روايات

رواية البحث عن كتكوت الفصل الرابع عشر 14 بقلم شروق عمرو

رواية البحث عن كتكوت الفصل الرابع عشر 14 بقلم شروق عمرو

رواية البحث عن كتكوت الجزء الرابع عشر

رواية البحث عن كتكوت البارت الرابع عشر

رواية البحث عن كتكوت الحلقة الرابعة عشر

بعيد عنك،.. حياتى عذاب.. متبعدنيش بعيد عنك ، مليش غير الدموع أحباس، معاها بعيش
بعيد عنك..
غلبنى الشوق وغلبّني، غلبّني ولية البعد دوبنى، دوبنى
.. ـــــــــــــــــــــ
الشمس تتصاعد فى بطء وهما االثنان جالسان على االرض.. كانت نبيلة تمسك هاتفها تلتقط
العديد من الصور للحظة الشروق.. مبتسمة باعجاب بينما ظل مؤمن يتابعها وشارد.. فى
رأسه تدور اسئلة عدة ..
اهمها هل هى تعلقت به و ألى درجة..؟
وما هو مشاعره تجاهها.. شعر بأنه. مشتت ال يرى فيها غير انه فى مرحلة لمساعدة شخص
ما حتى ينهض من حياته الغير مرتبة الى حياة مهندمة..
يعترف انها طائشة باالضافة الى انها مندفعة.. و..
توقف عقله عن الشرود ليجدها تقول بصوت مرتفع نسيبا للفت انتباهه ” مؤمن.. ”
انتبه لها ليقول ” أسف سرحت .. كن ِت بتقولي اية؟! ”
اجابته ترسم ابتسامة متسعة على ثغرها ” قررت قرار جديد.. ”
رد باهتمام يحثها على التحدث ” امم اشجينى ”
نظرت له قائلة ” بص متستغربش بس انا خالص قررت اتحجب.. انا اصال كنت محجبة
زمان لغاية ما دخلت الجامعة وسيبت البلد وانا قلعته.. ”
اكملت لتقول ُمبررة ” انا قلعته لسبب واحد ان كنت بدأت ألبس تربون.. وطبعا ببقى
مخرجة نص شعرى برة ورقبتى كلها باينة.. كذا حد انتقدنى و كانوا بيقولوالى ان اللى انا
البسة ده مش حجاب وحرام.. وانى بهين الحجاب وباخد ذنب كأنى مش البساه.. فاساعتها
قررت انى اقلعه.. ”
نظر لها مؤمن يربع ذراعيه امام صدره مردفا ” مبدائيا كدة مفيش حاجة اسمها انا هقلع
الحجاب عشان مش البساه صح.. يعنى مثال ينفع شخص بيصلى العصر من كل
يوم.. فايقول ال انا هبطل اصلى الن حرام اصلى فرض واسيب التانى..
.. لما تتراجعى فى عبادتك تحاولى تتقدمى الخطوة اللى رجعتيها تانى مش ترجعي اكتر ..
فهمانى.. ”
هزت رأسها بانصات تام اليه ليقول ” انا طبعا مبسوط انك هتاخدى الخطوة دى بس اتمنى
انك. تكونى واخداها عن اقتناع يا بيال.. مش عشان حد.. ان ُت الزم تكونى مقتنعة ان الحجاب
َّال َم
ُه َّن إِ
ُرو َج ُه َّن َوَال يُ ْبِدي َن ِزينَتَ
ْب َصاِر ِه َّن َويَ ْحفَ ْظ َن فُ
ُمْؤ ِمنَا ِت يَ ْغ ُض ْض َن ِم ْن أَ
لْ
فرض : ﴿ ا َوقُل ِلّ
ٰى ُجيُوبِ ِه َّن﴾.
ُخ ُمِر ِه َّن َعلَ
يَ ْضِرْب َن بِ
َظ َهَر ِمْن َهاۖ َولْ
انهى تالوة االيات بصوته العذب.. ليكمل..
“والخمار اللى هو غطاء الرأس.. بيشمل الرقبة وال يشف وال يصف.. “.
نظرت له باعجاب شديد لتقول” صوتك جميل اوى ،.. انا لو كنت مقتنعة قبل ما اقولك بنسبة
90 فى المية.. فابعد كالمك بقيت 100 فى المية.. حقيقى شكرا لوجودك معايا يا مؤمن …

انهت جملته وهى تضم نفسها الى صدره محتضناه.. ليرفع يده يبادلها عناقها.. وبعقله ال يفهم
ما يغوط به..
..
كان اليوم االخير لنبيلة فى امتحانات الفصل الدراسى.. كأى طالبة فرحة بأنها انتهت من
الدراسة.. وستحظى على اجازتها الصيفية..
خرجت من المدرج بهدوء لتالحظها صديقتها ” كاميليا ” التى اردفت ” بيال،.. الف مبروك
على الحجاب اية الجمال ده ”
نظرت لها نبيلة بابتسامة فهى هذه المرة كانت تشعر انها تُمدح فى شئ صالح على غير العادة
لتعلق كاميليا بخبث ” تقريبا مؤمن سره باتع.. ”
اردفت نبيلة ” شكلى وقعت اوى يا كاميليا.. ”
نظرت لها كاميليا مازحة ” مكنش يبقى عندك دم.. دكتور طول فى عرض وعيون خضرة
مش عايزة تقعى.. احمدى ربك انك ما اتكسرتيش.. ”
اردفت نبيلة لتقول فى غيظ ” هللا يخربيتك.. قولى هللا واكبر ربنا يحفظه.. ”
_ ماشى يا عم هللا يسهله.. ها هتخرجى معانا تاليا فى اللجنة التانية لسة ”
نفت بهدوء ” ال مؤمن مستنينى فى الكافية.. هروحله عشان ما اتأخرش عليه.. ”
ابتسمت لها ” ماشى.. يا بيال”
ودعتها فى هدوء مغادرة متجهه نحو الكافتيريا التى يجلس بها مؤمن..
وجدته يتحدث مع احد االشخاص بالهاتف لتصمت جالسة فى المقعد الذى يقابله تنتظره
ينتهى..
انهى هاتفه ليقول مازحا ” خالص كدة براءة.. خلصتى ”
نظرت له بفرحة لتقول ” اخيرا كانت سنة طويلة ورخمة.. بص عايزين نروح سوا..
قاطعها ليقول ” ال استنى عليا.. بس حفلة التخرج بتاعتى بعد اسبوعين.. ”
ابتسمت باتساع وحماس ” الف مبروك يا مؤمن..”
رد ” عقبالك. يا بيال.. المهم انى االول هنروح نجيب لبس التخرج بتاعى من
الكلية.. وبعدين هوصلك عشان عندنا سفر الصبح بدرى.. ”
امتعضت حاجبيها ” هنروح فين.. ”
_ هنطلع اسكندرية السفرية دى تعويضا عن االمتحانات.. بالمرة القى طريقة ابعزق بيها
المكافأه بتاعت االمتياز.. ”
نظرت له بامتنان لتقول ” شكرا يا مؤمن.. انا مهما قولتلك شكرا انا مش هوفيك حقك.. ”
ابتسم ” عفوا يا بيال.. ان ِت تستهلى اكتر من كدة.. يال بينا بقى… ”
هزت رأسها ليغادرا الى وجهتهم المقبلة..
نبيلة االن تشعر انها احبته بل وعشقته.. انا عنه فمازال متشتت ال يدرى كيف يتصرف ولكن
ما وعدها ان يفعله سوف يقوم به..
༺༺༺༺༺༺༻༻༻༻༻༻
كانت تجلس فى االتوبيس المخصص للسفر فى تلك الرحالت..
اخذت تتراجع بذاكرتها.. وتلك الصدفة التى جمعتها به.. ماذا لو كان آتى زياد.. هل كانت
ستحرم من مؤمن.. تقسم انها لم تكن تشعر باالمان والسند اال عندما يكون بجوارها..
ولكنها تشعر انه متوجسا منها..
هى تعترف انها بنت هوائية واندفاعية الى حد اقصى.. ولكنها ألجله غيرت من ذاتها
تماما.. ألجله فقط ..
بينما هو يفكر عكسها تماما.. فبالتأكيد هو يشعر انها احبته.. ولكن ان لم يكن هو يبادلها
االعجاب فالما اصطحابها الى هنا.. يحاول عقله االنكار ولكن كل شئ يعكس ذلك..
لم ينكر انها ايضا غيرت من نفسها.. الكثير والكثير..
اقترح قلبه على عقله ان يضع هدنة بينهما واعطائها الفرصة.. ليتأكد من حبها..
” مؤمن ”
التفت اليه سريعا ليقول ” نعم.. ”
_ مالك؟!
_ مفيش سرحت شوية
نظرت له بمشاكسة ” بقيت بتسرح كتير يا مؤمن.. بدأت تقلقنى “.
نظر لها يرسم ابتسامه على ثغره.. ليقول مطمئنا ” متقلقيش طول ما مؤمن جنبك يا بيال.. ”
احتضنت كتفه االيسر وهى تسند رأسها عليه برقة.. حتى تسقط فى نومها المعتاد فى
السفر.. بينما هو ايضا فضل ان ينام حتى يريح عقله من التفكير..
..
” بيال.. اصحى وصلنا.. ”
تثأبت بنعاس لتهم برفع رأسها تفيق ..
لتقول ” هو احنا هننزل فين فى اسكندريه.. ”
” شقة فى المعمورة.. ”
ابتسمت بفرحة مردفة ” ياه كان نفسى اوى اروح شاطئ المعمورة يا مؤمن.. ”
تحدث ” هنروح الشقة االول بس وبعدين نروح الشاطئ.. ”
..
وقفت امام احدى الشقق السكانية فى المنتجع لتجده يخرج مفتاحها من جيب بنطاله.. ليفتحها
بهدوء يدخل وهو يقول يحثها على الدخول ” ادخلى يا بيال.. ”
نظرت نبيلة حولها لتجد الشقة مرتبة.. بالرغم انها مغلقه كانت رائحتها ُمعطرة ..
اثاثها قديم.. وبسيط.. ليقول ” اية رأيك حلوة؟ ”
نظرت له تهز رأسها بايجاب ” اه.. بس دى انت مأجرها يا مؤمن؟! ”
هدر انفاسه وهو يقول ” ال العمارة كلها بتاعة امى هللا يرحمها.. كانت ورثتها عن جدى وانا
ورثتها عنها.. كل الشقق متأجرة ما عدا الشقة دى.. عمرى ما سكنت فيها حد.. ”
اتجه يفتح باب الشرفة ليقول وهو يجلس على الكرسي الذى بها.. ” فى 2010 كنا سكانين فى
غزة.. ساعتها محسناش غير بالقصف اللى فجر القرية كلها.. راح وقتها ابويا.. وامى
خدتنى كنت طفل عندي 13 سنة .. وامى كانت ست قوية وقدرت تقف على رجليها بعد ما
شافت ابويا بيستشهد على ايديها..
والشيخ عثمان اللى شوفتيه ده هو اللى ساعدنا وخرجنا لغاية حدود سنيا..
امى جت للعمارة بتاعتها هنا و كانت دور االب واالم وكل حاجة فى حياتى .. وجريت فى
اوراق الجنسية عشان تخليتى الحق وميفوتش من عمرى سنة.. ودخلت طب وحققت حلمها
وحلمى.. وكان الزم اسيبها واسافر عشان التنسيق جابنى القاهرة..
لغاية فى سنة 2020 وانتشر وباء كورون ا.. وتوفت بيه.. على ايدى ومعرفتش اعملها
حاجه… حتى امنيتها اللى وصتنى بيها مقدرتش اعملها كانت نفسها تدفن جانب ابويا فى
ارضه… بس معرفتش اعمل كدة.. ”
تنفس بقوة و يمسح تلك الدمعة الهاربة من عينيه..
لتتقدم منه نبيلة تضم رأسه الى صدرها.. وهى تقول ” هى فخورة بيك يا مؤمن.. ان َت
خالص هتتخرج وهتبقى الدكتور اللى هى كانت نفسها تبقى عليه.. ”
قال بصوت متحشرج باكى.. ” كنت ضعيف اوى وهى بتحتضر قدامى وانا مفيش فى ايدى
اى حاجه اعملها… حسيت انى مليش اى قيمة من غيرها.. ”
ربتت على ظهره لتقول وهى ترفع وجهه وموجهه كالمتها له ” انت قولتلى انهم فى مكان
احسن.. بابا وباباك ومامتك كلهم فى مكان حلو.. وقولتلى كمان انه قضاء ربنا وقدره واحنا
ملناش غير اننا نصبر.. صح؟ ”
هز رأسه فى ايحاب لتقول له ” ان شاءهلل ربنت يجمعنا بيهم فى الجنة.. ”
انهت كلماتها محتضنة رأسه وهى تربت على ظهره فى حنان..

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية البحث عن كتكوت)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى