روايات

رواية أيغفر العشق الفصل العشرون 20 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الفصل العشرون 20 بقلم ناهد خالد

رواية أيغفر العشق الجزء العشرون

رواية أيغفر العشق البارت العشرون

رواية أيغفر العشق الحلقة العشرون

Goodby doctor.
ثم فتحت مقبض الباب لتخرج بأعين تلمع فرحًا وانتصارًا….ولكن تفاجأت بأمرأه في أوائل الثلاثينات تقريبًا ومعها رجل ربما في منتصف الثلاثينات أو أواخرها يرتديان ملابس بيتيه ويقفان أمام باب شقة تالا!!…
قبل دقائق قليله من الآن وخاصةً مع أول صرخه خرجت من تالا حينما جذبتها رودينا من شعرها..
حينها كانت جارتها الساكنه في الشقه المقابله لها تخرج القمامه لتضعها أمام الباب كما اعتادت ويصعد البواب لأخذها.. خرجت من باب الشقه وتُدعي ” منال” لتضع القمامه في مكانها المعتاد وكادت تعود لشقتها ولكنها استمعت لصرخه مدويه تخرج من الشقه المقابله لها.. انقبض قلبها خوفًا من أن تكون جارتها التي لا تعلم عنها شئ سوي أنها تراها أحيانًا وهي قادمه من الخارج وتعلم أنها تعيش بمفردها قد أصابها مكروه وهي بمفردها ، ترددت في الاقتراب من الباب ولكنها وجدت قدمها تهرول تجاه الباب حينما تصاعدت صرخات الأخيره بفزع وقفت أمام الباب تسترق السمع لعلها تتبين ماذا يحدث بالداخل، فاستمعت لصوت أنثوي يهتف بصوت عصبي ” هش.. اخرسي بقي”، اتسعت عيناها بذعر وهي تدرك أن من بالداخل تصرخ استغاثةً من شخص يهددها وبالتحديد من أنثي تهددها.. التفت حول نفسها بحيره كيف تساعد من في الداخل فإن ضربت علي الباب ربما تقتل الأخري وربما تخرج وتقتلها هي.. هداها عقلها للإستغاثه ب زوجها فركضت عائده للشقة واتجهت سريعًا لغرفة نومها توقظه وهي تهتف بلهفه :
_ بلال.. بلال قوم بسرعه.

 

 

فتح عيناه بقلق وقال:
_في ايه يامنال؟
_ جارتنا الي قدامنا شكل في حد بيهددها جوه وعماله تصرخ أنا خايفه تأذيها..
انتفض من فوق الفراش وهو يهتف بقلق :
_ ياستار يارب تعالي نشوف في ايه..
ركضت خلفه متجهين للشقه المجاوره وما إن توقفوا وكادت تدق الباب حتي وجدت فتاه غريبه تفتح الباب ويظهر عليها الذعر ما إن رأتهم…
عوده للوقت الحالي..
هتفت منال بشك وهي تنظر لها:
_ أنتِ مين وبتعملي أيه هنا؟
ارتجفت رودينا خوفًا وهي تحاول ازاحتها بعنف كي تركض هاربه ولكنها وجدت بلال يزيح زوجته ويقترب ليتصدي لها ممسكًا إياها من ذراعها بعنف وهو يهتف بها :
_ مش هتمشي غير لما نشوف البنت الي جوه كويسه ولا حصل أيه..
تململت بين يديهِ وهي تهتف بغضب :
_ اوعي يا راجل أنت.. سيبني بقولك.
تجاهلها وهو يقول لزوجته :
_ ادخلي شوفي البنت ملهاش حس ليه؟!
دلفت منال للداخل سريعًا لتصرخ بفزع ما إن أبصرت تالا واقعه أرضًا وهناك بعض الدماء التي تلطخ جانبها الأيمن والظاهره بوضوح من كنزتها الزرقاء الفاتحه..
بالأسفل..
صفَ سيارته بتهور حتي أصدرت صوتًا عاليًا وركض للداخل سريعًا ليستقل المصعد ضاغطًا زر المصعد علي الطابق السادس…
دلف بلال للداخل سريعًا ومعه رودينا التي هربت الدماء من وجهها خوفًا من القادم، صرخ بلال بها وهو يهتف :
_ قتلتيها يابنت ال ****، وريني هتهربي من عملتك ازاي..
اقتربت منال سريعًا من تالا تري إن كانت تتنفس أم لا، فوجدت تنفسها بطئ يخرج بثقل فهتفت بلهفه :
_ بلال.. دي بتتنفس.

 

 

منذُ دقيقه رُبما كانت تبتسم انتصاراً أنها تخلصت منها ولكن الآن تتنهد بتمني أن تكون مازالت حيه كي تنجي من العقاب الذي بانتظارها والذي من المؤكد أنها لن تفلت منهِ..
هتف بلال سريعًا :
_ تعالي امسكي البت دي لحد ما اشيلها أوديها المستشفي.
نظرت له بقلق وقالت:
_ لأ أمسك إيه دي ممكن تموتني، بص احبسها في الأوضه ونقفل عليها يلا..
اتجهت للغرفه سريعُا وتبعها هو يجر رودينا جرًا التي تصرخ فيهِ :
_ سيبني أرجوك.. سيبني أنا.. أنا مكنش قصدي.
_ اخرصي يابت..
قالها بلال بحده وهو يدفعها للداخل قسرًا وأغلق الباب وتولت منال غلقه بالمفتاح بينما أخذت رودينا تضرب علي الباب وهي تطلب منهم أن يفتحوا لها..
اقترب بلال سريعًا من تالا وحملها بحرص متجهًا للخارج وحينما خرج من الباب وجد المصعد الكهربائي ( الأسانسير) يُفتح ويخرج منه يامن سريعًا…
أما عن يامن فانتابه الذعر وهو يراها بين يدي رجل غريب، انتفض قلبه لوعًا عليها وقدماه تهرول سريعًا تجاهها.. وقف أمامها وقرب يده يضعها علي وجنتها وهو يهتف بلهفه قلوقه :
_ تالا!.. تالا ردي عليا..
استمع لصوت بلال يسأله :
– حضرتك قريبها!؟
التقطتها من بين يديه ِ بلهفه وهو يهمهم بالإيجاب، فهتف بلال :
_طب الحقها بسرعه عشان تنفسها ضعيف.
أومئ سريعًا وهو يعود للمصعد فساعده بلال للدلوف وأغلقه خلفه بعدما ضرب له زر الدور الأرضي وقال :
_خلي البواب يساعدك هتلاقيه تحت..

 

 

نظر لها بلهفه ووجع ينتاب قلبه علي حالتها المجهوله له ولكن المعلوم هو حقيقه واضحه ” ما تعانيهِ الآن بسببه هو”، التمعت عيناه بالدموع وهو يهمهم بينما تجول نظراته علي ملامحها بلوعه :
_ آسف..
وصل المصعد للدور الأرضي فخرج سريعًا وهو يدفع الباب بكتفه، وهرول للخارج بعدما هتف للبواب :
_تعال افتحلي باب العربيه بسرعه.
ركض الرجل خلفه وفتح له باب السياره المجاور للسائق فوضعها به ِ وأحكم غلق حزام الآمان حولها ومن ثم التف سريعًا واستقل مقعد السائق منطلقًا بالسياره بسرعه رهيبه مخلفًا خلفه الكثير من الغبار..
______( ناهد خالد) _______
عاد بلال للشقه ليجد منال واقفه أمام باب الغرفه تهتف لمن بالداخل :
_ لو عملت ِ أيه مش هتخرجي مفيش داعي للي بتعمليه ده.
اقترب بلال منها وهو يهمس لها :
_هروح اجيب موبايلي وابلغ الشرطه ييجوا يتصرفوا معاها علي البنت ما تفوق ولا قريبها يقرر هم هيعملوا أيه!.
_يبقي أفضل عشان هي مش هتفضل كده كتير..
أومئ لها وذهب لشقته جالبًا هاتفه وطلب الشرطه وعاد لشقة تالا يقف مع زوجته منتظرًا قدومهم..
________( ناهد خالد) ________
وقف أمام غرفة الطوارئ بعدما دلفت هي للداخل وأغلقت الممرضه الباب رافضه دخوله، أخرج أنفاسه بصعوبه وهو ينتظر خروج أحد ليطمئنه، تذكر رودينا وأنها السبب في كل ما يحدث الآن، زمجر بغضب ملأ صدره وهو يضغط علي أسنانه بقوه تكاد تكسرها وقال بهمس :
_ وحياتها عندي ما هرحمك ، حذرتك وأنتِ مهتمتيش، أنا هعرف أخد حقها منك كويس.
تحرك في الممر بتوتر وغضب وقلق، في الحقيقه مشاعر كثيره تغزوه وجميعها تضغط علي أعصابه بشكل لا يوصف..
خرج الطبيب بعد دقائق أخري هُلكت فيها أعصابه حتي كاد يقتحم الغرفه أكثر من مره ولكن يتراجع في اللحظه الأخيره محدثًا نفسه بالصبر قليلاً علَّ أحد يخرج ويطمئنه..
______( ناهد خالد) ______
خمسة عشر دقيقه هو ما استغرقته قوة الشرطه للوصول والتي تمثلت في ضابط وثلاث عساكر صعدوا سريعًا لشقة تالا وكان بلال في انتظارهم..
سرد لهم ما حدث ودلفوا معه للداخل حيث تقبع رودينا أو بالأصح تُحبس..
وجدت الباب يُفتح فتنفست الصعداء ظنًا منها أنهم قرروا العفو عنها، ولكن تبخرت توقعاتها وأحلامها حينما وجدت من يفتح الباب مرتديًا زي الشرطه.. هربت الدماء من عروقها وهي تنظر لهم برعب محركه رأسها في كلا الاتجاهين بنفي تهتف بذعر :
_ لأ… أنا.. مقتلتهاش.. لأ.. هي الي ماتت.. أنا..
قاطعها الضابط وهو يهتف بحده للعسكري الذي معه :
_ خدها يا عسكري.
تراجعت للخلف برعب وهي تري العسكري يقترب منها وقالت بهستيريا:
_ أنا.. أنا مقتلتهمش.. هم يستاهلوا.. انا مليش دعوه.

 

 

كانت كلمات مُبهمه لهم تخرج من فاهها بعدم وعي منها وهي تري نفسها علي حافة الإنهيار..
أخذها العسكري بعدما سحبها بقسوه ووضع الأصفاد في يدها متغلبًا عليها بقوته وهبط بها للأسفل وسط صراخها الرافض لتقبل الواقع ..
هتف الضابط محدثًا بلال :
_ لو عرفت مكان المستشفى الي اتنقلت ليها المجني عليها بلغني فورًا وأنا هبعت العساكر تتحري عنها في المستشفيات الي حولينا.. قولتلي اسمها أيه؟
_تالا.. سمعت قريبها بيقوله..
_تمام، احنا هنتحفظ عليها لحد ما نوصلها، ونشوف حالتها أيه..
_ ماشي شكرًا ليك يافندم .
رد الضابط بهدوء :
_ده واجبي.. ياريت تقفلوا الشقه زي ما هي عشان لو البنت ماتت هيحتاج المعمل الجنائي ييجي يرفع البصمات.. بعد اذنك .
_ حاضر، اتفضل..
ذهب الضابط فالتف بلال لزوجته وقال :
_يلا اقفلي الشقه وخلينا نخرج زي ما قال الضابط.
اغلقوا الباب وذهبوا للخارج فقالت منال بعدما دلفوا شقتهم :
_ دي ربنا بيحبها عشان يخليني اطلع في الوقت ده واسمع صريخها ..
تنهد بارهاق وهو يجلس علي الأريكه وقال :
_ ربنا بيسبب الأسباب..
_فعلاً.. الحمد لله.
تمتمت بها منال بخفوت منهيه الحديث…
_____( ناهد خالد) __________
خرج الطبيب من الغرفه فاتجه له يامن بلهفه متسائلاً :
_ تالا عامله ايه يا دكتور؟

 

 

تنهد الطبيب بهدوء وقال بعمليه :
_ ضيق تنفس سبب إغماء، فحطيناها علي أنبوبة أكسچين لأن الأكسجين انخفض في جسمها جدًا بس تمام بدأ يرتفع وهيبقي تمام كمان نص ساعه أو ساعه بالكتير، وبالنسبه لجرح جنبها فكان فيه غرز فكت من الخياطه، عقمنا الجرح كويس وخيطناه تاني، بس أنا لازم أبلغ عن الحاله وأعمل تقرير طبي لأن باين أن الي حصل ناتج عن عنف واضح اتعرضتله باين آثاره علي جنبها ووشها الي باين عليه علامات صوابع واضحه.
زفر يامن أنفاسه بهدوء وقال :
_ أعمل التقرير الطبي وبلغ النيابه وأنا عارف مين الي عمل كده وهبلغهم لما ييجوا.
_ تمام.. بعد اذنك.
أوقفه بسؤاله :
_ ينفع اشوفها امتي؟
_تقدر تدخلها دلوقتي بس بلاش كلام نهائي عشان متشيلش قناع الأكسجين.
_هي فاقت؟!
_ آه، بعد ما الأكسجين بدأ يرفع فاقت.
أومئ له بموافقه علي حديثه ودلف للداخل بعدما فتحت الممرضه الباب وخرجت..
_________( ناهد خالد) ______
_ ازيك ياغيث؟
قالتها ملك وهي تهاتفه في الهاتف بعدما عادت لفيلا ( الدمنهوري) في الاسكندريه وذهب هو لفيلا ( الراوي) ..
استمعت لصوته الدافئ يرد بنبره حنونه :
_ وحشتيني.
حمحمت بخجل وتوتر وهي تقول :
_ ايه ده! أنا كنت معاك من ٣ ساعات.
_ ايوه و٣ ساعات شويه يعني! ده أنتِ وحشتيني أول ما مشيتي من المستشفى، بعدين أنا كنت ممني نفسي أننا هنرجع سوا النهارده وهتباتي معايا كمان.
ردت سريعًا باندفاع:
_ ايه حيلك، ابات معاك فين؟
_ ايوه مش واحد مريض، ومش هعرف اخدم نفسي كنتِ هتسبيني لوحدي؟!!
_ لأ لوحدك ليه ما صالح معاك.
_ امم.. صالح، ماشي يا ملك خليكِ مشحطاطاني وراكِ كده يكش يكون عاجبك وضعي ده.
أنهي حديثه بنبرة ضيق استشفتها ملك وهي تستمع له، تنهدت بهدوء وهي تدرك أنها ربما بالغت في تعاملها الجاف معه.. الذي لم يكن لشئ سوي أنها تحاول أن تعتاد علي عودته لها مره أخري فتروض مشاعرها تدريجيًا للإندلاع في بئر حبه من جديد ، ولكن لكل شئ حد، وبالطبع طريقتها هذه تثير حنقه وربما يتفهم طريقتها خطأ وأنها توقفت عن حبه :
_ ماله وضعك بس يا حبيبي هو أنا عملت حاجه؟
قالتها بنبره ناعمه هادئه بعيده تمامًا عن نبرتها التي اعتادتها مؤخرًا معه..
ابتسم بهيام وهو يردد بهدوء :
_ حبيبي؟! طب قوليها تااني كده أصل بصراحه بدأت أشك أنك بتحبيني أصلاً.
قال جملته الأخيره بخبث ليستدرجها لمنطقته المحببه حين تغدق عليهِ كلماتها الرقيقه كما كان يحدث سلفًا..
أدركت من حديثه أن ما آل أليه تفكيرها صحيح فها هو يفكر خطأ في طريقتها معه، هتفت بنبره هادئه رزينه :
_ أخص عليك يا غيث، بقي أنا مبحبكش!، يعني لو مبحبكش كنت سامحتك ولا وقفت في وش عيلتي وعيلتك عشانك!
_ هو أنتِ بتعايريني ولا أنا بيتهيألي!؟

 

 

هتف بها بضيق مصطنع، فردت هي بضيق حقيقي :
_غيث أكيد مقصدش كده! هو أنت عارف عني أني بعاير يعني؟!!
قال بنبره هادئه :
_خلاص اهدي بهزر معاكِ يا لوكه..
تنهدت بهدوء وقالت :
_ماشي يا سيدي، قولي بقي جرحك عامل ايه؟
_الحمد لله تمام.. المهم أنا بعد بكره هجيب عمامي وأجي اتقدملك..
_مش جدو قالك استني لما تبقي كويس؟
زفر بضيق وقال :
_مش هبقي كويس وأنتِ بعيده عني تاني يا ملك!
ابتسمت بحب وهي ترد بدلال أنثوي :
_ بتحبني للدرجادي؟
اتسعت عيناها بخجل وهي تستمع لنبرته الخبيثه وهو يقول مُقلدًا الفنان المشهور ” عادل إمام” في أحد أفلامه :
_ في الصباحيه هبقي أقولك ..
ردت تنهره بضيق :
_ تصدق أنت بقيت قليل الأدب اوي ، اقفل يا غيث.
_است…
استمع لإغلاق المكالمه فهتف وهو ينظر للهاتف بضيق :
_ بتقفلي في وشي من أولها.. اومال لما نتجوز هتعملي أيه! البت دي لازم أشد عليها شويه عشان تتعلم الأدب.
ما إن أنهي جملته حتي وجد هاتفه يدق مره أخري برقمها.. أجاب علي الفور وكأنه ليس نفس الشخص الذي كان يتحدث منذُ قليل!! :
_حبيبة قلبي.. لحقت اوحشك؟
استمع لصوتها يقول :
_نسيت اقولك ابقي بلغ البواب إني هسيب الشقه آخر الأسبوع عشان لو عاوز يجيب حد يسكن فيها اعتقد معاك رقمه….
لوي فمه بضيق وقال :
_ اه ياختي معايا…
استمع مره أخري لإعلان انغلاق المكالمه فهتف بدهشه :
_تاني! تاني! ايه قلة القيمه دي!
______( ناهد خالد) _________

 

 

تعلقت أنظاره بها وهو يدلف للغرفة، مستلقيه فوق الفراش وقناع الأكسجين يغطي وجهها بأكمله عدا منطقة العينين والجبهه، ومحلول مُغذي يتعلق بكفها، ومشبك قياس نبضات القلب يُوضع في إصبعها يقيس معدل ضربات قلبها الذي تأثر بالطبع لنقص الأكسجين بجسدها، وقف فوق رأسها بجوار الفراش ينظر لشفتاها المائله للتشقق والتي بالكاد تظهر مع الشهيق، ووجهها أصابه الشحوب بوضوح، أغمض عيناه بألم مما أصابها وخاصةً أنه السبب الوحيد فيهِ وللحق يذهب عقله لتفكير آخر بعيدًا عن الواقع ويتسائل ماذا كان سيحدث إن نجحت تلك الحرباء في قتلها!، انتفض جسده مع التفكير بالأمر وصرخ قلبه في عقله برفض ينهره عن التفكير في أمور تصيبه بالوجع والاختناق وكأن أحدهم يعتصره بين كف يده، وجدها تفتح عيناها وترفعها ببطئ لتسقط علي وجهه القريب منها… اقترب برأسه بعدما هداها ابتسامه هادئه وطبع قبله عميقه علي جبهتها ويده تمسد علي رأسها بحنو بالغ وكأنها زجاج يخشي أن يضغط عليهِ فينكسر، أغمض عيناه بانتشاء يستمتع بشعور شفاه بملامسة جلدها لأول مره، ثم ابتعد بهدوء وهو يهمس وعيناه تنظر بعيدًا عن عيناها :
_ حمد الله على السلامة قلبي كان هيقف بسببك.
امتدت يدها تحاول إزالة القناع للتحدث لكنه منعها وهو يمسك يدها وقال ومازال نظره بعيدًا عن نطرها :
_ لأ.. مش هينفع تشيليه لما الدكتور يقول.
أنزلت يدها بهدوء وأومأت بعيناها موافقةً، هتف بهدوء :
_ أنا هكلم أحمد يبعتلك لينا عشان عندي مشوار مهم.
تسائلت بعيناها عن ماهية هذا المشوار الذي يجعله يتركها بهذه الحاله فهتف موضحًا وعيناهُ قد سكنها نظره غامضه التي رغم غموضها إلا أنها تثير الرعب :
_ مش هعرف أبص في عينك غير لما أجيبلك حقك.
أصاب القلق قلبها مما هو قادم علي فعله وكأنه شعر بها دون أن ينظر لها وعيناه مسلطه علي كف يدها فقط! فقال :
_ متقلقيش.. بالقانون.. هي أحقر من أني أأذي نفسي عشانها وأبعد عنك بسببها.
ربط بكفه علي كفها بخفه قبل أن يلتف للذهاب مغلقًا الباب خلفه..
رأي إحدي الممرضات تمر من أمامه فنادها يوقفها وأخرج من جيب بنطاله مبلغ مناسب من المال ووضعه في يدها وهو يقول :
_ في بنت جوه خدي بالك منها نص ساعه وهتيجي واحده تقعد معاها ، بس عينك متغفلش عنها عشان هي بتخاف تفضل لوحدها.
ردت الممرضه الثلاثينيه بابتسامه :
_ متقلقش عليها هقعد معاها ومن غير فلوس.
ابتسم لها وهو يقول :
_ عندك ولاد؟
_ آه، ولد عنده ٨ سنين.
_ طيب اعتبريهم رزقه، هاتي بيهم لبس جديد له.
ابتسمت بحرج وهي تقول :
_ والله ربنا عالم بحالي كنت لسه بفكر في مصاريف كتبه ومدرسته الي هتبدأ الشهر الجاي.
_ شوفتي بقي، اهو ربنا بعتله رزقه، خدي دول وخليكِ معاها لحد ما صاحبتها تيجي ولما ارجع هراضيكِ.
_ ربنا يباركلك فيها يابيه ويحفظهالك من كل شر.

 

 

ابتسم برضا وهو يقول :
_ اهو أنا مش عاوز أكتر من الدعوه دي.
دلفت هي لتالا وخرج هو من المستشفي وهو يخرج هاتفه ليدق لأحمد يطلب منه أن يحضر لينا للمستشفي…
ذهب بعدها للبنايه التي تقطن فيها تالا قاصدًا شقة بلال ليستقصي منه عما حدث بالتحديد فقال بلال شارحًا :
_ مراتي كانت بطلع الزباله وسمعت صرختها فجت قالتلي أن جارتنا بتصرخ وشكل في حد معاها جوه سمعته بيهددها وبالأدق صوت بنت…فروحت معاها اشوف في ايه واول ما وصلنا للباب لقينا بنت بتفتحه وشكلها مش مريح.. المهم مسكتها ودخلت منال تشوف البنت الي جوه لاقتها مغم عليها.، فحبستها في الاوضه علي مانتصرف معاها وبعد ما أنت مشيت بلغت عنها الشرطه جم خدوها والضابط قالي لو شفتك او شوفت تالا ابلغه عشان يكمل المحضر.
تنهد يامن براحه وتشفي وهو يستمع لما يقوله بلال عن القبض عليها وقال متسائلاً بنبره تفوح منها رائحة الانتقام :
_ خدوها علي قسم ايه؟

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى