روايات

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة أسامة نيل

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الفصل الحادي عشر 11 بقلم سارة أسامة نيل

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) البارت الحادي عشر

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الجزء الحادي عشر

رواية أنا والطبيب (قدر قيس)
رواية أنا والطبيب (قدر قيس)

رواية أنا والطبيب (قدر قيس) الحلقة الحادية عشر

[أنا والطبيب]
الفصل الحادي عشر -١١-
مَاجَ قلب قيس واقترب من قدر وأردف بعتاب:-
– قدر .. دا أنا .. أنا قيس .. أنا مكونتش أعرف والله يا قدر، أنا كنت لواحدي الفترة دي كلها..
معقول خايفة مني أنا يا قدر..
التفت إليها ياسين بوجهه الصلب وقال برفق:-
– أكيد في وجه آخر للحكاية .. خلينا نسمع من قيس ونفهم يا قدر..
زأر جعفر بسخط حين رأى تعلق قيس بقدر:-
– أنت خايف ليه كدا .. دي عيلة ولا تسوى وملهاش لازمة..
وقبل أن يثور قيس سبقه ياسين الذي نفذ صبره، نعم لقد كان صابرًا لعام بأكمله ورفع كفه وهبط بصفعة قاسية على وجه جعفر جعلت أعين الجميع تتسع…
ارتفع صوته يصيح بغلّ وكره وقد ثار جعفر وجاء يرد له الصفعة لكن قيده الرجال:-
– لسانك يا حقير علشان مقطعهوش أنت إللي حقير وعديم القيمة .. دا إحنا لسه في بداية الحساب وحسابك طويل، يا كلب لازم تدفع تمن إللي عملته في أهلي…
أبويا وأمي ورائد ورائف وحياتنا إللي سرقتها مننا وقدر … قدر يا كلاب يا إللي متعرفوش حاجة عن الرحمة إللي وريتوها أشد أنواع العذاب..
قبل ما أسلمكم للعدالة لازم أخد حق أختي .. محدش هيفلت من تحت إيدي النهاردة..
اقتربت قدر من جعفر بعدما سيطر رجال ياسين وفهد على الشرذمة القليلة من رجال جعفر، وقفت أمامه تنظر له بأعين مليئة بالكُره ثم هتفت من بين أسنانها بقوة والذكريات تتوافد بعقلها:-
– أنت رأس الحية .. كله بسببك، كنت مبسوط وأنت شايف ضعفي علشان وقفت قدامك وقدام الكلب بتاعك…
كنت بتقف تتفرج عليه وهو بيرمي مايه النا”ر عليا .. وهو بيكسر في عضمي وبيتفنن في تعذيبي وإذلالي..
فاكره كويس لما وقفت قدامي وأنا مفيش حته فيا سليمة وقولتلي أنتِ بس مجرد لعبة بنتسلى بيها نكسر بيها الملل إللي إحنا فيه…
علشان بس وقفت في وشكم وقولنا مش خارجين من بيتنا…
فاكره أنا كل موقف يا جعفر مش ناسيه ولا حاجة يا متجبر يا قاسي يا عديم الرحمة..
فاكرة لما خلتوني أنام في الضلمة أيام..
فاكرة تحريضك لكلبك عليا..
فاكرة تكسير صوابعي..
فاكرة عذابي بالمايه لغاية ما أقطع النفس..
فاكرة حجابي إللي ولعتوا فيهم وجرك ليا من شعري أنت وعزيز الكلب…
دا بس لمجرد شوفتك لنظرة الكبرياء والقوة في عيني إللي منطفيتش أبدًا….
ياااا جعفر يا بحيري كل كبير في إللي أكبر منه…
كل متجبر في إللي أكثر منه تجبر..
فيه إللي مش بينسى حق عباده أبدًا ومش بيرضى بالظلم…
الظلم إللي شوفته في المستشفى ونوياكم على إللي هتعملوه فيا جواها…
ربنا … ربنا إللي كانت رحمته بيا محوطاني، كنت واثقة إن مش هيخذلني أبدًا..
أنا مش عايزه انتقم بإيدي ولا أخويا ينتقم ليا…
أنا عايزه إنتقام رب العالمين..
أنا عايزه ربنا إللي ياخد حقي .. عايزه عدله هو..
أنت لسه ما شوفتش حاجة يا جعفر…
وتحركت للخلف ثم أشارت نحو قيس وقالت:-
– مش ده ابنك .. دا المفروض ابنك الوحيد هو وبنتك المجرمة منى البحيري إللي أخدت الشر والإجرام منك..
بيقول إن ميعرفش حاجة .. خليني أسمعه إنجازات أبوه العظيم معايا ومع عيلتي…
وأخذت قدر تسرد ما حدث من البداية وكيف تدمرت حياتهم مرورًا بتعذيبها داخل القصر واستخدامهم أساليب مختلفة لإذلالها وكسرها بنفوسهم المريضة…
