رواية أهداني حياة الفصل الخمسون 50 بقلم هدير محمود
رواية أهداني حياة البارت الخمسون
رواية أهداني حياة الجزء الخمسون
رواية أهداني حياة الحلقة الخمسون
– تنهد حمزة بضيق وتوجه حيث نسمة اقترب منها وهمس لها متسائلا : تحبي أخرج بره ولأ خليني معاكي ؟
– نظرت ارضا بخزي ثم تحدثت بضعف بصوت ربما يسمعه حمزة لأول مرة : اخرج يا حمزة بعد أذنك مش هقدر اتكلم ف وجودك1
-حمزة باستسلام مرغما : مااشي يا نسمة هخرج وهستناكي بره جنب الباب لو احتجتيني اندهي عليا هتلاقيني قدامك وقبل أن يتحرك خارجا عاد لها مرةآخرى متسائلا تحبي ماما تخرج معايا ولا خليها معاكي شوفي اللي يريحك
– نسمة : لأ خلي ماما كريمة معايا
حرك حمزة رأسه مؤيدا ثم تحرك خارج الغرفة وهو يعتصر قبضته بقوة حتى لا يتهور ويقتل هذا الواقف أمامه يترنح فقط رمقه بنظرة لو كانت النظرات تقتل لصرعته في لحظتها
وما إن خرج حتى اقترب حازم من سيد قائلا بصوت قوي وواضح اخترق جسد هذا الوقف امامه فجعله ينتفض فزعا حتى وأن حاول التظاهر بخلاف ذلك :
– بص يا سيد قدامك خمس دقايق مش أكتر يا تعترف باللي عملته لوحدك أو تستحمل بقا اللي هيجرالك واللي بصراحة نفسي فيه أوي لكن اللي منعني عنك هي الدكتورة اللي مصممة تاخد حقها بالقانون ف أيه رأيك يا ابو السيييد نعترف باللي عملناه زي الرجالة ولا نستخبى وننكر زي النسوان
– تحدث سيد بصوت مرتعش منكرا : أعترف بايه يا باااشا أنا معرفش مين ديه اصلا وأول مرة أشوفها حالا أنتو عايزين تلبسوني أي مصيبة ولأ أيه يا باشااا ولا هو دايما كده بتيجوا على الغلبان و…
– قاطعه حازم بصوت جهوري صارخ وهو يمسك بتلابيبه : لأ يا رووووح امك الاسطوانه ديه تعملها ف حتة تانية شكلك متعرفنيش ودخلت دخلة غلط يا سيد اسأل عني قبل ما تهرتل بأي كلااام انطق يلااااا
– استمر سيد في انكاره قائلا بدفاع : ياباشا والله ما أعرفها ومعرفش مالها ولا ايه اللي حصلها صدقني يا باشا لوكنت عملت حاجة كنت اعترفت بيها علطول
– حازم وهو يضغط على حروف كلماته قائلا بهدوء ما قبل العاصفة : يعني مركبتش الاسانسير معاها ولا اتحرشت بيها ولا حاولت تعتدي عليها
– سيد بصدمة مصطنعة : أيه !! اتحرشت بمييين وكنت هعتدي على مين يا باشاااا ده أيه المصايب اللي بتتحدف على الواحد ديه خليها تشوف مين اللي عمل فيها كده شوفلكوا حد غيري تلبسوهاله
– شكلك محتاج حاجة تفكرك يا سيد
وقبل أن يعي الأخير ما يقصده حازم وجد صفعة قوية تلامس وجنته كان يظن أن فاعلها هو الضابط الواقف أمامه لكن ما إن فاق من صدمته حتى علم انها هي من فعلتها لم يتخيل قط أن تلك الصفعة القوية من أصابع انثى أو ربما لم يعي يوما القوة التي يمكن أن تكون عليها أنثى مقهورة سلبها أحدهم مالا تريد
ثارت ثائرته وهاج وما إن هم بالاقتراب منها حتى كبله حازم بحركة سريعة ف ظل يصرخ سيد بهياج قائلا :
– سيبني يا باشا اخد حقي مش سيد ربيع اللي واحدة تمد ايديها عليه ثم اردف دون تفكير مهو لو كنتي واحدة محترمة مكنتيش رجعتي بيتك ف وقت متأخر زي ده
– صرخت به نسمة بقوة : محترمة غصب عنك يا حيوااان
وأثناء صراخهم سمع حمزة صوت نسمة القوي في وقفته ف الخارج فدخل بسرعة دون استئذان واندفع بقوته تجاه المدعو سيد ولكمه بكل قوته فنزفت أنفه على الفور فصرخ الأخير بهياج وهو يحاول التملص من بين ذراعي حازم موجها حديثه لحمزة قائلا :
– بدل ما كنت تعمل راجل عليا كنت اعمل راجل على حريمك بدل ما تسيبوهم في الشوارع بلبسهم ده ولبعد نص الليل وف الأخر تلوموا المحرومين وتجيبوا الحق عليهم ثم صرخ اكثر وقد فقد السيطرة على عقله تماما :ايوه لمستها واتحرشت بيها ايه هو أنا صنم أنا واحد عدا الاربعين ومش عارف يتجوز ولا هيعرف عشان متعلق ف رقبتي كوم لحم مطلوب مني أنا واللي زيي نغمض عنيا عن حريمكم اللي طالقنهم ف الشوارع والمفروض اننا نتحكم ف نفسنا عشان حريتهم وأكيد أنا مش أول واحد يقربلها ومتحسسونيش أنها خضرا الشريفة الست المحترمة مبتلبسش كده ولا بتفضل بره بيتها للوقت ده ومحدش بيقربلهم ما أنا عندي اخوات بنات عمر ما حد اتعرضلهم
كان حمزة على وشك التهجم عليه وضربه مجددا لكن حازم طلب منه الخروج مجددا خرج الأول مرغما رضوخا لرغبة صديقه ولانه علم انه لو بقى لحظة فلن ينتظر كلمة اخرى من هذا الحقير وسيقتله في الحال
أما حازم فما إن خرج صديقه حتى تحدث ل سيد بنبرة ساخرة:
– لأ بيتعرضولهم يا سيد بس مش بيقولوا ولا هيقولوا حتى لو لابسين خيمة بردو هيلاقوا كلاب زيك يتعرضولهم عشان اللي بيعمل كده ف واحدة مبتفرقش معاه هي لابسة ايه ولا شكلها ايه هو حيووان شهوته اتحكمت فيه والهباب اللي بتطفحوه بيخليك مش ف وعيك وممكن تعمل كده حتى ف أخواتك البنات وممكن امك كمان والله
دقات منتظمة على الباب بعدها سمح حازم للطارق بالدخول وما إن أدى العسكري التحية العسكرية حتى أعطى الاول تقرير قائلا :
– تفريغ الكاميرا بتاعت الأسانسير وصل يا باشا
– حازم بابتسامة ماكرة فهو يعلم أن المصعد ليس به كاميرات من الأساس وكاميرات المراقبة الموضوعة في المحال أمام البناية لن تظهر اكثر من دخول وخروج المتهم فقط لكنها ليست دليل على فعلته وما يحدث الآن ليس إلا مجرد خطة منه للايقاع بالمتهم حتى يقر بما اقترفه فقال محدثا العسكري :
– قولنا كده يا ابني فيه ايه ؟
– العسكري تنفيذاً للخطة التي بينه وبين حازم قائلا : المجرم ظاهر فيه حضرتك وهو بيحاول يعتدي على الدكتورة وبيهددها بالمطوة اللي معاه
-هنا نظر حازم لسيد قائلا : ها يا ابو السيد هتعترف باللي حصل كله يمكن الاعتراف يقلل عقوبتك ولا هتفضل على انكارك وبردو هتتحبس
-سيد باستسلام : خلااص يا باشا هعترف بس والله يا باشا أنا مكنش ف نيتي أأذيها هي اللي ظهرت قدامي وأنا مكنتش ف وعيي ومعرفش أزاي عملت كده
وبدأ سيد في الاعتراف بكل ما حدث من بداية دخوله المصعد وحتى خروجه منه وهو يلهث
لم تكن تلك الدقائق بالهينة ابدا على نسمة التي تقف في مواجهة هذا الحقير تستمع لما يقوله وكأنها مضطرة على معايشة الواقعة مرة آخرى واخيرا انتهت المهمه الثقيلة حينما انهى سيد اعترافه ومضى عليها وأمر حازم العسكري بوضعه في الحجز حتى يتحول للنيابة صباح الغد وما إن خرج من الحجرة دخل حمزة وقد هاله منظر نسمة فقد كانت في حالة يرثى لها العرق يغطي وجهها بأكمله أنفاسها متسارعة عيناها شاردتان نظر لحازم متسائلا فأجابه بصوت خفيض أنها حتما متأثرة بما حدث وما قيل أمامها من اعترافات المتهم ثم تحدث لنسمة قائلا :1
-هتنتظرى استدعاء من النيابة في خلال اليومين الجايين بإذن الله يا دكتورة
-أجابته نسمة وقد خارت قواها تماما: بإذن الله شكرا لحضرتك
-حازم : على ايه بس يا دكتورة ده واجبي غير طبعا أن حمزة اخويا تشرفت بمقابلتك وإن كنت اتمنى انها تكون في ظروف افضل لكن معلش متعوضة بإذن الله
-نسمة : بإذن الله ثم تحدثت لحمزة قائلة لو سمحت يا حمزةممكن نروح لأني محتاجة ارتاح جدا
– حمزة : أكيد طبعا يلا بينا بعد أذنك يا حازم هكلمك
-حازم : ماشي يا باشا مع الف سلامة طب تحبوا اوصلكوا
– حمزة: لا تسلم يا حبيبي معايا العربية سلاام
-حازم : في أمان الله مع السلامة يا أمي
– ردت كريمة بحبور: الله يسلمك يا حبيبي من كل شر
خرج ثلاثتهم من مكتب حازم الذي أصر على اصطحابهم حيث سيارة صديقه وانطلقوا عائدين إلى منزل كريمة
وما إن وصلوا حتى استقبلتهم ندى بخوف وقلق وهي تحتضن شقيقتها متسائلة :
-ها طمنوني عملتوا ايه ؟جابوا الحقير ده ولا هرب ؟
-اجاب حمزة نيابة عن نسمة التي لم تقو على الرد على شقيقتها: اه ياندى قبضوا عليه المهم دلوقتي خدي نسمة الحمام تاخد شاور دافي يهديها عشان تعرف تنام
استجابت ندى لكلمات حمزة وتوجهت مع شقيقتها نحو المرحاض لتساعدها في أخذ حمام دافيء لعله يزيح عنها بعض من ألمها على الرغم أنها تعلم أن الألم يكمن في داخلها لا في جسدها فقط…..
بعد مرور بعض الوقت بينما كان حمزة يجلس شاردا وجد ندى أمامه وقد اقتربت لتجلس بالقرب منه لم تتحدث فقط جلست صامتة
نظر لها متسائلا :
– ها نسمة عاملة ايه ؟ نامت ؟
– ندى وقد زفرت بيأس قائلة : مش كويسة خاالص يا حمزة حاولت تقنعني أنها نامت بس أنا متأكدة أنها صاحية لكن محتاجة تقعد لوحدها اللي مرت بيه اكيد مش سهل مهما كانت قوتها
– حمزة وهو جالس وقد استند بمرفقيه على فخذيه واضعا وجهه بين كفيه ناظرا للارض غير قادر على مواجهة نظرات ندى أو غيرها : سيبيها براحتها بس اتطمني عليها كل فترة أنا هدخل أنام أنا كمان وأنتي يا ندى روحي نامي كلنا محتاجين نرتاح بعدالليلة ديه
– ترددت ندى قليلا قبل أن تتحدث قائلة : حمزة أنتا عملت الصح متزعلش أنا فاهمة أنتا حاسس بإيه كويس احنا ملناش غيرك وطول ما أنتا معانا هنبقا ف أمان
هز حمزة رأسه عدة مرات ثم استقام واقفا وقال منهيا الحديث الليلة :
-تصبحي على خير يا ندى
– لم ترغب ندى في الضغط عليه أكثر فـأجابته بهدوء :وأنتا من أهل الخير
وبعد عدة أيام بينما كانت حلا في حجرتها جالسة تقرأ في احدى الكتب كعادتها في الأيام السابقة وجدت اتصالا هاتفيا من زياد فتحت الخط على الفور
– ازيك يا دكتور
– زياد : الحمد لله يا بشمهندسة بقولك أيه أنتي في البيت؟
– حلا :ايوه بتسأل ليه ؟
– زياد : طيب أنا تحت البيت بس في الشارع اللي وراكم اللي جتلك عنده المرة اللي فاتت ممكن تنزليلي ثواني
– حلا وقد تضاعفت ضربات قلبها حتى كادت تصم أذنيها : ليه ؟ نتيجة الرنين طلعت وفيها حاجة صح ؟
– زياد بسرعة : لأ والله خير متقلقيش يا بشمهندسة بس في حاجة محتاج اشرحهالك ومش هتنفع في التليفون على العموم متخافيش هما خمس دقايق بس
– حلا بقلق : حاجة ايه طيب ؟
– زياد: ماقولتلك لما اشوفك هفهمك
– حلا : حاضر خمس دقايق وهنزلك مش هتاخر
– زياد : تمام في انتظارك
أغلقت حلا الخط وهي لديها شبه يقين أن هناك شيئا يخفيه زياد شيئا ما في صوته أخبرها أن ليس كل شيء على ما يرام كما ادعى
ارتدت ملابسها سريعا واستأذت والدتها انها ستنزل لشراء بعض الاشياء التي تلزمها من المكتبة القريبة
لحظات وكانت أمام سيارة زياد الذي ما إن رآها حتى نزل من السيارة على الفور وفتح لها الباب الذي يجاوره وما إن خطت قداماها داخل السيارة وركب هو مجددا حتى تسائلت بلهفة :
– ها يا دكتور عايز تقول ايه ؟
– زياد : بصي يا بشمهندسة الحمد لله نتيجة الرنين طلعت مفيهاش حاجة خطيرة لكن بردو في حاجة لازم ليها علاج
– حلا بتوتر : حاجة ايه ؟ممكن تقول كلامك كله مرة واحدة أنا أعصابي مش مستحملة بجد
– رفع عيناه بنظرة سريعة لها وقد هاله القلق والخوف الباديان عليها فأخفض بصره سريعا ثم قال دفعة واحدة : في ورم حميد في المخ ومفيش منه أي خطورة خاالص هيتعمل عملية وهنستأصله ومش هيأثر على أي حاجة
صمت شملهما ل ثوان بعد انتهاء جملته تلك وما أن استمر الصمت ولم يجد أي رد فعل منها تحدث محاولا اخراجها من حالة الصدمة التي يبدو أنها تمر بها الآن :
– بشمهندسة والله مفيش حاجة تقلق أنتي سمعاااني الموضوع مش خطيير خاالص اطمني
– حينئذ رفعت وجهها إليه تتوسله بعيناها أن يخبرها بالحقيقة فأقسم مجددا : والله العظيم يا بشمهندسة الموضوع مش خطير والورم حميد وحجمه مش كبير أوي ولا حاجة والعملية هتكون بسيطة بس لازم حمزة يعرف عشان يكون معاكي وجنبك
– وكأنها استفاقت دفعة واحدة فتحدثت برفض قاطع : لأ لأ مش لازم حمزة يعرف دلوقتي على الأقل
– زياد محاولا إقناعها : طيب أنا ممكن أكلمه وأعرفه أنا متقلقيش
وقبل أن تجيبه حلا وجد من يفتح الباب الخلفي للسيارة متسائلا :
-يا ترى هتعرفني أيه يا دكتور ؟ وأنتي قلقانة من ايه يا حلا ؟؟
– حلا بتوتر : ابيه ! أنتا عرفت منين أني هنا ؟
-حمزة : مش مهم عرفت منين الأهم بتعملي ايه ف عربية الدكتور ؟؟ وايه الموضوع اللي أختي هتخلي حد غيرها يعرفهوني عشان قلقانة تقولي هي!
– زياد : مفيش حاجة يا حضرت المقدم ده موضوع بسيط وإن شاء الله ك…..
– قاطعته حلا قائلة بسرعة : مفيش حاجة مهمة يا أبيه كل الحكاية الدكتور طلب أنه يتقدملي وأنا كنت محتاجة وقت أفكر وقولتله ميتكلمش معاك دلوقتي عشان الظروف وكده بس ده الموضوع2
تسمر زياد في مكانه ولم يستطع الاتيان بأي رد فعل
صدمه اجتاحت كيانه فقلبته رأسا على عقب للدرجة التي ظن فيها أنه أخطأ السمع أو ربما اصابه صمم مفاجيء فهيأ له عقله ما يتمناه فسمعه لكن الصدمة الواضحة ايضا على وجه حمزة وملامح حلا التي ترجوه بعيناها أن يوافق على كذبتها ولا يخبره بحقيقة الأمر كل هذا أكدوا له ما سمعه
فاق من ارتباكه وصدمته على صوت حمزة يتسائل بعدم تصديق قائلا :
– يا سلااام يعني الدكتور عايز يتقدملك وأنتي بتفكري ومش عايزاه يقولي عشان الظروف طب وأنتي مقولتليش ليه من أمتا بتخبي عني حاجة وأصلا ليه يا دكتور كلمتها هي مجتش قولتلي أنا علطول
– حاول زيادة مجاراة حلا في كذبتها فتحدث مبررا : أنا حبيت آخد رأيها الأول يعني عشان ميكونش في إحراج ليا أو ليك لو هي موافقتش
كان زياد يحاول بترتيب كلماته جيدا وأن ينتبه لنبرة صوته لكنه غفل عن حركات جسده التي أخبرت حمزة أن في الأمر ثمة كذب وربما أن الأمر كله برمته كذب لكن السؤال الذي ظل معلق في ذهنه لم تضطر شقيقته للكذب عليه ولما يجاريها الطبيب في ذلك ما هو الأمر المستتر بينهما وترفض حلا الإفصاح عنه بل وتضطر لاختلاق مثل تلك الكذبة حتى لا يعرف الحقيقة والتي حتما هي أمر جلل وإلا ما اضطرت شقيقته للكذب عليه وهي لم تفعلها من قبل ؟!
نقل حمزة بصره بينهما ربما استطاع أن ينفذ داخل أعماق كليهما ليكتشف الحقيقة بنفسه لكن كلاهما هرب بعينيه كأنهما خشيا من انكشاف أمرهما
ساد الصمت بين ثلاثتهم لثوان قطعها الأول قائلا :
– لولا إني واثق أن اختي لا يمكن تعمل حاجة غلط وأنك يا دكتور شخص محل ثقة كان هيكونلي رد فعل تاني خاالص على اللي حصل بس هعتبر اللي حصل حصل بحسن نية لكن حسن النية عندي مرة واحدة بس واتمنى اللي حصل ميتكررش وإلا هيكون في رد فعل تاني خاالص وعلى الفكرة الكلام ليكوا أنتو الاتنين ودلوقتي بقاا اتفضلي قدامي يا ست حلا ثم عاد ببصره لزياد قائلا وحضرتك يا دكتور لما تبلغني بقرارها النهائي هكلمك وابلغك بيه ونبقا ساعتها نشوف الخطوات الجاية ايه بعد أذنك
انهى حمزة كلماته لكليهما ثم فتح باب السيارة وخرج منها وانتظر حتى خرجت شقيقته هي الآخرى ثم تحرك مبتعدا عنها لأول مرة دون أن يسير بجوارها كما اعتاد دوما أن يفعل معها حاولت حلا ان تهتف باسمه حتى ينظر إليها أويتحدث معها قائلة من خلفه:
– أبيه أرجوك متزعلش مني أنا….
– قاطعها حمزة بنبرة صارمة دون أن يلتفت لها : لو سمحتي متتكلميش لحد ما نطلع البيت تمام
علمت من نبرته تلك أنه لن يستمع لكلمة أضافية منها ففضلت اللجوء للصمت والانصياع لما أمر به وظلت تفكر بينها وبين نفسها في سيناريو تجيد حبكته لاقناع حمزة بسبب منطقي لاخفائها ما تم بينها وبين زياد وتلقائيا راح عقلها هناك حيث زياد فقد تعجبت من نفسها حينما اطلقت تلك الكذبة وكأن عقلها الباطن هو من اطلقها لقد نطقت بما قالت دون تفكير مسبق وصدمت ما إن تفوهت به
لم يكن في الوقت متسع لأن تحلل أكثر ما حدث لانها قد وصلت بالفعل أمام بنايتها صعدت مع حمزة ف المصعد والصمت والتوتر يغلف الأجواء بينهما لأول مرة وما إن دخلا من باب الشقة كانت والدتها في المطبخ دخل حمزة وألقى عليها السلام وقبل يديها كما اعتاد أن يفعل دوما ثم سأل عن ندى ونسمة وهو يعلم انهما قد خرجا معا للتمشية ربما تفرغ الأخيرة الطاقة السلبية التي تملأها منذ يوم الحادث وتفاقمت اليوم بعد تحقيق النيابة
فقد كان معهما اليوم وما إن انتهى التحقيق اقترح على ندى أن تأخذ شقيقتها للتنزه بمفردهما لعلها تستطيع تغير حالتها المزاجية السيئة التي باتت تلازمها منذ يوم الحادث وعاد هو للبيت وحينما وصل اسفل البناية لم يجد المكان الذي أعتاد أن يركن فيه سيارته فارغا فقرر أن يركنها في الشارع الجانبي الذي يقع خلف بنايتهم وقبل أن ينزل من سيارته لمح شقيقته وهي تركب سيارة أحدهم وحينما هبط من سيارته وقترب أكثر منهما علم هوية قائد السيارة الذي لم يكن سوى الطبيب زياد فاقترب منهما واستمع للجملة الأخيرة التي قالها الطبيب لشقيقته فلم ينتظر أكثر وركب السيارة ليستفهم عما يحدث وعن سبب وجود حلا في سيارة زياد بمفردهما ؟؟
عاد من شروده على صوت والدته وهي تخبره أن ندى اتصلت بها واخبرتها انها ستتناول مع شقيقتها الغداء في الخارج فأخبرها أنه سيتحدث مع حلا في غرفته قليلا حتى تنهي اعداد الطعام
شعرت كريمة بذرات التوتر في الأجواء لكن لأنها تثق في حكمة ورجاحة عقل ولدها وفضلت ألا تتدخل وهي تعلم أنه كفيل بأنهاء أي خلاف أو توتر بينه وبين شقيقته التي قد لاحظت تغييرها في الفترة الماضية لكنها أيضا لم ترغب في فرض نفسها على مساحتها الخاصة فهي قد ربتهما على الصراحة والحرية المشروطة بعدم تجاوز الحدود وتعلم ان ابنتها لن تخفي عليها شيء فقط ربما تنتظر الوقت المناسب لتتحدث معها وربما قررت التحدث مع شقيقها أولا فلتتركهما على راحتهما …
دلف حمزة ل غرفته التي سبقته إليها شقيقته وما إن تلاقت أعينهما حتى تنفس بعمق وأخرج زفيره ببطء ثم تحدث قائلا :
– ها ممكن أفهم بقا من امتا بتخبي عني حاجة ؟وليه أصلا ؟
– حاولت حلا الثبات وألا ترتبك حتى لا يكشفها حمزة: يا ابيه أنتا عارف الظروف اللي بنمر بيها و..
– نهرها حمزة قائلا : حلا متتحججيش بالظروف لأنك متغيرة من قبلها فاكرة يوم ما كلمتك وقولتي أنك في الجامعة وبعدها قولتيلي هبقا
اعرفك بعدين وده كان قبل أي حاجة حلا لو سمحتي مش عايز غير الحقيقة
– حلا بتفكير: فعلا يا ابيه يومها هو كلمني بس أنا مكنتش عارفة أقولك أيه لأني مكنتش عارفة أحسم الأمر جوايا ومازالت مش عارفة عشان كده كنت سايبة لنفسي الوقت للتفكير
– حمزة بعدم تصديق: من أمتا ؟؟ هااااا فهميني يا حلا من امتا !!طول عمرك لو حسيتي بمجرد مشاعر ناحية حد أو أي حد صارحك بمشاعره كنتي بتيجي جري تحكيلي ثم ضرب على المكتب الموضوع أمامه بصوت عال أجفل تلك الواقفة أمامه : ليه مصرة تكدبي عليا حتى بكلام مبتفكريش قبل ما تقوليه ثم ضحك ساخرا وأردف طب خليني معاكي للآخر حضرتك مكنتيش عارفة تحددي مشاعرك من الأول أصلا أزاي وافقتي تقابليه من قبل ما تعرفي هوعايزك ليه ومن غير تقوليلي يا حلا أزااااي اقنعيني
– تحدثت حلا دون وعي منها : عشان أول مرة احس بالمشاعر ديه ناحية حد وكنت متلخبطة ومش عارفة أنا بعمل أيه
– حمزة بشك : تقصدي أنك حبتيه ؟ امتا ؟؟ وانتي من كام يوم ساعت الحرامية مكنتيش عايزة تتصلي بيه تعتذريله حتى ولولا إني غصبت عليكي مكنتيش اتصلتي ولا عبرتيه فجأة حستي أنك بتحبيه
– حلا بانفعااال : لأ ..لأ طبعا محبتوش أنا قولت أول مرة احس بالمشاعر ديه مجبتش سيرة الحب أنا
– حمزة : ماااشي خليني وراكي للآخر كلمك وعرفك واتلخبطتي وقابلتيه وكل الكلام الغير مقنع بالمرة ده طيب واخرتها هاا موافقة يجي يتقدملك ولا رافضاااه ؟
– حلا بارتباك : لأ لأ يا ابيه
– حمزة : هو ايه اللي لا رافضااه يعني
– حلا : مش قصدي كده يعني أقصد إني لسه بفكر ولما اوصل لقرار هبلغ حضرتك
– حمزة متنهدا بضيق: ماااشي يا حلا فكري براحتك هسيبك بمزاجي لأني عمري ما غصبت عليكي وخليكي فاكرة اخوكي دايما ف ضهرك ومعاكي ف أي وقت ومش هتلاقي حد يخاف عليكي ادي ومتهيألي أنك عارفة ده كويس
– حلا متسائلة : ابيه هو أنتا مش مصدقني ؟
– حمزة مبتسما بسخرية : مش لما أنتي تصدقي نفسك أصلا أنتي عارفة من ساعت مشوفتك معاه في العربية وأنتي قولتي كام مرة يا ابيه
– حلا بارتباك : أنا بس يعني ….
– حمزة وقد تنهد باستسلام قائلا : متقوليش حاجة دلوقتي يا حلا أنا عارف أنك مش مستعدة دلوقتي تقوليلي الحقيقة كلها هسمعك بس وقت ما تكوني هتتكلمي معايا بصراحة زي ما احنا متعودين
أنهى جملته وخرج من غرفتها ثم اغلق الباب خلفه دون انتظار ردها أما هي فجلست على فراشها وقد وضعت يدها على صدرها محاولة تهدئة أنفاسها المتهدجة والتفكير فيما أوقعت نفسها به
ترى ماذا عليها أن تفعل لابد أن يصدق ما قالته له وإلا لن يهدأ له بال إلا إذا علم بالحقيقة كلها وما اقساها عليه أنها تخشى عليه أكثر من خوفها على نفسها لا تريده هو بالذات أن يتعرض لمشاعر الخوف من الفقد مجددا يكفي ما فقدهم حتى الآن فلتتحمل هي قليلا وحدها حتى تنهي الأمر ثم تخبره بالحقيقة كامله لكن عليها أيضا أن تتحدث مع زياد …..
أما على الجانب الآخر كانت هناك جلسة أخوية آخرى لكن عكس تلك الجلسة فقد غلب عليها الصمت
كانت نسمة وندى جالستين سويا في إحدى المطاعم المطلة على النيل
كانت الأولى صامتة شاردة بينما كانت الآخرى تفكر بماذا تفعل من أجل شقيقتها حتى تخرجها من حالتها تلك
تأملتها بشفقة وحنو في جلستها الهادئة تلك التي لا تشبهها مطلقا هل هذه هي شقيقتها المرحة المحبة للحياة والتي لا تفارق البسمة شفتيها تعلم أنها اليوم كانت مشدودة الاعصاب بشكل كبير بسبب تحقيقات النيابة
وقد أصرت اليوم أن تحضر معها ولا تتركها وأمام أصرارها لم يستطع حمزة الرفض خاصة أنه شعر بمدى احتياج نسمة لشقيقتها لتبقى جوارها
تذكرت ندى اللحظات العصيبة التي مرت عليهم هناك
خاصة حينما اضطرت نسمة الادلاء بأقوالها مرة آخرى وسرد ما حدث تلك الليلة المشئومة والأصعب حينما خرجت من مكتب رئيس النيابة حينما قابلتها السيدة المسنة وهي تقترب من شقيقتها لتقبل يدها وهي ترجوها أن تتنازل عن البلاغ التي تقدمت به حتى لا يسجن ولدها ظلت ترجوها طويلا وهي تعتذر لها عما حدث منه وتبرر فعلته أنه لم يكن في وعيه حينما فعل ما فعل اخبرتها انه عائلهم الوحيد ولن يستطعن العيش بدونه
وعلى الرغم من تأثر نسمة الشديد بحالة تلك المرأة لكنها لم تستطع السماح والتنازل عن حقها
وفي تلك اللحظة وبينما هي شاردة فيما حدث صباح اليوم تحدثت نسمة لشقيقتها متسائلة:
– تفتكري يا ندى المفروض اتنازل عن البلاغ ؟
– ندى دون تفكير :لأ طبعااا أوعي تتنازلي ده حقك غير كده لو اتنازلتي المرة دي هو مش هيتعلم وهيعمل كده مع غيرك وممكن يحصل اللي اكتر من كده
– قاطعتها نسمة بشفقة : بس الست امه صعبت عليا أوي هي وأخواته البنات شكلهم غلابة أوووي
– ندى : كانوا المفروض صعبوا على ابنهم اكتر كان لازم يفتكرهم قبل ما يقرب منك ويحاول ياخد حاجة مش بتاعته
– نسمة وهي تنظر إلى الطاولة أمامها دون أن تقوى على رفع عيناها لمواجهة شقيقتها : عارفة يا ندى إني كنت هتنازل خلاص بس لما سمعت كلام واحدة من اخواته مع واحد كانت واقفة معاه عني اتراجعت
– ندى بتساؤل : كلام ايه اللي قالته عنك ؟
– نسمة بارتباك : قالتله ما هي اللي شكلها شمال أنتا مش شايف لابسة ايه ده أنا لو راجل كان زماني عملت زي سيد الراجل اللي كان معاها قالها عندك حق والله بس هنعمل ايه ما هما عشان واصلين وليهم ضهريعملوا اللي هما عايزينه ويقولوا انهم مبيغلطوش مهو لو اللي معاها ده راجل مكنش خلاها ماشية كده على حل شعرها لانصاص الليالي صمتت نسمة لثوان ثم رفعت عيناها لشقيقتها بتساؤل خجل :
– هو أنا استاهل اللي حصلي يا ندى ارجوكي قوليلي الحقيقة أنا استاهل ؟
– ندى بثقة ودون تردد: محدش أبدا يستاهل أن حاجة تتاخد منه بالغصب ممكن انتقد شخص ف لبسه ف أسلوبه ف حياته لكن مش ممكن ابدا ده يبرر لحد تاني اللي حصل معاكي ابدااا
– نسمة بابتسامة باهتة : عارفة يا ندى أنا سمعتك النهاردة وأنتي بتتكلمي مع البنات في فصلك لما كنت مستنياكي بره عشان نروح النيابة سوا سمعتك وأنتي بتتكلمي معاهم عن الحجاب الصح واللبس الشرعي بطريقة فيها حب وود خلتني اتمنيت ارجع زيهم واسمع منك نفس الكلام بنفس الطريقة أكيد كانت حاجات كتيير هتتغير ليه يا ندى متعاملتيش معايا زيهم ليه كنتي دايما بتوجهيني بحزم واسلوب قاسي كان بيخليني اعند …..
– حاولت ندى مقاطعتها :أنا …
لكن نسمة أشارت لها بيدها أن تتوقف ثم اردفت بابتسامة :
– صدقيني أنا مش بلومك على اللي أنا فيه لأني عاقلة وكبيرة كفاية للدرجة اللي تخليني اعرف أن اللي أنا فيه غلط وعارفة أنه غلط بس ممكن تقولي مكنتش متخيلة انه غلط للدرجة ديه لما كنتي بتفهميني أن المتبرجات مكانهم النار كنت بحس بمبالغة وكنت شايفه أنك بترهبيني مش أكتر ويمكن لأن بنات كتيير حوالينا بيلبسوا زيي فقولت عادي مجتش عليا مش معقولة ربنا هيدخلنا كلنا النار ولما كنت بسمع كلام ماما كنت بقول مش معقول يعني ماما مش هتحبني أو هتخاف عليا اتعميت بمزاجي عن أني اشوف الحقيقة عشان أكون جميلة في عيون الناس صدقيني مكنش همي ابداا الرجالة بس كنت حابة احس إني جمييلة زي ما كانت ماما بتقولي ولما كنت ببص على لبسك الواسع وحجابك الطوييل كنت بحس أنه مخبي جمالك وكنت بتضايق منه ومكنتش عايزة ابدا ابقا زيك مكنتش حاسباها مسألة حرام وحلال كنت شايفاها اني بهتم بنفسي وبمظهري وبإني أظهر أنوثتي صمتت للحظات ثم تسائلت تفتكري ربنا غضبان عليا وبيعاقبني يا ندى ؟
– ندى بابتسامة : وليه متقوليش بيحبك وبيفوقك
– نسمة بتساؤل : أزاي بيحبني ؟
– ندى: طبعا بيحبك ربنا إذا أحب عبدا ابتلاه وعشان عارف اد ايه أنتي قلبك ابيض ونيتك سليمة ..أنتي من جواكي حلووة اوي يا نسمة وربنا مطلع على قلوبنا وعارف اللي جواها اراد يبعتلك ابتلاء صغير يفوقك حب يرجعك ليه حب يسمع صوتك وأنتي بتدعيله ،أراد أنك تراجعي حساباتك من تاني وتكتشفي لوحدك الغلط فين وتصلحيه بس المهم يا نسمة هو أننا نتعلم الدرس وأنك تتغيري وأنتي مقتنعة وراضية والأهم تعملي ده عشان ربنا يكون راضي عنك وممكن تبقي جميلة وانتي بردو ملتزمة بحجابك وبلبسك الشرعي الصح للأسف مامتك هي اللي اقنعتك انه البنت متكونش جميلة إلا باللبس الضيق والكعب العالي والميكب وكل الحاجات اللي تغضب ربنا ديه وبعدين عايزة تلبسي كده البسي في البيت كل اللي يعجبك وبعد اما ربنا يكرمك وتتجوزي البسي ده لجوزك ووقت متلتزمي من قلبك ربنا هيحبك اكتر وهتحسي بحلاوة تانية خااالص رضا ربنا عليكي هيبان على ملامحك3
– زفرت نسمة باختناق : ندى ممكن نروح أنا محتاجة ابقى لوحدي
– ندى بتفهم : ماشي يا حبيبتي يلا بينا
……………
وفي منزل آخر كان هناك من هو على وشك اقتراف جريمة قتل في احداهن لم يكن هذا الشخص سوى عمر الذي كان يستمع لشقيقته الغاضبةمحاولا تفهم سبب غضبها من كلماتها السريعة وصوتها العال فصرخ بها قائلا :
– باااااس استوووب أنا مش فاهم منك ولا كلمة وصوتك ده نفسي افهم عالي كده ليه ؟ هو حد مفهمك أن اخوكي اطرش بالراحة كده وفهميني مالها المدرسة ياست سلمى مش عجباكي ف أيه يا اختي متكونيش عايزانا نفصلك مدرسة على مزاجك
– سلمى بعصبية : أنا مش عايزة المدرسة ديه بالذات يعني خلاااص ضاقت الدنيا ورايح توديني المدرسة اللي فيها مرات حمزة الجديدة لأ وكمان تكون بتدرسلي أنتا عايز تحرق دمي وتضايقني وخلاااص يا ابيه صح
– عمر محاولا فهم ما تقول شقيقته الحمقاء : مدرسة ايه ومرات حمزة مين وبعدين انتي مالك أصلا واحرق دمك ليه أنتي هبلة يا سلمى
– سلمى : يا سلام يعني حضرتك مش عارف أن ندى مرات حمزة صاحبك شغالةمدرسة في المدرسة اللي نقلتني فيها
– ضرب عمر على جبهته بتذكر قائلا بتساؤل : هي ندى طلعت بتدرس للفصل اللي انتي فيه ؟
– سلمى بضيق: فصل !!! انتا بتكلم عيلة ف اولى ابتدائي
– عمر بحنق: اومال اسمه ايه يا ست سلمى ؟ وبعدين هي المشكلة دلوقتي ف اسمه ايه ! وبعدين أنتي ايه يضايقك أن ندى تطلع المدرسة بتاعتك ده أصلا من حظك الحلو لأنها مدرسة شاطرة جدااا وكل البنات بيحبوها
– سلمى وهي تضع يدها في خصرها ثم مصمصمت شفتيها بسخرية قائلة : يا سلااام وأنتا عرفت منين انها مدرسة شاطرة والبنات بيحبوها
– عمر بغيظ : اتعدلي يا زفتة وانتي بتتكلمي معايا وإلا قسما بالله ل هطلق التربية الايجابية بالتلاتة وهقوم اديكي على قفاكي اعدلك
بعدين مالك بتتكلمي زي ما تكون ندى ديه خطفت جوزك منك يا بت ده أنتي اندر ايدج يعني حتة عيلة مكلملتيش ال 16 سنة ومش عاجبك حد
– سلمى بدفاااع : ميييين ديه اللي اندر ايدج يا ابيه وبعدين اصلا أنا عندي 16 سنة وشهرين
– عمر بتهكم : لا فرقت كدااا الكام شهرالزيادة دول هيخلوني أغير رأيي ثم اردف باندفاع دون تفكير متخليا عن رفقه الذي نصحه به حمزة وتحدث بجدية:وبعدين انتي كل تصرفاتك وأفعالك أفعال مراهقين حمزة ده صاااحبي وبالنسبالك زيي زيه يا سلمى فوقي بقا من ام الوهم ده اللي حساه ناحيته مش حب ولا حاجة مجرد مشاعر مراهقة وهتروح لحالها ف متكبريش الموضوع وتديله أكبر من حجمه وندى قبل ما تكون مرات حمزة هي المدرسة بتاعتك اللي لازم تتعاملي معاها وتتكلمي عنها بكل احتراام وعلى فكرة هي كانت زميلة ليا يعني اعرفها ف لو صدر منك أي تصرف مش اللي هو هعرف فهماااني يا سلمى
– تضاعفت طاقة الغضب الموجودة داخل سلمى واندفعت تقول بتمرد تفرضه عليها سنوات عمرها الصغيرة : لأ مش فاااهمة يا ابيه وأنا هقول ل بابا يرجعني مدرستي القديمة وأنتا ملكش دعوة بيا تاني ومتتحكمش فيا أنا مش صغيرة و….
وقبل أن تكمل كلماتها الثائرة وجدت صفعة على وجهها جعلتها تصمت رغماا عنها لا من أثر اللطمة أو قوتها فهي لم تكن قوية بالقدر الذي يؤلمها لكن من صدمتها الشديدة لفاعلها !!
يتبع….
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)