رواية أيغفر العشق الفصل الثامن عشر 18 بقلم ناهد خالد
رواية أيغفر العشق الجزء الثامن عشر
رواية أيغفر العشق البارت الثامن عشر
رواية أيغفر العشق الحلقة الثامنة عشر
هتفت بهدوء وهي ما زالت توليهم ظهرها وتنظر للصور :
_ أهلي مين يا مرات عمي سلامة عقلك، أنا يتيمه أبويا وأمي ماتوا من سنين، ومن بعدهم مليش كبير يا… ياعمي.
التفت تواجههم وهي تُكمل في حين تعلقت أنظارها بجدها :
_ لما أبويا مات من ٨ سنين جتلي في أوضتي وحضنتني وقولتلي متخافيش.. مش عشان أبوكِ وأمك ماتوا بقي ملكيش حد.. لأ ، أنا معاكِ وجنبك ومش هسيب حد يأذيكِ ولو بكلمه، وقتها اطمنت وحسيت أني مفقدتش كل حاجه لأ لسه ليا جدي الي هيقف في وش أي حد يحاول يتعرضلي…
امتلأت عيناها بالدموع وهي تقترب منه حتي أصبحت أمامه وأكملت بنبره مختنقه :
_ مكنتش أعرف أنك هتقف في وشي أنا، في وش سعادتي، أنت عارف كويس أنا كنت بحبه ازاي وعارف أني متقبلتش يكون حد مكانه، غصبتني علي جوازي من شخص أنت اختارته مش أنا، وقولتلك مش هقدر أعيش معاه ومش هبقي مبسوطه بس أصريت علي جوازي منه وقولتلي ده دلع بنات، أنا مكنتش بتدلع، أنا لو كنت كملت كنت هبقي أتعس واحده في الدنيا وعمري ماكنت هبقي مبسوطه مهما عملي أو مهما حاول يرضيني.. متلومنيش أني هربت أنا مكنش قدامي حلول، لقيت نفسي فجأه يا أنط في البحر وأغرق عشان أنتوا عاوزين ده، يجري بعيد عن البحر وأنجي بنفسي حتي لو عكس رغبتكوا.. وأخيرًا بعد كل العذاب الي عيشته ربنا حب يريح قلبي وجمعني بيه وبقيت مراته.. بس ازاي تسيبوا فرحتي تكمل!! ييجي إبنك ويقتله قدام عيني، ويسيبه بين ايديا سايح في دمه ويهرب، ليه كل ده! حد منكوا يرد عليا ويقولي ليه!؟
صرخت بالأخيره بغضب وهي تنقل بصرها بينهم، جلس الجد بتعب فوق الكرسي يستند لعصاه وبدأ في الحديث وهو يقول بنبره أصابها الضعف :
_ خابر الي غصبتك عليه، ومش محتاچك تفكريني، كنت رافض يكون إبن الراوي هو الي تتكتبي علي إسمه، مكنتش موافج تدخلي دارهم وتبجي وسط عيلتهم، أبوه حاول يجتل ولدي ازاي عاوزاني أسلمك لأبنه! لما أبوه ضرب أبوكِ بالرصاص زمان ودخل المستشفي ورقد فيها اسبوع بين الحياه والموت النار جادت في جلبي ولولا أن أبوكِ حلفني ماأجلبها دم وجالي أنه عرف وكيل النيابة مين الي حاول يجتله وأنهم قبضوا عليه مكنتش هسكت ، سكت غصب عني وجبلت بحبسه زي المحكمه ما حكمت، بس ناري مهديتش بعد ما شوفت ابني سايح في دمه وكان هيروح مني بسببه، ولما أبوكِ خرج من المستشفى خلاني جطعتله وعد أني مهجربش ( مهقربش) من عيلة الراوي واصل.. عشان اكده سلسال الدم وجف.. بس مصفيتش لهم عشان كده مجبلتش تتچوزي ولدهم، جولت فتره وهتنسيه، ولما اخترتلك العريس اخترتلك الراچل الي اتمنيته ليكِ وجولت لما تتچوزوا هتنسي ابن الراوي وهيبجي ماضي عشان كده صممت علي الچواز.. لما هربتي حسيت ضهري اتكسر، مكانش هاممني حديت الناس بس كان هاممني أنك بنت، وكنت خابر أن علاجتك بغيث انجطعت من سنين يعني مستحيل تكوني روحتيله، جلبي اتكوي بنار الخوف عليكي، أنتِ أمانه في رجبتي من يوم أهلك ما ماتوا، وحفيدتي الوحيده من ابني الله يرحمه يعني آخر حاچه بجيالي منه، مش سهل عليا أخسرك ومبجاش عارف جرالك إيه ولا أنتِ فين، دورت عليكِ كتير مش عشان أغصبك علي چواز من حد لا، دورت عليكِ عشان ترچعي لبيتك من تاني، ولما عرفت مكانك عن طريج مُحسن الراوي وصيت عمك ياخدك بالهداوه ويچيبك ليا، بس هو الشر والغضب عموه.. لو كنت أعرف الي ناوي يعمله مكنتش بعته ليكِ وكنت چيتلك بنفسي، وعن چوازك من غيث أنا مهامنعش لأني عرفت أنك مش رايده غيره ومش مسأله وجت وهتنسيه…
صرخ منتصر بغضب :
_أنت هتجول أيه يا ابوي؟ هتوافج تكمل معاه؟
ضرب منصور الأرض بعصاه وهو يهتف بحده رغم ضعفه :
_ الي جولته هيمشي، ومتعارضنيش يا منتصر، وحسابنا لسه مچاش علي الي عملته، وبت أخوك من اهنه ورايح ملكش صالح بيها واصل.. سامع ولا مسامعش؟
كاد يعترض ولكن قاطعه والده بعصبيه :
_عارضني وأنا اسيبلك المكان كله وامشي.
يعلم جيدًا تعلق ولده بهِ، ويعلم أنه يحبه ويقدره ولا يتحمل أن يغضب منه ولعل هذه النقطه البيضاء في حياة منتصر.. هو بِره بأبيه..
صمت منتصر مُرغمًا وهو يشتعل غضبًا، في حين هتف الجد منصور برجاء وهو ينظر لملك :
_ سامحيني يا بتي لو كنت جيت عليكِ أو أذيتك، سامحيني وليكِ الحج تتصرفي كيف ما بدك حتي لو قررتي تبعدي عنا من تاني وتفضلي مع چوزك وبس المهم راحتك يابتي.
التقطت أنفاسها بهدوء وهي تنظر له بتمعن، هابها الضعف الذي رأته عليهِ.. كبر، وتقدم بهِ السن ورُبما يأتي أجله في أي وقت، لن تتحمل أن يذهب وهي بعيده عنه.. بالإضافة إلي أنه لم يكن قاسي عليها غير في هذا الموضوع ألا يمكنها أن تغفر!، بل يمكنها ولكن حق زوجها لن تتركه..
أومأت برأسها قبل أن تقول بهدوء :
_ في الآخر أنت جدي وزي ما قولتلي زمان مبقاش ليا غيرك.. هسامح عشان أنت جدي وعشان عملت معايا كتير، بس مش هسامح في حق جوزي..
قالت الأخيره وهي تنظر لعمها بحده فاستمعت لصوت جدها يسألها بهدوء:
_يعني ايه؟
نظرت لجدها وهي تقول :
_ يعني لما غيث يفوق إن شاء الله لو قرر يبلغ عن الي ضربه بالرصاص أنا مش همنعه..
تنهد جدها بعجز وهو يري نظراتها المُصره فقال :
_ أبوكِ زمان عملها في أبوه ولو كان قرر ميبلغش مكنتش هسكتله، فمش هاچي دلوجتي وأچي علي حجه.. حجه لو عاوز يبلغ مش هيبجالي حج أعترض.
أنهي حديثه وهو يوجه نظره لمنتصر يلومه علي ما أوصلهم إليه..
نقلت ملك بصرها بينهما لثواني قبل أن تقول وهي تستعد للذهاب :
_ ماشي، أنا هرجع القاهره عشان اطمن علي غيث، عاوز حاجه مني يا جدي؟
أشار لها أن تقترب منهِ، فاقتربت ببطئ حتي وقفت أمامه فجذبها بذراعيهِ يحتضنها مغمضًا عيناه باشتياق لها ثم تنهد براحه وهو يقول :
_ كان واحشني حضنك وريحتك يابت الغالي.
ربطت بكفها علي ظهره بحنو وهي تقول بصدق :
_ وأنت كنت واحشني أكتر يا جدي.
ابتعدت عنه برفق وهي تقول :
_ هجيلك قريب بس لازم أكون جنب غيث الفتره دي..
أومئ بتفهم وقال:
_ أنا الي هجيلك عشان اطمن علي چوزك واچب برضو.
_ بس حضرتك تعبان يا جدو بلاش تيجي.
_ متخافيش أنا زين..
أومأت بتنهيده والقت نظره أخيره غير مباليه علي عمها وزوجته اللذان يشتعلان غضبًا وخرجت من المكان..
نظر الجد لمنتصر يقول بتحذير :
_ سمعت أنا جولت أيه يا منتصر ملكش صالح بملك ولا چوزها من اهنه ورايح.
قضم شفتيهِ بغيظ وقال :
_ أمرك ياحاج..
تنهد منصور براحه وهو يستند علي رأس عكازه بإرهاق…
________( ناهد خالد) ________
خمسة أيام مرت بهدوء حدث بهم بعد الأحداث التي تتخلص في استفاقة غيث في اليوم التالي لإصابته وبدأ تحسن حالته تدريجيًا، ووجود ملك بجانبه طوال الوقت وأخيرًا كُتب له الخروج اليوم..
_ هتقدر تقوم يا غيث ولا أنادي صالح..
قالتها ملك بقلق وهي تحاول جعله يستقيم ليرتدي ثيابه استعدادًا للخروج..
جعد جبينه باستغراب وهو يردد :
_ صالح؟ هو صالح هنا؟!
قضمت شفتيها بتوتر وهي تدرك خطأها في الحديث فدارت عيناها في المكان وهي تقول بارتباك :
_ ق.. قصدي يعني اتصل عليه ييجي..
نظر لعيناها بشك فرأي ارتباك حدقتيها فتأكد أنها تخبئ عنه شئ بخصوص صالح :
_ ملك ، صالح بره؟
نظرت له قبل أن تشيح ببصرها عنه وقالت باعتراف :
_ بصراحه آه ، هو هنا من أول يوم دخلت فيه المستشفى وكان بيدخل يشوفك دايمـا بس لما فوقت مبقاش يدخل وحلفني ما أقولك أنه بره.. بيروح الشغل بالنهار وبييجي بليل يفضل لحد الفجر وبعدين يمشي بعد ما بفضل اتحايل عليه.
سألها بضيق وغضب من نفسه :
_ زعلان مني مش كده!؟
_ايوه، واخد علي خاطره منك أوي ومش مصدق أنك ظنيت فيه وسرقته.
أومئ لها بحزن وهو يقول :
_عنده حق، أنا عن نفسي مش عارف ازاي شكيت فيه كده لما بفكر في الي عملته بضايق اوي وبستغرب ازاي مفكرتش في الموضوع وصدقتهم..
ربطت علي كتفه بهدوء وهي تقول :
_ المهم تصالحه وصالح طيب وبيحبك يعني هيسامحك.
نظر ليدها الموضوعه فوق كتفه ثم رفع بصره لوجهها وقال بنفس ملامحه :
_ يعني بعد الي قولته وبأنب في نفسي وملامحي الحزينه بطبطبي علي كتفي هو أنا واحده صاحبتك؟
رفعت حاجبها بتساؤل :
_اومال أعمل إيه؟
تحولت ملامح وجهه للبراءه الزائفه وهو يزم شفتيهِ برجاء :
_ حضن.. حضن زي يوم ما فوقت فاكره…
عادت بذاكرتها للوراء تتذكر يوم إفاقته…
(فلاش باك)
كانت تجلس بجوار فراشه تنظر له بحزن وملامح مُرهقه لأقصي حد فلم تذق النوم منذُ الأمس.. وسفرها للإسكندريه وعودتها.. يوم مرهق بكل المقاييس.. بالاضافه للضغط العصبي الرهيب عليها..
وجدت جفنيهِ يرتجفان رجفه بسيطه فانتبهت له تطالعه باهتمام حتي وجدت عيناه تبدأ في الإنفتاح ببطئ.. ركضت له بلهفه وهي تردد :
_ غيث.. غيث أنت سامعني..
صوتها حفزه لفتح عيناه ففتحها وهو يحاول رؤية وجهها بوضوح وبعد ثواني كان يستطيع النظر لها ورؤيتها، وتمتمت بخفوت وتقطع :
_ س.. سا.. معك…
ابتسمت بسعاده بالغه ولم تشعر بنفسها وهي تحتضنه برفق واضعه رأسها علي كتفه الأيسر..
شعرت بابتسامته وبعدها صوته يقول بهدوء ماكر :
_ يعني حضن الكتب الكتاب أخده وأنا.. مش عارف أبادلك الحضن حتي!!!.
ابتعدت بخجل لتسمعه يقول باعتراض :
_ ليه! بتبعدي ليه احنا لحقنا!..
نظرت له بضيق من كثرة خجلها وقالت :
_ بس ياغيث ، المهم طمني عليك حاسس بحاجه؟
عادت من شرودها علي صوته الماكر وهو يقول :
_ إيه بتفتكري الحضن؟!
تخضبت وجنتيها بحمرة الخجل وهي تهتف بتوتر :
_ طب يلا بقي عشان اتأخرنا ولا عجبتك قعدت المستشفي!؟
ابتسم بخبث يقول :
_بصراحه عجبتني كفايه أني بصحي وبنام علي الوش القمر ده ومسبتنيش لحظه هعوز أيه تاني! .
نظرت له بتحذير وقالت :
_ هسيبك واطلع بره.
جعد أنفه باشمئزاز وقال :
– أنتِ أصلاً ملكيش في الرومانسيه..
تنهد بهدوء وقال :
_ المهم اطلعي لصالح وقوليله إني مش قادر أغير هدومي خليه يدخل يساعدني .
أومأت بهدوء وخرجت لصالح تخبره بأن يدلف معها لمساعدة غيث علي تغيير ثيابه لعدم استطاعته تغييرها بمفرده..
دلفت ملك وتبعها صالح واجم الوجه، وقف أمام غيث واتجه له بدون حديث ينوي مساعدته في خلع ثياب المستشفى..
شهقت ملك بتفاجئ وهي تقول بخجل :
_ أيه ده أنت بتعمل إيه؟
نظر لها صالح بدهشه وقال :
– هساعده يغير مش أنتِ الي منادياني!!
ردت بخجل وهي تتجه للباب لتخرج :
_ مش قدامي يعني استني أما أخرج..
أغلقت الباب خلفها والإثنان يطالعها بدهشه، حتي تمتم صالح بدون وعي :
_ أيه ده! هو مش انتوا اتجوزتوا؟!
نظر له غيث وقال بيأس بينما نظراته تتعمق بهِ :
_ هي لسه مش مقتنعه أنها مراتي ..
انتبه صالح لكونه يتحدث معه فأشاح بوجهه وهو يساعده في صمت.. ما إن انتهوا حتي باشر بالخروج لولا يد غيث التي قبضت علي معصمه توقفه وهو يقول بتنهيده:
_ متزعلش مني يا صالح، أنا عارف أني زودتها معاك بس ربنا يعلم أني مش طايق نفسي بسبب الي عملته ومش مصدق أصلاً أني شكيت فيك ومديت ايدي عليك، صدقني أنا وقتها مفكرتش حتي لو كنت فكرت لثواني كنت هعرف أنك مستحيل تعملها بس اعذرني يا صالح أنا كنت متلغبط الفتره دي ومش عارف أنا بتصرف ازاي، وزي ما قولتلك فكرت أن أبوك ضغط عليك عشان تعمل كده، أنا مش ببرر لنفسي بس بجد ندمان علي تصرفي معاك، سامحني يا صالح ومتزعلش مني أنت عارف أنت بالنسبه لي أيه..
رفع صالح نظره له وقال :
_عارف لو كنت قولت الكلمتين دول قبل خمس أيام عمري ماكنت هسامحك، بس لما عرفت الي حصلك حسيت بقلبي بينخلع عليك ولما اتخيلت حياتي من غير أخويا وصاحب عمري حسيت أني تايه ومش لاقي طريقي.. أنت مهم عندي أوي يا غيث وللأسف مش هقدر مسامحكش لأني محتاجك جنبي زي ماتعودنا.
وقف غيث ببطئ واقترب منه محتضنًا إياه برفق وهو يقول :
_ أنا آسف حقك عليا، ميهونش عليا زعلك يا اخويا.
تنهد صالح بقوه وهو يقول :
_ وأنا معرفش أزعلك منك يا غيث.
ابتعد عنه وهو يربط بيده علي وجنته برفق مبتسمًا فابتسم له الآخر بهدوء..
انتبهوا علي دقات فوق الباب فأذن غيث بالدخول ففُتح الباب ووجدوا مُحسن وإبراهيم و تامر يطلون من خلفه..
نظر لهم غيث بجمود ووقف في مواجهتهم بشموخ..
_______( ناهد خالد) ______
بالخارج..
كانت تقف بقلق وهي تري عائلة غيث تدلف له تخشي أن يحتد الأمر بينهم ويغضب غيث وجرحه مازال حيًا..
وجدت أحدهم يضع كفه علي كتفها فالتفت لتجد جدها يقف خلفها وخلفه بقليل يقف عمها بوجه واجم..
_جدي!
قالتها بتفاجئ وارتمت بأحضانه ترحب بهِ، ابتعدت عنه وقالت :
_تعبت نفسك ليه؟
رد بهدوء :
_ تعبك راحه يابتي ، أنا جولت اتأخر في الزياره هبابه ( شويه) علي ما چوزك يشد حيله شويه.
_نورت يا جدو..
_ ده نورك يابتي..
أكمل وهو ينظر لها بخجل :
_ عرفت أن چوزك مرضيش يجول مين الي طخه وجال أنه مشفوش وكان جدام بيته.
أومأت بتأكيد وهي تقول:
_ صدقني مدخلتش في قراره.. بس هو قالي مش عاوز حاجه منهم غير إنهم يسيبونا نعيش بسلام بعيد عن الدم والمشاكل.
ابتسم الجد بحزن وهو يقول :
_ أصيل يابتي.. وشاريكِ، كل مدي بيتثبتلي إني كنت غلطان.. ياريتني سيبتك تختاري الي جلبك رايده وممنعتكيش عنِه..
تنهدت بهدوء وهي تقول بابتسامه راضيه :
_ كل نصيبه ياجدي.. مقدر ومكتوب متشيلش نفسك ذنب.
أومئ لها بتنهيده وقال :
_ أنا چبت عمك يعتذرله ويتشكره كمان.. واچب بعد الي عمله.. وكمان عندي ليكوا مفاچأه.
نظرت له بفضول وكادت تسأله لكنها ابتسمت حين قال :
_لما نشوف چوزك هجول المفاچأه جدامه.
_________( ناهد خالد) ____
أما عن تالا ويامن.. فقد اعتاد يامن علي زيارتها كل يوم صباحًا قبل ذهابه للعمل والاطمئنان عليها لوجود لينا معها في هذا الوقت..
ردت بهدوء رغم قلقها من الحرب التي ستنشب بينهما الآن :
_ الو!
استمعت لصوته الخشن يقول بحنق :
_ممكن أفهم مبترديش ليه عليا.. ٧ مرات أكلمك في نص ساعه ويديني مشغول! بتكلمي مين نص ساعه كامله!
قطبت حاجبيها بدهشه وهي تقول :
_ نص ساعه كامله! هي نص ساعه كتير؟ بعدين كنت بكلم.. بكلم..
هتف بنفاذ صبر :
– بتكلمي مين أنتِ علقتي؟!
بلعت ريقها وهي تبتسم ببلاهه وكأنه يراها وقالت :
_ لينا .
استمعت لسبه خافته خرجت منه لكنها لم تتميزها بالتحديد فقالت بتساؤل :
_ يامن أنت بتشتم؟!
رد بجمود :
_ لأ، المهم عامله أيه؟
_ الحمد لله….
صمتت قليلاً وقالت بلامباله مصطنعه :
_ بس غريبه أنك مجتش النهارده!
ابتسم لشعوره باشتياقها له الذي تحاول مدارته وقال بتعقل :
_ أحمد قالي أن لينا مش هتبقي موجوده النهارده وأنك طلبتي منها تروح ومتبتش معاكِ لأنك بقيتِ تقدري تقومي وتتحركي، فأنا عارف أنها علي ماتجيلك قدامها للضهر مكنش ينفع أعدي عليكِ وأنت لوحدك ولا أيه؟
فهمت قصده فابتسمت باتساع وهي ترد :
_ معاك حق طبعًا… أنا بس استغربت فقلت يمكن تكون مروحتش الشغل النهارده..
_ لا روحت.. وهعدي عليكِ بليل عشان ماما هتيجي معايا.
هتفت بحرج :
_ والله طنط تاعبه نفسها دي تالت مره تجيلي.
هتف بمرح:
_ ياستي هي عاوزه كده أنتِ مالك! بعدين أنتِ عندها حاجه كبيره أوي معرفش بتحبك علي إيه؟
شهقت باستنكار وهي تقول :
_ بجد! يعن….
قاطع حديثها صوت جرس الباب، فقال يامن وهي تتجه لتفتح الباب :
_ هي لينا جت؟
ردت باستغراب وهي تقترب من الباب :
_ لأ دي قالتلي قدمها ساعه وتتحرك من البيت، استني هشوف مين..
_ معاكِ..
قالها بقلق لا يعلم لم تسرب لقلبه وهو ينتطر معها علي الهاتف ويستمع لصوت أنفاسها وحركتها…
فتحت الباب لتجدها واقفه أمامها مستنده علي إطار الباب الخارجي، تنظر لها بابتسامه ساخره..
ابتلعت تالا ريقها بقلق وخوف حاولت إخفائه وهي تردد :
_ رودينا!
وقع قلب يامن في قدمه وتسارعت أنفاسه وهو يستمع لهمس تالا بأسم غريمتها!!!!!!!
يتبع…
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أيغفر العشق)