رواية اسكن أنت وزوجك الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم آية العربي
رواية اسكن أنت وزوجك الجزء الرابع والعشرون
رواية اسكن أنت وزوجك البارت الرابع والعشرون
رواية اسكن أنت وزوجك الحلقة الرابعة والعشرون
نلتقط الصور للذكرى ،،،
ونبتسم على ذكرياتٍ مفرحة ،،
واحياناً نبكى عندما نتذكر الألم ،،
واوقاتً نتعجب لذكرى اموراً فعلناها !!
ونستنكر ماضيٍ سيئ ،،،
ونحفظ الاسماء عن ظهر قلب ،،
كلها ذكريات حفرت في العقول معرضة للردمِ او النسيان
إلا ✋حبيبَ قلبٍ ترك أثراً في نفوسنا وترك بصمةً في ارواحنا .. حبيب قلبٍ احتل كل شريان وصمام فبات النبض بدونه مستحيل … غالى نفتقده ولن يعوض عنه بديل … عزيز نشتاقه وانفاسه تعد لنا الشهيق والزفير ..
فهذا نسيانه مستحيل حتى وان … فقدنا ذاكرتنا
بقلمى آية العربي
❈-❈-❈
وقفت مهرة وقد تحولت سعادتها الى صدمة وارتعش قلبها وهى تطالعه بذهول … الم يتعرف عليها !! …الم يتذكرها !! … هل نسيها !! … اكُتبَ عليها العناء الى الابد ! … انسيا كل ما فعله بها سواء حبٍ او عذاب !! … ماذا عنها !! … ماذا عن …. طفلها !! .
نظر لها الطبيب وتحدث برأفة عندما لاحظ عيونها المشتتة _ اهدى يا مدام مهرة … ده وضع طبيعي متقلقيش .
عاد الطبيب الى زين وتحدث بهدوء _ اسمعنى يا زين … انت بقالك حوالى ٣ اسابيع نايم … فعادى يحصل خلل وتنسى بس حاول تركز شوية وتسترجع ذاكرتك … ومتقلقش الوضع طبيعي … ودلوقتى لو سمحت حاول تبصلها وقولي اسمها ايه !
عاد بنظره اليها بعدما استمع لكلام الطبيب … هل ظل ٣ اسابيع في تلك الغرفة بدونها !!! … ايعتقد هذا الطبيب المجنون انه نسى اسمها ! … تنهد زين بتعب وطالعها بعمق وعيون مثبتة عليها بصمتٍ تام … يخشى لسانه نطق اسمها فترحل ويعود الظلام الى قلبه .
زفر الطبيب ونظر لها بحنو يتابع _ تعالى معايا لو سمحتى .
نظرت للطبيب بشرود وخوف كمن سقطت من قاربٍ نجاة في عرض البحر وان لم ينتشلها بذكراه فستغرق … اولم يكن ألم عذابه وفقده كافياً لقلبها !! .. الان عليها تحمل ألم نسيانه لها !! .
اومأت ببطء والتفتت تطالع زين بعينان تترجاه ان لا ينساها ولا ينسى ما بينهما فبادلها بعيون تصرخ بحبها ولكن لسانه ابا ان يتحدث ..
تنهدت بيأس والتفتت تغادر مع الطبيب للخارج … وقف الطبيب يحدثها بتروى _ مش عايزك تقلقي … مبدأياً زين كويس جداً … بس واضح ان حصل معاه فقدان ذاكرة مؤقت … ومتقلقيش ده وارد جدا بعد الحوادث اللى بتستهدف المخ … وقريب ان شاء الله يبدأ يتذكر كل حاجة .
اردفت بحزن وعدم استيعاب _ بس ما عم يتعرف علي ! … ما بيتذكرنى !!
تنهد يتابع بهدوء _ عارف ان ده صعب جداً … بس ماتقلقيش … هو حاليا مش فاكر حد خالص مش انتِ بس … اطمنى واهدى خالص انا هتواصل مع استاذ معتز لازم عيلته تيجي علشان افهمهم التعامل هيكون ازاي مع الوضع الجديد … بس حاليا وجودك مهم اوى جنبه … زي ما قدر يخرج من الغيبوبة دي على ايدك هيقدر يسترد ذاكرته بردو على ايدك .
هزت رأسها تتحدث بتشتت معلنة عن حبها له وكأنها تحدث حالها لا الطبيب _ ما هأتركه لحتى يوقف ع اجره … ما رح ارتاح لحتى يصير منيح .
تنهد واومأ يطالعها برأفة ثم تركها وغادر ووقفت هى حائرة تردف بحيرة _ يا الله …. ليه هيك عم يصير معنا !! … لا حول ولا قوة الا بالله .
قبل بضع دقائق ….
خرج من غيبوبته التى دامت لاسابيع … اخيراً استطاع العودة … يحاول منذ ايام ان يعود منذ ان استمع الى ذلك الصوت الذى يميزه جيداً ويعشقه … وها هو يعود الى حياته واول ما شعر به هي لمسة يدها ليده … استكان داخله وهو يشعر بلمستها … اطمأن لوجودها بعدما ارتعب من خسارتها … كان لا تزال عيناه مغمضة حينما استمع لرنين هاتفٍ ما يبدو انه عائد لها … تمعن السمع جيداً … اذنه تريد المزيد من صوتها ونبرتها الحنونة … ولكن ماذا تقول !! .
اسمتع لكلماتها التى بعثرت داخله وارعبته بعدما اطمأن … خشى ذهابها الآن وهو في حالة لا يقوى على مواجهتها او ايقافها … لا حيل لديه ولا قوة يستطيع بها ضمها بقوة فلا يتثنى لها الذهاب مطلقاً …
تمتم بكلمات غير مفهومة بالنسبة لها ولكنه يريد ان يصرخ مستنكراً حديثها الى والدها … يريد ان يجبرها على البقاء … يريد ان يترجاها ان لا تذهب مجدداً وسيفعل ما تريده ..
نظرت له واتجهت اليه وعيناها جاحظة عليه بسعادة لا تصدق انه عاد اليها .
خرجت مهرولة الى الطبيب لتناديه وتركته في حالة من التفكير والعجز والألم الذى تنساه بوجودها … كيف سيرغمها على البقاء الآن بعدها فرح برؤيتها اولاً … هل يعود الى غيبوبته لتبقى ام ماذا !! .
عادت مع الطبيب الذى بدأ يفحصه بتمعن … كان يطالعها بعمق واشتياق من خلف نقابها وهى تبادله بسعادة تشكلت في مقلتيها على هيئة دموع وقلبٍ اراد القفز والتصفيق لعودته …
شرد في رماديتها لا يستطيع تركها مجددا لذلك وبرغم حالته لم يجد سبيل الا ادعاؤه بفقدان الذاكرة ليضمن بقاؤها الى ان يتحسن قليلاً ويستطيع مواجهتها .
خرجت هى والطبيب بعد ادعائه بعدم تذكرها … تنهد بتعب واجهاد لو تعلم انه لا يتذكر سواها … لو تعلم انه لا يريد غيرها … لو تعلم عن ما يحمله لها لما تفوهت بالرحيل مطلقاً …
اغمض عينه مجدداً بتعب وهو يشعر بالاجهاد والوهن في كامل جسده … عاد وفتحهما والتفت ينظر للباب مجدداً يريد رؤيتها والتشبع منها … لقد اشتاق اليها اين ذهبت مجدداً … هل يمكن ان ترحل برغم ادعائه هذا !! .. هل يمكن ان تتركه وهو في تلك الحالة ! … تتركك !! اما زلت لا تثق بها يا رجل !
تنهد بارتياح عندما وجدها تعود اليه … عاد ينظر لامامه حتى لا تفضحه عيناه … اتجهت اليه ورفعت نقابها وطالعته بعمق ونظرة ممزوجة بين الحزن والسعادة ثم تحدثت بنبرة حنونة وترقب وهى تدنو منه _ انت منيح ! … حاسس بشي عم يوجعك !
اغمض عينه ببطء من قربها وهمسها وتنهد بارتياح ثم حاول بلع لعابه ولكن حلقه جاف تماماً فأردف ببطء _ عطشان .
لفت نظرها فوجدت مبرد مياة كهربائي … اتجهت اليه وتناولت كوب للاستخدام الواحد ثم ملأته وعادت اليه مترددة هل تعطيه ام تسأل الطبيب الاول .
تحدثت بترقب وقلق _ ثانية اذا بتريد !
انزلت نقابها وركضت للخارج لتسأل الطبيب ثم عادت بعد دقيقة تطالعه بعمق وتردف وهى تتناول الكوب مجدداً _ يالا هلا بعطيك بس لا تكتر .
مدت يدها اسفل رأسه ترفعه قليلاً بحذر ثم قربت الكوب من فمه وبدأ يرتشف القليل من الماء تحت انظارها .
كان يريد المزيد فحلقه جاف تماماً ولكنها ابعدت الكوب تنظر له برأفة وتتحدث بحب وقلق _ معلش هيك بيكفي مشان ما تتعب .
طالعها بعمق واشتياق عادت اليه بملامحها التى تشعره بالسكينة … بادلته بترقب … ايعقل ان لا يتذكرها .. ولكن عيناه تخبرها عكس ذلك … لما سيدعى هكذا ليس بحاجة ادعاء كهذا …
تنهدت وعادت تتمعن فيه ملامحه الباهتة بشدة تحدثت بترقب وتعجب _ ما عم تتذكر شي بنوب !! .. ولا اي شى ! … ولا حتى انا !
قالتها متألمة فتمعن في عيناها جيداً داخله مرهق وقليل الحيلة وحائر … هز رأسه ب لا فزفرت بضيق ثم اومأت برأسها وتسائلت بترقب _ ولا شهد ! ولا اي شي !!
هز يميناً ويساراً واردف ببطء _ شهد مين !
اردفت بهمس وحزن _ هاي اختك زين … رح تيجي هلا … ولا تخاف رح تتذكر كل شى بوقت قريب هيك قال الطبيب .
اومأ لها وظل يطالعها بعمق وصمت وهى شردت تفكر في امره ..
❈-❈-❈
وصل عادل الى قنا ليذهب لرؤية صديقه واصطحب معه والدته التى صممت على المجئ .
دلف المشفى مع والدته وتوقف يسأل في الاستقبال عن آخر المستجدات في حالة زين فأخبرته الممرضة ان عليه اللجوء للطبيب المعالج .
اتجها سوياً حيث غرفة الطبيب وطرق الباب وفتح فوجد الغرفة خالية ..
تنهد ونظر لوالدته التى تسائلت _ مش موجود ! … يمكن بيمر ع المرضى !
اومأ عادل واردف _ انا عارف مكان زين … تعالى نروح نشوفه .
خطا مع والدته الى الردهة ثم الى الباب الفاصل بين غرف العناية والممر وحاول الدخول ولكن منعته ممرضة خرجت لتوها مردفة _ خير يا استاذ ! … حضرتك داخل لمين اهنة !
تنهد عادل واردف بترقب _ انا كنت جاى اسأل عن حالة زين الجابري واطمن عليه انا ووالدتى بس ملقتش الدكتور في مكتبه فجيت اشوفه هنا .
اومأت الممرضة واردفت مبتسمة _ اطمن زين بيه فاق من الغيبوبة .
انفرجت اساريره وكذلك والدته التى اردفت _ الف حمد وشكر لله يارب … طيب ممكن اشوفه يابنتى !
نظرت لها الممرضة بتردد ثم اردفت _ ثوانى هنادى على الدكتور .
اسرعت للداخل تنادى الطبيب بينما التفت عادل لوالدته يردف _ ادخلي عنده انتِ يا ماما بس بلاش انا .
نظرت له بهدوء تردف _ لاء يا عادل … لازم تدخله وتطلب منه يسامحك … او على الاقل يعرف انك جيت وبتطمن عليه علشان يقدر يسامحك .
تنهد بضيق وقلق وندم على ما فعله ثم وقف ينتظر الطبيب الذى جاء بعد دقائق يطالعه بترقب ثم اردف _ اهلا يا استاذ عادل … زين فاق من شوية .
ابتسم عادل واردف _ ايوة عرفت يا دكتور وفرحت جداً … بس والدتى كانت حابة تطمن عليه … يا ترى ينفع ! .
كان يتساءل وبداخله يتمنى ان يمنعه الطبيب فهو لا يقوى على النظر في عينه الآن .
تنهد الطبيب واردف بعملية _ تمام يا استاذ عادل ممكن حضرتك تنتظر انت والوالدة هنا شوية !.. لان واضح ان زين مش فاكر حاجة
نظر للطبيب بصدمة واردف _ ايه ! … يعنى ايه ؟!
تنهد الطبيب واردف مطمأناً _ متقلقش ده وضع وارد بعد اصابة المخ … في اقرب وقت هيتذكر كل حاجة .
تنهد بشرود واطمئن قليلاً ثم اومأ ونظر لوالدته يردف بقلق _ تعالى يا ماما نقعد فى الاستراحة .
اومأت له بحزن وغادرا الاثنان ينتظرا نداء الطبيب لهما في الاستراحة .
❈-❈-❈
بعد حوالي ساعة اسرعت شهد تركض في درهة المشفي ومعها احمد ومعتز بعدما هاتفهم الطبيب واخبرهم بأن زين فاق من غيبوبته .
وصلت الى غرفة العناية وقابلوا الطبيب الذى اوقفهم يردف بترقب _ اهدوا يا جماعة واطمنوا … دلوقتى هنطلعوا على غرفة عادية بس الاول عايز اقولكم على حاجة مهمة .
اردف احمد بترقب _ خير يا دكتور ! … طمنا .
تنهد الطبيب واردفت بترقب _طيب ثوانى هنادى على مدام مهرة لان الكلام ده مهم .
اتجه لغرفة العناية الخاصة ودلف على مهرة التى تجلس تتحدث مع زين عن عمله وحياته وشخصيته معتقدة انها تحاول تذكره بشئ ولكنه يستمع اليها بحب وهى تثنى عليه وعلى شخصيته .
اردف الطبيب بترقب وهدوء من خلفها _ مدام مهرة ممكن تيجي معايا ثوانى !
انزلت نقابها سريعاً ولفت اليه تطالعه بترقب ثم وقفت تردف _ايه اكيد دكتور اتفضل .
تحركت معه ولكن زين اردف ببطء وضيق وغيرة برغم ارهاقه _ عتروحي على فين !!
نظر له الطبيب ثم تحدث بهدوء _ عيلتك موجودة برا وفيه كلام مهم لازم يعرفوه … اتفضلي معايا ..
التفتت هى تطالعه بترقب ثم اردفت مطمئنة _ رح اجى ما بطول .
ابتسم لها بحب وارهاق ثم اتجهت هى للخارج مع الطبيب حيث يقف الجميع .
رحبت بهم بود ثم اردف الطبيب بترقب _ طبعا الحمد لله زين فاق من الغيبوبة بس للاسف هو مش فاكر حاجة خالص .
اتسعت عين شهد بصدمة واردفت _ كيف يعنى يا دكتور !! … معيفتكرناش !!
اردف الطبيب بهدوء _ متقلقيش … ده فقدان ذاكرة مؤقت … متنسوش انه كان داخل غيبوبة لمدة مش قليلة بيصارع الموت ووارد جداً يكون المخ اختل نظامه .
اردف احمد بترقب وحزن _ طب والحل يا دكتور !!
تنهد الطبيب واردف بتروى _ الحل اننا هننتظر شوية ونحاول نخرجه من حالته دى بشكل طبيعي بعيداً عن الادوية والارهاق العلاجي لانه مكتفي منهم … حاليا هنخرجه على غرفة عادية تقدروا تطمنوا عليه وتعرفوه بنفسكم بهدوء وتحاولوا تكونوا طبيعين … بعد ما نتأكد من تحسن صحته البدنية هكتبله على خروج ويقدر يرجع القصر بس وجودكم حواليه مهم جداً الفترة دي … وخصوصاً زوجته اكيد … لان طبيعي ان هي اكثر واحدة هتعرف تتعامل معاه وعارفة هو بيحب ايه وبيكره ايه … ومش محتاج اقولكم انكم تحاولوا تقربوه من اي حاجة بيحبها سواء كان مكان او اشخاص او حتى اكلة معينة لان ده هيساعده يفتكر اسرع بس بردو لازم تبعدوه عن اي حاجة بتزعجوا او اي حد مش حابب وجوده لان اساساً المخ مبرمج على استنكار الاشياء دي ..
اردف معتز بترقب وقلق _ طيب لو لا قدر الله عملنا كل ده والذاكرة مرجعتلوش !!
تنهد الطبيب واردف بهدوء _ وقتها هنضطر نتدخل احنا بقى … بس متقلقوش تفائلوا خير … ان شاء الله ترجعله في اقرب وقت ده وارد وبيحصل مع مرضى كتير وبترجع بعد ايام اطمنوا … ودلوقتى عن اذنكوا هنجهزه علشان نطلعه على اوضته .
التفت يغادر ثم عاد بنظره الى مهرة الصامتة تماماً تفكر في حديث الطبيب وكيف ستبقى معه وتعود معه الى ذلك القصر التى اصبحت تبغضه !! … نعم تعهدت بعدم تركه الا بعد استرداد صحته كاملة ولكن مجرد التفكير في ذلك القصر ورؤية رابحة مجدداً ترعبها … تجعل ذاكرتها تعمل على تلك الليلة وما حدث فيها فهى مهما حاولت لم تتجاوزها بعد … كيف ستعود معه وهو يراها زوجته الان ولا يعلم ما بينهما !! … كيف ستتعامل … وماذا عن والدها !! … وماذا عن … حملها التى لم تستطع حتى ان تسعد به او تظهر فرحتها او تشاركها معه !! … كيف ستخبره بحملها دون ان تعاقبه على ما فعله معها !!
تحدث الطبيب بترقب عندما وجدها شاردة _ مدام مهرة ياريت تيجي معايا لو سمحتى .
خرجت من شرودها تطالعه ثم اومأت له بحزن وتشتت وارهاق وخطت للداخل حيث ينام زين ويغمض عينه .
احس بها دلفت الغرفة دون ان تصدر صوت ففتح عينه يلتفت اليها ويطالعها بينما توقف الطبيب بجانبه يردف بهدوء _ جاهز يا زين !! … هننقلك غرفة عادية لحد ما نطمن انك تمام وتقدر ترجع ع القصر … ولا ايه رأيك تحب ننقلك غرفة مدام مهرة زوجتك !
نظر للطبيب يضيق عيناه مستفهماً فتابع _ مدام مهرة مقيمة هنا في غرفة مجاورة ليك علشان تكون قريبة منك طول الوقت .
تنهد يطالعها مجدداً بحب وندم وحزن على ما وصلا اليه ثم عاد للطبيب يردف ببطء وتعب _ خدونى عنديها .
ابتسم الطبيب ثم نظر للممرضة التى تقف على الجهة الآخرى واردف بترقب _ جهزوه لو سمحتوا علشان ننقله حالاً لغرفة مدام مهرة .
اما مهرة التى تقف تطالعه بصمت وحيرة … كيف ستتعامل مع هذا الوضع !!! … ماذا عليها ان تفعل تجاهُ … بالطبع هي احن من ان تتركه يعانى … عليها ان تكمل مهمتها الى ان تعود اليه ذاكرته ووقتها سترحل … لتنسى حالياً ما فعله بها مثله ولتتذكره مع عودة ذاكرته .
❈-❈-❈
بعد نصف ساعة يجلس الجميع حول زين ف الغرفة بعدما عرّفوا عن انفسهم وادعى هو عدم معرفتهم المسبقة وبقى مستلقي يتطلع فقط على مهرة الشاردة .
نظرت له شهد واقتربت منه تردف بحب وحنو _ محتاج حاجة يا اخوي !! … انى هروح دلوك علشان امى وهبجى اجيلك بكرة .
ضيق عيناه وكأنه تذكر !! … اين هى والدته !! … لما لم تأتى معهم !! … ايعقل انها غاضبة منه ولم تأتى لرؤيته !! … يريد ان يسأل ولكن كيف .
تنهد بضيق واردف بترقب يحدث شقيقته _ امي !!
تلعثمت شهد بتوتر بينما اسرعت مهرة اليه تردف بلهفة زائدة ومراوغة استشفها _ ايه امك زين … الحاجة رابحة … اجريها عم توجعها شوى لهيك ما اجت هلا بس هى كانت عم تيجي طول الفترة يللي فاتت .
طالع مهرة بعمق … انها تكذب … يعلمها جيداً هناك امرٍ ما يخفيانه عنه … اردف بترقب وهو يطالع شقيقته _ جوللها تجى … عايز اشوفها .
تنهدت شهد بحزن ثم اومأت بصمت بينما وقف احمد يردف بترقب _ حاضر يا زين … بكرة هنجبهالك … او يمكن انت ترجع معانا ع القصر ومافيش داعي نتعبها !.
نظر له زين بعمق يستشعر امراً ما ثم حاول القيام واردف _ يبجى ارجع دلوك .
اسرعت مهرة تمعنه وتحاول اعادته بكفيها مردفة بلهفة وحنو _ ما بيصير زين انت هلأ تعبان كتير … خليك هون وعمو احمد بيجبها لعندك … مشان خاطرى .
اغمض عينه من قربها ونبرتها ثم نظر لاحمد بترقب فأومأ احمد يردف _ خلاص يا زين اسمع كلام مراتك وانا هجيب رابحة واجيلك بكرة .
نظر لمهرة بعمق فرآى نظرتها المترجية فعاد يستلقي بقلق واردف ببطء وخمول _ ماشي .
ودعوه وودعوا مهرة وغادروا ثلاثتهم بينما هى اردفت بترقب وهى تطالعه _ بشو حاسس هلأ !!
تنهد ونظر لها قليلاً بصمت ثم اومأ وشرد يفكر … لقد ادخل نفسه في امرٍ لا يعلم عواقبه ولكن كان عليه ايجاد طريقة تبقيها بجانبه مهما كانت النتائج … ف كل شئ مباح ف الحب والحرب وهو عاشق مذنب يبحث عن قربان العفو بتشتت وخوف فلم يجد امامه الا هذا الامر … ولكن يبقى هناك لغز خاص بوالدته عليه معرفته .
❈-❈-❈
في الطريق اردفت شهد متسائلة بترقب _ عنعمل ايه يا عمى !! … هنجول لزين ايه على امي !
تنهد احمد يفكر ثم اردف بقلة حيلة _ مش عارف يا شهد … متقلقيش هنلاقي حل .
اردف معتز بترقب وهدوء وهو يطالع شهد من مرآة السيارة بعمق وحب _ انا رأيي نفهمه الوضع بهدوء … ونعرفه ان حالة مرات عمى مؤقتة وهتتحسن .
نظرت له شهد بعمق ثم لفت نظرها عنه بحرجز فابتسم بينما اردف احمد بقلق _ تفتكر ده ميأثرش على حالته بالسلب !
اردف معتز بتروى _ متقلقش يا بابا … احنا معاه ومهرة جنبه … واكيد هيتقبل الامر لما يعرف ان دي فترة صعبة هتبقى كويسة .
اومأ احمد باقتناع بينما شهد شردت تفكر في امر عائلتها وامر عائلتها ومعتز .
❈-❈-❈
عند زين الذي كان ان يغفو بتعب ومهرة تجلس على الاريكة تتلو ايات الله .
قاطعهما طرقات على باب الغرفة فانزلت مهرة نقابها ووضعت المصحف جانباً ثم وقفت تتجه للباب وتفتحه كل هذا تحت انظار زين الذى يطالعها بعشق .
وجدت سيدة تبتسم ببشاشة مردفة _ سلام عليكم … ازيك يا حبيبتى ! … ممكن اطمن على زين !
تعجبت مهرة فهى لم تتعرف عليها بينما استمع زين لصوتها ااذى ميزه واغمض عينه يتنهد بعمق .
تسائلت مهرة بترقب _ مين حضرتك !
اردفت السيدة _ انا والدة عادل صديق زين !
توترت مهرة ونظرت للسيدة بقلق ثم مالت برأسها تنظر لزين الذى يغمض عينه ووقفت حائرة لا تعلم اتسمح لها بالدخول ام لا … تنهدت فهى انقى من ان تردها حزينة فاستشفت السيدة ذلك فأردفت بحنو وكأنها علمت بما تفكر _ متقلقيش يا حبيبتى انا مش هزعجوا خالص … هطمن عليه وامشي علطول … انا بحب زين جدا وهو عارف كدة .
تنهدت مهرة واردفت بتروى _ بعتذر منك بس هو ماعم يتذكر شى هلأ ..
اومأت السيدة واردفت بحزن _ ايوة يا حبيبتى عرفت … انا بس هطمن عليه وهخرج بسرعة صديقيني .
سمحت لها مهرة بالمرور مضطرة ثم اتجهت السيدة الى فراش زين وهى تطالعه بحنو وهو يدعى النوم … اتجهت اليه ثم دنت من جبينه وطبعت قبلة حانية وامومية عليه ثم نزلت دمعة من عيناها فتوتر زين ولم يستطع ان يتظاهر بنومه اكثر .
فتح عينه يطالعها بصمت فابتسمت له واردفت _ حمدالله على سلامتك يا حبيبي … انا ام عادل صاحبك .
تنهد بضيق من ذكر اسم صديقه الخائن ثم نظر لمهرة بصمت التى تقف مستندة على نهاية التخت فتابعت السيدة بترقب _ عادل معايا برة … هو كان بييجي يطمن عليك طول الفترة اللى فاتت … وكان عايز يطمن عليك .
لم يحتمل اكثر فأغمض عينه بصمت واشتدت عرقه وعجز لسانه عن النطق او الرفض ولكن حدث ذلك تحت انظار مهرة التى اندفعت للخارج تحت انظاره الغاضبة .
خرجت فوجدت شاب يقف امام الغرفة يتنظر والدته … تطلعت عليه بحدة ثم اردفت متسائلة _ انت عادل !
تعجب يطالعها ثم اومأ فاتجهت تقف امامه مردفة باندفاع _ اذا بتريد اتفضل من هون … ما رح اسمحلك تفوت لعنده بنوب … الطبيب قال ما نسمح لحدا عم يكرهُ انه يفوت لعنده … وانت كيف بتطلب تشوفه !!
طالعها بشرود لثوانى ثم انزل نظره ارضاً بخزى واومأ يردف _ تمام … مش هدخل عنده … بس انا مش بكرهُ … انا أسف .
قالها وغادر تاركاً المكان ينتظر والدته خارجاً بينما هى وقفت تتنهد هل ما فعلته صحيحاً ام لا ولكنها خشت عليه من رؤية هذا الخائن الذى رأت في عينه الندم .
زفرت بقوة ثم عادت الى الغرفة تتطلع على زين الذى طالعها بثقب وتنهد فابتسمت مطمئنة ثم توقفت السيدة واردفت بهدوء _ طيب هو واضح انه محتاج يرتاح … خدى بالك منه يا حبيبتى وانا همر عليه وقت تانى … عن اذنكوا .
غادرت والدة عادل وتركتهما فتسائل بترقب _ روحتى فين دلوك !
تنهدت بمراوغة واقتربت منه تتفحصه بعيناها ثم اردفت بشك _ ما تذكرت شى ! … ولا اي شى !
اغمض عينه لا يقوى على النظر لعيناها ثم هز رأسه بلا وقرر النوم او الهروب فجسده مرهق وعقله مجهد .
اما هى فتنهدت ورفعت نقابها ثم اتجهت تجلس على المقعد وتفكر بشرود في القادم وكيف سيكون .
فجراً
استيقظ زين يلتفت حوله فوجد مهرة تقف تؤدي فريضة الفجر بخشوع … تمعن وسلط نظره عليها بحب … يلوم نفسه ويجلدها … كلما تذكر ما فعله معها يتمنى لو يفقد ذاكرته حقاً … كيف سمح لشيطانه ان يتحكم به ويحاول ايذائها … أتلك الملاك تخون !!! .
تنهد ثم دنى يشتم ملابسه بضيق … انتهت من صلاتها ونظرت له وجدته مستيقظاً .
وقفت تخلع حجابها وتضعه جانباً ثم تقدمت منه واردفت بترقب وحنو _ بدك شى زين !
نظر لها بعمق … ملامحها تأسر قلبه العاشق وعيونه اللامعة … اردف بتعب _ عايز اسبح … مطايجش خلجاتى دي .
تنهدت تطالعه بتوتر ثم اومأت تردف _ أيه تمام … هلأ بشوف الاغراض يللي شهد جابتهن معها وبطلعلك اواعى مننن .
اردف يبتلع لعابه بضيق _ لا عسبح الاول .
تنهدت بعمق وتوتر ثم اومأت وهى تردف _ بتقدر تقف !!!
اومأ لها وحاول القيام يستند على حاله بصعوبة وهى تساعده حتى نجح … ترجل من فراشه بهدوء شديد وهى تسنده الى ان توقف على قدمه يشعر بدوار شديد يجتاح رأسه … ترنح قليلاً يستند عليها وهى تدعمه بحنو وتطالعه بقلق خوفاً من سقوطه …
ثبت حاله قليلاً الى ان تغلب على دواره ثم بدأ يخطى معها للمرحاض الملحق بالغرفة .
بعد خطوات بطيئة متمهلة استطاع ان يصل وجلس بمساعدتها على قاعدة المرحاض .
ابتعدت تطالعه بقلق وحنو متسائلة _ حاسس بشي عم يوجعك !
هز رأسه قليلا ينظر لها بارهاق … مد يده ليخلع ملابسه ولكنه لم يستطع .
اتجهت هي اليه وبدأت تجرده من ملابس غرفة العناية المعبأة برائحة التعب والاجهاد حتى نجحت في تجريده منها .
جسدها يرتعش من قربه منها بهذا الوضع وهى تحاول التحكم بصعوبة في نفسها ونبضات قلبها العنيفة .
التقطت دُش المياة المتحرك وقامت بتشغيله على المياة الدافئة وبدأت تسيّره على جسده المرهق … اغمض عينه بارهاق يستمتع بهذا الشعور التى هي مسئولة عنه … احضرت سائل الاستحمام بيدٍ مرتعشة من هذا القرب وبدأت تدلكه بحنو وتمهل حتى تزيل رائحة التعب من عليه …
مد ذراعيه فجأة يلفهما حول خصرها ويعانقها بحنو ثم وضع رأسه على معدتها يستكين براحة وتنهيدة ملوعة … تصنم جسدها من فعلته التى ارعشت خلاياها … ظلت ثابتة تستوعب على عكس نبضاتها الراقصة … ارتعش جسدها وتدفقت المشاعر الممتعة في كامل عروقها فعضت على شفتيها بخجل وتوتر واغمضت عيناها لثوانى ثم تنهدت تزفر بقوة وحاولت فصل الامرين عن بعضهما وبدأت تدلك خصلاته بيد وبالاخرى تتمسك بالدُش وتصب المياة فوقه بترقب … ابتلت ملابسها ايضاً من قربه الحميمي ولكنها استمرت بتدليكه وهو مستكين تماما في حضنها كالطفل الحزين الذى لم يجد السكينة الا عند امه … شعور جميل بالراحة والسكينة غلفه وكانه احس بوجود شئٍ ما بداخلها يعود اليه لا يعلم لما اتاه هذا الشعور الآن وهو يتخيلها بين يده … ارتعش جسده والتوى قلبه بشعور ممتع وكذلك هي التى تعالت وتيرة انفاسها وتدفق الادرينالين في جسدها من قربه .
رفع رأسه ببطء وطالعها بعمق وعيون يفيض منها العشق … اما هى فتحمحمت بتوتر ثم تطلعت على ملابسها وانحنت تغلق المياة واردفت بتلعثم وتوتر _ رح افوت اجيب اواعيك واجى .
تنهد وفك قيد ذراعيه من حولها فالتفتت مسرعة للخارج تتنفس بصخب لتهدئ من ثورة مشاعرها … لا تريدها … لن تضعف له … ليس قبل ان تعاقبه .
زفرت بقوة تهدئ من صخب يسارها ثم اتجهت تحضر ملابس له من تلك الحقيبة التى احضرتها شهد …
عادت اليه تطالعه بعمق وتوتر وهو جالس مطأطأ رأسه كما تركته … اتجهت تلبسه ثيابه بيدين مرتعشتين حتى انتهت ثم اردفت بترقب _ اسند علي زين .
تمسك بكفها ووقف ببطء ثم خطى معها للخارج بهدوء وتمهل حتى وصل الى فراشع فمددته عليه فنظر لها بعمق واردف بحب وقلق _ غيري خلجاتك وتعالى .
اومأت بتوتر واتجهت تحضر ملابس لها وبالفعل دلفت تبدلها ثم عادت بعد دقائق تتحمحم واردفت بتساؤل وهى تطالعه _ في شى عم يوجع !
هزت رأسه بلا … لا يعانى من الالم الآن بل يعانى من الاشتياق … تابعت بترقب _ طيب ما تذكرت شي !!
دقق النظر في مقلتيها ثم هز رأسه بلا فزفرت بضيق ثم اردفت وهى تتجه للاريكة _ لكان نام هلا ولا تقلق اكيد رح تتذكر .
اردف بترقب وبطء _ متناميش أهنة تعالى نامى جاري .
نظرت له بتعجب وعمق فابعد عينه عنها كي لا يفضح امره واردف بمكر _ انى مجادرش انادى عليكي لو احتجت حاجة … ويمكن انتِ نومك تجيل !
تنهدت بضيق وتوتر ثم جلست على الاريكة تردف بثبات _ ما تقلق … نومى خفيف اذا احتجت شى ناديني .
زفر يطالعها ثم اردف بتساؤل ومكر _ عتتكلمى أكدة ليه يا بنت الناس !! … هو انتِ مش مرتى ولا ايه !! … ولا تكونى ممرضة أهنة وعتضحكوا عليا !
طالعته بعمق وحزن وحيرة … ابتلعت لعابها واردفت _ مو محتاج نكدب عليك بهالخصوص لانه اكيد فيك تحس علي ! … ولا شو !! … مو حسيت علي وقت كنت عم احممك هلأ ! .
تمعن النظر في عيناها الحزينة وندم واردف بحب _ علشان أكدة جولتلك تعالى نامى جارى … لانى حاسس انك جريبة منى جوى … كنى مكنتش عنام الا في حضنك .
توتر جسدها وزاغت انظارها بخجل ممزوج بالحزن فزاده عليها حينما اردف بحب _ تعالى بجى علشان ارتاح .
نظرت له بعمق … تستشعر صدق حديثه …تطالعه بعيون متوترة … وفجأة مر على عقلها ذلك اليوم … تذكرت هجومه عليها … تحولت نظرتها اليه من التوتر الى الخوف وهى تتخيله يعيد خنقها … تخشى ان غفت يمكن ان يكمل ما بدأه ذلك اليوم .
علم نظرتها جيداً … لعن نفسه واغمض عينه متألماً كأنه لم يشعر بالألم قط … فتح عينه يطالعها بحزن واردف بصدق وصوت متقطع وترقب وهو يبتلع مرارة حلقه _ متخافيش منى ..
تنهدت بقوة تغمض عيناها بألم وحزن ثم تمددت على الاريكة واردفت بهدوء _ اذا احتجت شي ناديني .
اغمضت عيناها لتهرب منه ولكن عقلها يعمل … تصرخ بداخلها باسمه … كيف ستعطى الثقة له وتأمن وتنام بجواره !! … لقد شرخ حصنها الآمن … مسبقاً لم تشعر بالامان الا معه … والآن باتت تنكمش خوفاً من النوم معه في نفس الغرفة لربما حدث امراً مشابهاً وتحول فجأة كذلك اليوم .
اما هو فظل يطالعها بعمق … كيف له ان يمحى نظرة الخوف هذه من عيناها !! … عليه ان يعيد بناء ثقتها به ويرمم امانها له … عليه ان يزرع الامان داخلها مجدداً .
اغمض عينه بعدما قرر ما عليه فعله وسمح لنفسه بالنوم اما هى فبعدما استمعت الى انتظام انفاسه .
فتحت عيناها تطالعه بعمق … بعد تفكير طويل استدلت على الهدوء قليلاً … لتعطى له فرصة داخلها دون اخباره … تعلم انه يستحق … تعلم ما عناه جيداً … تيقن في قرارة نفسها انه لن يؤذيها … تذكرت حديث شهد عنه … تنهدت بارتياح قليلاً … لتطمئن وتغفو … ولكن ستجدد طريقتها معه .
❈-❈-❈
ظهراً استيقظ زين من نومه ونظر حوله فلم يجدها … شعر بالضيق وناداها بترقب ف لا رد … حاول الاستناد بصعوبة حتى نجح واستند على الفراش ينتظرها .
بعد دقائق قليلة بدأ بصعوبة يحاول النزول وذلك بسبب زموم جسده واجهاده … نجح في انزال ساقيه وتنهد بقوة ثم اسند بكفيه على الفراش ليقف .
وقف بصعوبة يشعر بدوار في الرأس مجدداً … اغمض عينه قليلاً حتى هدأ وبدأ يفتحها ثم تقدم من باب الغرفة حتى يذهب للبحث عنها …
وصل للباب وفتحه وببطء شديد تحرك للخارج وبدأ ينظر هنا وهناك بحثاً عنها .
خطى في الردهة يمشي بهدوء … لف نظره سريعاً لغرفةٍ ما وعاد ليخطى ولكنه توقف وعاد برأسه الى تلك الغرفة حينما وجدها جالسة تتحدث مع الطبيب بترقب .
نظر للطبيب الذى يبتسم وهو يتحدث معها بأريحية واشتعلت بداخله نار الغيرة التى انسته حالته وجعلته يتحرك لداخل الغرفة بغضب فارآه الطبيب ونادا على اسمه بتعجب .
التفتت مهرة تطالعه فمد يده يوقفها بحنو … نظرت له بتعجب وتحدثت بلهفة وقلق _ زين ! … ليه تحركت ما بيصير .
اردف الطبيب الذى تمعن النظر به جيداً _ واضح ان زين باشا بيدور على حد !
طالعه زين بحدة واردف بجمود _ عدور على مرتي !
اومأ الطبيب يبتسم ثم نظر لمهرة واردف بتروى _ مدام مهرة كانت بتطمن على حالتك … واحب اطمنك انت كمان … قريب جداً الذاكرة هترجعلك … هو فقدان مؤقت … وممكن تكون بدأت تفتكر فعلاً لانك متعلق جدا بمدام مهرة !
توتر ولف نظرة لمهرة التى تطالعه بعمق فترك كفها ولف ذراعيه كاملاً حول كتفيها يدعى الاستناد عليها مردفاً بعمق وهو يطالع الطبيب _ لازماً اتعلج بيها يا دكتور هى الوحيدة اللى اول ما فتحت عيني لجيتها وشوفتها … وبعدين انى بجيت زين وعخرج النهاردة من أهنة وموضوع الذاكرة ده سابج لاوانه … لما ابجى افتكر حاجة هبجى اجى اجولك .
نظرت له مهرة بترقب واردفت بلهفة _ ما بيصير زين رح نضل هون لتتحسن ولترجعلك ذاكرتك .
لف نظره اليها يطالعها بعمق من خلف نقابها ثم اردف بنبرة حنونة وحب _ عتحسن وانى في بيتي ومعاكى … أهنة عتعب بزيادة .
تنهدت بقوة تحاول تهدأة مشاعرها ثم لفت نظرها عنه بصمت وعاد هو الى الطبيب يردف بنبرة جادة _ شوف اللازم يا دكتور وانى ععمله وانى في بيتي ..
اومأ له الطبيب يطالعه بعمق وشك في امره بينما طالعه هو بخبث وسحب مهرة معه وخرج من الغرفة وهى تخطى بجواره متسائلة بترقب _ يعنى ما تذكرت شي عن جد ! .
تنهد بضيق … يكره كذبه عليها … يريد اخبارها بأنها الوحيدة التى لن ينساها ابدا حتى في غيبوبته ولكنه يخشى رحيلها … عليه ضمان بقاؤها بجانبه حتى يستطيع محو خوفها واعادة السكينة الى قلبها .
هز رأسه بصمت فتنهد بضيق واكملا طريقهما الى غرفتهما واجلسته على الفراش تطالعه بترقب ثم اردفت بحنو _ رح اروح اجبلك وجبة متل ما قال الطبيب .
التفتت فأوقفها يردف بضيق _ استنى يا مهرة مجادرش أكل حاجة .
التفتت تطالعه بفرحة وتحدثت بتعجب _ قلت اسمي !!
توتر واردف متلعثماً _ ما الكل عينادوكى بيه جدامى .
تذكرت فأومأت واردفت _ ايه تمام … بس انا رح روح اجبلك وجبة ورح تاكل زين … بالاساس اطلع ع حالك جسمك نازل كتير … ما رح نرجع سوا ع القصر لحتى تاكل .
ابتسم لها واراحته كلمتها ( نرجع ) التى اضاءت الامل بداخله فأومأ لها بحب واردف بهدوء _ ماشي .
التفتت تغادر فأوقفها يردف بحب ولهفة كأنه طفلٍ مرتبط بوالدته الحنونة _ متتأخِريش عليا !.
اومأت له بحب ثم ولجت للخارج وتركته يتنهد بعمق في امرها .
❈-❈-❈
في القصر استعدت شهد لزيارتها اليومية الى المشفي .
خرجت من غرفتها مع تزامن خروج عادل … طالعته بعمق كم كان وسيم خطف قلبها منذ زمن وها هو يعيد خطف عيونها … مر يطالعها بعمق ثم اردف بحب ونبضات عاشقة _ صباح الخير .
ابتسمت بهدوء واردفت _ جصدك مساء الخير يا ابن عمى … ع العموم انى جهزت اهو يالا علشان نروح ع المستشفى .
طالعها بعمق ثم اردف بترقب وهو ينظر لحجابها _ ادخلى الاول دارى شعرك اللى فرحانة بيه ده .
اتسعت عيناها ثم تلقائياً مدت يدها تتفحص حجابها مردفة _ مافيش شعر باين … انى مغطياه زين .
مد يده بين حجابها ورأسها يعدله ويسحبه للامام قليلاً ليدارى احدى الخصلات الصغيرة التى كانت تظهر دون قصد …
كانت مستسلمة بين يده تغمض عيناها بتوتر الى ان انتهى وابعد يده يطالعها بعمق وهى مغمضة العينين … شعور داخله اجبره على الاقتراب قليلاً منها ثم مال ببطء وطبع قبلة على وجنتها بهدوء … ارتعشت هى وفتحت عيناها تنظر بصدمة اما هو فابتعد يطالعها بعمق ثم ابتسم بحب واردف _ كدة تمام … يالا بينا ..
تحرك بينما هى تصنم جسدها فعاد يتمسك بكفها مردفاً وهو يسحبها _ يالا يا مدوخانى يالا .
تحركت معه بصمتٍ تام على عكس ضجيج قلبها وافكارها حتى نزلا الدرج وقابلتهما ناهد تطالعهما بعمق ثم اردفت بترقب _ انت ليه مروحتش ع الشركة يا معتز !
تنهد معتز وطالعها بهدوء يردف _ النهاردة بابا اللى هيباشر الشغل يا ماما لان انا وشهد لازم نروح على المستشفي ونتكلم مع زين عن وضع مرات عمى … لازم يعرف قبل ما ييجي ويتفاجئ لا قدر الله .
اومأت بتفهم ثم اردفت بترقب _ تمام يا معتز … ابقوا طمنونى .
اومأ لها وغادر مع شهد وتركها تتنهد بضيق لتقرر الذهاب الى رابحة النائمة والاطمئنان عليها .
❈-❈-❈
في المشفي تجلس مهرة على طرف الفراش بجانب زين وتطعمه بتهمل وحنو وهو يتناول منها وعينه مسلطة عليها الى ان انتهت ووقفت تضع صينية الطعام على الطاولة ثم عادت اليه تخلع المحرمة عن صدره ثم نظرت اليه بتعجب مردفة _ ليه عم تطلع فيا هيك !
اردف بعمق وصدق مشاعر _ بحبك .
توقفت عن الحركة تطالعه بصدمة وعمق فتابع _ جوايا شعور غريب ناحيتك … معايزش اشوف ولا اسمع حد غيرك … حاسس انك جزء مني .
توتر جسدها وتعالت وتيرة انفاسها وزاغت نظراتها في كل مكان عادا عينه فتابع بخبث _ احنا بجالنا اد ايه متجوزين !!
تنهدت بعمق وقلبها يضرب يسارها بقوة تتحدث وهي تلتفت لتضع المحرمة فوق الصينية _ مو كتير .
تعجب او ادعى ذلك واردف _ غريبة … انى حاسس ان بجالنا سنين مع بعض … جلبي مطمنلك جوى … جوايا حاجة عتجولي ان انتِ الوحيدة اللى ممكن اثج فيها وانى مطمن .
طالعته بقوة وقد التمعت عيناها بالدموع مع تنهيدة حارة … الآن زين !! … اتخبرنى بهذا الآن !! … اتقولها وانت متناسياً ما بيننا وعندما كنت تتذكر فعلت عكسها !! .
لو لم تقل هذا الحديث الآن يا زين وفعلته ذلك اليوم لما وصلنا الى هنا زين ..
اردفت غير مدركة بتساؤل وعيون ملتمعة _ ليه ما فكرت هيك هديك اليوم زين !!!
صدم من سؤالها وطالعها بصمت لا يعلم بماذا يجيبها … حزن للمعة عيناها … يبدو ان امره اصعب مما اعتقد … اتظن انك جرحت اصبعها ايها الزين … انت استهدفت قلبها يا رجل تمهل قليلاً لتتعافى .
تنهدت واردفت بتلعثم وعيون لامعة حينما ادركت ما تفوهت به _ بقصد وئت فقت من الغيبوبة .
قاطعهما طرقات على باب الغرفة تعلن عن وصول شهد ومعتز .
دلفت شهد فأخفضت مهرة نقابها وانزوت جانباً بينما افسحت شهد المجال لمعتز ليدلف واتجهت الى شقيقها تطمئن عليه بترقب ثم نظرت لمهرة الباكية واردفت بتساؤل _ مهرة ! … انتِ زينة !
اومأت مهرة بصمت بينما واردف معتز بعدما رحب بهما بترقب _ احنا جايين نتكلم معاك في موضوع مهم يا زين .
طالعه زين بعمق وترقب واردف متسائلاً _ خير !
نظر معتز لشهد بقلق ثم نظر لمهرة التى تطالعهما بتساؤل فاردف زين بحدة عندما لاحظ نظراته لمهرة _ عتجول فيه ايه ولا تخرج من أهنة !
تحمحم معتز واردف وهو يطالعه بحذر وترقب _ والدتك يا زين للاسف بعد ما سمعت خبر الحادثة حصلها جلطة .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اسكن أنت وزوجك)