روايات

رواية التل الفصل الثامن عشر 18 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الفصل الثامن عشر 18 بقلم رانيا الخولي

رواية التل الجزء الثامن عشر

رواية التل البارت الثامن عشر

التل
التل

رواية التل الحلقة الثامنة عشر

عاد وهدان من الخارج وجد الفتيات امام التلفاز من دونها
_ السلام عليكم
هللت الفتيات بعودته واسرعت الصغيرة تتعلق به فجال بعينيه يبحث عنها فسأل زينة
_ اومال حياة فين؟
اشارت على المطبخ
_ چوة بتعمل العشا.
عقد حاجبيه مندهشًا ودلف المطبخ ليجدها بالفعل تعد الطعام على الموقد فقال معاتبًا
_ هو ده اللي جولتلك عليه؟
انتبهت حياة لوجوده وعدلت من وضع الحجاب وهي تقول بخجل
_ البنات چعانين وجلت اعملهم حاچة خفيفة إكدة، وبعدين أني الحمد لله بجيت زينة
ابتسم لها بامتنان وتقدم منها وهو يرفع اكمامه
_ يعني مكنوش جادرين يستنوا لما أرجع ها يا ستي بتعملي أيه؟
بدأ وهدان في مساعدتها والسعادة تغلفهم من كل جانب
انتهوا من تناول طعامهم وهمت حياة بحمل الاطباق لكن وهدان منعها
_ سيبيهم للبنات خليهم يساعدوكي.
همت بالرفض لكن السعادة التي اظهروها جعلتها توافق وبدأوا بحمل الاطباق وذهبوا بها للمطبخ وشرعت زينة بغسلها
وقفت حياة معهم لتوجههم حتى انتهوا أخيرًا وذهبوا للفراش.
عادت للغرفة فتجد وهدان ينتظرها بالدواء
اغلق الباب وتحدث بثبات
_ البنات ناموا؟
اومأت له وتقدمت منه لتأخذ منه الدهان وتمتمت بحرج
_ خليني أنا اللي ادهن اني الحمد لله بجيت زينة.
ظهر الامتعاض واضحًا عليه ونهض من الفراش
_ اللي تشوفيه.
توقفت أمامه لتمنعه من الذهاب ورفعت عينيها إليه باحراج
_ أني مش جصدي اضايقك بس حسيت إني تجلت عليك جوي
لانت ملامحه قليلًا واكملت هي
_ اسفة إن كنت زعلتك
كانت عينيها تنظر إليه بترقب وكأن حياتها واقفة على رده
ظل على وجومه يتلاعب بمشاعرها كي يتأكد من حاجةً في نفسه
أخفضت عينيها بحزن وهمت بالانصراف لكنه منعها بأن وضع يده أسفل ذقنها ليرفع وجهها إليه كي ينظر داخل عينيها وتمتم باحتواء
_ اني عمري مـ ازعل منك بس ممكن اخد على خاطري لما احاول اجرب وانتي تبعديني
تاهت عينيها في بحوره الندية وشعرت بالخطر من مشاعرها التي بدأت تأخذها إليه وتطالبها بالغوص في انهار الحنان الذي يغدقها به.
رفعت الدواء في وجهه وتمتمت بلهجة مرحة قليلاً تمحي به الجو المشحون بينهما
_ ها هتدهن ولا اخلي زينة؟
رفع حاجبيه بمكر وهو يأخذ منها الدهان
_ تبعتي لى زينة وأبو زينة موچود؟
ابتسمت بامتنان واخذها ليجلسها معه على الفراش وشرع في فعلها
كانت تنظر اليه وهو يدهن يدها بحنان جارف وتملي عينيها من ملامحه التي أصبحت عاشقةً لها، وعينيه التي تنظر إليها بحب لم ترى مثله من قبل
رفع عينيه عندما لاحظ نظراتها فتقابلت العيون لتحكي ما لم يستطيع اللسان البوح به فيحكي كلاهما عن قصة شوق لا ترحم ولا ترأف بقلوبهم حتى تحولت الشكوى إلى احتياج وقد شعر بأنه لن يستطيع التحمل أكثر من ذلك فتلاحظ هي رجاءه بألا تخذله تلك المرة ويعدها بأنها لن تندم على ذلك فتلمع عينيه برغبة عندما لاحظ استسلامها فرفع يده ليزيح عنها وشاحها فيسترسل شعرها الأسود محاوطا وجهها بتملك أرهق قلبه فيبعد بأنامله خصلاتها خلف أذنها بعد إن استنشق عبيره حتى تغللت رائحته داخل رئتيه
اخفضت عينيها بخجل لكنه منعها
_ اواعكي تبعديهم.
فتعود عينيها لمرمى عينيه فيصيبها سهام العشق وتنزل أنامله على عينيها فتجرحه بأهدابها ثم يسترسل حتى وصل لمبتغاه وهو ثغرها الذي ارهقه ليالي طويلة وحلم بتذوقه وملمسه الرخو.
اكتفى ولن يستطيع التحكم في مشاعره اكثر من ذلك فمال بروية على ثغرها حتى تلاقت الشفاه وتناغمت على دقات القلوب فتعزف سنفونية بعشق لا متناهي ولن يأرقه شيئاً بعد الآن.
________________
في السيارة
ظل ينظر إليها بين الحين والآخر في مرآة السيارة وقلبه يرفرف بحبها
مما جعلها تخجل من نظراته وتحدثت بغيظ
_ مش هتبطل نظراتك دي؟
رفع حاجبيه متسائلًا
_ مالها نظراتي مضيقاكي في حاجة.
نظرت له بجانب عينيها وهي تحاول التحكم في ابتسامتها التي ظهرت واضحة وتمتمت بدلال غير مقصود بل هو في طبيعتها
_ بتكسفني.
ضحك جواد بسعادة بالغة
_ خلاص بلاش نظرات نخليها أفعال.
شهقت بصدمة وغمغمت من بين أسنانها
_ انت….
زمت فمها بغيظ ولم تستطع قولها ليقول هو بتحذير
_ أوعاكي تجوليها.
ازداد غيظها منه وقالت بحنق
_ تصدق انا استاهل اني جيت معاك.
أيد حديثها
_ بالظبط إكدة يبجى تتحملي نتيجة أفعالك.
هزت راسها بيأس منه
وانعطف جواد ليوقف السيارة أمام المنزل ثم نظر إليها قائلاً بجدية
_ خدي بالك ده مش فرح؛ ده واحد بيتچوز ارملة أخوه والمفروض أصلاً مكنتيش چيتي معاي بس اللي حصول، خدي بالك من كل كلمة
اومأت توليب وشعرت حقًا بأنها اخطأت في المجيء ثم ترجلت معه من السيارة وأخرج جواد الهاتف ليحدثه
_ اني واجف برة بس معايا خطيبتي
_……
_ تمام مستنيك
استند جواد بظهرة على السيارة ونظر إليها بحب متمتمًا بحبور
_ عقبالنا.
تهربت بعينيها منه ولم تستطع الرد من خجلها، كانت عينيها التي تظهر من النقاب كفيلة بأن توقعه في غرامها فسألها
_ بس قوليلي ليه رجعتي للنقاب لما عرفتك؟
لاح الحزن على ملامحها مما جعله يستاء من نفسه لتذكيرها بما حدث وخاصة عندما قالت
_ كنت مجبرة عشان محدش يعرفني وعشان كدة كنت حابسة نفسي جوة الأوضة.
اراد أن يعيد المرح لحديثهم فرفع حاجبيه يتصنع التصديق
_ على اساس لما لبستيه خرچتي منيها دا انا بجالي اسبوع بقنعك انك تاكلي معانا.
قاطعهم خروج مراد ومعه سلمى لتستقبل توليب
فقال مراد بحنق
_ أتاخرت ليه يا ابن الخليلي؟
اجاب ببعض التحفظ الذي مازال ملتزمًا به معه
_ غصب عني اول ما جدرت چيت على طول.
اندهشت توليب من تحفظه وقد عاد ذلك الشخص المتهجم
رحبت سلمى بها التي تتظاهر بتقبلها للأمر ونيران قلبها المشتعلة تحتج بشدة لكن عليها الرضوخ كي لا يضيع كل شئ من بين يديها
_ أهلاً وسهلاً اتفضلي
دلفت توليب معهم وهي لا تفهم لما فكرت بالمجيء معه، ولما ذلك الجفاء الذي يعامل به مراد رغم ما سمعته عن صداقتهم المتينة
دلفت المنزل وسلمى ترحب بها بحفاوة
_ اتفضلي يا ….
اكملت بحرج
_ توليب.
_ اسمك جميل اوي
_ متشكرة.
_ تحبي تقعدى هنا ولا نطلع عند طنط.
ازداد شعورها بالحرج اكثر وهي لا تعرف من هي لابد انها والدة مراد
_ خليني اسلم عليها
أومأت سلمى وأخذتها لغرفة نور
فوجدت اناس أيضًا لا تعرفهم لكن تلك الفتاة التي تستلقي على الفراش تشعر بأنها رأتها من قبل قاطع تفكيرها صوت سلمى التي تقدمها بابتسامة
_ تعالي يا توليب
نظر الجميع لمصدر الصوت فعقدت سهر حاجبيها بدهشة من تلك المنتقبة؟
قالت آمال بترحيب
_ أهلاً وسهلاً يا بنتي اتفضلي.
قدمتها سلمى لهم.
_ دي تبقى توليب خطيبت جواد الخليلي.
لم ترفع نور عينيها بل ظلت خافضة بوجوم
رحب بها الجميع عندما علموا بهويتها وبالاخص آمال التي سعدت بشأن جواد كثيرًا
صافحتهم جميعاً وعندما تقدمت من نور تذكرتها فهي تلك الفتاة التي رأتها في القطار ذلك اليوم لكنها لم تبدي ذلك بسبب صمتها الغريب
حاولت نور الابتسام لكنها خرجت باهته ولما لا وكل شيء حولها أصبح قيد راصخ يلتف حول عنقها وإن عافرت اشتد عليها الاختناق.
قربت سلمى المقعد من الفراش كي تجلس عليه توليب وسألتها
_ تشربي أيه؟
قالت توليب برفض
_ لأ متشكرة مش عايزة حاجة
تحدثت امال
_ كيف ده دا انتي خطيبت الغالي واول مرة تشرفينا.
نظرت إلى سلمى التي تنتظر ردها وقالت بهدوء
_ أي حاجة.
اومأت سلمى وخرجت من الغرفة ليس للمطبخ ولكن لغرفتها وقد انتهى ثباتها عند تلك اللحظة
وسمحت لدموعها العنان وأخذت تنتحب وتشهق ببكاء يمزق القلوب
اليوم فقط خسرت مراد للأبد
حلم عمرها وحبيب روحها الآن أصبح لأخرى ويكن لها مشاعر أكثر بكثير منها
…..
في غرفة نور
دلف مؤيد بعد أنا طرق الباب وبيده عقد الزواج
_ السلام عليكم
_ وعليكم السلام.
نظر مؤيد لنور بابتسامة وسألها
_ عاملة ايه دلوجت؟
حاولت نور مبادلته الابتسام وردت بوهن
_ الحمد لله أحسن.
قرب منها العقد وناولها القلم وهو يقول بثبات
_ اتفضلي امضي هنا.
تطلعت نور للعقد بتبرم ولم تطاوعها يدها لفعلها لكن صوت مؤيد الحاني عاد طلبه
_ امضي ومتخافيش.
نظرت إليه بتوجس فأومأ لها بأن تطاوعه ففعلت مضطرة وكل ذلك يحدث أمام أعين توليب التي صدمت مما يحدث.
لقد أخبرها جواد بأنها أرملة أخيه لكنه لم يخبرها أنها حامل منه، فذلك لا يجوز شرعاً ونهى عنه الرسول
ماذا يحدث هنا؟
بعد امضتها تطلع مؤيد لوالدته وقال بهدوء
_ لو سمحتي يا أمي عايزك برة
أومأت له أمال وخرجت معه ثم استئذنت سهر وخرجت لتطمئن على طفلها وبقيت توليب مع نور لحالهم
لم تستطيع الصمت وقالت لنور بعد تردد
_ ممكن اسألك سؤال؟
أومأت لها نور وقالت بإحراج
_ اسفة اني بتدخل بس اللي عرفته من جواد خلاني اندهش من اللي بيحصل ؟
قطبت نور جبينها بدهشة وسألتها
_ ليه؟
نظرت إلى جوفها الممتلئ وتمتمت باستنكار
_ جواد قالي إنك مرات أخوه بس لا يجوز الزواج من إمرأة حامل.
ابتسمت نور بمرارة
_ لأن جوازنا ببساطة مش جواز عادي.
تابعت حديثها عندما ضيقت توليب عينيها بحيرة
_ أحنا كلنا وقعنا في الخطأ ده ضحية لعبة قذرة من واحد وثقت فيه والآخر اكتشفت إن لا المأذون ولا الشهود حقيقيين بالتالي مفيش جواز ولا حاجة تثبت نسب الطفل، فكان لازم أخوه يشيل الحمل ده وعشان كدة احنا بنتجوز بالطريقة دي
اندهشت توليب من صراحتها وقالت بإحراج
_ بس ده برضه جواز مشروط وده في حد ذاته حرام شرعاً، غير كمان نسب لنفسه طفل مش ابنه.
تنهدت بألم
_ للاسف مفيش في ايدينا حل تاني
رق قلب توليب لها لكن هي اخطأت من البداية ولابد من تحمل نتيجته
وللحق نقول بأن القدر نصفها رغم كل شيء عندما وجدت من يقف بجوارها وينتشلها من ذلك الضياع.
_ انا عارفة ان اللي بتمري به صعب بس عليكي بالاستغفار وابدأي صفحة جديدة مع ربنا
تجمعت العبرات في عينيها وهي تقول بألم
_ مكنتش اعرف انه حرام، فكرتي عن جواز المأذون أنه صح شرعاً وقانوناً بس والله لو كنت أعرف مكنتش هوافق أبدًا
ربتت توليب على يدها وتحدثت بتأثر
_ أزمة وهتعدي وعسى ان تكرهوا شيئاً وهو خيرًا لكم، سيبيك من اي حاجة وخليكي مع ربنا وانتبهي لصحتك لأن دلوقت فيه روح محتجالك
اخذت نور نفس عميق كي تهدئ به روعها وقالت برضا
_ إن شاء الله
حاولت توليب تغيير الموضوع ونثر جو من المرح كي تخفف به ذلك الجو المشحون
_ مع إني مستغربة إنك تفحتي قلبك ليا بالسرعة دي بس حقيقي أنا مبسوطة اني اتعرفت عليكي.
ايدت نور حديثها قائلة
_ وانا كمان مستغربة بس بما إنك خطيبة جواد يبقى مش غريبة، مع إني حاسة إني شوفتك قبل كدة.
أومات توليب
_ اه فعلًا من فترة طويلة اتصادفنا في القطر ووقعنا احنا الاتنين
تذكرت نور فوراً وقالت بابتسامة
_ اه افتكرت وكنت قاعدة في الكرسي اللي جانبي.
أومأت توليب بمرح
_ ايوة أنا، بس بجد صدفة غريبة
قاطعهم دخول سلمى وهي تحمل أكواب العصير
_ معلش اتاخرت عليكم
ابتسمت توليب بمجاملة وقالت
_ مفيش تأخير ولا حاجة.
وضعت المشروب على المنضدة بجوارهم وجلست هي على الفراش وهي تحاول بشتى الطرق أن تخفي حزنها
_ مبروك مراد قالي إن كتب كتابكم بكرة.
أومأت لها
_ إن شاء الله لازم هتيجوا مش محتاجين دعوة.
أجابت نور
_ ياريت كنت اقدر بس الدكتور مانعني من الحركة شهر على الأقل بس الأيام جاية كتير.
_______
في الاسفل انتهى المأذون من امضاء الشهود جواد ومؤيد وقد كان عمه وكيلها كما طلب منه مراد
انصرف الجميع وخرج مؤيد معهم
فنهض جواد بدوره وهو يقول بوجوم
_ انا همشي دلوجت لأن الوجت أخر ومتنساش تاچي بكرة.
ابتسم مراد لصديق عمره الذي وجد ضالته أخيرًا وقال بحبور لصديقه الذي تعذب كثيرًا وأخيراً تبسمت له الحياة
_ ماشي يا سيدي بكرة هخرچ من المستشفى عليك بصراحة وحشني اكل أم نعمة أوي.
اومأ له جواد ومازال التحفظ سيد الموقف معه
_ إن شاء الله
خرج جواد كي ينتظر محبوبته وعيون مراد تنظر إليه بيأس منه ومن عناده، لكنه لن ييأس وسيظل خلفه حتى يعودوا كما كانوا
____________
خرجت توليب فتجده ينتظرها أمام المنزل مستندًا بظهره على السيارة
ابتسم فور أن هلت عليه بطلعتها الساحرة وقالت بحب
_ أتاخرت عليك؟
صمت قليلًا ثم أومأ مؤكدًا
_ كتيرًا جوي بس ملحوجة كله ده هيتعوض بعد يومين.
أخفضت عينيها بخجل وتابع وهو يتقدم منها
_ حاسس إن قلبي هيقف من الفرحة ولحد دلوجت مش مصدج نفسي
رفعت بصرها إليه بخوف وتمتمت بعتاب
_ بعد الشر عليك متقولش الكلمة دي تاني.
شملها بعينيه التي تريد أن تخفيها داخل أحضانه لكنه احكم رغبته وقال بثبوت
_ طيب يالا عشان الوقت اخر
استقل السيارة وجلست هي بجواره وانطلق بها
لاحظ جواد شرودها منذ أن خرجت من منزل مراد فسألها باهتمام
_ مالك يا توليب من وجت ما خرچنا وانتي سرحانة.
تنهدت توليب بحيرة
_ اللي بيعمله مراد ده غلط كبير من كل الجهات واولهم الجواز المشروط
هز رأسه بنفي
_ بس ده مش جواز مشروط.
عقدت حاجبيها بعدم فهم
_ يعني ايه مش فاهمة، مش هو بيتجوزها عشان ينسب ابن أخوه.
رد جواد وهو ينظر للطريق أمامه
_ سبب بجانب السبب الأساسي
_ اللي هو؟
رد ببساطة
_ أنه حبها، مراد مستحيل يوافق على ده إلا إذا حبها فعلاً وده اللي فهمته من كلامه وتصرفاته.
_ بصراحة البنت دي صعبت عليا أوي، وكل اللي حصلها بسبب طيبتها الزيادة.
_ جفلي على الموضوع ده لأن دي اسرار وخصوصاً أن مراد محكاش على حاچة، كل اللي اعرفه أنه مسجلش العجد خوف عليها من أبوه، خلينا في فرحنا.
غمز لها بوقاحة وقال بمكر
_ بعد الوجت بالثواني وحياتك
اغمضت عينيها بيأس من وقاحته وتابع هو بتحذير
_ اللبس اللي أختارته هياچي بكرة بس اوعي حد يشوفه غيري.
زمت فمها بغيظ
_ مفيش غير ياسمين لأن مفيش غيرها بيدخل الأوضة عملالي حظر ومنبهة عليا مقربش منها حتى.
ضحك جواد قائلاً
_ مش مشكلة بس خليني اتفاچئ بحاچة زينة في الآخر.
_ إن شاء الله.
ساد الصمت قليلًا فعلم جواد بأنها تود التحدث بشيء فسألها
_ رايدة تسألي عن حاچة؟
ابتسمت توليب
_ عرفت ازاي؟
رفع حاجبيه بفخر مصطنع
_ خبرة في أمور الحريم.
هزت راسها بيأس منه
_ حريم؟! ماشي يا سيدي
ترددت قليلًا قبل ان تقول
_ جواد احنا كلها يوم وهنتجوز وللأسف محدش فينا يعرف حاجة عن التاني، او تقدر تقول معرفة سطحية.
تطلع إليها مبتسمًا قبل أن تعود عينيه للطريق أمامه
_ ومين جال إني معرفش حاچة عنيكي، توليب وفيق السن واحد وعشرين سنة كلية علوم سنة رابعة اتولدتي في اسكندرية ونجلتوا القاهرة بسبب شغل ابوكي اللي اتوفى بأصابة عمل وكان عمرك سنة ونص، بعدها صديق ابوكي اتجدم لوالدتك بعد سنة ووافجت عليه عشان يحميها من أهل ابوكي وهو اللي رباكي زي بنته، لبستي النقاب أول ما دخلتي الچامعة، حفظتي القرآن عند محفظة اسمها….. السنة الأولى في الجامعة كانت جيد اللي بعدها جيد جداً واللي بعدها جيد جداً برضه اقول تاني ولا كفاية إكدة.
اندهشت من معرفته كل تلك الأخبار مما جعلها تزداد تعلقًا به
_ ماشي يا سيدي انا بقا عايزة اعرف كل حاجة زيك كدة.
لاح الحزن على ملامحه وتحدث بآسي
_ مش هتلاجي فيها غير الفراغ.
تأثرت بكلماته لكنها لن تتركه لذلك الفراغ فقالت بمرحها
_ خلاص عرفني مكانه عشان أملاه
التزم الصمت قليلًا ثم تحدث بجدية
_ لما نروح بيبقى نقعد في الچنينة واخبرك بكل حاچة.
____________
ظل ينظر إليها بانتشاء وهي نائمة بجواره
لا يصدق حتى الآن بأنها أصبحت زوجته قولاً وفعلاً
ابتسم بسعادة عندما وجدها تفتح عينيها بتثاقل وعندما لاحظت نظراته فعادت تغلقها بخجل
ضحك من فعلتها وتحدث بعشق
_ مفيش داعي للكسوف ده اني خلاص بجيت چوزك
ملس بانامله على خدها وتمتم باحتواء
_ فتحي عينيك.
فتحت عينيها وهي تحاول تهدئة خجلها مما جعل قلبه ينبض بقوة ومشاعره التي لم تكتفي بعد تطالبه بالمزيد والارتواء من شهدها
_ مش عايزك تبعديهم عني واصل خليهم ديمًا إكدة جصاد عيوني.
تبدلت ملامحها عندما تذكرت ذكرى مشابهة
نفس الكلمات المعسولة والحنان المفرط وخرجت منهما بعد ذلك على جحيم نيران مازالت تلتهب حتى اليوم، نعم وهدان غير
لكن عليها ان تكون اقوى والا تنجرف مرة اخرى خلف مشاعرها.
اندهش من تبدل حالها فسألها وهو يداعب خصلاتها
_ مالك سهمتي إكدة ليه؟
أجابت بتوجس
_ خايفة.
قطب جبينه بحيرة
_ من ايه؟
_ لإني سمعت نفس الكلام ده والآخر طعني.
صدمته بحديثها سواء بتشبيهه برجل خائن أو ذلك سابقه في لحظة كتلك
غضب وانفعل لكنه احكم غضبه ونهض من الفراش ليرتدي ملابسه تحت انظارها المتعجبة
_ وهدان رايح فين؟
أجاب باقتضاب
_ هتطمن على البنات.
أجفلت عندما صفق الباب خلفه بحدة وعاد إليها ذلك الشعور بالخوف بعد أن احاطها بالأمان والطمأنينة
ماذا قالت حتى يكون ذلك رد فعله
بعد تردد دام للحظات جذبت سترتها وارتدتها وذهبت تبحث عنه فوجدته جالسًا في بهو المنزل ويبدو عليه الوجوم
تقدمت منه باحراج وقد فهمت سبب زعله منها وقالت بارتباك وهو تفرك يديها ببعضها
_ أني اسفة مكنش جصدي اضايقك.
لم يجيبها وظل على وجومه
تقدمت لتجلس بجواره ومدت يدها لتلامس يده رغم شعورها بالخجل من فعلتها وتابعت برجاء
_ ارچوك بلاش الجسوة دي لإني شبعت منيها ورايدة اعوض سنيني الباجية معاك
اخفضت عينيها بحزن عندما لم تجد منه رد فعل
_ احنا لساتنا بنجول يا هادي ولو هنفضل ندجج على كل كلمة مش هنعرف نكمل، لما جلت إكدة كان جصدي انك تطمني مش تزرع الخوف چواتي وتخليني اجعد إكدة وابرر كل كلمة خرجت مني واسفة مرة تانية إن كنت ضايجتك.
وقفت لتعود لغرفتها لكنه أمسك يدها يمنعها وغمغم بثبوت
_ بس أني مش بعمل إكدة عشان تتأسفى أو تبرري.
نظر داخل عينيها وتابع بروية وهو ينهض ليقف أمامها
_ مينفعش إن أكون نايم في حضن مراتي وفي لحظة زي اللي كنا فيها وتفكريني بواحد تاني سبجني ليكي
وضع يده على وجنتها يحتضنها بكفه وتمتم بوله
_ انسي أي حاچة واجهتك وتعبتك جبل ما تدخلى داري وحياتي، عشان متأثرش على حياتنا، فهمتي؟
أومأت له بابتسامة خجلة ارهقت قلبه ومشاعرة
جالت عينيه بمحياها يدقق في تفاصيله وتمتم باحتواء
_ بحبك.
رفعت بصرها إليه وكأنها لا تصدق ما قد تفوه بها وظنت أن ما حدث بينهم قبل قليل احتياجات جسد ليس أكثر فسألته بعدم استيعاب
_ بچد؟
هز رأسه مؤكداً
_ بچد.
قرب وجهه منها وأخذ ثغرها في قبله محت كل الآلام التي شعرت به قبل أن تعرفه
أخذها في جوله كانت هي سيدتها وملكتها.
_____________
جلس جواد على الأرض بعد ان افترش ذلك الفراش ليجلسا عليه وانتظر عودتها
جاءت بعد قليل وهي تحمل أكواب العصير وأخذه منها ثم جلست بجواره وهي تقول
_ يلا احكيلي بقا.
_ ماشي يا ستي
انا اسمي جواد عامر حسان، العمر تلاتين سنة خريج كلية تجارة، واصبحت مهنتي بس على جد مزرعتي
أرمل ومعايا ولد، بس.
زمت فمها بغيظ وغمغمت
_ انت بتستغفلني، انا عارفة كل ده، انا بتكلم حياتك كلها.
لاح الحزن على ملامحه ولم يريد أن يتحدث في ماضيه لكنه اراد أن يخبرها بكل شيء
فقال بهدوء
_ أنا اتولدت في الصعيد وفي أكبر عيلة فيها واللي بترفض أن حد يتچوز براها، بس أبوي كان بطبعه عنيد واتعرف على بنت لبنانية “تظاهر بمرح” بس ايه من الآخر
اتچوزها غصب عن الكل واتمسك بيها وبعد عشر سنين ملت من الحياة أهنه وطلبت الطلاج وهملتنا ورچعت بلدها، وجتها عمي وجيه كان متوفي وچدي أصر أنه يتچوز مرته، بس كانت شديدة في طبعها حتى مع ولادها، مرات عمي فايز اللي ربتنا زي ولادها ولما كبرنا چدي حكم علينا كل واحد فينا يتچوز بنت عمه، رفضت وقتها لأن شمس بالنسبة ليا أخت مش أكتر غير إن طباعنا مختلفة، ولأنه عارف نجطة ضعفي هي المزرعة عرف يدخلي منيها ياإما أرفض ويحرمني منها يا إما أوافج ويكتبها بأسمي بيع وشرا
نظر إلى ما بين قدميه وتابع
_ وافجت وكانت اكبر غلطة عملتها في حياتي، الضريبة كانت جاسية جوي، وكان كل همها أنها تبعدني عن الخيل، بدأت بنغمة إنها تعيش في القاهرة واني الصعيد بالنسبة ليا زي المايه لا يمكن استغنى عنه، بس جدي عشان يهدي الأمور بينا وافجها وضغط عليا إننا نعيش في القاهرة فترة إكدة ونرچع تاني..
أخذ نفس عميق يهدء به تلك النيران التي تعتل بداخله وهو يتذكر ذلك اليوم
_ وافجت لجل خاطر ابني وفي اليوم ده كان لازمن أعدي على المزرعة عشان اظبط كل حاچة فيها جبل ما أمشي، بس هي رفضت لأنها خابرة زين إني لو روحت مش هجدر افارجها
أغمض عينيه يحاول بصعوبة السيطرة على حريق قلبه
_ اتخانقنا ومسكت الدركسيون عشان تلف العربية وفقدت السيطرة عليها واتصادمنا في عربية تانية ومعرفش ايه اللي حصل وجتها، لما فوجت لجتني في المستشفى و……
التزم الصمت ولم يستطيع تكملة حديثه وفجأة وجدته ينهض لكن تلك المرة بصعوبة لم تلاحظها من قبل فقال بحدة
_ الوجت أتاخر خلينا نرچع.
أومأت له ولم تستطيع الضغط عليه ونهضت بدورها وسارت معه في صمت مطبق.
_____________
جلست كريمة على جمر ملتهب منذ أن علمت بزواجه وازداد حقدها عليه ولم تجد سوى اولادها كي تقذف سمها في آذانهم
طرق خالد الباب ودلف وعلى وجهه سعادة عامرة فأسرعت إليه تسأله
_ عرفت حاچة عن عمك.
رد بخبث
_ عمي ده سيبك منيه لإني اتأكدت أنه بيبات في الشجة لحاله وسايب المفتاح مع مرات البواب بتنضفها جبل ما يوصل، انما في الأهم.
قطبت جبينها بحيرة
_ ايه هو؟
_ البنت اللي چواد هيتچوزها هربانه من جريمة جتل ومطلوب القبض عليها.

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التل)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى