روايات

رواية أهداني حياة الفصل الأربعون 40 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة الفصل الأربعون 40 بقلم هدير محمود

رواية أهداني حياة البارت الأربعون

رواية أهداني حياة الجزء الأربعون

رواية أهداني حياة
رواية أهداني حياة

رواية أهداني حياة الحلقة الأربعون

– احممم عمر في حاجة بخصوص ندى مكنتش عايز أقولهالك على الأقل دلوقتي بس مش عارف ليه هقولها صمت للحظات كأنه يعيد ترتيب ما يود قوله في ذهنه لكن تلك الثوان التي انتظرها عمر حتى يواصل صديقه حديثه كادت تصل بأعصابه على حافة الانهيار تعالت دقات قلبه وضم قبضته بقوة وهو يعتصرها يظن أن حمزة سيخبره أنه أتمم زواجه بندى حتى وإن كان ظن ذلك قبلا لكن سماع الأمر من صديقه سيذبح قلبه ويهدر دمائه ارضا الكلمات التي سينطقها صديقه ستحطم كل آماله واحلامه السعيدة المتمثلة في شخص ندى ستخبره أن خسرهاا للأبد لكن في اللحظة التالية انتهى الترقب حينما عاود حمزة الحديث مرة آخرى وتبدلت المشاعر بداخل قلب عمر من قمة اليأس لقمة الاندهاش والفرح حينما سمع صديقه وهو يقول بهدووء :
– ندى تبقا اختي بالرضاعة يا عمر وفسخنا عقد الجواز ف المحكمة يعني حاليا هي مش على ذمتي محدش يعرف الحقيقة ديه غير أنا وهي وماما بس ولو حصلي حاجة خد بالك منها حاول تعوضها عن اللي شافته ف حياتها أنا واثق أنك بتحبها بجد وأنك قااادر تخليها تحبك وبتمنى كده لأني مش هلاقي حد يخاف على أختي ويحبها ويتحمل حزنها الساكن جواها أكتر منك ندى أمااانة ف رقبتك يا عمر متسيبهااش
إلى هنا انتهى التسجيل الذي كان عمر يستمع إليه وقد تدلى فكه حتى كاد يلامس الأرض من فرط الدهشة التي أصابته حتى أنه ظل عدة دقائق محملقا في الفراغ غير مستوعبا ما سمعه للتو ظل ينفض رأسه عدة مرات ثم اعاد التسجيل مرة آخرى تلتها مرات عديدة نفس الكلمات لم تتغير هو لا يتوهم ندى شقيقة حمزة على حسب اعتراف صديقه كيف حدث ذلك هو لا يعلم !!
انتفض من مكانه فجأة وتحرك خارجا من حجرته ناحية باب الشقة وفي طريقه التقط مفاتيح سيارته وارتدى أول حذاء قابله أمامه ولم يلتفت لصياح شقيقته باسمه وكأنه أصبح محاط بهالة تفصله عن الجميع
نزل سريعا وتوجه نحو سيارته ركب خلف المقود وأدارها ثم تحرك بسرعة جنونية ناحية المستشفى التي يقبع فيها صديقه الذي سيجعله يفقد عقله يوما ما
في غضون بضعة دقائق قليلة كان أمام المشفى هرول ناحية حجرة حمزة فتحها دون استئذان وعلى أثر اندفاعه المفاجيء استيقظ صديقه مجفلا لكن ما إن لمح عمر أمامه حتى وبخه بضيق قائلا :
– أنتا حيوااان أزااي تدخل الأوضة كده من غير ما تخبط مش عارف أن ندى نايمة وبعدين أيه اللي جابك ؟؟ وأيه منظرك ده !!
وما إن ذكر اسم ندى لم يستمع عمر لباقي الكلمات التي قالها صديقه ثم أشار عليها قائلا بتلجلج وكأنه يخشى أن يخبره صديقه انها فقط كانت مزحة ثقيلة ..مزحة سترديه قتيلا !!
– ندى ..ثم ابتلع ريقه بخوف مردفا ندى بجد تبقا ..تبقا أختك ؟؟
تعجب حمزة من ردة فعل صديقه قد أخبره بذلك في التسجيل الصوتي الذي أرسله له فجرا قبل أن يتحرك في المهمة المكلف بها فلما هو هكذا الآن فأجاب تساؤله بسؤال :
– يعني أنا قايلك من الفجر اشمعنا جاي تستغرب دلوقتي ؟؟ثم ابتسم بتهكم قائلا : لا ياسيدي كنت بهزر
– عمر بنبرة رجاء أشبه بالتوسل : أرجووك يا حمزة بجد ندى تبقا أختك ولا كنت بتهزر ؟؟ متعملش فيا كده
– حينما وجد حمزة صديقه بهذا الضعف تحدث حتى يريح قلبه قائلا : أيوه يا عمر ندى تبقا أختي والله والكلام اللي قولتهولك ف الفويس هو ده اللي حصل
– عمر بلهفة : أزااي ده حصل قولي أزاي ندى اختك ؟؟
بدأ حمزة في سرد حقيقة الأمر على مسامع صديقه وما إن انتهى من حديثه حتى انهار عمر جالسا على المقعد الموضوع أمام الفراش ووضع رأسه بين كفيه قائلا بنبرة مهزوزة شبه باكية :
– الحمد لله ياارب الحمد لله يعني الفويس ده حقيقي وندى أختك فعلا كنت فاكرك بتهزر أو أنا بيتهيألي الحمد لله يااارب
– أشفق حمزة على صديقه لكنه تعجب قائلا : بصراحة مش فاهمك يا صاحبي طب ما أنتا عارف طبيعة العلاقة بيني وبينها وعارف جوازنا حصل أزااي وإني مفكرتش فيها كزوجة هتفرق معاك أيه وليه الحالة اللي أنتا فيها ديه وكأن جوازي منها هو العقبة الوحيدة اللي قدامك
– عمر بتوضيح: الفويس الأخير اللي أنتا بعته موصلنيش إلا وأنا هنا وأنا مفتحتش نت إلا من شوية ولما كنت هنا عندك وشوفتها بتحضنك أول ما شافتك ولهفتها عليك قولت ديه أكيد بتحبك وحسيت أن العلاقة بينكم اتطورت لحد ما جه دكتور زياد وطلعت أنا بره وبعدها خرجت نسمة مكنش في احتمال تاني قدامي غير أنك عايز تقوله أنك تممت جوازك منها واتحرجت تتكلم قدام أختها متتخيلش حسيت بإيه وقتها خلاص مبقاش من حقي حتى أدعي أنها تكون من نصيبي كنت متعلق بأمل عارف أنه ضعيف بس موجود وفجأة حسيت أن الأمر اتحول من الممكن للمستحيل لكن بعد ما سمعت رسالتك من شوية حسيت كأني ميت دب فيه الروح عطشان ف وسط صحرا وبعد خلاص ما قال مفيش أمل لقى بير جريت معرفش أنا لابس أيه؟؟ ولا ماشي بأيه؟؟ ولا حتى وصلت هنا أزاي؟؟ كل اللي كان فارق معايا أسمع منك الحقيقة بنفسي وأتأكد
– حمزة باستغراب : للدرجادي بتحبها ؟؟
– عمربصدق: بحبها أوووي يا حمزة أكتر مما أنتا ممكن تتصور أنا كنت بتابعها يوم بيوم لحد ما حفظت كل حاجه عنها
– حمزة بضيق : ما تحترم نفسك يا حيواان أنتا أيه بحبها أوووي ديه هو حد قالك إني رفعت الآريال ولا أيه متنساش أنك بتتكلم مع أخوها يا حيلتها
– عمر: الله ! مش أنتا اللي سألتني عل العموم آسف
– حمزة بجدية: بس مش عايزك تتعشم أوي صحيح هي أختي بس انتا صاحب عمري المشكلة مكنتش فيا يا عمر المشكلة ف مشاعر ندى تجاه يوسف الله يرحمه خصوصا يعني أن مشاعرها ناحيتك مش أد كده ومتهيالي أنها …
– قاطعه عمر قائلا بضيق : مبتطقنيش
– حمزة موضحاً : مش للدرجادي بس كمان مشاعرها ناحيتك سلبية شوية وبصراحة الموضوع ده بالنسبالي غامض يعني مش عارف أسبابه أيه أكيد أنتا عارف
– عمر مدافعا : ياريييت اعرف كنت ارتحت والله يا صاحبي ما أعرف أيه السبب اللي بيخليها تكرهني كده
– حمزة : هي موصلتش للكره بس أكيد عندها أسبابها حاول تفتكر ممكن يكون حصل بينكم حاجة انتا ناسيها مثلا
– عمر : صدقني عصرت دماغي بس حقيقي مش عارف خصوصا أننا تقريبا متعاملناش مباشر مع بعض كتير
في تلك الأثناء كان تأثير الحقنة المهدئة بدأ في الزوال وبدأ عقل ندي يفوق بشكل تدريجي كان يصلها صوت عمر وهو يتحدث عنها يخبر شقيقها أنه يحبها ثم ينقطع الصوت لحظات ويعود وهو يتحدث ويخبر صديقه انه لا يعلم سبب كرهها له صور من بعيد لماضي ليس ببعيد تظهر وتتلاشى امامها وكأنها في حلم بدأت تململ في نومها وقد انتبه حمزة إلى حركتها ف نظر لصديقه قائلا :
– عمر روح دلوقتي ندى شكلها هتفوق ومش عايزها لما تفوق تشوفك بمنظرك ده عشان كده هتطفش خااالص روح غير هدومك والترينج العظمة اللي انتا جاي بيه ده والجزمة الفردة وفردة مش عارف أزااي أصلا سبوك تدخل بمنظرك ده من على البوابة ده المتسولين شكلهم أحسن منك روح يا ابني ومتجيش إلا لما أتصل بيك مااشي
– عمر وهو يتحرك مسرعا حتى ينصرف قبل أن تستفيق ندى : ماااشي اتريق اتريق لما ارجعلك لينا كلام تاااني سلااام يا صاحبي
ما إن خرج عمر من الغرفة حتى بدأت ندى تحرك رأسها يمينا ويسارا ببطيء وأخيرا فتحت عيناها وهي تتأمل المكان من حولها وكان أول ما طالعته حينما استفاقت وجه حمزة الباسم قائلا بمرحه المعتاد :
– أخيرا صحيتي يا أختي أيه معندكوش سراير في بيتكوا طمعانة حتى في سرير المستشفى أعووذ بالله هو في كده
بدأت الاحداث تتوالى على ذهن ندى وتذكرت أصابة حمزة فاعتدلت ثم سألته بلهفة :
– حمزة أنتا كويييس ؟؟ عامل أيه دلوقتي؟؟ حاسس بأيه ؟
– حمزة بمرح : حاسس بمصيبة جيالي يا لطيف يا لطيف مصيبة مكنتش عل بالي يا لطيف يا لطيف
– ندى بغيظ : نفسي أعرف هتتكلم جد أمتا أنا غلطانة أصلا إني عايزة اطمن عليك طيب ممكن تطمني على نفسي وتقولي أيه اللي حصلي ؟؟
– حمزة بثبات : مفيش يا ستي تقريبا مكلتيش ومنمتيش كويس ف ضغط حضرتك وطي فأغمي عيكي بس جبنا الدكتور أداكي حقنة منومة عشان تنامي وترتاحي وأداكي حقنة تانية ترفع الضغط وقال لما تصحى أكلوها كويس شوفتي فضحتينا يقولوا أيه مجوعينك ميعرفوش أنك ناقص تاكلينا أصلااا
– ندى وهي تشير على نفسها بسبابتها في دهشة قائلة : أناااا!! ماااشي يا حمزة هوريك تصدق بقا حلال فيك اللي بتعمله فيك بيري
– حمزة بإمتعاض : أعوذ بالله ليه السيرة الغم ديه بس
– ندى متسائلة : صحيح فين نسمة ؟؟
– حمزة : روحت البيت ترتاح شوية وزمانها جاية
– ندى بارتباك : وعمر صاحبك ؟؟
– حمزة وقد ضيق عينيه بتركيز متسائلا : بتسألي ليه ؟؟
– ندى: مفييش عادي بس متهيألي سمعت صوته ولما فوقت ملقتهوش
– حمزة بثبات : لأ مكنش موجود ده مشي مع نسمة من بدري
– ندى بضيق: مشي مع نسمة لوحدهم ؟؟
– حمزة : أه وصلها للبيت عند ماما وبعدين روح بيته
– ندى بحدة : وأزاي ياحمزة تسيبه يوصلها لوحدهم
– حمزة : طب أعمل أيه أروح معاهم ؟! وبعدين مش احسن ما تركب مع كابتن كريم أو اوبر لوحدها بردو على الأقل عمر عارفينه وواثقين فيه
– ندى باندفاع : أنتا واااثق فيه لكن أنا لأ
– حمزة بنظرة متفحصة ثاقبة : ومبتثقيش فيه ليه ؟؟على حد علمي أنه معملش معاكي حاجة تثبت عكس كده يبقا ليه ؟
وقبل أن تجيبه ندى وجد هاتفه يرن برقم نسمة فأجابها سريعا :
– ايوه يا نسمة .. أاااه فاقت الحمد لله .. زي القردة أهي فيها أيه يعني شوية ضغط واطي وبقت زي الفل .. أه يا أختي تعالي خوديها عشان زاحمة المكان .. ماشي متتأخريش سلاام
– ندى بلوم: ليه تتعبها انا أقدر أروح لوحدي
– حمزة : هي اصلا كانت جاية وفي الطريق بس بتطمن أنك فوقتي وزمانها على وصول
– ندى : أممم طيب
بعد برهة من الوقت حاولت ندى الاعتدال لكن ما إن تحركت حتى شعرت بداور عنيف يجتاحها فأغمضت عيناها وامسكت رأسها بيمناها لاحظها حمزة ف نظر لها بقلق متسائلا :
– مالك دايخة ولا أيه ؟؟
– ندى وهي توميء برأسها ثم قالت بوهن : أووي.. دايخة أووي
– حمزة : معلش عشان بس قومتي مرة واحدة استني هساعدك تتعدلي
– ندى برفض : لأ يا حمزة مينفعش عشان جرحك أنا هتعدل لوحدي
– حمزة: ششش لو مش قادر مش هعرض المساعدة من أساسه متخافيش أنا زي القطط بسبع ارواح
قال جملته الاخيرة وقد اقترب منها وحاوطها بذراعيه حتى يساعدها في الاعتدال لتنتصف جالسة
وفي تلك اللحظة تحديدا دلفت نسمة للحجرة ورأت حمزة وهو بالقرب من ندى فتنحنحت بحرج قائلة :
– أحممم أسفة لو دخلت علطول
– حمزة بسخرية : لأ عادي يا ماما هي جت عليكي ما هي وكالة من غير بواب معرفش كانوا بيعلموكوا أيه في المدارس
– نسمة بتبرير: أنا مركزتش بصراحة كنت بتكلم في الموبايل وتخيلت إني خبطت ثم تحدثت باندفاع قائلة وبعدين أنتو تعبانين في المستشفى ولا جايين تقضوا الهاني مون هنااا حبكت يعني
– ندى وقد خجلت بشدة من تلميح شقيقتها فنهرتها قائلة : نسمممة !! أيه اللي بتقوليه ده
– حمزة ضاحكا : مظلوووم يا باشاااا والله الصورة ليست دوما كما تبدو لك يا سلااام على الحكم لسة شايفها ف بوست امبارح حلوووة ؟؟
ثم أردف موضحا :أنا كنت بعدل أختك يا سكر عشان تقعد لأنها لما جت تقوم داخت شوفتي بقا أنك ظلمتينا وطعنتينا ف شرفنا
– نسمة وهي تضرب كفا بكف على مبالغة هذا الواقف امامها ينظر إليها بحزن مصطنع فتحدثت قائلة: أيه الأوفر ده يا حمزززة ما هي مراتك
بينما كان حمزة على وشك الرد حتى سمع طرقا على الباب فتحدث بمرح وبصوت خفيض قائلا :
– الله ! أخيراااا حد خد باله أن في باب وخبط عليه !! أكيييد حد بيفهم وعنده ذوق وعسل مش زي نااااس قال جملته الأخيرة غامزا لنسمة مغيظا أياها محاولا أخفاء ابتسامته التي تصارع للظهور على شفتيه وأخيرا أذن للطارق بالدخول وفجأة تبدلت ملامح المرح لحملقة واضحة لتلك التي دخلت والتي على ما يبدو من بالطوها الأبيض أنها طبيبة لكن ملابسها أسفل البالطو توحي بغير ذلك كما أن زينة وجهها الجريئة أيضا تخالف الهيئة المعتادة للطبيبات والتي تكن أكثر رسمية وجدية ف حتى إن وضعن بعض الزينة تكن خفيفة ومتحفظة لم تكن نظرة حمزة للطبيبة اعجاب بل استغراب ودهشة ف هو لم يرى طبيبة قبلا بيهيئة كتلك لكن ما إن تحدثت الطبيبة متسائلة
– أنا جاية هنا المفروض ل مصاب واحد ف حاليا قدامي اتنين أيه بقااا ؟ مين فيكم المريض ؟؟
– تحدث حمزة موضحا : أنا المصاب و…
– قاطعتها الطبيبة بدلال : أنتا المصاب !! بصراحة كنت قربت أيأس من المستشفى ديه وأخدت فكرة غلط عن ظباط الشرطة من ساعت ما جيت وكل المصابين بشنبات وياريته شنب أمير كرارة حتى دول شنبات ولا شنب كمال أبو رية ف زمانه واعمارهم تحسها فوق الأربعين لما تخيلت أن كلية الشرطة بطلت تخرج دفعات جديدة كلهم قربوا يطلعوا على المعاش وعمالة أقوول أومااال فين الظباط الحلوين اللي بنشوفهم ف الأفلام وكنت قربت أسيب المستشفى لكن سبحااان الله جيت حضرتك ورجعتلي الصورة اللي كنت رسماها ف خيالي للظابط المصري الأصيل من أيام عمر الشريييف وأحمد مظهرثم تنهدت تنهيدة حالمة تشرفنا والله يا حضرت ….صمتت للحظاات ثم تحدثت بميوعة متسائلة حضرتك رتبتك أيه ؟
– حمزة : رائد ..معاكي الرائد حمزة الشاذلي ثم أردف بمرحه المعتاد بس أنا سعيد جدا أني رجعتلك ثقتك ف هيئة رجال الشرطة أهم حاجة عندنا كظباط شرطة صورتنا قدام الجنس اللطيف هي مش رجعت ولا أيه ؟ قال جملته الأخيرة وهو يغمز بمرح
– الطبيبة بدلال مصطنع: لا متقلقش طبعاا رجعت وأووي كماان و
نسمة بعدما فاض بها الكيل ولم ترى شقيقتها التي من المفترض أنهازوجة هذا الماثل امامها تتغزل به آخرى ويبدو أنها أكثر من مرحب بهذا لم تبد أي ردة فعل بل كانت تتابع المشهد أمامها بصمت ويخيل إليها أنها رأت بسمتها منذ قليل على أية حال بالتأكيد الآن ليس وقت تحليل تصرف شقيقتها الحمقاء الأهم هو ايقاف تلك المائعة عند حدها فتحدثت بغضب قائلة :
– هو حضرتك جاية هنا تتجوزي ولا تشتغلي ؟! عل العموم الرائد حمزة متجوز ومخلف كمااان ف معلش بقا جيتي متاخر شويتين
– الطبيبة بخيبة أمل وجرأة: يا خسااارة على العموم يا بختك بصراحة هحسدك بقا
رمقتها نسمة بتعجب وقد رفعت حاجبيها بدهشة من جرأة تلك الطبيبة التي ما إن رأت الدهشة مرتسمة على معالم نسمة حتى أردفت قائلة
– مستغربة ليه أصل بصراحة نادرا ما تلاقي الشكل الحلو والشخصية اللطيفة ف راجل والكابتن مااشاء الله بيجمع الاتنين وأكتر شوية وده يقول أد أيه أنتي محظوظة
– نسمة وهي ترمق تلك الوقحة التي امامها بغيظ فقد تعجبت بشدة من جرأتها في الحديث تتحدث معها هكذا وهي تظنها زوجته من أين أتت بتلك البجاحة حاولت نسمة ارتداء ثوب البرود واللامبالاة أمامها فقالت بابتسامة صفراء : – على فكرة أنا مش المحظوظة أنا أختها ..المحظوظة هي اللي قاعدة قدامك ديه تقدري تحسديها براحتك بقا عشان هي اللي مراته مش أنا
قالت كلماتها وهي تشير بيدها على شقيقتها التي يبدو أنها كما لوكانت تشاهد مشهد يروقها في أحدى الافلام السينمائية وما إن أشارت عليها نسمة حتى انتبهت فجأة وبادلتها بابتسامة بلهاء قائلة :
– أيوه أنا المحظوظة مرااته خييير عايزين حاجة ؟؟
انتبهت الطبيبة أن ندى ليست على ما يرام ويبدو أنها مريضة هي الآخرى خاصة وهي جالسة على الفراش الآخر بهذا الشكل فتسائلت :
– هو حضرتك تعبانة ؟؟
– ندى : لأ مفيش حاجة أنا تمام بس الضغط وطي شوية لكن الحمد لله دلوقتي بقيت كويسة
– حمزة بتوضيح: هي بس اتخضت عليا وأغمى عليها وطلع أن ضغطها واطي مع شوية ارهاق
– الطبيبة : مهو لازم تقلق عليك يا كابتن تسمحلي أقولك يا كابتن بدل رائد وكده
– حمزة بمغازلة: طبعااا أنتي تقولي اللي يعجبك
– نسمة وقد قاربت على خنقهما معااا : أييييه مش زياااادة شويتين اللي بيحصل ده أيه يا حمزة مش تراعي مراتك اللي قدامك ديه ولا عشان هي تعبانة ومش قادرة تتكلم بس إن كانت هي تعبانة ف أنا موجودة وصحتي ماااشاء الله زي الفل
– حمزة مغيظا أياها : أيه يا نونو مالك مزوداها ليه أحنا بنهزر وهي عارفة كده ومش زعلانة مش صح يا ليلو ؟؟
ندى وقد هزت رأسها موافقة على حديثه فاستشاطت نسمة غضبا منها تهز رأسها ببساطة كأن الأمر لا يعنيها ألا تشعر بالغيرة من تلك الطبيبة المائعة ومن طريقتها الاكثر من مستفزة مع زوجها
وإذا كان الأمر كذلك فلما هي الآن تشعر وكأنها على وشك الاحتراق وحرق هذا الثنائي أحياء ثم قذفهما في قاع النيل حتى يموتا حرقا ثم غرقا ، بينما هي في أفكارها الانتقامية تلك سمعت الطبيبة تتحدث برعونة قائلة :
– تسمحلي أطمن على الجرح بقا يا كابتن ؟؟ ثم اشارت ل نسمة قائلة وياريت بعد أذنك يا آنسة تقفي بره لحد ما أخلص فحص الجرح
– نسمة باستفزاز: أنا مش آنسة أنا دكتورة ومش خااارجة هفضل واقفة
– الطبيبة: بس عييب ميصحش وجودك أثناء الفحص
– نسمة بابتسامة صفراء سمجة : يا ستي أنا بجحة ومبتكسفش أنتي ماااالك افحصي الجرح وروحي شوفي وراكي أيه عشان ضيعتي وقتنا
– الطبيبة بميوعة : طييب براااحتك
اقتربت الطبيبة من حمزة بعدما طلبت منه الاستلقاء على الفراش وبدأت في فحص جرحه بينما نسمة تكاد تقف فوق رأسه تتابع ما تفعله الطبيبة بترقب حتى إن لمسته لمسة لا تروقها تقتلع رقبتها من فوق جسدها المائع هذا الذي يتحرك بليونة غريبة
أنهت الطبيبة الفحص ثم تحدثت لحمزة بجدية قائلة :
– الجرح تمام بس خد بالك الجرح عميق وكبير يعني مش حاجة هينة ولولا أن جسمك ماااشاء الله قوي كان ممكن بقا في خطر منه
دلوقتي هبعتلك الممرضة تركبلك محلول فيه مسكن لأن مفعول المسكن اللي أنتا واخده هينتهي خلاص والألم هيكون شديد ف عايزين نلحقه قبل ما يزيد
– حمزة : أنا فعلا بدأت أحس بيه بس على خفيف كده
– الطبيبة : طيب أنا هستأذنك عشان في كام حالة تانية لسة همر عليها وهبعتلك الممرضة وهعدي عليك كمان شوية متخااافش مش هتأخر
– نسمة بنفاذ صبر: يا ستي أتأخري هو حد مستنيكي أنتي ليه محسسانا أنك واحدة من العيلة
– الطبيبة بخبث:أنا اللي نفسي أفهم ليه حضرتك يا دكتورة منفعلة كده إذا كانت المدام نفسها مش متضايقة وعارفة أننا بنهزر عااادي يعني
– نسمة بنزق: أصل المدام هبلة بعيييد عنك لكن أنا مبحبش الحال المايل ويلا بقا اتفضلي عشان بقية الحالات مستنياكي متتأخريش عليهم أكتر من كده ولا هو الكابتن بس اللي خايفة تتأخري عليه
في تلك اللحظة دلفت الممرضة تستدعي الطبيبة لحالة آخرى تحتاجها فأستأذنت وتحركت معها للخارج
وما إن رأت نسمة الطبيبة خارجا حتى صاحت بحمزة قائلة بعصبية حاولت السيطرة عليها لتخرج بطريقة اقل حدة :
– ممكن أفهم أزااي تتكلم مع البتاعة ديه وبتجاريها ف كلامها المايع وكل ده قدام ندى
– تحدثت ندى بدلا من حمزة مدافعة: هو كان بيهزر يا نيمو يعني انتي مش عارفة حمزة وبعدين أنا مبزعلش من الحاجات العبيطة ديه
كان حمزة ينظر ل نسمة وهي منفعلة ويروقه منظرها هذا لا يعلم لما شعر بالاستمتاع حينما رآها كذلك بل انه تمادي في مزاحه مع الطبيبة حينما رأى الغضب المرتسم على وجهها شعر لوهلة أنها تغار عليه إذا تحبه راق له هذا الخاطر بشدة لكنه نفضه عن رأسه صحيح أن ندى شقيقته لكن نسمة لا تعلم ذلك ولا يمكن أن تحبه وهي تعلم أنه زوج أختها التي تحبها بشدة بينما كان في شروده وجد نسمة تحرك أصابعها أمام وجهه وهي تحدثه بعصبية
– أنتا كمان سرحان وأنا بكلمك تلاقيك سرحان فيها
أفاق من شروده وانتبه لما تقول ف ظل يضحك بشدة كاد يخبرها أنه قد شرد فيها هي نفسها وأن تلك الطبيبة ليست من نوع النساء المفضل له كما أنه لا يهتم بأفعال النساء ولا يثيره دلالهم بل أكثر ما أعجبه بها هي تلقائيتها ومرحها وفي تلك الأثناء رن هاتفه وكان المتصل هذا الأبله الآخر صديقه عمر لم يخبره أنه سيحدثه هو حتما سيفضحه هذا المجنون أجابه بعدما خفض صوت الهاتف حتى إذا تفوه هذا الأبله بأية كلمات لا يسمعها سواه
– أيووه يا سي زفت خييير
– عمر بلهفة : ندى عااملة أيه فااقت ولا لسة ؟؟وكويسة ولا تعبانة ؟ طمني عليها أنتا ساكت ليه
– حمزة وهو يجز على اسنانه غيظا ثم اجابه ببرود مصطنع : أحنا تمام الحمد لله وأنا زي القرد والجرح تمام
– عمر بلهفة: هي ندى جنبك وفايقة ؟ طب نسمة جت ولا لسة ؟ طب أنا عايز أشوف ندى أرجووك يا حمزة عايز اطمن عليها
– حمزة : لأ مش لوحدي نسمة جت هنا .. تيجي أممم بس مش عايزين نتعبك معانا يا صاحبي
– عمر : آجي يعني
– حمزة : خلااااص طالما أنتا مصر تعالى وأهوه بالمرة توصلني للبيت عشان لازم أروح النهارده
– عمر بفرحة : أقسم بالله أنتا أجدع صاااحب ف الدنيااا ثواني وهكون عندكم
– حمزة بسخرية: بس المرادي خلي بالك من الجزمة
– عمر بغيظ : أنتا بتسيحلي قدامهااا ماااشي لما اشوفك
– حمزة : الحساب راايح جااي يا صااااحبي بس حسااابك أتقل بكتيير يلا أخلص بقا وتعالا سلاام
– عمر : سلااام
أغلق حمزة الخط بعدما سب صديقه في سره هل يظن هذا المعتوه أن ندى طالما اضحت شقيقته ولم تعد زوجته إذا فيحق له أن يفصح عن مشاعره تجاهها أمامه هكذا بكل سهولة دون أن يراعي مشاعره كرجل ماذا يظنه إذاااا سيحاسبه عسابا عسيرا ما إن يخلو به حتى يحافظ على الحدود بينه وبين شقيقته
قطعت أفكاره نسمة حينما تسائلت قائلة :
– هو أنتا هتخرج من المستشفى النهارده ؟؟ ده مين الدكتور اللي أداك أذن الخروج وجرحك بحالته ديه ؟
– حمزة بمرح : أنا دكتور نفسي محدش كتبلي أذن خروج ولا عمري استنيت أذن خروج متهيألي سمعتي كده من دكتورة تكشيير
– ندى باستغراب : تكشيييير ؟ في دكتورة اسمها تكشير !!
– حمزة : لأ طبعااا اسمها تيسيرديه حكاية طويلة هبقا أحكيهالك بعدين
– نسمة بجدية : حمزة مش هينفع تروح النهارده خاالص جرحك زي ما الدكتورة قالتلك عميق ومكنش سهل وهيحتاج يتغير عليه وكمان هتحتاج مسكنات تتحطلك في المحلول وكل ده محتاج مستشفى حتى لو بتعمل كده كل مرة المرادي مش هينفع الجرح ممكن يفتح خصوصا لو بذلت مجهود حتى السواقة مش هتنفع
– حمزة : يا بنتي ما أنتي سمعتيني وأنا بقول ل عمر يجيي يعني أنا مش هسوق وبعدين غير إني فعلا مبطيقش قعدة المستشفيات لازم أروح عشان ماما تطمن إني بخير لأني لو مروحتلهاش النهارده وأنا مروحتش امبارح هتقلق وأنا مش عايزها تعرف ف هطلع عل البيت اقعد معاها هي ولولو شوية وبعدين أروح الشقة التانية
– نسمة محاولة أثناءه عن قراره : يا حمزة مش هينفع والجرح هتعمل في أيه ولو وجعك مش هتتحمل الألم بجد وبعدين طنط لو شافتك أكيد هتاخد بالها بطل جنان بقااا لأن المرادي جنانك هيضرك ومحدش فينا هيوافق تخرج و تسيب المستشفي وتضر نفسك وأنا باعتباري دكتورة مش هسمحلك تعمل كده
– حمزة : مش جنان والله وبعدين متقلقيش أنا هتصرف يا ستي بس المهم ماما لازم تشوفني النهارده مع ندى لأن المفروض أنها راحت معايا عند صاحبتها وبالعقل أكيد هرجعها البيت
– ندى مقترحة: ممكن تقولها أنك في الشغل
– حمزة : هي قلقانة أصلا يا ندى وعقلها هيفضل يودي ويجيب ف على ايه بقا ريحوا نفسكم بقا أنا كده كده خاارج ف ملوش لزوم االجدال اللي على الفاضي ده
وبينما ثلاثتهم منشغلين في الحديث سمعوا طرقات على باب الحجرة أذن حمزة للطارق والذي لم يكن سوى عمر صديقه الذي ما إن دلف للداخل حتى كانت نظرته الأولى من نصيب ندى توعده حمزه في سره وتحدث حتى لا تلتفت الأنظار إليه فلقد ساد صمته للحظات :
– أيه جيت علطول يعني متأخرتش الطريق كان فاضي ولا أيه ؟؟
عمر وقد تنبه انه أطال النظر ل ندى فتنحنح ثم فرك جبينه بتوتر قائلا
– أه الحمد لله الطريق كان كويس
قالها وهو صدقا لا يعرف هل الطريق كان مزدحم أم لا فهو لم يكن يرى شيء حوله سوى وجه ندى الذي يشتاق ل رؤيته حد الظمأ ف منذ أن أضحت زوجة حمزة لا ينظر إليها قط يعلم أنها سواء أكانت زوجة صديقه أم لا لا يحق له النظر إليها لأنها ليست من محارمه لكنه بشر وقد اشتاق لمن يهفو إليها القلب ويدعو الله أن تبقى زوجته ولن يتركها حتى تعشقه وتوافق على الزواج منه لقد قرر أن يعوضها عن كل لحظة ألم مرت بها وألا يتوقف عن المثابرة للوصول إلى قلبها العصي عليه
ألقى السلام عليها وعلى شقيقتها وحاول تجاهل السؤال عن صحتها بناءا على تعليمات الطبيب زياد وفي أثناء حديثهم سمعوا طرقات أحدهم على باب الحجرة مرة آخرى لكن تلك المرة كانت الطبيبة المائعة كما وصفتها نسمة والتي ما إن رأتها حتى زفرت بضيق
وما إن رآها عمر حتى تعجب بشدة من مظهرها وعلم بالطبع أنها طبيبة من بالطوها الأبيض لكن تلك المرة كانت قد حررت عقدة شعرها وتركته منسدلا على كتفيها وكان لونه رائعا حقا كان أحمر ناري متوسط الطول وما إن رأت عمر حتى اتسعت ابتسامتها بعدما تفحصته بنظرة مقيمة شملته كله ثم تحدثت لحمزة قائلة :
– مين ده يا كابتن حمزة ؟قريبك ولا صاحبك ؟؟
– حمزة : كابتن عمر صاحبي
– الطبيبة بدلال : لأ كده كليه الشرطة رجعتلي الثقة كامله ف رجالتها
– ردت نسمة بدلا منهما بسخرية قائلة : بس الكابتن مش من الشرطة ورجالتها ده مدرس ألعاب
– الطبيبة بعدم تصديق : معقول مدرس ألعاب ماشاء الله لياقتك عالية أوى وجسمك شكله رياضي جدا
– عمر بتصحيح : الدكتورة بتحب تهزر بس أنا فعلا كنت مدرس لياقة بدنيه ف مدرسة لكن ده من فترة طويلة و دلوقتي فاتح جيم وأنا الكوتش
– الطبيبة : أه كده صح ثم مدت يدها ل عمر محيية أياها ومعرفة نفسها له ولحمزة : معاك الدكتورة مريهان حسين
– امتعضت ملامح حمزة ونطق رغما عنه : أووووف ملقتيش إلا الاسم ده ليه كده بس
– كتم عمر ضحكته بأعجوبة وقد برر كلمات صديقه قائلا : معلش أصل الاسم ده بيفكره بواحدة مبيحبش يفتكرها واسمها شبه اسمك على نفس الوزن والقافية
– الطبيبة : معلش بقا بس مش كل الناس زي بعضها ثم نظرت لحمزة متسائلة :قولي صحيح يا كابتن هي الممرضة جت غيرتلك على الجرح ؟؟
– حمزة : جت وبعد كده طلبوها ضروري وقالت هتروح تشوف عايزين ايه وتيجي ولسه مرجعتش
– الطبيبة : طب علقتلك المحلول بالمسكن
– حمزة : أه الحمد لله
– الطبيبة وهي تقترب منه بميوعة : خلاااص أنا ممكن أساعدك واغيرهولك
وقبل أن تقترب منه خطوة آخرى حتى وقفت نسمة أمامها ….

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أهداني حياة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى