رواية أهداني حياة الفصل السابع والأربعون 47 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت السابع والأربعون
رواية أهداني حياة الجزء السابع والأربعون
رواية أهداني حياة الحلقة السابعة والأربعون
– بريهان بدهشة : وأنتا تقدر تساعدني أزاي ارجع لحمزة ؟ اوعى تكون فاااكر إني ممكن أأذي حمزة بأي شكل من الأشكال ده ابو ابني
– كريم بمكر: ومين قااالك أنك هتأذي حمزة ؟!
– بريهان بعدم فهم : ياريت حضرتك توضح أكتر
– كريم متخابثا: أنتي هتأذيها هي!!ندى اللي خدت منك جوزك ..فرصة وجتلك عشان تخلصي منها يبقا تستغليها ولا تسبيها تفلت منك ؟؟
– بريهان بتساؤل حذر : أزااي ؟؟
وهنا بدأ كريم في سرد خطته الشيطانية على أسماع بريهان التي لاقت خطته استحسانها وشعرت أنها الآن بأمكانها رد الصاع صاعين ل ندى والتخلص منها
انتهت المقابلة على وعد منها في التفكير بالأمر بعدها ذهبت بصحبة طفلها لزيارة حمزة في بيت والدته وكان ما كان …
عادت من شرودها على صوت طفلها وهو يطلب منها أن تأتي لتلعب معه قليلا لكنها كعادتها رفضت ..وقف الصغير صامتا للحظات ثم تحدث متسائلا ببراءة :
– هو أنتي يا مامي مش بتحبيني ؟؟
– أجفلت بريهان من سؤال صغيرها التي لم تتوقعه فتسائلت بنبرة مهتزة : ليه بتقول كده يا دومي ؟؟ثم أردفت بشك بابي هو الي قالك إني مش بحبك ؟؟
– حرك الصغير رأسه برفض : لأ يا مامي بابي قالي أنت “أنك” بتحبيني وإني لازم أحبت أتر”أحبك أكتر” من أي حد واسمع تلامك “كلامك” دايما
– بريهان متسائلة بدهشة : أومال ايه اللي خلاك تقول كده يا دومي أكيد طبعااا مامي بتحبك اكتر من أي حاجة أو حد ف الدنيا
– آدم بتردد: بس أنتي يا مامي علطول بتزعقيلي ومش بتتلمي “بتتكلمي” معايا ولا بترضي تلعبي معايا خااالص ولا بتحضنيني زي بابي
– بريهان وقبل أن ترد على صغيرها رن هاتفها برقم إحدى صديقاتها فقالت له قبل أن تفتح الخط : طب روح دلوقتي يا دومي على أوضتك ونبقا نتكلم بعدين
ف عاد الطفل لانزوائه في حجرته مرة آخرى بين ألعابه الجمة وهاتفه الخلوي ومع هذا كله يشعر بالفراغ !
كم تمنى فقط أن تهتم والدته بكلامه أو توافق مشاركته اللعب لو لمرة واحدة مثل والده !
وفي اليوم التالي كانت حلا تنتظر نتيجة الفحص المعملي على أحر من الجمر وحالتها ليست أقل بكثير من حالة زياد الذي كان التوتر يكتنفه وكأنه يشعر بما تعانيه تلك الصغيرة ويتألم من أجلها
وأخيرا جائته رصاصة الرحمة حينما اتصل به ابن خالته ليخبره بالنتيجة وبالتبعية اتصل بحلا ليطمئنها ولم يرغب أن يتركه هو ليبلغها أياها
لم يطل رنين الهاتف أكثر من لحظة ووجدها تجيبه على الفور يبدو أنها كانت بانتظار اتصاله هذا وما أن أتاه صوتها القلق وهي تحدثه قائلة:
– دكتور زياااد أنتا عرفت نتيجة التحاليل ؟ ولا متصل بيا عشان تعرف أنا جبتها ولا لأ ؟
– زياد: لأ انا جبتها وقولت اتصل بيكي أنا ع..
– حلا مقاطعة : أكيد الدكتور لاقي فيها حاجة وحشة وعشان كده اتصل بيك عشان تبلغني أنتا صح
– زياد بانقباض في صدره: أعوذ بالله ليه التشاؤم ده التحاليل كويسة الحمد لله مفيهاش حاجة كل الحكاية أن عندك انيميا زيادة شوية وهي اللي بتعملك الدوخة وحالة الاغماء ديه
– حلا بعدم تصديق: أنتا بتضحك عليا عشان متقلقنيش طب قول والله كده إني معنديش حاجة تانية
– ضحك زياد على طفولتها قائلا : طب والله معندكيش حاجة تانية لحد دلوقتي أوبمعنى ادق أنا أعرفها
– حلا بشك : شوفت قولت أيه يبقا انتا شاكك أن في حاجة ومش عايز تقولي
– زياد مهدئا أياها بتلقائية: يا ابنتي أهدي ايه التوتر ده
– حلا بنزق: أيه بنتي ديه خلفتني امتااا أن شاء الله يا بابا
– زياد بمشاكسة: هو أنا اطوول أخلف بنت قمر كده
– حلا وقد شعرت بداخلها بسعادة خفية من كلماته المشاكسة تلك لكنها ردت عليه بجدية مصطنعة : دكتور زيااد كده مينفعش لوسمحت
– زياد بغيظ: ومقولتيش ليه ل حسن أن كده مينفعش ولا هو ناس وناس
– حلا بضيق:نعم تقصد ايه يا دكتور؟؟
– زياد وقد شعر انه تهور قليلا : آسف مقصدش حاجة
– حلا: المهم دلوقتي ايه المفروض يتعمل ؟
– زياد بتيه: ف ايه؟
– حلا بسخرية : ف طريقة عمل السينابون
– زياد وقد فهم مزحتها: الله بحب السينابون اوي بتعرفي تعمليه
– حلا بحماااس: أه بعمله حلو اويي عشان أنا وحمزة بنمووت فيه
– زياد:طب مش هتدوقيني منه؟
– حلا: ممكن أعزمك عليه بس مع حمزة طبعااا
– زياد بلا وعي:لأ بس أنا عااايز أدوقه من ايديكي أنتي
– حلا بارتباك:احمم ..مقولتليش بجد هنعمل ايه بعد كده يعني هل موضوع الانيميا ده عادي وهنكتفي بالتحاليل ديه ولا في فحوصات تانية المفروض تتعمل
– زياد بجدية: لأ مش هنكتفي بالتحاليل عشان نطمن اكتر هنعمل رنين مغناطيسي عشان نتأكد أن مفيش أي حاجة ونطمن أن باقي الأعراض اللي اشتكيتي منها بسبب الأنيميا
– حلا برقة:زياااد بجد مفيش حاجة تقلق ف التحاليل
– اصابه نفس الارتباك حينما تفوهت باسمه مجردا للمرة الثانية لكنه استعاد ثباته سريعا وأجابها بحنو بالغ: متقلقيش يا بشمهندسة والله كل حاجة هتبقا تمام والرنين ده عشان نطمن اكتر
– حلا بتردد: هو أنتا ممكن ..ممكن يعني تيجي معايا؟
– زياد بارتباك: آجي معاكي فين؟
– حلا بغيظ: تيجي معايا فين يعني الملاهي اكييد
– زياد وهو يضحك بخجل : مش قصدي بس قصدي ليه مش ليه يعني…
– اجابته حلا بارتباك مماثل: بصراحة أنا خااايفة ومش مطمنة وتجربتي مع جهاز الرنين ده مش لطييفة خااالص وصاحبتي اللي جات معايا سافرت والباقي مبيستروش وهتلاقي بوست ف كل حتة وحمزة هيعرف ومش بثق ف حد تاني غيرك ولا هطمن غير وأنتا موجود
شعر زياد بارتباك لذيذ فوجد نفسه يبتسم ببلاهة وقد شرد بكلماتها ونسى الرد عليها ولم ينتبه إلا حينما ظلت تهتف باسمه فأجابها سريعا:
– معلش يا بشمهندسة كنت بفكر ف حاجة كده و
– قاطعته حلا بحرج : لو كان مش هينفع تيجي معايا ووراك حاجة خلاص متشغلش باالك
– زياد : لأ خااالص مش ورايا حاجة هااجي معاكي بإذن الله نتقابل بكره الساعه 12 الضهر قدام مستشفى…. اللي ف العنوان…
– حلا : تمام باذن الله
– زياد بنبرةحانية: أهم حاجة مش عايزك تخافي اطمني أنا معاكي متقلقيش من أي حاجة
– ساد صمت مشحون للحظات واخيرا تحدثت حلا بامتنان : مش عاارفة اقولك ايه يا دكتور شكرااا بجد
– زياد: لا شكر على واجب يا بشمهندسة المهم ارتاحي ونامي كويس ومتفكريش ف أي حاجة
– حلا : حاااضر سلاام
– زياد: سلااام
ما إن أغلق الهاتف حتى ظهر صوت ضميره يؤنبه على موافقته اصطحابها لعمل آشعة الرنين المغناطيسي والتواجد معها بمفرده دون علم أخيها الذي أخبره أنه يثق به ثقة عمياء كيف سيكون الوضع إذا علم بأمر كهذا لكن ماذا عليه أن يفعل ؟؟ هل يتركها وحيدة ؟؟ هل يجعلها تذهب بمفردها وربماا تتعرض للإغماء مرة آخرى ويحملها رجل آخر ثانية ؟؟ كيف له أن يرفض من الأساس وهي من طلبت منه ؟كيف يخذلها ويتخلى عن مساعدتها ؟
وبعد فترة ليست بالطويلة وجد اتصال آخر منها فأجابها فورا وجدها تحدثه بتوتر قائلة :
– معلش آسفة يا دكتور بزعجك معايا بس أنا ..أنا يعني كنت هقولك بلاش تيجي معايا بكره
– زياد بتعجب : ليه في حاجة حصلت ؟ صاحبتك رجعت وهتيجي معاكي هية ؟
– أماءت حلا رأسها يمينا ويسارا وهي تحدثه وكأنه يراها وحينما أعاد سؤاله أجابته بتردد: لأ مرجعتش هروح لوحدي وخلاص
– زياد بتساؤل : بصي يا بشمهندسة أنا مش حابب ألح عليكي بس عايز افهم ليه غيرتي رأيك ايه اللي حصل ؟
– تنهدت حلا بصوت عال ثم تحدثت قائلة : بصراحة مش قادرة اكدب على حمزة ف كل حاجة بالشكل ده غير إني مينفعش اروح معاك ونبقا لوحدنا أنا لما قولتلك كده مفكرتش فيها بس كنت خايفة ومش عارفة أعمل أيه عشان كده بقولك بلاااش تيجي معايا
– كلماتها زادته حيرة وتخبط لكنه لم يظهر هذا في صوته بل أجابها بنبرة ثابتة بها من الحنان الكثير : طيب ممكن تديني فرصة افكر ف حل يرضيكي وف نفس الوقت متبقيش لوحدك واوعدك هتصرف ثقي فيا وكل حاجة هتبقا تمام
– حلا : ماشي يا دكتور واسفة على الازعاج اللي سببتهولك
– زياد: متقوليش كده يا بشمهندسة حضرتك هتكوني أمانة حمزة وهكون مكانه لحد ما نطمن عليكي بإذن الله
– حلا : شكرا يا دكتور بعد اذنك هقفل بقا سلام
– زياد: العفو يا بشمهندسة مع السلامة
أغلق زياد الخط لتزداد حيرته وتخبطه وعدها بإيجاد حل فما هو السبيل إليه ؟ ظل يفكر في حل لتلك المعضلة التي وضع بها نفسه مر يوم عمله وها هو قد عاد لبيته ومازال التفكير يؤرقه وبينما هو في غرفته أثناء شروده وجد والدته أمامه تحدثه يبدو أنها واقفة منذ دقائق وهو لم ينتبه لها فابتسم لها متسائلا :
– ايه يا حبيبتي واقفة بقالك كتير ؟
– والدته : شوية بس أنتا ايه اللي شاغلك اوي كده أنا عارفاك طالما دخلت اوضتك علطول يبقا في حاجة شغلاك خير طمني ؟
– زياد مطمئنا والدته : مفيش حاجة يا حبيبتي بفكر بس ف حاجة كده بحاول ألاقيلها حل بس الظاهر مفيش
– والدته بحكمة: مفيش مشكلة ف الدنيا ملهاش حل ممكن يكون مش ظاهر قدام عنيك أو مجاش ف بالك لكن يمكن لو عرفتني ألاقيلك حل
– زياد وهو يضحك : هههههه أنتي بتضحكي عليا يا نوجااا عشان اقولك صح زي ما بتعملي فيا كل مرة وأقوم أنا زي الأهبل احكيلك وف الاخر تقوليلي معرفش والله يا زيزو اسأل ابوك هو هيفيدك اكتر مني طب ما أنا أسأل أبو حميد علطوول
– نجاة : وهو ينفع يعني سر يعدي على نوجا وبعدين لو محكتش ل نوجا هتحكي لمين ؟وأنتا عارف ابوك بيهزر اكتر ما بيتكلم جد ده لما بيتكلم كلمتين جد بنعمله احتفاال
دخل والده على ذكر اسمه فقال مازحا :
– مين فيكوا اللي بيقطع ف فروتي الفروة دااابت من كتر ما بتقطعوا فيها أنتي وابنك
– رفع زياد كفيه باستسلام ثم اشار نحو والدته قائلا لابيه : بريء يا ابو حميد أنا كنت بمدح فيك نوجااا بقا هي اللي كانت بتقطع ف فروتك وبتقول انك مبتقولش كلمتين جد على بعض
– أحمد وهو ينظر لزوجته بحب قد عمقته السنون قائلا :نوجااا تقول اللي هي عايزاااه أنا مواافق
– زياد مازحا: يا حاج بقولك كانت بتتكلم عليك وبتقول أنك مش عاجبها
– لكزته نجاه على كتفه برفق : وأنا اقدر أقول كده على أحمد وبعدين هو عااارف أنه علطول عاجبني متدخلش انتا
– احمد مازحا : يالهوووي على الكسفة يا زيزووو أنا بقول تروح تتهوى بقااا عشان شكلك بقا وحش أوي
– زياد بتذمر: يا أبو حميد أنا شكلي وحش من زمااان مفيش مرة أعرف أوقع بينكم وف الاخر تعملوني كوبري وتقعدوا تحبوا ف بعض وأنا وااقف
ومش بترعوا مشاعري وأنا سينجل كده ف وسطكوا
– أحمد بتذكر: صحيح يا زيزو طمني أخت صاحبك الظابط عملت أيه التحاليل بتاعتها طلعت كويسة ؟
– نجاه وهي تنظر لولدها بتوعد : بنت مين ديه اللي بتتكلموا عليها ؟أبوك يعرف أيه أنا معرفهوش يا زياااد
– زياد وهو يهمس لوالده : ما تلحقني يا حاااج ديه قاالت يا زياااد انقذني قبل ما تقييم عليا الحد
– تحدث احمد موضحا : يا حبيبتي هو قالي امبارح لما كنتي أنتي نايمة واكيد يعني مش هيصحيكي عشان يقولك
– نجاة بفضول: فهموني الأول والحساب بعدين بنت مين اللي بتتكلموا عليها ؟وتحاليل ايه؟
– لكزه والده بقوة مصطنعة قائلا بمزاح: جاااوب على سيادة اللوا نجاة يا متهم
– كتم زياد ضحكته بأعجوبة واجاب والده وهو يؤدي التحية العسكرية أمام والدته : تمام يا افندم
– والدته وهي ترمقه بتحذير حتى يفصح عن الحقيقة كاملة دون مرواغة : زياااااد
– ابتسم زياااد قائلا : حلا يا ماما اللي كنت حكيتلك عنها اخت الضابط اللي مراته كانت تعبانة ف رحلة شرم
– نجاة بتساؤل: مراته اللي طلعت اخته ف الاخر
– زيا ضاحكا : اااه وبعدين احنا مالنا بخصوصيات الناااس
– والده مؤنبا : ولما هي خصوصيات الناااس يا حبيب امك حكيتلنا لييه
– زياد : لا اصلها مش اسرار ولا حاجة عادي يعني
– احمد بسخرية : ااه صحيح عاادي بنقابلهم كل يوم اتنين متجوزين يصحوا الصبح يكتشفوا انهم اخواات
– نجاة بنفاااذ صبر : مش وقتك يا احمد المهم مالها البنت وبعدين مش ديه اللي كانت بتتنمر عليك
– زياد : ما انا حكيتلك يا ماما أني انا كمان كنت بغلس عليها بردو
– نجاة : ايوه ما أنا عارفه مااالها بقا
– زياد: مفيش تعبت شوية وقلقت يكون عندها حاجة وحشة ف طلبت مني المساعدة وأنا بعتها ل حسن عشان يعملها تحاليل وكده
– نجاة متسائلة : حسن ابن خاالتك؟
– اماء زياد رأسه بالايجاب : اه
– نجاة وهي تلوي شفتيها يمينا ويسارا : وملقتش الا الموكوس ده وتبعتهاله
– ضحك زياد على أمه قائلا : وايه اللي وكسه بس يا ماما
– نجاة بتنمر : وهو من امتا حسن الاهبل بقا دكتور وفالح ف حاجة طول عمره اهطل زيك
– ضحك زياد هذه المرة بصخب قائلا : وبتقولي هي بتتنمر عليا اديكي أنتي اللي بتتنمري عليا لأ ومش لوحدي ده أنا وابن اختك كمان
– نجاة : أنا بحبكم والله بس بصراحة مبثقش فيكوا
– زياد بمرح : وديه شهادة اعتز بيها من ست الحبابيب وهو ده الدعم اللي أنا مستنيه
– نجاه : المهم كمل يازيزووو ايه اللي حصل التحاليل طلعت كويسة ؟
– زياد وقد اماء برأسه مرة اخرى بالايجاب ثم قال معقبا : كويسة الحمد لله في شويه انيميا هي زيادة حبتين لكن علاجها سهل بإذن الله
– نجاة متسائلة: طب فين المشكلة بقااا ؟
– اختفت الابتسامة من على وجه زياد قائلا : المشكلة انها المفروض تعمل رنين عشان نطمن اكتر لأن هي قالت أن في أعراض تانية زي الصداع والزغللة وديه حاجات لازم نطمن أنها بسبب الانيميا لكن هي خايفة وطلبت مني آجي معاها وأنا مقدرتش اقولها أي حاجة غير إني موافق
– نجاة بعدم فهم : بردو فين المشكلة ف أنك تروح معاها أنتا مش دكتور؟
– زياد: دكتوور بس أنا مش هكون معاها بصفتي دكتور المشكلة انها رجعت كلمتني تاني وقالتلي مروحش معاها عشان مينفعش أنا وهي نبقا لوحدنا وكمان من قبل ما هي تكلمني أنا كنت بفكر ف كده أزاي اروح معاها من ورا اخوها وهو لسه بيقولي من يومين أنه بيثق فيا ثقة كبيرة وكمان هو لو عرف أنها جت معايا من غير ما تقوله هيزعل منها جااامد وف نفس الوقت أزااي اقولها لا بعد ما طلبت مني ؟ أزااي اسيبها لوحدها وهي خايفة أنا مش عارف أعمل ايه ولا اتصرف أزاااي
– أحمد بعد لحظات من التفكير توجه ببصره تلقاء ولده متفحصا ثم تسائل مباشرة وهو ينظر داخل عيناه: أنتا بتحبها ؟
– تنهد زياد تنهيده عاليه ولم يطل التفكير وقال بخفوت : ايوه بحبها مش عارف امتا ولا أزاي بس اكتشفت فجأة إني بحبها
في اللحظة اللي كلمتني فيها وطلبت تقابلني دماغي فضلت تودي وتجيب ف احتمالات غريبة لقتني غيران عليها ولما قابلتها وقالتلي أنها شاكة يكون عندها حاجة وحشة خوفت قلبي اتقبض عرفت انها غالية عندي حتى لو أنا عارف أنها لا يمكن تحبني وأنا بشكل العيال ده
– والدته بانفعال : نعم! مين ديه اللي لا يمكن تحبك مين ديه اللي تطول واحد زيك يا زياد يتجوزها مش عشان أنتا ابني ربنا يعلم بس أنتا راجل مفيش منك
– والده مهدئا إياها : اهدي يا نوجااا على البنت وأنتا يا زياد من أمتا في حاجة ف الدنيا بتهز ثقتك ف نفسك من أمتا بتبص على شكلك وتعلق التعليق السطحي ده أنا وامك ربناك على أنك تحب نفسك وتتقبلها زي ما هية ملناش دعوة بنظرة الناس لينا الأهم هي نظرتنا احنا لنفسنا الحب بيقوي يا زيزو مبيضعفش واللي هيحبك هيحبك زي ما انتا بشكلك وشخصيتك الحلوين أوي ثم اردف بنبرة تحذيرية وقد شدد على كتف ولده بيده واياااك سامعني اياااك يا زياد تقل من نفسك قدام واحدة لان ساعتها هي نفسها هتبصلك بنظرة قليلة الناس بيشوفونا زي ما نشوف احنا نفسنا .. والأهم بقا طالما بتحبها يبقا مينفعش تروح معاها لوحدك لأن غصب عنك هتخون ثقة أخوها بكلمة أو حتى بنظرة
– نجاة بجدال : وكمان مينفعش تروح لوحدها يا احمد وهو بيقولك أنها خايفة
– احمد بابتسامة متفهمة :وهي مش هتروح لوحدها
– زياد ووالدته ف نفس واحد متسائلين : وديه تيجي أزاااي ؟؟
– احمد : هقولكم …..
وفي اليوم التالي بينما كانت حلا بانتظار حضور زياد إذا بها تلمح سيارته تصطف بجوارها لكن يبدو أنه ليس بمفرده
وبالفعل لحظات كان يخرج من الباب الجانبي الاخر رجل لا تخلو ملامحه من وسامة وجاذبية ليست بالقليلة ذو شعر أسود كثيف وقد اختلط الشيب به قوامه معتدل والابتسامة تكلل محياه وكأنها جزء من ملامحه ثوان ووجدت زياد والرجل الآخر يتسابقان نحو الباب الخلفي اشار الرجل له ليبتعد فانحنى له احتراما وتأخر خطوة للخلف بينما الرجل الآخر فتح الباب بحركة مسرحية لتخرج منه سيدة انيقة ذات حجاب محتشم أعلى رأسها وملابس راقية لكنها فضفاضة بيضاء الوجه عيناها شديدة السواد لا تستطيع تحديد عمرها قصيرة القامة لكن الغريب أنها الآخرى بنفس الوجه البشوش والابتسامة الساحرة
في تلك اللحظة انتبه لها زياد فأشار لها بيده ثم اقترب منها بعدما أغلق سيارته وكانا الرجل والمرأة يتبعانه نظرت حلا نحوهما ثم عادت ببصرها له متسائلة عن هويتهما دون أن يخرج السؤال من بين شفتيها فهمها زياد وقال بابتسامته المعهوده وهو يعرفهما إليها :
– نوجا وأبوحميد يا بشمهندسة
لم تفهم حلا من هم بالنسبة له هو فقط أخبرها باسميهما لا بصفتهما أنه أحمق كعادته هذا ما حدثت به نفسها قطع شرودها صوت الرجل الآخر وهو يتحدث مازحا :
– ده على أساس احنا علم مشهورين بقا ام كلثوم وعبدالوهاب مين نوجا وابوحميد دول يا ابني اسمها ماما وبابا وبعدين قول نوجا
وابو حميد براحتك معلش يا بنتي أصل محدش بيصدق اننا امه وابوه ف مبقاش بيقول
– زياد بمزاح: اعمل ايه بس يا بشمهندسة كل اما اقول لحد ماما وبابا ميصدقوش واقعد احلف هما يفضلوا شباب وأنا اللي اتعك فيها
مدت حلا يدها لتصافح والدته واكتفت بايماءة مع ابتسامة لوالده التي أثارت حركتها تلك اعجابه بشدة واخيرا ردت على كلمات زياد بمرح قائلة :
– بصراحة يا دكتور عمو وطنط شكلهم صغير خااالص انهم يبقوا بابا وماما بجد والله متخيلتش نهائي
– ربت والده على كتفه بمرح قائلا : مهو عشان كده مبيحبنيش امشي معاه البنات بيعاكسوني أنا ومش بيسألوا فيه
– وقبل أن يجيبه زياد تدخلت والدته بنظرة صارمة محذرة فتراجع والده وهو يحيط كتفيها بحب قائلا : بس أنا أصلا مبعبرهومش أنا عنيا مليااانة بأحلى ست ف الدنيا هو أنا عندي كام نوجاااا يعني
– كانت حلا تنظر لهذا الثنائي الجميل بانبهار وقد اتسعت ابتسامتها فتحدث زياد لوالديه قائلا بمرح: ايييه يا ابو حمييد نحن هنااا وبعدين مش هنخلص مسلسل العشق الممنوع ده ونشوف اللي ورانا
– والده بمزاح : وايه اللي خلاااه ممنوع يا حبيب ابوك بطل أنتا غيرة بس وكله هيبقا تمام بقيت دكتور وقربت تتجوز ولسة بتغيير على مامتك مني
– زياد بتهكم: كان زماان الغيرة بقا دلوقتي مبقتش نافعة معاكم ثم توجه ببصره تلقاء حلا قائلا بابا وماما يا ستي بيجوا هنا كل 3 شهور يعملوا check up على نفسهم كل فترة والنهارده معاد الفحص بتاعهم وأنا كنت ناسي خاالص ولما قولتلهم معايا حد ونأجل اصروا أكتر ف معلش بقا أنهم جم معايا ثم همس بالقرب من أذنيها بيني وبينك أنا لقيته حل مناسب عشان تطمني ومنبقاش لوحدنا تمام كده
– ابتسمت حلا قائلة بامتنان: تمااام أوووي يا دكتور
تحرك الجميع لداخل المشفى حتى وصلا لمكان غرفة الرنين بينما ذهب زياد ل دفع النقود ف الخزنة بعدما اصرت حلا على اعطائه اياها ولم يرد هو الضغط عليها أكثر فرضخ لرغبتها واخذها منها
عاد زياد وكانت حلا مازالت بغرفة الانتظار وبينما كان يحاول تهدئتها حتى يزول عنها توترها وجد هاتفها يرن من ملامح وجهها المرتبكة خمن أن المتصل حتما حمزة أو والدتها فسألها سؤال يبدو تقريري أكثر منه استفهامي
– حمزة ؟
اكتفت حلا بإيماءة من رأسها فنصحها زياد قائلا :
– مترديش أحسن أنتي محتاجة تكوني هادية والمكالمة ديه هتوترك ف بلاش منها دلوقتي
– حركت حلا رأسها يمينا ويسارا برفض قائلة: مينفعش لازم أرد لو مردتش هيقلق عليا هو حاسس إني مخبية عنه حاجة وكده هيتأكد
فتحت الخط لتجيب على شقيقها قبل أن تستمع لرد زياد وما أن أتاها صوته الحاني وقد بث بها الطمأنينة حينما سمعت همسه باسم تدليلها الذي تحبه :
– حلوتي اللي مكلمتنيش من امبارح العصر ايه اللي شاغلك عني يا قلبي ؟
– ارتسمت اروع ابتسامتها على شفتيها لكن ما عكرها هو اضطرابها ثم قالت بتنهيدة التقطتها أذن حمزة جيدا : مفيش حاجة ممكن تشغلني عنك يا أبيه
لم تعي حلا أنها أثارت قلقه بشدة أولا من تنهيدتها المختنقة التي شعر بها ثانيا لأنها لقبته بأبيه وهي لا تفعل ذلك إلا حينما يشغل بالها أمرا ما أو تحزن منه واحيانا وقت حرجها حاول طمأنه نفسه أنه ربما لم تكن بمفردها لذا حدثته برسمية فتسائل حتى يقطع الشك باليقين :
– أنتي حد معاكي ولا ايه يا حلوتي ؟
ارتبكت حلا أكثر على اثر سؤاله المباغت والذي لم تتوقعه خاصة وهي لم تعتاد الكذب أساسا ف كيف تكذب على حمزة !! لكنها لم تستطع قول الحقيقة خوفاً عليه وعلى والدتها ربما إذا اطمئنت تخبرهما وتطلب منهما مسامحتها على كذبتها التي ما أرادت منها سوى عدم أثارة قلقهما عليها واثارة ذكريات غير ساارة بالمرة إليهما تعلم أن والدتها وأخيها يخافا المرض بشدة منذ فراق توأم حمزة وبعدها مرض والدتها لذا اشفقت عليهما واضطرت لاخفاء الأمر عنهما فقالت بصوت حاولت تغليفه بالمرح:
– ميين هيبقا معايا يعني يا أبيه ما البت يارا مسافرة مع ابوها وامها وباقي الشلة من وقت ما السكاشن خلصت وهما مأنتخين ف البيت
– حمزة متسائلا : مهو حلوتي مقالتليش أن الأبلة يارا مسافرة راحت فين الاستاذة وسابتك لوحدك؟
– حلا بمرح مصطنع : ابوها خدها هي وامها واختها وراحوا يقضوا كام يوم ف السخنه هاااا واخدلي بالك أنتا يا موزة عقبااالك كده
– حمزة بمرح: زي القطط بتاكلي وتنكري هو أنا يا بت مش لسة موديكي شرم الرحلة المهببة اياها المهم أنتي فينك كده ؟
– حلا بارتباك: ف الكلية يعني يا أبيه عندي سكشن مهم
غفلت حلا انها قد اخبرته للتو أن السكاشن قد انتهت لكن حمزة لم يغفل ولم يغفل أيضا عن تردد صوتها وهي تخبره بتلك الكذبة أصبح الآن على يقين أن شقيقته تخفي عليه أمرا فسألها مباشرة بنبرة حاسمة :
– حلا أنتي فين ؟ ومتكدبيش
ادركت حلا أنها لن تفلح في الكذب عليه على الأقل الآن ف حدثته بصدق:
– متقلقش يا مووزة اختك رااجل خليك متأكد أن اختك مش بتعمل حاجة غلط أو بتخون ثقتك بس معلش ممكن أجاوبك بعدين يا سيدي يعني لو عايزة أخبي عنك حاجة معرفش شوية خصوصية يا بشر
– حمزة بقلق: من أمتا بتخبي حاجة عليا ومن أمتا كان في خصوصية بيني وبينك طول عمري سرك
– حلا بابتسامة متوترة: يمكن الأمر ميخصنيش يا مووزة وعد هحكيلك كل حاجة بس ف الوقت المناسب اطمن أنتا بس ومتشغلش بالك ثم اردفت وقد ادارت دفة الحديث مش هنشوفك بقا من ساعت مابقيت سيادة المقدم وأنتا غايب عننا
– حمزة : غصب عني والله يا حلوتي بس ربنا يسهل هاجي بكره بإذن الله
– حلا : بإذن الله أنتا وحشتني أوووي يا مووزة ووحشني حضنك لما تيجي بكره هتبات معانا وتنيمني ف حضنك زي زمان أنا مليش دعوة
– حمزة : عيوني يا قلبي صمت لحظاات ثم نطق أخيرا بقلق
حلووتي خدي بااالك من نفسك عشان خااطري أنا واثق فيكي بس متتأخريش عليا هستناكي تيجي تحكيلي كل حاجة اتفقنا
– حلا وقد دمعت عيناها تأثرا : اتفقنا يا مووزة سلام يا حبيبي
– حمزة : سلام يا حلوتي
أغلق الخط مع شقيقته وقد بلغ القلق منه مبلغه فهي لم ترسل له القبلة التي اعتادت ألا تغلق أي مكالمة بينهما دون أرسالها
بات على يقين أن هناك أمر هااام هااام للغاية تخفيه صغيرته
نهش القلق عقله وقلبه فاتصل ب ندى ربما تعلم شيء لكنها أخبرته أنها لم تنتبه لشيء غريب في تصرفات حلا ربما عدم التواصل معهما كعادتها لكنها لم تلحظ ف الأمر ثمة غرابة واعتقدت انها ربما تمر بظروفها الشهرية لكن حمزة أكد عليها أن تهتم بها وتحاول معرفة ما تخفيه ربما تحدثت معها هي واطلعتها على سرها دونه هو !!
حاول إلهاء نفسه عن التفكير في أمر شقيقته وقرر إجراء مكالمة هامة للغاية كان لابد من إجرائها سلفا لكن لم يتنسى له الوقت الذي يكن فيه بمفرده حتى يقوم بها
أمسك بهاتفه وبحث في قائمة الأسماء ثوان حتى وجد ضالته ضغط على الرقم المنشود لم يطل الرنين لمجرد ثوان بعدها سمع صوت محدثه قائلا برسمية :
– سياة الرائد أوامرك يا فندم
– ضحك حمزة قائلا بمزاح: رااائد اييه بقااا قديمة يا حضرت النقيب مش بقيت مقدم يا شريف
– شريف بفرحة صادقة: حقيقي يا فندم بجد؟ بس احنا هنا في الإدارة منعرفش
– حمزة : مهو القرار طلع واتمضى بس لسه انا مستلمتش الرتبة وساعتها هتتبلغوا إن شاء الله
– شريف : حضرتك تستاهلها والله يا فندم الف مبروووك
– حمزة : الله يبارك فيك يا شريف المهم دلوقتي أنا بكلمك عشان أمر ضروري جدا ولأني واثق فيك ثقة عمياء وعارف أد ايه أنتا بتعمل شغلك صح وبتهتم بكل تفصيلة ف هكلفك بمهمة سرية محدش يعرف بيها غيرنا
– شريف : تحت أمرك يا فندم خير
– حمزة: عايزك يا شريف تروح المستشفى تاخد الرصاصة اللي طلعوها هتلاقيها مع دكتورة تيسير هتقولها أنك جاي من طرفي وأنا هكلمها واعرفها لاأنك جاي ..حضرتك هتاخدها وتوديها للمعمل الجنائي وخليهم يطابقوا الرصاصة ديه مع الرصاص اللي موجود ف سلاح المجموعة اللي قبضنا عليهم ف المهمة وتبلغني بالنتيجة ؟
– شريف بتساؤل : حضرتك شاكك ف حاجة يا فندم ؟
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)