روايات

رواية إنتقام ملغم بالحب الفصل الأول 1 بقلم سارة الحلفاوي

رواية إنتقام ملغم بالحب الفصل الأول 1 بقلم سارة الحلفاوي

رواية إنتقام ملغم بالحب الجزء الأول

رواية إنتقام ملغم بالحب البارت الأول

رواية إنتقام ملغم بالحب الحلقة الأولي

في قاعة أفراح فخمة جدًا و مليانة ناس من عِلية القوم و من الطبقة المخملية زي ما بيقولوا، الناس كلها فرحانة إلا هي، قاعدة في الكوشة المُزينة برُقي، مشبكة صوابعها ببعض، باصة قُدامها بفارغ حقيقي على قلبها، عينيها مليانة دموع محبوسة بس قلبها كان بينزف دم، لابسة فستان أبيض كان من أحلامها إنها تلبسه لشخص تحبُه و يُحبها، ولبست الأبيض بجد، ألتفتت براسها و شعرها الطويلة البني التي سابته مُتحرر مُنساب على ضهرها، بـ تبُص للشخص اللي قاعد جنبها راجل أقل ما يُقال عنه من أوسم الرجال، راجل أمتلك قلبها في أقل من دقيقة، مش بس قلبها دة إحتل عقلها في وقت لا يُذكر، كان لابس بدله سودا كان زياداه جمال، كل أحلامها إتحققت، فستان أبيض و راجل بتعشقُه عشق، و فرح كله هيتكلم عنه، بس اللي ناقصها بجد قلبُه! حُبه ليها اللي مش موجود! مقدرتش تاخد قلبه زي مـ هو خد قلبها، بصتله بحُزن وقلبها بيتقطع، بدأت تتأمل في ملامحه، شعرُه البني الناعم، و عينيه اللي شبه غابات الزيتون، و مناخيره الحادة و اللي بتدُل على شخصية مغرورة متعجرفة، و شفايفُه المرسمومة بإبداع من اللي خلقه، مركزتش في كل دة غير في عنيه، عينيه المليانة قسوة لو إتوزعت على دولة بحالها هتفيض و تكفي، عينيه باردة بشكل بشِع!!! بصت للأرض بحُزن و هم، ياريتها تقدر تنسى كلامه اللي رماه في وشها الصبح زي القنبلة الموقوته، على الأقل كان خلاها على عماها اليوم دة بس، كانت هتبقى أسعد بني آدمة في الكون!!!

فتحت عينيها لما حالها صوته، صوته الرجولي القاسي. واللي بقت حافظاه حفظ، بيقولها بجمود خلَّى قلبها يتفتت!! :

– أضحكي .. متحسسيش حد بـ حاجة!!

أبتسمت، أبتسامة ساخرة كانت بتنبض بالحزن، بتبُص قدامها بأسف و ألم، زادوا أضعاف لما لقت أبوها جاي عليهم، أبوها اللي عمرها مـ كرهت حد زي ما كرهته، أبوها اللي دمرها و خلاها متحطمة من زمان، فجأة و بدون أدنى مقدمات كانت عيناها بتتملي بقوة غريبة لما شافت أبوها بيبُصلها بشماته!! إتحدته بنظرات قوية ف ظهر الضيق على وشُه! جِه ناحيتها و مسك دراعها بعنف مالوش مثيل و بَث لجوزها اللي كان بيراقب اللي بيحصل بجمود، فـ قال أبوها بإبتسامة سخيفة!:

– بعد إذنك يا فَهد، هاخد عروستك منك دقيقتين و هرجعهالك!!!

– متتأخرش!

مشيت مع أبوها و طلعوا برا القاعة كلها، و لما إطمنت إن مافيش حد شايفهم بعدت إيديها عن إيده وقالت بحدة:

– في أيه؟! عايز مني أيه تاني!

وشُه تحول لخبث رهيب، و هو بيقول بنبرة مليانة مكر!:

– أسمعي يا تاليا، أنتِ محظوظة أنك أتجوزتي فهد الصاوي! و كمان خليتيه يدفع فيكي ملايين! أول مرة يبقى ليكي فايدة يا بنت حنان!!!

بصتله بقرف حقيقي فقال بعنف:

– متبُصليش كدا يا بنت الـ****!!! ولا نسيتي عُلَق زمان!!! لو نسيتي أنا ممكن أفكرك!!

كمل و هو شايف الجمود ظهر على وشها، فـ قرب منها و مسك كتفها و هو بيقول بطمع:

– أنتِ ممكن بذكائك و شطارتك تلهفي فلوس فهد كُلها، ممكن تخليه خاتم في صوباعك يا تاليا فكري كويس، أوعي تعصيه! اللي بيعصيه بيخسر! أسمعي كلامُه و أعملي اللي هو عايزُه، أي حاجة يُطلبها منك أعمليها من غير تفكير، صدقيني هتكسبيه و هتكسبي المليارات اللي وراه!!!

بصتلُه بحسرة حقيقية، وكأنه بتقوله ياريتك ما كانت أبويا، فقال بأسف على نفسها:

– عارف؟ أنت اللي عملك أب ظلمك!!!

محستش غير بـ قلم نزل على وشها خلَّى وشها يروح الناحية التانية، و ودنها صفرت بألم فظيع، سخونة رهيبة طلعت من المكان اللي إضربت عليه، غمصت عينبها و خدت نفس ورجعت تقف في مواجهته و كأن هي اللي صربته مش هو، إستفزته!! قوتها إستفزته! فـ قال بجنون :

– جايبة الجبروت دة منين!!!

قالت بتهكم:

– مِنَك!!!!

بصلها بدهشة، و بعدين قال بشماتة:

– ماشي يا تاليا، أنا معرفتش أكسرك، كان نفسي أشوف في عينك نظرة ضعف واحدة بس مشوفتهاش، بس أنا عارف و متأكد مين اللي هيكسرك فعلاً، محدش هيعرف يكسر مناخير اللي في السما دي غير فَهد الصاوي!! هو الوحيد اللي هيعرف يكسرك و يوجعك فعلاً!!

ضحكت بسُخرية، ياريتها تقدر تقوله إنها فعلاً متكسره، رجعت القاعة بشرود، كانت ماشية وسط المعازيم محدش واخد باله من خدها الأحمر و علامات الصوابع اللي عليه .. إلا هو!! هو الوحيد اللي لاقاها جاية من بعيد بالحالة دي، فـ وقف مصدوم، و بعدين قطع المسافة اللي بينهم، و وشه مكشر بغصب فظيع، مسك إيديها بحدة و قال بضيق و هو بيشاور على وشها:

– أيه اللي في وشك دة؟!

حست بـ قشعريرة هزّت جسمها لما لمسها بالطريقة دي، رفعت عينيها ليه لفرق الطول اللي بينهم، كان نفسها تشوف ذرة قلق. واحدة بس في عينيه، مشوفتش غير قسوة و برود، مش بيحبك يا تاليا فوقي!! قالت الكلام دة لنفسها!

لما مرضتش عليه مسك إيديها و خرجوا من القاعة بعد مـ قال لصاحبه ينهي المهزلة دي! مشيوا مع بعض لحد عربيته اللي كانت آخر موديل، و وراها عربيات حراسة كتير كإنه رئيس دولة! ركب عربيته و سابها واقفة سرحانه، ركبت جنبه و قلبها بيدق من اللي هيحصل و اللي هي داخلة عليه!!!

سندت راسها على الإزاز جنبها فسمعت صوته بيقول بقسوة و ضوافره بتضرب على الدريكسيون:

 – مين اللي ضربك بالقلم!!!

إتصدمت في الأول! هو مهتم ليه؟! هتفرق إيه معاه يعني!بصتله بهدوء و إتجرأت و هي بتقولُه:

– و هتفرق معاك في أيه! مش بتقول أنك بتكرهني!!!

– أنا مش بس بكرهك!!! أنا قرفان أبُص في وشك!!!

قالها من غير تردد، فـ غمصت عينيها و هي حاسه كإنه مسك خنجر و قطَّع قلبها، و اللي زاد وجعها لما قال بحدة:

– بس مش مرات فهد الصاوي اللي تضرب بالقلم!!!

مجاوبتوش، فضلت باصة قدامها بكسرة نِفس، فـ قال:

– أبوكي اللي ضربك؟ أزاي و أنا عارف أن علاقتكوا حلوة ببعض!!

قالت بهدوء، مش عايزة تعرفه حاجة عن كره أبوها ليها:

– مش بابا!!

كشر أكتر و مسك دراعها لدرجة إنه كان هيتكسر في إيديه:

– مين!!!

وشه كان قريب من وشه، نفسُه سخن جدًا من شدة غضبه، و من كُتر قربه بقت تتنفس نفسه هو، كانت مغمصة عينيها بتبص تحت مش عايزة تبُص لعينيه، قلبها بيدق من خوفها منه و من قربه في نفس الوقت، بس إتنفض جسمها لما لـقته بيصرخ في وشها من غير ذرة رحمة:

– مـ ترُدي!!!

كان صوتُه عالي زلزل كيانها، فتحت عينيها و بصلته بتحدي رغم الضعف اللي ساكن فيها:

– مش هرُد، مش هقولك مين يا فَهد!!!

غرز ضوافر في ضراعها بقسوة و إبتسم بـ شر و هو بيقول:

– بتتحديني يا تاليا!!!، بتتحدي فَهد الصاوي يا شاطرة!!!

– بكرهك يا فَهد يا صاوي!!!!!

يا الله!، إزاي نطقتها!! هي نفسها مش عارفة، هي عُمرها ما كرهته، دة لو قالها إرمي نفسك في النار هتعمل كدا، لو عمل إبه هتفصل تحبه، كره إبه دة و هي نفسها تترمي في حُضنه دلوقتي و تعيط و تعيط في حضنه، نفسها تقوله أد إيه بتحبه، نفسها تخفي نفسها في صدره و تتحامى فيه، تخيل تلجأ من الأذى للأذى نفسُه!!

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية إنتقام ملغم بالحب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى