روايات

رواية التركي والصعيدية الفصل التاسع عشر 19 بقلم سنسن ضاحي

رواية التركي والصعيدية الفصل التاسع عشر 19 بقلم سنسن ضاحي

رواية التركي والصعيدية الجزء التاسع عشر

رواية التركي والصعيدية البارت التاسع عشر

التركي والصعيدية
التركي والصعيدية

رواية التركي والصعيدية الحلقة التاسعة عشر

استيقظت صاحبة الثلاث وعشرون ربيعا فى الصباح
الباكر دلفت الى المرحاض وتوضأت وصلت فرضها
ثم ذهبت قاصده المطبخ لصنع كوب من الشاى
لفت انتباهها صوت شخير ظنت بالاول بانه صوت
اخاها لكن عاودها الصوت مرة اخرى خاصة حينما
سمعت كركبه باسفل الكنبه ارتجفت اطرافها ولكن
هيهات تقدمت فى ثبات ونزلت على رقبتيها
ومدت وجهها اسفل الكنبه صعقت حينما رات احدهم
ينام باستمتاع وكأنه بيت والده
شروق بتزمر وصياح”حررررررامى الحقونا ياناس
ثم انتشلت نعلها وسحلته من ملابسه
اما “رامى” فلم ياخذ وقت كثيراً للاستيعاب كتم
فمها فعضته بقوه جعلته يتالم بشده لم تترك كفة
يداه وكادة ان تسحقها باسنانها الحاده
تركته اخيرا متالما
وعاودت الصياح مره اخرى “الحقونا حرامى انت ياعلى الحق حرامى”
جاء “على” على صوت صراخ اخته وانتابه التوتر
والارتباك
اما”رامى”فاستنجد به فى الحال واردف بتالم
“الحقنى ياسطا اختك بتعض”
تقدم “على” منهم ونظر ل”رامى”وكانه لم يعرفه
واردف باستفهام”فيه ايه ياشروق”
شروق بغضب”انت تعرف الاشكال دى دا حرامى
وكان تحت الكنبه وجاى يسرقنا”
رامى بغضب وسخريه”ياختى اتلهى هو فيه حاجه
عندكم تتسرق اصلا دانتم عليله كحيانه وعوزين
معونه”
وجهت نظرات خانقه غاضبه الى “على”
“انطق تعرف الواد دا ولا اندهلك ماما” وان
كان حرامى هطلبله البوليس حالا”
نظر رامى لهم بتوتر فاقترب “على”منه وهمس
باذنه”تدفع كام يامان واخلصك من ام الليله دى”
رامى بغضب”مش دافع مليم ومتحولش تبتزنى
لانى عندى مبدأ”
شروق بغضب”اخلص مين دا تعرفه؟
على وقد وجه نظره على رامى فوجده كما هو
حسنا وليتلاعب باعصابه قليلا
“معرفوش”
شروق “كويس يبا انده على رجالة الحته يجوا
يصطفو معاه”
اقترب رامى وهمس “لعلى”
“هدفع ياواطى وخلصنى من الحربوقه دى”
“كاااااام ياسطا”نطقها على باستغلال
فانكمشت ملامح رامى بضيق وسخط
ولكنه اردف”عشرين جنيه”
اردف رامى بغضب واشمئزاز”ليه ياخويا هو انا
هخلصك من فار لامش موافق”
“خمسين جنيه ياواطى ودا اخر كلام عندى ومستعد
اكل علقه ومدفعش جنيه زياده”ثم وجه انظاره
له فراى بعينه القبول
اردف على براحه”معرفهوش ازى بس ياشروق دا
اخويا وصحبى دا رامى صحبى وجينا متاخر من
الدرس اطريت احدفه تحت الكنبه”
رامى بغيظ”ايه تحدفه دى ياكلب هو انا كوره”
قاطعه على بسخط”اخرررص ولاكلمه زياده”
وعلى الجانب الاخر انتهى “فهد”من ارتداء ملابسه
وتناول وجبة الافطار وذهب كالمعتاد لممارسة
عمله فالايام اصبحت روتينيه خالصه نفس الزحام
والتشتت الفكرى نفس الوجوه الكالحه الهالكه من
متاعب ومشاق الحياه صعد المشروع وكان حواسه
عرفت المكان جيدا دون الانتباه لاى شئ اخر
جلس فى مكان اعتاده فوجد احدهم تجلس بجانبه
يبدو انها اعتادت الجلوس بحواره هو يعرفها جيدا
لكنها تجلس كالعاده صامته تختلس النظرات
اليه من حين للاخر
اما سما فمنذ اسبوع وهى تختار مكان بجوار”فهد”
تحس بالامان والاطمئنان بوحوده تختلس النظرات
من خلف نظارتها الطبيه ودت لو يفتح معها حديث
ذات مره كما انها اكثر من مره تفتح فاها بالكلام
لكنها تحرج وتغلقه اخيرا
لكن مهلا لما كل هذا الخزن انحفر على ملامحه
وكانه صديقه الابدى يبدو على غير الشباب الغاضبه
الصاخبه بل يبدو فى التسعين من عمره رغم لمحات
الوسامه الشبابيه والملامح الرجوليه التى ارتسمت
على محياه حسنا ستحدثه وليكن ما يكون
سما بتردد”ازي حالك يااستاذ”
بالاول لم يسمعها ولكنه استوعب اخيرا ما تفوهت به
فهد بنبره عاديه”الحمد لله!!!
لم تجد كلام اخر لتقوله ولكنها تريد فتح حديث
معه وبشده
سما”والله يااستاذ هفضل مديونه لك باللى عملته
قبل كدا”
عقد فهد جبينه بتعجب “لاحصل خير”
لايمكنها التحدث اكثر من هذا فهو على مايبدو
لها غير صبور بالمره بل ذد على هذا انه بائس
حزين’
كيف حال يدك الان؟!نطقها “رسلان”بهدوء
لتلك الجالسه امامه فبالامس اصابتها احدى اشلاء
الاطباق مسببه لها جرح سطحى داواه”رسلان”
فى الحال
ردت عطر بهدوء”الحمد لله تمام”
جلس بجانبها واخذ يرتب على كتفيها برفق فغمرتها
رائحته وهابت قربه بل توترت من نبرته الحنونه
رسلان بنبره مشبعه بالحنان”اراكى حزينه مابك
عزيزتى”
لم تجبه وظلت على حالتها فاكمل حديثه
“مارايك ان تذهبى اليوم معى الى عملى انا لااحبذ
تركك هكذا”
لم يدعها لتفكر وقبل اعلى راسها واردف “انتظرك”
بعد القليل من الوقت دخلت معه الصرح الشامخ
شركه اقل مايقال عنها انها مهيبه ولاول مره على
ارضى مصريه صعيديه
احتضن زراعيها ودخلو وسط رهبتها وزهولها حتى
وصلو اللى مكتبه اجلسها بجانبه
نظرت عطر يبدو انها ستغير تفكيرها به وتعيده من
جديد يبدو حنونا مهتما بها وبكل تفاصيلها لايريد
ان يجرحها نظراته تحمل العشق والفرح ربما لقربها
منه اصبح الصمت سيد الموقف فقط النظرات تتحدث تخفى عينها عنه للحظات ثم تقابله فتجد
بهما شغف الكون عيونه جميله ورائعه ملامحه
وسيمه للغايه ايعقل ان هذا وجه بشرى ام ملاك
اخيرا قطع الصمت المهيب رسلان “مابك عزيزتى
اقتربى اللى واجلسى بحوارى”
“لا انا مرتاحه كدا”نطقت بها عطر بخجل ونبره تحمل الاحراج ووجه محمر مرتبك
تقدم هو منها وجلس بجوارها فتزحزحت من جانبه
فتقدم فتزحزحت حتى وصلت لاخر الاريكه فقهقه
“رسلان”ضاحكا حتى ادمعت عيناه فقامت فى فزع
مرتبكه محرجه ولكنها اغتاظت منه حينما وجدته
يقهقه عليها
“بتضحك على ايه ياسم”نطقت بها بغيظ
تمالك ضحكاته واخرج من درج مكتبه صندوق اسود
جميل المظهر ومده اليها باستهمام
“ايه ده”نطقت بها وهى تعقد جبينها فتبدو فى
قمة اللطافه
“دا شيكولاته جلبتها لك خصيصا”
لمعت عيناها بفرحه كالطفل الصغير واخذالنظرات
جلست على الاريكه بينما هو جلس على كرسى مكتبه
واخذ يباشر اعماله كان يختلس بعض النظرات
لها وجدها تخرج قطعه تلو الاخرى اخذ فاهه بالاتساع مبتسما تبدو لطيفه للغايه وبداخلها
طفله مرحه مضى كثير من الوقت كان انجز به
قدرا كبيرا من اعماله انتبه لها اخيرا
تجلس بضيق انهت جميع القطع ويبدو ان التخمه
اصابتها ناهيك عن انفها وفمها الملطخ بشكل ليس
مبالغ به لكن على اى حال له اثر
اقترب منها مبتسما وجلس بجوارها
وامسك منديل ورقى واردف وهو يمسح
بواقى الشيكولاته من انفها وفمها
“زوجتى مازالت طفله صغيره”
نظرت له بغضب فاردف”وعنيده ومشاكسه”
وجهت له نظرات حانقه فقهقه واردف
وقد تحولت نظراته اللى عشق خالص”لديها عينان
حذابه وروح جميله بالنسبه لى لديها جميع المميزات
التى صنعتها لنفسى وجدتها بها”
اصيبت حواسها بالاحراج خاصة مع نبرته الحنونه
العاشقه
اردف مكملا رقد علق زرقواتيه على ملامح وجهها
رغم انها اخفضت راسها واصتبغت وجنتيها
ولكنه رفع اسفل وجهها باصبعه وباغتها بالنظرات
العاشقه
واردف رسلان بنبره حنونه “احبك”
تعلم هذا جيدا ولكنه باغتها بالاعترف انعقد لسانها
اصتبغ وجهها واللعنه حقا على هذا الخجل
لم تجبه لم تنظر له من الاساس هم باحتضانها
ولكنها نفضت يداه بنفور وتقزز واردفت
عطر بنبره كارهه”وانا بكرهك انا لسه بحب فهد
فااااااهم بحب فهد وبس!!!
الحب لعنه ابديه غريبه تصيب فى مقتل ولاتبالى
الحب ليس له تفسير انواع اصناف وصنوف الحب
اكبر اكذوبه اكبر صدق اكبر اهتمام اشياء غريبه
تركيبه عجيبه ٠مره اشد من حلاوته صدمه نعرفه
جيدا شيطان ورغم ذالك نهيم به نقترب منه لانبالى
جرح غائر ليس بايدينا شئ غير التجربه المره القاسيه ان احبك الله اعطاك جنته فالحب ايضا
مكافئه ولكنها مكافئه تزن الشعور بالجنه
لم تغب عن باله لحظه واحده صب “فهد”كل تركيزه
على مرضاه حتى لايكتب دواء بالخطأ لشخص
لاذنب له لم تفارقه صورة تلك اللعينه القصيره
ذات العيون الجميله لم يحب شكلها كما احب روحها
تذكر لحظات غضبها لحظات فرحها حتى ولو كانت
قليله لام نفسه وما شاء الله ان يلوم ايحب خائنه
باعته لرغبة تهواها من اجل تركى لعين ود لو يسحق
قلبه ويعتصره بين يديه
شعر بصداع يضرب خلايا راسه فقرر الذهاب مبكرا
رغم اقتظاظ المرضى ولكنه شعر بعدم مقدرته
على مواصلة العمل فاعتذر
وكالعاده صعد فهد الى المواصله لم تكن العاده ان
يرى تلك اللزجه باخر اليوم نظرا لانه يتاخر بل مصادفه ان يراها اليوم لمرتين على التوالى
سما بفرحه”مش ملاحظ ان فرصنا كترت اوى”
اجابها فهد بزهق “المشكله انى ملاحظ”
سما بنبره عاديه”دا لحسن حظى”
تمتم فى ذاته”ولسوء حظى”ولكنه رسم بسمه
على وجهه واجاب “متشكر جدا”
لم ترد السكوت بعد الان فسألته بتروى “بتشتغل
ايه؟!
رسم نفس البسمه وبملامح جامده اجاب”دكتور
بعيد عنك!!!
اجابته سما ببسمه”بسم الله ماشاء الله اللهم صلى
على النبى دكتور ربنا يحرسك يابنى!!
نظر لها باستغراب ولاحت بسمه على فمه
“بقولك دكتور مش لعيب كوره”
اجابته سما ببسمه مريحه”طب مادى حاجه كويسه
هو حد طايل!!
نظر لها باستغراب ولم يرد الحديث مره اخرى
بل نظر امامه بشرود
وعلى الجانب الاخر يجلس “منصور”بغيظ
انتبه حينما سمع طرق على الباب فقام وفتحه
وجد”رامى”بحاله مبعثره
منصور بغيظ”فين الفلوس ياولد”
مد رامى له المال فعده وعقد حاجبه بسخط
“نقصين خمسين جنيه ودتهم فين”
امتثل البكاء فى الحال واردف بحسره”اصل على
الواطى مرديش يخلينى ابات عنده الالما دفعت فلوس”
منصور بسخريه”لاواد فالح الصراحه الليله عنده
واقعه بخمسين جنيه شوف انت بقا ستاشر سنه
احسبهم”
مارس البكاء مجددا”نيمنى تحت الكنبه يابا برستيجى ضاع!!
قهقه منصور واردف ببسمه”ليه قطه وبعدين
استرجل ياض ومتعيطش وحقك عليا بس اقسم
بالله العظيم هتعملها تانى لعلقك من رجلك”
اما “رسلان”نظر لها بصدمه رغم غضبه وقدرته
على سحقها وسحق روحها لكن كانت لروحه راى
اخر لم يتكلم بل ارتدى جاكته الخاص بملامح جامده
وخرح من المكتب فخرجت خلفه

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية التركي والصعيدية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى