روايات

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الثاني عشر 12 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الفصل الثاني عشر 12 بقلم بتول علي

رواية أوهام الحب الوردية الجزء الثاني عشر

رواية أوهام الحب الوردية البارت الثاني عشر

رواية أوهام الحب الوردية الحلقة الثانية عشر

جلست شمس تتأمل وهي تبكي الصور التي تجمعها بآدم وبعض زملائهم أثناء فترة دراستهم الجامعية فهي منذ معرفتها بزواجه من نادين لم تتمكن من التوقف عن البكاء وهذا الأمر أثار حفيظة شقيقتها وجعلها تسألها في كثير من المرات عما أصابها وكانت هي تجيب في كل مرة أنها بخير وأن ما تمر به مجرد إرهاق سوف يزول مع مرور الوقت.
تساءلت شمس أثناء شرودها هل هناك سبيل للتخلص من حبها لآدم الذي لم تكن تتخيل عندما وقعت في حبه أن القدر سيفرق بينهما بهذا الشكل المؤسف.
أيها المستحوذ على قلبي، دعني أنساك حتى أعيش واتركني أكمل حياتي بدونك بعدما تزوجت من امرأة أخرى ونسيت الحب الذي جمعنا في يوم من الأيام.
أقسم بحبك أنك الرجل الوحيد الذي عشقته ولن يكون سواك حبيبا لي طالما قلبي لا يزال نابضا وروحي لا تزال باقية في جسدي.
تمنت شمس لو كانت تستطيع أن تقنع آدم بالسبب الحقيقي الذي جعلها تتركه ولكنها تدرك جيدا أنه لن يصدقها حتى لو أقسمت له مليون مرة أنها أُجبرت على فعل ذلك.

 

-“هدمرك وهخلي حياتك جحيم لو فضلتِ مع آدم، لازم تفهمي أنك مش مناسبة ولازم تخليه يسيبك وإلا هخليكِ تندمي أشد الندم ولو عايزة تشوفي غضب مأمون عز الدين عامل إزاي فجربي تتحديني وتحطي رأسك برأسي”.
ترددت كلمات مأمون القاسية في رأس شمس فقد أخبرها بهذا الكلام عندما التقى بها أول مرة وشعرت حينها بالصدمة فهي لم تكن تتخيل أن يكون رافضا لفكرة ارتباطها بآدم.
همست شمس بخفوت وهي تحاول تمالك دموعها التي على وشك الهطول:
-“طيب أنت ليه يا فندم شايف أني مش مناسبة لابنك؟”
رد مأمون بجفاء محذرا إياها من عصيان أوامره:
-“أنا مش مضطر أبرر ليكِ سبب رفضي، كل اللي عليكِ هو أنك تبعدي عن ابني وإلا أنا مش هكون مسؤول عن اللي هيحصلك وأنتِ حرة في اختيارك لأنك في الحالتين هتتحملي النتيجة”.
ثارت شمس ورفضت حديث مأمون وأخبرته بمنتهى الصراحة وهي تتحدث بجدية أنها لن تتخلى عن آدم وسوف تظل معه إلى أن يقبض الله روحها.
عندما رفضت شمس الاستجابة لأوامر مأمون قرر أن يجعلها تندم وتدفع الثمن غاليا وقد تمكن بالفعل من شراء ضمير صديقتها المقربة “بثينة” التي تآمرت معه على شمس.
ذات يوم طلبت بثينة من شمس أن تذهب برفقتها إلى شقة زعمت أن عائلتها قد قامت بشرائها وأنها تريد أن تريها لها.
صدقت شمس ادعاء صديقتها وذهبت برفقتها إلى الشقة وقد قدمت لها بثينة مشروبا باردا جعلها تفقد الوعي بعدما تناولته؛ لأن المشروب كان مدسوسًا بداخله مادة مخدرة.

 

استيقظت شمس من نومها بعد ساعتين ووجدت نفسها مجرورة من شعرها برفقة فتيات أخريات بواسطة أفراد شرطة الآداب.
صرخت شمس وحاولت تحرير نفسها من قبضة الضابط وهي تقسم له أنها مظلومة وليست عاهرة وأنها حضرت إلى الشقة برفقة صديقتها المقربة ولم تكن تعرف أنها أتت إلى مكان مشبوه يقام بداخله أمور مخالفة لتعاليم الدين وعادات وتقاليد المجتمع.
تلقت شمس صفعة على وجهها بسبب مقاومتها ومحاولتها الخروج من سيارة الشرطة وظلت تبكي طوال الطريق ولم تتوقف عن البكاء عندما وصلت إلى المديرية وتم دفعها بقوة نحو الزنزانة.
ظلت شمس متكومة على نفسها داخل محبسها لمدة ثلاث ساعات لأن صديقتها قد غدرت بها بدون سبب مقنع.
دلف العسكري إلى الزنزانة ونادى اسمها بصوت جهوري فرفعت شمس رأسها ونظرت له متسائلة فهتف بغلظة:
-“قومي فزي من مكانك، حضرة الظابط عايزك”.
نهضت شمس وسارت برفقته حتى وصلت إلى مكتب الضابط وقبل أن تتحدث وتبرر له سبب وجودها داخل تلك الشقة المشبوهة تفاجأت بوجود مأمون الذي كان يجلس أمام الضابط واضعا ساق فوق ساق.
نظر مأمون إلى محمد وابتسم قائلا:
-“ممكن يا محمد تخرج وتسيبنا مع بعض خمس دقايق”.
أومأ محمد وهتف بتهذيب وهو ينهض:
-“حاضر يا عمي، أنا هخرج وهسيبك شوية مع البتاعة دي”.

 

ألقى محمد نظرة محتقرة على شمس فهو لا يمكنه أن يتمالك أعصابه عندما يرى أمامه فتاة فرطت في شرفها واتخذت من حياة البغاء وسيلة حتى تتمكن من جني المال.
تحدث مأمون وهو يبتسم بتهكم ناظرا إلى شمس بشماتة:
-“ازيك يا شمس يا اللي عايزة تتجوزي ابني وأنتِ واحدة ساقطة من إياهم”.
هزت شمس رأسها عدة مرات نافية حديثة وهتفت مدافعة عن نفسها:
-“والله يا عمو أنا مظلومة ومليش دعوة بالشقة دي، كل الحكاية أني روحت مع صاحبتي على أساس أنها شقتها وعايزاني أشوفها”.
ضحك مأمون بشدة وتحدث من بين ضحكاته:
-“طيب ما أنا عارف كويس أنك مكنتيش تعرفي أن الشقة مشبوهة وأن بثينة غفلتك وضحكت عليكِ”.
نظرت له شمس بدهشة واتسعت عيناها بصدمة بعدما سمعته وهو يستكمل حديثه:
-“أنا اللي خليت بثينة تكدب عليكِ وتفهمك أن أهلها اشتروا شقة جديدة وأنها عايزاكِ تشوفيها”.
رمشت شمس بعينيها محاولة استيعاب حقيقة ما سمعته فهي لم تكن تتصور أن ينفذ مأمون تهديده ويقوم بهذا الفعل الدنيء:
-“حرام عليك يا شيخ، هو أنا كنت عملتلك إيه عشان تعمل معايا كده؟!”
استكملت شمس حديثها وهي تمسح الدموع المنهمرة من عينيها:
-“آدم مش هيسكت على اللي حصل وهيعيش طول عمره يكرهك لما يعرف أنك لبستني قضية آداب”.
ازدادت ضحكات مأمون قائلا باستخفاف فهو لا يخشى من فكرة إخبارها لابنه بكل ما جرى؛ لأنه لديه الوسيلة التي ستجعل آدم ينقلب ضدها ولا يقف في صفها:

 

-“أنتِ اللي يشوفك بتتكلمي بالثقة دي يقول أن آدم هيصدقك أصلا لما تقولي قدامه الكلام ده، فتّحي عينيك وفوقي لنفسك وشوفي مصلحتك”.
صرخت شمس في وجهه بإصرار فهي لديها ثقة مطلقة بأن آدم لن يخذلها:
-“آدم بيحبني وبيثق فيا ثقة عمياء وعمره ما هيصدق أني واحدة من إياهم ولما أقوله أن اللي حصل ده من تدبيرك هيقتنع على طول لأنه عارف أنك بتكرهني ورافض فكرة جوازنا”.
اختفت الثقة من قلب شمس وحل محلها القهر والصدمة بعدما تحدث مأمون بنبرة مستهزئة:
-“كلامك فعلا مظبوط وأنا عملت حساب للنقطة دي وتعمدت أن البلاغ بتاع الشقة يوصل لمحمد ابن أخويا وهو بنفسه اللي عمل الكبسة وآدم يا حلوة بيعتبر محمد زي أخوه وعمره ما هيكدبه حتى لو انطبقت السماء على الأرض”.
في هذه اللحظة انتبهت شمس إلى الاسم المكتوب على المكتب وعلمت أن الضابط الذي تركها تتحدث مع مأمون هو نفسه محمد ابن عم آدم وصديقه المقرب الذي يثق به أكثر مما يثق في نفسه.
نظرت شمس إلى مأمون الذي تنهد ليحدثها بجدية:
-“بصي يا شمس، أنا مش من مصلحتي أني أضرك، كل الحكاية هي أني مش عايزك تكوني زوجة لابني ولو أنتِ وافقتِ على كلامي ده أنا هخرجك من القضية دي زي الشعرة من العجين”.
اقترب منها مأمون خطوتين وهو يتابع بنبرة هادئة بعدما لاحظ أنها بدأت تفكر بشكل جدي في حديثه:
-“مشكلتك يا شمس هي أنك بتفكري في نفسك بس ومش بتفكري في أهلك وأن الفضيحة بتاعتك دي هتقضي عليهم وهتضيع مستقبل أختك اللي هي أصلا مشوهة بسبب الحادثة اللي اتعرضت ليها من خمس سنين”.
لم يكن أمام شمس سوى خيار واحد وهو تنفيذ كلام مأمون حتى تخرج من تلك القضية وتنقذ سمعتها وقد أوهمت آدم بأنها لا تحبه وإنما كانت تستغله من أجل أمواله وقررت تركه عندما علمت أن والده سوف يحرمه من الميراث بسبب إصراره على الزواج بها.
تمكن مأمون من إقناع محمد بفكرة براءة شمس عندما جعله يستمع إلى شهادة الفتيات الأخريات واللواتي أقررن بحقيقة أن شمس ليست منهن ولا يعلمن كيف وصلت إلى الشقة.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

فتح محمد باب شقته بعدما سمع صوت الجرس وابتسم ابتسامة باهتة بعدما وجد وسامًا الذي حضر من أجل زيارته.
أشار محمد إلى صديقه بالدخول وإغلاق الباب خلفه وبالفعل قام وسام بهذا الأمر ثم لحق بمحمد إلى غرفة الصالون.
نظر وسام بحزن شديد إلى صديقه الذي يعتمد على كرسي متحرك يمكنه من الحركة داخل شقته حتى لا يشعر بألم حاد في ظهره وساقيه.
جلس وسام على الأريكة قائلا بنبرة حاول أن يجعلها تبدو هادئة ولكنها أظهرت مدى الحزن الذي يشعر به بداخله:
-”ازيك يا محمد، عامل إيه دلوقتي؟”
ظهر القهر في ملامح محمد وهو يجيب:
-“أنت متوقع يا وسام شعوري هيكون عامل إزاي بعد ما عرفت باللي حصل مع أختي اللي مكنتش قادر أقوم أروح أجيب حقها من طليقها وعيلته الواطية لأني واحد مريض وعاجز”.
هتف وسام بتساؤل وهو يتطلع إلى حالة محمد المزرية:
-“أنت ليه رفضت يا محمد على اقتراح أنك تجيب ممرض يساعدك بعد ما اعترضت على اقتراح أن أختك ومرات أبوك يقعدوا معاك في شقتك ويخلوا بالهم منك؟!”
أجاب محمد بمرارة وهو يتذكر كلمات طليقته المهينة التي لم تفارق تفكيره:
-“سمية فيها اللي مكفيها ومرات أبويا صحتها على قدها وهتبقى قلة ذوق مني لما أطلب منها تيجي تخدمني ده غير أن أنا الحمد لله قادر أعتمد على نفسي ومش محتاج مساعدة من أي شخص”.
شعر وسام بالخجل من نفسه؛ لأن الغرض الرئيسي من زيارته لمحمد هو رغبته في التحدث معه بشأن علاقته بهانيا فهو كان يريد أن يقنعه بالرجوع إليها مرة أخرى قبل انقضاء فترة العدة، ولكنه تراجع وقرر ألا يقوم بهذا الأمر؛ لأن شقيقته لا تستحق زوجا مثل محمد بعدما كسرته وأهانته وهو نفسه لا يمكنه أن يسامحها على هذا الأمر فكيف يطلب من محمد أن يسامح وينسى الإهانة التي تعرض لها؟!
▪▪▪▪▪▪▪▪▪

 

صرخت داليا بأعلى صوتها وأخبرت الجيران بأن رامزًا تهجم عليها في شقتها وأراد أن يجبرها على التنازل عن كل شيء حتى يقوم بتطليقها وحاول قتلها بعدما رفضت.
اتصلت داليا بالشرطة التي حضرت وألقت القبض على رامز وتم تحرير محضر ضده بتهمة الشروع في القتل وذلك لأن داليا قد قامت بجرح ذراعها بالسكين قبل حضور الشرطة وادعت أن رامزًا هو من فعل بها ذلك وأنها ضربته بالمزهرية حتى تدافع عن نفسها.
لطمت إلهام خديها بعدما علمت أن ابنها قد ألقي القبض عليه بتهمة الشروع في قتل زوجته أما أمنية فقد أخذت تدعو على داليا التي لم تكتفِ بالاستيلاء على أموال أخيها بل قامت أيضا بإلصاق تهمة خطيرة به حتى تدمر حياته أكثر مما هي مدمرة.
استمر بقاء رامز في الحبس لمدة أسبوعين وقبل أن يقوم وكيل النيابة بتمديد أيام حبسه عرضت عليه داليا أمر التنازل عن المحضر مقابل تطليقها وتنازله عن حضانة إسلام.
وافق رامز على عرضها دون أن يفكر؛ لأنه ذاق الويل طوال الأسبوعين الماضيين وذلك بعدما قام عزام بتوصية بعض معاونيه بإذلال رامز وجعله يختار الموت على ألا يتم تمديد فترة حبسه.
طلق رامز داليا التي أوفت بوعدها وتنازلت عن المحضر وهي تشعر بالسعادة؛ لأنها تخلصت من إزعاج رامز لها دون أن تخسر أي شيء مما أخذته منه أثناء فترة زواجهما.
عاد رامز إلى المنزل برفقة والدته التي توسلت له وطلبت منه وهي تنظر إلى كدمات وجهه ألا يتعرض لداليا مرة أخرى حتى لا يتكرر معه ما حدث مرة ثانية.
اضطر رامز أمام توسلات والدته أن يقطع أمامها وعدًا بنبرة جادة تجعلها تثق بأنه سوف يلتزم بكلامه ولن يعود فيه:
-“حاضر يا ماما، أنا مش هتعرض لداليا نهائي وهعمل كل اللي أقدر عليه عشان أفضل بعيد عنها”.
شعر رامز بالقهر؛ لأنه خسر كل شيء ولن يتمكن من رؤية ابنه مرة أخرى إلا إذا أشفقت عليه داليا وسمحت له بذلك.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
أصيبت حبيبة بحالة انهيار عصبي بعدما علمت بانتحار أريج فهي كانت صديقتها المقربة قبل أن تصبح زوجة لشقيقها الراحل.
ظلت حبيبة حبيسة في منزلها طوال الأسبوعين الماضيين وكانت ترفض مقابلة أي شخص ولم يشغل بالها سوى شيء واحد وهو البحث عن قاتل أخيها والانتقام منه بأبشع الطرق الممكنة.
قررت حبيبة الخروج من عزلتها فذهبت إلى المقابر وزارت قبر أريج وقرأت لها الفاتحة وبعض الآيات القرآنية ثم هتفت بأسى:
-“ليه عملتِ كده في نفسك يا أريج؟ وجودك كان بيهون عليا موت أشرف بس بعد ما أنتِ كمان حصلتيه بقيت حاسة أني لوحدي ومليش حد في الدنيا”.
غادرت حبيبة المقابر بعدما جلست تتحدث أمام قبر أريج لمدة تجاوزت نصف ساعة، وسارت في الشارع بذهن شارد ولم تنتبه إلى السيارة التي كانت تسير خلفها بسرعة جنونية.
صدمتها السيارة فسقطت أرضا أمام أعين المارة الذين أقروا بأن ما حدث كان بسببها؛ لأنها لم تنظر إلى الطريق جيدا قبل عبورها.

 

خرج قائد السيارة وانحنى قليلا بجوار حبيبة يتفحص إصابتها وهو يتمتم بغضب:
-“هو أنا كنت ناقصك أنتِ كمان الساعة دي!”
حمل قائد السيارة حبيبة وتوجه بها إلى المستشفى وتمكن الأطباء من إسعافها وتضميد جرحها الذي لم يكن خطيرا مثلما كان يبدو من مظهره.
سار الرجل ينوي المغادرة بعدما اطمئن على سلامة حبيبة ولم يتوقف عندما سمع صوت الممرضة التي كانت تنادي عليه.
تنهدت الممرضة بسأم وهو تلتقط المحفظة التي سقطت من الرجل أثناء مغادرته ونظرت إلى بطاقته الشخصية وعلمت أن اسمه هو مهاب رشوان.
غادر مهاب وهو يفكر في أمر تلك الفتاة التي جعلته يقوم بفعل شيء لم يظن أنه قد يفعله أبدا وهو الاهتمام بحياة شخص والسعي لإنقاذ حياته دون أن يعرف عنه أي معلومة.
قاد مهاب سيارته وهو يتذكر بعض الومضات من طفولته بعدما رأى والديه يُقتلان أمام عينيه ولم يتمكن من معرفة هوية القاتل حتى هذه اللحظة ولولا وجود عزام لكانت حياته صارت جحيما؛ لأنه كان على وشك أن يصبح طفلا مشردا ليس له مأوى.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
حرص زياد طوال الفترة الماضية على التقرب من هانيا وشعر بسعادة غامرة بعدما وجد أنها لا تمانع تقربه منها وحرصه على التواصل معها عبر الهاتف أكثر من عشر مرات في اليوم الواحد.
ابتسمت هانيا بعدما سمعت صوت رنين هاتفها فقد علمت قبل أن تنظر إلى الشاشة أن المتصل هو زياد فأجابت بنبرة ناعمة:
-“وبعدين معاك بقى يا زياد، هو أنت هتفضل تتصل بيا كل شوية؟!”
ابتسم زياد وهو يهتف بعذوبة:
-“قوليلي أعمل إيه بس يا هانيا، أنا بحب أسمع صوتك على طول وعمري ما كنت أتخيل أنك هتطلقي من جوزك وهترجعي ليا تاني”.
احمر وجه هانيا بشدة وبرقت عيناها قائلة:
-“أنا مكنتش أعرف أنك بتحبني أوي للدرجة دي!”
هتف زياد وهو ينظر إلى صورة التقطها برفقتها بالأمس:
-“أنا بحبك أكتر مما تتخيلي ومستني اليوم اللي عدتك تخلص فيه عشان نتجوز”.
شعرت هانيا بقبضة تعتصر قلبها كلما تذكرت أن أيام عدتها تتناقص يوما بعد يوم فهي على الرغم من سوء علاقتها بمحمد في الفترة الأخيرة قبل طلاقهما إلا أنها تشعر بقليل من الحزن لأنه تركها.

 

بررت هانيا هذا الشعور لنفسها بأنها كانت تريد أن يتوسل لها محمد حتى لا تتركه وليس أن يقوم هو بتطليقها بمحض إرادته ولهذا السبب قررت أن تكسره وتلقنه درسا قاسيا للغاية بزواجها من زياد الذي ينتظر بفارغ الصبر مجيء يوم زفافهما.
هتفت هانيا من بين شرودها:
-“هانت أوي يا زياد، العدة هتخلص قريب وبعدها أنت هيكون من حقك تيجي تتقدملي وهنبقى نتجوز بعدها بفترة بسيطة”.
▪▪▪▪▪▪▪▪▪
استطاع مراد بمساعده صديقه إنهاء جميع المعاملات اللازمة وحصل على التأشيرة وهذا الأمر جعله يتمكن من السفر إلى الخليج في مدة قصيرة قبل أن يواجه القضايا التي رفعتها عليه سمية بعدما رفض منحها مستحقاتها.
هتفت جميلة بغضب وهي تضرب كفيها بساقيها دون أن تكترث لألم عظامها؛ لأن الألم الذي تشعر به في قلبها بعد ما أصاب ابنتها أقوى من أي شيء أخر.
أخذت جميلة تلوم نفسها؛ لأن تسرعها وضغطها على ابنتها في أمر الزواج تسببا في كل ما جرى فهُم قد تنازلوا كثيرا ولم يكترثوا للفوارق التي توجد بينهم وبين عائلة مراد.
فكرت جميلة في كل ما سيحدث في تلك الفترة العصيبة خاصة بعدما اكتشفت سفر مراد بعدما رفض تطليق سمية بشكل رسمي أمام المأذون وهذا الأمر أثار استغرابها وريبتها.
اضطر آدم في النهاية إلى الاعتماد على شهادة جيران مراد حتى يثبت أنه قام بتطليق سمية؛ لكي يتمكنوا من المطالبة بجميع حقوقها بعدما سافر مراد دون أن يمنحهم أي شيء من مستحقات سمية.
أمسكت جميلة بهاتفها واتصلت بآدم حتى تعرف منه ما جرى معه في المحكمة فقد ذهب برفقة المحامي حتى يقوما برفع قضية ضد عائلة مراد؛ حتى يتمكنوا من الحصول على مستحقات سمية.

 

اتصلت جميلة بآدم عدة مرات وفي كل مرة كان يتجاهل اتصالها ولا يرد عليها وهذا الأمر أثار استغرابها وجعلها تصمم على التحدث معه حتى تعرف سبب قيامه بهذا التصرف الغريب.
هتفت جميلة بقلق بعدما أجاب آدم على اتصالها:
-“أيوة يا آدم، أنا بقالي ساعة بتصل بيك وأنت مش بترد، طمني يا ابني أنت عملت إيه؟”
تحشرجت نبرة آدم واختنق صوته وهو يقول:
-“الحقير علِّم علينا يا طنط جميلة واعتدى على شرف بنتنا؛ لأنه طلع مغفلنا كلنا وخلى سمية تعيش معاه في الحرام طول الفترة اللي فاتت”.

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أوهام الحب الوردية)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى