رواية الإعصار الفصل الثاني عشر 12 بقلم زينب محروس
رواية الإعصار الجزء الثاني عشر
رواية الإعصار البارت الثاني عشر
رواية الإعصار الحلقة الثانية عشر
ماهر : اه عمر زوجها .—————– تحولت ملامحه تماما و كانت غير مبشرة و شد على ايده بغضب ، لكنه و بسرعة قدر يظهر ملامح اللين لأنه مش لازم يغلط دلوقت او يقول حاجة تدمر كل اللى هو بيخططله أبتسم و قرب من عليا و ضمها ليه بتملك و قال : أنت غلطان ملك تبقى مراتى أنا مش عمر
ماهر باستغراب : ملك ؟!!
رائد : اه ملك مراتى و حبيبتى ، كان بيتكلم و هو بيبص لعليا بحب .
ماهر و فاتن بصوا لعليا باستغراب و هما مش فاهمين حاجة ولكن ماهر حس أن فى غموض فى الموضوع و فهم من ملامح عليا أنها قلقانة و خايفة من حاجة ففضل السكوت و قرر أنه يستفسر منها فيما بعد .
الصمت كان سيد الموقف لحد ما رائد قال : اه صح يا حبيبتى مقولتيش مين عليا
عليا بلعت ريقها و قالت بتلعثم : دى دى تبقى بنت خالتى .
رائد باستغراب و خصوصاً أنه سألها من شوية و قالت إنها صاحبتها : أول مرة اعرف أن ليكى خالة .
عليا : ما هو أصل …. أصل
رائد : أصل ايه ؟
عليا بتذكر و بتحاول تكون طبيعية : اه أصل كان فى مشاكل بين خالتى و ماما فمكنش فى تواصل بينهم بس انا و عليا دايما على تواصل .
رائد أبتسم و قال : اه … شىء جميل .
عليا ابتسمت بمجاملة و بصت لماهر اللى شافت فى عيونه أسئلة كتير .
أما ماهر حس بتوتر الموقف فقرر ينسحب فقال : طيب نستأذن احنا بقى .
رائد : انتوا لحقتوا تقعدوا
عليا بسرعة : أصل هما كانوا بيطمنوا على عليا منى عشان متقبلوش من زمان و كمان مش قادرين يتواصلوا معاها .
ماهر استغل كلامها و قال و هو بيعطيها فونه : معلش يا مدام ملك تسجلى رقم عليا عشان نكلمها و نطمن عليها .
عليا خدت الفون و سجلت رقمها ، و طلعت معاهم هى و رائد يوصلوهم للباب .
كان بيحاول ينام بس مش جايله نوم و بيفكر فيها و فى كلامها و أسلوبها و ريأكشنات وشها أستغفر ربنا و حاول ينام بس مش عارف ، الحوار كامل بيتردد فى ودنه ، سمع صوت الباب بيخبط فسمح بالدخول كانت ريتان لابسة بيجامة بنفسج و رافعة شعرها قطتين ،أبتسم على مظهرها و قال : تعالى يا ريتا
قربت و قعدت جنبه على طرف السرير و قالت : أنا مش عارفة أنام
وليد : الحال من بعضه يا جميل
ريتان : طب تيجى نخرج الجنينة شوية ؟
وليد : لاء طبعا الجو دلوقت برد جدا ….. سكت شوية و رجع كمل : ما تيجى احفظك القرآن
ابتسمت و قالت : يا ريت ، بس دلوقت ؟
وليد : اه و ايه المشكلة ؟
ريتان وهى بتقوم بحماس : مفيش مشكلة ثوانى و راجعة .
بعد عشر دقايق كانوا قاعدين سوا بيقرأوا فى المصحف واستمر الوضع دا لحوالى ساعة لحد ما وليد حس أنها عايزة تنام فقال : كفاية كدا النهاردة يا ريتا و نكمل بكره أن شاء الله
ابتسمت و قالت : اوك ، أنا اصلا نعسانة
وليد : خلاص يلا تصبحى على خير
قفلت المصحف و قامت مشت خطوتين و بعدين رجعتله تانى و قالت : كنت عايزة اسأل على حاجة
وليد : قولى
ريتان : هو لو حد كان عايز يضر حد او يسببله مشاكل و تراجع قبل ما يكمل اللى فى دماغه ممكن الشخص التانى لو عرف بنواياه يسامحه ؟
وليد بشك : اشمعنا السؤال ده ؟
ريتان :أبدأ كنت قرأت السؤال دا على الفيس ، فقولت أسألك بما إنى معرفتش الإجابة .
وليد : اها …… و الله هو على حسب يعنى لو الحد دا كان قريب منى فأنا أكيد هزعل منه أنه فكر فى حاجة زى كدا و احتمال اخد موقف لأنه ممكن يتجرأ و يعمل حاجة زى دى و يكملها للنهاية و يضرنى فأكيد هبعده من حياتى او بالنسبالى عمره ما هيكون شخص قريب منى زى الأول أما لو الشخص دا غريب فهحاول اعرف السبب و ساعتها هتكون ردة الفعل على حسب … دا بالنسبالى لكن غيرى رد الفعل ممكن يكون مختلف . و برده رد فعل الشخص التانى هيختلف حسب الضرر الموجه ليه ، بس الخيانة بتبقى صعبة من القريبين و غالبا بيكون فيه كسر قلب الشخص التانى و كما ثقته هتنكسر فى الشخص اللى الضربة اتوجهت منه ، فهمت .
ريتان : اه فهمت ، تمام تصبح على خير .
الوقت كان اتأخر و حس بالجوع من الصبح مأكلش بص فى ساعته كانت الساعة 3 قام يشوف حاجة فى المطبخ ياكلها و هو نازل شاف نور الصالون مفتوح ف راح يقفله شاف عليا قاعدة بتقرأ قرآن أبتسم و سابها و راح المطبخ يجهز أكل ، هو عمره ما دخل المطبخ وقف محتار يعمل ايه فسمع صوت من وراه : ممكن اساعد فى حاجة ؟
عمر لف بسرعة و قال : عليا .. انا آسف قلقتك
عليا : لا ابدا انا اصلا ما كونتش نايمة
عمر: اه ما أنا قصدى قطعت قراءتك للقرآن
ابتسمت و قالت : لاء أبدا و لا يهمك ، تعالى انت انا هحضرلك الأكل
عمر :لا لا مش عايز اتعبك معايا .
عليا : و لا تعب و لا حاجة انا شاطرة و شغلى يعجبك
ضحك و قال : خلاص براحتك اتفضلى .
جهزت الأكل و طلعت و سابته و مأخدتش بالها من اللى متابعهم و بدأ يشك أن فى حاجة فعلا بينهم .
قرر أن يروح يوصل الظرف قبل ما يروح المشفى و زى المرة اللى فاتت كانت نظرات الناس ليه غريبة لكنه مهتمش و قرب من رجل الخضار و قبل ما يدخل العمارة أعتذر منه على أسلوبه معاه امبارح و بعدين طلع شقة العم مصباح و رن الجرس ثوانى و فتحتله بنت فى بداية العشرينات بشرتها قمحية و عيونها بنى غامق و لفة طرحتها بالطريقة السورية و قبل ما ينطق هى قالت : افندم ؟!!
اتنحنح و قال و هو بيحاول ميبصلهاش : دى شقة العم مصباح ؟
نازلى بحزن : اه ، مين حضرتك ؟
وليد : انا وليد …… و طلع الظرف من جيبه و و مد ايده ليها .
نازلى : دا ايه ؟
وليد : الظرف دا لحضرتك ، الدكتور عمر باعته .
نازلى : ايوا بتاع ايه يعنى ؟
وليد : معرفش يا آنسة انا زى ما استلمته سلمته .
اخدته منه و شكرته من غير ما تعرف الظرف فى ايه ، و هو استأذن و مشى .
بعد ما نامت حوالى خمس ساعات على الكنبة رقبتها وجعتها لأنها مش متعودة بس انجبرت تعمل كدا عشان متنامش جنبه أما هو كان لسه نايم ، استغربت نومه دا كله هو نايم قبلها و أديها صحت و هو لسه نايم و بعمق متعرفش أنه نايم بعدها و إن بيجهز لنهايتها ، قامت أخدت شور و صلت الصبح و خرجت تشوف فهد اللى كان صاحى و بيتفرج على فيلم كرتون بعد ما عمل زى ما هى علمته أنه يتوضى و يصلى و يبدأ يومه بقراءة القرآن ، اخدته و نزلت الجنين كان عمر قاعد و بيشتغل على اللاب و لما شافهم أبتسم و قال بود : صباح الخير
عليا : صباح الخير يا عمر
عمر : اومال فين رائد ؟
عليا : لسه نايم
عمر بص فى ساعته و قال : طب انا هطلع اصحيه عشان ليه علاج المفروض ياخده بعد الفطار و الساعة داخلة على عشرة .
ساب اللاب بتاعه مفتوح و طلع و هى جالها فون من رقم غريب فطلبت من فهد يستناها على ما تتكلم فى الفون و ترجعله بسرعة كانت بتتكلم و هى بتتمشى فى الجنينة .
ماهر : السلام عليكم
ردت عليا بعد ما عرفت الصوت : و عليكم السلام ، إزيك يا ماهر
ماهر : الحمد لله يا عليا ، انتى اللى أخبارك ايه يا عليا
عليا : الحمد لله يا ماهر انا كويسة ، عارفة انى كنت قليلة ذوق معاكم إمبارح و انى كذبت عليكم .
ماهر : عليا انا خايف عليكى انتى زى أختى و اللى شوفته امبارح دا مش مريحنى انا حاسس أنك فى وضع أصعب من سمير
عليا : بصراحة يا ماهر هو الوضع غريب شوية بس أنا و الله كويسة و هما ناس كويسين .
ماهر : عليا انا عايز افهم كله حاجة و كونى صريحة و انا فى ضهرك و مش هتخلى عنك أيا كانت المشكلة .
عليا : حاضر يا ماهر .
بدأت تحكيله كل حاجة من لما شافت رائد لحد ما وصلت كندا و قابلتهم و أن رائد هو زوجها مش عمر و ان عمر بالنسبة رائد زى أخوه و هى كمان بتعتبره أخ .
كان خارج من الحمام فسمع صوت عمر على الباب فسمح له يدخل و عمر لما شافه قال : كويس أنك صحيت كنت جاى اصحيك يلا ألبس و تعالى احنا تحت .
رائد : و مراتى فين ؟
عمر : عل…. قصدى ملك تحت مع فهد
رائد : طيب انا جاى وراك اسبقنى .
عمر سابه و نزل أما رائد كان بيلبس و بيتوعد لعليا او الأصح لملك بحساب عسير عشان تبقى تفكر مليون مرة قبل ما تتجرأ و تخونه او حتى تفكر تعمل حاجة تضايقه.
نزل على صوت ضحك عمر مع فهد و عليا بتساعد الخدم و بتحط الفطار على السفرة و فجأة حست بحد بيحضنها من ضهرها و بيقول : صباح الخير يا حبيبتى .
من غير ما يتكلم هى عرفته من ريحة برفانه اللى بتكرها، كانت محروجة جدا من الموقف قدام الخدم و عمر و فهد ، بعدته عنها براحة و قالت و هى بتكمل رس الأطباق : صباح النور و سابته و شدت كرسى و شاورت لفهد و قالت : تعالى يا حبيبى عشان تفطر ، و بصت لعمر و رائد و قالت : و انتوا كمان .
رائد كان قاعد على الكرسى الأساسى و عمر على يمينه و فهد على شماله و عليا جنب فهد ، و كل شوية يتقصد يطلب منها تناوله حاجة و هو بيناديها بحبيبتى و كأنه بيحاول يثبت حاجة ، أما عمر كان مستغرب من طريقة رائد فى الفترة الأخيرة و خصوصا أنه عمره ما كان بيتعامل كدا مع ملك ابدا ، هو اه كان بيحب ملك تعود و بيعاملها حلو بس مش للدرجة اللى بيعامل بيها عليا .
كانت بتشيط و عايزة تولع فيه ازاى يبعتلهم فلوس ، هما مش محتاجين حاجة من حد ، هما كبار كفاية عشان يقدروا يسرفوا على نفسهم من ساعة ما نازلى سلمتها الظرف و هى راحة جاية .
نازلى : يا بنتى ما تتهدى بقى
ليان : انا مش ناقصاكى انتى كمان ، بتاخديه ليه ؟
نازلى : مكنتش اعرف فيه ايه
ليان : طيب اتنيلى البسى عشان نتزفت نشوف مين دا اللى جابه
نازلى : اسمه وليد
و هما خارجين من الشقة لمحت تحت رجلها كارت لما شالته لقت مكتوب عليه : وليد المصرى و عليه عنوان المشفى .
بعد ما خلص شغله و تقريبا بيقفل فى الورق اللى فى أيده عشان يمشى لكنه سمع صوت زعيق فقام عشان يشوف فى ايه و فى نفس اللحظة اللى كان هيفتح فيها الباب فى حد فتحه من برا جامد لدرجة أنه اتخبط فى وشه و أنفه نزف بسبب تأثير الخبطة و للصراحة مكنش غير ليان هى اللى عملتها اتفاجأت لما شافته و هو كمان بس لما شاف نازلى وراها أعتقد أنهم جيران لما أفتكر اللى حصل معاهم امبارح ، اتكلمت و كأنها معملتش حاجة : أنت بتهبب ايه هنا ؟
بصلها بطرف عينه و مردش و قرب من مكتبه يجيب مناديل عشان يمسح الدم بس كانت خلصانة فقال : بعد إذنك يا محمد هاتلى مناديل قبل ما محمد يتحرك نازلى طلعت علبة مناديل قالت : اتفضل أنا معايا .
اخد منها و شكرها أما ليان قالت : ما أنت لسه بتتهبب تكلم أهو اومال مش بترد عليا ليه ؟
طنشها و مردش أما محمد هو اللى قال : ما تحترمى نفسك يا آنسة انتى مش عارفة بتكلمى مين ؟
بصتله بغيظ و قالت : هو أنا وجهتلك كلام يا اسمك ايه ، و لا هو عينك المحامى بتاعه؟
محمد أستغفر فى سره و قال موجه كلامه لوليد : اطلب الأمن يا دكتور وليد ؟
وليد قال و هو بيتحرك يقعد على مكتبه : روح أنت يا محمد اعمل اللى قولتلك عليه و أنا هتصرف معاها .
بعد ما محمد خرج قالت باستنكار : هو انت بقى سى وليد ؟
وليد بصلها و مردش و بعدين بص ل نازلى و قال : اتفضلى يا آنسة اقعدي .
ليان بغيظ : هو انت بتيجى لعندى و تتخرس ؟ ما ترد عليا هو أنا بكلم نفسى ؟
رجع ضهره لورا و قال : اقعدى بس و وطى صوتك عشان تخرجى من هنا على رجلك
ابتسمت بسخرية و قالت : لاء يا واد خوفتنى الحقى يا نازلى رجلى مش شايلانى
خبط على المكتب بعصبية و قال : ما تتزفتى تقعدى و قولى جاية ليه و إلا أمشى من هنا مش فاضيلك .
خافت من نبرته و قعدت بس برده لسه بترسم الشجاعة و الجرأة و قالت و هى بتعطيه الظرف : احنا مش محتاجين مساعدة من حد ، احنا مش متسولين عشان تعطف علينا احنا نقدر نصرف كويس على نفسنا و مش محتاجين مساعدة من اى مخلوق .
وليد مسك الظرف و قال : طب و أنا اعمل ايه مش فاهم ؟
ليان : فلوسك وفرها لنفسك
وليد حط الظرف مكانه و قال : أولا الظرف مش ليكى هو للآنسة ليان ثانيا …
قبل ما يكمل هى قالت بسخرية : دا على اساس أنا مين ؟ عطية ؟
أبتسم على الكلمة و قال : أنا قصدى الآنسة معاكى .
ليان : اه دا فى سوء تفاهم ، بص يا وليد …
وقفها هو المرة دى : وليد ؟!!!
ليان : اه وليد و لا ليك اسم تانى .
وليد : لاء وليد ، بس احفظى الألقاب
ليان بغيظ : يا دكتور وليد ، أنا ليان و هى نازلى
وليد : اه تمام ، اللغبطة عندى بس أيا كان لازم تعرفى أن الظرف مش منى هو من الدكتور عمر .
ليان : أيا كان برده الفلوس دى متلزمناش ، عن إذنك .
اليوم مر على عليا و هى بتتهرب من رائد ، و بتتحجج أنها إما بتساعد فهد فى الدراسة و إما بتشتغل فى المطبخ و بتحاولى تلهى نفسها على قد ما تقدر عشان متقعدش هى و هو فى مكان واحد ، الليل كان دخل و رائد قال أنه خارج رايح مشوار ، عليا فرحت لما قالها بس متعرفش أنه بيخطط لهلاكها و إن دا ممكن يكون آخر نهار يعدى عليها ، قررت تخرج و هى و فهد يقعدوا فى الجنينة على الأرض و يشعلوا نار تدافيهم و هما قاعدين يكلموا و يضحكوا فهد نعس على رجل عليا و سمعت عمر من وراها : ممكن اقعد ؟
ابتسمت و قالت : اه طبعا اتفضل
قعد على بعد مناسب منها و بعدين قال : الجو النهاردة أقل برودة شوية
عليا : اها ، و لما الجو بيكون برد و تقعد قدام النار شعور الدفى بيكون حلو اوى .
عمر : اه أنا كمان بحب اعمل كدا فى الشتا ….. سكت شوية و بعدين قال : عليا هو أنا ممكن أسألك سؤال لو مش هتزعلى؟
عليا : اتفضل
عمر : ماهر و فاتن يقربولك ايه ؟
عليا سكتت شوية تفكر فى الماضى ، و عمر أفتكر أنها زعلت من سؤاله فقال : أنا آسف لو ….
عليا منعته يكمل لما قالت : أخو سمير طليقى .
سكتوا الاتنين و بعدين عمر قال : ليه حاسس أن فى كلام عايزة تقوليه ؟ ، لو عايزة تتكلمي أنا هسمعك للأخر
فعلا كان نفسها تتكلم و تخرج كل اللى جواها فاتنهدت و قالت : كنت طفلة فى اللفة لما أهلى باعونى مقابل الفلوس ، استغنوا عنى عشان خاطر الفلوس مش عارفة إذا كان فى سبب خلاهم يعملوا كدا و لا لاء بس أيا كان مفيش و لا مبرر يخلى الام تبيع ضناها …. مفيش مبرر يخلى الاب يستغني عن قطعة من روحه …. كبرت عند ناس كويسين كانوا بيحبونى اوى و أنا كمان …. كنت متعلقة بيهم و ما كنتش اعرف أنهم مش اهلى الحقيقين لحد ما وصلت عشر سنين أمى ماتت و بابا اتجوز واحدة تانية شوفت على إيدها كل أنواع الض”رب و التع”ذيب لمجرد أن بابا كان بيحبنى أكتر من بنتها ….. كانت بتعدى ايام من غير لقمة واحدة أكلها …..كانت بدل صباح الخير كانت بتض”ربنى و بدل ما تقول تصبحى على خير كانت بتخلى الحزام هو اللى يقول لما يعلم على جس”مى …. كانت مانعة عنى المصروف و الخروج إلا للضرورة …. كانت بتوقفنى مع الخدم اشتغل فى المطبخ و لما بابا كان بيسافر كانت بتعطيهم إجازة و أنا اللى اشيل شغل الفيلا كامل و دا بجانب دراستى اللى كانت عايزة تمنعنى منها …… كانت بتعدى عليا أيام من غير نوم عشان أخلص اللى ورايا ، واحدة واحدة خلت بابا يكره”ني و مرة و هو بيخانقنى طردنى من البيت و قالى انى بنت شوارع و مليش حد و انى رخي”صة و رغم الإهانة دى بس مكنش عندى مكان أروح عليه اتحايلت عليه و عليها و بوس”ت رجلهم لحد ما وافقوا أفضل عندهم و لكن كخدامة …..و رغم دا كله كنت بذاكر عشان لما أكبر اعرف اشتغل و اصرف على نفسى ، فضلت عايشة خدامة 8 سنين لحد ما وصلت 18سنة و
دخلت كلية آداب اسكندرية و بابا مات و مراته رمت”نى فى الشارع مكنش عندى مكان اروحه غير بيت عمى اللى اصلا كان بيك”ره بابا وبيك”ره البنات ….. و كملت هناك 4 سنين ع”ذاب بس كان أخف شوية بسبب مرات عمى و ابنها اللى كانوا بيهونوا عليا أيامى و حزنى ، لكن كالعادة كل اللى بحبهم بيسبونى ابن عمى سافر يكمل تعليمه برا و فى آخر سنة فى الجامعة كان فى دكتور متعين جديد و أعجب بيا بس أنا لاء لأنى كرهت صنف الرجالة كلهم باستثناء واحد بس مكنش موجود عشان يحمينى او حتى يهون عليا ، و من حظى او خلينا نقول القدر خلى سمير الدكتور اللى أعجب بيا ابن رجل الأعمال اللى كان شريك عمى و لما عمى عرف مترددش ثانية أنه يجوزنى و يخلص منى و مرات عمى مقدرتش تعمل حاجة و عشان أوافق اتجوز دخلوا عليا من بابا أنه محتاجنى جنبه لأنه مريض و مفيش قدامه وقت كتير و هيفارق الدنيا و أنه هيكون بس مجرد جواز صورى ، و بالفعل أنا وافقت و عدا شهر و التانى و التالت و بدأت اتعود على وجوده و لأنه قدملى الدعم و الاهتمام اللى كنت محتاجاه و لأنه عوض النقص اللى فى حياتى فكرت انى بحبه و لما قال نخلى جوازنا طبيعى وافقت و كنت دايما بدعى ربنا يشفيه لحد ما يوم جه و قالى أن الورم اللى كان عنده خف من العلاج و هو أساسا معندهوش تعب و لا غيره و بدأت أعيش معاه أجمل أيام حياتى و قولت أن الدنيا بدأت تضحكلى لكن مع الأسف كانت بتجهز لمعاناة جديد و بعد سنة و نص من جوازنا و عدم الإنجاب و لف على الدكاترة عشان نعرف ايه السبب ، لكن كل الفحوصات كانت بتبين أن مفيش حد فينا عنده مشكلة ، قرر أنه يتجوز عشان يبقى أب و أنا مكنتش معترضة بس جوازه و أنا على زمته لاء يطلقنى و بعدين يعمل اللى هو عايزه هو اه شرع ربنا أربعة بس أنا مش هستحمل يتجوز عليا بس كالعادة كلامى كان زى قلته ما كنش من نصيبى غير الض”رب و الذ..ل و الإهانة و خصوصا لما مراته التانية خلفت و بدأوا يعيرونى انى مع”يوبة و انى عقيمة رغم أن ده بتاع ربنا ، ما كنش حد فيهم بيحبنى او مهتم لامرى غير ماهر بس هو كمان مكنش قادر يتكلم ،….. بدأت أزن على ودانهم انى عايزة أطلق و انى مش حباهم كنت مرة بض”رب و مرة ات”شتم و لكن زى ما بيقولوا الزن على الودان أمر من السحر و بعد محاولات كتير أطلقت و سافرت القاهرة بعيد عن الكل و بدأت اشتغل مترجمة فى شركة أجنبية و قدرت أعيش شهرين لوحدى فى وسط ناس معرفش حد فيهم بس كنت مستريحة بعض الشىء عن الأول .
سكتت شوية تمسح دموعها و كملت و هى بتبتسم بسخرية : سمير مقدرش يعيش من غيرى او الأصح خلينا نقول من غير جس”مى بعت رجالته يدوروا عليا عشان يلحق يردنى قبل ما العدة تخلص …. و عرفوا مكانى و رجعونى و كالعادة سلموا عليا بالض”رب و فى يوم كتب الكتاب ماهر و الدادة ساعدونى انى أهرب من هناك و من سجنهم ، و دلوقت بعانى من جديد مع رائد .
خلصت كلامها و ارتفع صوت شهقاتها و دموعها كانت بتنزل زى الشلال ، و عمر كمان دمع و هو بيسمعها و صعبت عليه ممكن عشان بتفكره بحد عزيز على قلبه قصته فيها شبه من قصة عليا ، مسح دمعة نزلت منه و كان هيتكلم يقول حاجة تضحكها أهو يخفف عنها شوية و لكن منعه صوت البركان الهايج اللى وراه .
كان رائد واقف متعصب جدا و عروقه بارزة و عيونه سودا و صرخ بصوت زى الرعد : ملك .
اتفزعت عليا من صوته و بصت وراها بسرعة .
يا ترى مين رائد سمع كلام عليا ؟
هل عمر و عليا ممكن يجمعهم القدر ؟
هل فى حد فى حياة عمر ؟
هل رائد ينهى وجود عليا ؟
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
الرواية كاملة اضغط على : (رواية الإعصار)