روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل السابع والعشرون 27 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء السابع والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت السابع والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة السابعة والعشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
ستأتي لحظة يجبر فيها الله إنكسارك ، لحظة ينتصر فيها قلبك ، وتشفى كل آلامه ، ويعوضك الله عن كل ما فقدته ، فكن مطمئنًا ، لأن الله سيعوضك.
………..
أخبر باسم عزة بحقيقة ما حدث لملك فحزنت عليها وعندما تعجب باسم من حزنها رغم إنها غريمتها .
فعللت أنها مثلها عاشت تجربة موت إبنها بجانب أنها أيضا لن تحمل مرة أخرى لأن زواجه منها على الورق فقط ، فأشفق عليها باسم وشعر إنه ظلمها بزواجه منها دون أن يعطيها حقوقها لذا قال : يا بنت الناس لازم تشوفى حياتك بعيد عنى ، وتچوزى راچل يعرف قيمتك وتخلفى منه عيال .
فصرخت عزة ….عتجول ايه يا باسم ، إياك تنطقها من خشمك تانى ، ده انا مصدجت روحى رچعتلى بعد ما كانت ماتت لما اتفرقنا أول مرة .
ثم بكت بلوعة مرددة …انت بس عشان مش حاسس إنى عحبك جد ايه وإنى يكفينى من الدنيا شوفتك ونفسك اللى مالى عليه حالى ، ومش مهم العيال يا باسم ، كفاية أنتِ عندى .
چوزى وحبيبى وابنى وكل دنيتى حتى لو عتحب غيرى .

 

ثم تابعت بإنكسار ”
اعمل ايه بس ، دى حكمت ربنا ، والهوى سلطان ميعرفش يختار صوح .
طالعها باسم بحيرة وإندهاش وتسائل …معقول أكده ، عتحبينى للدرجة دى يا عزة ، رغم إنك خابرة انى مچوز وعحب مرتى وكمان حرمت عليكى نفسى .
لا أنتِ أكده جبل يا بنت الناس وكل يوم عتصعبيها عليه أكتر وانا احترت وخايف من حساب ربنا ليه ، وكمان مش عايز أچرح ملك لأنها متستهلش أكده منى .
أخفض باسم رأسه من الحرج ثم همس …طيب هتحتاجى حاچة قبل ما أمشى ، جولى متتكسفيش يا عزة ، وكل طلباتك بإذن الله هتكون مچابة مهما كانت .
تنهدت عزة بحرارة وهى تراه أمامها بجسده الرجولى وعضلاته البارزة ، فتمنت أن تحتضنه .
فرددت بحرج …مهما كانت يا باسم ؟
باسم ..ايوه ،اللى تطلبيه.
فأغمضت عينيها هامسة بخفوت ..تحضنى .
توتر باسم وتلون وجهه وهمس ..ايه ؟
عزة …انت قولت مهما كانت ، بس مش عايزة أضيقك ، فتوكل على الله وروح شوف أشغالك .
أبتلع باسم مرارة فى حلقه وعندما حاول يستدير ليغادر .

 

حبست عزة أنفاسها وتجمعت الدموع فى عينيها لرفضه ولكنها حاولت التماسك .
ولكنها تفاجئت به يلتفت إليها مرة أخرى وأشرق وجهه بإبتسامة عذبة ومد ذراعيه وأشار برأسه.
لينتفض قلب عزة ويتهلل وجهها وتسكب دموعها ولكن تلك المرة بفرحة ثم أسرعت إليه تلقى بنفسها على صدره ، فيضمها هو بقوة كى تهدىء شهقاتها ، ولم يتركها حتى سكنت بين ذراعيه .
وودت عزة أن يتوقف الزمن لكى تظل بين أحضانه هكذا .
ولم ينكر باسم أنه شعر براحة غربية وهى تسكن بين يديه ولكن ما بالأمر حيلة يكفى هذا وعليه أن يبعدها .
فابعدها برفق ، ليفاجىء بها تلقى قبلة على جبينه ناعمة ثم تتراجع بعد أن اكتسى وجهها بالحمرة ، ليبتسم هو ثم خرج سريعا ليسطر على تلك المشاعر التي اجتاحته فجأة .
لتلقى هى بنفسها على الفراش سعيدة فرحة بما نالته وكأنها أنجزت كل أحلامها .
……
أحضر محمود فى بداية الأمر إلى نهلة بعض من الملابس التى تتماشى مع العصر ولكن فى نفس الوقت محتشمة ذات ألوان هادئة مع حجاب مناسب لكل زى ولم ينسى الأحذية أيضا وحقيبة بنفس لون الحذاء ،كما أشارت إليه الفتاة التى ستعلم نهلة الإتيكيت ببعض الأكسورات اللازمة لكل طقم منهم .
وسيلينا هو اسم تلك الفتاة وهى فى الخامسة والعشرين من عمرها خمرية اللون ذات عيون سوادء واسعة ، أنيقة لا تتحدث سوء بكلمات لها معنى وهدف ولا تبتسم الا بحساب ، كمان أنها رشيقة جدا .

 

تحدث محمود عبر الهاتف الى نهلة أنه سيأتى بصحبة سيلينا بعد دقائق .
نهلة بإندهاش …انت جى وجايب بنسليين ليه يا محمود ، انت تعبان يا خويا ؟
جالك امتى السكر ده ، اه يانى ، الف سلامة عليك ، ده اكيد حسد والله عشان انت دمك زى السكر .
وخلاص معدتش تجيب اشتيكلاتة تانى عشان مش هقدر أكلها جدامك وانت هتتحرم من الحچات الحلوة دى .
فضحك محمود ولكنه أحس بحب نهلة له من شدة نبرة الخوف فى صوتها عليه وأنها ستحرم نفسها من شىء تحبه من أجله .
نهلة بإندهاش …انت عتضحك !!
طيب كويس إنك مش زعلان عشان ميعلاش عليك السكر يا محمود .
محمود ….. أدينى فرصة اتكلم ، سكر ايه بس ، أنتِ اللى سكر والله .
انا بقولك جى ومعايا البنت اللى هتعلمك الأتيكيت واسمها سيلينا مش بنسليين يا حبيبى .
فضحكت نهلة …ايوه فهمت ، ماشى يا خويا وماله اهو تيجى تسلينا ، بدل الجعدة لحالى انا وأبوى ، اللى عيزهق منى لما اتحدت كتير ، هو انا هتكلم كتير يا محمود بردك ، ولا انا خابرة ابوى هو أكده روحه فى مناخيره .
فصك محمود على أسنانه بغيظ مرددا …ابدا يا حبيبى ، ده أنتِ زى القطر بالظبط مبيوقفش .
فقطبت نهلة جبينها …أكده يا محمود .
محمود …لا يا حبيبى ، انتِ عسل ، وافتحى الباب أنتِ عسل ، انا وصلت وأنتِ بتكلمى أصلا .
فدق قلبها بشدة وسارعت لفتح الباب ، فتلاقت أعينهم فى نظرة طويلة وكأنهم يضمون بعضهم البعض بتلك النظرة العاشقة .
فحمحمت سيلينا بحرج .. أكيد دى آنسة نهلة اللى كلمتنى عليها ؟

 

محمود بحرج لانه تناساها بسبب إنشغاله بنهلة …ايوه فعلا ، اتفضلى يا سيلينا .
فاشتعل فى قلب نهلة الغيرة ، وهى ترى فتاة جميلة أمامها منمقة وتخرج كلماتها من أنفها ، وترتدى ملابس مثل المذيعات التى تراهم فى التلفزيون وقد فاح عطرها فى جميع أرجاء الشقة .
طالعت سيلينا نهلة بإندهاش لمظهرها الذى يدل أنها فتاة ريفية محدثة نفسها …اووف ده انا شكلى هبدء من أول الف باء اتيكيت معاها ، بس اعمل ايه الشغل وتعبه .
فابتسمت سيلينا بالكاد مرددة ….اهلا آنسة نهلة ، انا سيلينا وياريت من النهاردة نكون اصدقاء ونقضى وقت مع بعض ظريف .
نهلة بغيظ .. أهلا بيكى يا حبيبتى ويا ترى هتسلينا بإيه النهاردة .
فكتم محمود ضحكته مرددا …نهلة بصى دى شنطة فى مجموعة مختلفة من الفساتين ، ايه رئيك تدخلى جوه مع الآنسة تساعدك فى اختيار لون مميز فيهم يعجبك وتعلمك إزاى تكملى الطقم ولفة الحجاب وكده .
رمقته نهلة بنظرة غاضبة …وانا معرفش ألبس لحالى ، عيلة صغيرة انا اياك .
فحاول محمود أن يكون صبورا فحدثها بلطافة ..مش قصدى يا سكر ، أنتِ طبعا هتلبسى لوحدك بس هى هتساعدك فى حجات تانية ، شغل ستات بقا انا مفهمش فيه ، مش كده يا سيلينا .
سيلينا بتفهم …فعلا .
ثم إشارات إلى نهلة ، تعالى معايا ومتقلقيش خالص .

 

فنظرت نهلة الى محمود فطمئنها بنظرة حنونة فابتسمت ودلفت معها للداخل ، لتنتقى ليها سيلينا فستان من اللون الابيض وبها فراشات من اللون الزهرى مع حجاب من اللون اللون الزهرى وكذلك الحذاء وبعض الاكسسوارات ..
نهلة ..طيب مش اخترتى خلاص ، يلا أوجفى إكده وشك للدولاب وإياك تبصى غير لما أجولك خلصت .
إبتسمت سيلينا بتفهم مرددة ..زى ما تحبى .
فأسرعت نهلة لتبديل ملابسها وهى تنظر إلى سيلينا من وقت لأخر لتتأكد إنها لا تراها .
وعندما انتهت أردفت نهلة ..يلا لفى خلاص .
فالتفتت سيلينا مرددة بإنبهار …حلو اوى عليكى .
دلوقتى هلف ليكى الطرحة وهنحط ميكب خفيف كده ونلبس الإكسسسورات والشوز .
فجلست نهلة مستسلمة لما تفعله معها سيلينا وعندما انتهت أردفت
سيلينا …تعالى كده شوفى نفسك فى المراية .
فنظرت نهلة الى نفسها فى المرآة ، فنبهرت بجمالها ، فقامت بإطلاق زغرودة مرددة …اللهم صلى على النبى ، ايه الحلاوة دى ، تسلم ايدك يا سيلينا يا اختى .
فكادت سيلينا أن يغشى عليها من كلماتها .
نهلة …مالك يا اختى ، عتبصيلى أكده ليه ، قولى ماشاء الله حتى ، خمسة وخميسة فى وشك .
سيلينا بغضب …لا أنتِ صعبة اوى ، وحاسه أن هيجرالى حاجة عقبال ما أقدر أعلمك .
انا خارجة بره ، عقبال ما تخلصى الفرح اللى أنتِ عمالاه ده .

 

فأطبقت نهلة على شفتيها بغيظ مرددة …عايزة تتطلع بره عشان تستفرد بيه ، لا مش هنولها اللى فى بالها .
لذا قالت …أستنى يا حبيبتى ، انا طالعة معاكى ، ميصحش برده أهملك لحالك .
قدامى يا خيتى .
سيلينا ..نهلة هانم اتفضلى أنتِ الاول ، وياريت مشيتك تكون هادية وخطواتك متزنة وعينيكى فى اتجاه واحد.
نهلة بسخرية ..هو انا لابسة أكده عشان داخلة عرض أزياء من اللى بيمشوا دول زى المسطرة .
سيلينا ..من فضلك إسمعى كلامى ، عشان ده لمصلحتك .
نهلة ..وماله يا خيتى ، مش عيب .
ثم خطت نهلة بخطواتها الواثقة وكأنها فى عرض أزياء بالفعل ، فتعجبت سيلينا من إتقانها لتلك الحركات .
حتى خرجت أمام محمود فطالعها بإعجاب شديد حتى أنه قام بالتصفير مرددا ..ما هذا الجمال سيدتى .
ولكنه لاحظ ترنحها بسبب هذا الكعب العالى وكادت فى لحظة أن تسقط ، فأسرع إليها ليتفادى سقوطها فسقطت بين أحضانه .
فسرى فى جسدها رجفة وإحساس غريب لأول مرة يحتاجها ونظرت إلى عينيها العاشقة ولكنها تململت سريعا بين يديه وابتعدت مردفة بحرج …تشكر يا بيه .
فانفعل محمود مردفا بغيظ …أنتِ عارفة لو كنت أعرف إنك هترجعى تقولى الكلمة دى تانى ،كنت سبتك تقعى على نفوخك يمكن يتعدل .
فضحكت نهلة حتى أشرق وجهها فابتسم محمود فكم يعشق ضحكاتها .

 

ثم نظر إلى سيلينا مرددا …ميرسى اوى يا سيلينا ، وانا مقدر تعبك بس عايز خلال شهر تكون ولا الأميرة ديانا .
ابتسمت سيلينا ..بإذن الله كابتن محمود .
فطالعتها نهلة بغيظ مردفة…طيب مش خلصت حصتك النهاردة ، خلاص بقا يا سيلينا هوينا.
……
جاء يوم الجمعة وحان موعد زفاف براء ومرام الذى أقيم عصرا ، فهذه موضة هذا العصر أن الأفراح تقام بالنهار تقليدا للغرب .
وقف براء فى إنتظار مرام ومع كل لحظة فى إنتظارها كانت تتعالى نبضات قلبه ، كما شعر بإن الدماء تغلى فى عروقه عندما شاهدها أخيرا تخطو بخطواتها إليه بصحبه أبيها ،بذلك الفستان الأبيض القصير الذى ترتديه ويظهر مفاتنها .
فحدث نفسه ..انا ايه اللى عملته فى نفسى ده!!
شتان بينها وبين زاد ، فرق بين السما والأرض ، بس أعمل ايه ، انا اللى جبته لنفسى وبقا أمر واقع ولازم أتحمل نتيجته .
بس يا ترى كيفك دلوك يا زاد ؟ لو تعرفى كيف أتوحشتك جوى ، اه لو تعرفى مكانتك عندى وان اللى حوصل ده كان غصب عنى ، كنتى عتسامحينى يا جلبى .
بس خايف عشان خابر إنك مچروحة جوى منى ، وخابر عقلك زين .
وخابر أنه بردك غصب عنك عشان شوفتى منى كتير ، بس أعمل ايه بس فى جلبى ، عيحبك والله وده كله مجرد فراغة عين مش اكتر وحرمت أعملها تانى بس تسامحينى يا زاد .
وربنا يجدرنى وأخلص من المصيبة اللى اسمها مرام دى ، بس كيف ؟
بينما كانت زاد فى عالم تانى ، تغوص فى بحر من الأحزان ، تغلق عليها غرفتها ، لا تسمح لأحد أن أن يتحدث معها ودموعها لا تتوقف .
واضعة يدها على بطنها تحدث جنينها فقط بقولها…انا اسفة يا حبيبى ، إنى اخترتلك أب كيف أبوك خاين وغشاش ، كان نفسى يكون أب محترم بس اعمل ايه ؟
بس متقلقش مش عخليه يعرف بيك واصل وهربيك انا زين على الأخلاق والدين .
ثم أخذت تردد ..حسبى الله ونعم الوكيل.
عملت ايه انا يا براء عشان تعمل فيه كده ، وانا كل ذنبى إنى حبيتك ، هان عليك حبى ، هان عليك زاد يا ابو جلب كيف الحجر .

 

ربنا يسامحك يا براء .
…..
أما هو فخرج من شروده على صوت مرام …ايه رئيك حلوة مش كده ؟
فابتسم براء ابتسامة صفراء مرددا ..ويعنى عشان حلوة عتفرجى أمة لا اله الا الله عليكى ، معرفتيش تختارى فستان اطول من أكده شوية ، كنتى جولتيلى ادفع تمنه أنه بدال فلوسك على قد القصير ده .
فاتعلقت مرام برقبته وابتسمت وكأنها لم تفهم تلميحه مرددة …تصور انا حبيتك عشان دمك الخفيف ده يا براء زى ما انت حبتنى عشان كنت هضحك بردوا .
شكلنا هنكون زوجين فريش ومختلفين عن أى زوجين .
ويلا بقا عشان نفرح عشان الطيارة هتقوم الساعة سبعة بالظبط .
فحدث نفسه براء …قامت قيامتك يا بعيدة .
ليتم عقد القران بالفعل بين فرحة والدها وأقاربها وأصدقائها.
وأجبرته مرام على الرقص للحظات .
ولكنه بعد ذلك تهرب منها وجلس ، فأخذت ترقص هى بين أصدقائها دون أن تعيره أى أهتمام .
ومر الوقت حتى جاء موعد الطائرة .
فاصطنعت مرام الحزن فى توديع أبيها وبكت دموع التماسيح واحتضنت والدها الذى همس فى أذنها …جوليا هتكون فى انتظارك فى المطار ، هتستلم منك الشنطة .
وبعدين يا قلبى تعشيلك يومين فى فرانس وتيجى تنورى قلب بابا تانى ، هتوحشينى يا قلبى .
مرام ….وانت كتير كتير يا دادى .
لينطلقوا بعد ذلك إلى الطائرة وأثناء تفتيش الحقائب ظهر على وجه مرام شىء من التوتر ، فحدثها براء ..مالك يا حبيبتى ، أنتِ تعبانة ولا حاجة ؟
مرام بتلعثم …لااا لاااا مفيش حاجة ، الجو بس حر .
فحدثها براء ساخرا …حر !

 

طيب هتقلعى اكتر من أكده ايه ؟
ثم كتم براء ضحكاته حتى لا يوترها أكثر من هذا .
فحدثت مرام نفسها …سمج وبيستظرف ، بس مضطرة أستحمل عشان الموضوع يعدى ، والأهم حاجة فى شغلنا المصلحة مش العواطف .
نظر الضابط إلى براء مبتسما بقوله …سيادة المقدم ، ألف مبروك ، رحلة سعيدة بإذن الله .
ثم أشار إلى العسكرى ، بتفتش ايه يا ابنى دى شنطة سيادة المقدم ، أقفل أقفل وعديه .
وهنا تنهدت مرام بإرتياح وعادت إليها الطمأنينة وابتسمت بنعومة مرددة …ميرسى كلك ذوق .
لتقلع الطائرة بالفعل إلى مطار باريس ، وتكون فى استقبالهم جوليا التى رحبت بمرام كثيرا .
ثم إشارات إلى براء ..اهلا بيك مستر براء .
أرجوا أن تكون رحلتلك سعيدة معنا .
مرام …ياريت تكونى محضرة لينا برجرام تمام يا جوليا ، انا مش عايزة أرجع مصر غير لما اتفسح فى كل حتة هنا .
ده غير أن ايدى بتكلنى وعايزة أشترى آخر موضة نزلت هنا .
جوليا …لا تقلقى عزيزتى ، سأقوم على كل شىء يرضيكى هنا .
ولكن الليلة سأتركك مع زوجك ، أنها ليلة زفافك .
مرام …والله كلك نظر يا جوليا .
ثم غمزتها مرام مردفة …واتفضلى دى هدية بسيطة من مصر ، يارب تعجبك .

 

ابتسمت جوليا …ميرسى ، صديقتى العزيزة ، ثم أخذت منها تلك الحقيبة المليئة بالمخدرات .
لتصطحبهم إلى غرفتهم بالفندق .
دلفوا سويا للداخل ولكن براء كان يشعر بالخيانة نحو زاد ، رغم أن مرام أصبحت زوجته وحلاله .
ولكن ذلك الشعور جعله ينفر منها ، رغم محاولاتها معه ليقترب منها .
لاحظت مرام جموده فثاورها الشك وحدثت نفسها …هو ماله مبلم كده ، ومش بيعمل أى حركة ، هو فيه حد تكون معاه مرام ويقف متنح كده .
بس صراحة هو داخل دماغى ابن الإيه ده ، وجذاب أوى ولا عضلاته فتنستك .
هشوف أبدء انا يمكن مكسوف .
فخطت إليه واحتضنته من ظهره مرددة….ايه يا حبيبي ، مش هتغير هدومك ، وتعمل زى العرسان وتساعدنى أقلع الفستان .
فسخر منها براء …هو أنتِ لابسة عشان أقلعك .
أنتِ كده جاهزة .
بس استنى نبل ريقنا بعصير الأول عشان ريقى ناشف ، بعدين أحلى بيكى يا مهلبية .
مرام …احنا فعلا محتاجين كاسين شامبنيا عشان نتبسط الليلة .
فحدث نفسه براء …البنت دى بتجرنى لرذيلة ، قال شامبنيا قال ، ده انا بشرب العرقسوس بدوخ .
براء ..زى الفل ، بس أنتِ متتعبيش نفسك، وأدخلى خدى شاور الأول عشان كمان هطلب اكل ، عشان فجأة كده لقيت بطنى بتصوصو ، إظاهر إن اللى يشوفك نفسه بتتفتح.
فضحكت مرام بدلال … أحلى كلام غزل سمعته ، نفسك بتتفتح .
طيب هروح انا أخد شاور الا لو قعدت قدامك مش ضامنة نفسى ، تكلنى بعدين .
واطلب يلا الأكل وحضر الكاسين .

 

براء بمكر ..تمام يا مرامى .
فدلفت مرام المرحاض ، فبدل ملابسه سريعا واتصل بإدارة الفندق لحجز العشاء ، ثم أخرج الحبوب المنومة من حقيبته الخاصة ، ليفرغها فى الكأس الخاص بها .
لتخرج بعد ذلك مرام ، لتتناول معه العشاء مع إرتشاف النبيذ بتلذذ حتى وجدها براء قد أمسكت برأسها بعد أن شعرت بدوار .
براء ..ايه مالك يا حبيبتى .
شكل البلا الأزرق اللى عتشربيه ده ، عملك دماغ واعرة جوى .
مرام بنعاس … شكله كده ، بس نوعه خطير .
بس حاسة إنى عايزة أنام .
وبالفعل تراجعت برأسها وذهبت فى نوم عميق .
فضحك براء مرددا …نوم الهنا يا عروسة .
……..
فى اليوم التالى
ولج باسم إلى غرفة أمه للإطمئنان عليها ، فسئلته عن حال ملك ،فوجدته مهموما ففزعت …ايه مالك يا ولدى ، مش زينة ملك ، حوصل حاچة تانى ؟
باسم …لا ياما ، هى زينة النهاردة بس انا اللى جلبى وجعنى عليها .
زهيرة…ليه يا ولدى ، إن شاءالله هتشيل الشهر اللى چى على طول وتفرح
فطأطأ باسم رأسه مرددا …مهينفعش ياما ، خلاص .
ملك مش سقطت بس ، ملك شالت الرحم .
فضربت زهيرة على صدرها مرددة …يا مرى .
ليه أكده بس ؟
استغفر الله العظيم ، دى بت طيبة جوى وتتحط على الجرح يطيب ، لا حول ولا قوة الا بالله.
وكفاية أنها صبرت انك رجعت عزة عليها ، بس ليه يا ولدى عملت أكده ، انا مرضتش أتكلم وجولت أكيد وراك سر .
باسم بإنكسار ….النصيب ياما ، بس انا وعدتها أنها مرتى على الورق بس عشان بس أحمى عزة من أبوها اللى منه لله كان عايز يچوزها لراچل كبير .

 

زهيرة…على الورق بس كيف ، بس ده ظلم يا ضنايا .
وربك قال إعدلوا واكده هتتحمل إثم كبير .
باسم ..بس هى راضية ياما وعايزة بس الستر .
زهيرة ..يبجا معتحبكش ولا ايه ؟
باسم …بالعكس وده اللى تعبنى جوى ياما ، عتحبنى لدرجة أنها مش عايزة من الدنيا غير أنها تشوفنى بس عشان خابرة انى عحب ملك .
زهيرة …والله جطعت جلبى على التنين دلوك يا ولدى .
بس يا ولدى مش كل حاچة الحب ، الرسول صلى الله عليه وسلم كان عيحب السيدة عائشة لكن كان هيعدل بين زوجاته .
ودلوك كمان عشان اللى حوصل لملك ، مش هينفع تحرم حالك من الخلفة ومرتك التانية جصادك .
باسم ..مقدرش ياما عشان ملك ، انا وعدتها واكده هتحزن فيها اكتر وعتحس أنها مبجاش ليها قيمة عندى ، بس يعلم ربنا أنها اهم عندى من كل حاچة .
زهيرة…….خابرة يا ولدى ، بس ده حقك وعزة بردك زينة البنات ، يمكن هى لحالها معتكلمش بس انا بردك عحبها عشان مشوفتش منها حاچة عفشة .
فراضيها يا ولدى طالما عتجول عتحبك وراضى نفسك عشان ربنا يكرمك بالولد الصالح .
باسم ….صعب صعب جوى.
ليتفاجىء بمن تفتح عليها الباب وقد أصبحت عينيها بلون الدم من كثرة البكاء قائلة بإنكسار ….لا مش صعب ولا حاچة ، ده حلال ربنا …..؟

 

أظن اكيد عارفين من قائل هذه العبارة 😂
وايه رئيكم فى نهلة هل هتقدر فعلا تتكيف مع شخصيتها الجديدة .
الله يرحمك يا منصورى 😂
وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
#اللهُمَّ إنّا نعوذ بك ::
من صحة يتبعها داء أو بلاء
ومن لذة يتبعها ذل أو شقاء
ومن رَاحَة يتبعها ندم أو عناء
اللهُمَّ وتقبل دعاء 🤲
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى