رواية اركازيا الفصل الخامس عشر 15 بقلم إسماعيل موسى
رواية اركازيا الجزء الخامس عشر
رواية اركازيا البارت الخامس عشر
رواية اركازيا الحلقة الخامسة عشر
سحبت تولين لفافة تبغ والقتها بفمها وهى تصغى لأصوات الاوزات الفزعه وشغب أفراخ الدجاجات الطامحه لوجبة الإفطار، كانت هناك غيمه رماديه امطرت على ذهنها افكار سوداويه مشتته وفوضاويه، مشت تجاه خن الدجاج نشرت بذور القمح بتيه وشرود وهي تنظر تجاه الغابه، لم تبدو لها برتقاليه كما وصفها رجل الأسرار الوسيم لكنها لطالما حلمت ان تكون حورية الغابه المتوجه، كانت الغابه قد إستيقظت تنفض عن كاهلها ندى الليل الذي غسل أوجاعها، بدت لها غامضه ورغبت بشده اقتحامها غير عابئه بالذئاب ولا المخاطر التي رأتها بنفسها.
كان رجل الأسرار الوسيم قد عاود السباحه بجسده الممشوق وشعره الذي بدا أطول عن ما تتذكره، حسنا لو لم أكن تولين لقلت انه شخص آخر.
دلفت لداخل القصر، بدلت ملابسها وخرجت مره أخرى لوحت لرجل الأسرار الوسيم ومشت تجاهه بتأني، اقترب رجل الأسرار الوسيم من ضفة البحيره دون أن يخرج جسده، صباحك ازهار سوسن يا تولين!!
صباحك باقة ورد يا سيدي!
أردت أن اشكرك على إنقاذ حياتي الليله قبل الماضيه!
لم أكن أدرك انك خبيره باستخدام الاسلحه الناريه!
او قد سمعت صوت الرصاصات؟
أجل، ربما كنت مخدرآ لكن روحي كانت معك وترعاك!
لابد أن ألفت انتباهك لأمر هام؟ جلست تولين ووضعت رأسها بين يديها تنتظر كلماته.
لم تكوني مضطره ان تجريني خلفك كثور حقل؟
رفعت تولين كتفيها بتذمر، ربما كان عليك أن تتبع حميه غذائيه قبل أن تسأل ذلك السؤال!؟
إعجابها رجل الأسرار الوسيم بأبتسامه قبل أن يغوص داخل الماء ويرشقها بقطرات من بين يديه، ابتعدت تولين عن الضفه وتركته لسباحته واختفت داخل الغابه.
اخترقت الدرب المعبد بين أشجار الصنوبر والكافور، الصفصاف والسرو، كانت الرياح ساكنه وبدت الأشجار حزينه، أوراقها صامته.
كانت قد وصلت الغدير الذي ينبع من تلة الازهار القرمزىه، سارت بمحازاة الغدير حتى وصلت المخاضه، لكن تلك المره لم تتوغل بالطريق المتجه نحو التله القرمزيه بل تابعت سيرها بين الادغال والحشائش بجوار ضفة الغدير، كانت حشائش الورد غاضبه وجعلت تشتبك مع ملابسها وتزعج ساقيها العاريتين، اوجعها ذلك لكنها واصلت سيرها مدفوعه بقوه داخليه للبحث عن الحقيقه، أنه لم تعد راغبه بعد أن تبدو غبيه،
شقت طريقها بصعوبه بين الحشائش التى نمت جوار الغدير، كانت الشمس قد توسطت السماء وراحت تكوى عنقها الأبيض
العاري، جعل العرق يغطي جبهتها وشعرت بالعطش، مدت يدها لنبع الماء الجاري، غسلت وجهها وشربت حتى ارتوت.
توغلت خلال الطريق خالي المعالم، كانت الحشائش قد بدأت تنحصر مما سمح لها بالسير بسرعه أكبر، ليس بعيد لاح مرج من العشب البني، ركضت تولين خلال المرج الشاسع لمدة ربع ساعه تقريبا حتى لمحت فتاه طيف فتاه صغيره من بعيد تلعب على العشب، الفتاه الي بدت مزعوره من رؤيتها ركضت هاربه من بين صخرتين تحجبان الرؤيه، تبعتها تولين كانت مسافه ميل قطعتها بسرعه، مرت بين الصخرتين لتلوح لها قصر صغير بين الأشجار الطويله.
ترددت تولين لدقيقه قبل أن تقرر مواصلة السير تجاه القصر، كان هناك سياج مرتفع يحوط القصر من كل اتجاه.
وقفت تولين امام السياج تعاين القصر ذو اللون الأزرق والموف، كانت الشرفات الواسعه منتشره في علية القصر وهناك رأت الفتاه الصغيره التى رأتها من قبل تراقبها من نافذه ضيقه لكنها سرعان ما توارت مره أخرى.
لم تخفي تولين اندهاشها، لم تكن تعلم أن هناك قصر اخر على حدود الغابه وفكرت ان كان من الصائب ان تتسلق السياج لكنها لم تجد سبب وجيه لازعاج سكان القصر لكن الفضول كان يقتلها، من مكانها نادت على قاطني القصر، تابعت ندائها دون رد، اخيرا تسلقت السياج وققزت بالجهه الأخرى، اقتربت من القصر ولاحظت رغم صغره الا انه يشبه تصميم قصر رجل الأسرار الوسيم خاصه الباب بالجهه الشماليه من القصر.
وقفت على باب القصر وتابعت طرق بوابتة الكبيره، من الشرفه العلويه ظهرت الفتاه الصغيره كانت مبتسمه تلك المره، طلبت منها تولين ان تحضر والدتها، كررت تولين طلبها فأختفت الفتاه الصغيره وعادت مره أخرى تحمل دميه كبيره على شكل مرأه.
اين والدتك، سألتها تولين؟
ظلت الفتاه واقفه بمكانها قبل أن يظهر من خلفها رجل قاسى الملامح جذبها للداخل بعنف قبل أن يطل على تولين من فوق.
ماذا تريدي سألها بعدوانيه؟
لماذا تقتحمين ملكيتي الخاصه؟ ما الذي يمنعني الان من قتلك؟
اعتذرت له تولين وتعللت بأنها ضائعه فقدت طريقها نحو القصر الكبير.
تلقف الرجل كلماتها بغير سرور وطلب منها ان تسير بمحازاة النهر وستصل لغرضها، والان عليها ان ترحل قبل أن يحل المساء وان لا تحاول مره أخرى الاقتراب من القصر.
لاحظت تولين ان هناك سيدتين تقفان خلف ظهر الرجل، كأنتا صامتتين ونحيفتين كالدمي، وجوههم شابحه وصفراء ويحملقان بها بعدوانيه.
اولتهم تولين ظهرها وقبل ان تتسلق السياج وجدت بوابته قد فتحت لكنها لم ترى اي شخص، خرجت من البوابه وكانت الشمس قد غربت خلف التله القرمزيه، تملكها الرعب وحدت مشيتها تجاه القصر، وصلت الحشائش الكثيفه ومشت خلالها بصعوبه ببطيء مميت، قالت في نفسها لو استطعت ان اعبر ادغال الحشائش يمكننى ان اركض بعدها، قبل نهاية منطقة الحشائش سمعت عواء الذئاب مما دفعها ان تقف بمكانها، فكرت ان كان من الأفضل أن تعود مره أخرى للقصر وتطلب منهم قضاء ليلتها لكن فعل ذلك بين اشواك حشائش الورد كان مستحيل، واصلت تولين سيرها وقلبها يدق في صدرها كطبله،. عندما خرجت من منطقة الحشائش ألقت بنفسها على العشب مقطوعة النفس.
عاد عواء الذئاب مره أخرى بصوره قريبه ومخيفه كان يقطع طريقها نحو القصر، لم تدري تولين ما عليها فعله، شعرت انها بورطه كبيره ومعقده، لكن همومها لم تكن بدأت بعد، اقتربت أصوات الذئاب وسمعت وقع خطواتها، اختفت تولين تحت دغل خلف جذعه شجره كبير.
كان القمر الصغير قد تسلل من خلفها وسمح لها برؤية صف الذئاب للذي يقف على مقربه منها، تعرفت من خلاله على الذئب الضخم الذي قفز قفزته الهائله نحوها، كان يتقدمهم وكان يعاين المكان بينما كمنت تولين بصمت وكتمت أنفاسها.
مشي الذئب تجاه مكانها عندما شعرت بيد تكتم أنفاسها وتسحبها للخلف وهي تهمس، هسسسسسسس، طاوعتها تولين وزحفت للخلف قبل أن تمدد جسدها بجوار فتاه من نفس عمرها كانت تشير لها بالصمت.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اركازيا)