رواية اختلاج روح الفصل السابع عشر 17 بقلم لولي سامي
رواية اختلاج روح الجزء السابع عشر
رواية اختلاج روح البارت السابع عشر
رواية اختلاج روح الحلقة السابعة عشر
وصل اسر الي شركته وهو تغمره السعادة ودخل مكتبه لينهي بعض المهام التي كان يؤجلها بسبب الأحداث السابقة وحالته المزاجية السيئة فاليوم شعر ببعض الطمأنينة وان الحياة المستقرة التي كان يعيشها قاربت على الرجوع مرة اخري فانجز كثير من الأعمال حتى اقترب ميعاد انصراف زوجته فخرج متوجها إلي عملها مقررا استكمال ما وصل إليه بالصباح و دعوتها إلى الغداء بمكان هادئ محاولا التودد إليها لاستعادة حبهم وصل إلي مقر عملها واتصل عليها ولكنها لم تُجيب واعاد الاتصال أكثر من مرة ولكن دون جدوى حتى وجدها تخرج من باب الشركة متجهه الي الطريق وتحاول استوقاف تاكسي خرج مسرعا إليها وامسكها من معصمها قبل أن تستقل التاكسي وقال لها/رايحه فين ؟ومبترديش ليه على مكالماتي ؟ انا واقف هنا ورنيت عليكي كذا مرة!
جودي بعصبية وهي تسحب يدها بقوة من يده /لو سمحت سيب ايدي مينفعش كدة احنا في الشارع .
تحدث سائق التاكسي متعجلا الأمر/هتركبي يا استاذة ولا امشي انا؟
تحدثت جودي لطمأنة سائق التاكسي ولكن قطع حديثها اسر الذي أغلق باب التاكسي وأمره بالانصراف/لا توكل على الله انت يا ريس .
انطلق سائق التاكسي معلقا/زباين مجانين ربنا يتوب علينا بقي.
اسر باستغراب من موقف جودي المتحول عن ما كان بالصباح/ في ايه خلاكي متغيرة كدة ايه اللي حصل؟
طب تعالي يا جودي نقعد في حته هادية نتكلم لو مش عايزة نقف في الشارع.
جودي بعصبية غير متوافقة مع حديث وهدوء اسر /مش عايزة يا اخي اروح معاك في أي حته، انت هتغصب عليا امشي معاك ما تحس بقي انا مش عايزة امشي معاك،حس بقي ،حس شوية.
وتركته واقف مذهولا من طريقتها وردها واوقفت تاكسي اخر وركبت به وانطلق بها وأسر يقف مندهشا من تغيرها المفاجأ وعصبيتها التي لم يراها من قبل كل هذا حدث تحت أنظار احمد وهو يتابعهم من شرفة مكتبه بالاعلي وتوقع ما يتم من خلال عصبية جودي الواضحه عليها فابتسم بجانب شفتاه فرحا بنجاح خطته كما أرادها.
وفي الاسفل تنهد اسر وحسم قراره أنه لم ولن يتركها قبل معرفة سبب هذا التغير وذهب الي سيارته ليتبع التاكسي حتى وصلا إلي منزل جودي خرجت جودي من التاكسي وانطلقت حيث شقتها وهكذا اسر ذهب خلفها ليستوقفها.
……………………………….
انطلقت مهرة كالهاربة من الشركة مطلقه لدموعها العنان كاقدامها تؤنب نفسها كيف سمحت أن يحدث معها هذا ؟ كيف سمحت بهذا الاقتراب ؟لماذا لم تحاول إبعاده من البداية أو منعه من التمادي بهذا الشكل المهين؟ هل يراها ساقطة كالاخريات؟ نعم هي تعرف أنه يعرف غيرها من الفتيات كثير يكفي من يأتيه بين الحين والآخر من كل شكل ولون !! هل هي من كانت تريد الاقتراب ؟ عند هذا السؤال لم تستطع خداع ذاتها وواجهتها أنها بالفعل من أرادت الاقتراب وكانت مبهورة بوسامته وشياكته ومعاملته اللطيفة لها ولكن ماذا كانت تتوقع منه غير ذلك أكانت تتوقع أن يحترمها ويقدرها ويشعر بها وهي من سمحت له بالتقرب يوما بعد الآخر .هل كانت تتوقع مثلا أن يطلبها بالحلال ! نعتت نفسها بالغبية مثل معتز لا ينظر إليها إلا بغرض التسلية أو لتذوق نوع جديد لم يطرأ عليه من قبل. أكملت طريقها حتى وصلت الي منزلها مسحت دموعها وحاولت تهدأة حالها فكيف ستقابل والدتها بهذا الشكل ؟ صعدت الي شقتها ودقت الجرس ففتحت لها والدتها وفور رؤيتها شهقت وضربت بيدها على صدرها تسألها/مالك يا بت ؟ فيكي ايه؟معيطة ليه يا نضري؟ ادخلي ادخلي.
واغلقت خلفها الباب واوقفتها تسألها مرة أخري فحاولت مهرة التهرب من والدتها بحجة ما تخفي خلفها حقيقة الأمر وتظهر فجاعتها وحزنها فقالت وهي تنتحب من البكاء / ضيعت ملف مهم للشركة وصاحب الشغل طردني. وكأنها وجدت الستار المناسب التي تبكي أمام والدتها بكل أريحية فهي لم تستطع اخفاء هذه الدموع وحسرة القلب على والدتها وأخذت تزداد بالبكاء كلما تذكرت ما فعله معتز معها وتبكي أكثر على استسلامها.
اخذت الام تهدهدها وتحاول بث روح الطمأنينة بها ودعت ربها أن يجدوا ضالتهم حتى لا تشعر ابنتها بالذنب حتى هدأت مهرة ونصحتها والدتها بالاسترخاء قليلا لحين اعداد الطعام ولربما تذكرت مكان الملف التائه. ذهبت والدتها لتكمل اعداد الطعام و دخلت مهرة الي غرفتها التي لم تكن مقر للاسترخاء بل كانت مقر لجلد الذات دون تزيف للحقيقة ومحاولة مواجهة ذاتها بضعفها وقد اتخذت قرارها بعدم الذهاب مرة أخري للشركة معاقبة نفسها قبل معاقبته إذا كان بقرارها هذا يعتبر عقاب له من الاساس.
…………………………………….
خرجت نهي من الشركة وقد رأت كيفية تعامل جودي مع آسر فاختارت عدم التدخل المباشر ولكنها قررت أن يكون لها دور كمساعدة لصديقتها ورفيقة عمرها فإما أن تتأكد من المعلومة التي عرفتها وتشد من أذرها وتشجعها على الانفصال أو تتأكد من أن مثل هذه المعلومة باطلة ولا يقصد بها إلا الوقيعة وخاصة أن صاحب المعلومة أحمد ،ولأنه لديه رغبة بالارتباط بجودي فمن المؤكد يكون له مصلحة بزيادة الوقيعة بينهم فقررت أن تتأكد بنفسها وايضا لم تنكر أنها خلال الأيام السابقة كانت تتلهف على سبب لمعرفة اي معلومة عن يزن أو اي حديث عنه أو محاولة تقرب من خلال فهذه الفكرة ستفتح حديث بينهم كما أنها تحفظ ماء وجهها أمامه.
بالطرف الآخر كان مازال يزن يفكر في المشاكسة ذات اللسان السليط والأفكار الهجومية فمثله لا ينساق خلف المستكينة وعند تذكر كل رد منها كان يبتسم وخاصة عندما كانت ردودة عليها قصف جبهات وكانت تخرصها أمامه واثناء انشغاله بالتفكير بها وجد اتصال من رقم غريب ولكنه مسجل من خلال برنامج المتصل الحقيقي باسم نهي عبد الجواد لم يتذكر أحد مثل هذا الاسم ولمكانته العملية لم يرد على اي ارقام غريبة فترك الهاتف حتى انتهي رنينه ثم خطرت بعقله فكرة لما لم تكن نهي زميلة جودي بالعمل هي نفسها نهي عبد الجواد وعند عدم تكرار الاتصال مرة أخري تأكد من حدسه فقرر أن يتصل هو بحجة الاستعلام عن صاحب الرقم وسبب الاتصال فمثلها لا تقدم على مثل هذه الفعلة أكثر من مرة.
وبالفعل بجانب نهي بعد تجاهل يزن لرقمها استشاطت غيظا / مردش ليه ده ؟ اه طبعا مانا اللي متصلة ! والنعمة مانا متصلة تاني ويولعوا انا الحق عليا .
بس ليكون ميعرفش رقمي أو يكون الفون مكنش جنبه .ايه اللي بعمله ده بجبله مبرر ليه انا ما يولع هو كمان .
وأثناء حديثها مع نفسها حتى وجدت يزن يتصل بها هو فابتسمت واراحت ظهرها للمقعد وتركته حتى انتهي الرنين وانتظرت ليتصل مرة أخري ولكن لم يتصل فغضبت من نفسها قائلة/ انا غبية انا غبية كنت رديت في الاخر لازم يعني اتنك اوي .
ثم صمتت واتسعت عيناها مع ارتفاع رنين الهاتف مرة أخري وصفقت بيدها ولكن قبل انتهاء الرنين فتحت المكالمة لترد بكل هدوء مدعية الاستغراب/ الووووو مين معايا .
ليبتسم يزن ويلاعبها بنفس طريقتها ويدعي عدن المعرفة/ حضرتك اللي اتصلتي عليا من شوية ممكن اعرف مين معايا؟
وضعت نهي يدها على قلبها لتهدأ من ضرباته فصوته رخيم ونبرته وحدها تدعو للاعجاب ولكن حاولت الثبات لترد بكل ثقة/ حضرتك انا كنت اتصلت من شوية باستاذ يزن ممكن اكلمه؟
برغم معرفتها أنه هو إلا أنها أرادت توصيل معلومة لديه أنها غير مهتمة أو مدققة بنبرة صوته لهذا الحد وبالطرف الاخر والذي يتميز بالثقة العالية فهو على معرفة أن نبرة صوته مميزة ومن السهولة معرفتها فأراد أن يشعرها بالنصر هذه المرة ليرد عليها بكل ثقة وغرور قائلا/ يزن باشا معاكي يا فندم ممكن اعرف مين معايا بقي !؟
جزت نهي علي أسنانها لغروره وردودة المستفزة لها ولكن ستتجاهل هذا الشعور وتحاول الدخول بالموضوع ولكنها يجب أن تشعره أنها ألقابه المتباهي بها ليست ذات قيمه لديها
فردت بكل برود/ انا نهي زميلة جودي بالشغل يا استاذ يزن.
ضحك يزن بملئ فمه ليزيد من غيظها وتسأل/ ممكن اعرف انت بتضحك على ايه؟اعتقد اني مقولتش حاجه تضحك!
يزن معتذرا/ اسف آنسة نعي بس افتكرت وانتي بتقولي استاذ وتتكي على السين فيلم عسل اسود لما كانت بتقول واتكت على السين.
لا تنكر نهي أنها كانت ستضحك ولكنها حمدت ربها أن الحوار عبر الهاتف لتوقف نفسها وتعدل من نبرتها علاقة/ طب لو سمحت ندخل في الجد انا متصلة…
ليقطع حديثها يزن ويؤكد على اخر معلومة أقرتها قائلا/ أيوة ندخل في الجد انتي اتصلتي ليه بقي؟
سحبت نهي نفس واطلقته بصوت مرتفع ليصل ليزن زجرتها ويعرف أنها قد وصلت من الغضب لمنتهاه ليسمعها قائله/ أيوة يا استاذ يزن انا اتصلت بحضرتك علشان اوصلك معلومة واطلب منك لو تقدر يعني تتأكد منها وده علشان مصلحة ابن خالتك وصاحبتي اكيد .
سردت له ما سمعته من جودي برغم صعوبة توضيح هذه المعلومة فقد استنفذ قواها في ادعاءه الغباء عندما قالت بأمر بيات آسر لدي فتنة قائلا/ أيوة يعني ايه بايت عند فتنة هي كان عندها مشكلة؟
نهي بعصبية/ طب افهمالك ازاي ده يا استاذ يزن بقولك بات عندها يعني……يعني …..يعني بات عندها عايزين نتأكد إذا بات عندها ولا المعلومة ده غلط علشان نعرف هدف اللي قالها لنا.
يزن بابتسامة لعوب/ انتي موضحتيش حاجه قعدتي تقولي بات عندها يعني بات عندها فين المشكلة اللي عايزاني اعرفها أو اتاكد منها ؟
نهي بعصبية زائدة وصوت حاد ومرتفع/ لا ماهو مش معقول تكون مش فاهم مش عارف يعني ايه بات عندها يعني….يعني بات عندها أوضح ايه اكتر من كدة ؟
ضحك يزن قائلا/ خلاص خلاص فهمت انتي هتكليني مانا فاهم من الاول بس بحب انرفزك ومتأكد أن وشك دلوقتي طمطماية اموت واشوفه.
زفرت نهي أنفاسها قائلة/ انا غلطانة أن اتصلت اصلا انتوا كلكوا زي بعض خلاص يا استاذ يزن ولا اكني كلمتك في حاجة عن اذنك.
ولكن لحق بها يزن قبل أن تغلق الهاتف قائلا/ استني استني انتي ايه قطر ماشي بهزر يا ستي مهزرش وعلي العموم عنيه حاضر هعرفلك الموضوع واجبلك قراره بس طبعا هضطر اسجل الرقم علشان أبلغك فورا لو وصلت لحاجة تمام كدة وياريت تبقي تردي عليا من اول مرة علشان انا مبحبش اقعد اتصل كتير بحد.
تبتسم نهي وتبدأ بالتحدث بالهدوء نوعا ما قائلة/ ماشي يا استاذ يزن الف شكر لمجهوداتك ومفيش مشكلة لما تسجل الرقم ولو كنت فاضية اكيد هرد عليك عن اذنك بقي مع السلامه.
واغلقت الهاتف ثم استقامت تقفز مردده يس يس يس .
ابن الايه فظيع عليه شخصية وهيبة ااااااه حاجه كدة تانية طب والله يستحق يكون ظابط ، باشا باشا يعني مفيش كلام.
بالجانب الاخر يغلق يزن هاتفه ويضعه أمامه بالمكتب ويرجع ظهره للخلف ويضع يده خلف رأسه ناظرا أمامه وعلى وجهه ابتسامة محدثا نفسه/ فظيعة بنت الاية تتاكل اكل كدة .
ثم أخذ يسرح بخياله عن المكالمة المقبلة ليفيق على صوت العسكري وهو يقدم التحية ويطرق بقدمه على الأرض مصدرا صوتا / تمام يا فندم اللواء نشأت طالب حضرتك في مكتبه.
يزن بتجهم/ يخرب بيت شيطانك يعني بعد المكالمة ده اروح للواء نشأت كدة اليوم اتضرب .
العسكري/ في حاجة يا فندم ؟
يزن بنبره آمره/ مفيش يا ابني روح وانا جاي وراك.
يخرج العسكري من المكتب ليحدث يزن نفسه لما اشوف ده عايز ايه ده كمان وبعدين اكلم آسر ده لو طلع عمل كدة فعلا هسود عشته بجد يالا ربنا يستر .
ويخرج من مكتبه ذاهبا الي قائده.
…………………………………….
خرج احمد من الشركة سعيدا بعد أن ذهب معتز باحثا عن مهرته الجامحة ولكنه لم يجدها فعاد الي الشركة مرة أخري ليجلب عنوانها ورقم هاتفها. واتجه احمد حيث شقة فتنة ليقضي ليلته في سهرة ماجنة احتفالا لما وصل إليه .فتحت فتنة الباب ولكن يبدوا عليها المرض الشديد فكانت بشرتها شاحبه وتسعل بشده .دخل احمد مستغربا من هيئتها وجلس متسائلا/ مالك شكلك تعبانة ايه الزبون اللي كنت عنده تعبك للدرجة ده ؟
فتنة بارهاق ظاهر / ابدا انا شكلي اخدت برد بس ولا يهمك هعملك اللي انت عاوزة. قولي هتسهر هنا ولا بره ؟
احمد بنصف ابتسامة /لا مش عايز أخرج كنت جاي وناويلك على ليلة عالية اوي زي مزاجي بس لو مش هتقدري أخرج انا بقي وابقي اعوضك بعدين
وقفت فتنة تحاول إقناعه أنها على ما يرام قائلة/ مش قادرة ايه بس انا هدخل دلوقتي اعملنا اتنين قهوة انما ايه من بتاعة عدلات ونعلي بالصنف اللي جايبه ونقضيها احلي ليله يا عمري استني عليا بس .
ودخلت الي غرفتها غيرت ملابسها لملابس فاضحه وغطت ملامح وجهها الباهت بمساحيق ثم توجهت الي المطبخ أعدت فنجاني القهوة وخرجت وضعتهم على المنضدة ثم فتحت السماعات ليخرج منها صوت الموسيقي العالي لتبدأ بوصلة رقص حتى تبدأ ليلتهم وتقنعه بالبقاء معها .
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية اختلاج روح)