلبه في صدره ومئات الأفكار تضج بعقله ….
-قدروا يأذ وها يا موسى …اتضر بت بالنا ر …
ترنح موسى وشكر الله لوجود الفراش خلفه يدعمه …أخذ يرمش بصعوبة لكي يتخلص من تلك الدموع التي بدأت تلسع عينيه …
-هي فين ؟!
قالها بنبرة ثابته تخفي في أعماقها الأ لم …الأمر أشبه كأن الأمر يتكرر …أعظم أ لم اختبره يتكرر مرة آخرى ولكن تلك المرة ستكون نهايته …تلك المرة لن يعيش ….سيزهق هو روحه بيده ..فالحياة دونها جحـ يم …غيابها سيكون قا تل ….
-في المستشفي …يحيى اتصل بيا وقال انها دخلت اوضة العمليات ….
حك عدى رأسه بعنف وقال :
-كله بسببي ياريت مكنتش سمعت كلامها وخليتها تروح لوحدها…..
اقترب منه موسى وقال:
-مش وقته يا عدي يالا هنروحلها المستشفي. ..
ثم تجاوزه وهو يخرج مسرعا …كان يستطيع الشعور بقلبه يهدر داخل قلبه بعنف …الخوف ..والقلق والغضب كانوا يمز قانه بقوة…
-ممكن تهدى شوية عايزين نوصل لليان حتة واحدة بدل ما نشرف.جمبها في اوضة العمليات !!
قالتها جواهر لاهثة وهي تتمسك بمقعد السيارة بخوف …لعـ نـت نفسها لأنها أصرت على القدوم ..ولكنها كانت حقاً قلقة على ليان ..
لم يعيرها موسى اي اهتمام ..وبدا.انه لم يسمعها من الأساس ومازال مستمر على قيادته المتهورة …لم يهتم بأي شئ…لم يفكر بأي شئ سوى بليان …يقسم داخله أنها أن نجت لن يتركها تبتعد عنه ابداً…لن يقاوم حبه بعد الآن ولن يخفيه ….فقط لتنجو …لتنجو …
فكر والدموع تلسع عينيه ..بينما قيادته تزداد تهوراً..
-ياربي أنا صغيرة مش عايزة أمو ت …هسيب أمي لمين بس
……
في المشفى ….
-ايه اللي حصل يا يحيى ؟!
قالها عدي لاهثا وهو يقترب من يحيى الشاحب والذي كان بجوار غرفة العمليات …وجهه مكد وم وملابسه غير مهندمة على عكس عادته …قميصه الأبيض ملطخ بالد ماء …..
كاد يحيى أن يتكلم إلا أن موسى تدخل ولكمه بقوة حتى سقط أرضاً وصرخ به :
-بعدين لما تأخد واحدة من بيتها اتأكد انك تعرف تحميها مش تضر ب بالنار وأنت متعرفش تعمل حاجة ….
-موسى خلاص !!!
قالها عدي وهو يبعد موسى عن يحيى ….
نهض يحيى وهو ينظر إلى موسى بصدمة وكاد أن يتكلم إلا أن خروج الدكتور من غرفة العمليات أوقف الكلمات في حلقه …اقترب يحيى وعدي وموسى بلهفة ليقول الطبيب مبتسماً:
-الحمدلله مرت على خير …والفضل بعد ربنا لدكتور يحيى اللي عرف يسعفها …والر صاصة الحمدلله مصابتش اي مكان حيوي وشوية كده هننقلها اوضة عادية .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كانت جالسة على فراشها تُشاهد احد أفلامها المفضلة …أرادت أي شئ يلهيها عن افكارها تلك ..وللاسف ليان ليست متفرغة لها الآن لقد اخبرتها انها سوف تنهي علاقتها مع فؤاد اليوم ولتكن صريحة من نفسها ..هذا أفضل قرار اتخذته ليان فلا يجب أن ترتبط بشخص وقلبها ملك لآخر
..ليان لم تتجاوز موسى بعد …مهما حاولت ان تُظهر هذا ولكنها تعرف صديقتها .. تحفظها عن ظهر قلب …ليان تعشق موسى كثيراً ..أكثر من حياتها ربما…هي لا ترى غيره …هو يستوطن روحها …يسيطر على دقات قلبها ….حب ليان لموسى لا مثيل له ولكن لا تعرف لماذا ولكن نسرين تشعر ان حب موسى لليان اقوي بكثير…عاطفته أقوي …لن تنسى ذلك اليوم الذي أخذ فيه رصاصة عنها دون اي تردد …كاد ان يمو ت ليحميها …ربما يخد ع نفسه ويقول ان هذا هو عمله ولكن نسرين تعرف انه كاذب …هو يعشق ليان …اكثر من حياته…مستعد أن يمو ت لأجلها ….لا يمكن لهذا أن يكون ألا عشقا سيطر على قلبه ……
انتفضت نسرين عندما فُتح الباب وظهر كريم وأمارات الشـ ر على وجهه …اقتربت نهى بتو جس وقالت:
-فيه أيه يا كريم …ايه اللي جابك دلوقتي؟!
لم يهتم كريم بها بل اقترب من نسرين وقال كمن على حافة فقدان السيطرة :
-الكلام اللي قاله يوسف ده صح ؟!
شحب وجه نسرين ولكنها تمالكت نفسها وقالت بشجاعة :
-ايوة …..
-صاحبي يا نسرين ..صاحبي !!!
صرخ كريم لتنتفض هي وتحاول أن تنهض ولكنه جذ.بها من شعرها وصـ فعها بقوة ….ثم قبض على عنقها ..
-كريم …سيبها يا كريم هتمو ت في إيديك !!!
صرخت نهى والدموع تطفر من عينيها بينما تمسك زوجها وتحاول ابعاده عن نسرين ….ولكن كريم كان يقبض على عنق نسرين بقوة وهو يصرخ :
-صاحبي ..صاحبي يا ××××××
كتمت نهى فمها بكفها الحر وهي تسمع سبه لأبنته بتلك الطريقة الشنـ يعة:
-بس …بس يا كريم عيب …
تصرخ وهي تدفعه الا أن كريم ترك نسرين ثم استدار وأمسكها من ذراعها ودفعها للخارج مغلقاً الباب !!!
أخذت نهى تضر ب على الباب بقوة وهي تصرخ:
-يا كريم …سيبها حرام عليك سيبها …
..
في الداخل خلع كريم طوق خصره ونظر إليها بشـ ر وقال :
-طلعتي ××××× زي أمك بس بسيطة أنا هوريكي ..همو تك يا نسرين …
نظرت إليه بإنهاك …شعرها مشعث ووجهها الأبيض مكدوم بفعل الضرب وقالت لاهثة :
-مو تني …مو تني لو ده هيريحك …ده هيريحني كمان!!
اقترب كريم ورفع طوقه ثم أنزله على جسدها …أطلقت صرخة عالية جعلت نهى تقفز بفزع من الخارج …
..
أخذت نهى تلطم على وجهها وهي تقول :
-هيمو تها ..هيمو تها !!!
لطمت مرة أخرى ونسرين تصرخ بقوة ….
ركضت نحو هاتفها وامسكته بكف مرتعش وهي تتصل بشخص ما …
ما ان أتتها نبرته المختنقة بفعل النوم حتى صرخت به :
-فؤاد الحقني …كريم هيموت نسرين يا فؤاد الحقني !!!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
بعد دقائق معدودة …
كانت تضم جسدها وقابعة على الأرض بينما هو يجلد.ها بطوق خصره ويقول :
-صاحبي …صاحبي …بتصيـ عي ده كله مع صاحبي ومدياني على قفايا يا نسرين…وديني لا قتلك النهاردة ….
كانت الدموع تغرق وجهها …لقد ضر بها حتي انهار جسدها …تشعر انها ستفقد الوعي …سمعت لهاثه القوي وابتعد عنها قليلاً وهو يجلس على المقعد المجاور ويقول بو عيد من بين لهاثه ؛
-متفرحيش مش هسيبك النهاردة يا نسرين …أنا هعلمك الأدب من أول وجديد …أنتِ والكـ لب يوسف عشان تدوني على قفايا تاني …قوليلي عملتي ايه معاه ….وصلت علاقتك بيه لفين ؟!كنتِ ناوية تجيبيلي العا ر صح؟!
ثم حاول رفع طوقه مرة آخري ليضر بها الا أن جلبة بالخارج أوقفته عما يفعله …
-افتح يا عمي …افتح !!!
كان هذا صوت فؤاد الغاضب الا ان كريم صرخ وقال:
-محدش يتدخل …بنتي وبربيها …
ثم ضر بها مرة آخرى لتصرخ بنبرة مخـ تنقة …لم ينتظر فؤاد أكثر وكـ سر الباب ودخل وهو ينتزع نسرين بعيدا عنه ويضمها إليه وهو يقف في وجهه …
-أبعد يا فؤاد …أبعد ……
امسكت نسرين بفؤاد أكثر وهي تدفن وجهها في صدره ونشيجها يرتفع أكثر …
-مش هسمحلك تعمل كده …مش هسمحلك …
-دي بنتي أنا….بنتي أنا …
قالها كريم بجنو ن وهو يحاول أن يمسكها ولكن فؤاد ابتعد عنه بها وقال:
-كده هتضطر تقف في وشي أنا يا عمي …أنا مش هسمحلك تأذ يها …دي بنتك …بنتك ..مفروض تحميها متأذيهاش …
-بنتي دي كانت بتصيع مع صاحبي ..×××××× دي كانت ماشية مع صاحبي …الله اعلم ايه اللي عملته كمان معاه !!!
شعر فؤاد بالأ لم يعصف به ولكنه قال ؛
-أنت السبب في ده كله …متلومهاش على حاجة انت السبب فيها وزي ما قولتلك أنا مش هسمحلك تأ ذيها بعد النهاردة !!!
رمى كريم طوق خصره وقال :
-طيب …طيب … مادام عايز تحميها بالشكل ده يبقى أتجوزها…موافق تتجوزها يا فؤاد …هتتجوز بنتي …
ابتلع فؤاد ريقه ثم نظر إلى نسرين التي كانت تنظر إليه وعينيها حمراء بفعل البكاء …..حاصر نظراتها لثواني …لن يسمح لأي أحد لان يؤذ يها …حتى لو لم تحبه ..هو سوف ينقذها من والدها وما أن تكون بخير سوف يحررها تنهد فؤاد ونظر إلى كريم وقال:
-هتجوزها …بس من هنا لحد ما أخدها من عندك عايز وعد انك مش هتحط ايديك عليها تاني !!!نسرين من النهاردة تخصني !
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-تقدر تروح يا عدي أنا هفضل هنا .
قالها موسى بإيحاء وهو يهز رأسه له …كانت عيني عدي تشتعلان بالنير ان …هز رأسه لموسى ثم ذهب وهو يأخذ زوجته معه…بينما ظل موسى امام غرفة ليان قلبه يتمز ق … ولكنه رغم هذا يشكر الله لأنها نجت من المو ت وتم اسعافها مبكرا وعلى الرغم أنه كر ه الأمر إلا أنه كان لابد أن يعترف أن هذا كان بفضل يحيى …يحيى من أسعفها وبفضل الله ثم هو وأطباء مشفاه نجت ليان وتم إيداعها بغرفة عادية وهو ينتظر حتى تفيق….
خرج يحيى من غرفته بالمشفى بعد أن بدل ملابسه وشرب كوب قهوته وقرر أن يغادر …قرر أن يطمئن على ليان قبل أن يذهب لمنزله …دعك عينيه بتعب …هذا اليوم كان كار ثة بكافه اشكاله
اتجه بخطوات واسعة إلى غرفة ليان
توقف مكانه وهو يرى موسى يجلس أمام غرفته مطرقاً برأسه ويبدو أنه غارق تماما بالتفكير …
وضع يحيى كفه على وجهه وتذكر لكـ مة موسى له ..تذكر كم كان غاضباً بشدة …كان حقاً يشتعل من الغضب …أطرق يحيى قليلا وهو يفهم الأمر جيداً ..موسى ليس مجرد حارس شخصي لليان…هو يحبها !!بل الأمر تجاوز الحب أنه العشق …العشق الذي لا يؤمن به أبداً…ما زال يتذكر عيني موسى التي كانت تشتعلا ن بالغضب. ..الر عب الذي شعر به على ليان ….ليكن صادقاً هو طوال مهنته كطبيب لم يرى هذا الخوف بعيني اي شخص سواه …ولكن كيف لم يرى عدي الخوف بعينيه …كيف لم يعرف الحقيقة ….عشق موسى لليان يفيض من عينيه …لن يبالغ إن قال إن خوف موسى كان أكبر من خوف عدي على شقيقته …بدا وكأنه فقد حياته….
اقترب يحيى من موسى وقال بنبرة رسمية؛
-مفيش داعي تفضل هنا يا استاذ موسى …هي نايمة دلوقتي وهتفوق بكرة …بتتعب نفسك على الفاضي …محدش هيقدر يأذ يها هنا .
لم ينظر إليه موسى حتي بل ظل مطرقاً برأسه …تنهد يحيى وجلس بجواره وقال :
-الموضوع حصل فجأة ..مكنتش مستعد ..فجأة لقيت نفسي وسط ناس وبتضر ب وأنا مش فاهم حاجة …أنا اسف اني مقدرتش أحميها …
أغمض موسى عينيه ومازال الخوف ينهـ ش قلبه …لم يزل توتره بعد …مازال يشعر بقلبه ينبض بشدة ولكن رغم هذا رفع رأسه ونظر إلى يحيى وقال :
– ده مش غلطك …اسف اني انفعلت عليك …بس كنت خايف ..ليان طول عمرها مسئوليتي ولو كان حصلها حاجة عمري ما كنت هسامح نفسي …فسامحني لاني عملت كده …
هز يحيى رأسه وقال:
-ولا يهمك الخوف بيخلينا نعمل أكتر من كده …أنا كمان اتخضيت عليها …افتكرت أن حصلها حاجة ..
تنفس موسى بحدة ليكمل يحيى :
-بس الحمدلله ربنا كريم أووي…هي بقت دلوقتي كويسة وتجاوزت الخـ طر وهتطلع من هنا بالسلامة…
نظر موسى إلى يحيى مجدداً وقال:
-وده بفضلك بعد فضل ربنا طبعا…أنت اللي أسعفتها ..وأنا مفروض اشكرك على اللي عملته …
ابتسم يحيى وقال وهو ينظر إليه بتركيز :.
-أنت مهتم أووي بليان …أنا حاسس انها مش مجرد واحدة بتحميها …
ابتلع موسى ريقه ليكمل يحيى :
-أنا مشوفتش الخوف ده في عيون عدي ذات نفسه …
نهض يحيى مبتسماً وقال :
-انا مش بؤمن بالحب صحيح …بس شايف ان لو فيه فرصة نبقى مبسوطين منضيعهاش ….أنت تستحق تكون فرحان وليان كمان ..
نظر إليه موسى بصدمة ليبتسم يحيى ويقول :
-بالمناسبة أنا وليان أنفصلنا … عرفنا احنا الاتنين أننا مش لبعض …وانا عرفت دلوقتي هي ليه اختارت الإنفصال …هي كمان بتحبك …بتحبك أووي .
ثم تركه وذهب …وكأن الله أعطاه فرصة آخرى …فرصة أن يحتفظ بليان للأبد !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
وصل إلى قصره وتركها واتجه إلى مكتبه …دون أي كلمة …كان يعرف ماذا سيعرف …حسان رشيد تجاوز الحد ..سوف ينسى صلة القرابة التي تجمع بينهما وسوف يقتـ له …يقسم أنه سيقتـ له …لقد حاول قتـ ل شقيقته …قطعة منه …فتح الخزانة الخاصة به وأخرج سلاحه النا ري وهو يدسه في ملابسه ويخرج على عجلة …كانت جواهر واقفة بحيرة تنظر إليه وهو يخرج من مكتبه …أمارات الشـ.ر على وجهه …لقد ار تعبت ..نعم لن تنكر أنها ار.تعبت منه …فها هو عدي العابث اللطيف ينقلب للنقيض تماما …لقد أصبح شيطا ناً ..غار قلبها في صدرها واستجمعت شجاعتها ووقفت أمامه وقالت بصوت مرتجف:
-هتعمل أيه ؟!
ولكنه دفعها بعيداً عنه …لم ينظر إليها ولم يهتم. ..كان في عقله هدف واحد هو قتـ ل حسان رشيد وليذهب الباقي إلى الجحيم !!!
….
خرج لسيارته مسرعاً وقادها وشيا طين العالم تعبث برأسه
………
-حسان رشيد !!!!
صرخ عدي وهو يلج لفيلته.. .لم يجرؤ أحد على منعه أو لمسه حتى …وتلك كانت أوامر حسان الا يمس أحد أبن شقيقه الغالي …حتى لو قتـ له عدي….
-اهلاً يا أبن اخويا …كنت مستنيك يا أبن الغالي …
كان حسان جالس على الأريكة الفاخرة …يمسك عصاه وعلى وجهه ابتسامة غريبة ….اشتعـ لت النير.ان بعيني عدي وهو ينظر إليه …كان الغضب داخله يتفاقم …اقترب منه عدي ثم شده من قميصه القطني وجعله ينهض …حاول حراسه التدخل إلا أنه قال بصوت حازم :
-محدش يتدخل …الكل يطلع برا فورا !!!
نظر الحراس إلى بعضهم بقلق وحيرة ليقاطع نظراتهم بنبرة حازمة قد ارتفعت قليلاً :
-أنا قولت ايه ؟!!الكل يطلع برا. ….يالا برا ..مش عايز اشوف اي حد هنا !!
وبالفعل هز الحراس رأسهم بطاعة وبدؤا بالإنصراف الواحد تلو الآخر حتي أصبحت صالة الفيلا فارغة الا من عدي وحسان
-ها كمل يا أبن أخويا اللي كنت عايز تعمله !أنا اهو مشيتهم كلهم …اتفضل اعمل اللي أنت عايزه محدش هيمنعك …لا أنا ولا غيري!!
تراجع به حتى اصطدم حسان بالحائط …وجب عليه أن يخاف وخاصة بسبب النظرات الشيـ طانية التي يرمقها به عدي …والتي توضح أنه فقد صبره تماماً معه ….لقد تجاوز حسان حدوده تلك المرة وعرف أن عدي ربما لن يتردد في قتله بسبب ليان!!!
وجه عدي سلاحه النا ري لرقبته وهدر بخشونة:
-أنت تعرف دلوقتي أنا نفسي في ايه ؟!…نفسي أقتـ.لك وأشرب من د مك…نفسي انهيك من على وش الأرض …تعرف أني دلوقتي قادر اني اعمل كده …عارف كده يا حسان رشيد ولا مش عارف !!!
جملته الأخيرة قالها بنبرة مرتفعة صمت أذنيه ولن يكذب حسان هو شعر بالخوف قليلا ولكنه لم يظهر هذا بل رفع رأسه وقال بتحدي:
-اللي عايز تعمله اعمله يا عدي …عايز تقـ تل عمك …هو ده اللي عايزه خلاص مش مشكلة …
-بلاش جو الصعبنيات ده يا حسان …لاني فعلا هقتـ.لك……
-هتقـ تل عمك عشانها…عشان ليان اللي هي مش أختك اصلا !!!
ضغط عدي على رقبته وقال من بين أسنانه :
-ليان من د مي …الزم أدبك يا حسان …واللي من دمي مستعد أعمل عشانه اي حاجة …ليان أغلى إنسانة على قلبي ….هي آخر ذكرى من ابويا وانا مش هسمح انك تمس شعرها تاني …يالا اتشاهد على روحك …
أغمض حسان عينيه وهو ينتظر مصيره …عرف أن عدي لا يمزح تلك المرة….ضغط عدي على الزناد وكاد فعليا أن يطلق النا ر ولكنه ابتعد فجأة وهو يصرخ بقوة ثم يفرغ سلاحه في الحائط بعيدا عن حسان …..
انسابت دموعه بغضب وقال:
-للاسف أنا مش رخيص زيك وبقـ تل بدم بارد….بس أعرف يا حسان انك لو فكرت تقرب من ليان تاني هحرق قلبك على أعز ما ليك يا حسان…ودي كلمتي ليك وانا مش هعمل كده بإيدي هكلف ناس متترددش ثانية تقتـ لك أنت وعيلتك كلها!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
نظرت إلى الساعة لتجدها الرابعة فجراً…القلق نهـ.ش قلبها …لا تعرف لماذا من الأساس هي قلقة عليه ولكن رغم ذلك لم تستطع منع نفسها من القلق …خرجت للتراس لكي تُدخن وما كادت أن تخرج سيجارتها لكي تدخنها حتى رأت بوابة القصر تُفتح تلقائيا وتلج سيارة عدي …تخلت عن فكرة التدخين وابتعدت عن التراس خارجة من الغرفة بأكملة متجهة إليه …يجب أن تراه …تعرف ما به …لن تتركه بتلك الحالة ….
……
نزلت من الدرج ووقفت بصالة المنزل في إنتظاره …كان قلبها يقصف داخل صدرها …فتُح الباب ليظهر هو …وجهه الوسيم شاحب للغاية …يمسك سلا حه النا ري وبدا وكأنه منهار …
-عدي …
همست.بصدمة ليرفع عينيه له ..وقد تراجعت وهي ترى الدموع المترقرقة بعينيه ….
في بقائها معه عاهدت الكثير من نُسخ عدي رشيد …رأت عدي رشيد الغاضب …والبارد واللطيف والساخر…ولكن تلك النسخة المنهارة لم تراها من قبل ولم تحب أن تراها…فكرت بإنزعاج …فتحت فمها لتتكلم الا أنه اقترب منها بخطوات واسعة وجذبها بين ذراعيها ليعانقها!!!!
اتسعت عينيها بصدمة وهي تراه يضمها بتلك.الطريقة …عناقه.كان قوياً…مختلفاً وعاطفيا من الدرجة الأولى….لقد استطاعت الشعور بقلبها. يخفق بشرا سة توازي شر اسة نبضات قلبه …امتزجت دقات قلبيهما في عناق رائع لم تتخيل أبداً أن تناله …نست كل شئ ..الزواج المزيف وكذ بها وقسوته…لم تفكر بشئ أو تهتم الا بعدي المنهار بين ذراعيها …رفعت كفيها ووضعتها على ظهره وهي تربت عليه برفق …أغمضت عينيها وهي تعانقه بشكل أقوى …لم.تفكر بالصح والغلط …اختفت كل حدودها ومبادئها…ونست الجميع الا هو …للحظات اخذت تتنعم بهذا العناق الرائع من قبله ….ظلا هكذا لدقائق معدودة…لم يتحدث أحد أو يحاول أن يبتعد …فقد ظلا يتعانقا طويلا …غير مدركين لأي شئ …
أخيراً ابتعدت جواهر عنه وهي تقول بلطف :
-خلينا نطلع الأوضة عشان ترتاح …
هز عدي رأسه وتبعها بطاعة
……………
في غرفتهما…
كان قد استحم وبدل ثيابه وارتدي.منامته …ساعدته جواهر لكي ينام على فراشه …كان يبدو حقا مرهق …منها ر ومحطـ م.لألف قطعة وقد تعجبت أن رجل مثله ينهار لتلك الدرجة …صحيح أن إصابة ليان جعلت الجميع يكاد يمو ت من الرعب ولكنها بخير الآن وهي كادت أن تبقى معها اليوم ولكن عدي لم يوافق ولكن هل معقول ينهار لتلك الدرجة بسبب شقيقته …لطالما عهدته قوياً…ولكن أقوي انسان سوف ينهار إن كان أحد يحبه في خطر …وهي أيضا رغم قوتها إلا أن أمام خوفها على والدتها تنهار تماماً…أنها تتذكر في بداية مرض والدتها كيف أنها كانت تبكي بعنـ ف بعد أن تنام …كانت تذهب إلى المطبخ وتجلس أرضاً ثم تنفـ جر في البكاء مثل الأطفال …الخوف يفعل بنا أكثر من هذا …خوفنا على من نحب يجعلنا أضعف وقد اختبرت هذا الضعف أكثر من مرة. ..
-حاسس نفسك احسن دلوقتي ؟!
قالتها جواهر وهي تربت على شعره لينظر إلى عينيها ويقول :
-الحمدلله …
هزت رأسها وتمتمت :
-الحمدلله
تأملها عدي وأمسك كفها ثم قبله وقال :
-شكرا ..
-على أيه ؟!
قالت حائرة الا انه رد وقال :
-شكراً على الحضن …كنت بجد محتاجه يا بيري .. شكرا…
ثم جذب كفها وقبله قائلاً :
-خليكي جمبي النهاردة …أنا خايف …
تنهدت وهي تهز رأسها ثم وضعت رأسها على كتفه وهي تغرق بالنوم …
ظل هو لدقائق يتأملها …أخيراً تكونت ابتسامة جميلة على محياه وشد على كفها وهو ينام …وقد نام براحة شديدة وهي بجواره …وقد عرف منذ فترة لا بأس بها أنها تمتلك تأثير كبير عليه …وربما تأثيرها سيكون على قلبه !!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
اشرقت الشمس وغطت المكان بينما ما زال هو جالساً هو أمام غرفتها …عدي اتصل به عدة مرات وأخبره بما حدث معه في منزل عمه وكيف أن المشكلة تفاقمت وأنه يفكر في أن يبعد ليان عن هنا حتى تنتهي تلك المشاكل ولكن موسى هو من هدأه فهو سيبقي ليان دائما معه ولن يسمح لأي حد أن يؤ.ذيها …سوف يكون أمانها ..سوف يظل معها دوما لن يجعلها تغيب عن عينيه …لن يتركها أبداً….أبداً …
فكر موسى وقلبه يخفق بقوة ..أغمض عينيه وهو يتذكر كلمات يحيى …لقد أخبره بصراحة أنه يعرف مشاعره نحو ليان …يعرف مشاعره القوية التي أخفاها بمهارة ولكن يبدو أنه لم يكن ماهراً ابدا في إخفاء مشاعره …فها هو يحيى عرف مشاعره وواجهه به وهو فشل في الإنكار …لم يجرؤ حتى وخطيب من يحب يخبره بصراحة أنه يحب ليان …ولكن افضل ما حدث في تلك المواجهة أنه أخبرها أنه انفصل عن ليان والاثنان اتفقا على هذا قبل الحادث المؤسف
ولج موسى إلى غرفتها وجلس بجوارها وأمسك كفها ..
فتحت ليان عينيها بتعب …كانت تشعر أن جفنها ثقيل للغاية وأ لم ببطنها …أخيراً استطاعت فتح عينيها بالكامل ورأت أمامها موسى !!! جالس بجوارها ممسكاً كفها ويبدو إلى وجهه الإرهاق …أغمضت عينيها مرة آخرى. . لابد أن هذا حلم سخيف من احلامها …
-أكيد.ده حلم ..
قالتها بنبرة ثقيلة
ليتنهد موسى وهو يقترب منها ويقبلها على جبهتها برفق قائلا:
-لا يا ليان ده مش حلم …أنا هنا جمبك وهفضل جمبك مش هخلي أبداً حاجة تأذ يكي …أنا هحميكي من أي حاجة …هفضل علطول بحرسك….
فتحت عينيها بدهشة ليربت على شعرها وشفتيه قريبة منها ….ابتلعت ريقها وهي تغرق بعينيه…لا سبيل للنجاه منه .. مهما حاولت الهروب !!.
ابتسم وأمسك كفها وقبله برفق ثم أخرج من جيبه اسورة فضية متدلي منها قلب صغير …امسك يدها ووضع بها الأسورة ثم قبل معصمها وقال بصوت أجش:
-أنتِ كسبتي الرهان يا ليان …
نظرت إليه بحيرة ليمسك كفها ويضعه على صدره ..على قلبه النابض بقوة مباشرة ويكمل :
-قولتي قبل كده أن في خلال تلات شهور هاجي واعترف بحبي ليكي …وانا أهو قدامك يا ليان بقولك أن ده …
وضغط كفها على صدره لتشعر بدقات قلبه وأكمل :
-ده ملكك أنتِ …أنتِ وبس يا حبيبتي ….
نظرت إليه وقد ترقرقت الدموع بعينيها …لا تصدق …لابد أن هذا حلماً سعيدا …..موسى أعترف بحبه لها !!
-حاسة أن .ده حلم….مستحيل يكون ده حقيقي ..مستحيل …
نهض ووضع قبلة قوية على جبينها وقال:
-لا ده حقيقي ..أنا هنا معاكي …ومش هسيبك …أنا مش هقاوم.مشاعري من النهاردة …أنا بحبك يا ليان …بحبك أوووي…
انسابت الدموع من عينيها ليهز.رأسه ويقول:
-لا متعيطيش ..من النهاردة مش عايزك تعيطي….من النهاردة عايزك مبسوطة يا ليان …عايزك مبسوطة دايما …
هزت رأسها وهي تحاول السيطرة على دموعها وقالت بتوجس:
-مش هتغير رأيك بعدين وتعاملني ببرود ؟!;
أ لمه أنها فقدت ثقتها به بسبب ما فعله ولكنه ابتسم وقال :
-لا … مستحيل ….أنا هبقى معاكي للأبد …هفضل أحميكي يا ليان …هحبك لحد آخر يوم في حياتي ده وعدي ليكي …طول ما أنا عايش أنتِ هتبقي بخير …هحميكي بحياتي …عمرك ما هتشوفي مني برود تاني يا ليان …عمري ما هجر حك أبداً…أنا من النهاردة ملكك …قلبي ملكك…زي ما قلبك ملكي ومش هسمح لحد يأخدك مني …
ابتسمت له ابتسامة حلوة …وقد بدا كل شئ بخير أخيراً …فها هو حبيبها معها وسيبقى معها للأبد .
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
فتحت عينيها لتجده جالس أمامها مبتسما…عينيه الخضراء تشع من السعادة…
ابتسمت ورد وهي تقول:
-صباح الخير …
-صباح الورد يا وردتي .
اتسعت عينيها بدهشة محببة ونهضت وهي تعدل من وضع شعرها وتقول:
-لا لا …ايه التقدم الرهيب ده ؟!
-أنتِ ليه محسساني اني جلنف ومش رومانسي …
ضحكت بنعومة وقالت؛
-لا العفو…
سحب ياسين الطاولة المتحركة التي عليها صينية الإفطار وقال:
-أنا جهزتلك الفطار بنفسي اهو وجيبتهولك للسرير……
كانت مصدومة الأن وقالت:
-لا لا أنت اتلبست ولا ايه فين ياسين جوزي…
قبلها من رأسها وقال:
-متقلقيش يا روحي من النهاردة ياسين تاني خالص …
ابتسمت له وعينيها تلمع بعشق ليقول هو :
-تحبي اقولك شعر لمحمود درويش …
-قول
أغمض عينيه ثم فتحهما مرة آخري وهو يتذكر سوف جذب كفها وقبله وشد.عليه بعاطفة وقال بنبرة تفيض عشقاً ؛
-أحببتك مرغماً ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق .فعاشق الجمال في العادة أهبل !!
أغمضت عينيها وهي تكتم ضحكتها قم فتحتهما وقالت :
-اهو ياسين جوزي رجع الحمدلله …مفيش اهبل غيرك هنا القصيدة بتقول (أحببتك مرغماً ليس لأنك الأجمل بل لأنك الأعمق .فعاشق الجمال في العادة أحمق )
هز كتفه وقال:
-المعنى واحد يا وردتي …
ضحكت وهي تهز رأسه ثم قبلته من وجنته وقالت:
-أنا بحبك …
-وأنا بحبك يا ورد …بحبك أووي
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-يعني بدأ يثق فيكي ؟؛
قالها شريف براحة وهو يجلس على مقعده …يدخن سيجارته بهدوء بينما جواهر تقف أمام النافذة وهي تدخن سيجارتها هي الآخري …كانت تهز جسدها بتوتر وتحاول مقاومة الدموع التي تلسع عينيها وتهدزد بالإنفجا ر رغما عنها…كانت تحاول دحض التعاطف معه من قلبها….لا يجب أن تتعاطف معه لأن بكى أمامها …فهذا لن يغير من حقيقة أنه شيطا ن مثل شريف وهو يستحق هذا …يستحق الخدا.ع …يستحق أن يتم استغلاله وتحطيم قلبه….كان شيطا نينها تفوز عليها …تخبرها أنها في حرب وكل شىء في الحرب متاح …الكذ ب والخدا.ع هما الأسلحة المناسبة في تلك الحرب …وسوف تكذ ب حتى تخرج من تلك الورطة وتتخلص من عدي وشريف …
-أيوة بيثق…وبيثق فيا جدا..متقلقش هيبقى زي الخاتم في صباعي وهتأخد شيكاتك…بس اديني وقت .
-عدي لسه غبي زي ما هو …لسه بيقع ومبيتعلمش من اخطاؤه…سهل جدا نكـ سره وانا ناوي اكـ.سره…اد.مره زي ما د مرته قبل كده …
قالها شريف وهو يبتسم بشـ ر …لقد تجدد أمله بتحطـ يم عدي رشيد نهائيا وسلاحه سوف يكون جواهر كما كانت كارمن !!!
-مش فاهمة …
قالتها جواهر وهي تضيق عينيها بتركيز …نظر إليها شريف مبتسماً…كانت ابتسامته مخـ يفة …شيطا نية ثم هز رأسه وقال ؛
-متأخديش في بالك يا جوجو …ركزي بس في مهمتك …وخلي بالك لاحسن تضيعي تعبنا بسبب مشاعرك الغـ بية…
نفخت سيجارتها بلامبالاة وقالت :
-مفيش مشاعر ولا حاجة …مجرد اني شفقت عليه ..بس فكرت بعدين أنه يستحق اي ا لم يحسه عشان هو أنسان من غير ضمير …زيك بالضبط!!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
-توك افتكرتني يا أمير كده برضه …
قالتها تحية وهي تقف أمام بيته فقال أمير:
-معلش الدنيا مشاغل يا أختي المهم خلينا ندخل حابب أقولك حاجة
هزت رأسها ليفتح هو الباب ويدخلها ثم يدخل خلفها …
تجمدت تحية أمامها وهي ترى فتاة جميلة …
-تحية دي …
ولكن تحية صرخت وهي تقول :
-يالهووووي ..جايب نسوان في البيت !!!!!

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان وقع أسيرها)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى