رواية اركازيا الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم إسماعيل موسى
رواية اركازيا الجزء الثالث والعشرون
رواية اركازيا البارت الثالث والعشرون
رواية اركازيا الحلقة الثالثة والعشرون
كان يتقدم الصف الأول ذئب مهيب ويبدو انه اكبرهم سنآ، بجواره ذئبه عجوزه من خلفهم جروين صغيرين، ما لبث ان احاطت بهم الذئاب في دائره كامله لتحمي العائله الحاكمه.
كان رجل الأسرار الوسيم يمني النفس بظهور تولين كان ذلك ما دفعه لعدم مهاجمة الذئاب حتى الأن، وكان الذئب الضخم الذي حدثته عنه تولين لم يظهر بعد.
اخر مره رأتها فيها الفتاه الغجريه كانت تولين تصرخ وهي محاطه بالذئاب، الكل يصرخ في لحظة ما، مهما كانت ثقته في نفسه الا انه يصرخ، بل قد يصرخ اكثر من غيره.
صوب رجل الأسرار الوسيم رشاشه البلجيكي، اسمعا كان يخاطب المرأتين، اما وقد اختفت تولين فأنني سأخوض تلك الحرب حتى نهايتها، لستما مضطرتين للبقاء تعلمون النتيجه الحتميه لذلك النزاع، نحت كلتا المرأتين بندقيتهما جانبآ وودعن رجل الأسرار الوسيم.
لم تكونا فخورتين بما فعلتاه، لكن ما قيمة الأسرار بعد الموت؟ انها لا تعني اي شيء، ستظل الحقيقه غائبه ولن يعرفها احد، رغم ذلك لم تشعرا بالخزي ولا العار، لم يكن يحاصرهم اي التزام تجاه رجل الأسرار الوسيم، فلا صوت يعلو فوق صوت المصلحه، لكن ذلك الشعور براحة النفس والطمأنينه سرعان ما تبدل، ماكان قد قبلاه منذ لحظه أصبحتا نادمتين عليه، لكن طريق العوده بعيد وطويل ومحفوف بالمخاطر ولا يقارن بتأنيب الضمير، كانا عليهما ان يتبادلا أطراف الحديث حتى يقنعا أنفسهم ان كل شيء تمام، عندما بدأت المرأه بالكلام شعرت انها كاذبه وانها لا تطيق تلك الكلمات العاديه الدارجه والتي تحمل بداخلها الطيبه.
كيف تعرف الكاذب؟ انه عكس ما تقول كتب علم النفس، أنه ليس اضطراب او ارتباك او طرفة رمش او تلعثم بالكلام او تأنيب ضمير وقلة نوم وازيز فى الأذن او شرود وسرحان لا لا ابدآ انه شعور لا متناهى من الراحه العميقه الممتزجه مع روح معذبه، هل جربت ابدآ ذلك؟
شخص يبدو مرتاحآ، مثاليآ، انيقآ، لا تشوبه شائبه لكنه يحمل داخله روح معذبه، مفرغ من الداخل، مجرد إطار مبهرج، عندما ينظر إليك تكون نظرته فارغه لا تحمل اي معنى او مغزى.
اذا قدر لك ان تختار ميتتك ؟ مجرد القدره على الاختيار تعد مصيبه، ان الامر ليس كما يبدو ولو حاولت تقليبها الف مره بذهنك لأدركت ان المثاليه تكمن ان تأتي ميتتك هكذا فجأه ودون أدنى فرصه للأختيار، لأن مجرد تصور موقف بسيط لشاب او فتاه يتعرض لمضايقه شديده وان بأمكانك انت وحدك مساعدته لكنك ستموت في تلك اللحظه او ستصاب بإعاقه وان عليك أن تختار بين المثاليه والفضيله او ان تدير ظهرك وتكمل طريقك، ان المعرفه في حد ذاتها لعنه، هذا ما ذكره سارماجو تحديدآ في انقطاعات الموت حيث لم تتح الفرصه لأى شخص ان يتبين اهمية الموت حتى رحل وأصبح بمقدور كل شخص ان يعيش الي ما لا نهايه
وبلا خوف من الموت.
صوب رجل الأسرار الوسيم طلقه تحذيريه قشطت جذع شجره وأثارت الغبار، لن تبداء الحرب دون تحذير، توقفت صفوف الذئاب المندفعه تجاه القصر عن السير وخرج من بينها ذئب شاب قوي تقدمت عشرة خطوات وأطلق عواء مدوي وهو يحملق برجل الأسرار الوسيم؟
كان يدعوه لنزال فردي، رجل في مواجهة ذئب كما ذكرت النصوص القديمه من ينتصر!! على الطرف الآخر ان يرضخ لشروطه
رفض رجل الأسرار الوسيم الطلب بأن اطلق ثلاثة طلقات علت رأس الذئب، لم يكن رفضه نابع من جبن او خوف من الموت بل رغبه أوسع واشمل من ذلك، القيمه الحقيقيه لتمسكه بالحياه تلك الليله لا تتعلق بالانتصار، بل باحداث مذبحه انتقاميه تشفي غليله، الرغبه بأن يقتلهم جميعآ انتقامآ لموت تولين، تولين التى لم تمنحه الحياه الفرصه ان يعترف لها بحبه، كان ذلك ما يؤلمه حقآ، انها ماتت دون أن تعلم أنه يحبها.
الا يجعل ذلك حبه منقوص؟ الا يستحق ذلك انتقام يليق بها؟
ان دمار العالم بأكمله لن يشفي جرحه، لكن دمار العالم سيشمله أيضآ كان ذلك عزائه الوحيد.
ركض الجروين الصغيرين تجاه القصر ولم يتبعهم اي ذئب كبير وقفا أسفل الشرفه وبدأ بعواء طويل وحزين، أدار لهم رجل الأسرار الوسيم ظهره بامتعاض رغم ذلك ظل يعويان بعض الوقت المناسب حتى ضاق بهم رجل الأسرار الوسيم ذرعآ، بغضب صوب الرشاش البلجيكي التسعه مل وغمرهم بالرصاص حتى أصبحت اجسادهم خرقه مهلله.
تعالا عواء الذئاب حتى شق صمت الليل واخترق عنان السماء وتدافعت تجاه القصر بجساره وغضب.
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اركازيا)