لم تترك أي شيء حتى الخطة التي قاموا بها مع ياسين ومرح … كان كل هذا على أسماع قيس الذي تمنى أن لو كان ترابا…
ليت أباه في هذا اليوم كان قد مات، لم يكن ليحزن أبدًا، لكن الآن كيف سيستمر في العيش مع تلك الندبة السوداء التي لطخت ذكرياته بل حولتها جميعًا لسوداء قاتمة..
شعور بالخزي والإنكسار والخجل حتى أنه لم يقوى على رفع رأسه ووضع أعينه داخل أعين قدر..
شعر بألم يُفتت قلبه وقبضة قوية تقبض على روحه لكل هذا الألم الذي لاقته قدر وأسرتها ولا سبيل في محو هذا ولا التكفير عنه..
كان يعلم أن والده على قيد الحياة وذهب للبحث عن المجد وجعل اسمه لامعًا..
لكنه لم يكن يعلم تواجده بمثل هذه الطُرق ووصوله لهذا الحد، لم يكن يعلم أنه حتى تبرأ من اسمه ونزع ذاته من جلده..!!
يقسم أنه لم يكن يعلم..
هو كان بوادٍ أخر .. كان يخوض معارك أخرى، كان يجابه كثير من الحرمان والفقد الذي حمد الله عليه الآن..
حمد الله أنه لم يُترك في ظلّ والد كهذا ..
لكن ماذا لو علم قيس ببقية الحكاية والطرف الأخر منها..!!
نعم … “قدر الله ألّا يموت الشخص إلا مرة، فما حال من سقط بعين من يُحب؟!
إنه يموت ألف مرة حتى وإن ظلّ يتنفس.'”
(الخاطرة بين علامات التنصيص “..” بقلم جميلة الجميلات -آلاء محمد- كتبتها خصيصًا في تحليلها للفصل)
كان يلعب دور المستمع في هذه المواجهة .. عزيز..
هادئ .. صامت .. أعينه ثابتة على نقطةٍ ما في الفراغ..
في الحقيقة هذا فقط من الخارج بينما من الداخل كان هناك معارك طاحنة دائرة..
تلقفته الأحداث وفاجئته الحقيقة التي كانت أمامه دائمًا لكنه كان أكْمه عنها قصدًا….
في تلك المعادلة هو لا شيء…
خرج خالي الوفاض .. دون اسم .. دون نجاح .. دون أي شيء .. فقط شيء واحد .. أن خسر طاهر رضوان للأبد وما أسوء أن يفقد الشخص نفسه..
كان خانع لهذا الشيطان جعفر باخغ نفسه…
أين مواعيده للإلتقاء بوعوده .. يا عزيز لقد اتضح أن مواعيد عرقوب له مثلًا وما مواعيده إلا الأباطيل…!!
أكانت محبته زائفة من البداية أم أنه من خُيل له فقط .. كان مجرد لُعبة بين أصابعه!!
المضحك في النهاية أن يكون شرير الحكاية هو المُغفل..!!
ابتسم فهد بانتصار واقترب من جعفر مشيرًا بسلاحه نحو رأسه وأردف بشراسة وبغض:-
– جات نهايتك إللي سعيت لها عمري كله يا نصاب يا مجرم … لو تعرف انتظرت اللحظة دي قد أيه واضطريت أمثل كتير أووي يا جعفر..
وكمان طلع عندك ابن ومخبيه عن الكل ومخلينا إحنا في وش المدفع، يا ترى في نفس وساختك ولا أيه .. ما هو نفس الدم بردوه!!
الليلة كشف الحقيقة والأسرار وتصفية الحساب معاك أنت والشيطان التاني عزيز … ولا أيه يا ياسين…
قالها وهو ينظر لياسين الذي حرك رأسه وأعينه تتوهج بالنيران ولم يكن إلا أنه هجم على عزيز يبرحه ضربًا…
لكمات متتالية مُكللة بالغلّ والإنتقام وهو يتذكر أسرته وشقيقته قدر…
قبض بقسوة شديدة على خصلات عزيز الذي لم يقاوم ولم يبدي أي ردة فعل، وصاح ياسين ولهيب حرقته لم يسكن:-
– كنت بتجر أختي من شعرها يا حقير .. واحدة واحدة هخلصها منك يا كلب..
وأخذ يجره من شعره بقسوة حتى خرجت بعض الخصلات في يده .. تركه وهو يُكيل لها الصفعات متذكرًا الصور لقدر التي كانت تصله خلسة فكان وجهها موشوم بعلامات الصفعات المطبوعة على خديها..
نزف فم عزيز بغزاره ولم ينزف سكونه بردة فعل سوى صمت عجيب تلبسه على غير عادته، صرخ ياسين بغيظ من حالته:-
– دافع عن نفسك يا جبان .. ولا أنت شاطر تظهر رجولتك على الحريم وبس .. عامل زي الفراخ دلوقتي يا حقير..
قذفه ياسين بقسوة فوق الأرضية ثم انحنى يجره مرةً أخرى وهو يصدمه بالحائط بقسوة صائحًا:-
– الأرواح عندك رخيصة يا كلب … من غير ذرة تردد رصا’صتك دخلت صدر أخويا وكان ممكن يروح فيها..
غُمر وجه عزيز بالكدمات والجروج ورغم هذا لم يصدر عنه تأوهًا واحدًا أو أي أنين فتفاقم غضب ياسين الذي انحنى أخذًا بكف عزيز القوي وبقوة شديدة ثنى أصابعه في الجهة المعاكسة لتصدر صوت طرقعات العظام بالأرجاء وهنا أومضت تلك الذكرى التي لا تُنسى بعقل عزيز وكيف جثى فوق قدر وثنى أصابعها بذات الطريقة مُكمكمًا فمهما مانعها حتى حق الصراخ والتعبير عن ألمها..
اتجهت أنظاره وهو أسفل يد ياسين في أول ردة فعل له نحو قدر التي كانت تنظر له بحدة وجسدها مشدود والكثير والكثير من الذكريات السيئة تحاوطها…
استقام ياسين ووقف قبالة جعفر يقول بتحدي:-
– أنا إللي حر’قت مخازنكم .. وأنا إللي حر’قت بنتك المجرمة بما’يه النار..
أنا كنت ورا خرابكم .. وبمساعدة مين…
بمساعدة فهد جعفر البحيري…
سار فهد حتى اقترب من عزيز النازف والمفترش الأرض رغم هوانه إلا أنه كان صُلب وجهه مغلف بالغموض وعدم التفسير..
جلس على عقبيه بجانبه ثم ابتسم ناظرًا لعزيز بشماته وقال موجهًا حديثه لجعفر:-
– مش ده الصايع ابن الشارع إللي عملت منه شيطان ولعبة تحركها لأغراضك وأهدافك وكان كبش الفدا زي ما كنت بتقولنا دايمًا…
هو فعلًا ابن شوارع وملهوش أي قيمة ويستاهل يبقى كبش فدا لكل قذراتك…
وانهال على عزيز باللكمات وأخذ يصيح بغلّ:-
– بس مكانش يستاهل أبدًا يشيل اسم البحيري، مينفعش عيل صايع أبوه اتبرى منه وهو هج من أهله يشيل اسم البحيري..
كان اسمه أيه يوم ما دخلته علينا أنا وفارس..
تصنع فهد التذكر وقال:-
– ااه .. طاهر .. طاهر رضوان قاصد..
أيوا أيوا متتصدمش كدا .. أنا كنت واقف ورا الباب وسمعتك وأنت بتقوله من هنا ورايح معدش فيه طاهر رضوان قاصد .. أنت عزيز جعفر البحيري وبس..
عند سماع هذا تخشب جسد قيس صدمةً وتوسعت أعينه لإدراك تلك الحقائق … عزيز نفسه طاهر ولد الشيخ رضوان الذي قام بالاعتناء به … ومن زين له طريق الغواية والمجون كان مَن؟!!!
والده….!!!
هل هكذا يكون جزاء والده رضوان…
كيف سيواجه الشيخ رضوان وزوجته بتلك الحقيقة المُره..!!
انصبت أنظاره المصدومة على عزيز الذي يستقبل ضربات فهد الذي يحمل بداخله أطنان من الحقد والكره على عزيز.
وما جعل الجميع يقفون متخشبين حين ركض قيس بلهفة واضحة تجاه عزيز وأبعد فهد بضراوة لاكمه بشدة ثم جثى نحو عزيز قائلًا بسعادة وهو يسانده:-
– طاهر .. طاهر .. أنت طاهر..
صُدمت قدر من ردة فعل قيس العجيبة غير صدمتها لتلك الحقائق .. خفق قلبها بجنون وهي ترى تلك اللهفة الواضحة على وجهه..
في حين كان يتفهم جعفر الواجم الوجه الأمر وتجاهله قائلًا ببرود لفهد:-
– أطلع يا فهد وبلاش تلعب بعداد عمرك؛ لأنك مش هتقدر على حاجة .. خليك ابن مطيع..
استند فهد على الحائط خلفه بلامبالة ينظر نحو قيس الذي يساند عزيز المدعو بطاهر وقال بنبرة نارية تحمل بطياتها الكثير:-
– مش قولت ابنك بيجري في دمه نفس دمك القذر … المهم عهدك خلاص خلص يا جعفر أو نقول يا ماجد..
وأنا عمري ما كنت ابنك لا أنا ولا فارس ولا هنكون .. الورق إللي فيه الحقيقة وبيثبتها بقى في إيد الشرطة وناس كبيرة أووي وحقيقتك خلاص اتفضحت يا نصاب…
اضطريت أمثل إن أنا ابنك ودا كان كل يوم بيد’بحني يا ماجد .. وجه وقت تتحساب على إللي عملته زمان..

يتبع….

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أنا والطبيب (قدر قيس))

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى