روايات

رواية التل الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الفصل الرابع عشر 14 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الجزء الرابع عشر

رواية التل البارت الرابع عشر

التل
التل

رواية التل الحلقة الرابعة عشر

انقلب القصر رأسًا على عقب فور معرفة حسان ما حدث لجواد وأمر رجاله بالبحث عن ذلك الرجل وتسليمه له هو
ذهب إلى المشفى وقلبه القاسي الذي لا تعرف الرحمة إلى قلبه سبيلا ينقبض ألمًا على حفيده
ذلك الحفيد الذي ملك فؤاده ويصبح بذلك الضعف أمامه
صادفه مراد وهو يخرج من غرفة جواد فاسرع إليه عامر يسأله بلهفة فطمئنه مراد
_ اطمن ياعمي هو بخير وفاق من شوية
لم يقتنع عامر ودلف الغرفة مع حسان وفايز فيجد جواد نائمًا في سكون تام
دنى منه ليناجيه
_ جواد جوم يا ولدي طمني
رغم القلق الذي يشعر به حسان إلا أنه تظاهر بالقوة وسأل مراد بجمود
_ بس مش رصاصة في الدراع اللي تعمل فيه إكدة.
رد مراد بثبوت
_ جولتلك هو زين بس ده من اثر النزيف اللي اتعرض له مش اكتر.
ظل حسان يتظاهر بالجمود وتابع اسئلته
_ وهيخرج ميتى؟
_ إن شاء الله بكرة آخر النهار نكون اطمنا أكتر.
خرج مراد كي يتركهم معه قليلاً
ثم أمر حسان أولاده بالخروج من الغرفة
هم عامر بالرفض لكن فايز اقنعه بالخروج
_ اطمن ابنك زين، مر باللي اكتر من إكدة ووقف من تاني تعالى نشرب حاچة في الكافتيريا وسيب ابوك معاه.
لم يستطيع حسان الثبات اكثر من ذلك وظهر الألم واضحًا عليه فانسحب عامر وفايز لعلمهم بحالته.
تقدم حسان من حفيده وسمح لنفسه بإسقاط قناع الجمود وظهر ذلك الوجه الذي خص به جواد
فهي فرصة لا تعوض يعترف له بما يعتل بداخله من ألم على حاله.
ظل عمره يشد من عضُده كي يكون بتلك القوة التي أصبح عليها، لكن مقابل ذلك خسر حفيده الكثير
وحتى الآن يضغط عليه حتى يستجيب له ويعود إلى القصر
ليس ليشد من ازره بل ليشتد هو بعضده
هو سنده الوحيد وهو من يستطيع اظهار ضعفه أمامه
ولذلك لن يتركه وسيعمل بكل الطرق على عودته والضغط عليه حتى يرضخ له
مد يده ليمسك يد جواد وأحكم قبضته عليه وتحدث بقوة
_ انت جواد الخليلي وحفيد حسان الخليلي واللي هايخد مكانه بعد موته، مينفعش إن كبير الخلايله يرچد الرچدة ديتى
ضغط أكثر بقبضته وتابع
_ لازمن تجوم وتجوى عشان أجوى أني بيك، كلهم مستنيين وجوعي عشان يكلوني بس انت لاه، انت رغم اللي عملته فيك بس عمرك ما هتنهش فيا زييهم، أبوك عايش لحد النهاردة على ذكرى أمك، وعمك عايش اليوم بيومه ومفيش غيرك يمسك العيلة دي من بعدي، جوم يا حفيد الخليلي وأجف على رچلك من تاني ودوس على كل اللي يمسك بكلمة وأوعدك إن اللي بتفكر فيه وتتمناه هتنوله بس ترچع للجصر من تاني.
أخرجه من حديثه صوت الهاتف وكبير رجاله يقول
_ الأمانة موچودة وهي دلوجت في العربية تحب نوديها فين؟
_……….
❈-❈-❈
بعد مرور يومين
فتحت توليب عينيها بتثاقل وهي تشعر بألم شديد يجتاح جسدها
_ ماما
فتحت ياسمين عينيها عندما سمعت صوتها وقالت بحبور
_ حمد لله على السلامة ياحبيبتي.
نظرت إليها بوهن وتمتمت
_ انا فين؟
طمئنتها ياسمين
_ متجلجيش انتي كويسة بس الحرارة عندك كانت عالية شوية والحمد لله نزلت.
تذكرت ما حدث فانقبض قلبها عليه وقالت بوهن
_ جواد..
حاولت ياسمين اخفاء غصة تملكت من حلقها وردت بثبوت
_ الحمد لله بخير الرصاصة چات في دراعه وهو في الاوضة اللي چانبنا.
_ عايزة أمشي من هنا وجودي هنا خطر.
_ هسأل مراد ولو ينفع هنخرچ كلنا إن شاء الله.
خرجت من غرفة توليب وتوجهت لغرفة جواد والذي مازال كما هو لم يستيقظ سوى لحظات يردد بها اسمها ويعود مرة أخرى.
هل كان جواد يحب توليب وهي لا تدري بذلك؟
لكن متى وهو لم يراها سوى في زفافها
متى تملك الحب من قلبه حتى يردد اسمها بعد مرور كل تلك السنين.
وهي، هل تبادله نفس المشاعر؟
لم تخفى عليها نظراتها له من نافذتها ولا تبدل ملامحها عندما تسمع اسمه
ولا لـ أسمه الذي لم تكف عن التفوه به في هزيانها
كيف بدأت تلك القصة وكيف مر عليها عامان ولم تلاحظ ذلك.
لم يسأل عنها يومًا، ولم تسأل هي عنه أيضًا
الهذا السبب ترفض أن يعلم هويتها؟
ولهذا السبب أخذ يراقبها في الإسطبل وهي تداعب حصانه؟
عليها ان تعرف كل شيء
دلفت غرفته فوجدت والدها مستلقيًا على الأريكة بجواره
تقدمت منه تتحسس جبينه وانتبهت لذلك الفراغ الذي تركته القدم الصناعية
لو عاد لوعيه ولاحظ ذلك فلن يمرر الأمر مرور الكرام
لن يقبل أن يراه أحد هكذا
لكن مراد أصر على ذلك تحت مسؤوليته عندما لاحظ تورمها غير الجرح الذي أصاب الركبة
انتبه عامر لوجودها
_ ياسمين، صاحية ليه لحد دلوجت؟
التفتت إليه وتمتمت بتأثر
_ أصل صاحبتي فاجت وكنت چاية اشوف دكتور مراد عشان يطمني عليها.
ربت على كتفها وقال بهدوء
_ طيب روحي وخليكي چانبها بلاش جواد يصحي ويشوفك أهنه.
تحدثت بعتاب وهي تنظر لأخيها
_ وانتو بلاش تضايجوه إكدة هيزعل جوي لو فاج ولجى الكل شايفه بالشكل ده.
ربت على كتفها وتحدث بتفاهم
_ خابر بس محدش بيدخل عنديه غير اني ومراد.
_ ليه محدش من ولاد عمي چاه يشوفه؟
_ چوم كلهم بس مراد رفض إن حد يدخل عنديه متجلجيش.
اومأت له وتقدمت من الباب لتخرج لكن عامر أوقفها
_ مين توليب دي؟
رمشت بعينيها وهي تحاول الثبات
_ توليب؟ معرفش،بتسأل ليه؟
هز حاجبيه بحيرة
_ بلاجية بيردد اسمها كتير وهو نايم وجلت أكيد تعرفي.
هزت راسها بنفي وتمتمت برهبة
_ لأ معرفش.
خرجت من الغرفة وطلبت من الممرضة أن تبعث لمراد كي يعاين حالتها
جاء مراد بعد قليل وبعد الانتهاء من معاينتها تحدث قائلاً
_ الحمد لله الحرارة نزلت وممكن تخرجي بكرة بإذن الله.
اومأت توليب بوهن وسألته ياسمين
_ وجواد؟
_ اطمني هو كويس بس نومه المستمر ده من الادوية اللي بياخدها، وبكرة الصبح هيفوق ويبقى كويس.
أنا راچع البيت دلوجت والصبح إن شاء الله هكون موچود
خرج من الغرفة وتقدمت ياسمين من توليب لتجذب عليها الغطاء وقالت بتعاطف
_ نامي دلوجت والصبح هتكوني أحسن
أغمضت توليب عينيها بتثاقل وتمتمت بألم
_ خليكي معايا.
أومأت لها ياسمين وظلت بجوارها حتى الصباح.
❈-❈-❈
عاد مراد إلى المنزل بارهاق شديد فلم يذق طعم النوم منذ يومين
دلف غرفته ووجد سلمى مستلقية على الفراش تتناثر خصلاتها على الوسادة باهمال
اشتاقها حقًا فهو لا ينكر أنها تحتل جزءً كبيرًا في قلبه بطيبتها المعهودة وحنانها الزائد
ابتسم بود ودلف للمرحاض ليأخذ حمامًا دافئًا كي يريح عضلاته المتشنجة.
ثم خرج بعد قليل فوجدها كما هي لم تحرك ساكنًا
اندثر بجوارها ليضع ذراعه أسفل خصرها ليجذبها إليه فتشعر به وتبتسم بنعاس
_ رجعت امتى؟
طبع قبلة عميقة على جبينها وتمتم باحتواء
_ لسة راچع
طبع قبله أخرى على خدها وتابع بشغف
_ وحشتيني
استسلمت سلمى لقبلاته ويديه التي تضغط عليها كي تقربها منه أكثر
رغم سعادتها بعودته إليها إلا إنه لم يعد كما كان، لم تجد به الشغف واللهفة التي كانت تعيشها معه
كان مستلقيًا على صدره وينام بعمق لم يأخذها لحضنه كما كان يفعل من قبل
لأول مرة لم تستطيع التجاوب معه وفور انتهاءه منها تركها
هل تعد هذه بداية؟
أم تحسبها نهاية؟
ظلت طوال الليل تنظر إليه بصمت تتساءل عمّ يخبئه لها القدر
❈-❈-❈
في الصباح
اعتدلت توليب في فراشها وقد شعرت بتحسن حالتها
وضعت ياسمين طعام الإفطار أمامها لكنها لم تستطيع تناوله فقالت ياسمين بامتعاض
_ توليب إكدة مينفعش انتي بجالك يومين مكلتيش حاچة واصل والدكتور نبه علينا إنك لازمن تاكلي.
أصرت توليب على الرفض
_ صدقيني مليش نفس دلوقت سيبيني براحتي.
ابعدت الطاولة عن الفراش ثم جلست بجوارها وسألتها
_ توليب ممكن اسألك سؤال وتجوبي بصراحة؟
_ أكيد طبعًا مش بخبي عليكي حاجة
_ ايه اللي بينك وبين جواد؟
أجفلت توليب بسؤالها واهتزت نظراتها من سماع اسمه ثم رفعت بصرها إليها تسألها بتهرب
_ ليه بتقولي كدة؟
_ لأنك طول اليومين اللي فاته بترددي اسمه، والغريبة كمان انه هو برضه بيردد اسمك.
اتسعت عينيها بصدمة كبيرة وعقلها لا يستوعب ما قالته فتمتمت باستنكار
_ لأ أكيد متهيألك.
_ لأ يا توليب دي الحجيجة اللي رافضة تجوليها، من ميتى واحنا بنخبي على بعض؟
رمشت بعينيها لتلك الذكرى وتمتمت بألم
_ أكيد بيقول كدة عشان….
قاطعتها ياسمين
_ مفيش داعي تخبي عليا لإن كل حاچة واضحة، ياريت متخبيش عليا وجولي الحجيجة.
لم تستطيع توليب الهرب منها واضطرت للاعتراف بكل شيء وياسمين تستمع بصمت مطبق حتى انتهت
_ وبعدها أصريت إني أمشي ولولا اللي حصل مكنش هيشوفني تاني.
تنهدت ياسمين بحزن على حال أخيها وتمتمت بألم
_ انتي متعرفيش بعد ما مشيتي حصله أيه، حاله اتبدل ووقتها فكرت أنه زعلان إني اتجوزت غصب عنه، عشته مع شمس كانت زي الجحيم، مشاكل مش بتنتهي وإصرارها إنها تعيش في القاهرة لحد ما چدي ضغط عليه وخلاه يوافجها، افتكر وجتها إنها هتتغير لما يطاوعها، وياريته ما كان وافج
خرجت معاه بس معودتش وهو عاود بس واحد تاني، محدش من أخوتها رحمه وحملوه ذنبها وأمها أصرت أنه ميبجاش في الجصر
ولما جدي رفض انسحب هو وعاش لوحده في المزرعة، كان رافض أي حد منينا يجف معاه ومكنش بيسمح لحد غير مراد رغم أنه ناله نصيب من غضبه لأنه هو اللي أجرى العملية، بس مراد كان أچوى مننا وفضل چاره رغم رفضه لوجوده معاه..تطلعت إلي توليب وتابعت بلوم
_ لو سبب هروبك ده المشكلة اللي حصلتلك يبجى ياريت تنسحبي جبل ما يتأكد منك ويعيش تجربة الخذلان من تاني.
هزت توليب رأسها بنفي وتمتمت بخفوت
_ بس أنا مأخفتش حقيقتي عشان الحكاية دي ولا أصلاً بفكر فيها لأن حاجة زي دي كلنا معرضين ليها، كل الحكاية إني مكنتش عايزة اظهر في حياته بعد السنين دي وانا متهمة بجريمة قتل حقيقية وممكن في اي وقت اتحبس ويكون مجبر انه يعيش تجربة البعد مرة تانية، لازم أبعد
قاطعتها ياسمين بحزم
_ بس مبجاش ينفع البعد دلوجت لأن جواد شكله اتأكد انك انتي توليب وأكبر دليل أنه شالك ومشي بيكي المسافة دي كلها وهو متصاب برصاصة بدراعه وبينزف وهو في ظروفه دي غير كمان أنه
مبطلش يردد اسمك وهو في حالته.
أمسكت يدها برجاء وتابعت
_ لو فعلا لسة بتحبيه خليكي چاره واحكيله على كل حاچة وإن كان على مشكلتك اني واثجة أنه هيجدر يحلها بس بلاش تبعدي.
تجمعت العبرات في عينيها وردت بحزن
_ مش هينفع انا ممكن اتسجن في أي وقت ومحدش هيقدر يخرجني من الورطة دي غير أنه يفوق ويعترف بكل حاجة.
ردت ياسمين بثقة
_ وانا واثجة في أخويا وخابرة زين أنه يجدر يخرجك منيها، أرجوكي سيبيني انا احكيله وهو هيتصرف.
التزمت توليب الصمت ولم تعرف ماذا تقول، عليها ان تخبر والدها قبل اي شيء.
عاد جواد لوعيه وشعر بالاستياء عندما لاحظ فراغ قدمه لكنه اطمئن عندما لم يجد أحد في الغرفة
تلفت حوله فوجد القدم بجوار الفراش فقام بجذبها وارتداها رغم الجروح التي آلمته
وبعدها دلف عامر
ابتسم بحفاوة عندما وجده جالسًا في فراشه وقال بحبور حمد لله على السلامة ياولدي.
اجاب جواد بفتور
_ الله يسلمك، انا اهنه بجالي جد ايه؟
_ تالت يوم النهاردة والحمد لله مراد طمنا عليك وجال وقت ما تفوج تجدر تخرج.
اومأ بصمت وقد انشغل قلبه عليها، ماذا حدث لها وهل مازالت في المشفى أم خرجت قبله
_ فين ياسمين؟
_ ياسمين عند صاحبتها في الاوضة اللي چانبنا عايزها في حاچة.
ازداد قلقه عليها وشعر بأن الأمر أكثر من حرارة فقط فقال بثبوت
_ خليها تاچي دلوجت
اومأ عامر وخرج من الغرفة ليعود بعد لحظات ومعه ياسمين التي ابتسمت بسعادة
_ حمد لله على السلامة يا جواد.
أجاب بجموده المعتاد
_ الله يسلمك، هتهرخچوا ميتى؟
_ النهاردة إن شاء الله هي بجيت زينة ومراد جالنا نجدر نخرج النهاردة.
أومأ لها ثم تحدث بأمر
_ طيب أجهزوا عشان هنرچع دلوجت.
تحدث عامر برفض
_ لأ مش دلوجت استنى لما ياچي مراد ويطمنا.
رغم الألم والوهن الذي يشعر به إلا إنه قال بإصرار
_ جلت هروح دلوجت مش رايد حديت كتير
قاطعهم طرق على باب الغرفة فسمح عامر بالدخول فيجد اثنين من الشرطة فألقى الضابط عليهم السلام وقال بروية
_ حمد لله على السلامة يا جواد بيه.
شعر جواد بالقلق وقد تناسى تمامًا أمر تحقيق الشرطة
_ الحمد لله زين.
اشار لهم عامر بالجلوس
_ اتفضلوا اجعدوا
جلس الاثنين على الأريكة وبدا الضابط في التحقيق وجواد يجيب بما حدث بعيدًا عنها
_ يعني انت كنت لوحدك مع إن اللي وصلنا إنك جيت المستشفى وكان معاك بنت…
قاطعهم جواد بثبوت
_ مكنش في حد معايا واللي جات المستشفى دي صاحبة أختي وكانت مريضة وتقدر تسأل الدكتور مراد.
_ تمام، وبالنسبة للهارب اللي ضرب عليك النار ده انت تعرفه او شوفته قبل كدة؟
هز رأسه بنفي
_ لأ معرفش حتى شكله لأنه كان مخبي وشه
تطلع إليه الضابط بشك وتابع اسئلته
_ بس احنا لقيناه مقـ ـتول برصاصة في الرأس ومرمي في الجبل
قطب جواد جبينه بدهشة وسأله
_ ميتى ده؟
_ الليلة دي جالنا بلاغ بوجود قـ ـتيل على طريق الجبل ولما روحنا نعاين الجثة لقيناه الهارب اللي ضرب عليك نار حتى لقينا دراعه مكسور.
لم يحتاج جواد لفطنة كي يتأكد من فاعلها وكذلك عامر
فقال للضابط
_ انت خابر زين إن محدش منينا خرج بره المستشفى…..
قاطعه الضابط
_ دي حاجة واثقين منها بس دي إجراءات ولازم نتخذها
انتهى الضابط من تحقيقه وانصرف حينها
تطلع جواد في عين والده وسأله بشك
_ انت تعرف حاچة عن اللي حصل ده؟
نفى عامر بصدق
_ أني مسبتكش ثانية واحدة عشان اعرف مين اللي عمل إكدة بس هي واضحة
أومأ جواد وهم بالنهوض لكنه شعر بالدوار ومد عامر يده ليسنده لكن جواد رفض وقال بجمود
_ أني زين
تحامل على نفسه ونهض ليدلف المرحاض وهو يقول
_ جول لياسمين خمس دجايج ويكونوا چاهزين
_______________
لم يستطيع مراد الوقوف أمامه ومنعه من الذهاب وسمح له بالانصراف
وعاد إلى المزرعة بعد إصراره على العودة لها
وفور دخولهم نظر لتوليب التي سارت بجوار ياسمين التي تساندها وقال بأمر لياسمين
_ تعالي لى اوضتي ضروري.
اومأت ياسمين وساعدت توليب على الذهاب لغرفتها وهي تقول بقلق
_ هتعملي ايه أكيد جواد عايزني عشان يكلمني في موضوعك
استلقت توليب على الفراش وهي تقول بارهاق
_ نظرات جواد ليا واحنا جايين بتأكد أنه عرفني ومينفعش نخبي عليه
اومأت ياسمين وجذبت عليها الغطاء
_ طيب حاولي ترتاحي شوية وأني هروح اشوفه عايزني ليه.
__________________
طرقت ياسمين الباب وسمح لها جواد بالدخول فتجده مستلقيا على الفراش ويبدو عليه التعب
تقدمت منه تسأله
_ كيفك دلوجت؟
اومأ لها بروية
_ زين الحمد لله
اشار لها بالجلوس وقال بثبوت
_ اقعدي لول وبعدين احكيلي ايه الحكاية بالظبط.
جلست على حافة الفراش بجواره وقالت بصوت مهزوز
_ حكاية ايه مش فاهمة
_ ايه اللي حصل وخايفة منيه خلاها تهرب إكده اول ما الحكومة دخلت المزرعة
اهتزت نظراتها وشعرت بعينيه تخترقها فلم تجد مفر لا بد من الإعتراف بكل شيء
_ دي تبقى توليب صاحبتي
ازدادت وتيرة دقاته عند سماع اسمها وانتبه لحديثها بكل جوارحه وما عانته بسبب ذلك الرجل مما جعل العرق النابض بعنقه يهدر بقوة وكأنه يجد صعوبة في التحكم باعصابه، فسألها بثبات رغم النار التي تعتمل بداخله
_ وچوزها فين في كل ده؟
عقدت حاجبيها بحيرة
_ جوزها؟! جوزها مين هي مش متچوزة.
ازدادت وتيرة قلبه اكثر وشعر بأنه قد تلاعب به تلك الفترة وعاد يسألها
_ يعني مش متچوزه وسافرت مع چوزها؟
هزت راسها بنفي وردت باقتضاب
_ لأ
نعم خدعة أخرى من خداع جده التي لا تعد ولا تحصى.
عليه التمهل كي يستطيع التفكير جيدًا فمن المؤكد أن جده يعلم الآن بكل شيء
وإن عداه فهو الخاسر
_ طيب ليه خبت عليا وغيرت اسمها؟
هزت كتفيها وهي تقول بمغزى
_ دي حاچة تسألها انت بنفسك اني مليش صالح فيها، بس اللي هجوله إن توليب اتعذبت بسببك كتير جوي بلاش ترجعلها العذاب من تاني.
انسحبت بهدوء وتركته هو في شروده وتوعده لكل من كان سببًا في عذابهم.
مر يومان وبدأ جواد يسترد صحته ولم يحاول رؤيتها او التحدث معها مما جعل توليب توقن بأنه تركها ولم يعد يبالي
ولا تدري شيئاً عما يفعله لها وتواصله مع محامي عائلتهم والذي أخبره بأن عودة ذلك الرجل ستعزز من مجريات القضية
والخطأ الأكبر من البداية هو هروبها.
في المساء جاء مراد كي يطمئن على جرحه وبعد الانتهاء سأله جواد
_ لو حد اتعرض لحادث والخبطة چات في الراس وراح في غيبوبة ممكن تستمر معاه جد ايه؟
انتهى مراد من تضميد الجرح وقام بوضع الاشياء في الحقيبة وسأله بهدوء
_ معاك تقرير الحالة؟
أجاب باقتضاب
_ لأ.
_ يبجى مجدرش افيدك، بمعنى إني لازمن اشوف الأشعة لول وبعدين الغيبوبة دي محدش بيجدر يحدد ميتى هيفوج، فيه اللي بتستمر ليومين ومعاك لسنة وممكن عشرة.
زم جواد فمه باستياء مما ادهش مراد وسأله
_ مين اللي يهمك جوي إكدة يمكن افيدك.
رد باقتطاب
_ مفيش.
ربت مراد على كتفه المصاب وقال بمغزى
_ طيب يبجى خف من دور البطولات اللي بتعملها دي لحسن إن وجعت تحت يدي مرة تانية مش هرحمك، هشرح فيك براحتي.
نهض وهو يحمل حقيبته
_ اني ماشي دلوجت وهعدي عليك بكرة عشان اغير للجرح مع أني شايف تحسن ملحوظ.
ابتسم جواد رغمًا عنه سرعان ما محاها وشعر مراد بأن صديقه به شيء مختلف فتركه وعاد لمنزله.
جلس مراد لتناول العشاء مع العائلة والتي لم يجتمع معهم على الطاولة منذ فترة طويلة
لا يعرف لما أراد أن تشاركهم نور الطعام وخاصة الليلة
فنظر إلى سلمى وقال
_ اطلعي اوضتها واطلبي منها أنها تاچي تتعشى معانا، متخليهاش تاكل لوحدها بعد إكدة
ازدردت سلمى لعابها ونظرت لسهر التي ترمقها بنظرات حانقة كأنها تخبرها بأن شكها لم يكن من فراغ لكنها تظاهرت بالجهل وتمتمت بثبات
_ حاضر
صعدت إلى غرفتها وطرقت الباب ففتحت لها نور
_ تعالي يا سلمى
حاولت سلمى الابتسام لكنها ظهرت باهتة
_ خالتو بتقولك انزلي اتعشي معانا.
هزت راسها برفض وتمتمت برهبة
_ لأ معلش انا أصلا مليش نفس.
علمت بأنها لا تود النزول كي لا تضايق مراد فقالت بمغزى
_ ولو قلتلك إن دكتور مراد هو كمان طلب ده.
_ هتفرق؟
_ مش هتفرق بس في نفس الوقت كلنا عايزينك تتعشي معانا، لو كان على اللي حصل فخلاص عدى وانتهى واحنا ولاد النهاردة وعايزينك تبقى معانا
حاولت نور الرفض لكنها وافقت تحت إصرار سلمى التي لا تعرف سبب تعاملها الجيد معها.
ارتدت عباءة فضفاضة من الذي انتقتهم آمال لها وارتدت حجاب مماثل ونزلت للأسفل لتجد أنهم مازالوا منتظرين
نظرت لمراد الذي يترأس الطاولة ولم تدري لما طلب ذلك
وعند رؤيتها أشار لها بالجلوس بجوار سلمى
_ اتفضلي اجعدي.
جلست على المقعد وهي لا تعرف لما وافقتهم على ذلك
بدا الجميع بتناول طعامهم وهي تتلاعب به لا تملك الشهية لتناوله فلاحظ مؤيد ذلك وسألها
_ مش بتاكلي ليه؟ لو مش عاجبك أخلي حنان تعملك غيره.
لم تستطيع سهر اخفاء غيرتها فنهضت وهي تقول بحدة
_ انا شبعت
لاحظ الجميع فعلتها واستاء من طريقتها مما جعل نور تشعر بالاحراج وتمتمت بخفوت وهي تنهض من مقعدها
_ انا أسفة لو كنت عملتلكم مشاكل أنا هتعشي في اوضتي.
منعها صوت مراد الحاد وهو يقول بأمر
_ خليكي موطرحك واللي مش عاجبه هو اللي يخليه في اوضته
نظر إلى مؤيد وسأله بحدة
_ ولا أيه يا مؤيد؟
أيد رأيه قائلاً
_ أكيد
نظر مؤيد لنور وقال بهدوء
_ كملي أكلك انتي مجامك من مجام سهر وسلمى دلوجت واللي مش عاجبه هو حر.
هزت راسها بنفي
_ انا مش عايزة اكون سبب في أي مشاكل تحصل في البيت وعشان كدة طلبت إني استقل لوحدي بس دكتور مراد رفض.
سبقه مؤيد بالحديث قائلاً باستنكار
_ انا جلتلك مكانتك من مكانتهم ومكانك اهنه وسطينا وابن أخوي يتربى مع ولادنا غير إكدة مفيش حديت تاني هيتجال.
امسكت سلمى يدها تحسها على البقاء فجلست على مضد طلبت منها آمال البقاء
_______________
شعرت توايب بالملل من البقاء داخل غرفتها فقررت أخذ يزن لينام معها تلك الليل كي يهون عليها
خرجت من الغرفة تبحث عنه فتجده يلهو في بهو المنزل وجواد جالسًا ينظر إليه بابتسامة لم تراها منذ عامين
تدارت خلف أحد الأعمدة وظلت تملي عينيها منه وقلبها يدق برتابة وكأنه وصل أخيرًا لمبتغاه
ولكن إذا كان يحبها حقًا لما يأتي ويعترف بعشقه
ما سبب ذلك الصمت والذي أرهقها عن زي قبل
هل ينتظر منها ان تذهب إليه وتبادر هي؟
هزت راسها بتعند
لا لن تفعل مهما استمر صمته، يكفي انها علمت بأنه يبادلها ذلك العشق.
اما هو فقد كان يلاحظ مراقبتها له ولم يلتفت لها كي لا يخجلها وتركها تتأمله بأريحية فغدًا سينهى ذلك البعد ويجبرها على دخول جنة عشقه التي تمنى كثيرًا العيش بها معها.
……
في غرفة مؤيد
ظلت تزرع الغرفة ذهاباً وإياباً والغيرة تتآكلها
على من ترسم تلك المرأة
على مراد والذي من السهل جداً الإيقاع به لظروف زوجته لكنه شديد التعصب
أم مؤيد الذي يهتم بها اكثر من اهتمامه بزوجته
لا لن تصمت وتقبل بتلك المهزلة
عليها أن توقفها عند حدها كي لا تفكر في مؤيد
انتفضت بوجل عندما اتفتح الباب ودلف مؤيد صافقاً الباب خلفه بحدة ونظراته لا تبشر بخير وخاصة عندما سألها بهدر
_ ايه اللي عملتيه ده؟
ارتبكت سهر وقالت بتلعثم
_ ا…أنا…
هدر بها
_ انتي ايه؟ سيبتي سلمى ودلوجت مسكتي في نور؟
هزت رأسها تنفي اتهامه
_ أنا عمر ما كان بيني وبين سلمى حاچة، هي اللي حساسة وبتاخد كل كلمة بحساسية إنما دي أني حجي اغير عليك منيها
اقترب منها بسرعة الفهد وجذبها من ذراعها يعنفها
_ انتي ايه مفش فايدة فيكي، غيرتك دي مش عايزة تخلصي منيها
جذبت سهر ذراعها من يده وقالت بتأكيد
_ أيوة بغير عليك زي اي واحدة ما بتغير على چوزها وأي واحدة مكاني هتعمل أكدة
_ وليه سلمى مجالتش زيك رغم أن وضعها مختلف عنك؟
_ ومين جالك إن سلمى مش متعذبه بوچودها؟ بس هي لازمن تسكت وتداري عشان شايفة إن مكانتها مهزوزة إنما اني لاه.
رفع مؤيد اصبعه في وجهها وتحدث بلهجة حازمة وحادة
_ هما كلمتين مفيش غيرهم لأن الحديت معاكي زي جلته، يا إما تروحي وتعتذري ليها دلوجت، يا إما تاخدي بعضك وتروحي على بيت أبوكي ووجتها مش هترچعى تاني
انتي اهنه زيك زيها ولها زي ما ليكي وزي ما واجب عليها تحترمك انتي كمان تحترميها
جدامك حل من التنين.
اتسعت عينها بصدمة وهو يضعها أمام حلين أصعب من بعضها فقالت…….

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى