رواية أنبض بقلب حبيبي الفصل الرابع 4 بقلم عائشة حسين
رواية أنبض بقلب حبيبي البارت الرابع
رواية أنبض بقلب حبيبي الجزء الرابع
رواية أنبض بقلب حبيبي الحلقة الرابعة
انخلع قلبه على والدته الممددة لا حول لها ولاقوة ،فيما شهقت هنا بفزع… وجثت بجانبه تحاول إفاقتها ودموعها تنسكب بغزاره
حملها سيف ووضعها على الفراش ،لتهتف هنا بعزم
-هروح أنادي دكتور أحمد
خرجت مسرعه دون أن تنتظر حديثة ،
لياتي بعد مده أحمد خلفها يتبعه عمرو وماجدة والدته
ظلت هنا تبكي ..بجزع خوفاً على السيدة الطيبة
عمل أحمد اللازم ..لتفيق واخبرهم انها غيبوبة سكر
أوصل سيف وعمرو أحمد للخارج شاكرين ..ليستدير قائلا لهنا
-أيه ياهنا عياط… عياط ..كويسة وزي الفل
هزت هنا راسها بإبتسامة ،غافلة عمن يتأكل غيظاً ،ود لو لكمة على فمة المفتوح وصفع المدللة الاخرى على إبتسامتها التي توزعها بسخاء ورقتها التي تُذوب الحجر الصوان .
غادر عمرو مع أحمد ،
وقفت هنا تطالع سيف بإرتباك قائلة
-الف سلامة على طنط .
لم يجيبها ..اندفع ناحية السفره جلس ووضع رأسة على الطاولة واحاطها بذراعيه .
شعرت هنا بالأسف لحالته ،لوهلة سقطت دموعها حزناً… غادرت حيث تجلس والدتها مع وداد ..
ظلت صامتة تراقبه عبر باب الحجرة ،فهو لم يغير وضعيته منذ فترة…
-هنا قومي جهزي أكل… وهاتيه لسيف… وطنط وداد ..
أومات هنا براسها وخرجت ،ليستوقفها سيف رافعاً رأسه بملامح لا تفسر
-جعان جداً على فكرة .
اتسعت أبتسامتها ورددت بخجل
-هحضر الأكل واجيبه حالا .
-مستنيكِ ياتلميذتي .
همسها سيف ببطء ،مما جعل هنا تفغر فمها… وترتبك… وتفر هاربة من تلك المشاعر الوليدة التي تقتحمها وتدك حصونها
———————
-مالك ياهنا… وانتِ مالك تعبان ولا بتاع ..
نهرت نفسها على تفكيرها به وإنشغالها بحالته ،..رنين الهاتف جعلها تترك الطعام وتخرج لترد
-الوووووو
-ازيك يانونه
-بابا حبيبي ..وحشتني
-وأنتِ أكتر ياقلب بابا أيه الاخبار ..؟
-تمام… كويسين بس أنت كنت مختفي فين بقا… دي ماما بتقول اتجوز عليا .
-ههههههعع وأنا اقدر… هي فين .
-فوق عند طنط وداد
-ايوه ام سيف صح
-صح… اكيد وصلتك رسايل عمرو التوضيحيه
-هههههه اكيد… طلعي الفون ..او نادي مامتك .
صعدت تلتهم درجات السلم ،دخلت لوالدتها قائلة
-بابا عايز يكلمك .
-فين الأكل ياهنا… هتفتها ماجدة بلوم وعتاب
لتضرب هنا جبهتها أسفة
-نسيت خالص ياماما ..اوووف .
ليقاطعهم سيف بحدة وغضب ظهر على ملامحه
-مفيش داعي ..حضرتك
رمقت ماجدة هنا بضيق وعتاب ،قائلة
-لا ياابني ازاي… .متقولش كده .
استاذنت ماجدة لترد على اتصال .زوجها فيما همست هنا
-أسفه… بجد
اعطاها سيف ظهره قائلا
-ولا يهمك… .أحنا الي أسفين ..تعبينكم معانا .
غادر لحجرة والدته وتركها واقفة ،فما كان منها إلا ان غادرت
–¯————–
جلست تدندن ،وهي تحل تمريناتها… .تلتقط حبات الكرز من أمامها تلوح بها ثم تأكلها..
دخل المكان… فهو يريد الاختلاء بنفسه ،… قليلا بعد ان أطمئن لنوم والدته .
ليرى تلك المنغمسة في دروسها ،تملأ.. الطاولة أمامها بأصناف عديدة…
-كرز… .علك… .مصاص… كيك… مكسرات… ساندوتشات ..عصير
جحظت عيناه… فكيف لها ان تأكل كل هذا القدرمن الطعام…
رن هاتفها ..لتجيب بضحكة
-أيوة ..يامي… بذاكر… لا سرقت الكرز الي ماما أشترته للتورتات… هي كل مره تشتريه انا بسرقة… هعملها أيه.. بقولها تعمل حسابي…
اه فعلا… بأكل بتاعي وبتاع التورته… اتلغى طيب احسن… أنا كرهته ..مبيعرفش يشرح نحو ..انا مش هروح تاني…عنده…
بصراحة مستر سيف ..شرحه فظيع يابنتي ..أنا مش بحتاج اراجع بعده… جبار فالنصوص .
اتسعت أبتسامتة من إطرائها ،ظل مختباً حتى انتهت مكالمتها… وعادت لدس الطعام بفمها ..
ظهر لها من العدم ليختض جسدها وتفزع ..
فهتف ساخراً
-شوفتي عفريت .
حاولت بث الطمأنينه داخل نفسها ،ثم فتحت عيناها قائلة
-لا ابداً.
تطلع للطعام قائلا
-أفهم بقا انتِ بتذاكري ولا بتاكلي…
حركت شفتيها كمحاولة بائسة للرد ،ثم تابع ببرود وهو يجلس
-انزلي يلا… .عايز هدوء… .
اومأت بطاعة غريبة ،حاولت جمع الطعام فاستوقفها ساخراً
-سيبيه ..أنا هأكل… ماكلتش من الصبح…
غادرت ،امام عينية المتأملة ،ليستوقفها مجدداً
-هنا ارجعي مدرستك…
هزت رأسها برفض تام ..ليقف ويسير ناحيتها قائلا
-التزمي بمواعيدك ياهنا… ومش هكلمك .
تابعت هز رأسها برفض .
أخذ نفساً عميقاً ليتخصر قائلا
-أنا عارفك محترمة ..وجداً ..فمتزعليش ياستي… متضيعيش نفسك علشان مدرس غلس وعصبي .
تطلعت إليه بصدمة ،ليباغتها بإبتسامة جذابة سرقت دقة من دقات قلبها .
همس برجاء
-هترجعي .
صمتت طويلا لتفكر ،ثم رفعت رأسها وهزتها بموافقة
ليردف وهو يدس كفوفه داخل جيوب بنطاله
-شاطرة… .ومطيعة تلميذتي المؤدبة.
اتسعت إبتسامتها ،ليهمس بحنان
-انزلي تحت ،ومتطلعيش هنا بالليل تاني ….
ابتسمت قائلة
-المكان هنا أمان .
تابع بدفء وحنان
-معلش… بس متطلعيش هنا… بالليل ..ولو دخلتي وأنا هنا ارجعي… ولو دخلت وأنتِ هنا امشي… علشان محدش يقول حاجه عنك… يااما ننظم مواعيدنا .
همست بدهشة
-وليه كل ده ..؟
وازاها همساً دافئا
-اسمعي الكلام… .ويلا انزلي…
هزت رأسها بعدم اقتناع… .وغادرت…
ليهمس وهو يدس حبة من الكرز داخل فمه
-بطلي سرقة الكرز…… ؛… .والأستاذ سيف… عايزك ترجعي الصف… علشان مبيحبش تلميذته ..المفضلة ..تمشي لصف تاني
استدارت ترمش بعينيها تستوعب كلماته ،فهتف قائلا
-ايه ..سمعتي ولا ..اكتبهالك .
ظلت مصدومة ،مشدوهة لبرهة… فوقف وسار جاذباً كراستها وقلمها ..خط بإبتسامة
-ارجعي صفك ياهنا… .أستاذ سيف مبيحبش تلميذته المفضلة… تمشي لصف تاني .
اعطاها الدفتر وأشار لها أن تخرج… .فانصاعت لأوامره كالمغيبة ،فيما جلس هو بأريحية ..يتناول طعامها بتلذذ متمتعاً بكل قضمة ،والأبتسامة لاتفارقه…
——————*********
طرق باب حجرتها ،فأذنت له بالدخول ..رمقته بحيرة قائلة
-خير ..ياعمرو …
ناولها طبق الفاكهة المجففة ،وجلس يربت على خصلاتها قائلا
-هنا …بطمن عليكي ياحبيبتي .
زمجرت وهي تتناول الطبق قائلة بشك
-طيب ..
جلست تدندن وهي تتناول الفاكهة .وترمق أخيها بشك .ابتلع ريقة قائلا
-هنا …أنا عايز اخطب .
هزت راسها وهى تلوي فمها قائلة
-ايوة ..وأنا دخلي أيه ..؟
امتعض وجهه واقترب يهمس بتنمق
-انتِ أختي حبيبتي ….وباخد رايك .
مصمصت بشك قائلة
-بجد ….امممم طيب .انا مواقفة اطلع يلا .
أخذ نفساً عميقاً امتص به غضبة من تلك السمجه .ليردف قائلا
-محتاج مساعدتك .
زفرت بضيق قائلة
-عمرو ..هات الي عندك متزهقنيش .
-عايز اخطب مي .
نطقها بسرعه وهو يبتعد عنها مخبئاً مشاعره التي تضاربت على صفحة وجهه .
وقفت هنا على فراشها هامسة بشك
-مي صحبتي .
هز عمرو رأسة ،لتهتف هنا
-طيب وانا مالي .
ضربها عمرو بالوساده بعد ان نفذ صبره
-هي مش صحبتك ،يبقا تجسي نبضها .
تخصرت هنا قائلة ببرود
-بس انا مش دكتوره ومش ناوية لاني ادبي .
صرخ بها عمرو وجذبها من ذراعها
-بت …مش ناقص غلاسه .
هداته هنا
-اهدأ …موافقة بس بشرط .
تخصر وهو يزفر نفساً غاضباً
-عايزه أيه …؟
ظلت صامتة لتفكر ثم هتفت
-بص ياسيدي ،معاك ورقة وقلم
صرخ عمرو ناهرا
-نعم ياأختي .
رمشت ببراءة ،وهي تطالعة
-علشان ..اكلمها قبل ما تتخطب .
اتسعت عينا عمرو بصدمة وهتف
-تتخطب لمين ..؟
ادعت هنا البراءة،قائلة
-واحد قريبها …ومستنين ردها .
ذهب لها عمرو راجيا
-نونا حبيبتي ….هتكلميها صح ..وهجبلك كل الي انتي عيزاه .
ازاحت هنا خصلاتها المتمردة جانباً عقدت ساعديها قائلة بحزم
-دا انت واقع بقا وكنت بتستغفلني ….يلا مش مشكلة اخويا بردو ..
عايزه علبة شيكولا ..جلاكسي …فواكهة مجففة …دفتر حلووو كده على ذوقك …زي دفاترك …..
-طفسة ….هتفها عمرو وهو يخرج .
لتعاود هنا القفز على فراشها قائلة
-اوعدنا يارب …
-روحي ياهنا يااختي ..ربنا يديكِ واحد يطلع عينك ويأدبك …ويطلع عينيكِ …
هتفها عمرو وهو يغلق الباب خوفاً من مواجهة غضبها .
لتبتسم هنا وتهمس لنفسها برضا اختلج بيقينها
-ربنا هيديني …أحلى راجل فالدنيا …هطلع عينة وبردو هيعشقني …هأدبه انا بس بدلعي عليه …هيحبني اد الدنيا دي كلها … هو فارس احلام مراهقتي .
فردت ذراعيها ودارت في الحجرة ،يداعب ثغرها أبتسامة يمتلكها يقين في ربها….
ليقفز ….داخل عقلها …استاذها الوسيم ..صاحب الطباع الحاده ….والحنان المختبئ …
لتتوقف غير مصدقة لما تشعره ناحيته …..تتمدد على فراشها ،تفكر بحيرة اتذهب غداً ام لا .
———————————————
طرقت الباب بحياء ،انتظرت ليفتح هو بطلته المهيبة ووسامتة…
ظل واقفاً يتفحصها ببرود ،لتنهي الصمت بثبات
-ياسين فين… ؟
اتسعت عيناه دهشة ،ليرفع حاجه ويتكأ بجزعه مستفسراً
-عيزاه ليه ..؟
ليقاطعه الاخر وهو يدفعه عن الباب
-ازيك ياهنا… .عيزاني بجد ..؟
كتمت هنا ابتسامتها ومدت يدها بالكتاب قائلة
-في سؤال معرفتش احله في الملخص ده ممكن تحلهولي … ؟
جذب ياسين منها الكتاب ،ودفع سيف جانباً واشار لها بالدخول
دخلت هنا متسائلة
-طنط فين… ؟
امسك ياسين الملخص يحتضنه ويمسحه بكفه وهو يصرخ
-ماما يا ماما يا ماما .
وحينما ابتعد عن انظار هنا… رقص قائلا
-بيضالك فالقفص ياياسين… البسكوته معجبة… انتهز الفرصة بقا…
انتفضت وداد على اثر هتافه ،لتنهض بعدها مستفهمة
-مالك ياياسين فزعتني… ؟
ياسين وهو يحتضن الملخص ويهتز بهيام
-البسكوته…
وداد وهي تضيق عينيها
-بسكوته ايه ربنا يهديك …؟
ياسين بهيام واعين زائغة
-هنا بره عيزاني افهمها حاجه… لازم تكوني موجوده… علشان البسكوته متتكسرش… اقصد متتكسفش
هزت وداد رأسها بنفاذ صبر وتقدمت قائلة
– يلا بره ..ربنا يهديك
تركها واقفة بكل برود وغادر للداخل دون ان يطلب منها الدخول او يقف معها ،
وذلك دفع الدم لرأسها… .واستشاطت غضباً .
نقلت وداد نظراتها بين هنا الواقفة وسيف الجالس بأريحية لتهتف بلوم
-ادخلي يابنتي…
تصنع سيف عدم الاهتمام وواصل تصحيح أوراقة ..
تقدمت هنا واشار لها ياسين ان تجلس حول السفرة التي يجلس حولها سيف ..
بدأ ياسين بالتوضيح لهنا… ومابين جملة واخرى كانت تُطلق ضحكاتها على دعابات ياسين ..
فيما كان الأخر سينفجر غضباً نظراته تتحرك عليهم وعلى أوراقة بعدم تركيز…
لتهتف هنا برقة ودلال
-دمك خفيف اوي يا ياسين… وبجد فهمت منك أوي .
هتف ياسين بإعجاب وسعادة
-خفيف مع الخفيف ياقمر … .أنتِ فهمتي علشان ذكية…
كز سيف على أسنانه ،ليضم قبضته ويضرب طاولة السفرة ،فيبدو ان أخية سيدخل في تحرش لفظي .ويتبعه بكلمات غزلية… وحينها سيضربه حتماً .
انتفض ياسين متصنعاً الفزع ليهتف وهو يطالع هنا
-مش تخلي بالك… راعي عندنا ضيوف ولا علشان انا طيب ومستحملك ..يبقا خلاص .
فرك سيف وجهه بكفه قائلا
-أنتِ جاية للواد ده يشرحلك… ؟
رمقت هنا ياسين وهي تمط شفتيها مستفهمة
-ايوة… .وبعدين دا طلع عبقري بجد .
وضع ياسين كفه علي صدرة كعلامة الزهو والشكر ليهتف بغرور
-مبحبش اتكلم عن نفسي كتير… .
توقفت المشاحنات على اثر صوت ماجدة
-ايه يانونا… .فهمتي .
هتفت هنا بسعادة
-ايوة يا ماما ياسين طلع… .عبقري… كنت فين ياابني من زمان…
ياسين وهو يهز راسه ،ثم يحرك حاجبه
-موجود… بس محدش شايفني .
ضرب سيف الطاولة ممتعضاً من حديث ياسين وحركاته المستفزه .
ليهدأ ياسين خوفاً فيبدو ان سيف في حالة مستعصية من الغيرة… .وأن تمادى أكثر لن يفلت من قبضتة .
دفع ياسين الكتاب ناحية سيف قائلا بهدوء،
-سيف انا عارفك أدها… ساعد هنا فدي… وأنا ورايا درس .
انهى سيف الحوار بغضب غير مبرر
-لا وطالما طلبت منك أنت خلاص… أنت تكمل… .
قالها ثم نهض لحجرتة ،تاركاً ياسين يضرب فوق رأسه مردداً
-يا مرارك الطافح يايا سين… .ياايامك الي كلها سواد يا سونه… ثم لوح بذراعية نادباً حظة
-ياحزنك ياياسين… .ثم التقط تيشرته وقبض علية بين اسنانه باكياً
-يا وقعتك المهببه يا ياسين .
هتفت هنا بحيرة ،وهي تكتم ضحكاتها
-هو أبية سيف ماله ..؟
لملم ياسين كتبه متسائلا
-أنتِ بتقوليله يا أبيه ..؟
هزت هنا رأسها مردده بهمس
-ايوة
حرك ياسين فمه يميناً ويساراً قائلا
-أبيه يا قادرة… .أبية… .ثم ابتعد عائداً لحجرته… .ليتوقف ويعود لهنا قائلا ويميل هامساً
-اتحصني بقا بآية الكرسي… .ويفضل تغيبي بكره ها ..؟وابقي قوليلة ياأبيه… .
اخص الله يخيبك ..عمايلة دي والقتيل الي هيقع الي هو انا شهيد الحرب… .وتقوليلة ياأبية لو منه اقطع راسك ولو منك موريهوش وشي اسبوع… بقا ياقادرة… جايبة قطعة نحو وعيزاني اشرحهالك… .ليه بحبح بيدرسلك… .اخص ياهنا قلبي وربي غضبانين عليكي… .ولو حصلي حاجه مش مسامحك… ليوم الدين ولو يومين مشفتنيش بلغي .
غادر راكضاً نحو حجرته .فيما انفجرت هنا ضاحكة من اسلوب ياسين الكوميدي الساخر غير متنبهه لمخزى حديثة .
———————
خرج ياسين من حجرته يتلفت حوله مترقباً يلف رأسه بشال والدته… تنفس الصعداء وخرج بحرية متجولا
-ايه ده يا زفت .؟
هتفت بها والدته وهي تتفحصة بذهول
اقترب من والدته يهمس بخوف
-ول الخمستاشر تيشرت الي حيلتي والعشر بنطلونات…
هتفت والدته بنفاذ صبر
-ولابسهم ليه ياأخرة صبري .
ياسين وهو يتطلع حوله
-لابسهم خايف من ابنك ليتحول الرجل الأخضر ويقضي عليا ..
-ياسين…… هتف بها سيف… ليقفز ياسين ويدور بغير هدى مردداً
-الرجل الأخضر جه ..الفاتحه بقا…
ظل سيف يطاردة وهو يتوعدة
-بقا انت عبقري…
ياسين وهو يتخصر
-ايوه… .فيها حاجه دي ..وبعدين البنت معجبه بيا ليه النفسنة والحقد ده ..ليه ..ها ليه .
لكم سيف الحائط قائلا
-ماشي يافلته… .
اخرج ياسين صاجات وبدا يدق راقصاً
-كايده العزال أنا من يومي ايوه اه .
حملق فيه سيف مدهوشاً مردداً
-صاجات يافاشل .
ياسين وهو يركض في انحاء الشقة
-ياابني البنت مش طيقاك… دي بسكوتة عايزه عصير مسكر تدوب فية… مش شاي تقيل زيك .
قفز سيف وامسك به ليدعي ياسين الأغماء .
بدأ سيف يعدد ما يرتديه ياسين من ملابس … ويحاول إفاقته…
ليبتعد وهو يضيق عينيه قائلا
-مفيش غير الأبر هي الي هتفوقك ياسونه .
انتفض ياسين واعتدل يضم كفيه كالهنود مردداً
-بليز بابا… .بليز… .
سيف وهو يقبض علي ذراعه
-لو هنا جاتلك تاني ترفض .
صاح ياسين بإعتراض…
-في حد يرفض النعمة ياعم ..دا رفضها بتر وكفر .
سيف اقترب متحفزاً يرفع قبضته عالياً
ليتصنع ياسين البكاء قائلا
-يامسكين ياياسين… .مهضوم حقك ومضطهد…
ضربه سيف منهياً الشجار
-اخلص يالا… ..
نهض ياسين وبدا يتعكز وهو يسند ظهره هاتفاً
-وأنتِ يا وداد شايفاه بيعتدي عليا وساكته… ثم ضيق عينيه متابعاً
-اه منك انتِ يا وداد… .وماسكة سبحه وعاملة شيخه وأنتِ ودانك مفرفرة على المحروس الي وقع زي الجردل فالبسكوته .
ضحكت وداد بإستمتاع ،ليركض خلفه سيف… متوعداً… لكن ياسين كان أسرع دخل حجرته واغلق خلفه الباب هاتفاً
-هتروح من ضميرك فين عايز تتحركش بيا… وتضيع شرفي ياسيف ..طب ليه ..دا شرف البنت زي عود الكبريت… .ينفع لما الكهرباء تقطع نشغل بيه البوتاجاز .
توعده سيف قائلا
-معلش يا عبقري بس تطلع…
غادر سيف وجلس بجانب والدته ،يخفي نظراته عن نظرات والدته المتفحصة الضاحكة… رفع كفها مقبلاً
-عاملة أيه ياست الكل… ؟
وداد وهي تتصنع العفوية
-لولا هنا معرفش كنت هعمل ايه البنت بتفضل جنبي… وتاخد بالها مني .
ادار سيف الحديث قائلا
-هقوم اعملك حاجه خفيفة تشربيها .
قهقهت وداد هامسة
-ربنا يريح بالك…
طبع سيف قبله على رأسها وغادر مردداً بداخله
-يارب ..
¯——————————-
وبعد مرور اسبوع أخر
استشاط غضباً مما يحدث ،فأغلبية الطالبات طلبن النقل لصفوف الأستاذ سيف ،لما سمعو عنه من تفوقة في اللغة …وإرتياح الطالبات له خلاف احترامة ..والتزامه بعكس شريف الذي يتلكع في عمله ،لا يفقهه سوى ملازمة الفتيات والتغني بمغامراته ورحلاته ،وجذب الفتيات حوله كالذباب .
دخل حجرة المعلمين يعتلي الغضبة ملامحه فيما كانت عينيه ترسل شرارات حاقدة على سيف
-حضرتك بتحرض الطالبات عليا .
اعتدل سيف في جلسته ،وطالعه بحيرة
-أحرضهم ازاي يعني …؟
ضرب شريف الطاولة بقبضته قائلا
-الاغلبية طالبين يتنقلو ،…..لصفوفك ….
طالعه سيف ببرود قائلا
-ده مش ذنبي ….ولو حد جه هرفضه .
هتف شريف بحقد
-انا عارف الاساليب الملتوية دي …كويس ….حضرتك بتجمعهم حواليك …غير مجموعات التقوية الي بتعملها فوقتك الفاضي …والفسحه علشان …تثبت انك أفضل مني .
ضرب سيف الطاولة وهو ينهض بنفضه غضبة ،فيما كانت عينية تطلق شرارات ناريه .أشهر سبابته قائلا
-مسمحلكش ،اتكلم بإحترام أنا بساعد الطالبات مش أكتر …حضرتك عايز …تتولى المجموعات دي ..معنديش مانع …
صوتهم العالي جذب الطالبات ومدرسين المواد الأخرى ،رمقت هنا سيف بنظرة خائفة مفزوعه ،قلبها ينبض بعنف …تراقب سيف بدقة ،ناقمة على المغرور المدعو شريف ….
فض المعلمين الاشتباك الدائر .فيما انطلق سيف غاضباً لصفه …وقف دقائق يعطيهم ظهره ،….غاضب حد الجنون
ظلت هنا تراقبة بإشفاق وحزن ،… حينما زادت الهمهات حوله ..استدار لتقف هنا مستأذنه
-ممكن اطلع اشرب لو سمحت ..؟
اومأ سيف برأسه ،فغادرت هنا للخارج….بعد دقائق ..حضرت هنا تحمل كوباً من الشاي ..وضعته امامه قائلة
-علشان تهدا ….وتشرح بضمير ..علشان بصراحه …في حاجات كتير مش فهماها .
رفع لها عينين متأملتين ،…ابتسامة صغيرة رسمها على ثغرة ليلتقطه هامساً
-جه فوقته ياهنا ….متشكر .
همست برقة
-عارفه .
تناول كوب الشاي بصمت ،ليهتف قائلا
-الحصة دي فري ……مفيش شرح الي عنده سؤال يسأل ،والي عنده رأي فيا يقوله بصراحة .
توالت عليه الأسئلة مابين جدية ومضحكة ،انسته ماحدث وانهمك مع الطالبات يبادلهم الضحكات وهزارهم البرئ اما هي فظلت صامتة تراقب ..عفويته وجاذبيته المهلكة ،….ابتسامتة الجذابة وذكائة واحترامة….
لاحظ صمتها وعذوفها عن الخوض معهم في حديثهم ،فهتف قائلا
-ممكن اطلب منكم طلب ..؟
هتفت الطالبات بسعادة
-اتفضل .
ابتسم قائلا
-طبعاً …مش هتقدرو تقولو رأيكم فيا …فأيه رأيكم تطلعو ورق وتكتبو رأيكم بصراحة …
أومات الطالبات بسعادة وبدأن بشق الورقات والكتابه ،ظلت صامتة …واستسلمت اخيراً اخرجت دفترها ..احتارت ماذا تكتب …ظلت تكتب ثم تمزقها …باغتتها مي بحيره
-مش عارفه اكتب ايه ..بجد
علا بنفس الحيره
-وانا كمان .
بينما كان سيف يطالع الخارج من نافذة الصف منهمك حد التغيب ،لكنها لاتدري انه يراقبها هي من خلال انعكاس صورتها على الزجاج ،مستمتع بحيرتها ….وشغبها عبوسها وإبتسامتها وأخيراً لاحت نظرات الانتصار بعينيها ثم امسكت بالقلم وكتبت ..
بعد دقائق جمع سيف الورق ….وجلس يقرائه …
بعض الورقات صدمتة والبعض اسعدته وواحدة اربكتة
-انت جذاب أوي ووسيم ،تجنن بصراحة أنا بحبك .
اتسعت عيناه يطالعهم بقلق امتزج بشكه ،….الوضع خطراً ….كيف له سيعرف صاحبة الورقة ويعالج الموضوع خلاف انها الورقة الثانية التي يجدها بين الدفاتر.
نحاها جانبا ليقلب فالأخريات ….ابتسامة غزت شفتيه ،ومشاعر غريبة داعبت قلبة ،بل اثرت على دقته واردعتها ….هتف بداخله متأكداً (هنا)……انسابت نظراته للكلمات ليفاجئ بإسمها وبعده
-مفيش حاجه اتكسف منها ،…قولت رأيي بإسمي ….رفع عيناه عن الورق ليشتبك بنظراتها الخجولة ،..اهداها إبتسامة امتزجت بنظرة غريبة وغادر بعدها لإنتهاء حصته .
———————————-
تجمع للفتيات وصراخ مكتوم جعله يتجه متسائلا
-في أيه يابنات… ؟
استدارت واحدة منهن تهمس بإرتباك
-ياسمين أغمي عليها… !
اشار لهم سيف بإهتمام
-دخلوها الصف وخليكم جنبها .
غادر سيف ناحية المقصف بسرعة أبتاع عصير وبعض الأكلات الخفيفة ،واتجه ناحية الصف . طرق الباب ففتحت هنا
اعطاها سيف الطعام مستفسراً
-فاقت ..؟
هنا بغيظ
-اه فاقت.
ناولها سيف ماأبتاعه قائلا
-اديها الأكل ده ،ولما تفوق وتبقا كويسة نادي عليh
هنا وهي تتخصر
-ليه… .؟
ابتسم ابتسامة صفراء ليغيظها وردد ببرود
-أنتِ مالك،… .؟
غادر وتركها تعض أناملها غيظاً دخلت وجلست مع ياسمين التي بدأت البكاء بحرقة متوسلة
-محدش يقول لاهلي اني اغمي عليا .
مي وهي تقترب منها وتربت على كتفها
-متقلقيش .
تعالت شهقاتها الفزعة انكمشت .عقلها يصور لها ما قد تفعله عمتها إن علمت بامر فقدان وعيها .
اقتربت منها هنا وقد شعرت بالشفقة ،ناولتها الأكل قائلة
-الأستاذ سيف باعتلك ده
تألقت عينا ياسمين بإعجاب اختلط بسعادتها ،وجذبتهم بقوة من يد هنا التي رمقتها بحيرة ..
هتفت هنا وهي تلاحظ شرود ياسمين وعبوسها الذي تبدل لفرحة…
-استاذ سيف عايزك ..؟
حملقت ياسمين غير مصدقة
-بجد… !
تبادلت هنا النظرات مع مي وعلا لتهتف هنا
-ايوة ..هروح اناديلة
غادرت هنا بغيظ ،غيما بدأت ياسمين بهندمة نفسها .
وجدته واقفاً يطالع الحديقة من شرفة مكشوفه…
اقتربت هامسة
-مستر فاقت وأكلت
استدار سيف مبتسماً ليتقدم عليها مردفاً بعدم اهتمام
-طيب كويس أنا رايحلها .
بضع خطوات ليتفاجئ بأنها ليست خلفه ..استدار ليجدها واقفه مكانها… أخذ نفساً عميقاً وأخرجه ببطء
ستظل عنيدة مغرورة… .صدع صوته منادياً
-هنا…
سارت ببرود حتى وصلت إليه
-نعم
سيف بجدية
-تعالي معايا .
اشاحت هنا بإمتعاض معترضة
-لا حضرتك عايزها لوحدها .
تقدم ليهمس بصوت غير مسموع الا لها
-عارفة ياهنا أنتِ عايزه حد مستبيع يكسر راسك …
نصف ابتسامة ،لتهمس بسخرية
-ليه بس يامستر ظالمني .
مصمص سيف ساخراً
-اه والله مظلومة… ..
قهقهت هنا بعفوية ،ليوازيها سيف ضحكاً ويشير لها
-يلا أنتِ دراعي اليمين هنا… .لازم تكوني معايا فكل حاجه .
اردفت بسعادة
-ماشي يامستر بس ارجوك مخدرات لا .
ضرب سيف كفيه يائسا
-الله يسامحك يا ياسين عديت البت .
************
دخل سيف الصف الذي يخلو الا من ثلاثة مي ياسمين علا… .
جلس امامهم متسائلا بود
-عاملة أية ياياسمين
ياسمين بخجل وارتباك
-الحمد لله… متشكرة لحضرتك .
لم تجد هنا مقعد لتجلس عليه فظلت واقفة في الصف كان خالياً…
اشار لها سيف ان تجلس في نهاية المقعد الجالس فوقة فقد كان عريضاً يكفي لجلوس ثلاثة .
هزت هنا رأسها برفض تام…
فاضطر أن يقف هو ويدعها تجلس… وجلس هو فوق الطاولة قائلا بهمس لا يسمعه سواها
-هتغسلي هدومي الي هتتوسخ من التراب الي على الطاولة .
ابتعدت هنا وقربت المقعد من زميلاتها وجلست فتابع سيف
-الي عايزكم تعرفوه إني أنا هنا زي أخوكم الكبير
لو مشكلة عند وحدة منكم وبأمكاني اساعدها مش هتأخر… ..اي وحده بتستفسر عن حاجه بعيد عن الدراسه برضو أنا أخوكم الكبير…
ثم التفت لياسمين قائلا
-وأنتِ ياياسمين… مستواكي حلو ممتازه بس عايز اعلى الدرجات معنديش وسط… وأنا عارف أنك أدها .
هزت ياسمين رأسها بإبتسامه واسعه
-حاضر يامستر .
ظلت تتابع حركات يده ابتسامتة جديته ،خصلاته المتطايرة بفعل الهواء… .
هل أحبته ،أم معجبة به .. هو أحدث شيئاً بداخلها… .شغل عقلها وقلبها ملأ حياتها في البيت والمدرسة هي محاصرة به تدور في فلكة…
انهى حديثة واشار لهن بالخروج ،انصاعت كالمغيبة فهي لم تستمع ولا لكلمة…
أما الأخرى فالأن زاد تعلقها بسيف أكثر وأكثر… وهمست داخلها انها ستظل ترسل له الخطابات حتى يشعر بها .
يتبع..
لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا
لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنبض بقلب حبيبي)