روايات

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل السادس 6 بقلم مريم غريب

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الفصل السادس 6 بقلم مريم غريب

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الجزء السادس

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك البارت السادس

كرسي لا يتسع لسلطانك
كرسي لا يتسع لسلطانك

رواية كرسي لا يتسع لسلطانك الحلقة السادسة

الفصل السادس _ انتمائكِ لي _ :
لقد حدث ..
حقًا ..
لقد حدث هذا !!!
لم تستطع أن تفكر في أيّ شيء آخر فور استيقاظها.. لم تحرّك ساكنًا للحظاتٍ.. الصدمة تعتريها بقوة ..
إلا إنها ارتعدت فجأةً مديرة رأسها إلى جانبه الخاص بالسرير ..
لم يكن موجودًا.. هو لم يكن موجودًا.. ما بعثها على الاسترخاء قليلًا.. لكنها ارتجفت و هي تشعر بحقيقة وضعها ..
إنها فعليًا في سريره لا يستر جسدها شيءٌ سوى غطاء بسيط.. ليلة الأمس.. ليلة الأمس هو قد نالها كما وعدها مسبقًا.. و هي.. لم تحاول إيقافه و لو لمرة واحدة ..
غطت “سمر” وجهها بكفيها.. كأنما تمنع الرؤى الملموسة من المرور أمام عينيها.. و لكنها لم تكن بحاجة لعينين كي تراها.. فكل لحظة مرّت بينهما أمس كانت محفورة بعقلها.. غير قابلة للنسيان ..
همساته.. لمساته.. و حتى قبلاته.. إنها تقشعرّ كلّما طرقت أدق التفاصيل ذاكرتها ..
ربّاه !
لم تكن تتخيّل أن تضعف بين يديه إلى هذا الحد.. على الرغم من تطلّبه و تسلّطه أثناء العلاقة.. فإن طريقته كانت لطيفة جدًا.. و كم كانت صدمتها قوية و هي تستمع إلى نفسها.. الأصوات التي صدرت عنها لم تكن تعرف إنها قادرة على إصدارها البتّة ..
و صدمت أكثر و هي تتعاطى معه مطالبة بالمزيد.. تستجيب لكل حركة يقوم بها بتناغمٍ مدهش ..
كان هو نفسه مدهشًا.. واثقًا.. يعرف بالضبط أين يلمسها.. كيف يقبّلها.. يفترض أن تكون هذه هي مرّتها الأولى.. حتى اللحظة الأخيرة كانت تصدق بأنها.. عـذراء !
لكنها لم تكن كذلك.. تذكر تلك اللحظة الحاسمة.. بمجرد أن تمكّن من السيطرة الكاملة عليها.. فإنه لم يتردد و أخذها بوقاحةٍ صدمتها و انتزعت منها صرخة.. صرخة مستنكرة.. مذعورة.. متألمة ..
و لم تعد قادرة بعدها على فعل أيّ شيء سوى الاستسلام له ..
و لكن أليس مؤسفًا ؟
حتى بعد كل هذا.. بقدر ما كان هذا فوضويًا و ممتعًا بالتدريج.. لم يساعد.. و هي ما زالت لا تذكر شيئًا عن حياتها معه.. ما زالت لا تتذكره !!!
علقت شهقة بحلقها.. عندما دوى هاتفها بنغمةٍ صاخبة تنبه لوصول رسالة.. نظرت إلى الهاتف حيث لا يزال كما تركته بالأمس فوق الكومود المحاذي للسرير ..
مدت ذراعها و التقطته بسهولة.. أضأت الشاشة فإذا بثلاث رسائل فائتة.. جميعها منه.. بأنامل مرتجفة فتحت المحادثة بينهما …
عثمان : لسا نايمة يا بيبي ؟
1:20
عثمان : أنا مش حابب أزعجك بس محتاج أسمع صوتك ..
1:25
عثمان : وحشتيني ..
1:25
عثمان : سمر ..
2:5
كانت تطالع رسائله متحسسة صدرها.. موضع قلبها الخافق بعنفٍ.. رأته يشرع بالكتابة إليها.. لكنه بدا كأنه انتبه إلى إنها قد فتحت المحادثة.. فاختفت النقاط الثلاثة الدالة على كتابته ..
انتفضت “سمر” لدى ظهور اتصاله المُباغت ..
ازدردت ريقها الجاف بصعوبةٍ و هي تقوم نصف جالسة فوق الفراش.. متشبثة بالغطاء حول جسمها.. لا تزال تحدق باسمه الذي يتوّسط الشاشة.. و بالخلفية المرافقة لإسمه ..
صورة تجمعه بها.. هنا بحديقة القصر.. تجلس في حجره فوق الأرجوحة.. تنظر إليها مبتسمة بهيامٍ بينما يضمها إلى صدره مداعبًا عنقها ملامسًا خط فكّها بأنامله ..
بالكاد تنفست.. قبل أن ترد بصوتٍ متحشرج بأثار النوم :
-آلو !
نظفّت حنجرتها على الفور.. بينما يرد عليها بصوته الرجولي الجذّاب مذكرًا إيّاها في الحال بعبارات الغزل الساخنة التي أخذ يسكبها بأذنيها طوال الليل :
-كل ده نوم يا سمر ؟
تعرفي لو ماكنتيش فتحتي كنت هاسيب إللي في إيدي كله و أرجع لك.
بقيت صامتة.. لا تدري ما الكلمات المناسبة للرد عليه.. و كأنها طفلة صغيرة لم تتعلم الكلام بعد ..
سمعته يقول بعد لحظات :
-سمر.. انتي معايا !؟
تنحنحت قائلة باقتضاب :
-معاك !
و كأنه أدرك حالتها المضطربة.. قال بلهجة أكثر لطفًا :
-أنا آسف إنك صحيتي و مالاقتنيش معاكي.. اضطريت أسيبك و أمشي بدري عشان إنهاردة معاد الاجتماع الأسبوعي للإدارة
ماينفعش يتأجل و ماينفعش أغيب عنه ..
قابلت كلماته بالصمت مرةً أخرى.. فأردف :
-فطرتي ؟
-لسا !
-أوكي هاسيبك تقومي و تفوقي كده.. أفطري كويس و كلّميني
لو ماردتش أعرفي إني لسا في الاجتماع.. بس أول ما أخرج كده كده هاكلّمك.
عندما لم يحصل منها على وعد بإعادة الاتصال به على أيّة حال.. قال بلهجةٍ مرنة :
-أنا مش هتأخر عمومًا.. هاجي في معاد الغدا.. شمس هاتكون موجودة في البيت
ممكن أطلب منها تاخد بالها من يحيى و فريدة و نخرج انا و انتي نتغدا برا
إيه رأيك ؟
تعلّلت غريزيًا و باندفاعٍ :
-مش هاينفع عشان ملك هـ آ ..
و بترت عبارتها فجأة متذكرة شيئًا هام.. ما لبث “عثمان” أن أكده لها بفتورٍ :
-ملك مشيت إمبارح مع فادي و هالة.. زمانهم وصلوا دبي دلوقتي
للأسف مالحقناش نودّعها.. بس ممكن تكلميها.. مش معاكي أرقام فادي و هالة ؟
-معايا.
-طيب حلو.. إيه تاني ؟
عندك أي أعذار تانية ؟
و كما توقّع لم تجد ردًا.. فقال بحزمٍ :
-جهزي نفسك.. الساعة 5 هابعت لك العربية بالسواق.. و لا تحبي أجي أخدك بنفسي ؟
تلعثمت و هي تحاول تكوين جملة مفيدة.. فأعفاها من ذلك قائلًا بصوته العميق :
-خلاص هابعت لك السواق.. 5 بالظبط يا سمر
ماتنسيش !
و أغلق الخط ..
هكذا فجاةً.. أنزلت الهاتف عن أذنها جاعلة صوته يتغلغل بحواسها أكثر.. و كلماته تردد بأذنيها ..
هل كانت بحاجة لإحساس بسلطته عليها كي تبدي كل هذا الخنوع !؟
ما بالها ؟ .. هل تستسلم بهذه السهولة ؟ ..هل تواصل العيش معه متجاهلة تعمّد عقلها نسيانه ؟
لماذا تتذكر كل شيء عداه ؟
ماذا فعل لها ؟
لا يمكنها المضي قدمًا معه دون أن تعرف.. يتعيّن أن تكشف هذا الأمر.. يجب أن تستعيد ذاكرتها و بأسرع وقتٍ.. و إلا فإنها لن تستمر معه ..
و هذا قرارها النهائي …
**
لا بد أن تلقي نظرة إلى هذا الكتالوج الخاص بتنسيق الحفلات ..
كما أوصاها أخيها.. إذ ينوي إقامة حفل إستقبال لأجلها هنا بالقصر.. يود أن يعلنها أمام العائلة و الأصدقاء.. بل أمام مجتمع النخبة كله كإبنة شرعية و وريثة لوالدهما الراحل.. و طبقًا لكلامه معها.. فإن هذه الحفلة ستُقام بحلول نهاية الأسبوع ..
فقد كان حريصًا على أن تتم قبيل عودة السيدة “فريال المهدي” من سفرتها.. لذا ما من وقت تضيّعه.. عليها أن تساعده ..
و لكن كيف تفعل هذا و هي محاصرة تحت وطأة الخوف الشديد.. بل الرعب من تصرفات حبيبها.. لقد أعطاها اليوم فرصة لتذهب إليه طوعًا ليتمما الزواج.. و إلا فسيكون عليها أن تواجه غضبه ..
و هي بالفعل لديها فكرة عن كيف يبدو غضبه ..
إنها حتى تعجز من مغادرة غرفتها.. تجلس منذ بكرة الصباح بالشرفة.. تضم ساقيها إلى صدرها و تنظر إلى الهاتف المُلقى فوق الطاولة المستديرة.. تنتظر بقلبٍ مثقل بالقلق.. تترقّب اتصالًا منه بأيّ لحظة ..
رغم إنها قد اتخذت قرارها سلفًا.. لن تذهب إليه.. لن تتزوجه بهذه الطريقة.. ليس بعد أن جاءت و عرّفت عن نفسها لأخيها.. لن تخذل “عثمان”.. و لن تجعله يندم على وقوفه بصفّها و دعمه لها ..
إنه الأخ الذي تاقت له طوال عمرها.. و لن تخسره حتى و لو كان الثمن علاقتها بـ”رامز الأمير”.. صديقه ..
توقف قلبها للحظةٍ واحدة.. ما إن دق هاتفها.. هربت الدماء من وجهها و هي تعتدل مشرئبة بعنقها.. تخشى لو كان هو المتصل ..
رطّبت شفتها المكتنزة بطرف لسانها.. ثم مدت يدها في الأخير و أخذت الهاتف ..
طالعت الشاشة ببطء.. و زفرت براحةٍ لأنه ببساطة لم يكن هو من يتصل بها.. بل رقمًا غير معنوّن ..
فتحت الخط و أجابت في الحال :
-آلو !
-شمـس !
بكلمة واحدة.. استطاعت التعرّف على هوية المتصل.. لتردد بعدم تصديق :
-مامـي !!
و أردفت بسرعة :
-مامي انتي بتتكلمي منين ؟
انتي هنا ؟ .. انتي في مصر ؟
جاء رد “رحمة” صلبًا.. صارمًا :
-أنا على بوابة القصر.. قصر البحيري
قدامك اختيار من اتنين.. يا تنزلي حالًا و تيجي معايا.. يا هادخل و أجيبك بنفسي !

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية كرسي لا يتسع لسلطانك)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى