روايات

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم شيماء سعيد

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الجزء الخامس والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني البارت الخامس والعشرون

رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني الحلقة الخامسة والعشرون

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله 🌺
تعلمت.. أن أفرح مع الناس.. وأن احزن وحدي وأن دواء جراحي الوحيد.. هو رضائي بقدري
………
أيقظت أشعة الشمس براء ففتح عينيه ، ليجد نفسه فى غرفته على فراشه ويده تحاوط أحد ، فظن أنها زاد .
ولكنه عندما دقق النظر إليها ، صرخ …..مراااااااااااااام .
كيف ده حوصل ، وإيه چابها إهنه ؟ وعلى فرشتى كمان .
يا مصيبتك السودة يا براء .
هى شربتك حاجة أصفرة ولا إيه !
ثم دق قلبه وكاد أن يموت ، طيب وزاد فين ؟
اااه يا مرك يا براء ، أدى آخرة العين الزايغة ، أشرب بقا يا معلم وألبس .
طيب اعمل ايه دلوك ؟
ثم لفت نظره ورقة معلقة على مرآة الزينة ،فقام فوجدها من زاد .

 

( الله يسامحك يا براء ، انا كان جلبى حاسس إنك عتعرف وحدة غيرى ، من يوم ما شوفت الحلق اللى وقع من چيبك عشان أكده اتغيرت فى معاملتى معاك شوية غصب عنى من بعد ما كنت أتمنالك الرضا ترضى.
ومردتش أوجهك غير لما اتأكد الأول ورغم إكده جولت أقرب منيك رغم حرقة قلبى وقولت يمكن انا مقصرة معاك ويمكن لما أقرب تنسى أى حد غيرى بس للاسف الخيانة فى طبعك يا ابن الجبالى ، ومفيش فايدة فيك .
ومش خابرة كيف وصلت بيك الدناءة تجبها ليه البيت وعلى سريرى كمان ، للدرجاتى يا براء معتخفش من ربنا وللدرجاتى انا كنت مخدوعة فيك وصدجت للحظة إنك عتحبنى ، بس كل ده طلع وهم
حسبى الله ونعم الوكيل وفوضت أمرى لله .
وبجولك يا ابن الجبالى ، انت خلاص مبجتش تهمنى وانا سبتلك الشقة عشان تشبع بالحرام بس ورقة طلاقى عايزاها توصلى فى يدى فى أقرب وقت ).
كان براء يقرء كلمات زاد ومع كل كلمة كانت دموعه تنهمر من عينيه حتى وصل إلى كلمة طلاق فانهار وصرخ ..لاااااا يازاد.
متعمليش فيه أكده ، يستحيل تفارقينى ويستحيل أطلقك .
فاستيقظت مرام على إثر صوته .
ففتحت عينيها وأخذت تنظر حولها متعجبة مرددة بإندهاش ….انا فين وايه اللى جابنى هنا ؟
ثم رأت براء أمامها …براء احنا فين وبتعمل ايه ؟

 

ثم نظرت إلى نفسها فوجدت انها تكاد تكون بدون ملابس ، فصرخت صرخة مدوية وأمسكت بالملائة تستر بها نفسها .
لتنهره بغلظة ….انت عملت فيه ايه يا حقير انت ؟
فارتبك براء ولم يعرف بما بجيبها ولكن عندما أشتد صراخها خشى أن يفتضح أمام الجيران ، فاقترب منها لكى تهدىء وأمسك بيديها المرتجفة قائلا ..مرام أهدى ارجوكى ، مش عارف هتصدقينى ولا إيه .
بس والله انا مش فاكر أى حاجة ومش عارف إزاى ده حصل .
كله اللى فكره أننا كنا مع بعض فى النايت وشربنا ورقصنا وفجأة لقيت نفسى على السرير وأنتِ معايا ومش عارف إزاى ولا حصل ايه ؟.
مرام بإنفعال ….انت اكيد بتستعبط صح !
لااا انت اكيد سهتنى وحطتلى حاجة فى الكاس بتاعى عشان محسش بنفسى وأجى معاكى .
ثم أخذت تضربه بكل قوتها فى صدره مرددة …حرام عليك ، حرام عليك ، ضيعتنى .
فحاول براء أن يهدئها بقوله …والله ما حصل ده صدقينى ، وانا هعمل ده ليه ؟
دى مش من أخلاقى ، وكمان انا مجوز ، فتخيلى الصدمة إنى مش حاسس بنفسى بجد وجبتك هنا ومراتى شفتنا وسابت البيت وطالبة الطلاق يعنى كمان انا حياتى اتهددت .

 

مرام بإنفعال …وانا أعمل ايه كمان منا كده حياتى أتدمرت وانت السبب .
ثم بكت بإنهيار ، فأشفق عليها براء مردفا …طيب قوليلى أعمل ايه ، وانا اعمله عشان تهدى .
فسددت له مرام النظر بغضب مردفة …طبعا تجوزنى وفى أسرع وقت .
فوضع براء يده على رأسه …شكلها ظاتت خالص وأطربقت على دماغك من كل حتة يا سيادة المقدم .
ودى كمان مش بت عادية عتسبها تشرب من البحر دى بت راچل مهم ،ممكن يرميك ورا الشمس .
ده غير فضحيتك فى الداخلية .
فمفيش فى إيدك حاجة فعلا غير انك تجوزها .
فكتم أنفاسه للحظة واستغفر ثم نطق مرغما …وانا موافق يا مرام ، لأن الغلطة فعلا غلطتى ، وتقدرى تقومى دلوقتى تروحى وانا بالليل هكون عند والدك بطلب إيدك .
فابتسمت مرام ثم قامت بالفعل ولكنها عادت إليه مرة أخرى وقبلته فى إحدى وجنتيه ثم ولجت للمرحاض وأبدلت ملابسها .
وخرجت مردفة بأمر …انت واقف عندك بتعمل ايه ، يلا عشان توصلنى .
حاول براء إلتقاط أنفاسه ببطء ويسيطر على غضبه مردفا …حاضر .
وبالفعل أوصلها ، وذهب إلى عمله .

 

ليرى محمود الذى داعبه بقوله …ايه يا سيادة المقدم التأخير ده كله ، شكل ست زاد راضية عليك .
ابتسم براء ابتسامة صفراء مرددا بسخرية..جدا مقولكش .
محمود …تمام زى الفل .
بقولك الجمعة نازل البلد هجيب نهلة وهعمل زى ما قولت بالظبط وربنا يسهل ويعدى الموضوع وماما تتقبلها .
براء …بإذن الله ربنا ييسر أمرك طول ما انت بتحبها وعايزها فعلا.
بس قولى عملت ايه والدتك فيك لما رجعت متأخر عشان تهرب من موضوع العروسة .
فضحك محمود …متفكرنيش .
انا رجعت وش الفجر عشان تكون نامت ، ودخلت البيت على طراطيف صوابعى والدنيا مضلمة وهش هش .
ولسه يدوبك بتحرك خطوتين ، لقيت صوتها …أقف عندك يا سيادة المقدم المحترم والعاقل .
فصراحة انا اتخشبت فى مكانى واتشهدت على نفسى .
فضحك براء حتى دمعت عيناه …لا حول ولا قوة الا بالله.
بس انت اهو جصادى ووشك حلو مش مخرشم ولا جسمك متكسر.
محمود بضحك ….منا عارف أمى بتتعصب وتطلع على مفيش ، انا عملت نفسى مؤدب وسكت خالص ومردتش وسبتها تقول كل اللى نفسها فيه وتطلع كل اللى مضايقها وانا بحرك راسى بس .
وكده خلاص ارتاحت وقالت إياك تعملها مرة تانية عشان قصرت برقبتى قدام الناس وعيب كده ونشوف معاد تانى نروح عشان تصلح اللى هببته ده .
فهزيت راسى وخلاص وعدت الليلة .
بس قولى انت هتنزل معايا الجمعة البلد .

 

أطلق براء زفيرا حارا وهو يفكر فى حال ثم قال …مش خابر والله يا محمود لسه هشوف ظروفى .
محمود ..تمام شوف وكلمنى .
ثم تفرقا كلا منهم ليباشر عمله ، وجلس براء على مكتبه وفتح هاتفه على الواتس يحاول أن يكتب اى شىء إلى زاد..
ولكنه كلما كتب شىء مسحه وهكذا ، لانه يعلم أنه لو كتب كل قاموس العالم من كلمات العذر لن تكفى أمام هذا الجرم الذى فعله فى حق زاد أو نفسه .
ثم تسائل يا ترى عاملة ايه دلوك ؟
ويا ترى جالت ليهم ايه وهى دخلة لحالها أكده ، اكيد منهارة .
واكيد أمى هتنفجر لما تعرف وعنديها حق .
طيب أعمل ايه انزل مع محمود ؟
طيب عقولها ايه ، ده مفيش كلمة عتراضيها ، مش كفاية اللى حوصل جبل سابج ، عملته دلوك بأشد
فكيف هقولها صدقينى بعد ما أكدت لها مليون مرة انى ما فيش فى جلبى غيرها .
اه يا مرك يا براء .

 

ثم وجد نفسه يكتب لها
( زاد انا مش هقولك انى غلطان وسامحينى ومعلش أخر مرة ، ويعدى الموضوع وخلاص ، لانى خابر إنك مجروحة جوى ومهما جوان خابر أن جلبك عمره ما هيصفح أو يسامح .
بس عايز أقولك هو اه عينى زاغت كيف اى راجل لكن لحد الحرام ولا ، ويعلم ربنا أن اللى حوصل ده مكنش بإردتى ومش خابر حوصل إزاى ، صدجينى يا زاد .
ويستحيل كمان أفرط فيكى يا زاد ، ده الموت عندى اهون .
انا مش هضغط عليكى فى انك ترجعى ليا ، هسيبك ترتاحى ونفسيتك تهدى لكن احنا فى الأخر واحد منقدرش نستغنى عن بعض مهما حصل ).
وصلت رسالة براء إلى زاد التى كانت فى غرفتها منطوية على نفسها ، لا تكف عن البكاء وحاولت معها زهيرة وبانة فى معرفة ما حدث ومجيئها المفاجىء وبكاؤها المستمر ولكنها كانت تكتفى بالصمت مرددة فقط …معلش هملونى لحالى ، انا عايزة أكون لوحدى .
فيتركوها على مضض وحزن على حالها .
حتى قالت بانة …أجطع دراعى ، اكيد براء عمل عملة عفشة خلتها يا حبة عينى عتموت من القهرة ومش جادرة حتى تكلم .
زفرت زهيرة بضيق …بدال مش عايزة تكلم خلاص نسبها على راحتها ويحلوا مشاكلهم بنفسهم واحنا علينا ندعى ربنا يهدى سرهم .
ويا بتى البيوت مليانة مشاكل والعاقلة هى اللى تقدر توازن أمورها وتعدى عشان بيتها .
بانة …بس ياما زاد طيبة جوى ومهتستهلش كل الحزن ده وبيكفى اللى عمله فيها من جوازه قبل أكده .
وهى استحملت وعاشت ،مفروض يشلها بجا فوق رأسه .

 

ليه يزعلها تانى .
زهيرة ..ايوه يا بتى ، زاد كيف البسكوتة الناعمة ، وانا لما يجيلى براء عكلمه وأوصيه عليها ميزعلهاش واصل .
وتعالى بجا معايا ، عشان عملالك مفاجأة .
فابتسمت بانة كالاطفال بفرحة مرددة …بچد ياما ، ايه خير .
فامسكتها زهيرة من يدها مرددة …تعالى وشوفى بنفسك .
فدلفت بانة مع زهيرة إلى غرفتها لتجد على الفراش ، مجموعة من ملابس الأطفال حديثى الولادة ومجموعة من أشياؤه الخاصة التى تهمه فى بداية عمره.
فهتفت ….الله عليكى ياما ، ثم ألقت بنفسها على الفراش ، تحتضن الملابس بسعادة .
فضحكت زهيرة مرددة …مش خابرة كيف طفلة عتجيب طفل وتربيه كيف !!
طيب حاسبى على نفسك يا مهبولة .
ثم دعت الله زهيرة بقولها …. ربنا يكملك على خير يا بتى ويارب وأفرح كمان بعوض براء وباسم وربنا يرزق كل مشتاق.
….

 

أما فى غرفة باسم مع ملك ، شعرت ملك بمن يقبلها بلطف فاستيقظت لتراه أمامها بتطلع لها بحب .
فابتسمت ملك …صباح خير يا حبيبى .
باسم …صباحك سكر يا جلبى ، ايه صحى النوم ، دحنا بجينا العصر ، ايه النوم ده كله .
ده انا روحت المستوصف ورجعت لجيتك لسه نايمة .
ملك بإندهاش …ياااااه ، انا نمت ده كله .
كتير جوى ، بس مش خابرة مالى أن اليومين دول صوح بنام كتير جوى وحاسه راسى تجيلة جوى .
فتحسس باسم نبضها ثم قاس لها الضغط مردفا …مظبوط امال ليه الإحساس ده .
باسم …وحاسه بحاچة تانية ؟
ملك ….ايوه معدنى مجلوبة ومش طايجة الوكل ، وهرچع كتير .
وهنا ابتسم باسم …لا معقول ، انا مش مصدق .
شكلك حصلتى بانة يا عمرى وحامل ، فقبلها مرة أخرى بحب مرددا .. ألف ألف مبروك .
ارتجفت شفتى ملك مردفة …بچد يا باسم ، انا حامل .
باسم ..اه بإذن الله حبيبتى.
وقومى غيرى هدومك وهخدك لدكتورة نسا زميلة ، نطمن .
وبالفعل ارتدت ملابسها وذهبت معه.
لتؤكد الطبيبة على ما ظن باسم ، لتشعر ملك بالفرحة .
ثم سئلته فى الطريق …ها وتحب يچى ولد ولا بنت يا باسم ؟
باسم ..كل حاچة من ربنا حلوة ، المهم بس أنتِ تاخدى بالك من نفسك وتسمعى كلام الدكتورة وتاخدى الفيتامين وتتغذى كويس .

 

ملك …حاضر يا حبيبى ، ربنا يخليك ليا .
وحيث كان الجميع فى فرحة ، كانت زاد تتجرع مرارة الألم بمفردها وزاد بكاؤها حين قرئت رسالة براء ”
يعنى مش عايز تطلقنى يا براء ، ايوه ما انت خلاص استعبدتنى وعايزنى أكده صورة فى حياتك وتعمل اللى تعمله عادى يا براء .
وجال ايه مش حاسس بنفسه جال ، معلش أصلوا شربته هى حاجة أصفره.
ربنا يسامحك يا براء ، بس خلاص أكده حلو جوى وكل واحد يروح لحاله ، وهحرمك من ابنك .
………
مر اليوم على براء بصعوبة وبدون تركيز فى اى شىء حتى جاء موعد ذهابه لخطبة مرام .
وصل فى موعده المحدد ،وتفاجىء أن بوابة الفيلا قد فتحت أمامه إلكترونيا حين وقف أمامها ثم ولج للداخل من خلال ممر طويل على جانبيه حديقة الفيلا ولاحظ به براء عدة من كاميرات المراقبة .
ثم نزل من سيارته وارتقى الدرج حتى باب الفيلا ، الذى فتح من قبل الخادمة دون أن يطرق الباب .
فاستقبلته بباشة وجه مردفة بترحاب …اهلا اهلا يا براء بيه .
اتفضل عصام بيه فى انتظارك .
فاضطرب براء وتحرك بتوتر ، حتى وجد أمامه رجل طويل ممتلىء على وجهه هيبة ويظهر على ملامحه القسوة ولكنه ابتسم عند رؤيته مردفا …اهلا يا ابنى .
اتفضل .
براء …اهلا بيك .
ثم جلسا يتحدثان .
براء .. أعرفك بنفسى ، انا براء الجبالى مقدم فى الداخلية قسم مكافحة المخدرات.
فابتلع عصام لعابه بخوف مردفا …ربنا يحفظنا من الناس اللى هتضر شبابنا دول ، منهم لله .

 

ثم تابع ..بس اتشرفنا بيك يا ابنى وانا صراحة مش عايز من الدنيا غير فرحة بنتى ، دى هى الحيلة اللى طلعت بيها من الدنيا .
ابتلع براء غصة مميتة فى حلقه مردفا ….ان شاء الله هسعدها على قد ما أقدر ، بس ياريت الجواز يكون فى أقرب وقت .
عصام …وانا موافق بس على شرط .
عشان زى ما قوللتلك دى بنتى الوحيدة ، يعنى مش هقدر تبعد عنى ، فجوازكم يكون معايا هنا فى الفيلا .
فزفر براء بضيق…ده ايه الخنقة دى ، أكده مينفعش وانا اصلا كنت عتجوزها يومين أكده عشان اللى حوصل وخلاص .
لكن كيف دلوك هقدر أفلفص منيهم وانا جاعد معاهم .
طيب وزاد اعمل ايه معاها ؟
ياربى أعمل ايه فى الحيرة دى ؟
بس هى غلطة ولازم تتصلح باى طريقة ، فعهمل ايه هوافق مفيش فى أيدى غير أكده .
براء بابتسامة صفراء …وهو كذلك يا عصام بيه .
فابتسم عصام وأشار إلى الخادمة أطلعى نادى مرام هانم .
فمرت لحظات حتى اتت مرام ، ترتدى ملابس ضيقة قصيرة .
وتخطو بدلال ويتحرك معها شعرها فى كل خطوة وجسدها يلمع بسبب ما تضعه عليه .
براء محدثا نفسه …مش خابر والله أنتِ حلوة صوح ولا من كتر اللى عتحطيه على خلقتك .
وخايف والله يوم الدخلة تغسلى وشك ألاجيكى شاويش عطية ، ويبجا كده أخدت جزائى تالت ومتلت , ربنا يستر بجا .
وقف براء ومد يده إلى مرام فصافحته ثم رفع يديها إلى فمه وقبلها .
ثم جلسا .

 

عصام …طيب مش نقرء الفاتحة كده مؤقتا ، عقبال يعنى ما تجيب أهلك معاك المرة الچاية ونتفق
فحمم براء بحرج ، فسارعت مرام بقولها …بابى معلش براء من الصعيد ووالدته ست مريضة ، فمش لازم يجوا وكفاية عليه هو من الدنيا كلها .
ابتسم عصام ….بقا كده يا ست مرام ، ماشى يا ستى ، وانا متاكد من أن سيادة المقدم هيكون جدير بيكى وعشان كده انا بقول نفرح بيكم فى أقرب فرصة وجواز على طول ، مش لازم إنتظار بدال الحمد لله كل حاجة متيسرة .
فطالعه براء بريبة …ده انتم واجعين جوى ، وايه الچوازة اللى ببلاش دى مع ان بنتهم زى الجمر .
عصام …بس يعنى زى ما انت عارف التقاليد لازم نكتب مؤخر أو اقولك وصل أمانة بحاجة بسيطة يعنى ، مليون جنيه بس ..
ودى حاجة كده رمزية بس عشان الناس .
فتلعثم براء …مليون ايه ، لا طبعا مقدرش أكتب على نفسى مبلغ زى ده .
فرمقته مرام بغضب مردفة …يعنى ايه ، يا براء ، انا فى نظرك قليلة مستهلش مبلغ تافه كده .
براء بحرج …لا تستاهلى واكتر بس ..
عصام …بس ايه يا ابنى ، دى حاجة رمزية قولت يعنى صورة مش حقيقية عشان بس منظرنا قدام الناس .
فشعر براء أنه محاط منهم ولم يستطيع الرفض فوافق وتم تحديد موعد الزواج بعد أسبوع من الأن .
…………..

 

عاد براء إلى منزله مكبا على وجهه حزينا ، ثم ولج إلى شقته ، فشعر أن الهواء يستنفذ من رئيتيه وشعر بالاختناق فحاول فك رابطة عنقه ثم تهيىء له أن زاد تقف أمام تستقبله كعادتها بابتسامتها الصافية فياخذها بين أحضانه ويستنشق عبيرها الذى ينسيه مشقة العمل .
ثم دلف إلى كل غرفة من الشقة ، يتخيلها بها ، هنا وقفت وهنا جلست وهنا ضحكت وهنا قضوا أجمل لحظاتهم السعيدة .
ليجلس بعد ذلك على طرف الفراش ووضع يده على وجهه ثم جهش بالبكاء ندما .
ليحاول بعد ذلك التحدث إلى زاد وبعث لها رسالة أخرى .
انا چى يوم الجمعة يا زاد ومش همشى غير وأنتِ معايا ، صدقينى انا هتعذب وحاسس نفسى مخنوق وهموت ، ومش خابر بتصرف كده إزاى .
فقرئتها زاد وحدثت نفسها بعد الشر عليك يا براء ، بس لا يستحيل أرجعلك يا ابن الجبالى.
فكتبت له ..لا متچيش يا براء ، لانى مش هرچع مهما جولت وعملت فمتحرجش نفسك جصاد أهلك .
ومتخافش انا مجولتش لحد على قذرتك دى لأنك فى الأخر بردك ابن عمتى .
وكمان متحولش تكلمنى تانى لانى هحظرك .
فحاول براء أن يرسل لها رجاء أخر ولكنها بالفعل حظرته ، فانفعل براء وقام بالقاء الهاتف مرددا بانفجار …أكده يا زاد ماشى .
بقا تحظرينى انا .
…….
إستعدت نهلة للقاء محمود بعد غياب وأخذت تطيل النظر إلى المرآة وتهندم فى حجابها .
ثم تلتفت إلى أبيها تسئله …ايه رئيك يا بوى ، حلوة .
فابتسم والدها مرددا …وهو ده فيه كلام ، وهو اللى جاي منصور الجبالى على ملا وشه وبعدين سيادة المقدم غير الحلاوة دى .

 

فتبدلت تعابير نهلة الغضب مردفة …ليه بس يا ابوى تچبلى سيرته ، انا نفسى أنساه ومفتكرش حاجة غير النعمة اللى ربنا كرمنى بيها وبس وهى محمود .
لتجد شخص من ورائها يقول …ايه ده ما أنتِ بتعرفى تجولى أسمى اهو ، بس صراحة طالع منك زى السكر .
فدق قلب نهلة وتلون وجهها بالحمرة والتفت إليه مرددة …نورت يا بيه .
فصك محمود على أسنانه بغيظ …لا انتِ كده هتتعاقبى وانا عقابى شديد اوى .
ثم سلم على والدها مردفا …يا حاج لو اللى لفت نظر منصور الجمال فأنا لا ، لأن الحلوين كتير .
لكن نهلة اللى شدنى ليها حلاوة روحها وطيبتها وعيونها وانها بنت بلد جدعة كانت عايزة تضحى بنفسها عشان تاخد تار أختها .
وده فعلا اللى بيدوم لكن الجمال بيروح مع الوقت .
والد نهلة ..ربنا يسعدكم يا ابنى ..
محمود مشيرا إلى نهلة ….ها حضرتى كل حجتك عشان يدوبك نرجع قبل ما الليل يدخل علينا .
نهلة …..وه_ على طول أكده .
محمود …ايوه وهنستنى ليه ؟
الشقة جاهزة هناك من كل حاجة وفيه آنسة هتزورك تلت أيام فى الأسبوع عشان تعلمك فنون الإتيكيت وزيها التلت ايام التانين هتعلمك القراءة والكتابة والإنجليزى كمان .
اتسعت عين نهلة مرددة بقلق …بعد ماشاب ودوه الكتاب ، وتفتكر هقدر أتعلم بعد ما كبرت أكده .
محمود …انا واثق انك هتتعلمى فى أقرب وقت لأن فعلا دماغك عالية اوى يا نهلة وخسارة انك متعلمتيش من زمان .
نهلة …النصيب والحوجة يا بيه .
فانفعل محمود وأمرها بمد يدها ….إفردى ايدك يا نهلة .
نهلة ..ليه بس ؟

 

محمود …افرديها بس .
فقامت نهلة بفردها …ليخرج قلم ثم يرسم على يديها قلب .
ثم ضربها ضربة خفيفة بالقلم على كف يدها مردفا …اهو لما بتقولى يا بيه ، كإنك بتضربى قلبى بالظبط .
نهلة بفزع …لااااا لاااا معدتش اجولها تانى إلا قلبك ده .
فابتسم محمود لمعشوقته الصغيرة ثم ساعدهم فى حمل حقائبهم إلى السيارة ليعود بهم إلى القاهرة .
………
مر بعض الوقت على حمل ملك ، كانت فيه حريصة على نفسها وتلازم الفراش وباسم يتابعها فى أخذ ما كتبت لها الطبيبة .
ولكنها كانت تشعر بالملل من ملازمة الفراش ، لذا قررت أن تهبط إلى بانة وزهيرة فى حديقة القصر لتقضى معهم بعض الوقت .
فاتجهت إلى الدرج لتنزل ، ولكن فجأة انزلقت قدمها من عليه دون أن تشعر ، لتأخذ الدرج كله على ظهرها وتعالت صرخاتها ، ففجعت كل من فى القصر بصراخها …..؟
فما حدث لها ؟
وما سيكون نتيجة زواج براء من مرام ؟؟

 

وللحكاية بقية
نختم بدعاء جميل ❤️
اللهم إرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وإرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه
شيماء سعيد 🤍 ام فاطمة

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أولاد الجبالي الجزء الثاني)

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى