روايات

رواية أو أشد قسوة الفصل العاشر 10 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الفصل العاشر 10 بقلم سارة مجدي

رواية أو أشد قسوة الجزء العاشر

رواية أو أشد قسوة البارت العاشر

أو أشد قسوة
أو أشد قسوة

رواية أو أشد قسوة الحلقة العاشرة

عاد عبد الله الي بيته وعقله منشغل تمامًا بما وصل له صديقه … والي أين سوف تذهب به هذه الشخصية؟ …. وماذا فعل سابقًا؟ وهل سيصل الأمر الي تحكم كامل في حياته؟ وكيف يستطيع مساعدته وحل الامر؟
الحيرة والخوف والقلق ينهشان عقله دون هواده … لكن حين دخل الي غرفته ووقعت عينيه على جسد زوجته التي تنام بوضع الجنين المه قلبه بشده وأكتشف ان لديه مشكلة كبير أخرى عليه حلها بشكل سريع … أقترب بهدوء منها وجثى على ركبتيه جوارها ينظر الي وجهها البريء … واثار الدموع التي مازالت عالقة على اهدابها … وتلك الشهقة التي تصدر خافته منها … دليل على بكاء طويل … أغمض عينيه بقوه واعتدل في جلسته أرضًا ثم قال بصوت هامس:
-انا أسف يا لبنى بجد أسف.. عارف اني بعيد عنك .. ومقصر في حقك .. وإني مش قادر أعمل توازن بين شغلي وبيتي .. بس يمكن لأني مطمن بوجودك حاسس إن كل شيء في البيت كويس طول ما أنتِ موجودة
كان يتحدث وهو ينظر أرضًا لكن يده تمسك يدها المستريحة على السرير جوارها … فلم يشعر بها حين فتحت عيونها تنظر له بحزن … أكمل كلماته الهامسة:
-انا أكتشفت اني دكتور شاطر .. لكن زوج فاشل … ومش أب حقيقي لولادي … أنتِ بالنسبه ليهم الأب والام انا حتى معرفش هما في سنه كام … او بيدرسوا ايه؟
وأبتسم ابتسامه ساخره وهو يقول:
-انا حتى معرفش عنك أنتِ اي حاجة … أنا آسف .. آسف
-اعتذارك هيفيد بإيه وانا بقيت حاسه نفسي سنجل رغم اني متجوزة وجوزي موجود
قالت كلماتها بصوت مبحوح … ليرفع عينيه اليها ليهوله تلك النظره الائمه والحزن الشديد الساكن بداخل عينيها … لتكمل هي كلماتها بحزن وحسره:
-أنت نسيتنا ومش بتفكر غير في شغلك وعيانينك .. بتعالج نفسية الناس كلها وسايب نفسيتي ونفسيه ولادي تتعب … بتملى فراغ في حياة ناس كتير … وسايب فراغ في حياة أهم الناس في حياتك .. انا زهقت يا عبدالله .. زهقت وتعبت … انا شايلة كل المسؤلية لوحدي … خلاص وجودك من عدمه مبقاش فارق في حياتي وحياة ولادي
أنهت كلماتها بإبتسامه حزينه حين إتسعت عيناه بصدمه من كلماتها التي كانت تشبه الصفعات على وجهه … جعلته ينتبه من غفلته وضلاله … وقبل ان يقول اي شيء رفعت الغطاء فوق راسها وهي تقول:
-ياريت تنام على الكنبة
وخيم الصم عليهم هي تبكي بصمت وهو أيضًا انحدرت دموعه وهو يرى الخسارة تلوح له بسخريه … لينظر الي يده الفارغة من يدها التي سحبتها بقوة ليغمض عينيه بحسره
~~~~~~~~~~~~
في صباح اليوم التالي … استيقظت سليمة وهي تشعر بألم قوي في رأسها … لقد ظلت طوال الليل تفكر فيما حدث بين الطبيب وأدهم او هذا ثامر
لكن لو كان عقلها قادر على التخيل والتصور هي مؤكدًا لن تصل الي ما عرفته من الطبيب الذي أتصل بها وأكد عليها موعدهم في الغد لكنه شدد على عدم إخبار أدهم عن اي شيء او سؤاله عن آي شيء … وانه مريض باضطراب الشخصية المتعددة … أدهم مريض نفسي … ولديه شخصية أخرى … وتلك الشخصية هي ثامر
لتكثر الاسئلة داخل عقلها … لماذا شخص مثل أدهم الخشاب يصاب بمرض كهذا؟ ولما شخصيته الأخرى أختارت ان تكون جوارها هي؟ وهل كان يعلم من الاساس انها تسكن في نفس البناية؟ والي اي مدى خطورة هذا المرض؟ وماذا عليها ان تفعل الآن؟ هل تترك العمل في مؤسسة الخشاب؟ ام تنتظر لتفهم وبعد ذلك تحدد؟
الكثير والكثير من الأسئلة ولم تجد إجابة واحدة مرضية تريحها … لتغادر السرير بتثاقل وعقلها مازال يدور في دوائر الحيرة
وقفت مكانها فجأة وهي تفكر … ماذا ستخبر والديها عن سبب تأخيرها بعد العمل؟
نفخت الهواء من صدرها وهي تقول:
-يعني هكذب عليهم … انا عمري ما كذبت اعمل ايه بس؟ يارب ساعدني
~~~~~~~~~~~
خرجت ظلال كعادتها صباحًا ولكن حالها لم يتغير كثيرًا .. عينيها منتفختان من كثرة البكاء … وتشعر بالخوف على أدهم الذي لم يعد الي القصر منذ ليله امس
ولا تعلم ماذا كان سيصبح حالهم لولا اتصال عبدالله ليخبرهم ان أدهم بخير لكنه يريد ان يبقى بمفرده قليلًا … فلقد كان عدنان على وشك الخروج للبحث عنه وان احتاج الامر لأبلغ الشرطة
ولأول مرة منذ سنوات طويلة لا تجد جدتها تجلس في مكانها المعتاد على رأس طاولة الطعام
كل شيء إنقلب في حين غره … لكن ما لفت انتباهها حال عدنان الغريب … خوفه الشديد على أدهم .. المختلط بهدؤه العجيب … نظرة عينيه التي ذكرتها بنظرته لحظة وفاه والده الاحتياج لكن بعناد ورفض … رجاء بأن يضمه أحد الي صدره وكبرياء مجروح يرفض الاعتراف بهذا الاحتياج
ماذا يحدث معه؟ بداخلها صوت يصرخ ان عدنان يحتاج الي المساعدة … لكن ما نوع هذه المساعدة هي لا تفهم
… وصلت الي الاستوديو وقبل ان تترجل من السيارة وضعت نظارتها الشمسية تخبىء خلفها عيونها المتورمة … لا تريد ان تظهر ضعفها … وخوفها لأحد … أيضًا لا تريد ان تكشف سر مرض أخيها الغريب لآي شخص … حتى مراد … بل وبالتحديد مراد
وعند الباب وقفت تأخذ عده أنفاس متلاحقة ثم فتحته وخطت الي الداخل كعادتها ظهرها مستقيم خطواتها ثابته ورنانه … أنفها المستقيم مرتفع في شموخ تحي الجميع بأيمائه من رأسها … وحين جلست جوار مراد قالت بهدوء:
-صباح الخير
-صباح النور يا ظلال .. عاملة ايه النهاردة؟
سألها مراد بأهتمام وقلق .. ابتسمت إبتسامة صغيرة جاهدت حتى ترسمها على ملامحها وقالت:
-الحمدلله .. كويسة وهبقا أحسن كمان ان شاء الله
كانت نظراته تحمل الكثير من الإعجاب وخوف صادق شعرت به ولمس قلبها .. وسبب لها تجمع الدموع في عينيها من جديد لكنها قالت بعد ان اجلت صوتها:
-الحلقة النهاردة عن ايه؟
-عن الصداقة وأهميتها في حياتنا .. وبالأخص الصداقة بين اي كابل
أجابها وهو ينظر الي الأوراق أمامه … لتقول هي بأعجاب:
-حلو الموضوع ده … بابا وماما الله يرحمهم كان فيه بينهم نوع من أنواع الصداقة الغريبة .. كانت بتسمعه وتفهمه حتى في اخطائه وكانت بتقدر تفرق بين الوقت اللي هو محتاجها فيه كزوجة والوقت اللي محتاجها فيه كصديقة
ابتسامته وهو يستمع لبعض من تفاصيل حياتها جعلتها تشعر بالخجل خاصة حين قال:
-الله يرحمهم … بتمنى شريكتي يكون بيني وبينها الرابط ده … تكون صديقتي وحبيبتي … بنتي واختى … وام اولادي … وشريكة سكن وطريق
وأقترب منها قليلًا وقال بأستفهام:
-تفتكري ممكن الاقيها؟!
نظرت له من خلف نظراتها ولمعت داخل عيونها تلك النظرة التي كانت ستسعده بشده لو رأها لكنها قالت بهدوء شديد:
-دور وأكيد هتلاقي
وقبل ان يقول اي شيء سمعوا صوت المخرج يطلب منهم الاستعداد … ويشير لهم ببداية الحلقة لتقول ظلال بصوتها المميز رغم الحزن الواضح فيه:
-صباح الخير مستمعينا الكرام معاكم ظلال حسام ومراد منير وموضغ حلقتنا النهاردة عم الصداقة وخصوصًا بين الكابل … منتظرين اتصالاتكم ورسايلكم وايميلاتكم ونسمع دلوقتي اغنيه “سلامك وصلني” لعمرو دياب
~~~~~~~~~~
جلست سليمة على طاولة الطعام صامته على غير عادتها … تفكر ماذا عليها ان تفعل الان؟ ماذا ستقول لهم؟ عقلها السارح في كل ما حدث وسيحدث جعلها لا تسمع صوت والدتها التي تناديها منذ وقت … ليضع والدها يده فوق يدها لتنتبه له ليقول بقلق:
-مالك يا بنتي؟ أنتِ تعبانه ولا ايه؟
ابتسمت بصعوبه وقالت بخجل واضح:
-لا يا بابا انا كويسة بس المدير بعت امبارح رسالة وقال اننا هنتأخر النهاردة في الشغل شوية… وكنت بفكر في السبب وانه شغل زيادة بقا وكده
ليبتسم والدها بحنان وقال بمرح:
-معلش الشغل مش سهل ولا لعبة … دي مسؤلية كبيرة ولازم تكوني قدها … وبعدين كويس إنك هتتأخر خليني أعرف استفرد باليمامة بتاعتي شوية … بدل ما أنتِ كابسة على نفسنا طول الوقت
لتشهق فاطمة بصوت عالي وضربت يده وهي تقول بخجل:
-اختشي يا راجل ايه اللي أنت بتقوله ده
ليغمز لها بشقاوة مرحة لتضحك سليمة بصوت عالي وهي تغادر الطاولة تقول ببعض البؤس:
-انا هلم مشاعري الوحيدة … وبؤسي وحزني وهرحل
وتحركت في إتجاه الباب وقبل ان تغلقه خلفها قالت:
-انا ماشية اهو يا بابا … ماشية ها
ليضحك والدها وهو يقول:
-مع السلامة والقلب داعيلك
لتغلق الباب واختفت الابتسامة عن وجهها … وهي تنظر الي باب الشقة المقابلة لشقتها وهمست بسؤالها:
-يترى هو لسه جوه ولا روح؟
لكنها لن تعرف الان … فتحت بابا المصعد وهي ترسل رساله الي عبدالله تأكد موعدهم والذي أجابها في نفس اللحظة بالتأكيد
وتكرار حديثه بعدم إخبار أدهم بإي شيء حتى يتحدث معها
وضعت هاتفها في الحقيبة وأخذت نفس عميق لتعود وتغرق في دوامة الأفكار والاسئله التي لا تنتهي
~~~~~~~~~~
ظل بيبرس جالسًا على كرسي في رواق المستشفى طوال الليل … بعد ان عاد من منزل زيزي … نظرات والدها له جعلت شيء ما يتغير بداخله … الأستاذ حليم الذي كان يحاول دائمًا ان يعيده الي الطريق الصحيح ولكن الآن هو أخذ ابنته لتعمل راقصة في الملهى الليلي … عاد من أفكاره وبداخله يزداد شعور الخوف عليها رغم ان الطبيب قد طمئنه … وان الامر في الآساس قد مر على خير لكن حبه لها يزيد من خوفه وخاصه بعد حديثه مع الجوكر وانفعاله
لم يتحمل أكثر من ذلك ومع أول خيوط النهار غادر مقعده وفتح باب غرفتها يتطلع الي جسدها الرقيق الممدد اسفل ذلك الشرشف الأبيض البغيض أغلق الباب خلفه وأقترب من السرير بخطواط بطيئه حتى لا يوقظها
جلس على الكرسي الصغير بجوار السرير ينظر الي ملامحها التي يعشقها بجنون … خصلات شعرها الطويلة .. السوداء … حاجبيها المرسومان بشكل مميز يزيد من سحر عيونها وجمالهم … شفتيها المكتنزة وأنفها الدقيق … ملامح كان يتمنى ان يمتلكها … ان تصبح له .. لكن بغبائه جعلها ملك للجميع .. جعلها متعه لجميع الرجال … وكل من يراها يتمناها او يشتهيها … وهو لا يستطيع الاعتراض او الرفض … ماذا يفعل الان؟
أقترب أكثر منها يقبل يديها بحب وهمس بألم:
-أعمل إيه دلوقتي يا زيزي؟ الغيرة بتموتني بالبطيىء .. نار بتنهش في روحي وجسمي .. وببقا عايز اخرم عين اي حد يبصلك … وأقطع لسان اي حد يكلمك … عايز اخبيكي عن كل الناس … كنت فاكر لما تشتغلي في الكبارية الحكاية بنا تبقا قربت وممكن تبقي ليا … لكن دلوقتي
-ياريتك منعتني … واتجوزتني ان شالله اعيش خدامة في بيتك
همست بها زيزي بصوت ضعيف … ليرفع بيبرس راسه ينظر إليها بعدم تصديق و يقول بسعادة:
-أنتِ فوقتي … حمدالله على السلامة
-ياريتك منعتني … كنت ضربتني كسرت عظمي وحبستني في البيت ولا اني كنت اقع في وحل الشغل في المكان ده … أنت متعرفش ايه اللي كان بيحصل .. والجوكر خلاني اعمل ايه
سقط قلبه اسفل قدمية.. ماذا حدث معها؟ وكيف؟ انه لا يغادر مكانه ولا يبتعد عنها .. وهي لم تغادر المكان ابدا هو موقن من هذا … ودون ان يشعر ضغط بيده على يدها الصغيرة لينغرز المغزي اكثر في يدها لتصرخ بالم وهي تقول بضعف:
-محصلش اللي في رأسك لكن كان ممكن يحصل
صمتت لثوان قليلة ثم قالت:
-ايدك هي اللي مسكت فيها وانا بقع في الوحل ده .. بس يا ترى هتكون هي نفس الايد اللي تخرجني منه؟
ارتخت يده عن يدها وعينيه تنظر الي عمق عينيها وظل حديث العيون بينهم وكأنه عراك قوي بين قضبين لا يستاهن بهم عيونها عشقه … وعينيه أمانها وكلماتها تضضرب عقله بقوة ” واتجوزتني ان شالله أعيش خدامة في بيتك” ليقول بقوة وثقة وهو يرفع يده أمامها:
-عهد عليا لاطلعك منه ولو مقدرتش أطلعك من الوحل ده هقطعها علشان هي اللي وقعتك فيه
لتنحدر دموعها دون توقف … تبكي سقطة لوثتها ولن تتطهر منها ابدآ
وكان هو يفكر في تلك الحرب التي سيخوضها … والمتوقع نتيجتها من الان
لكنه قال بابتسامه صغيرة مترددة:
-توعديني بعد ما نخلص من القرف ده إنك تتجوزيني؟
لتبتسم بخجل وأومأت بنعم لتتسع ابتسامته وانحنى يقبل يدها بحب لكن عينيه كان بداخلها قلق يصل الي حد الرعب … لكن لا تراجع الان
~~~~~~~~~~
لم يستطع ان يغادر القصر قبل ان يطمئن عليها … في الحقيقة هو يريد ان يرتمي بين ذراعيها … يشعر بحنانها .. تربت على ظهره بيدها التي كانت دومًا رمز الحنان والأمومة بالنسبه له
طرق باب غرفتها وسمع صوتها تسمح له بالدخول .. فتح الباب ورسم على وجهه إبتسامه طفوليه وهو يقول بصوت باكي:
-ممكن حضن يا شوشو قبل ما أروح الشركة؟!
فتحت له ذراعيها دون لحظة تردد … ليركض إليها كطفل صغير .. تربى يتيم … والان فقط وجد حضن أمه
أحاط خصرها بذراعيه ووضع رأسه على صدرها ورغم عنه انحدرت عدة دمعات ومع كل دمعه يضمها أكثر لتقول هي بقلق:
-مالك يا عدنان … انا أول مرة أشوفك في الحالة دي … كل ده خوف على أدهم … ولا فيه حاجة أنت مخبيها؟!
أبتعد عنها سريعا وكأن صاعقة كهربائيه ضربت جسده وابعدته عنها … وقال بصوت متردد:
-هو اللي أدهم فيه شوية يا شُكران .. انا كنت بشوف أدهم هو وتد لايمكن يقع .. كنت مطمن بيه كأن أبويا لسه عايش .. ورجعت من تاني أحس بالخوف
تجمعت الدموع في عيني شُكران لكنها قالت بقوة:
-أزاي تخاف وكلنا حواليك .. وازاي أدهم يخاف وأنت جمبه
ربتت على يده بحنان وقال بحب:
-لازم تكون قوي علشان تقدر تسند أخوك .. المسؤليه عليك هتبقى كبيرة بس أنت قدها يا عدنان انا واثقة فيك وعارفة كويس حفيدي أسد وميتخافش عليه:
انحنى يقبل يديها بإحترام وقال بصدق:
-متقلقيش … أدهم ان شاء الله هيخف وهيبقى كويس علشان خاطرك وخاطر ظلال كمان
وقف ينظر اليها بابتسامته المعهودة وقال بمرح:
-الحق اروح الشركة .. مش عارف هيجي الشركة اصلا ولا لا
وتحرك في إتجاه الباب ثم وقف وقال:
-هتصل ب عبدالله أساله عليه وهطمنك يا شوشو عارف إنك قلقانه عليه
أومأت بنعم ليرفع يده بسلام وغادر ترافقه دعوات جدته له ولأبناء عمه
ليتنهد بالم .. وهمس لنفسه:
-خبيت عن الكل إللي أنت فيه خليك بطل لحد النهاية … والنهاية مش بعيدة يا عدنان … مش بعيدة خالص
~~~~~~~~~~
أستيقظ من نومه على صوت هاتفه الذي لم يتوقف عن الرنين منذ فترة .. مد يده وأمسك به مجيبًا دون ان ينظر إلي الاسم ليصله صوت انثوي ناعم … يحمل الكثير من الدلال
-ثامر باشا طلبتني امبارح حقك عليا يا باشا كان في ايدي حته شغل كده بس ايه عليوي اوي … ومكنتش قادره ارد عليك
-اخلصي يا غزل ايه الرغي ده كله على الصبح
قال ثامر بضيق ونفاذ صبر … لتقول غزل بدلال:
-لسه ليك شوق يا باشا
-لا مش فاضي دلوقتي … عندي شغل
أجابها ببرود وأغلق الهاتف دون اي كلمة أخرى وعاد يخبىء رأسه تحت الوسادة … وأغمض عينيه لعده دقائق ثم اعتدل جالسًا وبدء في تمديد رقبته وبعض من عضلات جسده وهو ينفخ بضيق كان يريد بعض النوم الإضافي لكن ليذهب الي الشركة ويرى تلك الفتاة ويفهم ما ورائها …غادر السرير متوجهًا الي المطبخ … ليصنع قهوته المميزة واخذها ودلف الي الحمام عادة لديه … حمام دافىء مع القهوة وبعدها يخرج بنشاط لا مثيل له
بعد اكثر من نصف ساعة خرج وهو يحيط جذعه بمنشفة طويله عائدًا الي المطبخ ليضع الكوب في المغسلة
وعاد الي غرفته ليرتدي ملابسه … وخلال عشر دقائق كان يغادر الشقة والبناية بأكملها
~~~~~~~~~
في ذلك الوقت كانت سليمة تعد الأوراق .. والفاكسات وبعض الإيميلات التي وصلت الي الشركة في ملف حتى تعرضها على مديرها حين يصل
ولكن السؤال هنا من منهم الذي سيحضر؟ الطيب أو الشرير؟ أدهم أو ذاك الوقح ثامر؟
وماذا ستفعل معه؟ لم تجد الفرصة لإيجاد إجابة لأسألتها حين أقتحم أدهم المكتب بجسده الرياضي لكن ومن ح نظرة عرفت جيدًا من يقف أمامها … ليتحفز عقلها جيدًا لاي كلمة منه لكنه أبتسم وهو يقول:
-الاروبة .. صباح الخير يا شقية قوليلي بقا عرفتي مكان بيتي منين؟ قري واعترفي ومش هعملك حاجة متخافيش
صمت لثوان ثم قال بتعجب:
-بس هو أنتِ صحيح كنتِ جاية ورايا بالاسدال؟! طيب إزاي؟ أوعى تكوني كنت عايزة تخليني أصلي بيكي إمام! كده يبقا عقلك سرح وراح لبعيد آوي
ومع اخر كلماته غمز لها بشقاوة … لتشعر بالغضب من معنى حديثه الذي لا يروق لها ويجرح كرامتها وكبريائها ويجعلها .. تريد ان تصفعه بقوة على وجهه لكنها لن تفعل بناء على طلب الطبيب … فقالت بضيق واضح:
-انا لا كنت جاية وراك … ولا كنت عايزاك تصلي بيا إمام … في الحقيقة أنت اللي جيت ورايا لاني ساكنه في العمارة دي من يوم ما اتولدت وكنت لابسة الإسدال علشان كنت بحط أكل للقطة قدام الباب
وجلست متجاهله وقفته ونظراته … وبدأت في العبث بالجهاز أمامها متصنعه الانشغال
ليبتسم بشقاوة وهو يتحرك ليدخل الي مكتبه والأفكار تعصف به … ولكن حين اغلق الباب شعر بألم قوي و حاد في رأسه جعله يترنح في وقفته حتى انه سقط أرضًا همسًا باسمها قبل ان يغمض عينيه
~~~~~~~~~
تشعر بالخوف … هذا ما وصل له عقلها وهي تضع الأوراق الأخيرة داخل الملف حتى تدخل اليه ان تلك الشخصية وقحة بشده .. ولكن ما يقلقها حقًا هو حالته وكيف يكون حين يتحول من تلك الشخصية الي الأخرى؟ وماذا يحدث معه؟
وقفت امام الباب تأخذ عده انفاس متلاحقة ثم طرقته وفتحت لكنها ظلت مكانها تنظر الي ذلك الجسد الممدد أرضًا بصدمه ودون شعور ركضت اليه وهي تنادي عليه وجثت بجانبه دون ان تلمسه:
-أدهم … أدهم فيه إيه؟ إيه اللي حصل؟
لكنه لا يستجيب لها … كانت تحاول ان تجد حل لكن عقلها توقف تمامًا عن العمل ولكن القدر أراد ان يرسل لها الحل دون تعب
سمعت صوت خطوات تقترب لتقف سريعًا متوجه خارج المكتب لكنها وقفت مكانها وهي تدرك ان ما عرفته عن أدهم لا يجب لشخص أخر بالمؤسسة أن يعرف به …لتغلق الباب بسرعة بعد أن أحضرت هاتفها وأصلت بالطبيب وحين أجابها بدأت مباشرة تخبره بما حدث … ليغلق معها الهاتف واتصل بعدنان الذي أجابه قائلا:
-كنت لسه هكلمك … أدهم فين؟
-أنت فين يا عدنان
سأله عبدالله بصوت عالي … ليجيبه عدنان بقلق بعد ان ترجل من السيارة:
-قدام المؤسسة فيه ايه؟
-اطلع بسرعه على مكتب أدهم فاقد الوعي وانا جايلك … بس بلاش تتكلم معاه بأي أسم اتكلم معاه في المطلق من غير اسامي يا عدنان
وبخطوات واسعه وسريعة دخل عدنان الي المؤسسة رغم انه يريد ان يركض لكن عليه ان يحافظ على صورته وصوره أدهم أمام الموظفين
حين وصل الي المكتب اقتحمه بقوة ليجد سليمة تجلس جواره تنادي عليه ليصرخ بها
-بس .. اسكتي متنطقيش أسمه
نظرت له برعب ليجلس جوار أدهم وبد يربت على وجنته برفق وهو يقول:
-فوق … أصحى … أصحى بقا أرجوك
ليفتح أدهم عينيه ينظر الي ابن عمه باندهاش ثم قال بصوت منخفض:
-فيه ايه؟ ايه اللي حصل؟
وحاول الاعتدال ليساعده عدنان وهو يقول:
-اغمى عليك .. يمكن مش نايم كويس او مفطرتش ولا حاجة
ليمسد أدهم جبينه وهو يقول:
-انا حاسس فعلًا اني جعان جدًا
ونظر الي سليمة وقال:
-ممكن بعد إذنك يا آنسة سليمة تطلبي ليا حاجة أكلها
لتومىء بنعم وأقتربت من عدنان وقالت بهمس:
-ده أدهم مش الشخصية التانية اطمن
لتتسع عيني عدنان بصدمه من اين عرفت تلك بحاله أدهم .. لكنه لم يستطع الكلام
~~~~~~~
وصل بيبرس الي الملهى الليلي وبداخل عينيه الشر واضح … فهو لن يخرج من هذا المكان الا وقد أنهى الأمر .. حتى لو وصل الامر الي القتل
اقتحم مكتب الجوكر وفي لحظة واحده انقلب كل شيء ولم يفهم ماذا حدث وكيف؟

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أو أشد قسوة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!