روايات

رواية اخر نساء العالمين الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الفصل التاسع والأربعون 49 بقلم سهيلة عاشور

رواية اخر نساء العالمين الجزء التاسع والأربعون

رواية اخر نساء العالمين البارت التاسع والأربعون

رواية اخر نساء العالمين الحلقة التاسعة والأربعون

كانت تقف ولأول مره تشعر بالخجل من هذا المكان حيث رأتها اكثر الناس التي كانت تأمل دائما ان تراها في افضل الاماكن… تنظر سميه لها بحزن وتجمعت الدموع في عينيها سريعا عندما وجدت والدتها تصرخ في وجهها بقهر وخزي
ام سميه (ولاء): يا خسارة تربيتي فيكي… اخص على بطني اللي شالتك
سميه بخزن: يما انت مش فاهمه متظلمنيش يما
كادت ان تقترب منها ولكن ولاء نهرتها بغضب تبعدها عنها وتحدثت بصوت غاضب: مش فاهمه اي يا بنت بطني…. تسيبي جوزك الراجل اللي طافح الد-م علشان ميحسسكيش بالمصيبه اللي هما فيها اترموا في الشارع بعد ما كانوا كبار البلد ولاد العز متبهدلين وسط الحواري بس مفيش واحد فيهم ظهره انتنى حتى علشانك انت وزهره وفي الاخر حصل اي رمتيه ومشيتي علشان الفلوس…. كل الناس بتتكلم عنك يا سميه بيقولوا عليكي كلبة فلوس وعبده للقرش مهي عندك زهره اهي عايشه معاهم وشيلاهم في عنيها على الرغم من ان عندها اهلها واللي معاهم مش قليل وعندك بيتي وبيت ابوكي اهو لو كنتي اشتقتي للأيام العز كنتي تيجي عندنا….. احسن من الفضيحه اللي انت عملتيها لينا ابوكي في المستشفى جاله جلطه لما سمع اللي انت عملتيه وسمع كلام الناس…. ثم اكملت والدموع تملئ عينيها ونبرة صوتها يكسوها الحزن الشديد: من اللحظه دي انت مخلفتش ولا بنات ولا ولاد ولا ليا عيال… مش سيبتينا وجيتي لحضن اخوكي خليكي في حضنه بقا
انهت حديثها ومن ثم رمقت سميه بغضب وهمت بالذهاب ولكن اوقفها صوته المُنادي بأسمها
ضاحي: يما ….. نورتي البيت تعالي رايحه فين
ولاء بسخريه: اجي فين يا معلم يا ضاحي… مش لما تتضايف حد لازم تضايفوا في بيتك انت هنا ضيف مفيش ضيف ينفع يضايف حد…. داهيه متسلم الظالم
ضاحي بغضب: معرفش اي القساوه اللي فيكي دي… انا ابنك مش هو.. انا اللي ابنك انت ازاي كده
ولاء بحده وقوه: انا ابني عمره ما كان حرامي ولا بياكل مال غيره… ابني ربيته وكبرته وعلمته ويوم لما اتفرعن اتفرعن عليا وقسى قلبه على امه واخته رماهم سنين بيجمع في شوية كلاب ولاد حر-ام وقتالين قُتله…. وجاي بعد كل دا يسرق وينهب في الناس اللي كانوا ظهر وسند لينا ولكل البلد وبعد كل دا بتقلي انك ابني لا انت مش ابني ولا اعرفك انت فاهم ولا عاوزه اشوف وشك….. انا متبريا ومنك ومنها ليوم الدين حسبي الله ونعم الوكيل في الظالم… حسبي الله ونعم الوكيل
ذهبت سريعا وهي تمسح دموعها بقهره على ذريتها في هذه الحياه…. اما سميه فلم تكن قدميها قادره على حملها كان تنظر في طيف والدتها بحزن فكيف لها ان تشرح لها وللجميع انها ليست سيئه بل انها تضحي من اجلهم… اقترب منها ضاحي وهو يمثل الحب الأخوي وقام بإحتضانها وهي كانت كالجسد بلا روح لا تستطيع مسايرته او مقاومته حتى تعلم معرفته بعدم الحب له ومتيقنه بشده من انها تعشق زوجها بشده وتعلم انه رأس افعى كبيره ستفتك بهم جميعا ولكنها تثق في قوتها وذكائها ومتيقنه بشده انها من ستنهي هذه الحكايه…… اثناء هذه اللحظه كانت هناك من تراقبهم من شرفة غرفتها وهي بالطبع ناهد تنظر لهم بكره ونظرات غامضه
ناهد بكره: عامله زي الشوكه في الزور قويه…. بعد كل اللي امها قالته ليها دا مدمعتش دمعه واحده…. ثم اكملت بسخريه: امها بعد كل دا جايه تعابت فيها… وانا امي لما عرغت اني اتحبست خدت الفلوس وهربت بنفسها وسابتني
ظلت تتحدث بقهر على حالها وكم هي رخيصه في عيون كل من حولها حتى والدتها….بالطبع يا عزيزتي فلم تكوني انت في يوم غاليه المقام والثمن في عيون نفسك فكيف تريدين المكانه من الاخرين….
**********************************
في صباح اليوم التالي
استيقظت زهره وكالعاده مبكرا تنظر بجوارها لزوجها وحبيب عمرها كلما زادت ايامهم معا ومع تغير كل شيء تقريبا لم تتغير عاداتها معه ولا غرامها به… تدقق النظر اليه وابتسامتها العاشقه لا تفارق ثغرها تعبث في لحيته بأناملها الصغيره فيغضب وجهه ويتملل بإنزعاج مما يجعلها تضحك بخفه عليه…. طبعت قبله على خده قبل ان تقوم من جواره لأداء روتينها اليوم فأولا تتوضئ وتؤدي فرضها في خشوع وتقرأ وردها اليومي وبالطبع تدعي وتناجي ربنا من قلبها ليصلح حالهم ويحمي حبيبها واخوه وعائلتهم الصغيره من كل سوء او شر ومن ثم تبدأ في تحضير طعام الافطار بكل حب وبالطبع لا تنزع عنها ملابس الصلاه بسبب وجود مصطفي معهم في نفس المنزل…. ومع وضع اخر الاطباق على السفره الدائريه الصغيره يزين يومها ابتسامة زوجها
يونس بحب وهو يقترب منها ويضع قبله حانيه على جبهتها: صباح الخير على احلى ورق عنب في الدنيا… اي القمر دا
زهره بخجل: صباح النور… يلا علشان تفطر وبقلك اهو هتفطر كويس انت بتشتغل طول النهار وشغلك صعب وبجد بقيت عامل زي العيال في الاكل
يونس بعبث: منا قلتلك اعمليلي ورق عنب وانا اكل
زهره بخجل وهي تميء برأسها بطريقة اذابت قلبه بها كثيرا: حاضر هعلمك ورق عنب وفراخ مشويه النهارده اي رأيك
يونس بمرح: رأيي… انا مين قدي النهارده كفايا ضحتك دي عندي
زهره بإبتسامه: طب روح صحي مصطفي… مش بالعاده يتأخر في النوم كده
امأ لها واتجه نحو غرفة اخيه وطرق الباب عدة مرات وهو ينادي بأسمه ولكن لا رد… ما كان منه الا ان يفتح الباب فتح بسهوله وكامت الغرفه فارغه حتى المرحاض فارغ تعجب كثيرا فليس بالعاده ان ينزل مصطفي من دون يونس قلق عليه فمن الاساس اصبح كثير القلق عليه هو وزهره بعد اخر الاحداث
يونس بقلق: مش في الاوضه
زهره بتعجب: ازاي دا لسه بدري اوي على فتح الورشه هيروح فين دا… طب خد موبايلك يا يونس رن عليه خير ان شاء الله. متخافش
امسك هاتفه سريعا وطلب رقمه وكان رده عليه سريعا مما جعل يونس يزفر براحه ومعه زهره بالطبع التي ابتسمت براحه هي الاخرى
يونس بقلق: انت غين يا مصطفى صحينا ملقنكاش في البيت
مصطفي بهدوء: منا بيت في الورشه امبارح… وبفطر مع الواد حمص على عربية الفول كانت الوقت متأخر مرضتش اقلكوا متخافوش انا كويس… انا بفطر على العربيه اللي تحت البيت لو طلعت من البلاكونه هتلاقيني اطمن
يونس بضيق: طيب يا مصطفى انا هفطر مع زهره وانزلك وهحاسبك على بياتك بره البيت ولا انت كبرت على الحساب
ابتسم مصطفي بحب اخوي فهو يعلم مدى حب اخيه له: لا مكبرتش حاسب براحتك
اغلق الهاتف والقاه بضيق على احدى الكراسي… لاحظت زهره ضيقه وقلقه على اخيه… تقدمت منه تربت على كتفيه بحنان وكأنه تبث به الطمأنينه
زهره بإبتسامه: متقلقش ربنا مش هينسانا وكل حاجه هتبقى تمام قلبي بيقلي كده
يونس بصدق: انا مش عارف احبك فين اكتر من كده… انت اجمل نعمه ربنا ادهاني يا ورق العنب انت
زهره بضحك: انا بجد قربت انسى اسمي من كتر ما بتقلي يا ورق العنب دي…. يلا تعالي علشان تفطر
سحبته من يده واجلسته على كرسيه بطريقه مرحه ومن ثم سكبت له كأس الشاي الخاص به تحت نظراته الهائمه بها وهو يجذب حجابها برفق لتظهر خصلاتها الكستنائيه امامه وهي بالطبع تخجل من نظراته وتحاول مجاراته بصعوبه…. ثُبتت اعينهم في عيني بعض وهي تلمع ببريق مميز بشده بات يعشق كلاهم ان يراه في اعين الأخر اغمض يونس عينيه وهو يهم بتقريب وجهه من وجهها وهي تتجاوب منه بغريزة حبها له وتقترب هي الاخرى حتى اختلطت انفاسهم معا ولكن قاطعهم رنين جرس الباب مما جعل زهره تنتفض في مكانها تلف حجابها بسرعه وتوتر
يونس بضيق: دا مين الرخم دا… دا ظابط المعاد اوي اي دا
زهره بضحك: طب روح شوف مين
اتجه نحو الباب بضيق وفتحه بطريقه غاضبه ولكن تلاشى غضبه عندما وجد صديق عمره والذي كان يحمل الكثير من الاكياس وزوجته بجواره تنظر لهم بإبتسامه هادئه جميله
يونس بفرحه: حسام…. وقام الاثنان يحاضنان بعضهم: وحشتني اوي… اتفضلي
دلف الجميع داخل المنزل وبعدما السلام جلسوا جميعا على مائدة الافطار يتناولون طعامهم ولم يخلوا من ضحكات حسام ويونس يقص له بعض طرائف مصطفي
حسام بضحك: الواد دا مش بيتغير ابدا فعلا… هيفضل طول عمره مجنون
يونس بضحك: فظيع فعلا…. بس مراتك باين عليها بنت حلال ربنا يباركلك فيها
حسام بإبتسامه وقد وجه نظره لها: يارب… ماليه عليا حياتي الحمد لله
خجلت هبه كثيرا من هذا الح يث فليس بالعاده ابدا ان يغازلها هكءا وخصوصا في حضور احدهم
زهره بمرح: يا سيدي على الحب
يونس بمرح: بقلك اي… هنحتاج نزود في ورق العنب بقا حله لينا وتلاته لمصطفي
حسام بضحك: والله كنت وحشني اوي
يونس بصدق: وانت كمان… بس مكنش ليه لازمه كل الحاجات اللي انت جايبها دي كلفت نفسك يا حضرة الظابط
حسام بعتاب: بقا كده يا يونس دا جايب زياره لبيت اخويا دي عوايدنا وانا مش عامل حاجه زياده وانت عارف بلاش بقا الكلام دا
هبه بحب: والله كان نفسي نجيب حاجه دهب هديه لزهره بس حسام قلي يونس بيزعل من التكاليف
زهره: كفايا دخلتكم علينا…. فرحاونا اوي بجد
حسام بمرح: كان نفسي استقبل المكان بوشكم والله بس استقبلني وش تاني
يونس بتعجب: لي وش مين دا؟
حسام بضحك: الست حسنات
هبه بضيق: بجد محبتهاش خالص…… انسانه غريبه وطريقة كلامها مستفزه جدا
زهره بغضب: هي مش راحمه حد خالص كده شغاله على الكل
ضحك يونس وحسام كثيرا على غيرة وغضب الفتيات فحسنات بالفعل مثيرة للغضب بشده…. قاطع ضحكاتهم دق الباب بطريقه قويه مما افزعهم جميعا وذهب يونس شبه راكضا لفتح الباب فإذا بهذه المرأه تقف امامه تلهث بشده
حسنات بلهث: الحق يا سي يونس….. اخوك بيتخانق في الحاره
**********************************
رأيكم؟
توقعاتكم؟
وحشتكم ؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اخر نساء العالمين)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى