روايات

رواية أميرة القصر الفصل الرابع 4 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الرابع 4 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الرابع

رواية أميرة القصر البارت الرابع

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الرابعة

أغتسلت جينا وبدلت ملابسها بكنزه صوفيه وبنطال جينز وكانت تسير فى الرواق خارج غرفتها عندما سمعت صوت سما ينادى بأسمها بصوت خافت
سما : جينا .
أستدارت ورأت رأس سما الصغير يخرج من فتحة الباب الموارب لحجرتها , عادت اليها جينا وأنحنت الى مستوى الطفله وقبلتها على وجنتها , كانت سما أبنة سارة البالغه من العمر أربع سنوات تعتبر صديقتها الوحيده فى هذا البيت يجمع بينهما اليتم وغياب حنان الأم وقد أعتادت جينا على قضاء جزء لا بأس به من وقتها بصحبتها
جينا : تيجى معايا ننزل الجنينه .
أومأت سما برأسها موافقه
أخذتها جينا الى الحديقه وقد صفا الجو وأشرقت الشمس مبدده برودة الليله الماضيه , وجدتا عبد الراضى الجنائنى يعمل على اصلاح ما أحدثه المطر من فوضى لأحواض الزهور وتطوعتا لمساعدته رغم معارضته ولكنه قبل مغلوبا على أمره أمام أصرارهما وأثناء عملهما جاء أبنه شريف وبعد ان بدل بذلته الأنيقه بسروال من الجينز وقميص قديمين بدأ فى العمل معهم بدوره , نظرت اليه جينا بأعجاب وتقدير شديدين فبرغم كل ما وصل اليه من مكانه مرموقه وأسما معروفا فى ساحات القضاء وحصوله على الدكتوراة من جامعة هارفرد فى القانون الدولى يأتى مشمرا عن ساعديه لمساعدة والده بكل تواضع وأحترام لمهنة والده الذى رفض التخلى عنها
سألته جينا وهى تناوله الجاروف
جينا : بتعمل أيه هنا وسايب شغلك .. والا طفشان من وش يوسف .
لا يجمع بين شريف ويوسف صداقه تمتد منذ ايام الطفوله وحسب بل جمع العمل بينهما أيضا فقد قبل شريف بعد عودته من الخارج وحصوله على الدكتوراة أن يكون المستشار القانونى لمجموعة شركات العائله وكان عمها أحمد مازال على قيد الحياة وقتها وقد أثر فيه تفوق شريف وطموحه الكبير رغم صغر سنه .
ضحك شريف ونظر اليها بخبث
شريف : هيه علقة أمبارح كانت جامدة ؟
أحتقن وجه جينا بشدة وتشنج جسدها وقالت
جينا : دا اللى كان ناقص .
قال شريف بجد
شريف : أنتى اللى جبتيه لنفسك .
سألته بأمتعاض
جينا : وهوه لحق يحكيلك مأساتة أمتى ؟
نظر اليها بغيظ
شريف : لا أبدا .. كل اللى حصل أنه أتصل بيا يصحينى الساعه واحدة بالليل من عز نومى ولبست ونزلت فى الشتا والبرد عشان أنضم للكتيبة اللى بتدور على حضرتك وفى نص السكة أتصل بيا يقولى خلاص يا شريف جينا رجعت البيت أصلها كانت بتحضر عيد ميلاد واحده صاحبتها .
عبست جينا وقد أحست بالحرج وقالت تدافع عن نفسها
جينا : ما هوه اللى مش عطينى فرصة أتنفس .
هز شريف رأسه موبخا
شريف : مفيش فايدة فيكى .. عمرك ما هتعترفى أبدا انك غلطانه .
ثم نظر الى سما التى كانت تجمع النباتات التالفه فى كومه وقد أتسخت يديها وملابسها بالوحل
شريف : ازيك يا سما
أبتسمت له بخجل فشع وجه شريف بالحنان
شريف : شبه امها .. وخجوله زيها.. سارة كانت كده بالظبط وهيه فى سنها.
رفعت جينا حاجبيها ضاحكه بخبث
جينا : معناه ايه دا بقى؟
أبتسم شريف وقد تلونت وجنتاه بحمره خفيفه وألقى عليها فرع شجرة صغير موحل
شريف : مالوش اى معنى يا ذكيه
يعلم الجميع بعلاقة الحب التى كانت تجمع بين شريف وسارة منذ سنوات والتى لم يكتب لها النجاح بعد أن تدخلت ليلى بجبروتها وأنهتها وأستطاعت أن تفرق بينهما بحجة أن وضع شريف الأجتماعى لا يليق بأبنتها وأصاعت سارة الى كلام أمها وتركته وبعدها ببضعة أشهر تعرفت سارة على والد سما وكان يكبرها كثيرا فى السن وتم رفضه من قبل يوسف وأمها عندما تقدم لخطبتها فهربت وتزوجته رغم أنف الجميع وسافرت معه الى ايطاليا ولكنه توفى بعد عام من زواجهما فى حادث سير هناك , لم يتزوج شريف أو أرتبط بغيرها وتظن جينا أنه مازال باقيا على حبه لها ولكنها لا تعرف ما هى حقيقة مشاعر سارة تجاهه ففى تلك الفترة التى كانا فيها معا كانت العلاقع بينها وبين سارة ليست جيدة
سألها شريف ضاحكا قاطعا عليها شرودها
شريف : أنا مستغرب أزاى أبويا سابك تساعديه .. دا لسه مش ناسيلك اليوم اللى صحى فيه ولاقاكى قاطفه كل الورد اللى فى الجنينه وماليه بيه فازات البيت .
أتسعت أبتسامة عبد الراضى وهى تجيب
جينا : ابوك ده قلبه اسود .. كان عمرى وقتها عشر سنين ولحد دلوقتى كل ما بيشوفنى فى الجنينه يفضل يراقبنى وكأنى هخطف عيل من عياله.
******
عادت هدير من جامعتها تشعر بالأرهاق من قضاء طوال اليوم فى الجامعه مع عدم حصولها على القدر الكافى من النوم وبعد أن ألقت التحية على أمها وليلى الجالستان فى حجرة الجلوس تركتهم وصعدت الى غرفتها طالبه من أمها أن توقظها على موعد العشاء وفكرت أن هذا أضمن لها حيث يكون يوسف قد عاد الى البيت وساعتها لن تتجرأ جينا على التعرض لها
قالت ليلى بضيق بعد ذهاب هدير
ليلى : المربيه الجديده دى عاملالى صداع من اول يوم اشتغلت فيه .. وماكنتش ناقصه خناق جينا معاها انهارده.
كان قد حدث شجار بين جينا ومربية سما التى أعترضت على أخذ جينا لسما الى الحديقة بدون أن تخبرها وأرجاعها بثياب متسخة وبالطبع لم تتقبل جينا لوم المربية الصارم لها وأسمعتها ما لم تحب ولا ترضى وذهبت المربية تشتكى لليلى مهدده بالأستقاله
كريمان : بصراحه يا ليلى هيه مزوداها شويه.. مافيهاش حاجه يعنى لما جينا تاخد سما تلعب معاها .
ليلى : انا المهم عندى ان المربيه ما تمشيش .. انا مابقاش عندى دماغ لسما .
ثم أعتدلت ليلى فى جلستها وسألتها بفضول
ليلى : مقولتليش عملتى ايه مع طنط فيروز؟
تجهم وجه كريمان
كريمان : مابتكلمنيش والبركه فيكى .. وبعد الغدا طلعت تنام ومرضيتش تخلينى اقيس لها الضغط .
صوت صراخ أتى من الدور العلوى
وقفت كريمان وقالت بقلق
كريمان : هوه فى ايه؟
وقفت ليلى بدورها وهى تقول
ليلى : هوه فى غيرها .
خرجتا مسرعتين الى البهو وكانت هدير تنزل الدرجات راكضه تصرخ وشعرها مشعث , ألقت بنفسها بين ذراعى امها باكيه ووقفت جينا اعلى السلم تنظر اليهم بتحدى وخرجت عايده وحنان من المطبخ فزعين على صوت الصراخ
سألت ليلى بغضب
ليلى : ايه اللى بيحصل هنا ده؟
ردت هدير باكيه من بين ذراعى أمها
هدير : الهمجيه المجنونه شدتنى من شعرى وضربتنى يا طنط.
قالت كريمان غاضبه
كريمان : انتى اتجننتى يا جينا ؟
ردت جينا بتوعد
جينا : هيه لسه شافت جنان بعد اللى عملته .
كريمان : هوه انتى تغلطى وتحطى اللوم على غيرك.. وازاى تسمحى لنفسك تمدى ايدك عليها ؟
ردت جينا
جينا : زى ما سمحت لنفسها تتدخل فى اللى مالهاش فيه.
ليلى : ليه .. كانت هيه اللى قالتلك تخرجى من غير ماتقولى لحد .. وترجعى قرب الفجر بعد مادمنا اتصفى .
جينا : سبحان الله .. مع انها كان ممكن تريحكوا من وجع القلب وتقولكوا انا كنت فين وليه.
كريمان : وهيه كانت تعرف انتى فين؟
جينا : ايوه كانت تعرف .. وأسأليها أهيه عندك .
******
ساد الصمت فى حجرة الطعام ولا يسمع سوى صوت احتكاك ادوات المائده بالأطباق الخزفيه.
كانت جينا ترفع وجهها من وقت لأخر تنظر فى اتجاه يوسف , أنه لم يتحدث معها أو ينظر اليها منذ عودته وقد أستغربت لأنه لم يعنفها حتى على ما فعلته بهدير التى ألقت بنفسها عليه عند وصوله وراحت تشتكى باكيه وتغلظ الأيمان انها نسيت موعد عيد ميلاد ريهام ولكن النظرة التى كانت على وجه يوسف وعمر دلت على انهما لم يصدقاها .
رمقت هدير جينا بنظرة حاقدة عبر المائده فأبتسمت لها جينا تغيظها فأشاحت بوجهها وهى على شفير البكاء.
نقل حسام نظراته المتسليه بين جينا وهدير وأبتسم ابتسامه كبيره
نظرت سارة الى حسام بتساؤل وهى ترفع كوب الماء الى شفتيها فغمز حسام لها بأتجاه هدير وصنع قناع بكاء ساخر بوجهه , حاولت ساره كتم ابتسامتها وهى تشرب فشرقت وراحت تسعل بقوة وأنفجر حسام وجينا ضاحكين فوقفت هدير بحده وتركت المائده باكيه.
نظر عمر الى حسام بعتاب وقالت له كريمان بغضب
كريمان : ايه قلة الذوق اللى انت فيها دى ؟
حسام : وانا عملتلها حاجه يا ماما ؟
قال عمر متضايقا
عمر : خلاص بقى احنا على الأكل .
تدخلت ليلى قائله
ليلى : هوه احنا بقينا بنعرف نتهنى على حاجه .
رمقت كريمان جينا بنظرة غاضبة وهى تقول
كريمان : وحصلت أنها توقع بين الأخوات كمان .
سألتها جينا ببرود
جينا : تقصدى ايه يا عمتو ؟
ردت كريمان بعصبيه
كريمان : ماتقومى تضربينى انا كمان يا ست جينا.. ماهو ده اللى ناقص …
مانتى خلاص مابقاش فى حد مالى عينك .
عمر : كريمان ؟
ردت ليلى عليه
ليلى : يعنى مش من حقها تدافع عن بنتها ؟
زجرتها فيروز بحده
فيروز : اخرجى انتى منها بس وهيه تعمر .
ألتفتت ليلى الى حماتها وقالت
ليلى : والله اللى خارباها قاعده جنبك .
فيروز : وهيه كلمتك دلوقتى؟
قالت كريمان بحنق
كريمان : انتى بتحاميلها يا ماما بعد اللى عملته ؟
أجابتها فيروز بغضب
فيروز : واللى عملته بنتك هوه اللى كان كويس ؟
ليلى : اه طلعيها ملاك .
نظر يوسف الى جينا التى تجلس بهدؤ وقناع البراءه على وجهها تاركه لجدتها دور الدفاع عنها وتعبيرا عن رفضه لما يجرى وقف وخرج وتبعه عمر تاركين الصمت خلفهما .
ألتفتت ليلى الى حماتها وجينا وقالت بحنق
ليلى : عاجبكوا كده ؟
******
فى اليوم التالى وبعد خروج الجميع الى أعمالهم قررت جينا أن تصالح جدتها التى منذ تلك الليله البائسة ترفض التحدث اليها برغم دفاعها المستميت عنها بالأمس أمام عمتها وزوجة عمها .
أشاحت فيروز بوجهها بعبوس عندما دخلت جينا من باب الشرفه تحمل بيدها زردة بيضاء وركعت بجوارها على الأرض ومدت اليها يدها بها وقالت
جينا : انتى لسه زعلانه منى ؟.. بقالك يومين مابتكلمنيش .
أزاحت فيروز يد جينا بعيدا عنها
جينا : خلاص بقى قلبك ابيض .. دانا جايبالك ورده عملت فيها جيمس بوند عشان عم عبدالراضى مايشوفنيش وأنا بقطفها .
فيروز : بس .. ابعدى عنى انا حالفه انى ما هكلمك ابدا.
جينا : ابدا ؟
فيروز : ابدا .. طول مانتى حالك كده .. كانت روحى هتطلع من قلقى عليكى دا غير قلة أدبك مع مرات عمك وعمتك وبنت عمتك دى حتى مربية سما ماسيبتيهاش فى حالها .
وضعت جينا رأسها على حجر جدتها
جينا : وحبيبك النبى تصالحينى بقى .. أنا ماليش غيرك فى البيت ده .
تمتمت فيروز
فيروز : عليه الصلاة والسلام .
ثم مسحت على رأسها وأنبتها قائله
فيروز: انا مش عارفة انتى بتعملى كده ليه بس يا بنتى؟ .. ليه مصرة تتعبى اللى حواليكى وتكرهيهم فيكى؟ .. بتخلينى مش قادرة ادافع عنك قصادهم وانا عارفه انك غلطانه.
عبرت مسحه من الحزن على وجه جينا اثناء كلام جدتها
جينا : سيبك منهم كلهم .. انا ما يهمنيش غيرك .. اعمل ايه عشان اصالحك؟
فيروز : اعتذرى ليوسف .
تراجعت جينا بحده الى الخلف
جينا : بعد اللى عامله معايا ؟ … دى صوابعه معلمه على دراعى لحد دلوقتى.. دا غير الكلام الزفت اللى سمعهولى .
قالت فيروز بحده
فيروز : الله يكون فى عونه من اللى شايفه منك .. عمر قال لعمتك انه كان سايق العربيه زى المجنون .. وكان ممكن تحصلهم حادثه لقدر الله ويروحوا فيها .
أرتعشت شفتا فيروز وأغتمت عيناها فقد مات أبنها الأصغر والد جينا فى حادث سيارة قبل ان تولد , أقتربت جينا من جدتها وأحتضنتها بشده وقالت برقه
جينا : حاضر هصلحوه .. وهعتذرله لو ده هيرضيكى.. خلاص؟.. مبسوطه؟
قبلت جدتها جبينها وأبتسمت لها بحب
فيروز : ربنا يهديكى يا بنتى يا رب .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى