روايات

رواية خطى الحب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم أسماء إيهاب

رواية خطى الحب الجزء الرابع والعشرون

رواية خطى الحب البارت الرابع والعشرون

رواية خطى الحب الحلقة الرابعة والعشرون

يصدح صوت الاجهزة الطبية الموصلة بتلك الغافية لا تدري عن الواقع شئ بعد ان تم نقلها الي المشفي بواسطة عزالدين الذي يقف بوجه ممتعض بالحزن يراقب وضعها الحالي من خلف زجاج غرفة العناية المشددة بأعين خاوية للحظة اعتقد انها فقدت الحياة حين اقتحمت رجال الشرطة مقر شوقي و هو معهم و وجدها متسطحة علي الارض تسيل منها الدماء بغزارة حتي انه تجمد بمكانه ناظراً اليها بصدمة غير قادر علي التحرك و لو قيد انملة لا تسعفه قواه لتخطي هذا المشهد الدموي الذي ارتج له قلبه و لم يفق الا حين رأي اشارة منعم له ان يقترب منها غير قادر علي سماع كلمة واحدة منه و لكنه اسرع دون تفكير متقدماً نحوها امسك برأسها بايد مرتجفة ينادي بها حتي تستيقظ و لكن لم يجد منها اجابة حتي انفاسها كانت منقطعة ليستجيب لصراخ منعم به ان يستفيق و يأخذها الي المشفي حتي يتصرفون مع شوقي و رجاله حملها بصعوبة بالغة رغم بنيته القوية الا ان خوفه عليها اهلكت قوته ، تنهد بقوة و هو يتململ بوقفته بعدم راحة و هو يجدها غارقة في عالم اخر بعد ان خرجت من عملية جراحية لاخراج الرصاصة التي اخترقت صدرها مرر يده علي الزجاج و كأنه يتلمسها من خلاله ، انتبه الي تلك اليد التي ربتت علي كتفه بحنو التفت ليجد السيد سعد يقف خلفه يربت علي كتفه مواسياً اياه و للعجب ارتمي عزالدين يحتضن جده بقوة لعله يبث له بعض القوة هامساً باختناق :
_ انا خايف علي ريحان
خرج السيد سعد من صدمته لاحتضان عزالدين سريعاً يضمه اليه شاعراً بسعادة غامرة و هو يري مبادرة عزالدين الطيبة اتجاهه مرر السيد سعد يده علي ظهره قائلاً :
_ اهدي يا عز الدكتور طمني عليها الصبح هتكون فاقت باذن الله
ابتعد عزالدين عنه يصك علي اسنانه و هو يشير بيده الي ريحان ينبهه علي تلك الكدمات و الضمادات الطبية المغطيه لجروح وجهها قائلاً بصوت حاد :
_ انت مشوفتش هي جاية ازاي وشها مكنش باينله ملامح الدم مغرق وشها
تنفس بهدوء حتي يهدئ الغضب الثائر بقلبه ثم هتف متسائلاً دون ان يلتفت :
_ عملوا اية في شوقي و معاذ فين
تنهد السيد سعد بثقل و حسرة علي ما اقترفه حفيده بحق نفسه قائلاً :
_ شوقي و رجالته اتقبض عليهم و معاهم معاذ كمان لانه كان من ضمن رجالة شوقي و مستنين ياخده اقول ريحان لما تفوق بالسلامة
التفت اليه عزالدين بصدمة جلية علي وجهه ثم مرر يده علي شعره يجذبه بعنف قائلاً :
_ يعني اية معاذ اتقبض عليه يعني معاذ هيتحبس زيه زي الناس دي
ربت السيد سعد علي كتفه من جديد هاتفاً بهدوء حتي يطمئن :
_ هيخرج منها ان شاء الله متقلقش
زفر عزالدين بقوة و هو يراقب ريحان من خلف الزجاج من جديد رغم معرفته باحتمالية افاقتها في الصباح الا انه فضل ان يراقبها حتي يطمئن قلبه الملكوم عليها تجمد جسده و هو يري اصابعها تتحرك كان يظن بالبداية انه يتخيل ذلك من شدة انتظاره لاستيقاظها و لكن تكرر ذلك الفعل حين رفعت اصابعها مع يدها بوهن و كأنها تناجي احد ثم ارتمت يدها الي جوارها غير قادرة علي الصمود لتزداد دقات قلبه بسعادة و هو يهمس مبتسماً بامل :
_ ريحان بتفوق
انتبه السيد سعد الي همس حفيده و اتجه بنظره نحو تلك المتسطحة بالداخل لا حول لها و لا قوة ظناً منه ان حفيده يتوهم و ما كاد ان يتحدث حتي وجده ينطلق نحو غرفة الطبيب المسئول عن حالتها
و فور ان اذن الطبيب له بالدخول فتح الباب و تقدم من الطبيب مشيراً بيده الي الخلف قائلاً بلهفة يتحللها الرجاء :
_ دكتور من فضلك تعالي شوف ريحان حركت ايديها و بتفوق
انطلق معه الطبيب نحو ريحان بالعناية المشددة و دلف خلفه عزالدين حتي يطمئن عليها ، فحصها الطبيب و تأكد من المعدلات الحيوية ثم نظر نحو عزالدين المراقب يتلهف قائلاً بابتسامة :
_ المدام فاقت و بخير الحمد لله
همهمت ريحان بألم و هي تنظر نحو الطبيب ثم توجهت بنظرتها الزائغة بارهاق نحو زوجها الذي تقدم نحوها يقف الي جوارها يمرر عينه عليها بسعادة انها الآن بخير جلس علي عقبيه جوار الفراش و مرر يده علي خصلات شعرها هامساً بحنو :
_ حمد الله علي سلامتك يا حبيبتي
همهمت مرة اخري و هي ترفع يدها نحو جُرحها هامسة بصوت خافت مرهق :
_ انا موجوعة يا عز
نظر عزالدين نحو الطبيب بقلق الذي فهم نظراته مجيباً علي تساؤله الصامت قائلاً بجدية :
_ دا طبيعي متقلقش انا هبعت ممرضة تديلها مسكن للألم
خرج الطبيب من الغرفة بعد ان اطمئن عليها تاركاً خلفه عزالدين ينظر اليها بحنان و لازال يمرر يده بخصلات شعرها ثم امسك بيده الاخري يدها يقبلها برقة قائلاً بحب :
_ قلقتيني عليكي اوي يا ريحان
نظرت اليه بضعف بينما ظهرت ابتسامة لطيفة علي ثغرها تهمس بحزن :
_ كنت فاكرة اني مش هشوفك تاني يا عزالدين
جلس علي طرف الفراش الخاص بها ثم رفع يدها يقبلها من جديد قائلاً بتلهف :
_ بعد الشر عليكي يا حبيبتي انا كنت بموت من ساعة ما شوفتك هناك
تنهد بقوة قبل ان يتمتم برضا :
_ الحمد لله انك بخير
في تلك الاثناء دلف الي الغرفة السيد سعد يتكأ علي عصاه ثم ابتسم الي ريحان هاتفاً بسعادة :
_ الف حمد الله علي سلامتك يا بنتي
هتفت ريحان بهدوء و امتنان :
_ الله يسلمك يا جدو
وصل الي جوارها بالضبط و انحني يقبل قمة رأسها قائلاً بهدوء :
_ الدكتور طمني عليكي الحمد لله
تمتمت بالحمد لله و هو تبتسم اليه ليربت السيد سعد علي كتف عزالدين منبهاً اياه قائلاً :
_ طيب يا ولاد انا ورايا مشوار مهم و هرجعلكم تاني
اومأ اليه عزالدين شاكراً اياه و راقبه و هو يخرج من الغرفة ثم انتبه الي تأوه ريحان بألم التفت اليها بقلق لتتحدث هي بضيق و شعور الألم يجتاحها :
_ الوجع صعب اوي هما فجره كتفي و لا اية
اجابها عزالدين و هو يصر علي اسنانه من شدة الانفعال و الغضب الذي يشعر به قائلاً :
_ ضربك بالنار ابن الكلب الزبالة
مدت يدها تربت علي يده الموضوعة علي الفراش جوارها تحثه علي الهدوء بصمت لينحني نحوها مستند علي يده يقبل وجنتها و تابع قبلاته حتي وصل الي رقبتها واضعاً عليها عدة قبل متتالية برقة رفع وجهه عن رقبتها مقترباً من اذنها طبع قبلة اسفله قبل ان يهمس بصوت مختنق :
_ انا كنت هتجنن و انتي بعيدة عني و مش عارف عنك حاجة كنت حاسس بالعجز و انا مش عارف اعملك حاجة
رفعت يدها اليسري من خلف جسده تدس اصابعها بخصلات شعره تربت علي فروة رأسه برفق و هي تتنهد بألم شعرت به من نبرة صوته المختنقة و العاجزة لتردف بصوت هادئ حتي تستطع الي تسكن هذا الألم الواضح بنبرته :
_ انا جمبك اهو يا حبيبي و الحمد لله انها جت علي قد كدا
شعرت بانفاسه الحارة تضرب عنقها في تنهيدة حارة خرجت منه بارتياح ثم طبع قبلة حانية اخري علي عنقها قبل ان يرفع رأسه عنها يتمتم بهدوء :
_ الحمد لله يا حبيبتي الحمد لله
قبل جبهتها قبل ان يستمع الي صوت الممرضة تنحنح و هي تدلف الي الداخل باستحياء لـ يبتعد عزالدين عن الفراش مشيراً الي الممرضة بالتقدم و مباشرة عملها في حين اخذ هو يبحث عن هاتفه ليطمئن جهاد المنتظر منه خبر عن ريحان او عنوان تواجدهم بعد ان أصر عزالدين في وقت سابق الا يأتي معهم في ذلك الاقتحام
***********************************
دلف جهاد الي المنزل حتي يطمئن علي براء بعد ان اصر عزالدين ان يذهب و سوف يبلغه عن ما حدث و رغم قلقه علي صديقته لكنه فضل العودة الي المنزل حتي لا يتعرض ذلك الحقير المسمي صفوان لها في عدم وجوده ما ان اغلق الباب خلفه حتي وجد براء تخرج من المطبخ تركض نحوه و ما ان وقفت امامه حتي سألت بقلق و ملامح وجهها مضطربة يلاحظ ارتجاف يدها التي تضعها علي ذراعه :
_ طمني جهاد شو صار معك كيفا ريحان
تنهد جهاد بضيق و هو لا يعلم عنها شئ الي الان منتظر اتصال هاتفي من عزالدين يبلغه عن حالتها ليحاوط كتفها و هو يوجهها نحو الاريكة بالردهة حتي يجلس يحاول ارسال الاسترخاء الي اعصابه المتشنجة ، جلست الي جواره بعد ان القي بسترته علي طرف الاريكة و ارتمي بجسده جالساً و اخذت تمسد بيدها علي ذراعه برفق حتي تحدث بهدوء ينافي ما يشعر به من خوف و قلق حيال مع حدث لصديقته :
_ لقوا مكانها و عز هيكلمني يطمني عليها
زفر براء بضيق و شعورها بالحزن علي ريحان يطبق علي صدرها و يشعرها بالاختناق و لكنها ابتسمت بوجه حتي تزيح عنه و لو قليلاً مما يعاني هاتفة بهدوء :
_ الله لا يوفقن .. هدي حالك باذن الله ريحان راح ترجع بخير و سلامة
اعاد رأسه الي الخلف و هو يناجي برجاء :
_ يارب ترجع بالسلامة
مررت يدها علي خصلات شعره القصيرة ثم طبعت قبلة حانية علي وجنته قبل ان تقف عن الاريكة متحدثة بهدوء مشيرة بيدها الي المطبخ :
_ راح ساويلك كاسة ليمون لتهدي حالك شوي حتي يحاكيلك عز
اومأ اليها بصمت و توجهت هي الي المطبخ و بعد عدة دقائق خرجت و بين يديها صنية فضية اللون عليها كوب كبير من عصير الليمون وضعتها امامه علي الطاولة ، ابتسم ما ان رأها و هي تمد يدها له بالكوب لياخذه علي الفور يردف بهدوء :
_ تسلم ايدك يا حبيبتي
عادت جالسة علي الاريكة الي جواره تتابعه و هو يتناول كوب العصير بتلذذ جعلها تشعر بسعادة يراضيه اقل شئ تفعله علي نقيض ما عاشته مع ذلك الحقير صفوان و قد كان لا يراضيه اي شئ مما تفعله رغم زواجها منه مرغمة الا انها اختارت الرضا بما كتبه الله لها و ان تتعايش مع حياتها الجديد بحب حتي تقدر علي العيش بها و كان تفعل اي شئ قد ينال استحسان زوجها و تُقبال أحياناً بالاستهزاء و السخرية و احياناً اخري بالغضب و الصراخ ، خرجت من شرودها به علي صوت وضع الكوب الفارغ علي الصنية لتبتسم مقتربة منه تحاوط خصره واضعة رأسها علي كتفه العريض هامسة بلطف :
_ تعبان و بدك تنام مو هيك
تنهد و هو يحاوط كتفها مقرباً اياها منه اكثر ثم قبل قمة رأسها هاتفاً بارهاق يتخلل نبرة صوته لما يشعر به من تعب جسدي :
_ جدا ، اطمن بس علي ريحان و اخد حضنك و انام زي ما انا عايز
ارتسمت ابتسامة واسعة علي وجهها تلقائياً فور ان نطق بتلك الجملة يذكر وجودها الي جواره في نومه واضعة رأسها علي صدره تتمسح به كهرة صغيرة تحتاج الي بعض العطف مستمتعة بالدفئ التي تشعر به بالقرب منه .. جذبها اليه و هو يتسطح علي الاريكة لتصبح الي جواره يضمها اليه ظهرها مقابل صدره محاوطاً خصرها يحاول الهدوء و الاسترخاء قليلاً حتي يصله اتصال من عزالدين ….
غلبه النوم الذي لم يذقه منذ البارحة و هي أيضاً التي شعرت بالدفئ محاوطاً اياها و لم يفق الا حين صدح صوت هاتفه يصدح بجيب سترته الموضوعة علي طرف الاريكة سحب ذراعه من اسفل رأسها ببطئ حتي يقدر علي رفع جسده و اخذ سترته ، اخرج الهاتف و اسرع بفتح الاتصال حين وجد المتصل هو عزالدين و هتف بلهفة متسائلاً :
_ الو يا عز ، لقيت ريحان عاملة اية
استيقظت براء علي صوته الملهوفة اعتدلت جالسة تنظر اليه بتوجس تنتظر اجابة عزالدين علي حالة ريحان الحالية ابتسمت تلقائياً حين رأت ابتسامة واسعة تزين محياه و صوته السعيد و هو يجيبه قائلاً :
_ الحمد لله حمد الله علي سلامتها ، ابعتلي عنوان المستشفى بسرعة
اغلق الهاتف و التفت الي براء يحتضنها سريعاً يحتويها بين ذراعيه يهمس لها بسعادة :
_ لقاها الحمد لله و هي في المستشفى دلوقتي
ابتعدت عنه قليلاً و لازالت بين ذراعيه تسأل عن سبب تواجدها في المشفي :
_ ليش بالمشفي شو فيها
ابتعد عنها يبتعد عن الاريكة حتي يغتسل و يبدل ملابسه مجيباً :
_ بيقول اغمي عليها اكيد من الخوف
وقفت هي الاخري عن الاريكة تحل رابطة شعرها و تحدثت سريعاً :
_ راح روح چهز حالي لحتي ايچي معك
اومأ اليها مبتسماً متوجهاً الي المرحاض في حين دلفت هي الي الغرفة لتبدل ملابس و تتجهز حتي تذهب معه لزيارة ريحان التي سعدت بعودتها الي زوجها سالمة
************************************
اخذت سلمي ملف الصفقة الجديد التي انتهت من مراجعته للتو متوجهة الي مكتب ياسين لمناقشة بعض النقاط الموجودة بالعقد طرقت الباب طرقات رتيبة قبل ان تفتح الباب و تدلف الي الداخل بهدوء ، شهقت بتفاجأ حين وجدت انها تسحب من ذراعها الي الداخل و يغلق الباب من خلفها رفعت بصرها نحو ياسين صاحب تلك الفعلة التي افزعتها زجرته بنظرة غاضبة في حين قابلها هو بابتسامة لعوب متسلية علي ثغره اعادها الي الخلف خطوة دافعاً جسدها بجسده حتي استندت علي الباب محاوطاً خصرها ، مرر عينه عليها بشغف من وجهها الابيض المزين ببعض مستحضرات التجميل و خصلات شعرها السوداء كالليل المتناثرة بشكل محبب علي صفحات وجهها الجميل و ملابسها الكلاسيكية المناسبة للعمل حيث كانت ترتدي سترة سوداء قصيرة و قميص ابيض مفتوح اول ازراره و تلك التنورة التي تصل إلي بعد ركبتيها مرتسمة علي جسدها تظهر قوامها المتناسق ذات لون سترتها عض علي شفتيه السفلية باثارة قبل ان يقرب وجهه من جانب رأسها شفتيه امام اذنها يهمس بصوت اجش :
_ وحشتيني
وضعت يدها علي صدره تدفعه عنها و قد تخطي حدوده هذه المرة تبعد رأسها عنه ، نظرت اليه بغضب قبل ان تتحدث بغضب :
_ ابعد يا ياسين و اتلم انا بقيت اخاف ادخل مكتبك
نظر اليها ياسين بأعين متسعة و لم يترك خصرها بعد ثم رسم البراءة علي وجهه متسائلاً بدهشة مصطنعة :
_ خايفة مني انا
ضيقت عينها عليه في غيظ من تلك البراءة المصطنعة المرتسمة علي وجهها و كأنه لم يقبض عليها البارحة بغرفة مكتبها و لم يهتم الي غضبها و مقاومتها و هو يحاول تقبيلها لولا طرق الباب الذي جعله يتوقف عن فعلته متراجعاً عنها لم يقدر علي كبح تلك الابتسامة التي ارتسم علي محياه و هو يجدها ترمقه بنظرات حارقة بل تحولت الي ضحكة عالية و هو ينظر اليها بتسلية ، لكمت صدره بكف يدها حتي يكف عن اثارة غضبها لكنه اقترب منها من جديد هاتفاً بمرح :
_ بصراحة ليكي حق تخافي
اتسعت عينها بغضب و حاولت ان تبعد ذراعه عنها و لكنه كأنه كالحجر لا يتزحزح و لو انش واحد بل ظل محتجز خصرها حتي لا تبتعد عنه في حين صاحت هي بنفور من افعاله المتهورة :
_ يا سلام ، ياسين و الله لو ما رجعت و قعدت مكانك هلم عليك الشركة كلها بما فيهم بابا
و ايضاً لم يبالي بلا رأت سخريته من حديثها مرتسم علي وجهه و كأنه يعلم أنها لن تصرخ و تفتعل فضيحة امام الموظفين الذين هم علي علم تام بقرب زواجهما لـ تتأفف بضيق و هي تدفعه بصدره عنها حتي يبتعد متحدثة بهدوء مفتعل :
_ روح اقعد علي مكتبك عشان نتناقش في الملف كأي ناس عاقلة
قرب وجهه منها ملتصقاً بوجهها حتي شعرت بشعيرات ذقنه توخذها بوجنتها هامساً بالقرب من اذنها باغواء :
_ مين قالك اني عاقل ، انتي جننتيني
سرت الحرارة باوردتها اثر صوته المنخفض الاجش جوار اذنها يرسل اليها مشاعره المشتعلة و بتلقائية انسدل جفنيها و كادت ان تريح رأسها علي كتفه تلقي اي تحذير من عقلها بعدم التهور و ان تلقي بنفسها بين ذراعيه الا انها تراجعت بأخر لحظة و اتسعت عينها بذهول من تأثيره القوي عليها لـ تدفعه بصدره بقوة بعيداً عنها هاتفة بتحذير :
_ ياسين ، بطل تصرفاتك دي احنا مش مراهقين متخلنيش اغير رأيي في الجوازة دي و افركشها
ابتسم لها باقتضاب فقد حذرها من قبل من ان تتلفظ بتلك الجملة مرة اخري تركها فجأة بكل سهولة بعد ان كانت مستعدة للمقاومة مرة اخري رأت في عينه تلك النظرة التي تعرفها جيداً ضيق شديد و غضب منها تنهدت بقوة تستند علي الباب و هي تتابع تعابير وجهه المتجهم في حين مد يده لها يستطرد بجدية و كأنه شخص اخر غير ذلك الملاطف لها منذ قليل :
_ هاتي الملف انا هرجعه و هبقي ابلغك بالجديد
تأففت من تلك الطريقة التي تعلم جيداً ان عليها التصرف سريعاً قبل ان يسوء الوضع اكثر من ذلك و بكل غيظ ضربت الارض بقدميها و هي تتأفف بضيق مخبئ ذلك الملف خلف ظهرها حتي لا يستطيع اخذه و لكنه لم يبالي بل التفت موالياً اليها ظهره عائداً الي مكتبه لتسرع خلفه تمسك بذراعه حتي يتوقف قائلة بأسف :
_ متزعلش مني ممكن انا بس اتوترت و طلعت مني من غير قصد
وقفت امامه تمسك بيده برفق تنظر الي عينه برجاء هامسة بلطف :
_ انا مستني جوازنا زيك بالظبط و يمكن اكتر
لم تنفك عقدة حاجبيه و لم يقل حدة ملامحه و لو قليلاً لتتنهد بضيق و هي ترفع يدها نحو جبهته تحاول فك تلك العقدة الحادة بين حاجبيه قائلة :
_ فك التكشيرة دي بقي ، طب اصالحك ازاي
نظر اليها عدة لحظات بصمت قبل ان تلتمع عينه بنظرة خبيثة متحدثاً بجدية :
_ كتب كتابنا الخميس الجاي
اتسعت عينها بصدمة و هي تنظر اليه بعدم تصديق لتبتلع ريقها بصعوبة و هي تشير بانامل مرتجفة الي تلك اللوحة المدون عليها الشهور و الايام تهتف بتلعثم :
_خميس اية الخميس اللي هو بعد ٣ ايام
اومأ اليها بجمود دون ان يتخلي عن ملامحه الجدية لتترك يده مبتعدة عنه خطوة الي الخلف متحدثة بذهول :
_ انت بتهزر لا طبعاً مش هلحق اجهز نفسي و بعدين لازم ترتيبات كـ…
رفع كتفيه غير مكترث مقاطعاً لحديثها و هو يمد يده لها مشيراً الي الملف من جديد متحدثاً بهدوء :
_ يا الخميس ياما تجيبي الملف و تتفضلي علي مكتبك
اخذت نفساً عميقاً قبل ان تهتف بهدوء :
_ طب هرد عليك بكرا بليل اكون فكرت و رتبت نفسي
رمقها بأعين حادة في نظرة غاضبة قبل ان يتحدث باقتضاب :
_ تمام هاتي الملف و امشي
رفعت يدها تضعها علي وجنته تحاول استرضاءه و محاولة اخري منها ان تجعل الامر أكثر تعقيداً اخذت تعد له ما يلزم فعله قبل تحديد موعد عقد القران :
_ يا ياسين افهم مينفعش يا حبيبي ازاي هنظبط قاعة و كل الاجراءات و التحليل و فستان و ترتيبات كتير اوي
تنهد بقوة لتظن انها قد اثرت بقراره و ارتسمت ابتسامة هادئة علي وجهها و لكن سرعان ما تلاشت ابتسامتها تلك يحل محلها الدهشة حين هتف مصطنع قلة الحيلة :
_ خلاص نخلي كتب الكتاب مع الفرح كمان اسبوعين بقي و امرنا لله
_ ايـــــــة !!
صاحت بها بفزع و لم تتوقع ان يعجل من موعد الزفاف أيضاً و لكن ازداد فزعها حين اكمل حديثه بهدوء قائلاً :
_ اية يا حبيبتي كتير نخليها بـ
اسرعت تقاطعه واضعة يدها علي شفتيه قبل ان يحدد ميعاد جديد يسبب لها بصدمة اخري هاتفة سريعاً :
_ لا اهدي الله يخليك خلاص ماشي موافقة
امسك بيدها يقبل باطنها بحنو و قد شعر بسعادة تغمر روحه لترتسم ابتسامة واسعة علي ثغره و اخذ يمرر يده الاخر علي خصلات شعرها الحريري المحبب اليه هاتفاً بهدوء :
_ مقلقيش كل حاجة هتكون جاهزة و علي ذوقك انتي
حاوط خصرها مقرباً اياها منه يقربها من المقعد المقابل للمكتب قائلاً بهدوء :
_ تعالي بقي نشوف اللي عايزاه في الشغل و بعدها هننزل نبدأ تجهيزاتنا علي طول
انهي جملته و هو يجلسها علي المقعد ثم تقدم جالساً علي المقعد المقابل لها يشير نحو ما بيدها إشارة منه لبدأ مناقشتها عما تريد حتي يتأمل هيئتها الجدية
***********************************
طرق جهاد باب الغرفة التي انتقلت اليها ريحان بعد خروجها من العناية المشددة و اذن له عزالدين بالدخول ، فتح جهاد الباب و اطل برأسه الي الداخل مبتسماً مستعداً حتي يشاكس صديقتها و يخرجها من حالتها السيئة الا ان اختفت ابتسامته حين وجد ريحان جالسة علي الفراش يوجد ضمادة علي كتفها و من الواضح أنها متاخدة طريقها الي صدرها و ذلك الحامل القماشي الذي يحمل ذراعها الايمن حتي لا تحرك ذراعها ليفتح الباب علي مصرعيه يدلف الي الداخل بأعين متسعة هاتفاً بصدمة الي عزالدين :
_ يخربيتك هي دي اللي اغمي عليها بس ! اية اللي حصل
ضحكت ريحان بخفة علي ردة فعله واضعة يدها علي ذراعها حين شعرت ببعض الألم اجابة عزالدين عما حدث لها في حين توجه جهاد يقف جوار ريحان متسائلاً بهدوء واضعاً يده علي رأسها :
_ عاملة اية دلوقتي يا ريحان حاسة بوجع
ابتسمت ريحان بهدوء حتي تطمئنه قائلة :
_ لا الحمد لله متقلقش انا زي الفل
تقدم عزالدين منهما و ازاح يد جهاد الذي يمررها علي خصلات شعرها برفق زاجراّ اياه بنظرة نارية هاتفاً بغضب :
_ متستعبطش بدل ما اكسرهالك
تقدم براء الواقفة بالخلف بصدمة من اصابة ريحان جذبت جهاد من ذراعه الي الخلف حتي يختفي غضب عزالدين من فعلته العفوية لا تنكر انها هي الاخري قد غضبت من تجاوزه حده و تمريره يده علي شعر ريحان جعلها تريد تمزيقه لكنها لم تتحدث اليه و لم تنظر له واقفة جوار ريحان قائلة بحزن علي حالها :
_ حمد الله علي سلامتك حبيبتي الحمد لله انك بخير
ابتسمت لها ريحان و امسكت ريحان بيدها حين لمحت نظرة الغضب التي تعلمها جيداً تلتمع بعينها هاتفة بهدوء :
_ الله يسلمك يا براء ، معلش جوزك ساعات بينسي نفسه
ابتسمت براء رغماً عنها مبادلة اياها ابتسامتها تلك تردف بهدوء مصطنع :
_ لا حبيبي ما فيها شي انتوا رفقا
ثم ضغطت علي يدها برفق متسائلة عن حالها :
_ المهم كيفك هلأ
اجابتها ريحان ناظرة الي عزالدين الغاضب منها يرمقها بضيق تناجيه بعينها ان يقترب :
_ الحمد لله بخير و يومين و هخرج من هنا
تقدم جهاد من عزالدين الواقف بالطرف الاخر الي جوار ريحان ضرب كتفه بكتف الاخر ممازحاً قائلاً :
_ خلاص يا عز بقي الواحد متوتر لوحده
اومأ اليه بصمت و هو يتابع ريحان المبتسمة بلطف متحدثة مع براء و انتبه الي صوتها المرح قائلة
_ قوليلي اية رأيك بقي في جهاد زوج مثالي مش كدا
اجابتها براء و هي تنظر نحو جهاد الذي صب كامل تركيزه عليها منصت لما تقول :
_ جهاد ما في متله بس و الله صوته كتير عالي و غليظ ما بعرف اذا عم يحكي حكي عادي و لا عم يصرخ علي
ابتسم جهاد بسماجة قبل ان يضم اصابع يده يشير بهم علامة الصبر متحدثاً بغيظ :
_ تمام هنسمع انا و انتي طبقة صوت مختلفة خالص في البيت ان شاء الله
اتسعت عينها مصطنعة الخوف منه قبل ان تجيبه بابتسامة بلهاء :
_ لك عم امزح معك شو فيه
و قبل ان يجيبها استمعوا الي صوت الباب يطرق و من بعدها دلف الطبيب المختص بحالة ريحان متحدثاً بهدوء و ابتسامة مشرقة :
_ السلام عليكم
اشار اليه عزالدين بالتقدم قائلاً بترحاب :
_ اتفضل يا دكتور
حمحم الطبيب ما ان وقف امام ريحان متسائلاً بلطف يحاول ان يستشف حالتها النفسية :
_ لو مستعدة يا ريحان الظابط عايز ياخد اقولك
تنهدت ريحان بثقل قبل ان تنقل بصرها نحو عزالدين الصامت منتظر اجابتها بهدوء لتهز رأسها بايجاب مجيبة عليه بهدوء عكس ما داخلها من توتر و ارتباك مما هو اتي :
_ تمام مفيش مشكلة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية خطى الحب)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى