روايات

رواية الشيطان شاهين الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين الفصل التاسع 9 بقلم ياسمين عزيز

رواية الشيطان شاهين البارت التاسع

رواية الشيطان شاهين الجزء التاسع

الشيطان شاهين
الشيطان شاهين

رواية الشيطان شاهين الحلقة التاسعة

ارتخى شاهين على كرسي البار الصغير الموجود في مكتبه و هو يرفع كأسه الى شفتيه ليترشفه باستمتاع و تمهل… القى نظرة أخيرة على تلك الصور المبعثرة التي وصلته منذ قليل من أحد رجاله الذين كلفهم لمراقبة كاميليا و جلب معلومات عنها و عن عائلتها و حياتها… أمسك إحدى الصور لها و هي مدخل الجامعة، كانت واقفة تتحدث مع إحدى صديقاتها، ترتدي بنطال جينز اسود اللون و كنزة صوفية باللون الزهري الفاتح الذي انعكس على بشرتها البيضاء و الوردية اما شعرها البني فقد تركته حرا ينسدل على ظهرها ليعطيها مظهرا فاتنا…
حدق في الصورة بامعان قبل أن يرتشف رشفة أخرى من كأسه و هو يهمس:”لا حلوة…حلوة اوي و جريئة كمان، اللي تتجرأ انها تفكر تستغفل شاهين الألفي تبقى يا إما جريئة….او مجنونة…. فجأة انفجر ضاحكا بدون سبب لدرجة انه وضع الكأس فوق طاولة البار و انحنى بجذعه الى الامام و هو لايتوقف عن الضحك بصوت عال و كأنه فقد عقله .
وضع كفيه على وجهه الذي اسود فجأة و بدأت عروق يديه و رقبته بالبروز و أصبحت ملامحه اكثر قتامه و جسده ينتفض بشدة بسبب الغضب…
صرخ بجنون قبل أن يرفع قبضة يده و يدفع الكؤوس و الزجاجات التي كانت على سطح البار أرضا لتتحطم و تتناثر الى اشلاء محدثة دويا عاليا ….
خيم الصمت المخيف و لم يعد يسمع سوى صوت أنفاسه اللاهثة في المكان…
بدأ جسده في الارتخاء رويدا رويدا بينما عقله يصور له عدة أفكار لمعاقبتها على فعلتها توحشت عيناه بنظرة مظلمة ليردد بهسيس مخيف :”بنت حلوة و جات برجليها لعرين الشيطان..”
خرج من مكتبه سريعا ليصعد الى جناحه ليأخذ حماما منعشا بعد أن أمر إحدى الخادمات بتنظيف المكتب من الفوضى التي لحقت به…
_______________
في شقة أيهم
رمق عمر أيهم بنظرات حانقة بينما لم يعره الاخر أي إنتباه و هو يتفرس بوقاحة عالية جسد تلك الفتاة التي كانت تتمايل أمامهما بحركات راقصة مغرية….
صرخ عمر بنفاذ صبر على تجاهل أيهم له :”إنت يا بني آدم مش بكلمك… مش بترد ليه فين شاهين؟؟؟
أشار له الاخر بيده و هو لايزيح عينيه جسد الفتاة قبل أن يجيبه بصوت عال بسبب صوت الموسيقى :” قال مش جاي عنده شغل مستعجل…اكيد لقى مزاجه في حتة ثانية…
عمر بتذمر :”طبعا و انتم هيهمكم إيه غير مزاجكم ال…بقلك إيه ما تطرد البتاعة دي برا علشان عاوزك في موضوع مهم..
ايهم و هو يتناول حبات من الفواكه الجافة :”في إيه؟؟؟
عمر :” انا حتجوز…. و كنت عاوز شاهين علشان اقله…..
أيهم بصدمة :” انت… عمر الشناوي… حتجوز ؟؟؟
عمر و هو يلوي فمه بتهكم :” أيوا يا خويا حتجوز إيه من حقي؟؟ “.
أيهم بقهقة :” لا ياعم مش قصدي كده بس انا مستغرب انك فجأة قررت تتجوز “.
قام عمر من مكانه و أغلق جهاز الموسيقى ثم أعطى الفتاة مبلغا من المال قبل أن يدفعها باشمئزاز الى الخارج تحت أنظار ايهم الضاحكة:”يلا يا اختي امشي من هنا و مترجعيش ثاني…. انا مش عارف الناس دي مبتزهقش من القرف داه ليه .؟؟؟
أيهم بقهقة :”يا ابني الستات دول احلى حاجة في الدنيا… بيضبطو الدماغ وبيعلوا المزاج…
جلس عمر مقابلا له و هو يقول براحة :”اهو كده نقدر نتكلم…انت طبعا فاكر البنت اللي انا حكيتلكم عليها من زمان اللي كنت بحبها و انا لسه طالب في الجامعة؟؟ “.
ايهم و هو يشير له بكأسه :”أيوا طبعا فاكرها… قصة الحب الملحمية بين الأمير و بنت الحارة الشعبية”.
عمر بضيق :”يا ابني احترم نفسك انت سكرت و الا إيه…. على فكرة اسمها هبة و قريب جدا حتبقى مراتي “.
ايهم بابتسامة :” الف مبروك يا صاحبي داه انت حتبقى خبر الموسم الناس عمرها ما شافتك مع بنت و فجأة كده يلاقوك حتتجوز… ايه رأيك نعمل فرحنا مع بعض في يوم واحد”.
عمر بنفي:” لا مش حلحق اصلا… انا لسه ما فاتحتش اهلي في الموضوع و كمان عيلتها لسه ميعرفوش حاجة فححتاج وقت و انت فرحك بعد اسبوعين “.
ايهم :” بس تفتكر مامتك حتوافق؟؟ انت حكيت قبل كده انها رافضة تماما انك ترتبط ببنت من حارة شعبية “.
عمر باندفاع :” لازم تقبل انا مستحيل اتخلى على هبة مهما حصل… مش حعيد الغلط بتاع زمان لما سبتها و سافرت… انا لو كنت رجعت و لقيتها تجوزت كنت حرتكب جريمة، انا مش عارف ازاي محطيتش إحتمال انها تتجوز واحد ثاني،
صحيح انا كنت متأكد انها بتحبني بس كان لازم افكر في داه كمان… بس الحمد لله عدت على خير “.
أيهم بغرور:” انا مش عارف انت متمسك بيها طول السنين دي ليه… دي حتى مش لايقة عليك يعني مش من مستواك، انا بنصحك شوف واحدة ثانية تكون من عيلة كبيرة….
قاطعه عمر و قد ظهر الضيق على ملامح وجهه :”بقلك إيه يا أيهم لو عاوزنا نفضل صحاب ياريت متتكلمش في الموضوع داه تاني انا بحب هبة و مش حتجوز غيرها غنية او فقيره داه آخر همي
فياريت تحتفظ برأيك لنفسك… طبعاانا مش حقلك يا ريت تشيل افكار الطبقية و الباشوات بتاعت القرن الخامس عشر اللي مالية دماغك دي علشان عارفك مستحيل حتتغير بس حطلب منك حاجة واحدة يا ريت تحترمني و تحترم اختياراتي….
هز ايهم يديه كعلامة استسلام قائلا بابتسامة :”خلاص يا سي عمر فهمنا…. حقك عليا انت و الآنسة هبة و انا طبعا مستعد اساعدك و أقف جنبك في أي حاجة تطلبها….
عمر بملل :”متشكرين يا خويا لما اعوز حاجة حقلك…..بس قلي انت إزاي تسيب خطيبتك تعبانة و مريضة و جاي هنا تضبط دماغك….
أيهم و هو يترشف كأسه بلامبالاة:” انا مش سايبها لوحدها كل اللي في البيت بيهتموا بيها و مش سايبينها لوحدها فملوش لزوم وجودي هناك خصوصا انها تحسنت و بقت كويسة و انا من شوية كلمت أميرة و اطمنت عليها…
عمر و هو ينهض من مكانه :” طيب اسييك انا دلوقتي…
أيهم بتذمر:”يعني تطرد البنت و تخلع؟؟ “.
عمر بضحك :” يا ابني إرحم نفسك شوية دا انت حتى عريس…احتفظ بطاقتك لشهر العسل بلاش تهدرها على الفاضي “.
أيهم بقهقة :” تصدق عندك حق ازاي فاتتني دي…
عمر و هو يتجه الى باب الشقة :”يلا سلام يا عريس
لوح له أيهم بيده مودعا…ثم أغلق عينيه بارتياح و هو يتخيل كيف ستكون حياته بعد الزواج.
______________________
صباحا
جلست كاميليا على طاولة المطبخ مع عائلتها لتناول فطور الصباح…
سعيد :” فكرتي في الموضوع اللي قلتلك عليه امبارح يا كاميليا؟؟
كاميليا و هي تترشف كوب القهوة :” موضوع إيه يا بابا؟؟؟ “.
سعيد بتذمر:” موضوع المعلم زكريا يا بنتي… الراجل بقالوا شهر بيزن فوق دماغي كل يوم بيكلمني عليكي،…
كاميليا بتأفف:”انا مش عارفة الراجل داه مش ناوي يحل عني ليه؟؟ يا بابا داه ادك و متجوز مرتين و عنده اربع بنات الكبيرة فيهم اقل من نور بسنتين..
انت عاوزني ارمي نفسي الرمية السودا دي ليه…
سعيد بهدوء :” بس الراجل غني و يقدر يفتح بدل البيت أربعة…
كاميليا بضجر:”خليه يفتحهم بعيد عني… لو سمحت يا بابا قفل على الموضوع داه انا لا عاوزة اتجوزه لا هو و لا غيره انا دلوقتي مش بفكر غير في دراستي و بس…
سعيد بلامبالاة:”طيب حقله يستنى لما تكملي دراستك اهي كلها سنه كمان و تخلصي… على الاقل يحل عننا المدة دي و بعدين يحلها الحلال…
الام بحيرة :” طب و لو قلك انه عاوز خطوبة او كتب كتاب حتعمل ايه؟؟
نور بضحك :”انا من رأيي توافقي تعملي خطوبة يا كامي… الراجل متريش و حينغنغك فلوس و لبس و مش بعيد يشتريلك عربية و تبقى توصلينا انا و كريم على المدرسة…
ضربتها كاميليا على ذراعها بقوة و هي تتمتم بغيظ:” بت انت اتلمي و بلاش تحرقي دمي عالصبح… انا مستحيل اتجوز الراجل داه حتى لو جابلي كنور الدنيا كلها… روحي يااختي اتجوزيه انت و اشبعي بالعربية….
نور باشمئزاز:” ياااه…
الام :”خلاص يا بنات فضيناها سيرة.. و انت يا كاميليا يا حبيبتي قومي لحسن تتأخري على شغلك…
كاميليا بهدوء :”لا انا رايحة الجامعة الأول عندي test و بعدين جروح الشغل…
سعيد و هو ينهض من كرسيه :”خلي بالك من نفسك يا بنتي و اوعي الشغل يأثر على دراستك…
كاميليا بحب:”اطمن يا بابا انت عارف ان انا شاطرة و مفيش حاجة حتأثر على دراستي و بعدين انا حشتغل على طول كلها شهرين و ابطل شغل و اتفرغ للجامعة… متقلقش عليا انت “.
سعيد :” ربنا يحفظك يا بنتي انت و اخواتك… يلا انا رايح الشغل مش عاوزين حاجة…
الكل في صوت واحد :” سلامتك يا بابا….
هرولت الام تتبع زوجها لتودعه على الباب و تتبادل معه أحاديث سرية بصوت خافت…
_____________________
بعد ساعة في كافتيريا الجامعة
كاميليا بتذمر و هي تنظر إلى كومة الأوراق المبعثرة على الطاولة :” قلتلك الف مرة ان شيماء خطها زفت زي عيال الكي جي وان.. مش بفهم منه حاجة تي حتى الرسومات نصها متلخبط و مش باين…
هبة بعدم اهتمام :” مش مهم حبقى اجيبلك الشرح من زينة لما تيجي…
كاميليا :”طيب و انت محضرتيش ليه يا فالحة بدل ما تخلينا كده بنشحت المحاضرات..
هبة بابتسامة حالمه :”عشان خرجت مع عمر…
كاميليا بتهكم و هي تقلدها :” خرجت مع عمر….يعني علشان خروجة ضيعتي علينا محاضرات يومين كاملين… بس قوليلي انتم رحتو فين ها البرازيل..
هبة :”لا إحنا رحنا تغدينا مع بعض و بعدين وصلني الجامعه فأنا مجاليش مزاج احضر محاضرات فروحت البيت…
كاميليا بزهق:” ها…. و ثاني يوم… خرجتوا كمان…
هبة :”جرا إيه يا كاميليا انت حتحققي معايا علشان شوية اوراق ملهاش لازمة…. ما قلتلك حبقى اجيبلك الشرح من زينة بلاش تعكنني عليا و خليني في فرحتي بلاش ترجعيني للواقع….
كاميليا و هي تلوي فمها بتهكم :”طبعا ماهو حبيب القلب رجع بعد غياب سنين…
هبة بسعادة :”أيوا و حنتجوز… ياه يا كامي انت مش متخيلة انا مبسوطة اد ايه… مهما قلت مش حوصفلك شعور الحب.. داه احلى حاجة في الدنيا انا أصلا دلوقتي حاسة اني في عالم ثاني لدرجة ان كباية القهوة البني اللي قدامك دي انا شيفاها بامبي و انت شافاكي وردة حمراء و الشاب اللي هناك داه شايفاه طائر ابيض….
نظرت لها كاميليا بذهول قبل أن تنفجر من الضحك على صديقتها المجنونة و هي تتمتم :”لا انت حالتك بقت خطيرة و لازمك حل يا بيبة…
هبة :” بكرة لما تحبي زي حتفهمي شعوري.
كاميليا بضحك :”لا ياختي مش عاوزة ابقى مجنونة زيك واقعد اتخيل في الناس…يلا قومي خلينا ندخل الحمام علشان اضبط نفسي قبل ما اروح شغلي…
هبة و هي تلملم الأوراق معها و تقول بضحك :” قصدك تتنكري…
______________________
انتهت كاميليا من عملها كالعادة ثم لملمت اشيائها استعدادا للرحيل و العودة إلى منزل والديها….قبلت الصغير من وجنتيه و هي تودعه و تخبره انها ستعود غدا… لتتفاجئ بالتصاق فادي بها و رفضه تركها ترحل…
ربتت على شعره الحريري بحنان و هي تقول :”حبيبي انا تأخرت و لازم اروح بيتنا…بس اوعدك بكرة حاجي بدري و حجيبلك معايا الشكلاطة اللي انت بتحبها…
حرك فادي رأسه برفض و هو يحتضن خصرها بقوة..
قلبت عينيها بتعب و هي تبعد يديه برفق الا انه ازداد تمسكا بها… لتهتف كاميليا بنفاذ صبر :” يا فادي مينفعش كده انا تأخرت و لازم امشي…بكرة حنكمل لعب و حعلمك رسمة جديدة…
فادي و هو ينفجر بالبكاء:” خليكي معايا يا ميس كاميليا…انا مش عاوز ابقى لوحدي… عاوز مامي، فؤاد صاحبي عنده مامي تنام معاه في الليل و تحكيله حدوته و انا مش عندي مامي…
كاميليا و هي تضمه الى صدرها قائلة باشفاق :” خلاص يا حبيبي متعيطش انا حبقى اقول للست ثريا تبات معاك و هي حتكيلك حدوتة….
فادي بصراخ هستيري :” مش عاوز…. تيتة.. عاوز مامي…عاوز مامييييي…
اجفلت كاميليا من صراخه المفاجئ لتحاول تهدئته بجميع الطرق و هي تقنعه بضرورة رحيلها… فكانت كلما ابعدته عنها ازداد التصاقا بها و تعالى بكاءه و صراخه….
صعد شاهين الدرج بخطوات راكضة أثر سماعه لصراخ إبنه ثم دفع الباب بقوة و هو يتوعد لها بالقتل ظنا منه انها قامت بإيذاء ابنه….
شاهين بصراخ و هو يحدجها بنظرات مهددة:”عملتي إيه لابني… انطقي…
كاميليا بتوتر :” والله ماعملت حاجة هو اللي فجأة بقى بيبكي و يصرخ…
جذب شاهين فادي ليحمله بين ذراعيه ليزداد صراخ الصغير و هو يتلوى بين أحضان والده محاولا الرجوع إلى كاميليا…
شاهين محاولا تهدئته :”مالك يا فادي عملتلك إيه البنت دي…
فادي ببكاء:”عاوز مامي….عاوز تكو…. ن عندي مامي ز….. ي فؤاد..
شاهين بتعجب وقد بدأ غضبه يهدأ رويدا رويدا :”اهدى بلاش عياط و فهمني عاوز إيه…
فادي من بين شهقاته و هو يشير لكامليا :” خلي ميس كاميليا تفضل معايا… عاوزها تحكيلي حدوتة…. صاحبي فؤاد عنده ماما و انا مش ليا ماما….
شاهين بصوت جدي :”يعني انت كنت بتعيط علشان عاوز الميس تبقى معاك….
هز الصغير رأسه بإيجاب وهو يمسح دموعه بيديه الصغيرتين… ليكمل شاهين حديثه وهو ينظر لكامليا التي كانت تمسك حقيبتها بتوتر :” خليكي هنا الليلة…
قفزت كاميليا من مكانها و هي تردف بصوت مرتعش :”مقدرش ابات هنا يا بيه… انا لازم اروح البيت….
انزل شاهين الصغير أرضا ثم وضع يديه في جيوب بنطاله ثم تقدم من كامليا بخطوات بطيئة و هو لا يحيد بعينيه عنها…دار حولها ثم انحنى ليهمس في أذنها قائلا :” بكره الصبح حديكي شيك فيه مبلغ كويس كتعويض بس خليكي الليلة هنا….
ابتلعت ريقها بصعوبة و هي تشعر بنظراته الصقرية تكاد تخترقها لتقول بتلعثم :” بابا.. مش حيقبل ابات برا…
زفر بملل و هو يكمل دورته حولها الى ان وصل أمامها، اطرقت كامليا برأسها قبل أن تتحرك مبتعدة عنه…
قاطعتها طرقات خفيفة على الباب قبل أن تدخل خديجة و فتحية الغرفة لتتفاجآ بوجوده…
خديجة :” ثريا هانم بعثتنا علشان نشوف البيه الصغير… اصلنا سمعنا صوته…
أشار شاهين لها لتأخذ فادي الذي كان يجلس ببراءة على طرف سريره….قائلا :” انزل تحت يا فادي علشان اتكلم مع الميس و أقنعها انها تفضل معاك النهاردة و خلي حسن السواق يروح يجيبلك مجموعة قصص جديدة علشان تقراهالك في الليل….
فرح الصغير ثم احتضن والده بحب قبل أن يغادر الغرفة برفقة الخادمتان….
ارتجفت كاميليا بخوف بعد أن وجدت نفسها وحيدة معه…جف حلقها و تسارعت أنفاسها و هي تشعر و كأن الهواء قد نفذ من حولها…
رمقها بازدراء قبل أن يجلس وراءها على طرف السرير قائلا بصوت آمر لا يقبل النقاش :”انت هنا المربية بتاعة فادي يعني تنفذي كل اللي هو عاوزه… انا مش حقبل ان ابني يبكي و ينهار بسببك..
التفتت كاميليا لتصبح واقفة أمامه مباشرة… حركت نظارتها بابهامها محاولة السيطرة على ارتجافها قبل أن تقول بتردد:” حضرتك انا متفقة مع ثريا هانم ان شغلي يخلص الساعة أربعة و نص و بعدها اروح البيت….
شاهين مقاطعا:” بقلك إيه انا مش بسألك على فكرة انا بأمرك… يا تباتي هنا اليلة دي… ياتباتي في القسم…
شهقت بقوة ثم حدقت به بذهول …تذكرت حكاية رقية المسكينة التي روتها لها فتحية سابقا…
ظلت تنظر له بعدم تصديق و هي تشاهد ابتسامته الساخرة التي ارتسمت على شفتيه…
لتستحمع بقية شجاعتها و تهتف :”هو…. حضرتك حتدخلني السجن علشان رفضت ابات هنا…
لم تكد تكمل كلامها حتى شعرت بلسعة حارقة على خدها بعد أن هوى على خدها بصفعة قوية بظهر يده اردتها أرضا …رفعت يدها تتحسس وجنتها غير مصدقة لما حدث للتو…امتلأت عيناها بالدموع و ارتجف قلبها و جسدها رعبا و هي تشاهده يدعس نظارتها التي طارت بسبب صفعته بحذائه لتتهشم الى قطع صغيرة…..
استندت على يديها بضعف محاولة الوقوف ليدفعها مجدد لتسقط أرضا هاتفا بنبرة حادة مهينة:”كلبة زيك مكانها هناك على الأرض… تحت رجلي…
اغمضت عينيها بتألم و قد تعالت دقات قلبها من فرط خوفها تقسم انه سوف يتوقف في اي لحظة و هي بين يدي هذا الوحش الذي يتربص بها عارما على الفتك بها في أي لحظة….
انتفض جسدها أثر صراخه و هو يأمرها:” امسحى وشك.. و اقلعي الطرحة…
سقط قلبها و انقطعت أنفاسها و هي تلتقط المنديل الورقي المبلل الذي رماه لها بيدين مرتعشتين و هي تتخيل حجم المصيبة التي وقعت بها…ببساطة لقد عرف كل شيئ و اكتشف ما كانت تخفيه عنه، وجهها الحقيقي الذي أخفته وراء مساحيق التجميل و تلك النظارات الكبيرة…
تسارعت أنفاسها بذعر و هي تحرك المنديل على وجهها بعشوائية.. و هي تفكر كيف ستكون نهاية هذه الليلة…
صاحت بذعر حين انحنى بجذعه نحوها ليجذبها بقسوة من ذراعها و يوقفها أمامه و هو يهدر بنفاذ صبر :”ما تنجزي يا روح امك…. و الا ناويه نبات هنا”.
جذب المنديل من بين اصابعها و بدأ يزيل بقية مساحيق التجميل من وجهها بحركات عنيفة….
سلط انظاره على وجهها الأبيض المحمر و عينيها الزرقاء الدامعة ثم بحركة سريعة جذب حجابها و ألقاه أرضا لينسدل شعرها البني الطويل على جانبي وجهها لتكتمل صورتها المهلكة…
ابتسم ببرود و هو يخفي بصعوبة نظرات الإعجاب التي تظهر جليا من عينيه قبل أن يتحدث بخفوت مخيف :”شفتي بقى انا قلتلك حتباتي في القسم ليه…عشان انت انتحلتي شخصية حد ثاني لما دخلتي الفيلا هنا متنكرة و قربتي من إبني….مش يمكن في حد بعثك علشان تقتليه..
هزت كاميليا رأسها بنفي و قد برزت مقلتيها من شدة الذعر….قبل أن تهتف ببكاء:” و الله العظيم ما حصل…انا مليش دعوة بالمواضيع دي ثريا هانم هي اللي قالتلي أعمل كده…أرجوك صدقني…
رفع شاهين حاحبيه بعدم تصديق قبل أن يهتف بتسلية و هو يشاهد ذعرها :” و لو التهمة لبساكي لبساكي و في كاميرات موجودة في الفيلا حتثبت كلامي….تصنع التفكير قليلا قبل أن يضيف ببرود ثلجي :” في الحقيقة هما تهمتين… انتحال شخصية و يمكن محاولة قتل او خطف مش عارف الصراحة بس هما أكيد لما حيحققوا معاكي حيكتشفوا الحقيقة…
انهارت كاميليا أرضا و هي تضع كلتا يديها على وجهها تبكي بصوت مرتفع و هي تصيح :” و الله ما حصل…حرام عليك، ليه بيتخوفني كده انا عمري ما اذيت حد و لا عملت حاجة وحشة لحد…..
انحني مجددا الى مستواها ليربت على شعرها بحنو زائف و هو يقول بخبث:” يبقى نتفق يا حلوة …. “.
💜💜💜💜💜

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الشيطان شاهين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى