روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الرابع والعشرون 24 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الجزء الرابع والعشرون

رواية أوهام الحب الوردية البارت الرابع والعشرون

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة الرابعة والعشرون

ابتلع آدم ريقه بصعوبة وحاول أن يتماسك ويتمالك أعصابه حتى يتغلب على تلك الصدمة التي تلقاها للتو والتي جعلته يعتقد من خلال نظرات شمس أنها ليست صدفة بل هي خطة ماكرة دبرتها بعناية ونفذتها بمهارة.
هتف آدم بهدوء مصطنع وهو يرمق شمس بحدة؛ لأنها قررت أن تستغل ابن عمه حتى توجعه لأنه رفض العودة إليها بعدما تركته من أجل رجل أخر:
-“ألف مبروك يا آنسة شمس، ربنا يتمم بخير ويهنيكم ببعض”.
ابتسمت شمس وتأبطت ذراع محمد قائلة ببرود:
-“الله يبارك فيك يا أستاذ آدم”.
تمنى آدم لو كان بإمكانه أن يخبر محمدًا بحقيقة أن شمس كانت حبيبته أثناء فترة دراسته وأنه كان يخطط للزواج منها ولكنه كتم الأمر في نفسه والتزم الصمت؛ حتى لا يكسر فرحة ابن عمه الذي يبتسم بشدة وكأنه قد استطاع أن يلتقط نجمة من السماء.
تجاهلت شمس وجود آدم بعدما رأت حبيبة التي أتت وتقدمت نحوها قائلة:
-“ألف مبروك ليكِ يا شموسة، ربنا يوفقك يا قلبي”.
استطردت حبيبة بنبرة مازحة:

 

-“أنتِ صحيح مش حضرتِ خطوبتي بسبب ظروف سمر بس أنا طلعت أحسن منك وجيت وجيبت خطيبي معايا عشان نحضر كتب كتابك”.
احتضنتها شمس وهتفت بابتسامة:
-“نورتِ يا حبيبة قلبي، أنا كنت هزعل أوي لو أنتِ مكنتيش جيتي النهاردة”.
نظرت حبيبة إلى مهاب الذي كان يقف بجوارها وأشارت نحوه قائلة:
-“أعرفك يا ستي، ده يبقى مهاب خطيبي”.
أومأت شمس قائلة بسرور:
-“تشرفنا يا أستاذ مهاب”.
التفتت شمس نحو محمد وقالت:
-“ده يبقى محمد خطيبي”.
صحح محمد جملتها بقوله:
-“قصدك محمد جوزك اللي هيكتب كتابه عليكِ بعد خمس دقايق”.
تحدث مهاب بالقرب من أذن حبيبة وهو ينظر نحو المأذون الذي شرع في فتح دفتره حتى يتمم إجراءات عقد القران:
-“تعرفي يا حبيبة أن ده هو نفسه المأذون اللي كنت عامل حسابي نكتب كتابنا عنده”.
رفعت حبيبة حاجبيها قائلة بدهشة:
-”بجد والله!! دي تبقى حاجة حلوة أوي أن نفس المأذون يكتب كتابي أنا وشمس صاحبتي”.

 

نظر محمد حوله وأشار إلى وسام الذي كان يتابع كل من حبيبة وخطيبها بنظراته مستغربا حضورهما لهذا الحفل.
أبعد وسام نظراته عن حبيبة ثم تقدم نحو محمد وسأله باستفسار:
-“أيوة يا محمد، أنا شوفتك بتشاورلي دلوقتي، أنت عايز مني حاجة”.
أومأ محمد قائلا بجدية وهو يربت على كتفه:
-“أيوة أنا عايزك تطلع بطاقتك وتجهز نفسك عشان أنت هتبقى الشاهد التاني على عقد جوازي”.
تملك التردد من وسام الذي لم يكن يتخيل أن يشهد على عقد زواج طليق شقيقته التي تجلس في هذه اللحظة داخل غرفتها تندب حظها بعدما علمت أنه لا يوجد أمامها أي فرصة لاستعادة محمد مرة أخرى.
كتم وسام كل ما يشعر به داخل قلبه واستجاب لطلب رفيقه وقام بإخراج بطاقة هويته وجلس بجوار آدم حتى يشهد على عقد القران.
انتهى المأذون من الإجراءات بعدما تطوع أحد جيران شمس حتى يكون وكيلها وتعالت الأغاريد من بعض النسوة بمجرد أن نطق المأذون الجملة التي يختتم بها دائما أي عقد قران يقوم به:
-“بالرفاء والبنين إن شاء الله”.
امتلأت عينا نادين بنظرات خيبة الأمل عندما رأت الحسرة المرتسمة على ملامح زوجها بعدما رأى حبيبته السابقة وهي تُزَف لرجل أخر.

 

صحيح أن نادين لم تلتقِ بشمس من قبل ولكنها تتذكر جيدا ملامحها عندما رأت تلك الصور التي عثرت عليها في خزانة زوجها قبل عدة سنوات.
توجهت سمية نحو شمس وقامت باحتضانها وفعلت نادين المثل على الرغم مما تشعر به بداخلها ولكنها تمالكت أعصابها؛ لأنها تدرك جيدا أن شمس ليس لها دخل في مشاعر آدم.
-“ألف مبروك يا شموسة، تصدقي بالله أنا ارتحت ليكِ خالص رغم أني مش اتعرفت عليكِ غير من فترة قصيرة جدا بس سبحان الله حبيتك أوي يا مرات أخويا”.
قالتها سمية بلطف وهي تتأبط ذراع شمس حتى تلتقط بجوارها بعض الصور التذكارية.
ابتسمت شمس فهي على الرغم من شعورها برغبة ملحة في ضرب محمد وتهشيم رأسه إلا أنها لا يمكنها أن تنكر حقيقة أنها أحبت أخته التي لم ترَ في حياتها من هي ألطف منها.
لاحظت شمس نظرات نادين المصوبة نحوها ففهمت على الفور أن تلك الزوجة البائسة تعلم أنها كانت رفيقة لزوجها أثناء فترة دراسته الجامعية وأنه كانت تجمعهما قصة حب جعلت جميع المحيطين بهما يؤكدون أنهما سيتزوجان في أقرب وقت.
مدت شمس يدها حتى تصافح نادين قائلة:
-“أنتِ تبقي مرات آدم، مش كده برضه؟”
أومأت نادين وهي تشعر بالغيظ على عكس سمية التي شعرت بالدهشة وتساءلت بتعجب:
-“هو أنتِ يا شمس كنتِ تعرفي آدم قبل كده؟!”
هزت شمس رأسها بإيجاب وقالت:
-“أيوة يا سمية، أنا أعرف آدم من زمان لأن إحنا درسنا في جامعة واحدة وكنا في نفس التخصص”.
نظرت شمس نحو نادين وأردفت:
-“أنتِ صحيح اسمك إيه؟”
عرفت نادين عن نفسها قائلة:

 

-“اسمي يبقى نادين ومتجوزة أنا وآدم بقالنا حوالي أربع سنين”.
تعمدت نادين أن تذكر شمس بأنها زوجة آدم حتى لا تفكر الأخيرة في أن تصبح صديقتها.
نهض المأذون حتى يغادر ولكن أوقفه مهاب وسلم عليه ثم همس له بجوار أذنه ببضع كلمات فأومأ له المأذون.
استغرب وسام من هذا الأمر ولكن زال تعجبه بعد بضع لحظات وحل محله الصدمة بعدما سمع مهابًا وهو يطلب من حبيبة أن تقوم بإخراج بطاقة هويتها من حقيبتها.
سألته حبيبة بدهشة وهي تفتح حقيبتها:
-“طيب وأنت هتعمل إيه بالبطاقة يا مهاب؟”
ابتسم مهاب وأجابها ببساطة وهو يمد لها يده حتى يأخذ البطاقة:
-“عايزها عشان أديها للمأذون لأننا هنكتب كتابنا دلوقتي”.
-“أفندم!! كتب كتاب إيه اللي هنكتبه دلوقتي؟!”
حدقت به حبيبة ببلاهة وكادت تقوم بإعادة البطاقة مرة أخرى إلى الحقيبة ولكنه منعها وهمس بلطف حتى يقنعها بوجهة نظره مثلما يفعل دائما:
-“اسمعيني بس يا حبيبة الأول وبعدين ابقي اعترضي، أنا وأنتِ اتفقنا أننا هنكتب كتابنا قريب ومش هتفرق نكتبه دلوقتي أو في وقت تاني وبعدين أنا بقترح أننا نكتبه حالا عشان يبقى في نفس اليوم مع صاحبتك المقربة”.
فكرت حبيبة في حديثه واقتنعت إلى حد ما بوجهة نظره ولكنها سألته بتردد:
-“طيب تقدر تقولي أنت هتجيب شهود منين عشان يشهدوا على العقد؛ لأن إحنا أكيد مش هنطلب من ناس منعرفهاش أنهم يكونوا شهود على كتب كتابنا”.
ابتسم مهاب وأشار نحو اثنين من رجاله قائلا:

 

-“أنا مش عايزك تقلقي خالص من الناحية دي، مفيش حد غريب هيشهد على جوازنا”.
اقترب رجال مهاب وجلس الاثنان اللذان سيشهدان على عقد القران بجوار المأذون الذي فتح دفتره مرة أخرى وأخذ بطاقات الهوية وبدأ في الإجراءات تحت نظرات محمد الذي شعر بقليل من الحنق؛ لأنه تم استغلال حفل خطبته لعقد زواج شخص أخر.
انتهى المأذون من عقد قران مهاب وحبيبة فاقتربت شمس من صديقتها وباركت لها قائلة بمشاكسة:
-“مبروك يا استغلالية يا اللي استغليتِ وجود المأذون عشان تكتبي كتابك، أنا مكنتش أعرف أنك واقعة أوي كده!!”
استكملت شمس حديثها بعدما مصمصت شفتيها بخيبة أمل مصطنعة:
-“أنتِ مفكرتيش الراجل هيقول عليكِ إيه دلوقتي بعد ما شافك مدلوقة أوي كده!!”
سارعت حبيبة بنفي ظن صديقتها ودافعت عن نفسها بقولها:
-“والله يا شمس أنتِ فاهمة الموضوع غلط خالص، مهاب هو اللي عرض الفكرة وصمم عليها”.
ضحكت كل من سمية ونادين على تعبيرات وجه حبيبة بينما هتفت شمس بابتسامة عريضة:
-“اهدي شوية يا بنتي أنا كنت بهزر معاكِ مش أكتر”.
نظر وسام نحو حبيبة بأسف فقد رأى هذه الابتسامة السعيدة التي ارتسمت على شفتيها بعدما تم عقد قرانها على الرجل الذي عشقته وهو الأمر الذي جعل الفرحة تحل على ملامحها والابتسامة لا تفارق شفتيها ولكن تُرى ماذا سيحدث لها عندما تكتشف أن يدي زوجها الحبيب ملوثة بدماء شقيقها الوحيد؟
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

-“يا نهار أزرق!! كتبوا الكتاب إزاي!! هو مش المفروض أنهم كانوا ناويين يكتبوا الكتاب كمان شهرين؟!”
نطق رامز هذه الجملة وهو ينتفض واقفا بعدما سمع وسام الذي اتصل به في هذا الوقت المتأخر من الليل حتى يخبره بحدوث تلك الكارثة وهي عقد قران مهاب على حبيبة.
هتف وسام بقلة حيلة وهو يزفر بعصبية:
-“يعني أنت كنت عايزني أعمل إيه همسكها أمنعها مثلا من أنها تتجوزه؟! هي أصلا بني آدمة غبية وتستاهل كل اللي هيحصل ليها على إيده، يعني بالعقل كده فيه واحدة عاقلة هتوافق تتجوز واحد سمعته زي الزفت وكان معروف عنه أنه بتاع نسوان!!”
ركل رامز حافة سريره قائلا بغضب:
-“مش مهم الكلام ده دلوقتي يا وسام، إحنا لازم نتصرف ونحاول نخلص من الموال ده بسرعة لأن ده هو الحل الوحيد اللي هيخلينا نلحق حبيبة”.
أكد وسام حديث رامز وهو يؤكد لنفسه أنه سيفعل المستحيل حتى يمنع إقامة حفل زفاف مهاب وحبيبة.
استطرد رامز محاولا تهدئة غضب وسام الذي تفاقم بسبب تجاهل حبيبة لتحذيراته لها بشأن مهاب:
-“اهدى شوية يا وسام، إحنا أصلا ماشيين دلوقتي في الطريق الصح وقريب أوي هنقدر نخلص من عزام وكل اللي معاه وده بفضل التسجيلات اللي هتسجلها أجهزه التجسس اللي حسام زرعها في مكتب مهاب”.
ظهرت ابتسامة ماكرة على وجه وسام الذي هتف بسعادة بعدما تذكر الأمر الذي علم به قبل ذهابه لحفل خطبة محمد:
-”فيه حاجة مهمة ممكن تساعدنا في أننا نخلص من عزام في وقت أسرع من اللي إحنا متخيلينه”.
اتسعت عينا رامز متسائلا بلهفة:
-“حاجة إيه دي يا وسام اللي هتساعدنا؟”
ابتسم وسام قائلا:
-“طليقتك داليا، أحب أصدمك وأقولك أنها هتكون أكتر شخص مفيد لينا الفترة الجاية”.
صاح رامز باستنكار يشوبه الكثير من الحدة التي تدل على مدى كرهه لداليا وعدم تحمله لسماع اسمها البغيض على قلبه:
-“أنت بتهزر معايا يا وسام؟! داليا مين دي اللي ممكن تساعدنا في أننا ندمر عزام؟! ده هي أكتر واحدة هتكون حريصة على أن عزام يفضل محافظ على وضعه”.
قاطعه وسام وبدأ يخبره بجميع المعلومات الجديدة التي جمعها عن عزام وداليا والتي جعلت رامز يتأكد بما لا يدع مجالا للشك أن داليا سوف تبذل قصارى جهدها حتى تدمر عزام.
تحدث رامز معقبا على كلام وسام:

 

-”تمام يا وسام، أنا هتولى موضوع داليا بنفسي وأنت خليك متابع التسجيلات مع حسام أول بأول”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
جلست داليا في النادي تستنشق بعضا من الهواء العليل وهي تفكر في أمر مختار الذي صار يحاول التقرب منها بشدة في الآونة الأخيرة.
بدأ الأمر بطلب الصداقة الذي أرسله لها على حساب الفيس بوك ثم بدأ يتودد لها بشكل تدريجي وهي تتظاهر بالبلاهة وقلة الفهم فهي لا تريد أن ترتكب أي خطوة خاطئة تكلفها خسارة فادحة تجعلها تعض أصابعها من شدة الندم.
يجب عليها أن تفكر جيدا قبل أن تتصرف مع مختار فهو شخص يمتلك كل شيء، السلطة والنفوذ والأموال الطائلة، ولا يمكنها أن تتجاهل كل هذه المغريات في سبيل الحفاظ على زواجها من عزام الذي استطاعت أن تحافظ عليه بصعوبة طوال السنوات الماضية.
شربت داليا رشفة من عصير البرتقال الموضوع أمامها وهي تحدق أمامها بشرود لم يقطعه سوى صوت رامز الذي جعل جفنيها يتسعان من شدة الفزع:
-“إزيك يا طليقتي يا أم ابني، عاملة إيه؟”
رمشت داليا بعينيها عدة مرات حتى تتأكد من وجودة وابتلعت ريقها بصعوبة وهتفت وهي تعيد وضع الكأس على الطاولة:
-“أنت بتعمل إيه هنا يا رامز وإزاي عرفت أني موجودة دلوقتي في المكان ده؟”

 

جلس رامز أمامها دون أن يحصل على إذن منها وتحدث بابتسامة عريضة مستمتعا بملامح الذعر المرتسمة على وجهها والتي تدل على شدة خوفها منه:
-“اهدي شوية يا داليا، أنا جاي عشان أدردش معاكِ مش أكتر، يعني مش هضربك ولا هعضك”.
تظاهرت داليا بالشجاعة والحزم وهي تردف بحدة:
-“اتفضل قول بسرعة أنت عايز إيه عشان أنا مش فاضيالك وورايا حاجات كتير؟”
ضحك رامز بتهكم وهتف باستهزاء:
-“ما هو واضح فعلا أنك مشغولة أوي ومفيش عندك وقت فراغ”.
استكمل رامز حديثه وهو يقترب منها برأسه قائلا بنبرة ماكرة:
-“الله يكون في عونك يا مدام داليا، أنتِ فعلا مشغولة جدا ومش قادرة تلاحقي على عزام ومختار”.
اتسعت عينا داليا بصدمة وانتفضت تدافع عن كرامتها بصوت مرتفع وشديد في صرامته:
-“إيه الكلام الفارغ اللي أنت بتقوله ده يا حيوان!! إذا كنت مفكر أنك كده هتخوفني تبقى غلطان لأن مش أنا اللي هخاف من كلامك ده وأعلى ما في خيلك اركبه”.
رفع رامز حاجبيه وعقد ساعديه قائلا بخشونة:
-“اعقلي يا داليا واقعدي وخلينا نتفاهم أحسنلك وصدقيني كلامي هيعجبك أوي وهيجي على هواكِ”.
جلست داليا وهي تتأفف حتى تستمع إلى حديثه وتعرف ما الذي يريد قوله لها:
-“اتفضل قول اللي عندك”.
تنهد رامز وهتف بهدوء:
-“بصي يا داليا، أنا عارف كويس أنك واحدة طماعة وجشعة ومش بيهمك في الدنيا غير الفلوس وده شيء مش ممكن ينكره أي شخص عاقل وعنده مخ وعشان كده أنا جاي أحذرك من الأيام السودة اللي مستنياكِ عشان تلحقي تأمني نفسك”.
ضحكت داليا هاتفة باستهزاء:
-“أيام سودة!! وإيه بقى اللي هيخليني أصدق الكلام الفارغ اللي أنت عمال تقوله ده؟!”
أخرج رامز هاتفه وفتح بعض الصور ومقاطع الفيديو التي جعلت عينا داليا تتسعتان بشدة ولكنها سرعان ما تمالكت أعصابها قائلة ببرود مصطنع:
-“كل ده عادي، عزام أصلا له نزوات كتير وده شيء أنا عارفاه كويس وهو أصلا كل فترة بيروح يرمرم ويصرف شوية فلوس على البنات الرخيصات بس بيرجعلي في الأخر”.
هتف رامز مؤكدا الجزء الأول من كلامها ونافيا الجزء الثاني:
-“كلامك صحيح بخصوص أن عزام نسوانجي بس أنتِ غلطانة أوي يا داليا في تحليلك لأن المرة دي الوضع مختلف، البنت دي مع عزام بقالها أكتر من أربع شهور ومش بس كده ده كمان اشترى ليها شقة في التجمع وكتبها باسمها الشهر اللي فات ودلوقتي هو موجود معاها في معرض سيارات عشان يشتري ليها عربية على ذوقها”.
أعاد رامز هاتفه إلى جيب سترته بعدما دَوَن لها رقمه في ورقة ووضعها أمامها:
-“أنتِ تقدري بسهولة جدا أنك تتأكدي من كلامي وتعرفي أن نهايتك مع عزام قربت خلاص لأن البنت دي واكلة دماغه على الأخر وشكلها كده راسمة على كبير وأظن أنتِ ملاحظة تصرفاته الغريبة طول الفترة اللي فاتت بس كنتِ مطنشة لأنك مفكرة أنها مجرد نزوة”.

 

غادر رامز وتركها تفكر في كل كلمة قالها وقد تأكدت بالفعل أنها يجب عليها أن تتصرف بسرعة وتتخلص من عزام قبل أن يغدر بها ويعيدها إلى حياة الفقر مرة أخرى.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أخذ آدم يفتش بين الأدراج عن الأقراص المعالجة لأعراض الانفلونزا التي لازمته منذ تعرضه لتلك الصدمة القاسية التي تلقاها في حفل عقد قران محمد.
شعر آدم بالارتياح بعدما وجد الشريط في الدرج الأخير من الكومود الخاص بزوجته.
كاد آدم يغلق الدرج ولكنه توقف بعدما لمح علبة أقراص غريبة لم يسبق له رؤيتها من قبل.
أمسك آدم العلبة وأخذ يقرأ النشرة الداخلية المرفقة بداخلها ومع قراءته لكل سطر كانت تزداد صدمته فقد تأكد أن هذه الأقراص ليس لها سوى مهمة واحدة وهي منع حدوث الحمل.
نظر آدم بذهول إلى أقراص منع الحمل التي تأخذها زوجته بانتظام وتساءل لماذا تكرهه إلى هذه الدرجة؟!
لقد أحبها وفعل كل ما في وسعه حتى يرضيها ويسعدها، فهل هذا هو الجزاء الذي يستحقه بعد كل ما قدمه لها؟!
وضع رأسه بين كفيه وأخذ يتساءل لماذا كسرت قلبه الذي أحبها ولم يهتم سوى بإسعادها حتى لو كان على حساب نفسه؟
لمعت عيناه بغضب شديد بعدما تذكر ابن خالتها وخطيبها السابق الذي كسرها وحطم قلبها، هل يعقل أنها لا تزال تحب هذا الشخص بعد كل ما فعله بها؟!
سحقا لقلبه الذي عشق امرأة معدومة الكرامة تحب رجلا تركها وحطم قلبها من أجل امرأة أخرى وفي المقابل تخدع زوجها الذي كان يتفنن في إسعادها.

 

في هذه اللحظة دلفت نادين إلى الغرفة قائلة:
-“هو أنت يا آدم دفعت اشتراك الإنترنت؟”
اتسعت عيناها وأخذت تتراجع للخلف بعدما لوح لها آدم بالشريط الذي يمسك به في يده قائلا باستنكار:
-“ممكن أفهم إيه ده يا مدام يا محترمة؟”
ارتبكت نادين وانعقد لسانها من هول الصدمة التي تشعر بها فهي ترى أمامها ملامح آدم الذي يرمقها بنظرات نارية تخبرها أنه قد قرأ النشرة الداخلية للعقار وعرف فيما تستخدم هذه الأقراص.
ألقى آدم الأقراص نحوها بقسوة صارخا بقهر:
-“أنا نفسي أفهم أنتِ ليه عملتِ فيا كده؟ حرام عليكِ يا شيخة أنا عمري ما أذيتك ولا جرحتك ولا أهانتك عشان يكون ده جزائي في الأخر”.
حاولت نادين أن تتحدث وتبرر موقفها ولكنها تلقت صفعة قاسية على وجهها جعلتها تصمت ولا تتفوه بكلمة واحدة.
قبض آدم على ذراعها بقوة جعلتها تتألم ودفعتها لمحاولة تحرير نفسها من قبضته ولكنها فشلت فأخذت تبكي بشدة قائلة برجاء:
-“عشان خاطري سيب إيدي يا آدم، أنت بتوجعني أوي”.
أطلق آدم ضحكة خافتة وهو يقربها نحوه وأخذ ينظر في عينيها قائلا بتهكم:
-“بوجعك!! وأنتِ اللي عملتيه ده مش وجعني يا نادين، أنا بسببك شكيت أني ممكن يكون عندي مشكلة وروحت عملت تحاليل وفحوصات عشان أتأكد أني سليم ومفيش عندي مشكلة في موضوع الخلفة”.
دفعها آدم دفعة قوية أسقطتها أرضا صارخا بها بكل ما يعتلي قلبه من قهر وصدمة فقد خيبت أمله بهذا الفعل الذي قامت به بعدما أحبها بجنون:
-“أنا بقالي فترة عايش في كابوس بسببك وخايف أني أطلب منك تعملي فحوصات وتشوفي إذا كان عندك مشكلة ولا لا وده عشان مكنتش عايز أجرحك بس في الأخر طلعتِ أنتِ اللي مش عايزة تخلفي مني”.
رفع آدم صوته وهو يمسك بالمزهرية ويلقي بها بجوار قدمي نادين التي صرخت بفزع بسبب صوت التهشيم المرعب:
-“أنتِ عملتِ كده ليه؟ معقولة تكوني لسة بتحبيه لحد دلوقتي؟”
اتسعت عينا نادين بعدما فهمت قصده وأخذت تهز رأسها بنفي قائلة برجاء:
-“عشان خاطري يا آدم اهدى واسمعني لو سمحت”.

 

صاح آدم بصرامة وهو يرتدي سترته:
-“مش عايز أسمع منك كلمة واحدة لأن خلاص كل حاجة انتهت بيننا وأنا مش عايزك تكوني موجودة في حياتي ومش عايز أشوف وشك تاني، أنتِ طالق يا نادين”.
حمل آدم مفاتيحه ومحفظته وخرج من الشقة واستقل سيارته منطلقا بها إلى مكان بعيد عن نادين التي أهانته وجرحته بعد كل ما قدمه لها.
أمسكت نادين هاتفها وهي تبكي بشدة وحاولت أن تتصل بآدم عدة مرات ولكنه لم يرد عليها وقام في النهاية بإغلاق هاتفه حتى يرتاح منها ومن إصرارها على التحدث معه.
نظرت نادين حولها بنظرات زائغة غير قادرة على استيعاب حقيقة أن آدم قد طلقها وأخبرها صراحة أنه لم يعد يريد رؤيتها مرة أخرى وأن كل ذلك بسببها فهي المسؤولة الوحيدة عن تدمير زواجها وكسر قلب زوجها الذي عشقها.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!