رواية الأربعيني الفصل الثاني 2 بقلم فريدة الحلواني
رواية الأربعيني الجزء الثاني
رواية الأربعيني البارت الثاني
رواية الأربعيني الحلقة الثانية
خليكي قويه …خليكي واثقه في نفسك …شوفي جمالك من جواكي …اوعي تشوفي نفسك جوه عيون الناس
واحد بيحب و الف بيكره
يبقي ليه تشوفي صوره متشوهه بالحقد
انت اجمل من كده بكتير انا واثقه
و بحبك
جلست داخل غرفتها تحادثه بكل حب …فقد اشتاقت له كثيرا فقد سافر منذ شهر لعمل هام في احدي الدول الاجنبيه
( محمد السيد عبداللطيف يبلغ من العمر اثنان و اربعون عاما….طبيب صيدلي يعمل في احدي شركات الادويه الكبري)
مو يا حبيبي وحشتني …هكذا تحدثت بلهفه
قابلها رده البارد : و انتي كمان يا دودو …صوفيا عامله ايه
شعرت بقبضه قويه تعتصر فؤادها بعد ان سمعت تلك النبره التي تخلو من أي لهفه
تنهدت بحزن ثم قالت : صوفيا هتتجنن عليك يا محمد طولت اوي المره دي
محمد : ادهالي اكلمها
دعاء بذهول : تكلمها…دلوقت ده انت حتي مسألتنيش عامله ايه للدرجه دي مبقتش فارقه معاك
زفر بحنق ثم قال : في ايه يا دعاء انتي بتتلككي عشان نتخانق…بدل ما تطمني عليا و علي اخباري عايزاني احب فيكي …انتي ليه انانيه كده
برقت عيناها بصدمه و هي تقول: انا انانيه يا محمد…انت مصدق نفسك بجد بعد كل الي عملته عشانك و اتحملته منك فالاخر تقولي كده
انت اشطر واحد يقلب الطرابيزه و انا حقيقي تعبت من اسلوبك ده
لم يهتم بكل ما قالت بل رد عليها ببرود : مضطر اقفل معاكي عشان داخل اجتماع مهم بوسيلي صوفي و قوليلها بابي هيتصل بيكي كمان شويه …يلا سلام
أعقب قوله باغلاق الهاتف في وجهها دون حتي ان ينتظر رد السلام منها
اما هي ظلت في جلستها تنظر الي الامام بذهول…حبيبها تغير تماما ….تعلم انه يمتلك بعض الانانيه…يريد أن يحظي بإهتمام الجميع دون ان يهتم بأحدهم…و الكثير من الصفات السلبيه التي تتغاضي عنها بسبب حبها الكبير له …و لطيبتها و ضعفها معه
و السؤال هنا …الي متي ستظل هكذا …حقا لا نعلم
حاولت إسقاط خصلات شعرها علي جانب وجهها كي تداري علامات الأصابع التي طبعت علي وجنتها
و لكن صديقتها لاحظتها بسهوله و سألتها بذعر : ايه اللي في وشك ده يا حبيبتي مين اللي يتشل في ايده اللي عمل فيكي كده
دمعت عيناها بقهر و هي تقول : مرات عزت
رانيا : هااااا ضربتك…الهي يجيلها ضربه في قلبها طب ليه
قصت عليها ما حدث منذ ان عادت الي ان صعدت غرفتها ثم اكملت بحزن : مكملتش ساعه في اوضتي و لقيتها داخله عليا زي القضا المستعجل
هجمت عليا و مسكتني من وشي و فضلت تقولي ابعدي عن جوزي لو اتجوزتيه هقتلك
و زي مانتي شايفه صوابعها علمت في خدي
رانيا : يعني هي مش عارفه انك مش طيقاه اصلا و رافضه الجواز منه هي بتستهبل و لا ايه
سمر : بتقولي بلاش شغل الكهن ده يا بت المصراوية تلاقيكي بتشاغليه في الخباثه و بتمثلي قدامنا
رانيا بغيظ : طب بالله هي مصدقه اللي بتقوله ده ايه الوليه دي بجد
سمر : حلفتلها ان كل ده محصلش قالتلي لو انتي صادقه يبقي اهربي و روحي لامك اسكندريه
رانيا : يا سلاااام طب مانتي عملتيها من سنتين و راحوا جابوكي عافيه و محدش قدر يمنعهم
سمر : معرفش بقي يا رانيا انا تعبت بجد غير ان قلبي مقبوض حاسه ان ماما فيها حاجه
كادت ان ترد عليها الا ان هاتفها السري صدح برنين يعلم عن وجود اتصال
ردت بلهفه : ماما حببتي فيكي ايه مكلمتنيش ليه طمنيني عليكي
هند بوهن : اهدي يا قلب امك …حقك عليا غصب عني و الله
سمر بقلق : مالك يا ماما صوتك تعبان طمنيني بالله عليكي
هند : اطمني يا حببتي انا كويسه شويه برد صغيرين…امبارح الكهربا كانت قاطعه طول اليوم و مجتش غير النهارده الصبح و الفون كان فاصل عشان كده معرفتش اكلمك سامحيني
سمر : يا حببتي و لا يهمك المهم انك بخير …عمو عبده عامل ايه و سامح اخويا لسه مدوخك بردو
هند : كلهم بيسلمو عليكي يا حببتي و اخوكي ربنا يهديه كل ما نكلمه يعمل بالكلام يومين و يرجع تاني
سمر : يا حببتي مينفعش ده في اولي ثانوي لازم تشدي عليه من دلوقتي عشان لما يوصل تالته بإذن الله يكون اتعود علي الالتزام و القاعده علي الكتاب
تنهدت هند بهم ثم قالت : حاضر يا نور عيني المهم انتي طمنيني عليكي صوتك مش عاجبني يا بنتي
بكت سمر بقهر ثم قصت عليها ما حدث معها بالأمس و ايضا بعض المواقف التي مرت بها خلال الفتره الماضيه
و بعد ان انتهت قالت بخوف : مش عارفه اعمل ايه يا ماما انا خايفه اوي
بعد ما جدو كان مقرر ان اتجوز بعد الجامعه شكلهم هيقنعوه يستعجل عشان مهربش
هند بغضب : احيييه يا بنتي طب و بعدين انا مش هقدر اشوفك بتضيعي مني و اسكت
سمر بحزن : مانتي حاولتي كتير يا ماما رفعتي قضيه و خسرتيها سوقتي عليهم طوب الارض و مسمعوش كلام حد غير ما كنتي تيجي و يطردوكي
بكت بحرقه و هي تقول : منهم لله حسبي الله و نعم الوكيل ربنا ينتقم منهم بحق حرقه قلبي عليكي يا بنتي
سمر : متعيطيش عشان خاطري …ان شاء الله ربنا هيقف معايا و مش هعمل اللي في دماغهم مهما حصل
كان يداعب ابنه اخته التي تبلغ من العمر ست سنوات لمح دعاء تأتي عليهم بوجه حزين رغم الابتسامه التي حاولت رسمها
عض شفته كي يكتم غيظه نظرا لوجود الصغيره معهم
اما هي لاحظت ذلك و تجاهلته عن عمد رغم خوفها الداخلي منه
جلست قبالته و قالت: اليوم اللي بتاخده اجازه بتقضيه كله مع صوفيا
ضم الطفله بحنان ثم قال : هو في احلي من صوفي حبيبه خالها …امال عايزاني اقعد في وشك اللي يقطع الخميره من البيت و لا في وش امك اللي معندهاش غير سيره الجواز
لسوء حظه أتت عليه امه بعد ان كانت تجهز الطعام و سمعت اخر ما قاله
نظرت له بغضب ثم قالت بغيظ : ما انا لو عرفت اربيك مكنتش قولت كده
رد ببرود : يبقي مشكلتك مش مشكلتي شوفي كنتي مشغوله في ايه و نسيتي تربيني
نظرت له بغضب ثم قالت : شوف الواد و قله ادبه …خلاص يا سيادة العقيد روح اتجوز يمكن تلاقي اللي تلمك
كادت دعاء ان تنقطع أنفاسها من شده الضحك بينما هو وقف بملل ثم قال و هو يتجه نحو الاعلي بمنتهي الوقاحه: اصطبحي عالصبح يا سعاد و قومي حضريلي لقمه اكلها قبل ما انزل علي ما اغير هدومي
ردت عليه بجنون : احنا العصر يا حيله امك …الهي يوعدك باللي تطلع عينك و تخليك تمشي تكلم نفسك …..خد هنا يا واد انت مش اجازه النهارده
التف بجسده قبل ان يصعد اول درجه ثم قال بغرور : مين دي اللي تخلي سالم الشريف يكلم نفسه انا اساسا متجوزتش لحد دلوقتي عشان ملقتش اللي تستاهلني يا حاجه
ااااه….معنديش اجازات انا كنت مريح شويه و اديني رايح الشغل و سايبهالك مخضره
ردت يصعد الدرج و هو يقول بكيد : اخلصي يا وليه جعاااان
كادت ان تقف كي تلحق به لتكمل الشجار المعتاد بينهما الا ان دعاء امسكتها و هي تقول : اهدي يا ماما بلاش تخليه يعصبك…ما انتي عارفاه لسانه متبري منه ههههه
دعت سعاد من قلبها : الهي يوعدك بالي تجبلي حقي منك ….الهي تقع في واحده مجنونه تخليك تشد في شعرك يا ابن بطني …خد من قلبي و اقبل ياااااارب
أجتمع الخبثاء الذين لا يملكون شفقه داخل قلوبهم المتحجره
تحدث عزت بغل : و بعدين يا جدي البت محدش قادر عليها صممت تروح المدعوقه بتاعتها و انت وافقت
الجد : بتمتحن يا ولدي خليها تخلص بدل ما تسقط و تعيد السنه …ساعتها جوازك منها هيتأجل
ام عزت بخبث : و ايه اللي يخلينا نصبر سنتين كمان يابا الحج الواد بيكبر و نفسي اشوفله حتت واد يشيل اسمه
الجد : و مين سمعك يا سعديه ده هو الواد الحيله في العيله ….ابو سمر الله يرحمه خلفها و مات ….و شفيق خلفته كلها بنات و اهي كل واحده في بيتها ملهيه مع جوزها
و لو مكنش ربنا كرمه بعزت كان نسل العيله اتقطع
شفيق بخبث : يبقي نعجل بجوازهم يابا و لو علي العلام تكمل و هي في بيتها لا هي اول واحده تعمل كده و لا اخر واحده
الجد بتردد : خايف ابنك يقعدها و انا وعدتها يا ابني دي بنت الغالي
رد عزت سريعا بكذب : و غلاوتك عندي يا جدي لا اخليها تكمل لحد الاخر …وافق انت بس خليني اجيبلك حفيد و لا اتنين يشيلو اسمك
تنهد الجد بهم ثم قال : ماشي ولدي هاخد منك كلمه راجل
شفيق بلهفه : خدها مني انا يابا هااااا نعمل الفرح و الدخله الجمعه الجايه ايه رأيك
الجد : بسرعه كده يابني
ام عزت : خير البر عاجله يابا الحج خلينا نفرح بخلفهم
كانت زوجه عزت تسمع كل ما يدور و هي متواريه في احد الأركان….شعرت بنار تحرق احشائها…نظرت للامام و قالت بغل : قسما بالله …و حيااات بناتي اللي مش عاجبك خلفتهم لا اكون قتلاها ….مش هسيبها علي وش الدنيا يوم تاني و لا هستني تاخد ابو عيالي مني
ذهبت سعاد للاطمئنان علي جارتها الحبيبه هند …او ام سامح كما يطلقون عليها
و بعدما رحبت بها قالت : الحمد لله شكلك احسن النهارده ….ده الواد يا حبه عيني جري عليا و وشه اصفر زي اللمونه لما شافك مرميه في الأرض
هند : و الله يا حاجه ما حسيت بنفسي مش عارفه ايه اللي جرالي
سعاد : انتي مهمله في نفسك يا هند مش مهتمه بعلاجك….الا السكر يا بنتي لو مكنش سامح معاكي كان ممكن لا قدر الله تروحي فيها
خافي علي نفسك لو مش عشانك عشان عيالك الي محتاجنلك خصوصا الغاليه ربنا يردهالك يا رب
بكت هند بحزن و هي تقول : انتي بس يا حاجه و ازاي …دول عايزين يجوزوها ابن عمها اللي اساسا متجوز و عنده تلت بنات و انا عاجزه مش قادره انقذها من ايديهم
ضربت سعاد علي صدرها ثم قالت بغضب : يا مصيبتي….منهم لله …لازم تمنعيهم يا هند حرام كده
ردت عليها بقله حيله: اعمل ايه طيب دبريني ماهو علي يدك كل حاجه
سعاد : البت تقول للمأذون مش موافقه وقتها مش هيرضي يكتب الكتاب
ابتسمت بجانب فمها و قالت : تفتكري اصلا هيخلوها تنزل للمأذون ده مش بعيد يمضو مكانها
سعاد : ربنا علي الظالم و المفتري معلش يا بنتي صلي و ادعي ربنا و هو قادر يغير الحال في لحظه
جلس داخل مكتبه يتابع عمله بتركيز …دلف عليه سعيد و قال بجديه بعد ان جلس فوق المقعد : ها يا باشا قدرت توصل لحاجه
أطفأ السيجاره التي انتهت بيده دون ان يلاحظ من شده تركيزه ثم أشعل غيرها و قال : في حلقه ناقصه يا سعيد…التحريات دي مش دقيقه
رد عليه بعدم فهم : ازاي …طب ايه اللي ناقص و انا بنفسي هكمله
سالم : احنا عرفنا الطريقه الي بينفذوا بيها جرائمهم….و الأماكن اللي بيترددوا عليها …بس فاضل اهم حاجه
نظر له بإهتمام فاكمل : المخزن ….المخزن يا سعيد لو مقدرناش نوصله يبقي كل اللي عملناه من شهرين ضاع في الهوا
سعيد : ان شاء الله تعبنا مش هيروح عالفاضي انا بنفسي هعمل تحريات و اجيبلك المكان متقلقش
المهم …الحاجه عامله غدا ايه النهارده
نظر له بغيظ ثم قال : معندناش اكلنا جبنه قديمه بالطماطم اتهد بقي و بطل طفح
انتهت محاضرات اليوم و خرجت سمر و رفيقتها معا بإرهاق
رانيا : اووووف اخيرا اليوم خلص انا تعبت بجد و يارتني هرجع عالبيت عشان ارتاح
سمر : اومال رايحه فين
رانيا : لاااا ده انتي دماغك مش فيكي خالص مش قولتلك يا بنتي بابا هيعدي عليا عشان اشتري معاه شويه حاجات محتاجها قبل ما يسافر
سمر : هو خلاص قرر يشتغل في اسكندريه
رانيا : اه مضي العقد و المفروض يستلم بعد يومين يا رب يكون شغل كويس يرتاح فيه بدل البهدله اللي شافها بقاله سنين مع الراجل اللي معندهوش ضمير ده
وصلت الي الخارج برفقتها و حينما رأت ابيها يجلس داخل السياره قالت : اهو بابا وصل تعالي سلمي عليه قبل ما تمشي
اتجهت معها ناحيته بينما هبط من السياره و قال ببشاشه : أهلا بالمجنونه اللي وحشتني
ردت عليه بمزاح : وحشتني يا كوكي علي العموم مقبوله منك
وكزتها رانيا بخفه و قالت بغضب مازح : بت متدلعيش ابويا انا بس اللي اقوله كوكي
وضعت سمر يدها علي خصرها و قالت بكيد : ملكيش فيه علي قلبه زي العسل …نظرت له بإستعطاف ثم اكملت : صح يا كوكي
ضرب كريم كفا بكف ثم قال : ربنا يشفيكم انتوا الاتنين تعالي اوصلك للموقف بدل ما تمشي لوحدك
سمر : شكرا يا عمو انا رايحه المكتبه اشتري حاجات قبل ما اركب …يلا. سلام بقي عشان متاخرش
سارت بشرود بعد ان ودعت صديقتها و ابيها …كانت تفكر في حالها و ما تعيش فيه …وجدت من يربت علي كتفها … انتفضت بفزع مع التفافها كي تري من صاحب تلك الفعله
تنفست الصعداء حينما وجدت سيده يبدو علي ملامحها الطيبه تقول بتعب : معلش يا بنتي خضيتك
ابتسمت لها و قالت : و لا يهمك يا طنط محتاجه حاجه
المرأه: لو مش هتقل عليكي تعديني السكه بالكياس دي ….ايدي شدت عليا يا بنتي و مش قادره اشيلهم
حملت الحقائب البلاستيكية عنها سريعا و هي تقول : يا خبر يا طنط من عنيه و اوصلك لحد البيت كمان
ابتسمت السيده بفرحه و قالت : بجد …الهي ينجحك و يسعدك ….البيت مش بعيد تالت شارع بعد المكتبه بس كده هأخرك و ممكن اهلك يقلقوا عليكي
حملت الحقائب بيد واحده ثم امسكتها لتعبر الطريق و هي تقول : متقلقيش يا حبيبتي مش هتأخر انا اصلا رايحه المكتبه
ماذا سيحدث يا تري
سنري
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية الأربعيني)