روايات

رواية أميرة القصر الفصل الثاني عشر 12 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الفصل الثاني عشر 12 بقلم مايسة ريان

رواية أميرة القصر الجزء الثاني عشر

رواية أميرة القصر البارت الثاني عشر

أميرة القصر
أميرة القصر

رواية أميرة القصر الحلقة الثانية عشر

مر على وجود يوسف فى لندن ثلاثة أيام أمتنع فيهما عن الأتصال بجينا حتى لا تظن أنه هنا ليكتم على أنفاسها , لقد أنهى عمله فى وقت أقل مما توقع وبقى أسبوع على أنتهاء الوقت الذى وعد به جينا لتقضيه مع أمها فقرر السفر الى لندن حتى يأتى موعد سفرهما , أتصل بوليد أحد أصدقاء الدراسه القدامى والذى كان قد تزوج ويعيش حاليا فى نيوكاسل مع أسرته وقد وعده بأن يأتى الى لندن للقائه فى أجازته الأسبوعيه وتقابلا فى أحدى المقاهى الشهيرة بالقرب من الهايد بارك وجلسا يستعيدا الذكريات وتبادل الأخبار وسأله وليد فى خضم الحديث عن جينا مذكرا اياه بالشجار الذى حدث بينهما فيما مضى بسببها عندما وقع تحت تأثير سحرها وحاول التحدث اليها ولكنها ذهبت وأخبرت يوسف على الفور .
وليد : ماتجوزتهاش ليه لحد دلوقتى .. كلنا كنا متراهنين أنك منمر عليها لنفسك .
ضحك يوسف وتهرب من السؤال بسؤالة عن زوجته وأولاده وأثناء اللقاء تلقى يوسف أتصالا هاتفيا من أمه وكانت شبه منهاره وهى تتحدث اليه وطلبت منه أن يسافرالى باريس على وجه السرعه فخاله طلعت فى المشفى وحالته خطرة فقطع لقاءه مع صديقه وقام بالاتصال بالمطار وحجز على رحله ستقلع فى المساء الى باريس .
كان يوسف ووليد يقفان على الرصيف أمام المقهى ينتظران سيارة أجرة لتقلهما الى الفندق الذى يقيم به يوسف ليجهز حقائبه عندما لكزه وليد فى ذراعه قائلا
وليد : بص كده .. البنت اللى فى العربيه الفيرارى الفضى اللى واقفه فى الأشارة دى .. مش شبه بنت عمك جينا .
رفع يوسف رأسه بحده الى حيث أشار صديقه وشحب وجهه من الغضب , لقد كانت هى نفسها وبجوارها على مقعد السائق يجلس صهيب .
******
عبست جينا وهى تنظر الى هاتفها
جينا : ليليان عماله تتصل تتصل .. هيه بقت لحوحه كده ليه .
خرجت مع صهيب من باب المصعد وهو يرد
صهيب : كنتى رديتى عليها .. ممكن تكون قلقت لما أتأخرنا .
جينا : مانت اللى سيبتنى ملطوعه فى هاروودز .
صهيب : أعملك أيه كان عندى شغل مهم .. ثم أنا اللى أعرفه ان البنات لما بيكونوا بيعملوا شوبينج بيقعدوا طول اليوم .
فتحت ليليان الباب بنفسها وكانت متوترة
ليليان : أتأخرتوا ليه ؟
نظر اليها صهيب وجينا بدهشه وعرفا السبب فى حجرة الجلوس
أمتقع وجه جينا ويوسف يرمقها بعينان صاعقتان وكان خالد جالسا على الأريكه يتابع ما يحدث بأهتمام , تقدم صهيب الى الأمام يحيى يوسف ببشاشه
صهيب : أهلا وسهلا أستاذ يوسف .
ظلت يد صهيب ممدوده للحظات قبل أن يحرك يوسف يده كارها لمصافحته
يوسف : أهلا .
نظر صهيب الى والده نظرة متسائله فهز خالد كتفيه بعدم معرفه
تمتمت جينا وهى تقترب من يوسف
جينا : أزيك يا يوسف .. حمدالله ع السلامه .
كان غاضبا منها كالعاده , ولكنها أفتقدته , أشتاقت اليه , أجتاحتها رغبه عارمه لألقاء نفسها بين ذراعيه ومسح تلك التكشيرة عن جبينه بقبله طويله فأبتسمت له أبتسامه رائعه لانت لمرآها ملامحه وفعلت الأعاجيب بضربات قلبه .
******
وصلا الى باريس فى الواحده بعد منتصف الليل تثائبت جينا وهى جالسه بجوار يوسف فى سيارة الأجرة التى كانت تأخذهم الى الفندق , لقد وافقت دون تردد على السفر معه الى باريس رغم ألحاح ليليان عليها أن تبقى برفقتها , لم يتحدث يوسف معها الا للضرورة ولكن يده لم تترك يدها طوال الوقت حتى أجلسها فى الطائرة , لم يجدا أماكن شاغرة الا فى الدرجه الأقتصاديه فلم تبالى وجعلت من كتفه وسادتها طوال الرحله المتعبه وكانت غرفتها فى الريتز تعويضا جيدا لها حيث حجز لها يوسف جناحا فاخرا كان كثيرا على ليلتين فى باريس , أستحمت وأرتدت ملابس النوم ونامت على الفور من الأرهاق ولكن الأحلام هاجمتها ولم تعطها فرصه للراحه والتمتع بنوم هادئ ..
ورود وأضواء رأتها جينا من خلال شرفتها .. وموسيقى أفراح كانت أقرب لموسيقى الجنازات فى أذنيها .. أقتحمت سارة عليها غرفتها تخبرها بسعادة أن العروس وصلت مع والديها ثم سحبت جينا من يدها ونزلتا الى أسفل حيث وقف يوسف فى بذلة الزفاف تشع السعاده من وجهه ودخلت العروس من الباب وقد أختفى صوت الموسيقى والعروس تقترب ببطئ شديد يزداد معه فضول جينا لرؤية وجهها ثم شهقت بذهول عندما رأته …. أنها ليلى وهى أصغر سنا .
هبت جينا جالسه فى فراشها بعينين متسعتين .. كان هذا كابوسا وليس حلما , كان ضؤ النهار يملأ الغرفه فنظرت الى ساعة هاتفها وكانت تشير الى الثامنه الا ربع صباحا .. حسنا هذا الحلم قد ضايقها وقررت أن لا تعود الى النوم مره أخرى .
خرجت من الحمام وكان هناك طبق فاكهه على المنضده بجوار النافذه فأخذت موزة وقشرتها وبعد قضمه واحده تذكرت شيئا رهيبا .. أنهما فى فرنسا وخاله مريض .. خاله شقيق ليلى الوحيد ووالد أيمان .. وأيمان تدرس هنا فى السوربون .
******
سوف يلقنها درسا لن تنساه فهى لم تأتى معه طواعية الا لمعرفتها بأنه سيرى أيمان فى باريس وكانت تمثل طوال الوقت دور الرقيقه المطيعه .. تتمسح به كالقطه .. تحملت الركوب فى الدرجه الأقتصاديه دون تذمر .. تبتسم له برقه وتمسك يده بوداعه , لا ينكر تمتعه بكل هذا ولكنه لم يكن غافلا عن الحقيقه من وراءه فهو يعرفها جيدا .
لقد حجز لها فى جناح الأمراء حتى لا تظن انها معه ستكون فى مستوى أقل مما كانت عليه مع أمها ومع المدعو صهيب ولم يكن هذا من طبعه فهو لا يحبذ التنافس فى الشكليات والتباهى بالمال , أنه يحب البساطه ويكره المبالغه فى الأنفاق , ولكن ماذا يفعل وحبه لتلك الجميله يدفعه لأرتكاب الحماقات , نظر الى ساعته ووجدها تقارب الثامنه والنصف ولا يعرف ان كان عليه أن يوقظها أو يتركها نائمه .
طرق باب غرفته فذهب ليفتح الباب ودهش لرؤية جينا تقف أمامه وقد أرتدت ملابسها أستعدادا للخروج
جينا : صباح الخير .
يوسف : صباح النور .. كنت فاكرك لسه نايمه .
كانت واجمه بعبوس
جينا : أنا جعانه .. يالا ننزل عشان نفطر .
دهش لمزاجها النكد وقد كان يتوقع أن تكمل تمثيلية الأمس .
******
تناولت جينا أفطارها بشرود وهى واجمه وراقبها يوسف بحيره فكان كلما وجه اليها سؤالا أو تعليق كانت ترد بأقتضاب وتتجنب النظر اليه مباشرة فهل هذا تكتيك جديد تقوم به للتأثير عليه
يوسف : أنا مضطر أسيبك عشان أروح ع المستشفى وهبقى …
قاطعته
جينا : هاجى معاك .
أبتسم بسخريه لردة فعلها المنفعله , لقد كان محقا .
******
كانت تسير بجوارة فى أروقة المشفى كما لو كانت تسير الى حتفها , كل ما كانت تفكر فيه بالأمس عندما رأته فى منزل ليليان أنها لا تريد أن تتركه يغيب عن عينيها ولم تفكر كثيرا فى المكان الذى سيأخذها اليه فسيسعدها أى مكان تكون فيه معه حتى وان أخذها الى الصحراء التى تكرهها بقفرها وحرها وكان هذا أحساسا جديدا عليها وأنصاعت له دون أن تفكر فى مغزاه ولكن هذا الصباح صفى عقلها البطئ الفهم ففى باريس سيقابل عروس المستقبل … العروس التى أختارتها له أمه والتى لم يعلن صراحة عن موافقته من عدمها عندما سألته .
******
طلعت لم يكن يشبه شقيقته ليلى الا فى الشكل الخارجى فقط , أحبته جينا رغما عنها وقد تذكرته عندما كان يأتى لزيارة منزلهم
طلعت : ماكنش فى داعى يا يوسف تتعبوا نفسكوا .. أنا قلت لليلى فى التليفون ان دى مجرد تحاليل وفحوصات عاديه طلب الدكتور منى أعملها لمجرد الأطمئنان مش أكتر… وكلها يوم وأخرج من المستشفى .
كان هذا مغايرا لما قالته له أمه وهى تصيح شبه منهارة على الهاتف حتى ظن أن خاله يودع الحياه
يوسف : مفيش تعب ولا حاجه يا خالى أنا على كل حال كنت فى أوروبا ودى كمان فرصه عشان نشوفكوا .
تقدمت زوجة خاله الجميله جدا والأنيقه جدا وتدعى وفاء وهى تحمل مزهريه وضعت فيها الورود التى أحضروها ووضعتها على الكوميدينو بجوار فراش زوجها وهى تقول بأعجاب لجينا
وفاء : أكيد الورد ده أنتى اللى أخترتيه ياجينا .. لأنه يشبهك فى ذوقه وجماله .
بماذا يمكن أن ترد على مجامله بهذا الشكل الراقى من أناس كانت تود بشده لو تكرههم فرد يوسف بالنيابه عنها
يوسف : عندك حق .. دى أكتر حاجه جينا شاطره فيها .
نظرت اليه بحده لم يلاحظها لأنه كان ينظر الى زوجة خاله , وفكرت بغيظ انها تستطيع أن تكون شاطرة فى أشياء أخرى منها فقع عينيه مثلا ان تجرأ على السخريه منها أمام نسباء المستقبل
طلعت : أيمان فرحت أوى لما عرفت ان انت جاى .
يوسف : صحيح ؟ .. أمال هيه فين وحشتنى والله ؟
وفاء : راحت الجامعه الصبح .. شويه وتكون هنا .
أتسعت أبتسامة يوسف وتوترت جينا فى مقعدها وأطبقت شفتيها وظلت صامته رغم محاولات وفاء الدؤوب لأشراكها فى الحديث .
تضايق يوسف منها فقد كانت تتصرف كطفل مستاء يرفض محاولات الأخرين لمصالحته , فتجاهلها تماما , لقد ذاق منها الأمرين آخرهم صهيب .
حضرت أيمان ..لا .. لا تشبه ليلى أبدا أنها تشبه أمها فى جمالها ورقيها وأناقتها الباريسيه وتصرفاتها الأنيقه الرزينه , لقد حضنت جينا وقبلت وجنتيها وكأنهما صديقتان لم تتقابلا منذ زمن وكان ليوسف أبتسامات وضحكات خاصه به وحده , وأكتشفت مصدومه أنهما كانا على أتصال دائم عبر الهاتف أو عبر تبادل الرسائل الألكترونيه , شعرت بأنها لن تستطيع تحمل الوجود فى هذه الغرفة أكثر من ذلك والا صرخت باكيه فى أى وقت فهبت واقفه لتخرج فسألها يوسف
يوسف : على فين ؟
تلجلجت للحظات
جينا : هتمشى بره شويه .. عن أذنكوا .
خرجت بسرعه قبل أن يسألها سؤال آخر
قالت وفاء بعد خروج جينا
وفاء : باين عليها مابتاخدش على الناس بسرعه وبتتكسف .
******
أسندت رأسها الى الجدار خارج الغرفة والدموع تغشى عينيها .. ماذا دهاها ؟ ..
ما الذى يعنيه لها حقا أن يتزوج يوسف بأيمان أو بغيرها ؟ لقد سألتها سارة عن نوع الفتاة التى تصلح لتكون زوجه له ولم تعطها الا جوابا سخيفا تهرب به من الأجابه الوحيده التى خافت حتى أن تفكر بها , أنها هى الفتاة التى تليق به , لماذا لم تصدم أو تدهش لأدراكها هذا ؟ .. لأنها كانت تعرفه جيدا بداخلها ومنذ سنوات .. منذ أن كانت مراهقه لم تقع فى الحب يوما كمثيلاتها من المراهقات وتجد متعتها فى لفت أنتباهه اليها بمشاكلها وشكواها وعندما مات عمها وأنقلبت عائلتها ضدها لم يحزنها الا تغيره هو نحوها حيث لم يعد الصديق الذى يستمع الى شكواها ويؤازرها فى مشاكلها والرفيق المرح المسلى .. أصبح شخصيه جاده صارمه يعنفها ويقومها طوال الوقت .. لقد كانت مصيبتها كبيرة عندما فقدت عمها الذى كان بمثابة الأب بالنسبه لها .. مات عمها ولم تتلقى العزاء فيه .. لم يضمها أحد ليواسيها …. فقدته وفقدت معه حنان يوسف وتفهمه ووجدت نفسها قد أصبحت فريسه لحقد عائلتها عليها خاصة عندما أكتشفوا أنها أصبحت تمتلك ما يوازيهم جميعا فى القصر وفى الشركه فظنت أن هذا هو السبب الذى جعل يوسف ينقلب ضدها فآلمها هذا بشده وتحولت الى مراهقه مشاكسه وعنيده وتلميذه بليده لا تهتم بتعليمها وتشمت من داخلها وهى ترى غضبه لرسوبها أو حصولها على درجات متدنيه .. كانت تنتقم لمشاعرها المجروحه وحبها الذى لم يجد طريقا اليه .
******
أوصلتهم أيمان بسيارتها الى الفندق , جلست جينا فى المقعد الخلفى تتظاهر بتأمل المناظر من النافذه وحديثهم الودى يصيبها بالغثيان .
وعلى باب الفندق وقفوا وقالت أيمان
أيمان : أنا عازماكوا انهارده على العشا وبعدها عندى مفاجأه هتعجبكوا .
يوسف : مفجأة أيه ؟
ضحكت أيمان برقه
أيمان : صحيح هيه مش هتبقى مفجأة لو قولتهالك .. بس ماشى هقولك .. كنت حاجزة تلت تذاكر للأوبرا وبما أن بابا وماما مش هيقدروا يروحوا معايا وبما أنى عارفه أنك زيى غاوى أوبرا .. فأيه رأيك ؟
يوسف : مفاجأة جميله طبعا بقالى كتير ماحضرتش عرض للأوبرا ..
ثم استدار الى جينا وتابع ساخرا بأسف
يوسف : بس ياخسارة جينا مش هتيجى معانا أصلها بتكره الأوبرا .
نظرت اليها أيمان بدهشه مستنكره وكأنها جريمه أن لا يحب أحدا الأوبرا , فما الذى يراه الناس رائعا فى بضعة أشخاص يصرخون طوال الوقت ؟ ولكنها قالت بعناد
جينا : لأ هروح .. مش يمكن تعجبنى المرادى .
حتى وأن كانت أيمان قد تضايقت من اصرار جينا على الذهاب معهما الا أن هذا لم يظهر عليها فقد أبتسمت لجينا وقالت بحماس
أيمان : أكيد قريتى مسرحية عطيل لشيكسبير .. هتنبهرى بقى بالكونسرت .. فيردى موسيقار عظيم تخيلى أنه كتب أوبرا عطيل بعد ستاشر سنه من كتابته لأوبرا عايدة .. العبقريه فعلا مابتعترفش بالزمن .. وبقت من أروع ما كتب … أنا واثقه أنها هتعجبك .
رمق يوسف السأم الذى على وجه جينا بنظرة ساخرة فهى قد لا تعرف حتى من هو فيردى من الأساس
واسترسلت ايمان بحماس فى الحديث مع يوسف عن المغنيه التى ستقوم بدور ديدمونة
تمتمت جينا بصوت منخفض بعد أن ودعتهم ايمان وأنصرفت
(( قعد ستاشر سنه عشان يكتب أوبرا تانيه ؟ باين عليه كان راجل ممل ))
سمعها يوسف وضحك ساخرا

يتبع…

لقراءة الفصل التالي : اضغط هنا

لقراءة الرواية كاملة اضغط على : (رواية أميرة القصر)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى