روايات

رواية أميرة القصر الفصل الحادي عشر 11 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الحادي عشر 11 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الحادي عشر

رواية أميرة القصر البارت الحادي عشر

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الحادية عشر

انصرف كل المسافرين اللذين وصلوا معهما على نفس الطائرة ولم يتبقى غيرهم
ألتفت اليها يوسف وصرخ بها غاضبا
يوسف : دى اللى انتى مأكده عليها ؟
أنكمشت جينا وتراجعت تبتعد عنه فبعد ما فعله فى الطائرة لم تعد تثق بردة فعله على أى شئ ستقوله
جينا : والله اكدت عليها وقولتلها على معاد وصولنا … ماعرفش ايه اللى اخرها.
زمجر وهو يتحرك بعصبيه
يوسف : ليليان دى لا يعتمد عليها .. عرفتى ليه كنت مصر انى اوصلك بنفسى ؟… عشان عارفها بتنسى نفسها وبتنسى الدنيا كلها…اتصلى بيها تانى يمكن ترد .. طايرتى فاضل عليها ساعة ونص .
أخرجت جينا هاتفها المحمول من حقيبتها وأبتعدت بضعة خطوات لتجرى أتصالها وعادت بعد دقيقتين مشرقة الوجه
جينا : جايه فى الطريق .. دقايق وتكون هنا.
شعرت بالراحه .. أخيرا ستتخلص منه .. الغضب الذى أعتراه فى الطائرة كان رهيبا لم تراه فى تلك الحاله من قبل مازالت مذهوله مما حدث حتى المضيفه التى تدخلت لتهدئتة لم تسلم من غضبه وأبعد الفتاة المسكينه باكيه وكم شعرت بالخزى من نظرات الشفقه التى كانت تلاحقها من باقى المسافرين وقد حبست دموعها بصعوبه حتى لا يزيد زلها أمامهم
يوسف : تعالى نشرب حاجه لحد ماتشرف … وربنا يستر على الكام يوم اللى هتقضيهم معاها .
******
جلس يوسف وجينا متواجهين وامام كلا منهما كوب من القهوه السريعه , راح يوسف يتلفت حوله متجاهلا وجودها , أرتشفت جينا من قهوتها ثم عبست مشمئزة
جينا : دى بلاك ومن غير سكر ..انت اخدت بتاعتى وادتنى بتاعتك .
أرتشف يوسف قهوته بهدؤ ورد ببرود
يوسف : الأتنين زى بعض .
وضعت كوبها على الطاوله
جينا : انت عارف انى مابشربهاش كده ؟
يوسف : خلاص ماتشربيش .
أنه يعاقبها فقالت حانقه
جينا : أنا مش فاهمه أيه سبب ده كله .. أيه الغلط فى اللى أنا قلته .
قال مهددا
يوسف : قفلى على السيرة دى .
قالت بعناد
جينا : انا من حقى اقول رأيى ..زى مانت عاطى لنفسك الحق تتحكم فى حياتى .
نظر الى ساعته
يوسف : لو مش هتشربى قهوتك يالا بينا من هنا.
قالت فى محاوله لأسترضاءه
جينا : طب هتسيبنى وانت زعلان منى؟
أبتسم يوسف بسخريه غاضبه
يوسف : عارفه يا جينا .. انتى واحده انانيه وما بتفكريش غير فى نفسك وفى راحتك وبس .
قالت وهى تشعر بالظلم
جينا : انا؟
مال الى الأمام وقال بعنف
يوسف : ودى اخر مره تسمحى لنفسك تتكلمى معايا فى اى حاجه تخص حياتى الشخصيه.
مالت الى الأمام بدورها وتحدته بقولها
جينا : وانا هطلب منك نفس الطلب .. اياك تدخل فى حياتى الشخصيه بعد كده .
يوسف : ده حلم انصحك ما تعيشيش فيه كتير .
قالت وهى على شفير البكاء
جينا : والله ده ظلم .
يوسف : معاكى انتى منتهى العدل .
تراجعت الى الخلف تقول بحده
جينا : طب هوافق اتجوز ماجد .. بس عشان اخلص من سلطتك عليا .
تراجع يوسف الى الخلف وقال ببرود رافعا احد حاجبيه
يوسف : ومين قالك انى هوافق اجوزك ليه ؟
جينا : من حقى أتجوز اللى اختاره بنفسى ؟
يوسف : ده صحيح .. بس دا بعد ما اوافق عليه انا الأول .
جينا : هوه انا عابده عندك ؟
رد بقسوة
يوسف : تقدرى تقولى كده .
جينا : انا مش قاصر واقدر اخد قراراتى بنفسى .
عقد ذراعيه امام صدره وقال مهددا
يوسف : جربى تتخطينى مرة .. وهخليكى تندمى ندم عمرك .. وانتى تعرفى انى اقدر اعمل كده .
شهقت وأحمر وجهها من الغيظ وقالت
جينا : انا دلوقتى بكرهك .
قال ببرود وهو يقف
يوسف : فى دى بقى انتى حره .
******
كان شتاء لندن غير أى شتاء آخر رأته جينا فى حياتها كل شئ ما بين الأبيض والاسود والرمادى , يسير الناس بخطوات سريعه يرتدون المعاطف الثقيله ويحملون المظلات تحت أبطهم أستعدادا لأى لحظه تعلن فيها السماء عن فتح أبوابها أمام الثلوج أو الامطار وكان أول شئ فعلته جينا عندما وصلت الى منزل أمها هو الدخول الى حجرتها وتفحص خزانة ملابسها التى ملئتها لها ليليان بأحدث موديلات الشتاء .
كانت جينا تضع قدميها فى حذاء جميل عالى الكعبين يليق ببذلتها الزهريه المصنوعه من الصوف عندما دخلت ليليان وتوقفت عند الباب تتأمل مظهر جينا بأعجاب
ليليان : جميله جدا .. عجبتك المجموعه اللى أخترتهالك ؟
جينا : طبعا .
فتحت ليليان ذراعيها
ليليان : وحشتينى .
أندفعت جينا الى حضن امها تعانقها بقوة وهى تضحك فمازالت ليليان تتعامل معها على أنها طفله صغيرة وتقوم بتدليلها بطريقه تدفع زوج أمها الى السخريه منهما طوال فترة أقامتها معهما
جينا : وانتى كمان وحشتينى .
مسحت ليليان على شعرها
ليليان : اسفه لأنى اتأخرت عليكى فى المطار.. اتضايقتى منى ؟
أبتعدت جينا عن ذراعى امها وقالت مبتسمه
جينا : مش انا اللى اتضايقت .. يوسف اللى كان هينفجر من كتر الغيظ .. مانتى عارفاه؟
مطت ليليان شفتها السفلى بأستياء وقالت
ليليان : اوف .. كان رهيب ..شوفتى سلم عليا ازاى ؟
قالت جينا بضيق
جينا : كويس انه سلم عليكى اصلا.
أتجهت جينا الى المرآه ومررت الفرشاه فى شعرها , وقالت ليليان
ليليان : كان باين عليكوا متخانقين .. كنت انا السبب ؟
وضعت الفرشاه من يدها وقد عاد اليها حنقها
جينا : لا ابدا .. اتخانقنا قبل ما ننزل من الطيارة .
قالت ليليان بأستغراب فيوسف الوقور الذى تعرفه لا يفتعل فضيحه فى العلن دون سبب قوى
ليليان : ليه ؟
أكتئب وجه جينا وهى ترد
جينا : عرفت من سارة ان طنط ليلى عايزة تجوز يوسف لبنت اخوها .
ليليان : السفير ؟
جينا : اه هوه .. ولما اعترضت .. وقولتله انه هيغلط غلطه كبيرة لو وافق على اختيار امه .. زعل .
دهشت ليليان وسألتها
ليليان : وانتى ايه اللى يدخلك ؟
أستدارت الى أمها
جينا : انتى عارفه يعنى ايه يكون معايا ليلى تانيه فى البيت ؟.. دا الجحيم بعينه .
ليليان : انتى تعرفى البنت عشان تحكمى عليها؟
جينا : شفتها مرة من زمان ومش فاكراها اوى .. هيه دايما مسافرة مع اهلها .. وسارة قالتلى انها بتحضر الدكتوراه فى جامعة السوربون فى العلوم السياسيه .. يعنى هتبقى حد نفخ زى عمتها .. وانا مش ناقصه .
قالت ليليان مستغربة رد فعل أبنتها
ليليان : يوسف مسيره هيتجوز وسواء كانت بنت خاله او غيرها مش معقول هتدخلى وتقوليله دى تنفع ودى ما تنفعش .
ضربت الأرض بقدميها بغضب وقالت ونعت يوسف لها بالأنانيه يتردد فى عقلها
جينا : أنا مستحيل هقبل انه يتجوز اى واحده تيجى تنضم لجروب الحيزبونات اللى انا عايشه معاه .
سألتها أمها بقلق
ليليان : معنى كده ان انتى مش عايزاه يتجوز خالص .
هذا ما عنته بالفعل ولكنها لن تقول هذا فقالت بضيق
جينا : انا ما قولتش كده .
ليليان : خلاص تقدرى تسيبيهم وتيجى تعيشى معايا .. ايه اللى يجبرك تعيشى فى بيت الكل فيه مش طايقك زى ما بتقولى ؟
جينا : لأنه بيتى .. بيت ابويا ومش هسيبه لحد .
قالت ليليان
ليليان : انتى واخداها تحدى يا جينا ؟
لم يكن تحدى فقط , أنها تحب الحياة هناك , أنها تنتمى الى ذلك القصر حتى لو كرهت تسلط يوسف عليها ورفض باقى عائلتها لوجودها بينهم .
جينا : مش تحدى .. دا حقى .. وأنا هعرف أزاى أاثر على يوسف وأخليه ما يوافقش على أختيار ليلى .
قالت المقطع الاخير باصرار فاقم من القلق الذى راح يعتمل فى قلب ليليان
ليليان : عايزة تفضلى عايشه على طول فى حرب ؟.. مش عاجبانى طريقة تفكيرك يا جينا .. انتى حره فى حياتك طبعا .. لكن اياك تفكرى تلعبى على يوسف .. هوه مش غبى ولا أنتى ذكيه كفايه عشان تغلبيه … يوسف واخد قسوة أبوه .. أنا خايفه عليكى .
ارتاحت ليليان لأن جينا لم تنتبه لتلك المرارة التى تخللت صوتها وقد أظلمت عيناها بذكريات كانت تفضل ألا تتذكرها , دائما ما يذكرها يوسف بأبوه وسيكون مثله .. القسوة لديه أسهل من الحب.
جينا : عمى أحمد عمره ما كان قاسى عليا .. كان بيحبنى .. ويوسف كمان بيحبنى ومستحيل يأذينى .
زفرت ليليان بقوة
ليليان : خلاص .. خلاص .. مش هنتكلم فى اى حاجه تضايقنا .. خلى الأيام اللى هنقضيها مع بعض تكون بعيده عن كآبه عيلة أبوكى .
طرق على الباب ثم فتح وأطل خالد زوج ليليان بوجه مبتسم , تذكرها طلته دائما ببروفيسور جامعى أوعالم مخضرم بشعره الكثيف ولحيته المهذبه التى خالطها قليل من الشيب فى بعض الأماكن لم يكن جميلا ولكنه كان جذابا ببشرته الخمريه وبنيته القوية كما أنه يخفى تحت وقاره شخصيه مرحه وروحا فكاهيه والأهم فى نظرها أنه يعشق أمها بجنون .
قال يوبخهما مازحا
خالد : كنت عارف أنى هتنسى .. الأكل برد .
شهقت ليليان
ليليان : صحيح ده كان باعتنى أستعجلك عشان العشا جاهز .
خالد متأوها
خالد : يا الله .. الله يكون فى عونى لما تتلم الأم وبنتها .
******
رن جرس هاتف يوسف النقال فأخذه عن الطاوله ونظر الى رقم المتصل وقال بتأفف
يوسف : هدير ؟
أنها ثالث مره هذا الأسبوع التى تتصل فيها به وتتحدث فى لا شئ , ما الذى تريده عمته منه ؟ يغضبه ما يشعر بأنها تخطط له .. يكفى ما فى حياته من تعقيد ولا يريد المزيد .
******
أنتهت المكالمه أخيرا وقد تبادلا خلالها كلمات لا معنى لها
قالت كريمان
كريمان : كده تمام .
قالت هدير بضيق
هدير : هوه ايه اللى تمام يا ماما ؟… ده رد عليا بطريقه كأنه كده زهقان ومتضايق انى اتصلت بيه .
كريمان : بيتهيألك .. هيه دى طريقة يوسف فى الكلام انا عارفاه.
قبلت كريمان وجنة ابنتها بحب
كريمان : خليكى واثقه فى نفسك كده … وعايزاكى تهتمى بشكلك شويه .. لازم لما يرجع تلفتى نظرة بنيولوك جديد .
سألت هدير بأبتسامه ساخرة
هدير : عايزانى انفخ شفايفى ؟
نظرت كريمان الى صدر هدير وردفيها ثم ربتت على اعلى ذراعيها
كريمان : لا يا حبيبتى .. انا عايزاكى تخففى من النفخ شويه عاوزاكى تبقى ارفع من جينا عشان اللبس يبان عليكى.
أعتدلت هدير هاتفه بجزع
هدير : أرفع من جينا ؟ .. انا ماشيه على الرجيم بتاع الدكتور اللى ودتينى عنده ومعنديش استعداد انى اجوع نفسى اكتر من كده .
كريمان : لو كنتى ماشيه عليه زى ما بتقولى .. تفسرى بأيه الأتنين كيلو اللى زيدتيهم الأسبوع اللى فات ؟
هدير : وانا ايش عارفنى .. يمكن النفس اللى بتنفسه هوه اللى بيزود وزنى .
وقفت كريمان ولوحت بسبابتها محذرة فى وجه أبنتها
كريمان : اسمعى .. عندك فرصه ومتضيعيهاش بسبب بطنك .
وقفت هدير وواجهت أمها بيأس
هدير : بصراحه يا ماما انا مش متخيله نفسى ممكن أتجوز يوسف .. أصله بيربكنى ومابعرفش اتعامل معاه بعفويه زى اى شخص عادى .
كريمان : المهم .. بتحبيه والا لأ؟
هدير : بحبه.
كريمان : يبقى خلاص تسمعى الكلام.
******
ألقى بالهاتف فوق الطاولة ورجع على الأريكه الى الخلف مسندا رأسه على ذراعيه ونظر الى سقف حجرته فى الفندق متجهما , الأتصال الوحيد الذى يتمناه لم يأتى , أنها غلطته فلقد حاولت أن تتصل به أكثر من مرة وكان يرفض الرد عليها حتى توقفت عن المحاوله .. كان غاضبا منها أو بالأحرى محبطا بطريقه لم يشعر بها من قبل .. فعندما كانا فى الطائرة .. عندما ظن أخيرا انه أصبح لصبره أخر … عندما تفصدت الفرحه من كل خلايا جسده … عندما طار به الخيال ووضعه بين صفوة العشاق .. فجأة … وكما رفعته بسرعه الى السماء هبطت به بقوة الى الارض ويعلم الله كم بذل من جهد للسيطرة على أعصابه وأن لا يدفعه الأحباط الى خنقها .. سافر الى برلين وهو يوبخ نفسه على غبائه وعلى تمسكه بحب فتاه تافهه غبيه وأنانيه مثلها , لقد كاد أن يفضح نفسه أمامها .. فلو صمتت للحظه لباح لها بكل ما يعتمل فى قلبه من حب وهيام ولوعه وأشتياق … لكان أصبح الأن مسارا لسخريتها وتهكمها … لخسر كرامته وكبريائه تحت قدميها , مرأسبوع حتى الأن وأقيم عرض أزياء ليليان ونجح كالعاده وأحدث هياجا أعلاميا بين صحف الموضه وقنواتها ولم يغب وجه جينا عن عدسات المصورين وفضول الصحفيين , كانت ليليان أما فخورة بأبنتها وأمومتها برغم أنها لا تبدو أبدا كأم لشابه فى عمر جينا , وتنتهز كل فرصه لتظهرها بجوارها وتقول أنها ملهمتها وأنها عندما تقوم بتصميم مميز تكون أبنتها فى بالها وتصنعه من أجلها .. ولقد رآها فى صور تجمعها مع ليليان وزوجها ورآها فى صورة تضحك مع ممثل هوليوودى شهير وفى أخرى مع مطرب لبنانى وسيم وأكثر الصور التى ضايقته كانت صورة ترقص فيها مع صهيب يحيطها بذراعيه ويقربها من جسده مما جعل الدماء تفور فى رأسه وتحرق الغيرة أحشاءة وفكرة متهوره تدفعه لترك عمله والسفر اليها وأنتزاعها من هناك والعوده بها الى بيته حيث تبقى تحت نظره وحمايته ولكنه أكتفى بمكالمتها هاتفيا لتنال المزيد من غضبه وأنهاها بأغلاق الهاتف فى وجهها .
تناول هاتفه من جديد وأداره بين اصابعه وتردد للحظات ثم طلب رقم جينا , تخللت اصابعه خصلات شعره وهو ينتظر والهاتف يرن حتى ظهرت عبارة (لا يوجد رد)
******
ألقت ليلى الهاتف من يدها بعنف على الفراش , لقد ذهب اليها .. سافر الى لندن من أجلها كما كان يفعل أبوه من قبله , كل سفرياته تصب فى لندن دائما .. تلك المدينه الكريهه على قلبها والتى خطفت من قبل اكرم ثم زوجها والأن أبنها .. ولكن هذه المرة هى ليست بضعف زمان , لديها القوة التى تجعلها تحافظ على أبنها من شر تلك الساحرة وأبنتها التى تماثلها شرا .. لديها الورقه الأخيرة … الورقه الرابحه .. تناولت هاتفها من جديد وطلبت رقما .

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى