روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل الثاني عشر 12 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل الثاني عشر 12 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت الثاني عشر

رواية الشيطان شاهين الجزء الثاني عشر

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة الثانية عشر

بعد يومين في كافتيريا الجامعة
حدقت هبة في صديقتها ببلاهة غير مصدقة لما ترويه لها من أحداث غريبة وقعت معها الايام الماضية…
و ما أن انتهت كاميليا حتى سألتها :”قلتلي عندهم الأسود في المزرعة انت متأكدة يا كامي”.
كاميليا بضجر :”اووف يا هبة مية مرة قلتلك لايجر.. لايجر ما انا وريتك صورته في اللابتوب من شوية دا أضخم من الأسد يجي مرتين…شكله مخيف جدا انا كنت ببصله و انا بردد الشهادتين جوا قلبي خايفة ينط عليا في اي لحظة ياكلني خصوصا ان اللي اسمه شاهين داه مكانش حامل وجودي من أساسه…
هبة بمزاح :”كفاية ان ابنه حاملك و جوا قلبه كمان”.
كاميليا بحنق:”شفتي الخيبة اللي انا فيها…دلوقتي حتى لو قررت اسيب الشغل مش حيقبلوا عشان الولد ماسك فيا… و بقى بيناديني ماما.. بذمتك يا بيبة انا وش ماما،؟؟ بسببه بقيت بتهزق في الرايحة و الجاية… ساعات بفكر اديه قلمين على وشه زي ما بعمل مع كريم اخويا لما بيغيضني او ميسمعش الكلام علشان اخليه يقول حقي برقبتي و يبطل دلع….
هبة بضحك :”حرام عليكي داه ولد صغير ذنبه إيه انه تعلق بيكي…
كاميليا بتفسير :” انا مقلتش حاجة بس انا كمان بني آدمة و مش حمل بهدلة ابوه دي…داه انا لو كنت حيوان كان حيعامله احسن مني….طب انا ذنبي إيه إن مامته طلقت ابوه او هربت او مش عارفة راحت فين… انا مالي من كل داه، انا بنت غلبانة جيت اشتغل عندهم بكرامتي و من حقي اسيب الشغل لو لقيت حاجة إتضايقني او ملقيتيش راحتي….و بعدين بطلي تقولي عليه بريئ داه طالع لأبوه كان بيلعب على اللايجر و كأنهم قطط قال بريئ قال…. انا انت الهبلة و الغبية عشان فكرت اشتغل عند ناس عندهم انت بلعن الساعة اللي دخلت فيها الجحيم بتاعهم….
هبة :”كله بسببي انا اللي نصحتك تشتغلي هناك بس انا مكنتش عارفة ان كل داه حيحصل… بس انا مش حسكت انا حقول لعمر و هو حيتكلم معاه”.
كاميليا باندفاع :”لا يا هبة أوعي تعملي كده انا مش عاوزة اسبب مشاكل لأي حد انا النهاردة حتكلم معاه و حقله اني عاوزة اسيب الشغل… انا مقدرش استمر كده “.
هبة و هي تنظر إلى ساعتها :” طب اتكلمي معاه و كلميني بالليل و قوليلي عملتي إيه… يلا نمشي علشان المحاضرة زمانها حتبتدي….
لملمت كاميليا أشيائها قبل أن تتجه مع هبة الى مدرج المحاضرات بقلب منقبض و عقل مشغول.
__________________
في مكتب شاهين بالفرع الرئيسي لشركاته
إرتمى عمر بتعب على الاريكة العريضة ثم بدأ بفك ربطة عنقه بطريقة عشوائية قائلا بتذمر:” حرام عليك يا شيخ… إجتماع اربع ساعات…انت و معروف عنك انك آلة شغل متحركة طب و إحنا ذنبنا إيه؟؟؟؟
جلس شاهين وراء مكتبه ثم جذب جهاز الابتوب ليفتحه رامقا عمر بنظرات متعجبة قبل أن يهتف باستنكار :” اربع ساعات ميجوش حاجة جنب الأهمية بتاعة المشروع و الأرباح اللي حنحققها لو نفذناه بطريقة صحيحة و تفادينا الأخطاء اللي ناقشناها في الاجتماع….
عمر و هو يحرك رقبته يمينا و يسارا بتعب :” من الناحية دي معاك داه يعتبر مكسب كبير لشركة الحديد و الصلب و خاصة فرع اسكندرية بما ان المشروع حيتعمل هناك…المهم انا كنت عاوز اقلك حاجة برا الشغل”.
شاهين بانشغال :”قول… سامعك”.
. عمر باحتجاج:”طيب سيب اللاب من إيدك يا ابني الشغل مش حيطير…”.
شاهين برفض :” في إيميلات مستعجلة لازم أرد عليها بنفسي… اتكلم انا مركز معاك متخافش و لو اني عارف انت عاوز تقول إيه، عاوز تتجوز البنت إياها صح “.
عمر بضيق :”يا ساتر مفيش حاجة مبتعرفهاش و بعدين البنت إياها إسمها هبة على فكرة…
شاهين بلامبالاة:”طيب لما انت عاوز تتجوزها إيه اللي مانعك؟؟
عمر و هو يسترخي بجسده على الاريكة و يضع قدميه فوق المنضدة قائلا :” خالتك فيري يا سيدي…. ماما رافضة إني أرتبط بهبة و عاوزاني اتجوز بنت واحدة من صاحباتها… بنت هايفة كده و دمها ثقيل مش عارف ماما عجبها فيها إيه “.
شاهين بسخرية :”يعني عاوز تقلي ان شحط زيك طول بعرض و لسه مامته بتتحكم فيه…
عمر متجاهلا سخريته:” انا بس مش عاوز اتجوز و هي مش راضية عني…
شاهين بثقة:” طنط فريدة عمرها ما حتتغير تفكيرها كده بتأمن بالفرق بين الطبقات و بصراحة عندها حق…انا للاسف إكتشفت الحقيقة دي و تأكدت منها بعد ما إتجوزت… على العموم انت راجل واعي و مسؤول و تقدر تتحمل نتيجة قرارك…اعمل اللي ريحك مافيش حل غير انك تتجوز و تحط عيلتك قدام الأمر الواقع “.عمر :”طيب و عيلة هبة داه باباها رافض الموضوع من زمان…
شاهين بسخرية :”و يرفضك ليه…تكونش مش قد المقام و الا حاجة… بقلك الناس دي مينفعش معاها غير طريق واحد،إرميلهم قرشين و هما يبيعوا نفسهم مش يدوك بنتهم”.
عمر بيأس من أفكار إبن خالته المتجعرفة :”يا بني مية مرة قلتلك مش كل الناس زي بعض… عم منصور مستحيل حيغير رأيه عشان الفلوس… انت متعرفوش داه راجل عنده كرامته و سمعته أهم من أي حاجة في الدنيا…
شاهين :”لو عاوزني أتدخل انا ححللك الموضوع و في خلال ساعة حتكون في بيتك و مع مراتك “.
عمر بضحك :” متشكرين يا عم سايبينك للعوزة… انا عارف أفكارك اللي تودي في داهية مش بعيد تخطف البنت و تهدد أبوها ما انا عارف سكتك مبتعرفش تتفاهم بتفذ على طول”.
شاهين و هو يشاركه الضحك:” لا انا زمان جربت الحنية و الطبطبة بس منفعوش معايا فلقيت الحل السريع لكل المشاكل…نفذ اللي في دماغك و متتستناش موافقة حد “.
تناول عمر أحد سجائره ثم اشعلها لينفث دخانها قائلا بجدية :” انا إنشاء الله ناوي اتكلم معاه بهدوء و أكيد حلاقي حل… بس هو في موضوع ثاني كنت عاوز اكلمك فيه…
شاهين و قد عاد يكتب على حاسوبه باهتمام :”اتفضل.. الظاهر اني مش حخلص النهاردة من مواضيعك”.
عمر بسخرية :”وهو انا شاغلك على حاجة ما انت مشاء الله و كأنك مش مش مطبق اربع ساعات ورا بعض اجتماع مغلق و طالع ماسك اللاب و مكمل شغل…إرحم نفسك شوية يا أخي و خلي شوية طاقة لصوفيا بالليل”.
قهقه شاهين باستمتاع على ابن خالته المتذمر ثم دفع الجهاز جانبا و يهتف بصعوبه من بين ضحكاته :”طيب يا سيدي اهو سيبت الشغل علشان خاطرك…معاك خمس دقائق يلا إبدأ”.
عمر بنحنحة :” كاميليا… مربية فادي، دي صاحبة هبة الوحيدة انا عرفت كل اللي حصل معاها و تقريبا شبه متأكد ان انت مش حتعدي داه بالساهل و اكيد حعملها حاجة تأذيها…
شاهين محاولا التحكم في تعابير وجهه التي إنقلبت فجأة :”و إيه هو المطلوب مني يا عمر بيه”.
عمر بجدية :” سيبها في حالها يا شاهين البنت دي طيبة و غلبانة و مش قدك…و لا قد قسوتك انت عارف و متأكد ان الاتهامات اللي انت إتهمتها بيها باطلة و معندهاش أساس من الصحة و انت اللي مخترعها من دماغك و كمان طنط ثريا عارفة كل حاجة و تقريبا هي اللي قالتلها تعمل كده”.
شاهين و هو يسمح على وجهه بغضب :” دي حاجة متخصكش يا عمر انا أعرف كويس إزاي أحل مشاكل عيلتي و الشغالين اللي عندي…عمر مقاطع بصرامة:”شاهين.. سيب البنت في حالها، هي مش عاوزة تكمل تشتغل عندك و عاوزة تسيب الشغل و انا متأكد انك حتجبرها بأي طريقة انها تفضل عندك فبلاش….
شاهين باستهزاء واضح:” و حضرتها بقى عينتك محامي عشان تدافع عنها و الا داه تأثير الست هبة بتاعتك….
عمر بغضب و هو يقف من مكانه :” شاهين من فضلك مفيش داعي للكلام داه…كامليا صاحبة هبة و انا من واجبي إني ادافع عنها علشان البنت غلبانة و مظلومة و حظها الوحش وقعها في إيدك انت… ما في آلاف البنات تحت إيدك إيش معنى دي اللي ماسك فيها… تكونش عجبتك و عاوزها.. ما انا عارفك….
تستمر القصة أدناه
شاهين مقاطعا :”ملكش دعوة يا عمر و لثاني مرة بحذرك… ماتدخلش في حاجة متخصكش انا اعرف كويس انا بعمل إيه… و دلوقتي إتفضل على مكتبك علشان عندي شغل…
زفر عمر بضيق و يأس قبل أن يتجه خارجا تاركا شاهين يقاوم نوبة الغضب الشديدة التي أصابته
فجأة بسبب كلام ابن خالته… ليتوعد لكامليا المسكينة بعقاب مضاعف….
________________
في جزر المالديف الساحرة….
تمددت ليليان على أحد كراسي الشازلونج مستمتعة بأشعة الشمس المنعشة و المناظر الطبيعية الخلابة التي تتميز بها هذه الجزر…
تأملت من تحت نظاراتها الشمسية المياه الصافية و الأشجار الاستوائية المنتشرة هنا و هناك قائلة بهمس :”يااه الواحد قد إيه كان محتاج مكان زي داه علشان يعدي أعصابه و ياخذ نفسه من الحياة و المشاكل اللي فيها….يا ريتني اقدر أقعد هنا على طول….
التفتت ورائها عندما شعرت بخطوات أحدهم لتجده أيهم الذي يبدو أنه إستيقظ للتو من النوم… تقدم إليها ليقبلها على وجنتها قائلا بعتاب:”كده يا لولو تسيبيني نايم كل الوقت داه..
جلس إلى جانبها على نفسها الكرسي لترمقه ليليان بنظرة حانقة و هي تدفعه قائلة :” الكرسي داه بتاعي على فكرة مينفعش تقعد جنبي هنا… اختارلك اي واحد ثاني…
تجاهل أيهم إعتراضخا و هو يتمدد بجانبها و يضع نصف جسدها فوقه لتصرخ ليليان بغضب :” اووف يا أيهم عاوزة اشم شوية هواء ماتسيبني قاعدة براحتي….
أيهم بمشاكسة :”شمي هواء زي ما انت عاوزة بس هنا في حضني…
حاولت ليليان التملص منه دون فائدة لتهتف بغيظ:”ما انت كنت نايم إيه اللي صحاك، ما تروح تكمل نوم و تسيبني آخذ راحتي هنا….
ايهم برفض:” تؤ انا واخذ راحتي و زيادة اسكتي بقى و شوفي المكان حلو إزاي…إيه رأيك نفضل هنا على طول…
ليليان بحنق :”لا طبعا.. انا عاوزة أرجع مصر هناك على الاقل في ناس أعرفهم بس هنا ملناش حد….
أيهم بسخرية :”في حد عاقل في الدنيا يسيب المالديف و يروح مصر… ذوقك دايما غريب في كل حاجة….
ليليان بلامبالاة :”عادي مش مهم انه يعجبك على فكرة..
أيهم بخبث و هو ينظر لها بنظرات ذات مغزى :”بس انت فيكي حاجات ثانية مجنناني و مطيرة النوم من عيني… ما تيجي جوا و انا اقولك إيه هيا؟؟؟؟
ليليان رغم خجلها :”انت قليل الادب على فكرة و مفيش في دماغك غير الحاجات دي… اوعى كده انا جروح اقعد على الكرسي اللي هناك ده…أيهم بضحك :”متحاوليش علشان مش حسيبك و بعدين هو شهر العسل معمول ليه مش علشان قلة الأدب اللي بتتكلمي عنها دي….
ليليان دون وعي:”أيوا بش مش كده صبح و ليل….حاجة تقرف..
أيهم باستغراب :”يعني إنت شايفة حبي ليكي حاجة مقرفة يا لولو؟؟؟
ليليان بجدية :” بس انت مش بتحبني يا أيهم….
أيهم بصراحة :” بس احنا في حاجات كثير بتجمعنا أهم من الحب.. احنا أولاد عم و لايقين أوي على بعض.. و كمان متنكريش انك بتتجاوبي معايا كويس كل مرة بنبقى فيها مع بعض… و دي حاجات أساسية
ليليان بنفي:”بس اهم حاجة مش موجودة… الحب، مفيش حاجة حتعوضه بس في نفس الوقت هو بيعوض حاجات كثير….
أيهم بملل :” طيب سيبنا من الموضوع داه تعالي نفطر انا وصيت على فطار ملوكي أكيد زمانه وصل… يلا…
اكمل أيهم كلماته و هو يحملها كالعروس بين ذراعيه متجها بها إلى الداخل…..
________________
في منزل زكريا
جلست نعمة زوجة زكريا الأولى أمام شاشة التلفاز تقلب القنوات بملل باحثة عن أحد المسلسلات لتسلي به وقتها.. تأففت بحنق و هي تسمع صوت جرس الباب لتصيح بصوت عال :”حاضر ياللي بتخبط… جاية أهو”.
نهضت من مكانها بحركة بطيئة متجهة نحو الباب…فتحته لتتفاجئ بوجود ضرتها جميلة تقف أمامها…
اندفعت الأخرى تقبلها بلهفة مزيفة قائلة :”إزيك يا نعمة يا اختي… وحشاني اوي بقالي كثير مشفتكيش… و انت مش راضية حتى تشرفيني بزيارة…
رحبت بها نعمة رغما عنها ثم دعتها الى الدخول لتغلق الباب ورائها….
توجهتا الى الصالون لتقلب جميلة عينيها في أرجاء المنزل تدقق النظر في كل ركن فيه…
مصمصت شفتيها بحركة شعبية قائلة :”شقتك حلوة أوي يا ضرتي بس الأثاث قديم شوية…ماتقولي لسي زكريا يغيرهولك،انت مراته يا حبيبتي و من حقك تتدلعي عليه….
نعمة و هي ترمقها بنظرات غير مرحبة:” مفيش داعي يا أختي…الأثاث جديد و زي الفل متقلقيش انت نفسك بس…
جميلة و هي تشير بيديها :”يا حببتي انا بس عاوزة تكوني شيك في كل حاجة… المهم انا النهاردة جيالك في حاجة مخصوص…. في مشكلة كبيرة حصلت و لازم تلاقي معايا حل ليها و إلا حنروح في داهية أنا و انت…
نعمة بلامبالاة :” حاجة إيه كفى الله الشر… ما أنا عارفة زيارتك دي مش حتعدي على خير، و أكيد في وراكي مصيبة.
تستمر القصة أدناه
جميلة و هي تقلب شفتيها بضيق من وقاحة ضرتها :” مفيش داعي للكلام داه يا نعمة و بعدين يا أختي انا جيالك علشان مصلحتنا واحدة…المهم انا كنت عاوزة اقلك إن سي زكريا عاوز يدي لأبو البنت اللي إسمها كاميليا دي فلوس كثير علشان يوافق يديه بنته… حوالي ربع مليون جنيه….
شهقت نعمة و هي تضرب بيدها على صدرها قائلة بردح:”إيه… ربع مليون جنيه حتة واحدة…
جميلة بتأكيد :” أيوا يا ختي زي ما بقلك كده انا سمعته بوذني و هو بيتفاهم معاه على التلفون بس ابوها قله انه حيشاور ست الحسن و الجمال الأول…شفتي هي من أولها ابتدت كده امال بعدين حيحصل إيه َش بعيد يطلقنا ياختي انا و انت و يرميها في الشارع إحنا و بناتنا….
نعمة بوعيد :” آه يا زكريا ياإبن….متين و خمسين ألف جنيه حتة واحدة، و انا اللي كل ما اطلب منه فلوس يقلي مامعاييش و القهوة شغلها في النازل أتاري الراجل بيحوش مهر الهانم و إحنا مش داريين…
جميلة بتحريض :” شفتي ناوي ياكل حقنا و حق عيالنا عشان كده لازم نتعاون مع بعضنا و نلاقي حل …إحنا اكيد مش حنفضل ساكتين لحد ما يدخل علينا بيها و يقلنا دي مراتي …نعمة بتفكير :” طيب و إحنا في إيدنا إيه نعمله عشان نبوز الجوازة دي…و لو إني متأكدة ام كاميليا مستحيل توافق عليه بس خايفة من اللي مايتسمى يأثر على ابوها بالفلوس ما انت عارفاه لما بيحط حاجة في دماغه…
جميلة بحقد :” على جثتي انه يتجوز من ثاني… انت بس حطي عينيك في رأسك و راقبي كل تحركاته و تليفوناته لما يجيلك البيت و خلي الباقي عليا…و لما أكلمك إبقي ردي علي التلفون متبقيش تتجاهليني زي عوايدك…
نعمة بارتباك :” انا كنت فاكراكي بتهزري مكنتش فاكرة ان الحكاية فيها ربع مليون جنيه….
جميلة و هي تلوي فمها باستهزاء:” يعني انت كل اللي همك الفلوس مش همك جوزك اللي حيتجوز عليكي واحدة ثانية….
نعمة :”في ستين داهية ماهو عليا مرة مش حتفرق الثانية من الثالثة… انا بس عاوزة أأمن مستقبل بناتي مش عاوزة حد ثاني يدخل و يكوش على كل حاجة…
جميلة بتأكيد :”متقلقيش انت بس إعملي اللي قلتلك عليه و سيبي الباقي عليا و متنسيش تفتشي الدولاب علشان لو لقيتي فلوس هنا و الا هنا قوليلي… يلا فتك بعافية انا لازم أمشي زمان البنات وصلوا من المدرسة….
نعمة بابتسامة مزيفة :” الله يعافيكي يا أختي و متأخذينيش… الكلام أخذنا و مضيفتكيش على قهوة….
وقفت جميلة من مكانها و هي تلملم عبائتها باهتمام قائلة :” مفيش داعي حبقى أشربها مرة ثانية إنشاء الله.
اوصلتها نعمة إلى الباب ثم ودعتها و هي تشتمها في سرها و تشتم زوجها و تتوعده بالانتقام منه قريبا…..
__________________
ليلا في فيلا شاهين…
دخل الى الفيلا كاعصار هائج… استوقفته والدته للحديث معه لكنه تجاهلها متجها إلى مكتبه بعد أن أمر فتحية باستدعاء كاميليا إلى مكتبه…
بعد دقائق دلفت كاميليا المكتب بخطوات مرتجفة…لتجده يجلس على الاريكة و جسده إلى الأمام مستندا بذراعيه إلى ركبتيه واضعا رأسه بين كفيه..ظلت واقفة مكانها عدة دقائق بينما هو ظل على وضعيته تلك لم يتحرك إنشا واحدا… تنحنحت للمرة الثانية لتنجح أخيرا في جذب إنتباهه، رفع رأسه إليها ليناظرها بعينين حمراوين من شدة الغضب لتتراجع هي بخوف إلى الوراء دون وعي منها….
توقفت عندما سمعت صوته الخشن ليأمرها بالجلوس…نظرت حولها لتختار الجلوس على أقرب مكان للباب حتى تستطيع الهرب عند الظرورة….
ما إن مالت بجسدها إلى الوراء إستعدادا للجلوس حتى فوجئت بقبضة يده تنقض على ذراعها ككماشة ليجذبها بعنف و يجبرها على الجلوس تحت قدميه كالجارية…
صرخت كاميليا بألم و هي تحدق به غير مصدقة لفعلته ليبادلها هو نظرات حاقدة قائلا بهدوء مريب :”من هنا و رايح لما اقلك أقعدي تقعدي هنا تحت رجلي و متتحركيش غير لما آمرك بكده..
لم تكن كاميليا تصدق ما تسمعه منه لتحاول النهوض من مكانها لكنه قبض على رسغها بقوة حتى بكت من شدة الألم ليهتف بتشفي:” داه جازاتك علشان عنيدة و متسمعيش الكلام…و لعلمك المرة الجاية حيكون عقابك أكبر من كده بكثير….
ختم كلامه ثم مد يده إلى جيبه و عيناه لا تحيدان عن كاميليا التي ظلت جالسة في مكانها بصمت تنظر متى سيسمح لها بالمغادرة…أخرج علبة مخملية باللون الأسود و رماها بجانبها مردفا :”داه علشانك إفتحيه…
ما إن فتحت العلبة بأناملها المرتجفة حتى توسعت حدقتي عينيها بغير تصديق لما تراه… خاتم من الألماس أقل ما يقال عنه انه من أجمل ما رأت في حياتها البسيطة6رفعت عينيها الى وجهه لتجده ينظر لها بزهو قبل أن يقول بصوت واثق ……

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى